وربما كان ذلك أيضاً مفضياً إلى التحريف والتصحيف بسبب الدعاوى الباطلة التي يقع فيه المتعصبون . أ.هـ (1)
وفي كلام الإمام الشوكاني مختصر مفيد لتحديد وبيان المسألة والحكمة من نزول القرآن بلغة واحدة ، واختيار اللغة العربية دون سواها ، وبيان مسؤولية العرب الملقاة على عاتقهم من بداية الدعوة إلى يومنا هذا في بيان وترجمة مبادئ الإسلام وأحكامه والقرآن الكريم والدعوة إلى الله تعالى لكل شعوب العالم .
ولا نغفل دلالة الحديث المتقدم من مسؤولية غير العرب كذلك بتوصيل الإسلام وبيان معانيه ، فليست الدعوة قصراً على العرب دون غيرهم ، بل الدعوة مسؤولية كل مسلم .
جـ- والذي يدل كذلك على بطلان شبهة المستشرقين أعداد المسلمين ونسبتهم في العالم ، يقول الأستاذ : محمد الراوي : ( وكون القرآن باللغة العربية لا يعني أنه للعرب بل هذه لغته فقط ، وإلا فمن دخل الإسلام من غير العرب أضعاف من دخلوه من العرب ولو تأملنا في عصرنا الحاضر وجدنا أن الذين ينطقون الضاد لا يمثلون في أعلى نسبة لهم إلا خمس من ينتسبون للإسلام (2)
د- يقول الإمام ابن كثير في تفسيره لقوله تعالى : " إنا أنزلناه قرءاناً عربياً لعلكم تعقلون " يوسف (2)
ذلك لأن المنزل عليه عربي ، ولا يمكن أن ينزل عليه إلا كتاب عربي بحيث يفهمه ويتعقله ، ويفهمه قومه ، ثم بعد ذلك يفهمونه للناس ، وهذا أمر طبيعي ، ولأن لغة العرب أفصح اللغات وأبينها وأوسعها ، وأكثرها تأدية للمعاني التي تقوم بالنفوس ، فلهذا أنزل أشرف الكتب بأشرف اللغات على أشرف الرسل بسفارة أشرف الملائكة في أشرف بقاع الأرض ، وبدأ نزوله في أشرف شهور السنة ، رمضان فكمل من كل الوجوه . (3)
------------------------------------------------
(1) فتح القدير ، للشوكاني ج 3 ص 118
(2) الدعوة الإسلامية دعوة عالمية ، محمد الراوي ، ص 75 .
(3) تفسير القرآن العظيم لابن كثير ج 3/ ص 271