منتديات جعلان - عرض مشاركة واحدة - ((( عيون الأثر الجزء الأول والثاني )))
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 60  ]
قديم 05-28-2006, 06:32 AM
جعلاني ذهبي


المشاركات
4,762

+التقييم

تاريخ التسجيل
Oct 2004

الاقامة

نظام التشغيل
oman

رقم العضوية
12

اسير الصحراء is on a distinguished road
غير متواجد
 
افتراضي
بدء الأذان
و كان الناس إنما يجتمعون إلى الصلاة لتحين مواقيتها من غير دعوة ، فهم رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يجعل بوقاً كبوق اليهود الذين يدعون به لصلاتهم ، ثم كرهه ، ثم أمر بالناقوس فنحت ليضرب به للمسلمين في الصلاة ، فبينما هم على ذلك رأى عبد الله بن زيد بن ثعلبة بن عبد ربه ـ أخو بلحارث بن الخزرج ـ النداء .
روينا من طريق أبي داود ، " حدثنا عباد بن موسى الختلي و زياد بن أيوب ، و حديث عباد أتم ، قالا : حدثنا هشيم ، عن أبي بشر ، قال زياد أخبرنا أبو بشر ، عن أبي عمير ابن أنس ، عن عمومة له من الأنصار ، قال : اهتم النبي صلى الله عليه و سلم للصلاة كيف يجمع الناس لها ، فقيل له : انصب راية عند حضور الصلاة فإذا رأوها آذن بعضهم بعضاً ، فلم يعجبه ذلك ، قال : فذكر له القنع ـ يعني الشبور ـ و قال زياد : شبور اليهود . فلم يعجبه ذلك ، و قال : هو من أمر اليهود . قال : فذكر له الناقوس . فقال : هو من أمر النصارى فانصرف عبد الله بن زيد و هو مهتم لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فأري الأذان في منامه . قال فغدا على رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبره ، فقال يا رسول الله ! إني لبي نائم و يقظان إذا أتاني آت فأراني الأذان ، قال : و كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد رآه قبل ذلك فكتمه عشرين يوماً . قال : ثم أخبر النبي صلى الله عليه و سلم . فقال له : ما منعك أن تخبرني . فقال : سبقني عبد الله بن زيد فاستحييت . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يا بلال ! قم فانظر ماذا يأمرك به عبد الله بن زيد فافعله ، فأذن بلال . قال أبو بشر : فأخبرني أبو عمير أن الأنصار تزعم أن عبد الله بن زيد لولا أنه كان يومئذ مريضاً لجعله رسول الله صلى الله عليه و سلم مؤذناً " .
و روينا عن ابن إسحاق من طريق زياد ، و من طريق أبي داود ، " حدثنا محمد بن منصور الطوسي ، حدثنا يعقوب ، حدثنا أبي ، عن محمد بن إسحاق ، قال : حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، عن محمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه ، قال : حدثني أبي عبد الله بن زيد ، قال : لما أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بالناقوس يعمل ليضرب به للناس يجمع للصلاة ، طاف بي و أنا نائم رجل يحمل ناقوساً في يده ، فقلت : يا عبد الله ! أتبيع الناقوس ؟ قال : و ما تصنع به ؟ فقلت : ندعو به إلى الصلاة . قال : أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك ؟ فقلت : بلى . فقال تقول : الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر ، أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله الله لا إله إلا الله ، أشهد أن محمداً رسول الله أشهد أن محمداً رسول الله ، حي على الصلاة حي على الصلاة ، حي على الفلاح حي على الفلاح ، الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله . قال : ثم استأخر عني غير بعيد ، ثم قال : تقول إذا قامت الصلاة : الله أكبر الله أكبر ، أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن محمداً رسول الله أشهد ، حي على الصلاة ، حي على الفلاح ، قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة ، الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله .