فصل فيما يقوله من رأى في منامه ما يكرهه
صح عنه صلى الله عليه وسلم : "الرؤيا الصالحة من الله ، والحلم من الشيطان ، فمن رأى رؤيا يكره منها شيئاً، فلينفث عن يساره ثلاثاً، وليتعوذ بالله من الشيطان ، فإنها لا تضره ، ولا يخبر بها أحداً . وإن رأى رؤيا حسنة ، فليستبشر ، ولا يخبر عنها إلا من يحب ". وأمر من رأى ما يكرهه أن يتحول عن جنبه الذي كان عليه، وأمره أن يصلي . فأمره بخمسة أشياء: أن ينفث عن يساره ، وأن يستعيذ بالله من الشيطان ، وأن لا يخبر بها أحداً، وأن يتحول عن جنبه الذي كان عليه ، وأن يقوم يصلي ، ومتى فعل ذلك ، لم تضره الرؤيا المكروهة ، بل هذا يدفع شرها . وقال : "الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر، فإذا عبرت ، وقعت ، ولا يقصها إلا على واد ، أو ذي رأي ".
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، إذا قصت عليه الرؤيا، قال : اللهم إن كان خيراً فلنا ، وإن كان شراً ، فلعدونا .
ويذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم : "من عرضت عليه رؤيا، فليقل لمن عرض عليه خيراً". ويذكر عنه أنه كان يقول للرائي قبل أن يعبرها له : "خيراً رأيت " ثم يعبرها . وذكر عبد الرزاق ، عن معمر، عن أيوب ، عن ابن سيرين ، قال: كان أبو بكر الصديق إذا أراد أن يعبر رؤيا ، قال : إن صدقت رؤياك ، يكون كذا وكذا .