منتديات جعلان - عرض مشاركة واحدة - ((( زاد المعاد ))) الأجزاء 1.2.3.4.5
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 83  ]
قديم 04-29-2006, 12:59 AM
جعلاني ذهبي


المشاركات
4,762

+التقييم

تاريخ التسجيل
Oct 2004

الاقامة

نظام التشغيل
oman

رقم العضوية
12

اسير الصحراء is on a distinguished road
غير متواجد
 
افتراضي
فصل في سياق صلاته صلى الله عليه وسلم بالليل ووتره وذكر صلاة أول الليل
قالت عائشة رضي الله عنها : ما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء قط فدخل علي ، إلا صلى أربع ركعات ، أو ست ركعات ، ثم يأوي إلى فراشه .
وقال ابن عباس لما بات عنده : صلى العشاء ، ثم جاء ، ثم صلى ، ثم نام . ذكرهما أبو داود . وكان إذا استيقظ ، بدأ بالسواك ، ثم يذكر الله تعالى ، وقد تقدم ذكر ما كان يقوله عند استيقاظه ، ثم يتطهر ، ثم يصلى ركعتين خفيفتين ، كما في صحيح مسلم ، عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل ، افتتح صلاته بركعتين خفيفتين . وأمر بذلك في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : " إذا قام أحدكم من الليل ، فليفتتح صلاته بركعتين خفيفتين " رواه مسلم . وكان يقوم تارة إذا انتصف الليل ، أوقبله بقليل ، أو بعده بقليل ، وربما كان يقوم إذا سمع الصارخ وهو الديك وهو إنما يصيح في النصف الثاني ، وكان يقطع ورده تارة ، ويصله تارة وهو الأكثر ، ويقطعه كما قال ابن عباس في حديث مبيته عنده ، أنه صلى الله عليه وسلم استيقظ ، فتسوك ، وتوضأ ، وهو يقول : " إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب " ( آل عمران : 190) فقرأ هؤلاء الآيات حتى ختم السورة ، ثم قام فصلى ركعتين أطال فيهما القيام والركوع والسجود ، ثم انصرف ، فنام حتى نفخ ، ثم فعل ذلك ثلاث مرات بست ركعات ، كل ذلك يستاك ويتوضأ، ويقرأ هؤلاء الآيات ، ثم أوتر بثلاث ، فأذن المؤذن ، فخرج إلى الصلاة وهو يقول : " اللهم اجعل في قلبي نوراً ، وفي لساني نوراً ، واجعل في سمعي نوراً ، واجعل في بصري نوراً ، واجعل من خلفي نوراً ، ومن أمامي نوراً ، واجعل من فوقي نوراً ، ومن تحتي نوراً ، اللهم أعطني نوراً " رواه مسلم . ولم يذكر ابن عباس افتتاحه بركعتين خفيفتين كما ذكرته عائشة ، فإما أنه كان يفعل هذا تارة ، وهذا تارة ، وإما أن تكون عائشة حفظت ما لم يحفظ ابن عباس ، وهو الأظهر لملازمتها له ، ولمراعاتها ذلك ، ولكونها أعلم الخلق بقيامه بالليل ، وابن عباس إنما شاهده ليلة المبيت عند خالته ، وإذا اختلف ابن عباس وعائشة في شئ من أمر قيامه بالليل ، فالقول ما قالت عائشة .
وكان قيامه بالليل ووتره أنواعاً ، فمنها هذا الذي ذكره ابن عباس .
النوع الثاني : الذي ذكرته عائشة ، أنه كان يفتتح صلاته بركعتين خفيفتين ، ثم يتمم ورده إحدى عشرة ركعة ، يسلم من كل ركعتين ويوتر بركعة .
النوع الثالث : ثلاث عشرة ركعة كذلك .
النوع الرابع : يصلي ثمان ركعات ، يسلم من كل ركعتين ، ثم يوتر بخمس سرداً متوالية ، لا يجلس في شئ إلا في آخرهن .
