من مظاهر شمول الشريعة الإسلامية إحاطتها بجميع أحوال الإنسان ومراحل حياته ، فلم تترك من ذلك جانباً إلا وضعت له أحكام وآدابه وبحثت كل ما يتعلق به ، من ولادته ، وطفولته وتربيته ، وعلمه وعلمه حتى لحظة وفاته . من أمثلة ذلك .
- قبل أن يولد الإنسان حافظ الإسلام على الوعاء الذي سيحمله وذلك من أجل أن يوفر للطفل جو طاهر عفيف ، قال عز وجل " ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا " الإسراء (32) وروي عن رسول الله أنه قال: " تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس " .
- العناية بالجنين وهو في بطن أمه ، من حيث العمل على كل ما يحفظ حياته لذلك أباح الإسلام للمرأة الحامل الفطر في رمضان إذا خافت على الجنين ، كما شرع النفقة للحامل المطلقة حتى تضع حملها ، قال تعالى " وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن " الطلاق (6) . وغير ذلك من الأمثلة التي يصعب حصرها .
ب- شمول الشريعة في الجانب السياسي :
ونعني بالجانب السياسي ما يتعلق بأمور الحكم ، وعلاقة الأمة بالأمم الأخرى ، فالإسلام اعتنى بهذا الجانب واعتبره جزءاً من الشريعة ، وتتمثل الأسس التي يقول عليها النظام السياسي في الإسلام في الآتي :-
1- العدل 2- الطاعة 3- الشورى (1)
إن هناك الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث التي تدعو إلى العدل وإقامته في الأرض ، ولم تكن هذه مجرد دعاوى بل كان نظاماً متبعاً طبقه الرسول وجرى على ذلك أصحابه رضي الله عنهم .
ثم إن الإسلام طلب من الرعية الطاعة لولي الأمر ، واعتبرها من طاعة الله ورسوله ، قال عز وجل " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " النساء (59)
---------------------------------------------------
(1) خصائص الدعوة الإسلامية محمد أمين حسن ص (238)