فصل في هديه في عدم تعلية القبور وتشييدها
فصل
ولم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم ، تعلية القبور ولا بناؤها بآجر ، ولا بحجر ولبن ، ولا تشيدها ، ولا تطيينها ، ولا بناء القباب عليها ، فكل هذا بدعة مكروهة ، مخالفة لهديه صلى الله عليه وسلم . وقد بعث علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى اليمن ، ألا يدع تمثالاً إلا طمسه ، ولا قبراً مشرفاً إلا سواه ، فسنته صلى الله عليه وسلم تسوية هذه القبور المشرفة كلها ، ونهى أن يجصص القبر ، وأن يبنى عليه ، وأن يكتب عليه .
وكانت قبور أصحابه لا مشرفة ، ولا لاطئة ، وهكذا كان قبره الكريم ، وقبر صاحبيه ، فقبره صلى الله عليه وسلم مسنم مبطوح ببطحاء العرصة الحمراء لا مبني ولا مطين ، وهكذا كان قبر صاحبيه . وكان يعلم قبر من يريد تعرف قبره بصخرة .