منتديات جعلان - عرض مشاركة واحدة - ((( عيون الأثر الجزء الأول والثاني )))
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 11  ]
قديم 05-28-2006, 06:19 AM
جعلاني ذهبي


المشاركات
4,762

+التقييم

تاريخ التسجيل
Oct 2004

الاقامة

نظام التشغيل
oman

رقم العضوية
12

اسير الصحراء is on a distinguished road
غير متواجد
 
افتراضي
ذكر خروج النبي صلى الله عليه و سلم إلى الطائف
و ذلك في ليال بقين من شوال سنة عشر من النبوة ، قال ابن إسحاق :
" و لما هلك أبو طالب و نالت قريش من رسول الله صلى الله عليه و سلم ما لم تكن تنال منه في حياته ، خرج إلى الطائف و حده ـ و قال ابن سعد : و معه زيد بن حارثه ـ يلتمس النصرة من ثقيف و المنعة بهم من قومه ، و رجا أن يقبلوا منه ما جاءهم به من الله ، فلما انتهى إلى الطائف عمد إلى نفر من ثقيف ، و هم يومئذ سادة ثقيف و أشرافهم ، و هم إخوة ثلاثة : عبد ياليل ، و مسعود ، و حبيب ، بنو عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة بن غيرة بن عوف بن ثقيف ، و عند أحدهم من قريش من بني جمح ، فجلس إليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم و كلمهم بما جاءهم له من نصرته على الإسلام ، و القيام معه على من خالفه من قومه . فقال له أحدهم : هو يمرط ثياب الكعبة إن كان الله أرسلك . و قال الآخر : أما وجد الله أحداً يرسله غيرك . و قال الثالث : و الله لا أكلمك أبداً ، لئن كنت رسولاً من الله كما تقول لأنت أعظم خطراً من أن أرد عليك الكلام ، و لئن كنت تكذب على الله ما ينبغي لي أن أكلمك . فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم من عندهم و قد يئس من خير ثقيف ، و قد قال لهم ـ فيما ذكر لي ـ إذا فعلتم ما فعلتم فاكتموا علي ، و كره رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يبلغ قومه عنه . فيذئرهم ذلك عليه ، فلم يفعلوا و أغروا به سفهاءهم و عبيدهم يسبونه و يصيحون به ، حتى اجتمع عليه الناس .
قال موسى بن عقبة : قعدوا له صفين على طريقه ، فلما مر رسول الله صلى الله عليه و سلم بين صفيهم جعل لا يرفع رجليه و لا يضعها إلا رضخوهما بالحجارة ، حتى أدموا رجليه .
زاد سليمان التيمي : أنه صلى الله عليه و سلم كان إذا أذلقته الحجارة قعد إلى الأرض ، فيأخذون بعضديه فيقيمونه ، فإذا مشى رجموه و هم يضحكون .
و قال ابن سعد : و زيد بن حارثة يقيه بنفسه ، حتى لقد شج في رأسه شجاجاً .
قال ابن عقبة : فخلص منهم ، و رجلاه تسيلان دماً ، فعمد إلى حائط من حوائطهم فاستظل في ظل حبلة منه و هو مكروب موجع ، و إذا في الحائط عتبة و شيبة ابنا ربيعة ، فلما رآهما كره مكانهما لما يعلم من عدواتهما لله و رسوله . قال : فلما رآه ابنا ربيعة و ما لقي تحركت له رحمهما فدعوا غلاماً لهما نصرانياً يقال له عداس ، فقالا له : خذ قطفاً من هذا العنب ، فضعه في هذا الطبق ، ثم اذهب به إلى ذلك الرجل ، فقل له يأكل منه ، ففعل عداس ، ثم أقبل به حتى وضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم ، ثم قال له : كل ، فلما وضع رسول الله صلى الله عليه و سلم فيه يده قال : بسم الله ، ثم أكل ، فنظر عداس في وجهه ، ثم قال : و الله إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلاد . فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : و من أي البلاد أنت يا عداس ؟ و ما دينك ؟ قال : نصراني و أنا من أهل نينوى . فقال له : كل ، فلما وضع رسول الله صلى الله عليه و سلم في يده قال : بسم الله ، ثم أكل ، فنظر عداس في وجهه ، ثم قال : و الله إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلاد . فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : و من أي البلاد أنت يا عداس ؟ و ما دينك ؟ قال : نصراني و أنا من أهل نينوى . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من أهل قرية الرجل الصالح يونس بن متى ؟ قال له عداس : و ما يدريك لقد أعلمني بأمر لا يعلمه إلا نبي . قالا : ويحك يا عداس ، لا يصرفنك عن دينك فإن دينك خير من دينه " .
و روينا في الصحيح ، " من حديث عائشة رضي الله عنها ، أنها قالت للنبي صلى الله عليه و سلم : هل أتى عليك يوم كان أشد عليك من يوم أحد ؟ فقال : لقد لقيت من قومك ، و كان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة ، إذ عرضت نفسي على ابن ياليل بن عبد كلال ، فلم يجبني إلى ما أردت ، فانطلقت على وجهي و أنا مهموم ، فلم أستفق إلا و أنا بقرن الثعالب ، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني ، فإذا فيها جبريل ، فناداني ، فقال : إن الله قد سمع قول قومك لك و ما ردوا عليك ، و قد بعث إليك ملك الجبال ، لتأمره بما شئت فيهم . فناداني ملك الجبال ، فسلم علي فقال : يا محمد ، ذلك لك فما شئت ؟ و إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين ؟ فقال النبي صلى الله عليه و سلم : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئاً " .
و ذكر ابن هشام : " أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما انصرف عن أهل الطائف و لم يجيبوه لما دعاهم إليه من تصديقه و نصرته ، صار إلى حراء ، ثم بعث إلى الأخنس بن شريق لجيره ، فقال : أنا حليف ، و الحليف لا يجير . فبعث إلى سهيل بن عمرو ، فقال : إن بني عامر لا تجير على بني كعب . فبعث إلى المطعم بن عدي فأجابه إلى ذلك ، ثم تسلح المطعم و أهل بيته ، و خرجوا حتى أتوا المسجد ، ثم بعث إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن ادخل ، فدخل رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فطاف بالبيت و صلى عنده ، ثم انصرف إلى منزله .
و لأجل هذه السابقة التي سلفت للمطعم بن عدي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في أسارى بدر : لو كان المطعم بن عدي حياً ثم كلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له " .