فلفظ ( خلق ) أعم من لفظ ( ناس ) كما هو معلوم .
3- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أن رسول الله قال : ( والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ، ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار ) . (1)
يقول الإمام النووي : ( قوله لا يسمع بي أحد من هذه الأمة أي ممن هو موجود في زمني وبعدي إلى يوم القيامة ، فكلهم يجب عليه الدخول في طاعته ، وإنما ذكر اليهودي والنصراني تنبيهاً على من سواهما ، فإذا كان هذا شأنهم مع أن لهم كتاب فغيرهم ممن لا كتاب له أولى ) . (2)
4- عن أبي الدرداء قال : ( كانت بين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما محاورة فأغضب أبو بكر عمر ، فانصرف عنه عمر مغضباً ، فأتبعه أبو بكر يسأله أن يستغفر له ، فلم يفعل حتى أغلق بابه في وجهه ، فأقبل أبو بكر إلى فقال أبو الدرداء ونحن عنده ، فقال رسول الله ( أما صاحبكم فقد غامر (3) ) وندم عمر على ما كان منه ، فأقبل حتى سلم وجلس إلى النبي وقص على رسول الله الخبر ، قال أبو الدرداء وغضب رسول الله ، وجعل أبو بكر يقول : والله يا رسول الله لأنا كنت أظلم ، فقال رسول الله ( هل أنتم تاركوا لي صاحبي إن قلت يا أيها الناس إني رسول إليكم جميعا فقلتم كذبت ، وقال أبو بكر صدقت ) .
أخرجه البخاري – كتاب تفسير القرآن – آية ( قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً ) ص 844 – حديث رقم (4640) .
ووجه الشاهد هنا قوله : ( إني رسول الله إليكم جميعاً ) .
----------------------------------------------
(1) أخرجه مسلم في صحيحه – كتاب : الإيمان – باب : وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد إلى جميع الناس ونسخ الملل بملته ص 90 حديث رقم (52)
(2) المنهاج في شرح صحيح مسلم ، للنووي ص (190)
(3) غامر : أي سبق بالخير .