منتديات جعلان - عرض مشاركة واحدة - ((( عيون الأثر الجزء الأول والثاني )))
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 53  ]
قديم 05-28-2006, 06:29 AM
جعلاني ذهبي


المشاركات
4,762

+التقييم

تاريخ التسجيل
Oct 2004

الاقامة

نظام التشغيل
oman

رقم العضوية
12

اسير الصحراء is on a distinguished road
غير متواجد
 
افتراضي
حديث أم معبد
" أخبرنا الشيخان أبو الفضل عبد الرحيم بن يوسف المزي والدي عليه ، و أبو الهيجاء غازي بن أبي الفضل بقراءتي عليه ، قالا : أخبرنا ابن طبرزد ، أخبرنا ابن الحصين ، أخبرنا ابن غيلان ، أخبرنا أبو بكر الشافعي ، حدثنا محمد بن يونس القرشي ، حدثنا عبد العزيز بن يحيى مولى العباس بن عبد المطلب ، حدثنا محمد بن سليمان بن سليط الأنصاري ، قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده أبي سليط و كان بدرياً ، قال : لما خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم في الهجرة و معه أبو بكر الصديق و عامر بن فهيرة مولى أبي بكر و ابن أريقط يدلهم على الطريق ، مروا بأم معبد الخزاعية ، و هي لا تعرفهم . فقال لها : يا أم معبد ، هل عندك من لبن ؟ قالت : لا و الله إن الغنم لعازبة . قال : فما هذه الشاة التي أرى ـ لشاة رآها في كفاء البيت ـ قالت : شاة خلفها الجهد عن الغنم . قال : أتأذنين في حلابها ؟ قالت : لا و الله ما ضربها من فحل قط ، فشأنك بها ، فدعا بها ، فمسح ظهرها و ضرعها ، ثم دعا بإناء يربض الرهط ، فحلب فيه فملأه ، فسقى أصحابه عللاً بعد نهل ، ثم حلب فيه آخر ، فغادره عندها ، و ارتحل ، فلما جاء زوجها عند المساء ، قال : يا أم معبد ! ماهذا اللبن و لا حلوبة في البيت و الغنم عازبة ؟ قالت لا و الله إلا أنه مر بنا رجل ظاهر الوضاءة ، متبلج الوجه ، في أشفاره وطف ، و في عينيه دعج و في صوته صحل ، غصن بين الغصنين ، لا تشنؤه من طول و لا تقتحمه من قصر ، لم تعبه ثجلة و لم تزره صعلة ، كأن عنقه إبريق فضة ، إذا صمت فعليه البهاء ، و إذا نطق فعليه وقار ، له كلام كخرزات النظم ، أزين أصحابه منظراً ، و أحسنهم وجهاً ، أصحابه يحفون به ، إذا أمر ابتدروا أمره ، و إذا نهى اتفقوا عند نهايته . قال : هذه و الله صفة صاحب قريش ، و لو رأيته لاتبعته و لاجتهدن أن أفعل .
قال : فلم يعلموا بمكة أين توجه رسول الله صلى الله عليه و سلم و أبو بكر ، حتى سمعوا هاتفاً على رأس أبي قبيس ، و هو يقول :
جزى الله خيراً و الجزاء بكفه رفيقين حلا خيمتي أم معبد
هما رحلا بالحق و انتزلا به فقد فاز من أمسى رفيق محمد
فما حملت من ناقة فوق رحلها أبر و أوفى ذمة من محمد
و أكسى لبرد الخال قبل ابتذاله و أعطى برأس السابح المتجرد
ليهن بني كعب مكان فتاتهم و مقعدها للمؤمنين بمرصد "
و به قال أبو بكر الشافعي ، حدثنا محمد بن يحيى بن سليمان ، حدثنا أحمد بن محمد بن أيوب ، حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن محمد بن إسحاق ، قال : حدثت عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما ، أنها قالت : لما خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم أتانا نفر من قريش ، فيهم أبو جهل بن هشام ، فوقفوا على باب أبي بكر رضي الله عنه ، فخرجت إليهم ، فقالوا : أين أبوك يا بنت أبي بكر ؟ قالت : قلت : و الله لا أدري أين أبي . قالت : فرفع أبو جهل يده ـ و كان فاحشاً خبيثاً ـ فلطم خدي لطمة خرم منها قرطي . قالت : ثم انصرفوا ، فمضى ثلاث ليال ما ندري أين توجه رسول الله صلى الله عليه و سلم ، إذ أقبل رجل من الجن من أسفل مكة ، يغني بأبيات ، غنى بها العرب ، و إن الناس ليتبعونه يسمعون صوته و ما يرونه ، حتى خرج بأعلى مكة :
جزى الله رب الناس خير جزائه رفيقين حلا خيمتي أم معبد
