منتديات جعلان - عرض مشاركة واحدة - ((( عيون الأثر الجزء الأول والثاني )))
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 05-28-2006, 06:07 AM
جعلاني ذهبي


المشاركات
4,762

+التقييم

تاريخ التسجيل
Oct 2004

الاقامة

نظام التشغيل
oman

رقم العضوية
12

اسير الصحراء is on a distinguished road
غير متواجد
 
افتراضي
خبر سواد بن قارب : و كان يتكهن في الجاهلية ، و كان شاعراً ثم أسلم
قرأت على أبي عبد الله بن أبي الفتح بن وثاب الصوري بالزعيزعية بمرج دمشق ، قلت له : أخبركم الشيخان المؤيد هشام بن عبد الرحيم بن أحمد بن محمد البغدادي نزيل أصبهان و أم حبيبة عائشة بنت معمر بن الفاخر القرشية إجازة ؟ قالا : أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي قراءة عليه و نحن نسمع بأصبهان ، قال : أخبرنا أبو نصر إبراهيم بن محمد بن علي الأصبهاني الكسائي ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقرئ ، قال : أخبرنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي ، قال : حدثنا يحيى بن حجر بن النعمان السامي ، قال : حدثنا علي بن منصور الأنباري ، عن عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي ، عن محمد بن كعب القرظي ، قال : بينما عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذات يوم جالساً إذ مر به رجل ، فقيل ، يا أمير المؤمنين ! أتعرف هذا المار ؟ قال : و من هذا ؟ قالوا : هذا سواد بن قارب الذي أتاه رئيه بظهور النبي صلى الله عليه و سلم ، قال : فأرسل إليه عمر رضي الله عنه ، فقال له : أنت سواد بن قارب ؟ قال : نعم . قال أنت الذي أتاك رئيك بظهور رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قال : نعم . قال : فأنت على ما كنت عليه من كهانتك ؟ قال : فغضب ؟ و قال : ما استقبلني بهذا أحد منذ أسلمت يا أمير المؤمنين . فقال عمر : سبحان الله ؟ ما كنا عليه من الشرك أعظم مما كنت عليه من كهانتك ، فأخبرني بإتيانك رئيك بظهور رسول الله صلى الله عليه و سلم . قال : نعم يا أمير المؤمنين بينا أنا ذات ليلة بين نائم و اليقظان ، إذ أتاني رئيي فضربني برجله ، و قال : قم يا سواد ابن قارب فاسمع مقالتي ، و اعقل إن كنت تعقل ، إنه قد بعث رسول من لؤي بن غالب يدعو الله عز و جل و إلى عبادته ، ثم أنشأ يقول :
عجبت للجن و تطلابها و شدها العيس بأقتابها
تهوي إلى مكة تبغي الهدى ما صادق الجن ككذابها
فارحل إلى الصفوة من هاشم ليس قداماها كأذنابها
قال : قلت : دعني أنام فإني أمسيت ناعساً ، فلما كانت الليلة الثانية أتاني فضربني برجله ، و قال : قم يا سواد بن قارب فاسمع مقالتي ، و اعقل إن كنت تعقل ، إنه قد بعث رسول من لؤي بن غالب يدعو إلى الله عز و جل و إلى عبادته ، ثم أنشأ يقول :
عجبت للجن و تخبارها و شدها العيس بأكوارها
تهوي إلى مكة تبغي الهدى ما مؤمن الجن ككفارها
فارحل إلى الصفوة من هاشم بين روابيها و أحجارها
قال : قلت : دعني أنام فإني أمسيت ناعساً ، فلما كانت الليلة الثالثة أتاني فضربني برجله ، و قال : قم يا سواد بن قارب فاسمع مقالتي ، و اعقل إن كنت تعقل ، إنه قد بعث رسول من لؤي بن غالب يدعو إلى الله عز و جل و إلى عبادته ، ثم أنشأ يقول :
عجبت للجن و تجساسها و شدها العيس بأحلاسها
تهوي إلى مكة تبغي الهدى ما خير الجن كأنجاسها
فارحل إلىالصفوة من هاشم و اسم بعينيك إلى راسها
فقمت فقلت : قد امتحن الله قلبي ، فرحلت ناقتي ، ثم أتيت المدينة فإذا رسول الله صلى الله عليه و سلم و
صحبه حوله ، فدنوت فقلت : اسمع مقالتي ، يا رسول الله . قال : هات . فأنشأت أقول :
أتاني نجيي بعد هدء و رقدة و لم يك فيما قد بلوت بكاذب
ثلاث ليال قوله كل ليلة أتالك رسول من لؤي بن غالب
فشمرت من ذيلي الإزار و وسطت بي الذعلب الوجناء بين السباسب
فأشهد أن الله لا رب غيره و أنك مأمونه على كل غالب
و أنك أدنى المرسلين وسيلة إلى الله يا بن الأكرمين الأطايب
فمرنا بما يأتيك يا خير مرسل و إن كان فيما جاء شيب الذوائب
و كن لي شفيعاً يوم لا ذو شفاعة سواك بمغن عن سواد بن قارب
قال : ففرح رسول الله صلى الله عليه و سلم و أصحابه بمقالتي فرحاً شديداً ، حتى رؤي الفرح في وجوههم .
قال : فوثب إليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فالتزمه و قال : قد كنت أشتهي أن أسمع هذا الحديث منك ، فهل يأتيك رئيك اليوم ؟ قال : أما منذ قرأت القرآن فلا ، و نعم العوض كتاب الله من الجن ، ثم أنشأ عمر يقول : كنا يوماً في حي من قريش يقال لهم آل ذريح و قد ذبحوا عجلا لهم ، و الجزار يعالجه ، إذ سمعنا صوتاً من جوف العجل و لا نرى شيئا : يا آل ذريح ، أمر نجيح ، صائح يصيح بلسان فصيح ، يشهد أن لا إله إلا الله .
و قد روينا خبر سواد هذا من طريق البخاري ، حدثنا يحيى بن سليمان ، حدثني ابن وهب ، حدثني عمر أن سالمات حدثه عن عبد الله بن عمر فذكر الخبر أخصر مما سقنا و في الألفاظ اختلاف .
قال السهيلي : و لسواد بن قارب هذا مقام حميد في دوس حين بلغهم وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم .
قال : و من هذا الباب خبر سوداء بنت زهرة بن كلاب ، و ذلك أنها حين ولدت و رآها أبوها زرقاء شيماء أمر بوأدها ، و كانوا يئدون من البنات ما كانت على هذه الصفة ، فأرسلها إلى الحجون لتدفن هناك ، فلما حفر لها الحافر و أراد دفنها ، سمع هاتفاً يقول : لا تئد الصبية ، و خلها في البرية . فالتفت فلم ير شيئاً ، فعاد لدفنها ، فسمع الهاتف يسجع بسجع آخر في المعنى ، فرجع إلى أبيها و أخبره بما سمع . فقال : إن لها شأناً و تركها ، فكانت كاهنة قريش ، فقالت يوماً لبني زهرة ، إن فيكم نذيرة أو تلد نذيراً ، فاعرضوا علي بناتكم ، فعرضن عليها ، فقالت : في كل واحدة منهن قولاً ظهر بعد حين ، حتى عرضت عليها آمنة بنت وهب فقالت : هذه النذيرة أو ستلد نذيراً . و هو خبر طويل ذكر الزبير يسيراً منه . و ذكره بطوله أبو بكر النقاش ، رحمه الله تعالى .