- اصطلاحا : بذل ما لا يجب تفضلا (4) .
فيتضح مما سبق التوافق بين المعنيين ، وتوافقهما أيضا مع معانيهما اللغوية ، فاليسر والسماحة تدلان على السهولة واللين .
(1) معجم مقاييس اللغة لابن فارس : (ص/1070) .
(2) موسوعة نضرة النعيم : (4/1400) .
(3) معجم مقاييس اللغة لابن فارس : (ص/469) .
(4) التعريفات للجرجاني : (ص/160) .
الفصل الأول
ما ورد في التيسر في الشريعة
المبحث الأول : الآيات الواردة في معنى اليسر:
إن الآيات الواردة في يسر الدين كثيرة جدا ، وبألفاظ مختلفة إلا أنها تدور حول معنى واحد وهو اليسر والسهولة .
وقد قسمت الآيات بحسب الكلمات الواردة فيها ، والكلمات هي :
( اليسر ، رفع الحرج ، التخفيف ، الوسع ، نفي الجناح ، وضع الإصر ) * .
أولا : من الآيات التي جاء فيها لفظ ( اليسر ) :
- شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [البقرة : 185] .
- قال ابن كثير : " معناه ومن كان به مرض في بدنه يشق عليه الصيام معه ، أو يؤذيه ، أو كان في حال السفر فله أن يفطر ، فإذا أفطر فعليه عدة ما أفطره في السفر من الأيام ، ولهذا قال : يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر أي إنما رخص لكم في الفطر في حال المرض ، والسفر مع تحتمه في حق المقيم الصحيح تيسيرا عليكم ورحمة بكم " (1) .
- وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ [البقرة :196]