هما نزلاها بالهدى و اغتدوا به فأفلح من أمسى رفيق محمد
ليهن بني كعب مكان فتاتهم و مقعدها للمؤمنين بمرصد
قالت : فلما سمعنا قوله عرفنا حيث توجه رسول الله صلى الله عليه و سلم . . . الحديث .
و قد روينا حديث أسماء هذا متصلاً ، من حديث هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن أسماء . أخبرنا عبد الله بن أحمد بن فارس قراءة عليه و أنا أسمع بالقاهرة ، و أبو الفتح يوسف بن يعقوب الشيباني بقراءة عليه بسفح قاسيون ، قالا : أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي ، أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري ، أخبرنا أبو طالب محمد ابن علي بن الفتح ، أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد ، حدثنا عمر بن الحسن بن علي بن مالك الشيباني ، أخبرنا يحيى بن إسماعيل ، حدثنا جعفر بن علي ، حدثنا سيف ، عن هشام ابن عروة ، عن أبيه ، عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما ، قالت : ارتحل النبي صلى الله عليه و سلم و أبو بكر ، فلبثنا أياماً ثلاثة أو أربعة ، أو خمس ليال ، لا ندري أين توجه ، و لا يأتينا عنه خبر ، حتى أقبل رجل من الجن . . . الحديث بنحو ما تقدم .
و روينا عن أبي بكر الشافعي بالسند المتقدم ، حدثنا بشر بن أنس أبو الخير ، حدثنا أبو هشام محمد بن سليمان بن الحكم بن أيوب بن سليمان بن زيد بن ثابت بن يسار الكعبي الربعي الخزاعي ، حدثني عمي أيوب بن الحكم ، قال الشافعي : و حدثني أحمد ابن يوسف بن تميم البصري ، حدثنا أبو هاشم محمد بن سليمان بن زيد . قال : حدثني عمي أيوب بن الحكم ، عن حزام بن هشام ، عن أبيه هشام ، عن جده حبيش بن خالد صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم ، أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج من مكة مهاجراً إلى المدينة ، فذكر نحو ما تقدم من خبر أبي سليط ، و ذكر الأبيات و زاد فيها :
فيا لقصي ما زوى الله عنكم به من فعال لا تجاري و سودد
سلوا أختكم عن شاتها و إنائها فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد
دعاها بشاة حائل فتحلبت عليه صريحاً ضرة الشاة مزبد
فغادرها رهناً لديها بحالب ترددها في مصدر ثم مورد
فلما سمع حسان بن ثابت قال يجاوب الهاتف :
لقد خاب قوم زال عنهم نبيهم و قدس من يسري إليه و يغتدي
ترحل عن قوم فضلت عقولهم و حل على قوم بنور مجدد
هداهم به بعد الصلالة ربهم و أرشدهم ، من يتبع الحق يرشد
و قد نزلت منه على أهل يثرب ركاب هدى حلت عليهم بأسعد
نبي يرى ما لا يرى الناس حوله و يتلو كتاب الله في كل مسجد
و إن قال في يوم مقالة غائب فتصديقها في اليوم أو في ضحى الغد
ليهن أبو بكر سعادة جده بصحبته ، من يسعد الله يسعد
و اجتاز رسول الله صلى الله عليه و سلم في وجهه ذلك بعبد يرعى غنماً ، فكان من شأنه ما رويناه من طريق البيهقي بسنده ، " عن قيس بن النعمان ، قال : لما انطلق النبي صلى الله عليه و سلم و أبو بكر مستخفيين ، مرا بعبد يرعى غنماً ، فاستسقياه اللبن ، فقال : ما عندي شاة تحلب ، غير أن ها هنا عناقاً حملت أول ، و قد أخدجت ، و ما بقي لها لبن ، فقال : ادع بها ، فدعا بها ، فاعتقلها النبي صلى الله عليه و سلم ، و مسح ضرعها ، و دعا حتى أنزلت ، و قال : جاء أبو بكر بمجن فحلب ، فسقى أبا بكر ، ثم حلب فسقي الراعي ، ثم حلب فشرب . فقال الراعي : بالله من أنت ؟ فو الله ما رأيت مثلك . قال : أو تراك تكتم علي حتى أخبرك ؟ قال : نعم . قال : فإني محمد رسول الله . فقال : أنت الذي تزعم قريش أنه صابئ ؟ قال : إنهم ليقولون ذلك ؟ قال : فأشهد أنك نبي ، و أن ما جئت به حق ، و أنه لا يفعل ما فعلت إلا نبي ، و أنا متبعك . قال : إنك لن تستطيع ذلك يومك ، فإذا بلغك أني قد ظهرت فائتنا " .