منتديات جعلان - عرض مشاركة واحدة - ((( زاد المعاد ))) الأجزاء 1.2.3.4.5
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 331  ]
قديم 05-01-2006, 12:03 AM
جعلاني ذهبي


المشاركات
4,762

+التقييم

تاريخ التسجيل
Oct 2004

الاقامة

نظام التشغيل
oman

رقم العضوية
12

اسير الصحراء is on a distinguished road
غير متواجد
 
افتراضي
مسألة إذا كان الآكلون جماعة هل على كل واحد تسمية

فصل
وها هنا مسألة تدعو الحاجة إليها، وهي أن الآكلين إذا كانوا جماعة ، فسمى أحدهم ، هل تزول مشاركة الشيطان لهم في طعامهم بتسميته وحده ، أم لا تزول، إلا بتسمية الجميع ؟ فنص الشافعي على إجزاء تسمية الواحد عن الباقين ، وجعله أصحابه كرد السلام ، وتشميت العاطس ، وقد يقال : لا ترفع مشاركة الشيطان للآكل إلا بتسميته هو، ولا يكفيه تسمية غيره ، ولهذا جاء في حديث حذيفة : إنا حضرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاماً، فجاءت جارية كأنما تدفع ، فذهبت لتضع يدها في الطعام ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدها، ثم جاء أعرابي كأنما يدفع ، فأخذ بيده ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الشطان ليستحل الطعام أن لا يذكر اسم الله عليه ، وإنه جاء بهذه الجارية ليستحل بها، فأخذت بيدها، فجاء بهذا الأعرابي ليستحل به ، فأخذت بيده، والذي نفسي بيده إن يده لفي يدي مع يديهما" ثم ذكر اسم الله وأكل ، ولو كانت تسمية الواحد تكفي ، لما وضع الشيطان يده في ذلك الطعام .
ولكن قد يجاب بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن قد وضع يده وسمى بعد، ولكن الجارية ابتدأت بالوضع بغير تسمية ، وكذلك الأعرابي ، فشاركهما الشيطان ، فمن أين لكم أن الشيطان شارك من لم يسم بعد تسمية غيره ؟ فهذا مما يمكن أن يقال ، لكن قد روى الترمذي وصححه من حديث عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل طعاماً في ستة من أصحابه ، فجاء أعرابي ، فأكله بلقمتين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما إنه لو سمى لكفاكم " ومن المعلوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولئك الستة سموا ، فلما جاء هذا الأعرابي فأكل ولم يسم ، شاركه الشيطان في أكله فأكل الطعام بلقميتن ، ولو سمى لكفى الجميع .
وأما مسألة رد السلام ، وتشميت العاطس ، ففيها نظر، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "إذا عطس أحدكم ؟ فحمد الله فحق على كل من سمعه أن يشمته " وإن سلم الحكم فيهما، فالفرق بينهما وبين مسألة الأكل ظاهر، فإن الشيطان إنما يتوصل إلى مشاركة الآكل في أكله إذا لم يسم ، فإذا سمى غيره لم تجز تسمية من سمى عمن لم يسم من مقارنة السيطان له ، فيأكل معه ، بل تقل مشاركة الشيطان بتسمية بعضهم ، وتبقى الشركة بين من لم يسم وبينه ، والله أعلم .
ويذكر عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم "من نسي أن يسمي على طعامه ، فليقرأ قل هو الله أحد إذا فرغ " وفي ثبوت هذا الحديث نظر .
وكان إذا رفع الطعام من بين يديد يقول :"الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ، غير مكفي ولا مودع ولا مستغى عنه ربنا" عز وجل ذكره البخاري .
وربما كان يقول : "الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين ".
وكان يقول : "الحمد لله الذي أطعم وسقى وسوغه وجعل له مخرجا" .
وذكر البخاري عنه أنه كان يقول : "الحمد لله الذي كفانا وآوانا" وذكر الترمذي عنه أنه قال : "من أكل طعاماً فقال : الحمد لله الذي أطعمني هذا من غير حول مني ولا قوة، غفر الله له ما تقدم من ذنبه " حديث حسن .
ويذكر عنه أن كان إذا قرب إليه الطعام قال : "بسم الله " فإذا فرغ من طعامه قال : "الهم أطعمت وسقيت ، وأغنيت وأقنيت ، وهديت وأحييت ، فلك الحمد على ما أعطيت " وإسناده صحيح .
وفي السنن عنه أنه كان يقول إذا فرغ : "الحمد لله الذي من علينا وهدانا ، والذي أشبعنا وأروانا ، ومن كل الإحسان آتانا" حديث حسن . وفي السنن عنه أيضا "إذا أكل أحدكم طعاماً فليقل : اللهم بارك لنا فيه وأطعمنا خيراً منه . ومن سقاه الله لبنا، فليقل : اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه ، فإنه ليس شيء ويجزىء عن الطعام والشراب غير اللبن " حديث حسن .
ويذكر عنه أنه كان إذا شرب في الإناء تنفس ثلاثة أنفاس ، ويحمد الله كل نفس ، ويشكره في آخرهن .