فلما أصبحت أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبرته بما رأيت . فقال : إنها لرؤيا حق إن شاء الله ، فقم مع بلال فألق عليه ما رأيت ، فليؤذن به ، فإنه أندى صوتاً منك . فقمت مع بلال فجعلت ألقيه عليه و يؤذن به ، قال : فسمع بذلك عمر بن الخطاب و هو في بيته فخرج يجر رداءه يقول : و الذي بعثك بالحق يا رسول الله لقد رأيت مثل ما رأى . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : فلله الحمد " . اللفظ لأبي داود .
قال ابن هشام : " و ذكر ابن جريج قال : قال لي عطاء : سمعت عبيد بن عمرو يقول : ائتمر النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه بالناقوس للاجتماع للصلاة ، فبينما عمر بن الخطاب يريد أن يشتري خشبتين للناقوس ، إذ رأى في المنام أن لا تجعلوا الناقوس ، بل أذنوا للصلاة ، فذهب إلى النبي صلى الله عليه و سلم ليخبره بالذي رأى ، و قد جاء النبي صلى الله عليه و سلم الوحي بذلك ، فما راع عمر إلا بلال يؤذن ، فقال رسول الله حين أخبره بذلك : قد سبقك بذلك الوحي " .
و كان يؤذن لرسول الله صلى الله عليه و سلم بلال ، و ابن أم مكتوم ، و أبو محذورة ، و سعد القرظ ، و هو ابن عائذ مولى عمار بن ياسر ، و كان يلزم التجارة في القرظ فعرف بذلك ، و كان يؤذن لأهل قباء ، و ابن أم مكتوم : عمرو بن قيس العامري ، و قيل : عبد الله . و أبو محذورة : سمرة بن معير ، و قيل أوس .
و روينا عن الطبراني : حدثنا أبو عبد الرحمن النسائي ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن راهويه ، حدثنا معاذ بن هشام ، حدثنا أبي ، عن عامر الأحول ، عن مكحول ، عن عبد بن محيريز ، عن أبي محذورة ، قال : علمني رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر ، أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن محمداً رسول الله أشهد أن محمداً رسول الله ، ثم يعوذ فيقول : أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن محمداً رسول الله أشهد أن محمداً رسول الله ، حي على الصلاة حي على الصلاة ، حي على الفلاح حي على الفلاح ، الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله . رواه النسائي في سننه كذلك . و رواه مسلم عن ابن راهويه ، فوقع لنا عالياً ، و هذا من أعز الموافقات .
قال ابن إسحاق : و نصبت عند ذلك أحبار يهود لرسول الله صلى الله عليه و سلم العداوة بغياً و حسداً و ضغناً ، لما خص الله به العرب من أخذه رسوله منهم ، و انضاف إليهم رجال من الأوس و الخزرج ممن كان عسى على جاهليته ، فكانوا أهل نفاق على دين آبائهم من الشرك و التكذيب بالمبعث ، إلا أن الإسلام قهرهم بظهوره و اجتماع قومهم عليه ، فظهروا بالإسلام و اتخذوه جنة من القتل ، و نافقوا في السر ، فكان هواهم مع يهود ، و كان أحبار يهود هم الذين يسألون رسول الله صلى الله عليه و سلم و ينعتونه ليلبسوا الحق بالباطل ، فكان القرآن ينزل فيهم فيما يسألون عنه ، إلا قليلاً من المسائل في الحلال و الحرام ، كان المسلمون يسألون عنها . فمن اليهود الموصوفين بذلك حيي بن أخطب و أخواه ياسر و جدي ، و سلام بن مشكم ، و كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق ، و كعب بن الأشرف ، و عبد الله بن صوريا الأعور ـ و من بني ثعلبة بن الفطيون ـ و لم يكن بالحجاز في زمانه أعلم بالتوراة . و ابن صلوبا ، و مخيريق ـ و كان حبرهم ـ .
و ذكر ابن إسحاق منهم جماعة : منهم عبد الله بن سلام ، و كان حبرهم و أعلمهم ، و كان اسمه الحصين ، فلما أسلم سماه رسول الله صلى الله عليه و سلم عبد الله .