منتديات جعلان - عرض مشاركة واحدة - ((( عيون الأثر الجزء الأول والثاني )))
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 5  ]
قديم 05-28-2006, 06:10 AM
جعلاني ذهبي


المشاركات
4,762

+التقييم

تاريخ التسجيل
Oct 2004

الاقامة

نظام التشغيل
oman

رقم العضوية
12

اسير الصحراء is on a distinguished road
غير متواجد
 
افتراضي
خبر إسلام حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه
و من ذلك خبر إسلام حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه :
روينا عن ابن إسحاق : حدثني رجل من أسلم ، و كان واعية ، أن أبا جهل مر برسول الله صلى الله عليه و سلم عند الصفا فآذاه و شتمه ، و نال منه بعض ما يكره ، من العيب لدينه و التضعيف لأمره ، فلم يكلمه رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و مولاة لعبد الله بن جدعان في مسكن لها تسمع ذلك ، ثم انصرف عنه ، فعمد إلى نادي قريش فجلس معهم ، ، فلم يلبث حمزة بن عبد المطلب أن أقبل متوشحاً سيفه راجعاً من قنص له ، و كان صاحب قنص يرميه و يخرج له ، و كان إذا رجع من قنصه لم يصل إلى أهله حتى يطوف بالكعبة ، و كان إذا فعل ذلك لم يمر على ناد من قريش إلا وقف و سلم و تحدث معهم ، و كان أعز فتى في قريش و أشده شكيمة ، فلما مر بالمولاة و قد رجع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى بيته . قالت له : يا أبا عمارة ، لو رأيت ما لقي ابن أخيك محمد آنفاً من أبي الحكم بن هشام ، وجده ها هنا جالساً فآذاه و سبه و بلغ منه ما يكره ، ثم انصرف عنه و لم يكلمه محمد . فاحتمل حمزة الغضب لما أراد الله به من كرامته ، فخرج يسعى و لم يقف على أحد معداً لأبي جهل إذا لقيه أن يقع به ، فلما دخل المسجد نظر إليه جالساً في القوم فأقبل نحوه ، حتى إذا قام على رأسه ، رفع القوس فضربه بها ، فشجه شجة منكرة ، ثم قال : أتشتمه ؟ فأنا على دينه ، أقول ما يقول ، فرد علي ذلك إن استطعت . فقامت رجال من بني مخزوم إلى حمزة لينصروا أبا جهل ، فقال أبو جهل : دعوا أبا عمارة فإني و الله قد سببت ابن أخيه سباً قبيحاً . و تم حمزة على إسلامه ، و على ما تابع عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم من قوله . فلما أسلم حمزة علمت قريش أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد عز و امتنع ، و أن حمزة سيمنعه ، فكفوا عن بعض ما كانوا ينالون منه .
و روينا عن ابن إسحاق قال : حدثني يزيد بن أبي زياد ، عن محمد بن كعب القرظي ، قال : حدثت أن عتبة بن ربيعة ـ و كان سيداً ـ قال يوماً و هو جالس في نادي قريش و النبي صلى الله عليه و سلم جالس في المسجد وحده : يا معشر قريش ألا أقوم إلى محمد فأكلمه و أعرض عليه أموراً لعله يقبل بعضها ، فنعطيه أيها شاء و يكف عنا ، و ذلك حين أسلم حمزة ، و رأوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم يكثرون و يزيدون ، فقالوا : بلى يا أبا الوليد ، فقم إليه فكلمه ، فقام إليه عتبة حتى جلس إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فقال : يا ابن أخي ، إنك منا حيث قد علمت من السطة في العشيرة ، و المكان في النسب و إنك قد أتيت قومك بأمر عظيم فرقت به جماعتهم و سفهت به أحلامهم ، و عبت به آلهتهم و دينهم ، و كفرت به من مضى من آبائهم ، فاسمع مني أعرض عليك أموراً تنظر فيها لعلك تقبل منا بعضها . قال : فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : " قل يا أبا الوليد أسمع " . قال : يا ابن أخي إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالاً جمعنا لك من أمولنا حتى تكون أكثرنا مالاً ، و إن كنت تريد به شرفاً سودناك علينا حتى لا نقطع أمراً دونك ، و إن كنت تريد ملكاً ملكناك علينا ، و إن كان هذا الذي يأتيك رئياً تراه لا تستطيع رده عن نفسك طلبنا لك الطب ، و بذلنا فيه أموالنا ، حتى نبرئك منه ، فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوى منه ، أو كما قال له . حتى إذا فرغ عتبة و رسول الله صلى الله عليه و سلم يسمع منه ، قال : " أقد فرغت يا أبا الوليد ؟ " قال : نعم . قال : " فاسمع مني " . قال : أفعل . " قال : " حم * تنزيل من الرحمن الرحيم * كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون * بشيرا ونذيرا فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون " " [ فصلت : 1 ـ 4 ] . ثم مضى رسول الله صلى الله عليه و سلم فيها يقرأها عليه ، فلما سمعها عتبة منه ، أنصت لها ، و ألقى يديه خلف ظهره معتمداً عليها يسمع منه ، ثم انتهى رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى السجدة منها ، فسجد . ثم قال : " قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت فأنت و ذاك " . فقام عتبة إلى أصحابه ، فقال بعضهم لبعض يحلف بالله : لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به ، فلما جلس إليهم قالوا : ما وراءك يا أبا الوليد ؟ قال : ورائي أني سمعت قولاً و الله ما سمعت مثله قط ، و الله ما هو بالشعر و لا بالسحر ، و لا بالكهانة ، يا معشر أطيعوني و اجعلوها بي ، خلوا بين هذا الرجل و بين ما هو فيه ، فاعتزلوه ، فو الله ليكونن لقوله الذي سمعت منه نبأ ، فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم ، و إن يظهر على العرب فملكه ملككم ، و عزه عزكم ، و كنتم أسعد الناس به . قالوا : سحركم و الله يا أبا الوليد بلسانه . قال : هذا رأيي فيه فاصنعوا ما بدا لم .
و روينا عن الطبراني ، " حدثنا القاسم بن عياش بن حماد أبو محمد الجهني الحذاء الموصلي ، حدثنا محمد بن موسى الحرشي ، حدثنا أبو خلف عبد الله بن عيسى الخزاز ، حدثنا داود بن أبي هند عن عكرمة ، عن ابن عباس ، أن قريشاً دعت رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى أن يعطوه مالاً فيكون أغنى رجل بمكة ، و يزوجوه ما أراد من النساء . فقالوا : هذا لك عندنا يا محمد و كف عن شتم آلهتنا و لا تذكرها بسوء ، فإن لم تفعل فإنا نعرض عليك خصلة واحدة و لك فيها صلاح . قال : ما هي ؟ قالوا : تعبد آلهتنا سنةً ـ اللات و العزى ـ و نعبد إلهك سنة . قال : حتى أنظر ما يأتيني من ربي . فجاء الوحي من عند الله عز وجل من اللوح المحفوظ : " قل يا أيها الكافرون * لا أعبد ما تعبدون " [ الكافرون : 1 ـ 2 ] السورة و أنزل الله عز وجل " قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون " " بل الله فاعبد وكن من الشاكرين " [ الزمر : 64 و 66 ] " .
و روينا " من طريق الترمذي ، حدثنا عبد بن حميد ، أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن عبد الكريم الجزري ، عن عكرمة ، عن ابن عباس [ سندع الزبانية ] قال : قال أبو جهل : لئن رأيت محمداً يصلي لأطأن على عنقه . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لوفعل لأخذته الملائكة عياناً " .
قال : " حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا أبو خالد ، عن داود بن أبي هند ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : كان النبي صلى الله عليه و سلم يصلي ، فجاء أبو جهل ، فقال : ألم أنهك عن هذا ؟ فانصرف النبي صلى الله عليه و سلم ، فزبره ، فقال أبو جهل : إنك لتعلم ما بها ناد أكثر مني .
فأنزل الله تعالى : " فليدع ناديه * سندع الزبانية " [ العلق : 17 ـ 18 ] قال ابن عباس : و الله لودعا ناديه لأخذته زبانية الله " .
=====