النوع الخامس : تسع ركعات ، يسرد منهن ثمانياً لا يجلس في شئ منهن إلا في الثامنة ، يجلس يذكر الله تعالى ويحمده ويدعوه ، ثم ينهض ولا يسلم ، ثم يصلي التاسعة ، ثم يقعد ، ويتشهد ، ويسلم ، ثم يصلي ركعتين جالساً بعدما يسلم .
النوع السادس : يصلي سبعاً كالتسع المذكورة ، ثم يصلي بعدها ركعتين جالساً .
النوع السابع : أنه كان يصلي مثنى مثنى ، ثم يوتر بثلاث لا يفصل بينهن . فهذا رواه الإمام أحمد رحمه الله عن عائشة ، أنه كان يوتر بثلاث لا فصل فيهن . وروى النسائي عنها : كان لا يسلم في ركعتي الوتر . وهذه الصفة فيها نظر ، فقد روى أبو حاتم بن حبان في صحيحه عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : " لا توتروا بثلاث ، أوتروا بخمس أو سبع ، ولا تشبهوا بصلاة المغرب ". قال الدارقطني : رواته كلهم ثقات ، قال مهنا : سألت أبا عبد الله : إلى أي شئ تذهب في الوتر ، تسلم في الركعتين ؟ قال : نعم . قلت : لأي شئ ؟ قال : لأن الأحاديث فيه أقوى وأكثر عن النبي صلى الله عليه وسلم في الركعتين . الزهري ، عن عروة ، عن عائشة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، سلم من الركعتين . وقال حرب : سئل أحمد عن الوتر ؟ قال : يسلم في الركعتين . وإن لم يسلم ، رجوت ألا يضره ، إلا أن التسليم أثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال أبو طالب : سألت أبا عبد الله : إلى أي حديث تذهب في الوتر ؟ قال : أذهب إليها كلها : من صلى خمساً لا يجلس إلا في آخرهن ، ومن صلى سبعاً لا يجلس إلا في آخرهن ، وقد روي في حديث زرارة عن عائشة : يوتر بتسع يجلس في الثامنة . قال : ولكن أكثر الحديث وأقواه ركعة ، فأنا أذهب إليها . قلت : ابن مسعود يقول : ثلاث ، قال : نعم ، قد عاب على سعد ركعة ، فقال له سعد أيضاً شيئاً يرد عليه .
النوع الثامن : ما رواه النسائي ، عن حذيفة ، "أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان ، فركع ، فقال في ركوعه : سبحان ربي العظيم مثل ما كان قائماً ، ثم جلس يقول : رب اغفر لي ، رب اغفر لي مثل ما كان قائماً . ثم سجد ، فقال : سبحان ربي الأعلى مثل ما كان قائماً ، فما صلى إلا أربع ركعات حتى جاء بلال يدعوه إلى الغداة "، وأوتر أول الليل ، ووسطه ، وآخره . وقام ليلة تامة بآية يتلوها ويرددها حتى الصباح وهي : " إن تعذبهم فإنهم عبادك " ( المائدة : 118) . وكانت صلاته بالليل ثلاثة أنواع .
أحدها - وهو أكثرها : صلاته قائماً .
الثاني : أنه كان يصلي قاعداً ، ويركع قاعداً .
الثالث : أنه كان يقرأ قاعداً ، فإذا بقي يسير من قراءته ، قام فركع قائماً ، والأنواع الثلاثة صحت عنه .
وأما صفة جلوسه في محل القيام ، ففي سنن النسائي ، عن عبد الله بن شقيق ، عن عائشة قالت : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي متربعاً قال النسائي : لا أعلم أحداً روى هذا الحديث غير أبي دواد ، يعني الحفري ، وأبو داود ثقة ، ولا أحسب إلا أن هذا الحديث خطأ والله أعلم .