منتديات جعلان - عرض مشاركة واحدة - ((( عيون الأثر الجزء الأول والثاني )))
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 3  ]
قديم 05-28-2006, 06:18 AM
جعلاني ذهبي


المشاركات
4,762

+التقييم

تاريخ التسجيل
Oct 2004

الاقامة

نظام التشغيل
oman

رقم العضوية
12

اسير الصحراء is on a distinguished road
غير متواجد
 
افتراضي
ذكر وفاة خديجة وأبي طالب
روينا عن الدولابي ، حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي ، حدثنا زهير بن العلاء ، حدثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، قال : توفيت خديجة بمكة قبل الهجرة بثلاث سنين ، و هي أول من آمن بالنبي صلى الله عليه و سلم .
قال : و حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، حدثني يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق قال : ثم إن خديجة بنت خويلد و أبا طالب ماتا في عام واحد ، فتتابعت على رسول الله صلى الله عليه و سلم مصيبتان ، هلاك خديجة و أبي طالب ، و كانت خديجة وزيرة صدق على الإسلام ، و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يسكن إليها . قال : و قال زياد البكائي عن ابن إسحاق : إن خديجة و أبا طالب هلكا في عام واحد ، و كان هلاكهما بعد عشر سنين مضين من مبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و ذلك قبل مهاجره صلى الله عليه و سلم إلى المدينة بثلاث سنين .
و ذكر ابن قتيبة أن خديجة توفيت بعد أبي طالب بثلاثة أيام . و ذكر البيهقي نحوه ، و عن الواقدي : توفيت خديجة قبل أبي طالب بخمس و ثلاثين ليلة . و قيل غير ذلك .
فلما هلك أبو طالب نالت قريش من رسول الله صلى الله عليه و سلم من الأذى ما لم تكن تطمع فيه من حياة أبي طالب ، حتى اعترضه سفيه من سفهاء قريش فنثر على رأسه تراباً ، فدخل رسول الله صلى الله عليه و سلم بيته و التراب على رأسه ، فقامت إليه إحدى بناته فجعلت تغسل عنه التراب و هي تبكي ، و رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " لا تبكي يا بنية فإن الله مانع أباك ، و يقول بين ذلك : ما نالت مني قريش شيئاً أكرهه حتى مات أبو طالب " . قال : و لما اشتكى أبو طالب و بلغ قريشاً ثقله ، قال بعضهم لبعض : إن حمزة و عمر قد أسلما و قد فشا أمر محمد في قبائل قريش كلها ، فانطلقوا بنا إلى أبي طالب فليأخذ لنا على ابن أخيه و ليعطه منا ، فإنا و الله ما نأمن أن ببتزونا أمرنا ، فمشوا إلى أبي طالب و كلموه و هم أشراف قومه : عتبة و شيبة ابنا ربيعة ، و أبو جهل بن هشام ، و أمية بن خلف ، و أبو سفيان بن حرب ، في رجال من أشرافهم ، فقالوا : يا أبا طالب إنك منا حيث قد علمت و قد حضرك ما ترى و تخوفنا عليك ، و قد علمت الذي بيننا و بين ابن أخيك ، فادعه و خذ له منا و خذ لنا منه ليكف عنا و نكف عنه ، و ليدعننا و ديننا ، و ندعه و دينه ، فبعث إليه أبو طالب فجاءه ، فقال : يا ابن أخي هؤلاء أشراف قومك و قد اجتمعوا لك ليعطوك و ليأخذوا منك ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : نعم . كلمة واحدة تعطونيها و تملكون بها العرب ، و تدين لكم بها العجم . فقال أبو جهل : نعم و أبيك ، وعشر كلمات . قال : " تقولون لا إله إلا الله ، و تخلعون ما تعبدون من دونه " . قال : فصفقوا بأيديهم ثم قالوا : يا محمد ، أتريد أن تجعل الآلهة إلهاً واحداً ، إن أمرك لعجب . ثم قال بعضهم لبعض : و الله ما هذا الرجل بمعطيكم شيئاً مما تريدون ، فانطلقوا و امضوا على دين آبائكم حتى يحكم الله بينكم و بينه . ثم تفرقوا ، فقال أبو طالب لرسول الله صلى الله عليه و سلم : و الله يا ابن أخي ما رأيتك سألتهم شحطاً . فلما قال طمع رسول الله صلى الله عليه و سلم فيه ، فجعل يقول له : " أي عم ‍ فأنت فقلها ، أستحل لك بها الشفاعة يوم القيامة " . فلما رأى حرص رسول الله صلى الله عليه و سلم . قال له : يا ابن أخي و الله لولا مخافة السبة عليك و على بني أبيك من بعدي ، و أن تظن قريش أني إنما قلتها جزعاً من الموت لقلتها لا أقولها إلا لأسرك بها . فلما تقارب من أبي طالب الموت نظر العباس إليه يحرك شفتيه ، فأصغى إليه بأذنه ، فقال : يا ابن أخي ‍ و الله لقد قال أخي الكلمة التي أمرته بقولها . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لم أسمع " . كذا في رواية ابن إسحاق أنه أسلم عند الموت .
