منتديات جعلان - عرض مشاركة واحدة - بحث((( موسوعة سيرة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام )))
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 193  ]
قديم 05-04-2006, 03:28 PM
جعلاني ذهبي


المشاركات
4,762

+التقييم

تاريخ التسجيل
Oct 2004

الاقامة

نظام التشغيل
oman

رقم العضوية
12

اسير الصحراء is on a distinguished road
غير متواجد
 
افتراضي
و في تسميتها حواء قولان . أحدهما : لأنها خلقت من حي .
و الثاني : لأنها أم كل حي . فقال آدم : لما خلقت منه حواء : هذا الشخص عظمه من عظمي ، و لحمه من لحمي ، فلذلك صار الرجل و المرأة كجسد واحد ، من شدة الميل ، و فضل الحنو قال الله تعالى : " يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة " يعني آدم " وخلق منها زوجها " يعني حواء .
فروي عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : " خلق الرجل من التراب فهمه في التراب ، و خلقت المرأة من الرجل : فهمها الرجل " .
متى خلقت حواء :
و اختلف في الوقت الذي خلقت فيه حواء على قولين :
أحدهما : أنها خلقت منه في الجنة ، بعد أن استوحش من وحدته و هذا قول ابن عباس و ابن مسعود .
و القول الثاني : أنها من ضلعه قبل دخوله الجنة ثم أدخلا معاً إليها ، و هو أشبه بقول الله تعالى : " وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين " .
قال ابن عباس خلق آدم يوم الجمعة و أدخل الجنة يوم الجمعة ، و أخرج منها يوم الجمعة ، و فيها تقوم الساعة .
الجنة التي دخلها آدم :
و اختلف في الجنة التي أسكنها على قولين :
أحدهما : أنها جنة الخلد .
و القول الثاني : أنها جنة أعدها الله تعالى لهما دار ابتلاء ، و ليست جنة الخلد التي جعلها دار جزاء ، و فيها على هذا قولان :
أحدهما : أنها في السماء لأنه أهبطها منها .
و القول الثاني : إنها في الأرض لأنه امتحنها فيها بلأمر و النهي .
الشجرة التي أكل منها آدم :
و اختلف في الشجرة التي نهيا عن أكلها فقيل : إنها شجرة الخلد .
و قيل إنها شجرة العلم . و في هذا العلم قولان :
أحدهما : علم الخير و الشر .
و الثاني : علم ما لم يعلم .
و قيل في الشجرة غير ذلك من الأقاويل . فلما أكلا منها بدت لهما سوآتهما بالمعصية و طفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة . قال الله تعالى : " فأزلهما الشيطان عنها " . حين بعثهما على أكل الشجرة " فأخرجهما مما كانا فيه " . و فيه تأويلان :
أحدهما : عما كانا فيه من الطاعة إلى ما صارا إليه من المعصية .
و الثاني : عما كانا فيه من النعيم في الجنة إلى ما صار إليه من النكد في الأرض . فحزن آدم حين أهبط إلى الأرض ، و بقي في حزنه مائة سنة لا يقرب فيه حواء ، ثم غشيها فولدت له بعد المائة قابيل ، ثم غشيها فولدت له هابيل ، فقتل قابيل هابيل فحزن آدم لذلك حزناً شديداً .
و قيل : إنه جعل حزنه جزاء على معصيته في الأكل ، و قد يصاب الأباء في أولادهم من أجل معاصيهم ، ثم خف حزنه فغشي حواء فولدت له شيئاً .
علم الله آدم الأسماء :
و علم آدم الأسماء كلها كما ذكره الله تعالى في كتابه . و فيما علمه من الأسماء قولان :
أحدهما : علم النجوم . قاله حميد . .
