منتديات جعلان - عرض مشاركة واحدة - ((( عيون الأثر الجزء الأول والثاني )))
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 75  ]
قديم 05-28-2006, 06:41 AM
جعلاني ذهبي


المشاركات
4,762

+التقييم

تاريخ التسجيل
Oct 2004

الاقامة

نظام التشغيل
oman

رقم العضوية
12

اسير الصحراء is on a distinguished road
غير متواجد
 
افتراضي
تحويل القبلة
قرئ على الشيخ أبي عبد الله بن محمد بن إبراهيم المقدسي و أنا حاضر في الرابعة ، أخبركم أبو الحسن علي بن النفيس بن بورانداز ، قراءة عليه ببغداد فأقر به ، أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى ، أخبرنا أبو عطاء بن أبي عاصم ، أخبرنا أبو حاتم بن محمد بن يعقوب ، أخبرنا أبو العباس محمد بن محمد بن الحسن الفريزني ، حدثنا أبو جعفر رجاء بن عبد الله بن فورجة ، حدثنا مالك بن سليمان الهروي ، عن يزيد ، بن عطاء ، عن أبي إسحاق ، عن البراء بن عازب ، قال : لقد صلينا بعد قدوم النبي صلى الله عليه و سلم نحو بيت المقدس ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً ، و كان الله يعلم أنه يحب أن يوجه نحو الكعبة ، فلما وجه النيي صلى الله عليه و سلم إليها صلى رجل معه ، ثم أتى قوما من الأنصار و هم ركوع نحو بيت المقدس ، فقال لهم و هم ركوع : أشهد رسول الله صلى الله عليه و سلم قد وجهه نحو الكعبة ، فاستداروا و هم ركوع فاستقبوها .
رواه البخاري و غيره من حديث أبي إسحاق عن البراء .
و روينا من طريق ابن سعد : حدثنا الحسن بن موسى ، حدثنا زهير ، حدثنا أبو إسحاق ، عن البراء .. الحديث . و فيه : و أنه صلى أول صلاة صلاها العصر ، و صلاها معه قوم ، فخرج رجل ممن صلاها معه ، فمر على أهل مسجد و هم راكعون ، فقال : أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل مكة ، فداروا كما هم قبل البيت .
و كان يعجبه أن يحول قبل البيت ، و كانت اليهود قد أعجبهم إذ كان يصلي قبل بيت المقدس ، و أهل الكتاب ، فلما ولى وجهه قبل البيت أنكروا ذلك .
و فيه : أنه مات على القبلة قبل أن تحول قبل البيت : رجال ، و قتلوا ، فلم ندر ما نقول فيهم ، فأنزل الله تعالى " وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم " [ البقرة : 143] .
و قد اتفق العلماء على أن صلاة النبي صلى الله عليه و سلم بالمدينة كانت إلى بيت المقدس ، و أن تحويل القبلة إلى الكعبة كان بها ، و اختلفوا كم أقام النبي صلى الله عليه و سلم يصلي إلى بيت المقدس بعد مقدمه المدينة ؟ و في أي صلاة كان التحويل ؟ و في صلاته عليه الصلاة و السلام قبل ذلك بمكة كيف كانت ؟
فأما مدة صلاة النبي صلى الله عليه و سلم إلى بيت المقدس بالمدينة فقد رويناه أنه كان ستة عشر شهراً ، أو سبعة عشر شهراً ، أو ثمانية عشر شهراً ، و روينا بضعة عشر شهراً .
قال الحربي : ثم قدم النبي صلى الله عليه و سلم المدينة في ربيع الأول فصلى إلى بيت المقدس تمام السنة ، و صلى من سنة اثنتين ستة أشهر ثم حولت القبلة في رجب .
و كذلك روينا عن ابن إسحاق ، قال : و لما صرفت القبلة عن الشام إلى الكعبة ، و صرفت في رجب على رأس سبعة عشر شهراً من مقدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة . في خبر ذكره . و سنذكره بعد تمام هذا الكلام إن شاء الله تعالى .
و قال موسى بن عقبة و إبراهيم بن سعد : عن ابن شهاب ، عن عبد الرحمن بن عبد الله ابن كعب بن مالك ، أن القبلة صرفت في جمادى .
