آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين بلال بن رباح، وخالد بن رويحة الخثعمي، وبين مولاه زيد وعمه حمزة، وبين خارجة بن زيد وأبي بكر، وكانت هذه المؤخاة صلة حقيقية تعدل رابطة الدم، ومازالت البشرية في عصر المناداة بالحريات وحقوق الإنسان تتطلع إلى ما هو دونها فلا تبلغه (1).
4. الإسلام محا الفروق في تطبيق العقوبة على أساس طبقي ومن ذلك قصة المخزومية التي سرقت (2). وقد سبق ذكرها في المبحث الأول (3).
5. علاج الإسلام لمشكلة الرق:
كانت مشكلة الرق عميقة الجذور في التاريخ، متشعبة بفروعها الشائكة داخل النفوس، فانقسمت البشرية إلى سيد قد علاه الكبر والبطر، وإلى عبد قد أضاه الذل والضجر. وعندما ظهر الإسلام الذي يتميز بالمنطق العملي والتدريجي في علاج مشكلات المجتمع الإنساني الأول، فإنه لم يأمر بتحريمه مرة واحدة، ولكنه جفف ينابيعه وعمل على حصره في أضيق الحدود والقضاء على أسبابه، حتى لا نكاد نذكر آثراً لتلك المشكلة منذ عدة قرون في الدول الإسلامية والتي استضاءت بنور الإسلام. هذه المشكلة ( الرق ) التي كانت تمارس قانوناً في أوروبا وأمريكا إلى
------------------------------------------------
(1) التفرقة العنصرية قديماً وحديثاً – لمحمد بخيت – ( ص/106 )
(2) المرجع السابق ( ص / 107 )
(3) أنظر ( ص / 7 )