الثاني : إنها أسماء مسميات و فيها ثلاثة أقاويل :
أحدها : أسماء الملائكة قاله الربيع بن أنس .
و الثاني : أسماء جميع ذريته قاله عبد الرحمن بن زيد .
و الثالث : أسماء جميع الأشياء و فيه على هذا قولان .
أحدهما : أن تعليمه كان مقصوراً على الأسماء دون معانيها .
و الثاني : أنه علمه الأسماء و معانيها لأنه لا فائدة في علم الأسماء بلا معان ، لأن المعاني هي المقصودة و الأسماء دلائل عليها .
هبوط آدم إلى الأرض :
و لما هبط آدم إلى الأرض ، قيل إنه أهبط إلى شرقي أرض الهند ، و حواء بجدة ، و إبليس على ساحل نهر الأبلة و الحية في البرية .
و كانت نبوة آدم مقصورة عليه ، و ما نزل عليه من الوحي متوجهاً إليه فكان المصطفين دون المرسلين .
و اختلف فيه أهل الكتاب هل خلق في ابتدائه قابلاً للموت أو جعل الموت عقوبة له على معصيته .
فقال بعضهم خلق آدم في ابتداء نشأته على الطبيعة الباقية و الطبيعة الميتة ليكون إن مال إلى الشهوات الجسمانية و أثرها وقع في التغايير الجسمانية و ناله الموت ، و إن آثر فضائل النفس الأمارة بالخير نال البقاء الذي سعدت به الملائكة فلم تمت . فلما عصى بأكل الشجرة عدل إلى التغايير فناله الموت و استشهدوا عليه من التوراة بما ذكر فيها : إنك إن أكلت من الشجرة يوم تأكل منها فموتاً تموت فلم يجز أن يتوعده بالموت عند معاقبته و هو يموت لو لم يعاقب .
و قال آخرون منهم ــ و هو أشبه بمقتضى العقول : إنه خلق في ابتداء إنشائه قابلاً للموت في الدنيا و إن لم يعص لأنه أحوجه إلى الغداء كذريته و ليس شيء من الجواهر التي لا ينالها الموت محتاجة إلى الغذاء ، و لم يجعل الموت عقوبة على المعصية و لذلك لم يمت من عصى من الملائكة ، و إن في التوراة مكتوباً إن مد يده في الجنة إلى شجرة الحياة و أكل منها حيي الدهر كله فدل على أنه مطبوع على قبول الموت .
خلق الله آدم على أكمل عقل :
و لما خلق الله تعالى آدم ابتداء و لم يخلقه بتوسط طبيعة كما خلق نسله كان على أفضل اعتدال و أكمل عقل ، فصار قلبه معدناً للحكمة الإنسانية و جسده مهيأ للأفعال البشرية ، فلم يمتنع عليه شيء منها حتى أحاط علاماً و قدرة بجميعها ، و لذلك علم الأسماء كلها ، و ألهم الحكمة بأسرها و اطلع على أسرار النجوم و عملها و عرف منافع الحيوان و النبات و مضارها ، و لولا ذلك لما فرق بين الغذاء و الدواء و لا بين السموم القاتلة و الشفاء ، و لا اهتدى بالنجوم في بر و لا بحر ، و كان هو المدبر لأولاده مدة حياته حتى مات بعد تسعمائة و ثلاثين سنة من عمره ، ثم قام بالأمر من بعده شيث بن آدم فبرع في الحكمة و فاق في علم النجوم بما أخذه عن أبيه آدم و بما استفاده بالتجربة و مررو الزمان .
أولاد آدم :
و اختلف أهل الكتاب في نبوة شيث فادعاها بعضهم و أنكرها آخرون منهم . و ولد بعد مائتين و ثلاثين سنة من عمر أبيه آدم ، و مات و له تسعمائة و اثنتا عشرة سنة . فكان قيامه بالأمر بعد موت آدم مائتين و اثنتي عشرة سنة . و اتفق أهل الكتاب أنه لم يكن بين شيث و إدريس نبي غير إدريس ، ثم قام بلأمر بعد شيث ولده أنوش بن شيث ، و كان مولده بعد مائتين و خمسين سنة من عمر شيث ، و مات أنوش و له تسعمائة و خمسون سنة ، فكان قيامه بالأمر بعد شيث مائتين و ثماني و ثمانين سنة .