ومنها وهم آخر لبعضهم أنه خرج يوم الجمعة بعد الصلاة
ومنها وهم آخر لبعضهم ، ذكر الطبري في حجة الوداع أنه خرج يوم الجمعة بعد الصلاة . والذي حمله على هذا الوهم القبيح ، قوله في الحديث : خرج لست بقين ، فظن أن هذا لا يمكن إلا أن يكون الخروح يوم الجمعة، إذ تمام الست يوم الأربعاء، وأول ذي الحجة كان يوم الخميس بلا ريب ، وهذا خطأ فاحش ، فإنه من المعلوم الذي لا ريب فيه ، أنه صلى الظهر يوم خروجه بالمدينة أربعاً ، والعصر بذي الحليفة ركعتين ، ثبت ذلك في الصحيحين . وحكى الطبري في حجته قولاً ثالثاً: إن خروجه كان يوم السبت ، وهو اختيار الواقدي ، وهو القول الذي رجحناه أولاً ، لكن الواقدي ، وهم في ذلك ثلاثة أوهام ، أحدها : أنه زعم أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى يوم خروجه الظهر بذي الحليفة ركعتين ، الوهم الثاني : أنه أحرم ذلك اليوم عقيب صلاة الظهر، وإنما أحرم من الغد بعد أن بات بذي الحليفة ، الوهم الثالث : أن الوقفة كانت يوم السبت ، وهذا لم يقله غيره ، وهو وهم بين .