الشبهة الثانية :
انتشار الإسلام بالسيف :
هناك الكثير من الشبه التي تثار حول الإسلام ، للنيل منه وتشويه صورته ووسمه بأقبح وأبشع الصفات ، كالوحشية ، وظلم المرأة ، وسفك الدماء ، وغيرها من الافتراءات الكاذبة ، والادعاءات البعيدة كل البعد عن الموضوعية والحياد .
ومن أكثر هذه الشبه وروداً ومناقشة مسألة : انتشار الإسلام في العالم شرقه وغربه وكيف كان ذلك ؟ وما الطريقة التي اتبعها المسلمون ونبيهم محمد في ذلك ؟
فألقى أعداء الإسلام هذه الشبهة في فضاء الفكر العالمي : أن الإسلام دين فرض على الناس بالسيف والقتال ، وأن المسلمين شعوب متعطشة لدماء المخالفين إما أن يؤمنوا بما آمنوا به أو جزاؤهم القتل ، وما زال صدى هذه الشبهة يتردد إلى اليوم ، وتطورت المسميات فظهر لفظ ( الإرهاب ) وصار وصمة في جبين كل مسلم ، وأخذ كل من يخوض في موضوع ( الإرهاب عند المسلمين ) يستدل بأحاديث الرسول وأفعال صحابته والفاتحين ، بل وبآيات القرآن الكريم .
وما ذلك في الحقيقة إلا تغيير للحقائق ، وقلب وقائع التاريخ الذي يشهد للإسلام لا عليه .
وإن هذا الموضوع لذو شجون ، وأراه متصلاً صلة وثيقة بعالمية الإسلام وعموم دعوته للعالم ، فليس الإسلام إلا رحمة للعالمين ، وما قيل من قيل وما أثير ما أثير حول الإسلام إلا لجعله منزوياً على أهله محصوراً في بلاد معينة ، وحتى تغلق عقول العالم أجمع عن فهم روح الإسلام ، ويتصدوا قلوبهم عن الميل له .
وسأتناول هنا موجزة قدر الإمكان ما يهمنا في مسار البحث العلمي ، حول بداية الدعوة الى الإسلام لشعوب العالم ، والرد على شبهة انتشار الإسلام بالسيف بصورة مختصرة ومفيدة تتناسب مع مقام بحثنا الحديثي بالدرجة الأولى :
أولاً : هذا الادعاء باطل لأن الإسلام انتشر بتعاليمه الربانية ، ومبادئه القائمة على الإقناع لكل ذي عقل سليم .