مصلحة الدولة خلاف ذلك)( ).
ويؤيد هذا القول، أن أم هانئ قد أجارت رجلاً مشركاً في فتح مكة، وأراد المسلمين قتله لأنه محارب، فرفضت أم هانئ، فترافعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام: «قد أجَّرنا من أجَّرتِ يا أم هانئ»( ) وكف المسلمون عنه.
رابعاً: التكافل العبادي.
هناك في الإسلام شعائر وعبادات يجب أن يقوم بها المجتمع ويحافظ عليها، كصلاة الجنازة، فإن الميت إذا مات وجب على المجتمع تكفينه والصلاة عليه ودفنه، فإن لم يقم بذلك أحد أثم المجتمع، وهو ما يسمى فرض الكفاية في العبادات.
ومثل ذلك إقامة الجمعة، وإقامة صلاة الجماعة في الأوقات الخمسة وغير ذلك من العبادات التي تقوم بأداء الجماعة.
وهذه الصورة من تكافل المجتمع وتعاونه في أداء العبادات هي سمة بارزة من سمات المجتمع المسلم.
خامساً: التكافل الأخلاقي.
ويقصد به حراسة المبادئ الأخلاقية السامية النابعة من عقيدة المؤمنين، وحماية المجتمع من الفوضى والفساد والانحلال، ولهذا وجب على المجتمع المسلم أن ينكر على مرتكبي المنكرات الخُلقية وغيرها، ولا يعتبر ذلك تدخلاً في الحرية الشخصية، إذ ليس معنى الحرية أن تفعل ما تشاء دون قيود أو حدود، وإنما مشروط فيه عدم إيذاء الغير أو الاعتداء على نظام حياة الجماعة، فإن وجد من فعل ذلك تكاتف المجتمع وتعاون في القضاء عليه.
-----------------------------------------------------
( ) التكافل الاجتماعي في الإسلام،الدكتور مصطفى السباعي (ص/ 183).
( ) أخرجه مسلم في صحيحه – كتاب صلاة المسافرين – باب استحباب صلاة الضحى – (ص/ 363) – حديث رقم (719).