منتديات جعلان - عرض مشاركة واحدة - ((( عيون الأثر الجزء الأول والثاني )))
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 29  ]
قديم 05-28-2006, 06:12 AM
جعلاني ذهبي


المشاركات
4,762

+التقييم

تاريخ التسجيل
Oct 2004

الاقامة

نظام التشغيل
oman

رقم العضوية
12

اسير الصحراء is on a distinguished road
غير متواجد
 
افتراضي
ذكر الهجرة إلى أرض الحبشة
و كانت الهجرة إلى أرض الحبشة مرتين ، فكان عدد المهاجرين في المرة الأولى اثني عشر رجلاً و أربع نسوة ، ثم رجعوا عندما بلغهم عن المشركين سجودهم مع رسول الله صلى الله عليه و سلم عند قراءة سورة [ والنجم ] و سيأتي ذكر ذلك ، فلقوا من المشركين أشد مما عهدوا ، فهاجروا ثانية ، و كانوا ثلاثة و ثمانين رجلاً ، إن كان فيهم عمار ، ففيه خلاف بين أهل النقل . و ثماني عشرة امرأة ، إحدى عشرة قرشيات و سبعاً غرباء ، و بعثت قريش في شأنهم إلى النجاشي مرتين ، الأولى عند هجرتهم ، و الثانية عقيب وقعة بدر ، و كان عمرو بن العاص رسولاً في المرتين ، و معه في إحداهما عمارة بن الوليد ، و في الأخرى عبد الله بن أبي ربيعة المخزوميان .
و روى عبد الرزاق ، " عن معمر ، عن الزهري ، قال : فلما كثر المسلمون و ظهر الإيمان أقبل كفار قريش على من آمن من قبائلهم يعذبونهم و يؤذونهم ليردوهم عن دينهم . قال : فبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لمن آمن به : تفرقوا في الأرض فإن الله تعالى سيجمعكم . قالوا : إلى أين نذهب ؟ قال : إلى ها هنا . و أشار بيده إلى أرض الحبشة ، فهاجر إليها ناس ذوو عدد ، منهم من هاجر بأهله ، و منهم من هاجر بنفسه ، حتى قدموا أرض الحبشة " . فكان أول من خرج عثمان بن عفان ، معه امرأته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم . و قد قيل إن أول من هاجر إلى أرض الحبشة حاطب بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود أخو سهيل بن عمرو . و قيل : هو سليط بن عمرو . و أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة هارباً عن أبيه بدينه ، و معه امرأته سهلة بنت سهيل مسلمة مراغمة لأبيها ، فارة عنه بدينها ، فولدت له بأرض محمد بن أبي حذيفة . و مصعب بن عمير . و عبد الرحمن بن عوف . و أبو سلمة بن عبد الأسد و معه امرأته أم سلمة بنت أبي أمية . و عثمان بن مظعون . و عامر بن ربيعة ، حليف آل الخطاب ، و معه امرأته ليلى أبي خيثمة بن غانم العدوية . و أبو سبرة بن أبي رهم العامري ، و امرأته أم كلثوم بنت سهيل بن عمرو ، و لم يذكرها ابن إسحاق فهي خامسة لهن . و سهيل بن بيضاء و هو سهيل بن و هب بن ربيعة الفهري . و عبد الله بن مسعود الهذلي . فخرجوا متسللين سراً حتى انتهوا إلى الشعيبة ، منهم الراكب و منهم الماشي ، فوفق الله لهم سفينتين للتجار حملوهم فيهما بنصف دينار ، و كان مخرجهم في رجب من السنة الخامسة من النبوة ، فخرجت قريش في آثارهم حتى جاؤوا البحر من حيث ركبوا فلم يجدوا أحداً منهم .
ثم خرج جعفر بن أبي طالب في المرة الثانية و معه امرأته أسماء بنت عميس فولدت له هناك بنيه : محمداً و عبد الله و عوناً . و عمرو بن سعيد بن العاص بن أمية ، و معه امرأته فاطمة بنت صفوان بن أمية بن محرث الكناني ، و أخوه خالد بن سعيد و معه امرأته أمينة بنت خلف بن أسعد بن عامر بن بياضة الخزاعية فولدت له هناك ابنه سعيداً و ابنته أم خالد و اسمها أمة . و عبيد الله بن جحش ، و معه امرأته أم حبيبة بنت أبي سفيان ، فتنصر هناك ثم توفي على النصرانية ، و تزوج رسول الله صلى الله عليه و سلم أم حبيبة كما سيأتي إن شاء الله تعالى .
