منتديات جعلان - عرض مشاركة واحدة - ((( عيون الأثر الجزء الأول والثاني )))
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 55  ]
قديم 05-28-2006, 06:30 AM
جعلاني ذهبي


المشاركات
4,762

+التقييم

تاريخ التسجيل
Oct 2004

الاقامة

نظام التشغيل
oman

رقم العضوية
12

اسير الصحراء is on a distinguished road
غير متواجد
 
افتراضي
ذكر دخوله عليه الصلاة و السلام المدينة
و كان أهل المدينة يتوكفون قدوم رسول الله صلى الله عليه و سلم حين بلغهم توجهه إليهم ، فكانوا يخرجون كل يوم لذلك أول النهار ثم يرجعون ، حتى كان يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول ، خرجوا لذلك على عادتهم فرجعوا و لم يقدم عليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ، ثم قدم من يومه ذلك حين اشتد الضحاء ، فنزل بقباء على بني عمرو بن عوف على كلثوم بن هدم ، و كان يجلس للناس في بيت سعد بن خيثمة .
قال الواقدي : و نزل على كلثوم أيضاً جماعة من الصحابة ، منهم : أبو عبيدة بن الجراح ، و المقداد بن عمرو ، و خباب بن الأرت ، و سهيل و صفوان ابنا بيضاء ، و عياض ابن زهير ، و عبد الله بن مخرمة ، و وهب بن سعد بن أبي سرح ، و معمر بن أبي سرح ، و عمرو بن أبي عمرو من بني محارب بن فهر ، و عمير بن عوف مولى سهيل بن عمرو . و كل هؤلاء قد شهد بدراً ، ثم يلبث كلثوم أن مات قبل بدر ، و كان رجلاً صالحاً غير مغموص عليه . انتهى كلام الواقدي .
و قيل : نزل أبو بكر على خبيب بن إساف ، و قيل : على خارجة بن زيد بن أبي زهير .
و أقام علي بمكة ثلاث ليال حتى أدى الودائع التي كانت عند النبي صلى الله عليه و سلم للناس ، ثم جاء فنزل علي كلثوم ، فكان يقول : كان بقباء امرأة لا زوج لها مسلمة ، فرأيت إنساناً يأتيها من جوف الليل ، فيضرب عليها بابها ، فتخرج إليه فيعطيها شيئاً معه فتأخذه ، قال : فاستربت شأنه ، فقلت : يا أمة الله ، من هذا الرجل الذي يضرب عليك بابك كل ليلة فتخرجين إليه فيعطيك شيئاً لا أدري ما هو و أنت امرأة مسلمة لا زوج لك ؟ قالت : هذا سهل بن حنيف ، قد عرف أني امرأة لا أحد لي ، فإذا أمسى عدا على أوثان قومه فكسرها ، ثم جاءني بها ، فقال احتطبي بهذا ، فكان علي يأثر ذلك من أمر سهل بن حنيف .
و كان فيمن خرج لينظر إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قوم من اليهود فيهم عبد الله بن سلام .
" أخبرنا الشيخان أبو الفضل عبد الرحيم بن يوسف و أبو الهيجاء غازي بن أبي الفضل ، قالا : أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزذ ، أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أخبرنا أبو طالب بن غيلان ، أخبرنا أبو بكر الشافعي ، حدثنا معاذ ، حدثنا مسدد ، حدثنا يحيى ، عن عوف قال : حدثنا زرارة ، قال : قال عبد الله بن سلام : لما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة ، قيل : قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة فانجفل الناس إليه ، فكنت فيمن انجفل ، فلما رأيت وجهه صلى الله عليه و سلم عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب ، فأول ما سمعته يقول : أفشوا السلام ، و أطعموا الطعام ، و صلوا بالليل و الناس نيام تدخلوا الجنة بسلام " .
و أشرقت المدينة بقدومه صلى الله عليه و سلم ، و سرى السرور إلى القلوب بحلوله بها .
