منتديات جعلان - عرض مشاركة واحدة - ((( زاد المعاد ))) الأجزاء 1.2.3.4.5
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 249  ]
قديم 04-30-2006, 01:35 PM
جعلاني ذهبي


المشاركات
4,762

+التقييم

تاريخ التسجيل
Oct 2004

الاقامة

نظام التشغيل
oman

رقم العضوية
12

اسير الصحراء is on a distinguished road
غير متواجد
 
افتراضي
فصل في حلق رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه

فصل
فلما" أكمل رسول الله صلى الله عليه وسلم نحره ، استدعى بالحلاق ، فحلق رأسه ، فقال للحلاق - وهو معمر بن عبد الله وهو قائم على رأسه بالموسى ونظر في وجهه - وقال : يا معمر أمكنك رسول الله صلى الله عليه وسلم من شحمة أذنه وفي يدك الموسى فقال معمر: أما والله يا رسول الله إن ذلك لمن نعمة الله علي ومنه . قال : أجل إذاً أقر لك "، ذكر ذلك الإمام أحمد رحمه الله .
وقال البخاري في صحيحه : وزعموا أن الذي حلق للنبي صلى الله عليه وسلم ، معمر بن عبد الله بن نضلة بن عوف انتهى، فقال للحلاق : خذ ، وأشار إلى جانبه الأيمن ، فلما فرغ منه ، قسم شعرة بين من يليه ، ثم أشار إلى الحلاق ، فحلق جانبه الأيسر، ثم قال : ها هنا أبو طلحة ؟ فدفعه إليه هكذا وقع في صحيح مسلم .
وفي صحيح البخاري : عن ابن سيرين ، عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حلق رأسه ، كان أبو طلحة أول من أخذ من شعره وهذا لا يناقض رواية مسلم، لجواز أن يصيب أبا طلحة من الشق الأيمن ، مثل ما أصاب غيره ، ويختص بالشق الأيسر، لكن قد روى مسلم في صحيحه أيضاً من حديث أنس، قال : لما رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمرة ، ونحر نسكه ، وحلق ، وناول الحلاق شقه الأيمن فحلقه ، ثم دعا أبا طلحة الأنصاري ، فأعطاه إياه ، ثم ناوله الشق الأيسر ، فقال : "احلق فحلقه ، فأعطاه أبا طلحة، فقال : اقسمة بين الناس ". ففي هذه الرواية ، كما ترى أن نصيب أبي طلحة كان الشق الأيمن ، وفي الأولى : أنه كان الأيسر. قال الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي ، رواه مسلم من رواية حفص بن غياث ، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن هشام بن حسان ، عن محمد بن سيرين ، عن أنس ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، دفع إلى أبي طلحة شعر شقه الأيسر ، ورواه من رواية سفيان بن عيينة، عن هشام بن حسان ، أنه دفع إلى أبي طلحة شعر شقه الأيمن . قال: ورواية ابن عون ، عن ابن سيرين أراها تقوي رواية سفيان والله أعلم . قلت : يريد برواية ابن عون ، ما ذكرناه عن ابن سيرين ، من طريق البخاري ، وجعل الذي سبق إليه أبو طلحة ، هو الشق الذي اختص به . والله أعلم .
والذي يقوى أن نصيب أبي طلحة الذي اختص به كان الشق الأيسر، وأنه صلى الله عليه وسلم عم ، ثم خص ، وهذه كانت سنته في عطائه ، وعلى هذا أكثر الروايات ، فإن في بعضها أنه قال للحلاق : "خذ" وأشار إلى جانبه الأيمن ، فقسم شعره بين من يليه ، ثم أشار إلى الحلاق إلى الجانب الأيسر، فحلقه فأعطاه أم سليم ، ولا يعارض هذا دفعه إلى أبي طلحة، فإنها امرأته . وفي لفظ آخر: فبدأ بالشق الأيمن ، فوزعه الشعرة والشعرتين بين الناس ، ثم قال : بالأيسر، فصنع به مثل ذلك ، ثم قال : ها هنا أبو طلحة ؟ فدفعه إليه . وفي لفظ ثالث : دفع إلى أبي طلحة شعر شق رأسه الأيسر، ثم قلم أظفاره وقسمها بين الناس . وذكر الإمام أحمد رحمه الله ، من حديث محمد بن عبد الله بن زيد، أن أباه حدثه ، أنه شهد النبي صلى الله عليه وسلم عند المنحر، ورجل من قريش وهو يقسم أضاحي ، فلم يصبه شيء ولا صاحبه ، فحلق رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه في ثوبه ، فأعطاه ، فقسم منه على رجال ، وقلم أظفاره فأعطاه صاحبه ، قال : فإنه عندنا مخضوب بالحناء والكتم يعني شعره . ودعا للمحلقين بالمغفرة ثلاثاً ، وللمقصرين مرة ، وحلق كثير من الصحابة، بل أكثرهم ، وقصر بعضهم ، وهذا مع قوله تعالى : " لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين " [ الفتح : 27] ومع قول عائشة رضي الله عنها ، طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم : لإحرامه قبل أن يحرم ، ولإحلاله قبل أن يحل ، دليل على أن الحلق نسك وليس بإطلاق من محظور .