و أخوه عبد الله بن جحش . و قيس بن عبد الله حليف لبني أمية بن أمية بن عبد شمس ، معه امرأته بركة بنت يسار مولاة أبي سفيان بن حرب . و معيقيب بن أبي فاطمة الدوسي حليف لبني العاص بن أمية . و عتبة بن غزوان بن جابر المازني حليف بني نوفل . و يزيد ابن زمعة بن الأسود . و عمرو بن أمية بن الحارث بن أسد . و الأسود بن نوفل بن خويلد ابن أسد . و طليب بن عمير بن وهب أبي كبير بن عبد قصي . و سويبط بن سعد بن حرملة ـ و يقال : حريملة ـ بن مالك العبدري . و جهم بن قيس بن عبد شرحبيل بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار العبدري ، معه امرأته أم حرملة بنت عبد الأسود بن خزيمة من خزاعة و ابناه عمرو بن جهم و خزيمة بن جهم . و أبو الروم بن عمير أخو مصعب بن عمير . و فراس بن النضر بن الحارث بن كلدة . و عامر بن أبي وقاص أخو سعد . و المطلب بن أزهر بن عبد عوف ، معه امرأته رملة بنت أبي عوف بن صبيرة السهمية ، ولدت له هناك عبد الله بن المطلب . و عبد الله بن مسعود الهذلي و هو حليف له فنسب إليه ، و هو المقداد بن عمرو بن ثعلبة البهراني . و الحارث بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة ، و معه امرأته ريطة بنت الحارث التيمية ، فولدت له هناك : موسى و زينب و عائشة و فاطمة . و عمرو بن عثمان بن عمرو التيمي عم طلحة .
و شماس بن عثمان بن الشريد المخزومي ، و اسمه عثمان بن عفان . و هبار بن سفيان بن عبد الأسد بن هلال المخزومي ، و أخوه عبد الله بن سفيان . و هشام بن أبي حذيفة بن المغيرة ابن عبد الله بن عمر بن مخزوم . و عياش بن أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي . و معتب بن عوف بن عامر الخزاعي ، و بعض الناس يقول : معتب ، حليف بني مخزوم . و السائب ابن عثمان بن مظعون ، و عماه قدامة و عبد الله ابنا مظعون . و حاطب و حطاب ابنا الحارث ابن معمر الجمحي ، و مع حاطب زوجه فاطمة بنت المجلل العامري ، و ولدت له هناك محمداً و الحارث ابني حاطب ، و مع حطاب زوجه فكيهة بنت يسار . و سفيان بن معمر بن حبيب الجمحي ، و معه ابناه جابر و جنادة و أمهما حسنة و أخوهما لأمهما شرحبيل بن حسنة ، و هو شرحبيل بن عبد الله بن المطاع الكندي ، و قيل إنه من بني الغوث بن مر أخي تميم ابن مر . و عثمان بن ربيعة بن أهبان بن وهب بن حذافة بن جمح . و خنيس بن حذافة بن قيس بن عدي السمي ، و سهم بن عمرو بن هصيص و أخوه عبد الله و قيس ابنا حذافة .
و رجل من بني تميم اسمه سعيد بن عمرو ، و كان أخا بشر بن الحارث بن قيس بن عدي لأمه . و هشام بن العاص أخو عمرو و عمير بن رئاب بن حذيفة السهمي . و أبو قيس بن الحارث بن قيس بن عدي السهمي و إخوته الحارث ومعمر و سعيد و السائب و بشر و أخ لهم من أمهم من تميم يقال له سعيد بن عمرو . و محمئة بن جزء الزبيدي حليف بني سهم . و معمر بن عبد الله بن نضلة ، و يقال ابن عبد الله بن نافع بن نضلة العدوي . و عروة بن عبد العزى بن حرثان العدوي . و عن مصعب الزبيري عروة بن أبي أثاثة بن عبد العزى ، أو عمرو بن أبي أثاثة . و عدي بن نضلة بن عبد العزى العدوي ، و ابنه النعمان . و مالك بن ربيعة بن قيس العامري ، و امرأته عمرة بنت أسعد بن وقدان بن عبد شمس العامرية . و سعد ابن خولة من أهل اليمن حليف لبني عامر بن لؤي . و عبد الله بن مخرمة بن عبد العزى و عبد الله بن سهيل بن عمرو و عماه سليط و السكران ابنا عمرو العامريون ، و امرأته سودة بنت زمعة . و أبو عبيدة بن الجراح . و عمرو بن أبي سرح بن ربيعة . و عياض بن زهير ابن أبي شداد . و عثمان بن غنم بن زهير بن أبي شداد . و سعد بن عبد قيس بن لقيط ابن عامر الفهريون . و عمار بن ياسر و فيه خلاف بين أهل السير .
و قال بعض أهل السير : إن أبا موسى الأشعري كان فيمن هاجر إلى أرض الحبشة و ليس كذلك ، و لكنه خرج في طائفة من قومه من أرضهم باليمن يريد المدينة فركبوا البحر فرمتهم الريح إلى أرض الحبشة ، فأقام هناك حتى قدم مع جعفر بن أبي طالب .
