منتديات جعلان - عرض مشاركة واحدة - ((( زاد المعاد ))) الأجزاء 1.2.3.4.5
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 71  ]
قديم 04-27-2006, 02:08 AM
جعلاني ذهبي


المشاركات
4,762

+التقييم

تاريخ التسجيل
Oct 2004

الاقامة

نظام التشغيل
oman

رقم العضوية
12

اسير الصحراء is on a distinguished road
غير متواجد
 
افتراضي
فصل في صفة صلاته وخشوعه

فصل

وكان صلى الله عليه وسلم إذا قام في الصلاة ، طأطأ رأسه ، ذكره الإمام أحمد رحمه الله ، وكان في التشهد لا يجاوز بصره إشارته ، وقد تقدم . وكان قد جعل الله قرة عينه ونعيمه وسروره وروحه في الصلاة . وكان يقول : " يا بلال أرحنا بالصلاة " . وكان يقول : " وجعلت قرة عيني في الصلاة " . ومع هذا لم يكن يشغله ما هو فيه من ذلك عن مراعاة أحوال المأمومين وغيرهم مع كمال إقباله وقربه من الله تعالى وحضور قلبه بين يديه واجتماعه عليه .
وكان يدخل في الصلاة وهو يريد إطالتها ، فيسمع بكاء الصبي ، فيخففها مخافة أن يشق على أمه ، وأرسل مرة فارساً طليعة له ، فقام يصلي ، وجعل يلتفت إلى الشعب الذي يجيء منه الفارس ، ولم يشغله ما هو فيه عن مراعاة حال فارسه .
وكذلك كان يصلي الفرض وهو حامل أمامة بنت أبي العاص بن الربيع ابنة بنته زينب على عاتقه ، إذا قام ، حملها ، وإذا ركع وسجد ، وضعها .
وكان يصلي فيجيء الحسن أو الحسين فيركب ظهره ، فيطيل السجدة كراهية أن يلقيه عن ظهره .
وكان يصلي ، فتجيء عائشة من حاجتها والباب مغلق ، فيمشي ، فيفتح لها الباب ، ثم يرجع إلى الصلاة . وكان يرد السلام بالإشارة على من يسلم عليه وهو في الصلاة .
وقال جابر : بعثني رسول الله لحاجة ، ثم أدركته وهو يصلي ، فسلمت عليه ، فأشار إلي . ذكره مسلم في صحيحه .
وقال أنس رضي الله عنه : كان النبي صلى الله عليه وسلم يشير في الصلاة ، ذكره الإمام أحمد رحمه الله .
وقال صهيب : مررت برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ، فسلمت عليه ، فرد إشارة ، قال الراوي : لا أعلمه ، قا ل : إلا إشارة بأصبعه ، وهو في السنن و المسند . وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : " خرح رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قباء يصلي فيه ، قال : فجاءته الأنصار ، فسلموا عليه وهو في الصلاة ، فقلت لبلال : كيف رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرد عليهم حين كانوا يسلمون عليه وهو يصلي ؟ قال : يقول : هكذا ، وبسط جعفر بن عون كفه ، وجعل بطنه أسفل ، وجعل ظهره إلى فوق "، وهو في السنن و المسند وصححه الترمذي ، ولفظه: كان يشير بيده .
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : لما قدمت من الحبشة أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ، فسلمت عليه ، فأومأ برأسه ، ذكره البيهقي .
وأما حديث أبي غطفان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أشار في صلاته إشارة تفهم عنه ، فليعد صلاته " فحديث باطل ، ذكره الدارقطني وقال : قال لنا ابن أبي داود : أبو غطفان هذا رجل مجهول ، والصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يشير في صلاته . رواه أنس وجابر وغيرهما .
وكان صلى الله عليه وسلم يصلي وعائشة معترضة بينه وبين القبلة ، فإذا سجد ، غمزها بيده ، فقبضت رجليها ، وإذا قام بسطتهما . وكان صلى الله عليه وسلم يصلي ، فجاءه الشيطان ليقطع عليه صلاته ، فأخذه ، فخنقه حتى سال لعابه على يده .
وكان يصلي على المنبر ويركع عليه ، فإذا جاءت السجدة ، نزل القهقرى ، فسجد على الأرض ثم صعد عليه .
وكان يصلي إلى جدار ، فجاءت بهمة تمر من بين يديه ، فما زال يدارئها حتى لصق بطنه بالجدار ، ومرت من ورائه .
يدارئها : يفاعلها من المدارأة وهي المدافعة . وكان يصلي ، فجاءته جاريتان من بني عبد المطلب قد اقتتلتا ، فأخذهما بيديه ، فنزع إحداهما من الأخرى وهو في الصلاة . ولفظ أحمد فيه : فأخذتا بركبتي النبي صلى الله عليه وسلم ، فنزع بينهما ، أو فرق بينهما ، ولم ينصرف .
وكان يصلي ، فمر بين يديه غلام ، فقال بيده هكذا ، فرجع ، ومرت بين يديه جارية فقال بيده هكذا ، فمضت ، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " هن أغلب " ذكره الإمام أحمد ، وهو في السنن .
وكان ينفخ في صلاته ، ذكره الإمام أحمد ، وهو في السنن .
وأما حديث النفخ في الصلاة كلام فلا أصل له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما رواه سعيد في سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما من قوله إن صح .
