منتديات جعلان - عرض مشاركة واحدة - ((( عيون الأثر الجزء الأول والثاني )))
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 30  ]
قديم 05-28-2006, 06:13 AM
جعلاني ذهبي


المشاركات
4,762

+التقييم

تاريخ التسجيل
Oct 2004

الاقامة

نظام التشغيل
oman

رقم العضوية
12

اسير الصحراء is on a distinguished road
غير متواجد
 
افتراضي
ذكر إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه
قرأت على عبد الرحيم بن يوسف المزي ، أخبركم أبو حفص بن طبرزذ ، قال : " أخبرنا أبو بكر بن عبد الباقي ، أخبرنا أبو علي الحسن بن غالب الحربي ، حدثنا أبو عبد الله محمد ابن أحمد المالكي القاضي ، حدثنا الحسين بن إسحاق ، حدثنا أبو علقمة عبد الله بن عيسى الفروي ، حدثنا عبد المالك بن الماجشون ، عن الزنجي بن خالد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة رضي الله عنها ، أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب " . و قرأت على أبي الفداء إسماعيل بن عبد الرحمن بن عمرو الفراء بسفح قاسيون ، أخبركم أبو القاسم الحسين بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى التغلبي فأقر به ، قال : أخبرنا الشيخان الشريف أبو طالب علي بن حيدرة بن جعفر الحسيني ، و أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد بن البن الأسدي ، قالا : أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء ، أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر التميمي ، أخبرنا أبو خيثمة بن سليمان ، حدثنا محمد بن عوف ، حدثنا سفيان الطائي ، قال : قرأت على إسحاق بن إبراهيم الحنيني ، قال : ذكره أسامة بن زيد ، عن أبيه ، عن جده أسلم ، قال : قال لنا عمر بن الخطاب : أتحبون أن أعلمكم كيف كان بدء إسلامي ؟ قلنا : نعم . قال : كنت من أشد الناس على رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فبينا أنا في يوم حار شديد الحر بالهاجرة في بعض طرق مكة إذ لقيني رجل من بعض قريش ، فقال لي أين تذهب يا ابن الخطاب ؟ أنت تزعم أنك هكذا ، و قد دخل عليك هذا الأمر في بيتك ! قال : قلت : و ما ذاك ؟ قال : أختك قد صبأت ، قال فرجعت مغضباً ، و قد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يجمع الرجل و الرجلين إذا أسلما عند الرجل به قوة، فيكونان معه و يصيبان من طعامه ، قال : و قد ضم إلى زوج أختي رجلين ، قال : فجئت حتى قرعت الباب ، فقيل : من هذا ؟ قلت : ابن الخطاب . قال : و كان القوم جلوساً يقرؤون صحيفة معهم ، قال : فلما سمعوا صوتي تبادروا و اختفوا ، و تركوا أو نسوا الصحيفة من أيديهم ، قال : فقامت المرأة ففتحت لي .
قال : فقلت لها : يا عدوة نفسها قد بلغني أنك قد صبأت . قال : فأرفع شيئاً من يدي فأضربها به . قال : فسال الدم . قال : فلما رأت المرأة الدم بكت ثم قالت : يا ابن الخطاب ! ما كنت فاعلاً فافعل ، فقد أسلمت . قال : فدخلت و أنا مغضب . قال : فجلست على السرير ، فنظرت ، فإذا بكتاب في ناحية البيت . فقلت : ما هذا الكتاب أعطينه . فقالت : لا أعطيكه ، لست من أهله ، أنت لا تغتسل من الجنابة و لا تطهر ، و هذا لا يمسه إلا المطهرون ، قال : فلم أزل بها حتى أعطتنيه ، فإذا فيه " بسم الله الرحمن الرحيم " قال : فلما مررت بالرحمن الرحيم ذعرت و رميت بالصحيفة من يدي . قال : ثم رجعت إلي نفسي فإذا فيها " سبح لله ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم " [ الحديد : 1 ] قال : فكلما مررت بالاسم من أسماء الله عز و جل ذعرت ، ثم ترجع إلي نفسي حتى بلغت " آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه " حتى بلغ إلى قوله : " إن كنتم مؤمنين " [ الحديد : 7 ـ 8 ] قال : فقلت أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله ، فخرج القوم يتباردون بالتكبير استبشاراً بما سمعوا مني ، و حمدوا الله عز و جل ، ثم قالوا : يا ابن الخطاب أبشر ، فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم دعا يوم الاثنين ، فقال : " اللهم أعز الإسلام بأحد الرجلين ، إما بأبي جهل بن هشام ، و إما بعمر بن الخطاب " ، و إنا نرجو أن تكوني دعوة رسول الله صلى الله عليه و سلم لك فأبشر . قال : فلما أن عرفوا مني الصدق ، قلت لهم : أخبروني بمكان رسول الله صلى الله عليه و سلم . قالوا : هو في بيت في أسفل الصفا و صفوه . قال : فخرجت حتى قرعت الباب . قيل : من هذا ؟ قلت : ابن الخطاب . قال : قد عرفوا شدتي على رسول الله صلى الله عليه و سلم و لم يعلموا إسلامي . قال : فما اجترأ أحد منهم أن يفتح الباب . قال : فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " افتحوا له فإن يرد الله به خيراً يهده " . قال : ففتحوا لي و أخذ رجلان بعضدي حتى دنوت من النبي صلى الله عليه و سلم . فقال : " أرسلوه " . قال : فأرسلوني ، فجلست بين يديه . قال : " فأخذ بمجمع قميصي فجبذني إليه . ثم قال : أسلم يا ابن الخطاب ، اللهم اهده " . قال : قلت : أشهد أن لا إله إلا الله و أنك رسول الله . فكبر المسلمون تكبيرة سمعت بطرق مكة . قال : و قد كان الرجل إذا أسلم استخفى ، ثم خرجت فكنت لا أشاء أن أرى رجلاً إذا أسلم ضرب إلا رأيته ، قال : فلما رأيت ذلك قلت لا أحب أن لا يصيبني ما يصيب المسلمين ، قال : فذهبت إلى خالي و كان شريفاً فيهم ، فقرعت الباب عليه . فقال : من هذا ؟ قلت : ابن الخطاب . قال : فخرج إلي فقلت له : أشعرت أني قد صبأت . قال : نعم . فقلت : نعم ! قال : لا تفعل . قال : قلت : بلى قد فعلت . قال : لا تفعل . فأجاف الباب دوني و تركني . قال قلت : ما هذا بشيء ؟ قال : فخرجت حتى جئت رجلاً مع عظماء قريش فقرعت عليه الباب . قال : من هذا ؟ قلت : عمر بن الخطاب . قال فخرج إلي . فقلت له : أشعرت أني قد صبأت . فقال : أو فعلت ؟ قلت : نعم . قال : فلا تفعل . قلت : قد فعلت . قال : لا تفعل . ثم قام فدخل فأجاف الباب دوني . قال : فلما رأيت ذلك انصرفت . فقال لي رجل : تحب أن يعلم إسلامك ؟ قال : قلت : نعم . قال : فإذا جلس الناس في الحجر و اجتمعوا أتيت فلاناً ـ رجلاً لم يكن يكتم السر ـ فاصغ إليه ، فقل له فيما بينك و بينه : إني قد صبأت . فإنه سوف يظهر عليك ذلك و يصيح و يعلنه . قال : فلما اجتمع الناس في الحجر جئت إلى الرجل ، فدنوت منه فأصغيت إليه فيما بيني و بينه ، فقلت : أعلمت أني قد صبأت . قال : فقال : أصبأت ؟ قلت : نعم . قال : فرفع صوته بأعلاه ، فقال : ألا إن ابن الخطاب قد صبأ . قال : فما زال الناس يضربوني و أضربهم . قال : فقال خالي : ما هذا ؟ قال : فقيل : ابن الخطاب . قال : فقام علي في الحجر فأشار بكلمه ، فقال : ألا إني قد أجرت ابن أختي . قال : فانكشف الناس عني . قال : و كنت لا أشاء أن أرى أحد من المسلمين يضرب إلا رأيته ، و أنا لا أضرب . قال : فقلت : ما هذا بشيء حتى يصيبني مثل ما يصيب المسلمين . قال : فأمهلت حتى إذا جلس الناس في الحجر وصلت إلى خالي فقلت : اسمع ؟ قال : قلت : جوارك عليك رد . قال : فقال : لا تفعل يا ابن أختي . قال : قلت : بلى هو ذاك . فقال : ما شئت . قال : فما زلت أضرب و أضرب حتى أعز الله الإسلام .
