منتديات جعلان - عرض مشاركة واحدة - بحث((( موسوعة سيرة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام )))
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 4  ]
قديم 04-27-2006, 12:47 AM
جعلاني ذهبي


المشاركات
4,762

+التقييم

تاريخ التسجيل
Oct 2004

الاقامة

نظام التشغيل
oman

رقم العضوية
12

اسير الصحراء is on a distinguished road
غير متواجد
 
افتراضي
كتاب أبي بكر لأمرائه :
بسم الله الرحمن الرحيم . . .
من أبي بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إلى من بلغه كتابي هذا ، من عامة الناس أو خاصتهم ، أقام على الإسلام أو رجع عنه . سلام على من اتبع الهدى، ولم يرجع بعد الهدى إلى الضلالة والعمى، فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو. وأشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، الهادي غير المضل . أرسله بالحق من عنده إلى خلقه ، بشيراً ونذيراً ، وداعياً إلى الله بإذنه ، وسراجاً منيراً ، لينذر من كان حياً، ويحق القول على الكافرين . فهدى الله بالحق من أجاب إليه ،، وضرب بالحق من أدبر عنه ، حتى صاروا إلى الإسلام طوعاً وكرهاً. ثم أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك أجله . وقد كان الله بين له ذلك لأهل الإسلام في الكتاب الذي أنزل عليه ، فقال :" إنك ميت وإنهم ميتون " ، وقال : " وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون " الآية ، وقال للمؤمنين : " وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل " الآية، فمن كان يعبد محمداً ، فإن محمداً قد مات ، ومن كان يعبد الله وحده ، لا شريك له ، فإن الله له بالمرصاد حي قيوم لا يموت ، ولا تأخذه سنة ولا نوم ، حافظ لأمره منتقم من عدوه ومجزيه ، وإني أوصيكم أيها الناس [بتقوى الله ، وأحضكم على حظكم ونصيبكم من الله ، وما جاء به نبيكم صلى الله عليه وسلم . وأن تهتدوا بهداه ، وتعتصموا بدين الله] ، فإن كل من لم يحفظ الله ضائع ، وكل من لم يصدقه كاذب ، وكل من لم يسعده الله شقي ، وكل من لم يرزقه محروم ، وكل من لم ينصره الله مخذول . فاهتدوا بهدى الله ربكم ، فإنه من يهدي الله فهو المهتدي . ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً .
وإنه قد بلغني رجوع من رجع منكم عن دينه ، بعد أن أقر بالإسلام ، وعمل به ، اغتراراً بالله ، وجهالة بأمر الله وطاعة للشيطان. قال الله تعالى : " إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير " وإني قد بعثت إليكم خالداً في المهاجرين والأنصار . والتابعين لهم بإحسان . وأمرته أن لا يقاتل أحداً حتى يدعوه إلى داعية الله ، فمن دخل في دين الله وعمل صالحاً قبل ذلك منه ، ومن أبى فلا يبقي على أحد ، ويحرقهم بالنار ، ويسبي الذراري والنساء .
وعن عروة بن الزبير قال : جعل أبو بكر يوصي خالداً ، ويقول: عليك بتقوى الله ، والرفق بمن معك . أهل السابقة من المهاجرين والأنصار ، فشاورهم ، ثم لا تخالفهم . وقدم أمامك الطلائع ترتد لك المنازل ، وسر في أصحابك على تعبئة جيدة، فإن أعطاك الله الظفر على أهل اليمامة ، فأقل البقيا عليهم ، إن شاء الله وإياك أن تلقاني غداً بما يضيق به صدري منك . اسمع عهدي ووصيتي، ولا تغيرن على دار سمعت فيها أذاناً ، حتى تعلم ما هم عليه . واعلم أن الله يعلم من سريرتك ما يعلم من علانيتك . واعلم أن رعيتك تعمل بما تراك تعمل ، تعاهد جيشك ، وانههم عما لا يصلح لهم . فإنما تقاتلون من تقاتلون بأعمالكم ، وبهذا نرجو لكم النصر على أعدائكم ، سر على بركة الله تعالى .