وكان يبكي في صلاته ، وكان يتنحنح في صلاته ، قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : كان لي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة آتيه فيها ، فإذا أتيته استأذنت ، فإن وجدته يصلي فتنحنح ، دخلت ، وإن وجدته فارغاً ، أذن لي ، ذكره النسائي وأحمد ، ولفظ أحمد : كان لي من رسول الله صلى الله عليه وسلم مدخلان بالليل والنهار ، وكنت إذا دخلت عليه وهو يصلي ، تنحنح . رواه أحمد ، وعمل به ، فكان يتنحنح في صلاته ولا يرى النحنحة مبطلة للصلاة .
وكان يصلي تارة ، ومنتعلاً أخرى ، كذلك قال عبد الله بن عمرو عنه : وأمر بالصلاة بالنعل مخالفة لليهود .
وكان يصلي في الثوب الواحد تارة ، وفي الثوبين تارة ، وهو أكثر .
وقنت في الفجر بعد الركوع شهراً ، ثم ترك القنوت . ولم يكن من هديه القنوت فيها دائماً ، ومن المحال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في كل غداة بعد اعتداله من الركوع يقول : " اللهم اهدني فيمن هديت ، وتولني فيمن توليت .... " ويرفع بذلك صوته ، ويؤمن عليه أصحابه دائماً إلى أن فارق الدنيا ، ثم لا يكون ذلك معلوماً عند الأمة ، بل يضيعه أكثر أمته ، وجمهورأصحابه ، بل كلهم ، حتى يقول من يقول منهم : إنه محدث ، كما قال سعد بن طارق الأشجعي : قلت لأبي : يا أبت إنك قد صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، رضي الله عنهم ها هنا ، وبالكوفة منذ خمس سنين ، فكانوا يقنتون في الفجر ؟ فقال : أي بني محدث . رواه أهل السنن وأحمد . وقال الترمذي : حديث حسن صحيح . وذكر الدارقطني عن سعيد بن جبير قال : أشهد أني سمعت ابن عباس يقول : إن القنوت في صلاة الفجر بدعة ، وذكر البيهقى عن أبي مجلز قال : صليت مع ابن عمر صلاة الصبح ، فلم يقنت ، فقلت له . لا أراك تقنت ، فقال : لا أحفظه عن أحد من أصحابنا .
ومن المعلوم بالضرورة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان يقنت كل غداة ، ويدعو بهذا الدعاء ، ويؤمن الصحابة ، لكان نقل الأمة لذلك كلهم كنقلهم لجهره بالقراءة فيها وعددها ووقتها ، وإن جازعليهم تضييع ذلك، ولا فرق ، وبهذا الطريق علمنا أنه لم يكن هديه الجهر بالبسملة كل يوم وليلة خمس مرات دائماً مستمراً ثم يضيع أكثر الأمة ذلك ، ويخفى عليها ، وهذا من أمحل المحال . بل لو كان ذلك واقعاً ، لكان نقله كنقل عدد الصلوات ، وعدد الركعات ، والجهر والإخفات ، وعدد السجدات ، ومواضع الأركان وترتيبها ، والله الموفق . والإنصاف الذي يرتضيه العالم المنصف ، أنه صلى الله عليه وسلم جهر ، وأسر ، وقنت ، وترك ، وكان إسراره أكثر من جهره ، وتركه القنوت أكثر من فعله ، فإنه إنما قنت عند النوازل للدعاء لقوم ، وللدعاء على آخرين ، ثم تركه لما قدم من دعا لهم ، وتخلصوا من الأسر، وأسلم من دعا عليهم وجاؤوا تائبين ، فكان قنوته لعارض ، فلما زال ترك القنوت ، ولم يختص بالفجر ، بل كان يقنت في صلاة الفجر والمغرب ، ذكره البخاري في صحيحه عن أنس . وقد ذكره مسلم عن البراء . وذكر الإمام أحمد عن ابن عباس قال : قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهراً متتابعاً ، في الظهر ، والعصر ، والمغرب ، والعشاء ، والصبح في دبر كل صلاة إذا قال : سمع الله لمن حمده من الركعة الأخيرة ، يدعو على حي من بني سليم على رعل وذكوان وعصية ، ويؤمن من خلفه ، ورواه أبو داود .
وكان هديه صلى الله عليه وسلم القنوت في النوازل خاصة ، وتركه عند عدمها ، ولم يكن يخصه بالفجر ، بل كان أكثر قنوته فيها لأجل ما شرع فيها من التطويل ، ولاتصالها بصلاة الليل ، وقربها من السحر ، وساعة الإجابة ، وللتنزل الإلهي ، ولأنها الصلاة المشهودة التي يشهدها الله وملائكته ، أو ملائكة الليل والنهار ، كما روي هذا ، وهذا ، في تفسير قوله تعالى : " إن قرآن الفجر كان مشهودا " ( الإسراء : 78) . وأما حديث ابن أبي فديك ، عن عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع من صلاة الصبح في الركعة الثانية ، يرفع يديه فيها ، فيدعو بهذا الدعاء : " اللهم اهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، إنك تقضي ولا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت " فما أبين الاحتجاج به لو كان صحيحاً أو حسناً ، ولكن لا يحتج بعبد الله هذا وإن كان الحاكم صحح حديثه في القنوت عن أحمد بن عبد الله المزني : حدثنا يوسف بن موسى ، حدثنا أحمد بن صالح ، حدثنا ابن أبي فديك .. فذكره . نعم صح عن أبي هريرة أنه قال : والله لأنا أقربكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكان أبو هريرة يقنت في الركعة الأخيرة من صلاة الصبح بعدما يقول : سمع الله لمن حمده ، فيدعو للمؤمنين ، ويلعن الكفار .
>>>يتبع