منتديات جعلان - عرض مشاركة واحدة - ((( زاد المعاد ))) الأجزاء 1.2.3.4.5
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 262  ]
قديم 04-30-2006, 01:52 PM
جعلاني ذهبي


المشاركات
4,762

+التقييم

تاريخ التسجيل
Oct 2004

الاقامة

نظام التشغيل
oman

رقم العضوية
12

اسير الصحراء is on a distinguished road
غير متواجد
 
افتراضي
بحث في الدخول بالكعبة

ها هنا ثلاث مسائل : هل دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت في حجته ، أم لا؟ وهل وقف في الملتزم بعد الوداع ، أم لا ؟ وهل صلى الصبح ليلة الوداع بمكة ، أو خارجاً منها ؟ فأما المسألة الأولى، فزعم كثير من الفقهاء وغيرهم ، أنه دخل البيت في حجته ، ويرى كثير من الناس أن دخول البيت من سنن الحج اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم والذي تدل عليه سنته ، أنه لم يدخل البيت في حجته ولا في عمرته ، وإنما دخله عام الفتح ، ففي الصحيحين عن ابن عمر قال : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة على ناقة لأسامة، حتى أناخ بفناء الكعبة، فدعا عثمان بن طلحة بالمفتاح، فجاءه به ، ففتح ، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم ، وأسامة، وبلال ، وعثمان بن طلحة، فأجافوا عليهم الباب ملياً ، ثم فتحوه . قال عبد الله : فبادرت الناس ، فوجدت بلالاً على الباب . فقلت : أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : بين العمودين المقدمين . قال : ونسيت أن أسأله ، كم صلى . وفي صحيح البخاري عن ابن عباس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لما قدم مكة ، أبى أن يدخل البيت وفيه الآلهة، قال : فأمر بها فأخرجت ، فأخرجوا صورة إبراهيم وإسماعيل في أيديهما الأزلام ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قاتلهم الله أما والله لقد علموا أنهما لم يستقسما بها قط ". قال : فدخل البيت ، فكبر في نواحيه ، ولم يصل فيه. فقيل : كان ذلك دخولين ، صلى في أحدهما ، ولم يصل في الآخر . وهذه طريقة ضعفاء النقد، كلما رأوا اختلاف لفظ ، جعلوه قصة أخرى ، كما جعلوا الإسراء مراراً لإختلاف ألفاظه ، وجعلوا اشتراءه من جابر بعيره مراراً ، لاختلاف ألفاظه ، وجعلوا طواف الوداع مرتين لاختلاف سياقه ، ونظائر ذلك . وأما الجهابذة النقاد، فيرغبون عن هذه الطريقة ، ولا يجبنون عن تغليط من ليس معصوماً من الغلط ونسبته إلى الوهم ، قال البخاري وغيره من الأئمة : والقول قول بلال ، لأنه مثبت شاهد صلاته ، بخلاف ابن عباس . والمقصود : أن دخوله البيت إنما كان في غزوة الفتح ، لا في حجه ولا عمره ، وفي صحيح البخاري ، عن إسماعيل بن أبي خالد، قال : قلت لعبد الله بن أبي أوفى: أدخل النبي صلى الله عليه وسلم في عمرته البيت ؟ قال : لا . وقالت عائشة : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من عندي وهو قرير العين ، طيب النفس ، ثم رجع إلي وهو حزين القلب، فقلت: يا رسول الله خرجت من عندي وأنت كذا وكذا . فقال : إني دخلت الكعبة، ووددت أني لم أكن فعلت ، إني أخاف أن أكون قد أتعبت أمتي من بعدي ، فهذا ليس فيه أنه كان فيه حجته ، بل إذا تأملته حق التأمل ، أطلعك التأمل على أنه كان في غزاة الفتح ، والله أعلم ، وسألته عائشة أن تدخل البيت ، فأمرها أن تصلي في الحجر ركعتين .