منتديات جعلان - عرض مشاركة واحدة - ((( زاد المعاد ))) الأجزاء 1.2.3.4.5
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 10  ]
قديم 04-27-2006, 01:42 AM
جعلاني ذهبي


المشاركات
4,762

+التقييم

تاريخ التسجيل
Oct 2004

الاقامة

نظام التشغيل
oman

رقم العضوية
12

اسير الصحراء is on a distinguished road
غير متواجد
 
افتراضي
فصل في هديه في النكاح ومعاشرته صلى الله عليه وسلم أهله

صح عنه صلى الله عليه وسلم من حديث أنس رضي الله عنه ، أنه صلى الله عليه وسلم قال : " حبب إلي ، من دنياكم : النساء ، والطيب ، وجعلت قرة عيني في الصلاة " هذا لفظ الحديث ، ومن رواه حبب إلي من دنياكم ثلاث ، فقد وهم ، ولم يقل صلى الله عليه وسلم : ثلاث والصلاة ليست من أمور الدنيا التي تضاف إليها . وكان النساء والطيب أحب شئ إليه ، وكان يطوف على نسائه في الليلة الواحدة ، وكان قد أعطي قوة ثلاثين في الجماع وغيره ، وأباح الله له من ذلك ما لم يبحه لأحد من أمته .
وكان يقسم بينهن في المبيت والإيواء والنفقة ، وأما المحبة فكان يقول : " اللهم هذا قسمي فيما أملك ، فلا تلمني فيما لا أملك " فقيل : هو الحب والجماع ، ولا تجب التسوية في ذلك ، لأنه مما لا يملك .
وهل كان القسم واجباً عليه ، أو كان له معاشرتهن من غير قسم ؟ على قولين للفقهاء .
فهو أكثر الأمة نساء ، قال ابن عباس : تزوجوا ، فإن خير هذه الامة أكثرها نساء . وطلق صلى الله عليه وسلم ، وراجع ، وآلى إيلاء مؤقتاً بشهر ، ولم يظاهر أبداً ، وأخطأ من قال : إنه ظاهر خطأ عظيماً ، وإنما ذكرته هنا تنبيهاً على قبح خطئه ونسبته إلى ما برأه الله منه .
وكانت سيرته مع أزواجه حسن المعاشرة ، وحسن الخلق .
وكان يسرب إلى عائشة بنات الأنصار يلعبن معها . وكان إذا هويت شيئاً لا محذور فيه تابعها عليه ، وكانت إذا شربت من الإناء أخذه ، فوضع فمه في موضع فمها وشرب ، وكان إذا تعرقت عرقاً - وهو العظم الذي عليه لحم - أخذه فوضع فمه موضع فمها، وكان يتكئ في حجرها ، ويقرأ القرآن ورأسه في حجرها ، وربما كانت حائضاً ، وكان يأمرها وهي حائض فتتزر ثم يباشرها ، وكان يقبلها وهو صائم ، وكان من لطفه وحسن خلقه مع أهله أنه يمكنها من اللعب ، ويريها الحبشة وهم يلعبون في مسجده ، وهي متكئة على منكبيه تنظر ، وسابقها في السفر على الأقدام مرتين ، وتدافعا في خروجهما من المنزل مرة .
وكان إذا أراد سفراً ، أقرع بين نسائه ، فأيتهن خرج سهمها ، خرج بها معه ، ولم يقض للبواقي شيئاً ، وإلى هذا ذهب الجمهور.
وكان يقول : " خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي " .
وربما مد يده إلى بعض نسائه في حضرة باقيهن . وكان إذا صلى العصر ، دار على نسائه ، فدنا منهن واستقرأ أحوالهن ، فإذا جاء الليل ، انقلب إلى بيت صاحبة النوبة ، فخصها بالليل . وقالت عائشة : كان لا يفضل بعضنا على بعض في مكثه عندهن في القسم ، وقل يوم إلا كان يطوف علينا جميعاً ، فيدنو من كل امرأة من غير مسيس حتى يبلغ التي هو في نوبتها ، فيبيت عندها .
وكان يقسم لثمان منهن دون التاسعة ، ووقع في صحيح مسلم من قول عطاء أن التي لم يكن يقسم لها هي صفية بنت حيي ، وهو غلط من عطاء رحمه الله ، وإنما هي سودة ، فإنها لما كبرت وهبت نوبتها لعائشة .
وكان صلى الله عليه وسلم يقسم لعائشة يومها ويوم سودة ، وسبب هذا الوهم - والله أعلم - أنه كان قد وجد على صفية في شئ ، فقالت لعائشة : هل لك أن ترضي رسول الله صلى الله عليه وسلم عني ، وأهب لك يومي ؟ قالت : نعم ، فقعدت عائشة إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم ، في يوم صفية ، فقال : " إليك عني يا عائشة ، فإنه ليس يومك فقالت : ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء وأخبرته بالخبر ، فرضي عنها " . وإنما كانت وهبتها ذلك اليوم وتلك النوبة الخاصة ، ويتعين ذلك ، وإلا كان يكون القسم لسبع منهن ، وهو خلاف الحديث الصحيح الذي لا ريب فيه أن القسم كان لثمان ، والله أعلم . ولو اتفقت مثل هذه الواقعة لمن له أكثر من زوجتين ، فوهبت إحداهن يومها للأخرى ، فهل للزوج أن يوالي بين ليلة الموهوبة وليلتها الأصلية وإن لم تكن ليلة الواهبة تليها ، أو يجب عليه أن يجعل ليلتها هي الليلة التي كانت تستحقها الواهبة بعينها ؟ على قولين في مذهب أحمد وغيره .
وكان صلى الله عليه وسلم يأتي أهله آخر الليل ، وأوله ، فكان إذا جامع أول الليل ، ربما إغتسل ونام ، وربما توضأ ونام . وذكر أبو إسحاق السبيعي عن الأسود عن عائشة أنه كان ربما نام ، ولم يمس ماء وهو غلط عند أئمة الحديث ، وقد أشبعنا الكلام عليه في كتاب تهذيب سنن أبي داود وإيضاح علله ومشكلاته .
وكان يطوف على نسائه بغسل واحد ، وربما اغتسل عند كل واحدة ، فعل هذا وهذا .
وكان إذا سافر وقدم ، لم يطرق أهله ليلاً ، وكان ينهى عن ذلك .