فصل في ذكر الاحتياج الى معرفة النبي محمد صلى الله عليه وسلم
وهذه كلمات يسيرة لا يستغني عن معرفتها من له أدنى همة إلى معرفة نبيه صلى الله عليه وسلم وسيرته وهديه ، اقتضاها الخاطر المكدود على عجره وبجره مع البضاعة المزجاة التي لا تنفتح لها أبواب السدد ، ولا يتنافس فيها المتنافسون مع تعليقها في حال السفر لا الإقامة ، والقلب بكل واد منه شعبة ، والهمة قد تفرقت شذر مذر ، والكتاب مفقود ، ومن يفتح باب العلم لمذاكرته معدوم غير موجود ، فعود العلم النافع الكفيل بالسعادة قد أصبح ذاوياً ، وربعه قد أوحش من أهله وعاد منهم خالياً ، فلسان العالم قد ملئ بالغلول مضاربة لغلبة الجاهلين ، وعادت موارد شفائه وهي معاطبه لكثرة المنحرفين والمحرفين ، فليس له معول إلا على الصبر الجميل ، وما له ناصر ولا معين إلا الله وحده وهو حسبنا ونعم الوكيل .