التاسعة والعشرون : أنه اليوم الذي ادخره الله لهذه الأمة ، وأضل عنه أهل الكتاب قبلهم ، كما في الصحيح ، من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما طلعت الشمس ، ولا غربت على يوم خير من يوم الجمعة ، هدانا الله له ، وضل الناس عنه ، فالناس لنا فيه تبع ، هو لنا ، ولليهود يوم السبت ، وللنصاري يوم الأحد " . وفي حديث آخر " ذخره الله لنا " .
وقال الإمام أحمد : حدثنا علي بن عاصم ، عن حصين بن عبد الرحمن ، عن عمر بن قيس ، عن محمد بن الأشعث ، عن عائشة قالت : بينا أنا عند النبي صلى الله عليه وسلم ، إذ استأذن رجل من اليهود ، فأذن له ، فقال : السام عليك ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : وعليك . قالت : فهممت أن أتكلم ، قالت : ثم دخل الثانية ، فقال مثل ذلك ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : وعليك ، قالت : فهممت أن أتكلم ، ثم دخل الثالثة ، فقال : السام عليكم ، قالت ، فقلت : بل السام عليكم ، وغضب الله ، إخوان القردة والخنازير ، أتحيون رسول الله بما لم يحيه به الله عز وجل . قالت : فنظر إلي فقال : مه إن الله لا يحب الفحش ولا التفحش ، قالوا قولاً فرددناه عليهم ، فلم يضرنا شيئاً ، ولزمهم إلى يوم القيامة ، إنهم لا يحسدوننا على شئ كما يحسدوننا على الجمعة التي هدانا الله لها ، وضلوا عنها ، وعلى القبلة التي هدانا الله لها ، وضلوا عنها ، وعلى قولنا خلف الإمام : آمين .
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة ، عن النبى صلى الله عليه وسلم ، " نحن الآخرون السابقون يوم القيامة ، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا ، وأوتيناه من بعدهم ، فهذا يومهم الذي فرض الله عليهم ، فاختلفوا فيه ، فهدانا الله له ، فالناس لنا فيه تبع ، اليهود غداً ، والنصارى بعد غد " .
وفي بيد لغتان بالباء ، وهي المشهورة ، وميد بالميم ، حكاها أبوعبيد . وفي هذه الكلمة قولان ، أحدهما : أنها بمعنى غير وهو أشهر معنييها ، والثاني : بمعنى على وأنشد أبو عبيد شاهداً له :
عمداً فعلت ذاك بيد أني إخال لو هلكت لم ترني
ترني : تفعلي من الرنين .