منتديات جعلان - عرض مشاركة واحدة - ((( عيون الأثر الجزء الأول والثاني )))
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 27  ]
قديم 05-28-2006, 06:11 AM
جعلاني ذهبي


المشاركات
4,762

+التقييم

تاريخ التسجيل
Oct 2004

الاقامة

نظام التشغيل
oman

رقم العضوية
12

اسير الصحراء is on a distinguished road
غير متواجد
 
افتراضي
و ذكر الزهري أن أبا سفيان بن حرب و أبا جهل بن هشام و الأخنس بن شريق خرجوا ليلة ليستمعوا من رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو يصلي من الليل في بيته ، فأخذ كل رجل منهم مجلساً يستمع فيه ، و كل لا يعلم بمكان صاحبه ، فباتوا يستمعون له حتى إذا طلع الفجر تفرقوا ، فجمعهم الطريق ، فتلاوموا و قال بعضهم لبعض : لا تعودوا ، فلو رآكم بعض سفهائكم لأوقعتم في نفسه شيئاً ، ثم انصرفوا ، حتى إذا كانت الليلة الثانية عاد رجل منهم إلى مجلسه ، فباتوا يستمعون له ، حتى إذا طلع الفجر تفرقوا ، فجمعهم الطريق ، فقال بعضهم لبعض مثل ما قالوا مرة ، ثم انصرفوا ، حتى إذا كانت الليلة الثالثة أخذ كل رجل منهم مجلسه فباتوا يستمعون له ، حتى إذا طلع الفجر تفرقوا ، فجمعهم الطريق ، فقال بعضهم لبعض : لا نبرح حتى نتعاهد أن لا نعود ، فتعاهدوا على ذلك ، ثم تفرقوا ، فلما أصبح الأخنس بن شريق أخذ عصاه ، ثم ذهب حتى أتى أبا سفيان في بيته ، فقال : أخبرني يا أبا حنظلة عن رأيك فيما سمعت من محمد . فقال : يا أبا ثعلبة : و الله لقد سمعت أشياء أعرفها و أعرف ما يراد بها ، و سمعت أشياء ما عرفت معناها و لا ما يراد بها . قال الأخنس : و أنا و الذي حلفت به ، ثم خرج من عنده حتى أتى أبا جهل ، فدخل عليه بيته ، فقال : يا أبا الحكم ! ما رأيك فيما سمعت من محمد ؟ ! قال ماذا سمعت ؟ تنازعنا و نحن و بنو عبد مناف الشرف ، أطعموا فأطعمنا ، و حملوا فحملنا ، و أعطوا فأعطينا ، حتى إذا تجاذينا على الركب ، و كنا كفرسي رهان ، قالوا : منا نبي يأتيه الوحي من السماء ، فمتى ندرك هذه ! و الله لا نؤمن به أبداً ، و لا نصدقه ، فقام عنه الأخنس و تركه .
و ذكر ابن إسحاق حديث الإراشي و الإراشي هذا اسمه : كهلة الأصغر بن عصام بن كهلة الأكبر بن وهب ، بن ذئبان بن سيلان ، بن مودع بن عبد الله ، و هو الذي ابتاع منه أبو جهل الإبل و مطله بأثمانها ، و دلالة قريش إياه على رسول الله صلى الله عليه و سلم لينصفه من أبي جهل استهزاء ، لما يعلمون من العداوة بينهما . قال : و خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى جاءه فضرب عليه بابه ، فقال : من هذا ؟ فقال : محمد . فخرج إليه و ما في وجهه من رائحة ، قد انتقع لونه . فقال : " أعط هذا حقه " . قال : نعم لا تبرح حتى أعطيته الذي له ، فدفعه إليه . فذكر له الإراشي ذلك ، فقالوا لأبي جهل : ويلك ! ما رأينا مثل ما صنعت . قال : ويحكم ! و الله ما هو إلا أن ضرب على بابي و سمعت صوته فملئت رعباً ، ثم خرجت إليه و إن فوق رأسه لفحلاً من الإبل ما رأيت مثل هامته . و لا قصرته و لا أنيابه لفحل قط ، و الله لو أبيت لأكلني .
