فصل في هديه في سجود الشكر
فصل
وكان من هديه صلى الله عليه وسلم وهدي أصحابه سجود الشكر عند تجدد نعمة تسر ، أو اندفاع نقمة ، كما في المسند عن أبي بكرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، كان إذا أتاه أمر يسره ، خر لله ساجداً شكراً لله تعالى .
وذكر ابن ماجه ، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم بشر بحاجة ، فخر لله ساجداً .
وذكر البيهقي بإسناد على شرط البخاري ، أن علياً رضي الله عنه ، لما كتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم بإسلام همدان ، خر ساجداً ثم رفع رأسه ، فقال : " السلام على همدان ، السلام على همدان " . وصدر الحديث في صحيح البخاري وهذا تمامه بإسناده عند البيهقي .
وفي المسند من حديث عبد الرحمن بن عوف ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، سجد شكراً لما جاءته البشرى من ربه ، أنه من صلى عليك ، صليت عليه ، ومن سلم عليك ، سلمت عليه .
وفي سنن أبي داود من حديث سعد بن أبي وقاص ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع يديه فسأل الله ساعة ، ثم خر ساجداً ثلاث مرات ، ثم قال : " إني سألت ربي ، وشفعت لأمتي ، فأعطاني ثلث أمتي ، فخررت ساجداً شكراً لربي ، ثم رفعت رأسي فسألت ربي لأمتي ، فأعطاني الثلث الثاني ، فخررت ساجداً شكراً لربي ، ثم رفعت رأسي فسألت ربي لأمتي ، فأعطاني الثلث الآخر ، فخررت ساجداً لربي " .
وسجد كعب بن مالك لما جاءته البشرى بتوبة الله عليه ، ذكره البخاري .
وذكر أحمد عن علي رضي الله عنه ، أنه سجد حين وجد ذا الثدية في قتلى الخوارج .
وذكر سعيد بن منصور ، أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه ، سجد حين جاءه قتل مسيلمة .