فلم نزل هؤلاء بأرض الحبشة أمنوا على دينهم ، و أقاموا بخير دار عند خير جار ، و طلبتهم قريش عنده فكان ذلك سبب إسلامه .
قرأت على الإمام الزاهد أبي إسحاق إبراهيم بن علي الحنبلي بالصالحية ، أخبركم أبو الحسن علي بن النفيس بن بورنداز ، أخبرنا أبو القاسم محمود بن عبد الكريم ، أخبرنا أبو بكر ابن ماجة ، أخبرنا أبو جعفر ، عن أبي جعفر أحمد بن محمد بن المرزبان ، عن محمد بن إبراهيم ابن يحيى بن الحكم الحزوري ، عن محمد بن سليمان لوين ، حدثنا حديج بن معاوية ، عن أبي إسحاق ، عن عبد الله بن عتبة ، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، قال : بعثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى النجاشي ثمانين رجلاً ، منهم عبد الله بن مسعود ، و جعفر ، و عبد الله بن عرفطة ، و عثمان بن مظعون رضي الله عنهم ، و بعثت قريش عمرو بن العاص ، و عمارة بن الوليد بهدية ، فقدما على النجاشي ، فدخلا عليه و سجدا له ، و ابتدراه فقعد واحد عن يمينه و الآخر عن شماله ، فقالا : إن نفراً من بني عمنا نزلوا أرضك ، فرغبوا عنا و عن ملتنا ، قال : و أين هم ؟ قالوا : بأرضك ، فأرسل في طلبهم ، فقال جعفر رضي الله عنه : أنا خطيبكم اليوم ، فاتبعوه ، فدخل فسلم ، فقالوا : ما لك لا تسجد للملك ؟ قال : إنا لا نسجد إلا لله عز و جل . قالوا . و لم ذاك ؟ قال : إن الله تعالى أرسل فينا رسولاً و أمرناً أن لا نسجد إلا لله عز و جل ، و أمرنا بالصلاة و الزكاة ، قال عمرو بن العاص : فإنهم يخالفونك في ابن مريم و أمه . قال : فما تقولون في ابن مريم و أمه ؟ قال : نقول كما قال الله عز و جل : روح الله و كلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول التي لم يمسها بشر و لم يفرضها ولد . قال : فرفع النجاشي عوداً من الأرض فقال : يا معشر الحبشة و القسيسين و الرهبان ! ما تزيدون على ما يقولون ، أشهد أنه رسول الله ، و أنه الذي بشر به عيسى في الإنجيل ، و الله لولا ما أنا فيه من الملك لأتيته فأكون أنا الذي حمل نعليه و أوضئه ، قال : أنزلوا حيث شئتم . و أمر بهدية الآخرين فردت عليهما .
قال : و تعجل عبد الله بن مسعود فشهد بدراً .
و قال : إنه لما انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم موته استغفر له .
و لعمارة بن الوليد مع عمرو بن العاص في هذا الوجه خبر مشهور ، ذكره أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني و غيره . و قال عمرو يخاطب عمارة :
إذا المرء لم يترك طعاماً يحبه و لم ينه قلباً غاوياً حيث يمما
قضى وطراً منه و غادر سبة إذا ذكرت أمثالها تملأ الفما
لم يذكر ابن إسحاق مع عمرو إلا عبد الله بن أبي ربيعة في رواية زياد . و في رواية ابن بكير لعمارة بن الوليد ذكر .
فأقام المهاجرون بأرض الحبشة عند النجاشي في أحسن جوار ، فلما سمعوا بمهاجر رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى المدينة رجع منهم ثلاثة و ثلاثون رجلاً و من النساء ثماني نسوة ، فمات منهم رجلان بمكة و حبس بمكة سبعة نفر ، و شهد بدراً منهم أربعة و عشرون رجلاً ، فلما كان شهر ربيع الأول و قيل المحرم سنة سبع من هجرة رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى المدينة ، كتب رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى النجاشي كتاباً يدعوه فيه إلى الإسلام ، و بعث به مع عمرو بن أمية الضمري ، فلما قرئ عليه الكتاب أسلم ، و قال : لو قدرت أن آتيه لآتيته ، و كتب إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان ففعل ، و أصدق عنه تسعمائة دينار و كان الذي تولى التزويج خالد بن سعيد بن العاص بن أمية ، و كتب إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يبعث إليه من بقي عنده من أصحابه و يحملهم ، ففعل ، فجاؤوا حتى قدموا المدينة ، فيجدون رسول الله صلى الله عليه و سلم في خيبر ، فشخصوا إليه فوجدوه قد فتح خيبر فكلم رسول الله صلى الله عليه و سلم المسلمين أن يدخلوهم في سهمانهم ففعلوا .