روينا من طريق ابن ماجه ، حدثنا بشر بن هلال الصواف ، حدثنا جعفر بن سليمان ، الضبعي ، حدثنا ثابت ، عن أنس بن مالك ، قال : لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة أضاء منها كل شيء ، فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شيء ، و ما نفضنا عن النبي صلى الله عليه و سلم الأيدي حتى أنكرنا قلوبنا .
و روى ابن أبي خيثمة ، عن أنس : شهدت يوم دخول النبي صلى الله عليه و سلم المدينة فلم أر يوماً أحسن منه و لا أضوأ .
و روى البخاري من حديث البراء بن عازب ، قال : فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم برسول الله صلى الله عليه و سلم . . الحديث .
قال ابن إسحاق : و أقام رسول الله صلى الله عليه و سلم في بني عمرو بن عوف يوم الاثنين و يوم الثلاثاء و يوم الأربعاء و يوم الخميس ، و أسس مسجدهم ، ثم أخرجه الله من بين أظهرهم يوم الجمعة . و بنو عمرو بن عوف يزعمون أنه مكث فيهم أكثر من ذلك .
و قد روينا عن أنس من طريق البخاري إقامته فيهم أربع عشرة ليلة . و المشهور عند أصحاب المغازي ما ذكره ابن إسحاق .
" فأدركت رسول الله صلى الله عليه و سلم الجمعة في بني سالم بن عوف ، فصلاها في المسجد الذي في بطن الوادي ، وادي رانوناء ، فكانت أول جمعة صلاها بالمدينة ، فأتاه عتبان بن مالك و عباس بن عبادة بن نضلة في رجال من بني سالم بن عوف ، فقالوا : يا رسول الله ، أقم عندنا في العدد و العدة و المنعة . قال : خلوا سبيلها فإنها مأمورة ـ لناقته ، فخلوا سبيلها فانطلقت حتى وازت دار بني بياضة ، تلقاه زياد بن لبيد و فروة بن عمرو في رجال من بني بياضة ، فقالوا : يا رسول الله ! هلم إلينا ، إلى العدد و العدة و المنعة . فقال : خلوا سبيلها فإنها مأمورة فخلوا سبيلها فانطلقت ، حتى إذا مرت بدار بني ساعدة اعترضه سعد بن عبادة و المنذر بن عمرو في رجال من بني ساعدة ، فقالوا : يا رسول الله هام إلينا إلى العدد و العدة و المنعة . قال : خلوا سبيلها فإنها مأمورة . فخلوا سبيلها فانطلقت ، حتى إذا وازت دار بني الحارث بن الخزرج ، اعترضه سعد بن الربيع و خارجة بن زيد و عبد الله بن رواحة في رجال من بني بلحارث بن الخزرج ، فقالوا : يا رسول الله ! هلم إلينا إلى العدد و العدة و المنعة . قال : خلوا سبيلها فإنها مأمورة . فخلوا سبيلها حتى إذا مرت بدار عدي بن النجار ـ و هم أخواله دينا أم عبد المطلب ، سلمى بنت عمرو إحدى نسائهم ـ اعترضه سليط بن قيس و أبو سليط أسيرة بن أبي خارجة في رجال من بني عدي بن النجار ، فقالوا : يا رسول الله ! هلم إلى أخوالك ، إلى العدد و المنعة ، قال : خلوا سبيلها فإنها مأمورة ، فخلوا سبيلها فانطلقت ، حتى إذا أتت دار بني مالك بن النجار بركت على باب مسجده صلى الله عليه و سلم و هو يومئذ مربد لغلامين يتيمين من بني مالك بن النجار في حجر معاذ بن عفراء ، سهل و سهيل ابني عمرو ، فلما بركت و رسول الله صلى الله عليه و سلم لم ينزل و ثبت ، فسارت غير بعيد و رسول الله صلى الله عليه و سلم واضع لها زمامها لا يثنيها به ، ثم التفت خلفها فرجعت إلى مبركها أول مرة فبركت فيه ، ثم تحلحلت و أرزمت و وضعت جرانها ، و نزل عنها رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و احتمل أبو أيوب خالد بن زيد رحله فوضعه في بيته ، و نزل عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم " .