يقول الشيخ الشعرواي : " الأصل في السيف أن يكون حارساً لكلمة الحق لا أن يكون معيناً على كلمة الباطل ... ولذلك أخذت هذه القضية عند المستشرقين دوراً عميقاً أرادوا به أن يشوهوا وجه الإسلام في سياحته للدنيا فقالوا إن الإسلام فرض بالسيف ، ونقول : بأبسط عبارة : ومن الذي حمل السيف ليرغم الناس على منهج الإسلام ؟
هل بدأ الإسلام سيفاً أم بدأ حرفاً وكلاماً مقنعاً .. إن الذين حملوا السيف ليجتاحوا به الأرض ، لم يفرض عليهم بالسيف .... وإنما دخلوه عن قناعة وقوة برهان . (1)
ثانياً : من الأدلة التي تدل على بطلان هذه الشبهة أن من سياسة الفتح الإسلامي التخيير قبل القتال ، فكان قادة المسلمين يخيرون أهل البلاد المفتوحة بين أمور ثلاث إما قبول دعوة الإسلام ، أو دفع الجزية ، أو القتال لمن أبى .
فنرى هنا أن الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة هي المقدمة في التعامل مع الغير ، ثم بعدها اللجوء للحلول الأخرى .
ثالثاً : " الواقع والتاريخ شهد الكثير من الامبراطوريات التي قامت بالسيف حتى أنا لم تكن تغيب الشمس عنها .... ثم ماذا حدث بعد ذلك ؟
غاب عنها السيف ، فغابت الامبراطوريات ... وزالت من الوجود ..
إن الواقع يقول : ( كل ما انتشر بالسيف يزول إذا زال السيف ) .
فكيف بقي الإسلام على خلاف هذه القاعدة التي يؤكدها الواقع المشاهد ينتشر بالسيف ... ثم يزول السيف ، فلا يزول الإسلام .... بل يظل ينتشر ويزداد انتشاراً مع الأيام . (2)
رابعاً : ما الذي أوجد السيف في الدعوة إلى دين الله ؟
ولأنقل إليكم باختصار كلام نفيس للشيخ الشعراوي في ذلك :
يقول : " الإسلام لا يريد قوالب تخضع لكنه يريد قلوباً تخشع ، والقوة التي تفرض ، إنما تتحكم في القالب فقط ولكنها لا تتحكم بالقلب أبداً ... فمن الممكن أن تجبر إنساناً
----------------------------------------------------------------
(1) أسئلة حرجة وأجوبة صريحة للشيخ محمد متولي الشعراوي ص 59
(2) من كتاب أسئلة حرجه وأجوبة صريحة للشيخ الشعراوي بتصرف