و قال الواقدي : إنما صرفت في صلاة الظهر يوم الثلاثاء في النصف من شعبان . كذا و جدته عن أبي عمر بن عبد البر . و الذي رويناه عن الواقدي من طريق ابن سعد : حدثنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة ، عن داود بن الحصين عن عكرمة ، عن ابن عباس . قال ابن سعد : " و أخبرنا عبد الله بن جعفر الزهري ، عن عثمان بن محمد الأخنسي و عن غيرهما ، أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما هاجر إلى المدينة صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهراً ، و كان يحب أن يصرف إلى الكعبة ، فقال : يا جبريل ! وددت أن الله صرف وجهي عن قبلة يهود . فقال جبريل : إنما أنا عبد فادع ربك و سله ، و جعل إذا صلى إلى بيت المقدس يرفع رأسه إلى السماء ، فنزلت : " قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام " [ البقرة : 144 ] فوجه إلى الكعبة إلى الميزاب . و يقال : صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ركعتين من الظهر في مسجده بالمسلمين ، ثم أمر أن يوجه إلى المسجد الحرام ، فاستدار إليه ، و دار معه المسلمون ، و يقال : بل زار رسول الله صلى الله عليه و سلم أم بشر بن البراء بن معرور في بني سلمة ، فصنعت له طعاماً ، و حانت الظهر فصلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بأصحابه ركعتين ، ثم أمر أن يوجه إلى الكعبة ، فاستقبل الميزاب ، فسمي المسجد مسجد القبلتين ، و ذلك يوم الأثنين للنصف من رجب على رأس سبعة عشر شهراً . و فرض صوم شهر رمضان في شعبان على رأس ثمانية عشر شهراً . قال محمد بن عمر : و هذا الثبت عندنا " .
قال القرطبي : الصحيح سبعة شهراً و هو قول مالك و ابن المسيب و ابن إسحاق .
و قد روي ثمانية عشر ، و روي بعد سنتين ، و روي بعد تسعة أشهر أو عشرة أشهر ، و الصحيح ما ذكرماه أولاً .
و أما الصلاة التي و قع فيها تحويل القبلة ، ففي خبر الواقدي هذا أنها الظهر ، و قد ذكرنا في حديث البراء قبل هذا أنها العصر . و قد روينا عن ابن سعد ، قال : " أخبرنا عفان بن مسلم ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، قال : أخبرنا ثابت ، عن أنس ابن مالك ، أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يصلي نحو بيت المقدس فنزل : " قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام " [ البقرة : 144 ] فمر رجل يقوم من بني سلمة و هم ركوع في صلاة الفجر و قد صلوا ركعة ، فنادى : ألا إن القبلة قد حولت إلى الكعبة ، فمالوا إلى الكعبة " .
و روينا عن ابن سعد ، قال أخبرنا الفضل بن دكين ، حدثنا قيس بن الربيع ، حدثنا زياد بن علاقة ، عن عمارة ابن أوس الأنصاري ، قال : صلينا إحدى صلاتي العشي ، فقام رجل على الباب و نحن في الصلاة ، فنادى : إن الصلاة قد و جهت نحو الكعبة ، فتحول أو تحرف إمامنا نحو الكعبة و النساء و الصبيان ، و ليس في هذين الخبرين ما يعارض ما قبلهما لأن بلوغ التحويل غير التحويل .
و قرىء على أبي عبد الله بن أبي الفتح بن و ثاب الصوري ، و انا أسمع ، أخبركم الشيخان : أبو مسلم المؤيد بن عبد الرحيم بن أحمد بن محمد بن الإخوة البغدادي نزيل أصبهان ، و أبو المجد زاهر طاهر الثقفي الأصبهاني إجازة ، قال الأول : أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي ، و قال الثاني : أخبرنا أبو الوفاء منصور بن محمد بن سليم ، قالا : أخبرنا أبو الطيب عبد الرزاق بن عمر بن موسى بن شمة ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم ، قال : أخبرنا علي بن العباسي المقالعي ، عن محمد ابن مروان ، عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير ، قال : و حدثنا سفيان ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر ، قال : كانوا يصلون الصبح فانحرفوا و هم ركوع .
و أما كيف كانت صلاته صلى الله عليه و سلم قبل تحويل القبلة ، فمن الناس من قال كانت صلاته صلى الله عليه و سلم إلى بيت المقدس ، من حين فرضت الصلاة بمكة إلى أن قدم المدينة ، ثم بالمدينة إلى وقت التحويل .
====