و ذكر الواقدي عن يزيد بن رومان ، قال : بينا رسول الله صلى الله عليه و سلم جالس في المسجد معه رجال من أصحابه ، أقبل رجل من بني زبيد يقول : يا معشر قريش ! كيف تدخل عليكم المادة أو يجلب إليكم جلب ، أو يحل تاجر بساحتكم ، و أنتم تظلمون من دخل عليكم في حرمكم ؟ يقف على الحلق حلقة حلقة حتى انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم في أصحابه ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " و من ظلمك ؟ " فذكر أنه قدم بثلاثة أجمال كانت خيرة إبله ، فسامه بها أبو جهل ثلث أثمانها ، ثم لم يسمه بها لأجله سائم . قال : فاكسد علي سلعتي و ظلمني . قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " و أين أجمالك ؟ " قال : هي هذه بالحزورة . فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم معه و قام أصحابه ، فنظر إلى الجمال فرأى الجمال فرهاً ، فساوم الزبيدي حتى ألحقه برضاه ، فأخذها رسول الله صلى الله عليه و سلم فباع جملين منها بالثمن ، و أفضل بعيراً باعه و أعطى أرامل بني عبد المطلب ثمنه ، و أبو جهل جالس في ناحية من السوق لا يتكلم ، ثم أقبل إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " يا عمرو ! إياك أن تعود لمثل ما صنعت بهذا الأعرابي فترى مني ما تكره " . فجعل يقول : لا أعود يا محمد ، لا أعود يا محمد ، فانصرف رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و أقبل عليه أمية بن خلف و من حضر من القوم ، فقالوا : ذللت في يدي محمد ، فإما أن تكون تريد أن تتبعه ، و إما رعب دخلك منه ، قال : لا أتبعه أبداً ، إن الذي رأيتم مني ، لما رأيت معه ، لقد رأيت رجالاً عن يمينه و شماله معهم رماح يشرعونها إلي ، لو خالفتهم لكانت إياها ، أي لأتوا علي نفسي .
قال أبو عمر : و كان المستهزئون الذي قال الله فيهم : " إنا كفيناك المستهزئين " [ الحجر : 95 ] عمه أبو لهب ، و عقبة بن معيط ، و الحكم بن أبي العاصي ، و الأسود بن المطلب بن أسد بن زمعة ، و الأسود بن عبد يغوث ، و العاص بن وائل ، و الوليد بن المغيرة ، و الحارث بن الغيطلة السهمي . فكان جبريل مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فمر بهما من المستهزئين الوليد بن المغيرة ، و الأسود بن المطلب ، و الأسود بن عبد يغوث ، و الحارث ابن الغيلطة ، و العاص بن وائل واحدا بعد واحد ، فشكاهم رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى جبريل ، فقال : كفيتكهم . فهلكوا بضروب من البلاء و العمى قبل الهجرة .
و فيما لقي بلال و عمار و المقداد و خباب و سعد بن أبي وقاص و غيرهم ممن لم تكن له منعة من قومه من البلاء و الأذى . ما يطول ذكره .
قرأت على أبي النور إسماعيل بن نور بن قمر الهيتي بالصالحية ، أخبركم أبو نصر موسى ابن الشيخ عبد القادر الجيلي قراءة عليه ، أخبرنا أبو القاسم سعيد بن أحمد بن البنا ، أخبرنا أبو نصر الزينبي ، أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن علي بن خلف ، أخبرنا أبو بكر بن أبي داود ، حدثنا أبو موسى عيسى بن حماد زغبة ، عن الليث بن سعد ، عن هشام ، عن أبيه ، أنه قال : مر بورقة بن نوفل على بلال و هو يعذب ، يلصق ظهره برمضاء البطحاء في الحر ، و هو يقول : أحد أحد . فقال : يا بلال صبراً ، يا بلال صبراً ، لم تعذبونه فو الذي نفسي بيده لئن قتلتموه لأتخذنه حناناً . يقول : لأتمسحن به .