و كان سبب رجوع الأولين الاثني عشر رجلاً و من ذكر معهم من النساء فيما روي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قرأ يوماً على المشركين " والنجم إذا هوى " حتى بلغ " أفرأيتم اللات والعزى * ومناة الثالثة الأخرى " [ النجم : 1 ـ 20 ] ألقى الشيطان كلمتين على لسانه [ تلك الغرانيق العلى و إن شفاعتهن لترجى ] فتكلم رسول الله صلى الله عليه و سلم بهما ، ثم مضى فقرأ السورة كلها فسجد ، و سجد القوم جميعاً ، و رفع الوليد بن المغيرة تراباً إلى جبهته فسجد عليه ، و كان شيخاً كبيراً لا يقدر على السجود ، و يقال : إن أبا أحيحة سعد بن العاص أخذ تراباً فسجد عليه ، و يقال كلاهما فعل ذلك ، فرضوا بما تكلم به رسول الله صلى الله عليه و سلم و قالوا : قد عرفنا أن الله يحيى و يميت و يخلق و يرزق ، و لكن آلهتنا هذه تشفع لنا عنده ، فأما إذا جعلت لها نصيباً فنحن معك ، فكبر ذلك على رسول الله صلى الله عليه و سلم من قولهم ، حتى جلس في البيت ، فلما أمسى " أتاه جبريل فعرض عليه السورة ، فقال جبريل : ما جئتك بهاتين الكلمتين . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : قلت على الله ما لم يقل ، فأوحى الله إليه " وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذا لاتخذوك خليل " . إلى قوله " ثم لا تجد لك علينا نصيرا " [ الإسراء : 73 ـ 75 ] " قالوا : ففشت تلك السجدة في الناس ، حتى بلغت أرض الحبشة ، فقال القوم عشائرنا أحب إلينا ، فخرجوا راجعين ، حتى إذا كانوا دون مكة بساعة من نهار لقوا ركباً من كنانة ، فسألوهم عن قريش . فقال الركب : ذكر محمد آلهتهم بخير فتابعه الملأ ، ثم ارتد عنها ، فعاد لشتم آلهتهم ، و عادوا له بالشر ، فتركناهم على ذلك . فائتمر القوم في الرجوع إلى أرض الحبشة ، ثم قالوا : قد بلغنا مكة فندخل فننظر ما فيه قريش ، و يحدث عهداً من أراد بأهله ثم يرجع ، فدخلوا مكة ، و لم يدخل أحد منهم إلا بحوار ، إلا ابن مسعود فإنه مكث يسيراً ، ثم رجع إلى أرض الحبشة . قال الواقدي : و كانوا خرجوا في رجب سنة خمس فأقاموا شعبان و شهر رمضان ، و كانت السجدة في سهر رمضان ، فقدموا في شوال سنة خمس .
قال السهيلي : ذكر هذا الخبر يعني خبر هذه السجدة موسى بن عقبة و ابن إسحاق من غير طريق البكائي ، و أهل الأصول يدفعون هذا الحديث بالحجة ، و من صححه قال فيه أقوالاً : منها أن الشيطان قال ذلك و أشاعه ، و الرسول لم ينطق به ، و هذا جيد لولا أن في حديثهم أن جبريل قال لمحمد : ما أتيتك بهذا . و منها أن النبي صلى الله عليه و سلم قالها من قبل نفسه و عنى بها الملائكة أن شفاعتهم لترتجي ، و منها أن النبي صلى الله عليه و سلم قالها حاكياً عن الكفرة ، و أنهم يقولون ذلك ، فقالها متعجباً من كفرهم . قال : و الحديث على ما خيلت غير مقطوع بصحته .
قلت : بلغني عن الحافظ عبد العظيم المنذري رحمه الله أنه كان يرد هذا الحديث من جهة الرواية بالكلية ، و كان شيخنا الحافظ عبد المؤمن الدمياطي يخالفه في ذلك . و الذي عندي في هذا الخبر أنه جار مجرى ما يذكر من أخبار هذا الباب من المغازي و السير . و الذي ذهب إليه كثير من أهل العلم الترخص في الرقائق ، و ما لا حكم فيه من أخبار المغازي ، و ما يجري مجرى ذلك ، و أنه يقبل فيها ما لا يقبل في الحلال و الحرام لعدم تعلق الأحكام بها و أما هذا الخبر فينبعي بهذا الاعتبار أن يرد ، لما يتعلق به ، إلا إن يثبت بسند لا مطعن فيه بوجه ، و لا سبيل إلى ذلك ، فيرجع إلى تأويله .