منتديات جعلان - عرض مشاركة واحدة - ((( عيون الأثر الجزء الأول والثاني )))
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 56  ]
قديم 05-28-2006, 06:30 AM
جعلاني ذهبي


المشاركات
4,762

+التقييم

تاريخ التسجيل
Oct 2004

الاقامة

نظام التشغيل
oman

رقم العضوية
12

اسير الصحراء is on a distinguished road
غير متواجد
 
افتراضي
ذكر بناء المسجد
" و سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن المربد لمن هو ؟ فقال له معاذ بن عفراء : هو يا رسول الله لسهل و سهيل ابني عمرو ، و هما يتيمان لي و سأرضيهما منه فاتخذه مسجداً ، فأمر به رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يبني ، و نزل رسول الله صلى الله عليه و سلم على أبي أيوب حتى بني مسجده و مساكنه ، ، فعمل فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم ليرغب المسلمين في العمل فيه ، فعمل فيه المهاجرون و الأنصار و دأبوا فيه ، فقال قائل من المسلمين :
لئن قعدنا و النبي يعمل لذاك منا العمل المضلل
و أقام رسول الله صلى الله عليه و سلم بالمدينة إذ قدمها شهر ربيع الأول إلى صفر من السنة الداخلة ، يبني له فيها مسجده و مساكنه " .
قال أبو عمر : " و قد روي أن النبي صلى الله عليه و سلم أبى أن يأخذه إلا بثمن ، فالله أعلم . فبني رسول الله صلى الله عليه و سلم مسجده و جعل عضادتيه الحجارة ، و سواريه جذوع النخل ، و سقفه جريدها ، بعد أن نبش قبور المشركين و سواها ، و سوى الخرب ، و قطع النخل ، و عمل فيه المسلمون حسبة .
و مات أبو أمامة أسعد بن زرارة حينئذ ، فوجد عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم وجداً شديداً ، و كان قد كواه من ذبحة نزلت به ، و كان نقيب بني النجار فلم يجعل عليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم نقيباً بعده ، و قال لهم : أنا نقيبكم . فكانت من مفاخرهم " .
و ذكر أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري ، " قال : فنزل رسول الله صلى الله عليه و سلم عند أبي أيوب ، و أراده قوم من الخزرج على النزول عليهم ، فقال : المرء مع رحله . فكان مقامه في منزل أبي أيوب سبعة أشهر ، و نزل عليه تمام الصلاة بعد مقدمه بشهر ، و وهبت الأنصار لرسول الله صلى الله عليه و سلم كل فضل كان في خططها ، و قالوا : يا نبي الله ! إن شئت فخذ منازلنا ، فقال لهم خيراً . قالوا : و كان أبو أمامة أسعد بن زرارة يجمع بمن يليه في مسجد له ، فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي فيه ، ثم إنه سأل أسعد أن يبيعه أرضاً متصلة بذلك المسجد كانت في يده ليتيمين في حجره يقال لهما سهل و سهيل ابنا رافع بن أبي عمرو بن عائذ بن ثعلبة ابن غنم .
كذا نسبهما البلاذري و هو يخالف ما سبق عن ابن إسحاق و غيره ، و الأول أشهر .
قال : فعرض عليه أن يأخذها و يغرم عنه لليتيمين ثمنها ، فأبى رسول الله صلى الله عليه و سلم ذلك و ابتاعها منهما بعشر دنانير أداها من مال أبي بكر .
ثم إن رسول الله صلى الله عليه و سلم أمر باتخاذ اللبن فاتخذ ، و بني به المسجد ، و رفع أساسه بالحجارة ، و سقف بالجريد ، و جعلت عمده جذوعاً " ، فلما استخلف أبو بكر لم يحدث فيه شئياً ، و استخلف عمر فوسعه ، فكلم العباس بن عبد المطلب في بيع داره ليزيدها فيه ، فوهبها العباس لله و للمسلمين ، فزادها عمر في المسجد . ثم إن عثمان بناه في خلافته بالحجارة و القصة و جعل عمده حجارة ، و سقفه بالساج و زاد فيه و نقل إليه الحصباء من العقيق . و كان أول من اتخذ فيه المقصورة مروان بن الحكم ، بناها بحجارة منقوشة ، ثم لم يحدث فيه شيء إلى أن ولي الوليد بن عبد الملك بن مروان بعد أبيه ، فكتب إلى عمر بن عبد العزيز و هو عامله على المدينة يأمره بهدم المسجد و بنائه ، و بعث إليه بمال و فيسفساء و رخام ، و بثمانين صانعاً من الروم و القبط من أهل الشام و مصر ، فبناه و زاد فيه . و ولي القيام بأمره و النفقة عليه صالح بن كيسان ، و ذلك في سنة سبع و ثمانين ، و يقال في سنة ثمان و ثمانين .
ثم لم يحدث فيه أحد من الخلفاء شيئاً حتى استخلف المهدي . قال الواقدي : بعث المهدي عبد الملك بن شبيب الغساني و ررجلاً من ولد عمر بن عبد العزيز إلى المدينة لبناء مسجدها و الزيادة فيه ، و عليها يومئذ جعفر بن سليمان بن علي ، فمكثا في عمله سنة و زاد في مؤخره مائة ذراع ، فصار طوله ثلاثمائة ذراع و عرضه مائتي ذراع ، و قال علي بن محمد المدائني : ولى المهدي جعفر بن سليمان مكة و المدينة و اليمامة ، فزاد ، في مسجد مكة و مسجد المدينة ، فتم بناء مسجد المدينة في سنة اثنتين و ستين و مائة ، و كان المهدي أتى المدينة في سنة ستين قبل الهجرة فأمر بقلع المقصورة و تسويتها مع المسجد .