وقد زاد هنا الإمام ابن كثير مزية أخرى من مزايا نزول القرآن باللغة العربية ، وهو أمر يختص باللغة العربية ذاتها في كونها لغة ثرية بمفرداتها وغنية بجمالها البلاغي ، وهي لغة أهل الجنة .
هـ- وأنقل إليكم طرفاً من رد الأستاذ : محمد بن سيدي بن الحبيب في كتابه الدعوة إلى الله في سورة إبراهيم الخليل ، وإني أقول للنصارى : إن كان الكتاب الذي أنزل على رسول بلغته لا يلزم به غير أهل تلك اللغة ، فلم تلزمون الناس الذين لا يتكلمون بلغة الأناجيل بالدخول في المسيحية ؟ إذا كان كتابكم نزل بلغتكم كما قلتم في شبهتكم أن رسلكم سلمتكم التوراة والإنجيل بغلتكم أي العبرية ، فعلى قولكم هذا لا يلزم أي إنسان الإيمان بالتوراة ولا بالإنجيل ، إلا إذا كان يهودياً أو نصرانياً ، وأنتم الآن وقبل ذلك تخططون الخطط لإدخال الشعوب في دين المسيحية ، وقد أدخلتم بالفعل كثيراً من الشعوب التي لا تتكلم بالعبرية ولا بالسيريانية فلم تلزمون الناس أمراً لا يلزمهم ، وليسوا مطالبين به . (1)
ويقول أيضاً " وأما استدلالهم بقوله تعالى : " وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم " سورة إبراهيم (4)
وقوله " ولقد أرسلنا من قبلك رسلاً إلى قومهم فجاؤهم بالبينات " الروم (47) .
( فليس في هاتين الآيتين أيضاً دليل على دعواهم ، نعم أن قومه هم العرب عموماً ، وقريش خصوصاً ، ونزل عليه القرآن بلسان قومه ، وليس في هذا دليل على عدم إرساله إلى غيرهم ، لأن الله لم يقل وما أرسلنا من رسول إلا إلى قومه .....) (2)
---------------------------------------------------------
(1) الدعوة إلى الله في سورة إبراهيم ، محمد بن سيدي بن الحبيب ص 256
(2) الدعوة إلى الله في سورة إبراهيم الخليل ، محمد بن سيدي بن الحبيب ص 262