السابقون إلى الاسلام من الرجال والنساء
فصل
ولما دعا صلى الله عليه وسلم إلى الله عز وجل ، استجاب له عباد الله من كل قبيلة ، فكان حائز قصب سبقهم ، صديق الأمة ، وأسبقها إلى الإسلام ، أبو بكر رضي الله عنه ، فآزره في دين الله ، ودعا معه إلى الله على بصيرة ، فاستجاب لأبي بكر: عثمان بن عفان ، وطلحة بن عبيد الله ، وسعد بن أبي وقاص .
وبادر إلى الاستجابة له صلى الله عليه وسلم صديقة النساء : خديجة بنت خويلد ، وقامت بأعباء الصديقية ، وقال لها : " لقد خشيت على نفسي " . فقالت له : أبشر فوالله لا يخزيك الله أبداً ثم استدلت بما فيه من الصفات الفاضلة ، والأخلاق والشيم ، على أن من كان كذلك لا يخزى أبداً ، فعلمت بكمال عقلها وفطرتها ، أن الأعمال الصالحة ، والأخلاق الفاضلة ، والشيم الشريفة ، تناسب أشكالها من كرامة الله ، وتأييده ، وإحسانه ، ولا تناسب الخزي والخذلان ، وإنما يناسبه أضدادها ، فمن ركبه الله على أحسن الصفات وأحسن الأخلاق والأعمال إنما يليق به كرامته وإتمام نعمته عليه ، ومن ركبه على أقبح الصفات وأسوإ الأخلاق والأعمال إنما يليق به ما يناسبها ، وبهذا العقل والصديقية استحقت أن يرسل إليها ربها بالسلام منه مع رسوليه جبريل ومحمد صلى الله عليه وسلم .