وهناك اقتراح طرحه الشيخ محمد الغزالي في كتابه : الدعوة الإسلامية تستقبل قرنها الخامس عشر ، يقول فيه : أن على المسلمين إنشاء مدارس وإرسال بعثات لنشر اللغة العربية وحدها دون ربط اللغة بالدين ، كما يفعل أهل اللغات الأخرى كالإنجليزية والفرنسية ، فإن هذا التعليم المجرد للعربية سيوسع القاعدة الثقافية للغة العربية ، وسيكون مستقبلاً رافداً من روافد الإيمان .
ثالثاً : يستطيع المسلمون عن طريق أخلاقهم الحميدة والتزامهم بها ، أن يدعوا الناس إلى دين الحق عن طريق غير مباشر ، فالخلق الحسن لغة إنسانية عالمية تعجب الناس وتقنعهم ، وبهذه اللغة تفاهم الصحابة والتابعون مع الشعوب التي عرفوها وعرفتهم فدخل الناس في دين الله أفواجاً ، أي أن القدوة الحسنة فردية كانت أو جماعية تفرض على الغير احترام العقيدة والحفاوة بها ...
المبحث السابع :
حكم من لم تبلغه دعوة الإسلام
قال الله عز وجل " رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل " النساء (165)
وقال أيضاً : " ..... وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً " الإسراء (15)
من لم تبلغهم الدعوة الإسلامية لا يكلفون بشيء من الأحكام الشرعية ، أما إذا رغب أحد من الكفار في دخول بلاد المسلمين ليسمع القرآن ، ويعلم ما جاء به ، ويفهم أحكامه وأوامره ونواهيه ، فيجب إعطاؤه الأمان لأجل ذلك ، فإن قبل فهو حسن ، وإلا وجب رده إلى مأمنه .
قال تعالى : " وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون " التوبة (6) .