أي ما داموا يأمرون بما يرضي الله ورسوله ويحكموا فيكم بكتاب الله تعالى ، وهذا مما يشيع الأمن والاستقرار في المجتمعات ، وتكون الأمم عاملة منتجة ، تشتغل فيما ينفعها ، ولو زاد ظلمه فالصبر والاحتساب درءً للمفسدة وتحقيقا للمصلحة
أما الشورى فهي مبدأ إسلامي أصيل له شواهد في القرآن والسنة وأفعال الرسول مع صحابته تؤكد هذا المبدأ .
فقد أوجب الإسلام الشورى لتقوية الروابط بين المسلمين حتى يشعر الجميع بالمسئولية ، فيعمل على تحقيق مصالح الأمة ، ويلتزم بعد ذلك بما أجمعت عليه .
ثم إن الإسلام لم يغفل تنظيم علاقة الحاكم بالمحكومين ، وتنظيم شؤون الأمن في الدولة ، والقضاء ، وكذلك وضع التشريعات للسياسات الخارجية .
جـ - شمول الشريعة في الجانب الاجتماعي :
لقد تكفلت الشريعة الإسلامية بوضع أحكام تحفظ للمجتمع أمنه واستقراره ، وتحفظ له الحياة الكريمة التي يتمتع أفرادها بحقوقهم ويؤدون فيها واجباتهم على أكمل وجه ، وحرصت على تشييد بناء الأخلاق وتدعيمها في النفوس ، حتى يصبح كل إنسان في المجتمع صورة للرقي الإنساني والتكامل الأخلاقي .
ولنذكر هنا قول جعفر بن أبي طالب للنجاشي ، مبيناً له أهداف الدعوة المحمدية وما تسمو إليه من إبعاد الناس و المجتمعات عن الرذائل وغرس المكارم مكانها ، فيقول : " فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان ، وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة ، وصلة الرحم ، وحسن الجوار ، والكف عن المحارم والدماء ، ونهانا عن الفواحش وقول الزور ، وأكل مال اليتيم وقذف المحصنات ، وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا ً ، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام " (1)
وهذه التي ذكرها هي مقومات المجتمع الصالح
-------------------------------------------------------
(1) سيرة ابن هشام (1/348)