و قد روي أن عبد الله بن عبد المطلب و آمنة بنت وهب أبوي النبي صلى الله عليه و سلم أسلما أيضاً و أن الله قد أحياهما له فآمنا به . و روي ذلك أيضاً في حق جده عبد المطلب ، و هي روايات لا معول عليها . و الصحيح من ذلك ما رويناه من طريق مسلم : " حدثني حرملة بن يحيى التجيبي ، أخبرنا عبد الله بن وهب ، أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، قال : أخبرني سعيد ابن المسيب ، عن أبيه ، أنه قال : لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه و سلم فوجد عنده أبا جهل و عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يا عم ‍ قا لا إله إلا الله ، كلمة أشهد لك بها عند الله . فقال أبو جهل و عبد الله بن أمية : يا أبا طالب ‍ أترغب عن ملة عبد المطلب ، فلم يزل رسول الله صلى الله عليه و سلم يعرضها عليه ، و يعيدان له تلك المقالة ، حتى قال أبو طالب ـ آخر ما كلمهم ـ هو على ملة عبد المطلب و أبى أن يقول لا إله إلا الله . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أما و الله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك . فأنزل الله عز و جل " ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم " [ التوبة : 113 ] و أنزل الله في أبي طالب ، فقال لرسول الله صلى الله عليه و سلم " إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين " [ القصص : 56 ] " . و رواه مسلم من حديث أبي هريرة أيضاً و فيه : لولا أن تعيرني قريش ، يقولون : إنما حمله على ذلك الخرع لأقررت بها عينك .
و في الصحيح " من حديث أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ذكر عنده عمه أبو طالب ، فقال : لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة ، فيجعل في ضحضاح من النار " .
" و عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : أهون أهل النار في النار عذاباً أبو طالب ، و هو منتعل بنعلين من نار يغلي منهما دماغه " . " أخبرنا عبد الرحيم المزي . بقراءة والدي عليه ، أخبركم أبو علي حنبل بن عبد الله بن الفرج ، أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أخبرنا أبو علي بن المذهب ، أخبرنا أبو بكر القطيعي ، أخبرنا عبد الله بن أحمد ، حدثنا أبي ، حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، قال : سمعت ناجية بن كعب يحدث عن علي ، أنه أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : إن أبا طالب مات فقال له النبي صلى الله عليه و سلم اذهب فواره . فقال : إنه مات مشركاً . قال : اذهب فواره . فلما واريته رجعت إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال لي : اغتسل " .
و أخبرنا أبو الفضل بن الموصلي ، قال : " أخبرنا أبو علي بن سعادة الرصافي ، أخبرنا هبة الله بن محمد الشيباني ، أخبرنا الحسن بن علي التميمي ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، أخبرنا عبد الله بن أحمد ، حدثنا أبي ، حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن يعلى بن عطاء ، عن وكيع بن عدس ، عن أبي رزين عمه ، قال : يا رسول الله ! أين أمي ؟ قال : أمك في النار قال : فأين من أهلك ؟ قال : أما ترضى أن تكون أمك مع أمي ؟ ! " . قال عبد الله : قال أبي : الصواب حدس .
و ذكر بعض أهل العلم في الجمع بين هذه الروايات ما حصله أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يزل راقياً في المقامات السنية ، صاعداً في الدرجات العلية إلى أن قبض الله روحه الطاهرة إليه و أزلفه بما خصه به لديه من الكرامة حين القدوم عليه ، فمن الجائز أن تكون هذه درجة حصلت له صلى الله عليه و سلم بعد أن لم تكن ، و أن يكون الإحياء و الإيمان متأخراً عن تلك الأحاديث فلا تعارض .
و قال السهيلي : شهادة العباس لأبي طالب لو أداها بعدما أسلم كانت مقبولة ، لأن العدل إذا قال سمعت و قال من هو أعدل منه لم أسمع ، أخذ بقول من أثبت السماع ، و لكن العباس شهد بذلك قبل أن يسلم .
قلت : قد أسلم العباس بعد ذلك ، و سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن حال أبي طالب فيما أخبرنا عبد الرحيم بن يوسف ، بقراءة أبي عليه ، و قرأت على أبي الهيجاء غازي بن أبي الفضل ، قال : " أخبرنا أبو حفص بن طبرزد ، قال : أخبرنا ابن الحصين ، أخبرنا أبو طالب ابن غيلان ، أخبرنا أبو بكر الشافعي ، حدثنا بشر بن موسى ، حدثنا الحميدي ، حدثنا سفيان ، حدثنا عبد الملك بن عمير ، قال : سمعت عبد الله بن الحارث بن نوفل ، قال : سمعت العباس يقول : قلت يا رسول الله ، إن أبا طالب كان يحفظك و ينصرك ، فهل نفعه ذلك قال : نعم ، و جدته في غمرات من النار فأخرجته إلى ضحضاح " . صحيح الإسناد مشهور ، متفق من حديث العباس في الصحيحين .
و لو كانت هذه الشهادة عنده لأداها بعد إسلامه ، و علم حال أبي طالب و لم يسأل ، و المعتبر حالة الأداء دون التحمل .
و فيما ذكره السهيلي ، أن الحارث بن عبد العزى أبا رسول الله صلى الله عليه و سلم من الرضاعة قدم على رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة ، فأسلم و حسن إسلامه ، في خبر ذكره من طريق يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق ، عن أبيه ، عن رجال من بني سعد بن بكر .