و روينا هذا الخبر من طريق ابن إسحاق ، و فيه قال : و كان إسلام عمر فيما بلغني أن أخته فاطمة ، و كانت عند سعيد بن زيد ، كانت قد أسلمت و أسلم زوجها سعيد ، و هم مستخفون بإسلامهم من عمر ، و كان نعيم النحام ـ رجل من قومه ـ قد أسلم ، و فيه : أن عمر خرج متوشحاً سيفه يقصد رسول الله صلى الله عليه و سلم و من معه ، و هم قريب من أربعين بين رجال و نساء ، و أن الذي قال له ما قال نعيم ، و أن خباباً كان في بيت أخته يقرئهم القرآن ، و أن الذي كان في الصحيفة سورة " طه " و أن الذي أذن في دخوله على رسول الله صلى الله عليه و سلم حمزة بن عبد المطلب ، و الرجل الذي صرح بإسلام عمر عندما قاله له جميل بن معمر الجمحي الذي يقال له ذو القلبين ، و فيه نزلت " ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه " [ الأحزاب : 4 ] على أحد الأقوال و فيه يقول الشاعر :
و كيف ثوائي بالمدينة بعد ما قضى وطراً منها جميل بن معمر ؟
و رويناه من طريق ابن عائذ ، قال : أخبرني الوليد بن مسلم ، قال : حدثني عمر بن محمد ، قال : حدثني أبي محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر فذكر القصة ، و فيها : فأتيته بصحيفة فيها " طه " فقرأ فيها ما شاء الله . قال عمر : فلما بلغ " فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى " [ طه : 16 ] قال : أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمداً عبده و رسوله . و فيها : قالوا يا رسول الله هذا عمر بن الخطاب يستفتح . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ائذنوا له ، فإن يرد الله به خيراً بهذه ، و إلا كفيتكموه بإذن الله " . قال محمد يعني ابن عائذ ـ و هذا وهم ، و إنما الذي قال : فإن يرد الله به خيراً يهده و إلا كفيتكموه : حمزة .
و في الخبر عن ابن عائذ ، قال عمر : فحدثني أبي محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر أن أباه زيد بن عبد الله بن عمر حدثه ، عن عبيد الله بن عمر ، قال : فبينا هو خائف على نفسه إذا جاءه العاص بن وائل عليه حلة و قميص مكفف بالحرير ، فقال : ما لك يا ابن الخطاب . قال : زعم قومك أنهم سيقتلونني إذا أسلمت . قال العاص : لا سبيل إليك ، فما عدا أن قالها العاص ، فأمنت عليه ، قال عبد الله بن عمر فخرج عمر و العاص فإذا الوادي قد سال بالناس . فقال لهم : أين تريدون ؟ قالوا : هذا الذي خالف دين قومه . قال : لا سبيل إليه فارجعوا فرجعوا .
و ذكر محمد بن عبد الله بن سنجر الحافظ فيما رأيته عنه بإسناده إلى شريح بن عبيد قال : قال عمر بن الخطاب : خرجت أتعرض رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل أن أسلم ، فوجدته قد سبقني إلى المسجد ، فقمت خلفه ، فاستفتح سورة الحاقة ، فجعلت أتعجب من تأليف القرآن ، فقلت هذا و الله شاعر كما قالت قريش ، فقرأ " إنه لقول رسول كريم * وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون " [ الحاقة : 40 ـ 41 ] قال : قلت : كاهن علم ما في نفسي ، فقرأ " ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون " [ الحاقة : 42 ] إلى آخر السورة . قال : فوقع الإسلام في قلبي كل موقع .
و قد ذكر غير هذا في خبر إسلام عمر رضي الله عنه أيضاً ، فالله أعلم أي ذلك كان .
أخبرنا الإمام أبو عبد الله محمد بن إبراهيم المقدسي ، و أبو العز عبد العزيز بن عبد المنعم الحراني قراءة عليهما و أنا حاضر في الرابعة . قال الأول : أخبرنا أبو اليمن الكندي قراءة عليه و أنا أسمع ، و قال الثاني : أخبرنا أبو علي بن الخريف قراءة عليه و أنا حاضر أسمع في الخامسة ، قالا : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، أخبرنا أبو الحسين محمد ابن أحمد بن حسنون ، أخبرنا معافى بن إبراهيم بن زكريا بن طرار ، أخبرنا أبو عبد الله يعني البغوي ، حدثنا عبيد الله بن عمر ، حدثنا عبد الله بن خراش ، عن العوام بن حوشب ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : لما أسلم عمر رضي الله عنه نزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا محمد لقد استبشر أهل السماء بإسلام عمر رضي الله عنه . رواه ابن ماجه عن إسماعيل بن محمد الطلحي ، عن عبد الله بن خراش .