فصل في إطالة الركعة الأولى على الثانية من صلاة الصبح
فصل
وكان صلى الله عليه وسلم يطيل الركعة الأولى على الثانية من صلاة الصبح ومن كل صلاة ، وربما كان يطيلها حتى لا يسمع وقع قدم ، وكان يطيل صلاة الصبح أكثر من سائر الصلوات ، وهذا لأن قرآن الفجر مشهود ، يشهده الله تعالى وملائكته ، وقيل : يشهده ملائكة الليل والنهار ، والقولان مبنيان على أن النزول الإلهي هل يدوم إلى انقضاء صلاة الصبح ، أو إلى طلوع الفجر ؟ وقد ورد فيه هذا وهذا . وأيضا فإنها لما نقص عدد ركعاتها ، جعل تطويلها عوضاً عما نقصته من العدد .
وأيضاً فإنها تكون عقيب النوم ، والناس مستريحون .
وأيضاً فإنهم لم يأخذوا بعد في استقبال المعاش ، وأسباب الدنيا .
وأيضاً فإنها تكون في وقت تواطأ فيه السمع واللسان والقلب لفراغه وعدم تمكن الاشتغال فيه ، فيفهم القرآن ويتدبره .
وأيضاً فإنها أساس العمل وأوله ، فأعطيت فضلاً من الاهتمام بها وتطويلها ، وهذه أسرار إنما يعرفها من له إلتفات إلى أسرار الشريعة ومقاصدها وحكمها ، والله المستعان .