منتديات جعلان - عرض مشاركة واحدة - ((( عيون الأثر الجزء الأول والثاني )))
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 11  ]
قديم 05-28-2006, 06:24 AM
جعلاني ذهبي


المشاركات
4,762

+التقييم

تاريخ التسجيل
Oct 2004

الاقامة

نظام التشغيل
oman

رقم العضوية
12

اسير الصحراء is on a distinguished road
غير متواجد
 
افتراضي
ذكر عرض رسول الله صلى الله عليه و سلم نفسه على قبائل العرب
" أخبرنا محمد بن إبراهيم المقدسي الإمام قراءة عليه و أنا حاضر في الرابعة ، و عبد الرحيم ابن يوسف المزي قراءة عليه و أنا أسمع بالجامع الأزهر ، قال الأول : أخبرنا أبو اليمن زيد ابن الحسن الكندي قراءة عليه و أنا أسمع . و قال الثاني : أخبرني أبو حفص عمر بن محمد ابن طبرزذ سماعاً عليه في الخامسة ، قالا : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري ، أخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عيسى الباقلاني ، أخبرنا أبو بكر محمد ابن إسماعيل الوراق ، حدثنا أبو أحمد إسماعيل بن موسى بن إبراهيم الحاسب ، حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة ، حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي ، حدثنا إسرائيل يعني ابن يونس ، عن عثمان بن أبي المغيرة الثقفي ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن جابر بن عبد الله ، قال : كان النبي صلى الله عليه و سلم يعرض نفسه على الناس في الوقف و يقول : ألا رجل يعرض علي قومه ، فإن قريشاً قد منعوني أن أبلغ كلام ربي " .
" و أخبرنا عبد الرحيم بن يوسف الموصلي بقراءة والدي عليه و غازي بن أبي الفضل بن عبد الوهاب الدمشقي بقراءتي عليه ، قالا : أخبرنا ابن طبرزذ ، أخبرنا ابن الحصين . أخبرنا ابن غيلان ، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي ، حدثنا إسحاق بن الحسن بن ميمون الحربي ، حدثنا عبد الله بن رجاء ، حدثنا سعيد بن سلمة بن أبي الحسام ، حدثنا محمد بن المنكدر أنه سمع ربيعة بن عباد ـ أو عباد ـ الدؤلي يقول : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يطوف على الناس في منازلهم قبل أن يهاجر إلى المدينة يقول : يا أيها الناس إن الله أمركم أن تعبدوه و لا تشركوا به شيئاً . قال : و وراءه رجل يقول : يا أيها الناس إن هذا يأمركم أن تتركوا دين آبائكم . فسألت من هذا الرجل ؟ فقيل : أبو لهب .
و ذكر ابن إسحاق عرضه عليه السلام نفسه على كندة ، و على كلب ، و على بني حنيفة . قال : و لم يك أحدة من العرب أقبح رداً عليه منهم . و على بني عامر بن صعصعة .
و ذكر الواقدي دعاءه عليه السلام بني عبس إلى الإسلام ، و أنه أتى غسان في منازلهم . و بني محارب كذلك .
و ذكر قاسم بن ثابت فيما رأيته عنه " من حديث عبد الله بن عباس عن علي بن أبي طالب في خروجهما هو و أبو بكر مع رسول الله صلى الله عليه و سلم لذلك ، قال علي : و كان أبو بكر في كل خير مقدماً . فقال : ممن القوم ؟ فقالوا : من شيبان بن ثعلبة . فالتفت أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : بأبي أنت و أمي هؤلاء غرر في قومهم ، و فيهم مفروق بن عمرو ، و هانيء بن قبيصة ، و مثنى بن حارثة ، و النعمان بن شريك . و كان مفروق بن عمرو قد غلبهم جمالاً و لساناً ، و كان له غديرتان ، و كان أدنى القوم مجلساً من أبي بكر رضي الله عنه . فقال له أبو بكر رضي الله عنه : كيف العدد فيكم ؟ فقال له مفروق : إنا لنزيد على الألف ، و لن تغلب الألف من قلة . فقال أبو بكر : كيف المنعة فيكم ؟ فقال مفروق : علينا الجهد و لكل قوم جد . فقال أبو بكر : فكيف الحرب بينكم و بين عدوكم ؟ فقال مفروق : إنا لأشد ما نكون غضباً حين نلقى و إنا لأشد ما نكون لقاء حين نغضب ، و إنا لنؤثر الجياد على الأولاد و السلاح على اللقاح ، و النصر من عند الله ، يديلنا مرة علينا اخرى ، لعلك أخو قريش ؟ فقال أبو بكر : أو قد بلغكم أنه رسول الله ؟ فها هو ذا . فقال مفروق : قد بلغنا أنه يذكر ذلك ، فغلام تدعو يا أخا قريش ؟ فتقدم رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فقال : أدعو إلى شهادة أن لا إله إلا الله و حده لا شريك له ، و أني رسول الله ، و إلى أن تؤوني و تنصروني ، فإن قريشاً قد تظاهرت على على أمر الله و كذبت رسله ، و استغنت بالباطل عن الحق ، و الله الغني الحميد . فقال مفروق إلام تدعو أيضاً يا أخا العرب ؟ فقال : رسول الله صلى الله عليه و سلم : " قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم أن لا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون " [ الأنعام : 150 ] فقال مفروق : و غلام تدعو أيضاً يا أخا قريش ؟ فتلا رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون " [ النحل : 90 ] فقال مفروق : دعوت و الله يا أخا قريش إلى مكارم الأخلاق ، و محاسن الأعمال ، و لقد أفك قوم كذبوك ، و ظاهروا عليك . و كأنه أراد أن يشركه في الكلام هانئ بن قبيصة ، فقال : و هذا هانئ بن قبيصة شيخنا و صاحب ديننا . فقال هانئ : قد سمعنا مقالتك يا أخا قريش ، و إني أرى أن تركنا ديننا و اتباعنا إياك على دينك لمجلس جلسته إلينا ليس له أول و لا آخر : زلة في الرأي و قلة نظر في العاقبة ، و إنما تكون الزلة مع العجلة ، و من ورائنا قوم نكره أن نعقد عليهم عقداً ، و لكن نرجع و نرجع ، و ننظر و تنظر . و كأنه أحب أن يشركه في الكلام المثني بن حارثة . فقال : و هذا المثنى بن حارثة شيخنا ، و صاحب حربنا . فقال المثنى : قد سمعت مقالتك يا أخا قريش ، و الجواب هو جواب هانيء بن قبيصة : في تركنا ديننا ، و اتباعنا دينك لمجلس إلينا ليس له أول و لا آخر ، و إنا إنما نزلنا بين صريي اليمامة و السمامة . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما هذان الصريين ؟ فقال أنهار كسرى و مياه العرب . فأما ما كان من أنهار كسرى فذنب صاحبه غير مغفور و عذره غير مقبول ، و أما ما كان من مياه العرب فذنب صاحبه مغفور و عذره مقبول ، و إنا نزلنا على عهد أخاه علينا كسرى أن لا نحدث حدثاً و لا نؤوي محدثاً ، و إني أرى أن هذا الأمر الذي تدعونا إليه أنت ، هو مما تكرهه الملوك ، فإن أحببت أن نؤويك و ننصرك ، مما يلي مياه العرب فعلنا . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ما أسألتم في الرد إذ أفصحتم بالصدق ، و إن دين الله لن ينصره إلا من حاطه من جميع جوانبه من جميع . أرأيتم إن لم تلبثوا إلا قليلاً حتى يورثكم الله بأرضهم و ديارهم و أموالهم و يفرشكم نساءهم ؟ أتسبحون الله و تقدسونه ؟ فقال النعمان بن شريك : اللهم لك ذا . فتلا رسول الله صلى الله عليه و سلم " يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا * وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا " [ الأحزاب : 45 ـ 46 ] ثم نهض رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخذ بيدي فقال : يا أبا بكر يا أبا حسن أية أخلاق في الجاهلية ؟ ! ما أشرفها ! بها يدفع الله بأس بعضهم عن بعض ، و بها يتحاجزون فيما بينهم .
قال : ثم دفعنا إلى مجلس الأوس و الخزرج ، فما نهضنا حتى بايعوا النبي صلى الله عليه و سلم ، و كانوا صدقاً صبراً .
و لم يزل رسول الله صلى الله عليه و سلم في ذلك كله يدعو إلى دين الله ، و يأمر به كل من لقيه ، و رآه من العرب ، إلى أن قدم سويد بن الصامت ، أخو بني عمرو بن عوف من الأوس ، فدعاه رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى الإسلام فلم يبعد و لم يجب ، ثم انصرف إلى يثرب فقتل في بعض حروبهم .
قال ابن إسحاق : فإن كان رجال من قومه ليقولون إنا نراه قد قتل و هو مسلم .
و قدم مكة أبو الحيسر أنس بن رافع في فتية من قومه بني عبد الأشهل ، يطلبون الحلف ، فدعاهم رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى الإسلام . فقال رجل منهم اسمه إياس بن معاذ و كان شاباً : يا قوم ، هذا و الله خير مما قدمنا له . فضربه أبو الحيسر و انتهره فسكت . ثم لم يتم لهم الحلف فانصرفوا إلى بلادهم ، و مات إياس بن معاذ . فقيل : إنه مات مسلماً .