منتديات جعلان - عرض مشاركة واحدة - بحث((( موسوعة سيرة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام )))
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 138  ]
قديم 04-27-2006, 12:45 AM
جعلاني ذهبي


المشاركات
4,762

+التقييم

تاريخ التسجيل
Oct 2004

الاقامة

نظام التشغيل
oman

رقم العضوية
12

اسير الصحراء is on a distinguished road
غير متواجد
 
افتراضي
حديث السقيفة :
فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم : انحاز هذا الحي من الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة . واعتزل علي بن أبي طالب والزبير بن العوام ، وطلحة بن عبيد الله في بيت فاطمة . وانحاز بقية المهاجرين إلى أبي بكر [وانحاز معهم أسيد بن حضير في بني عبد الأشهل ، فأتى آت إلى أبي بكر وعمر]، فقال : إن هذا الحي من الأنصار مع سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة قد انحازوا إليه ، فإن كان لكم بأمر الناس من حاجة ، فأدركوا الناس قبل أن يتفاقم أمرهم ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته لم يفرغ من أمره ، قد أغلق دونه الباب أهله . فقال عمر لأبي بكر : انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار، حتى ننظر ماهم عليه .
قال ابن إسحاق : وكان من حديث السقيفة : أن عبد الله بن أبي بكر حدثني عن محمد بن شهاب الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس ، قال : أخبرني عبد الرحمن بن عوف قال : -وكنت في منزله بمنى أنتظره ، وهو عند عمر في آخر حجة حجها عمر- قال : فرجع عبد الرحمن من عند عمر ، فوجدني بمنزله بمنى أنتظره ، وكنت أقرئه القرآن . [قال ابن عباس] : فقال لي [عبد الرحمن بن عوف] : لو رأيت رجلاً أتى أمير المؤمنين ، فقال : هل لك في فلان ؟ يقول : والله لو قد مات عمر لقد بايعت فلاناً، والله ما كانت بيعة أبي بكر إلا فلتة فتمت . قال : فغضب عمر ، وقال : إني -إن شاء الله- لقائم العشية في الناس ، فمحذرهم من هؤلاء الذين يريدون أن يغصبوهم أمرهم ، قال عبد الرحمن : فقلت : يا أمير المؤمنين ! لا تفعل ، فإن الموسم يجمع رعاع الناس وغوغاءهم ، وإنهم الذين يغلبون على قربك حين تقوم في الناس . وإني أخشى أن تقوم فتقول مقالة يطير بها أولئك عنك كل مطير ، ولا يعوها ولا يضعوها على مواضعها . فأمهل ، حتى تقدم المدينة . فإنها دار السنة ، وتخلص بأهل الفقه وأشراف الناس ، فتقول ما قلت بالمدينة متمكناً ، فيعي أهل الفقه مقالتك ، ويضعوها على مواضعها . فقال عمر : أما والله -إن شاء الله- لأقومن بذلك أول مقام أقومه بالمدينة .
قال ابن عباس : فقدمنا المدينة في عقب ذي الحجة، فلما كان يوم الجمعة ، عجلت الرواح حين زالت الشمس ، فأجد سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل جالساً إلى ركن المنبر ، فجلست حذوه ، تمس ركبتاي ركبتيه ، فلم أنشب أن خرج عمر ، فما رأيته مقبلاً، فقلت لسعيد : ليقولن العشية على هذا المنبر مقالة لم يقلها منذ استخلف . فأنكر علي سعيد بن زيد ذلك . وقال : وما عسى أن يقول مما لم يقل قبله ؟ فجلس عمر على المنبر .
فلما سكت المؤذن ، فقام . فأثنى على الله بما هو أهله ، ثم قال : أما بعد ، فإني قائل لكم مقالة قد قدر لي أن أقولها ، ولا أدري لعلها بين يدي أجلي ؟ فمن عقلها ووعاها فليأخذ بها حيث انتهت به راحلته . ومن خشي أن لا يعيها ، فلا أحل لأحد أن يكذب علي . إن الله بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بالحق ، وأنزل عليه الكتاب ، فكان مما أنزل عليه : آية الرجم ، فقرأناها وعلمناها ووعيناها . ورجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده . فأخشى -إن طال بالناس زمان- أن يقول قائل : والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله ، فيضلوا بترك فريضة قد أنزلها الله . وإن الرجم في كتاب الله ، حق على من زنى ، إذا أحصن ، من الرجال والنساء إذا قامت البينة ، أو كان الحبل أو الاعتراف . ثم إنا قد كنا نقرأ فيما نقرأ من الكتاب : "لاترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم -أو كفر لكم- أن ترغبوا عن آبائكم ، ألا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا تطروني كما أطري عيسى ابن مريم . فإنما أنا عبد ، فقولوا : عبد الله ورسوله"، ثم إنه قد بلغني أن فلاناً قال : لو قد مات عمر بن الخطاب لقد بايعت فلاناً. فلا يغترن امرؤ يقول : إن بيعة أبي بكر كانت فلتة فتمت . ألا وإنها والله قد كانت كذلك ، إلا أن الله وقى شرها . وليس فيكم من تنقطع دونه الأعناق إليه مثل أبي بكر ، فمن بايع رجلاً عن غير مشورة المسلمين ، فإنه لا بيعة له هو ، ولا الذي بايعه ، تغرة أن يقتلا . إنه كان من خبرنا -حين توفى الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم- أن الأنصار خالفونا، فاجتمعوا بأشرافهم في سقيفه بني ساعدة. وتخلف عنا علي بن أبي طالب والزبير بن العوام ، ومن معهما . واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر . فقلت لأبي بكر : انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء الأنصار . فانطلقنا نؤمهم ، حتى لقينا منهم رجلان صالحان ، فذكرا لنا ما تمالأ عليه القوم . وقالا لنا : أين تريدون يا معاشر المهاجرين ؟ قلنا : نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار . فقالا : لا عليكم ، ألا تقربوهم يا معشر المهاجرين ، اقضوا أمركم. قال: قلت : والله لنأتينهم. فانطلقنا ، حتى أتيناهم في سقيفة بني ساعدة . فإذا بين ظهرانيهم رجل مزمل ، فقلت : من هذا ؟ قالوا : سعد بن عبادة ، قلت : ما له ؟ قالوا : وجع. فلما جلسنا ، تشهد خطيبهم. فأثنى على الله عز وجل بما هو له أهل ، ثم قال : أما بعد ، فنحن أنصار الله ، وكتيبة الإسلام ، وأنتم يا معشر المهاجرين ، رهط منا ، وقد دفت دافة من قومكم ، قال: وإذا هم يريدون أن يختارونا من أصلنا ، ويغتصبونا الأمر. فلما سكت أردت أن أتكلم -وقد زورت في نفسي مقالة قد أعجبتني ، أريد أن أقدمها بين يدي أبي بكر. وكنت أداري منه بعض الحد . فقال أبو بكر: على رسلك يا عمر. فكرهت أن أعصيه . فتكلم -وهو كان أعلم مني وأحكم وأحلم وأوقر- فوالله ما ترك من كلمة أعجبتني من تزويري إلا قالها في بديهته ، أو أفضل ، حتى سكت . فقال : أما بعد ، فما ذكرتم فيكم من خير ، فأنتم له أهل . ولن تعرف العرب هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش . هم أوسط العرب نسباً وداراً . وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين ، فبايعوا الآن أيهما شئتم . فأخذ بيدي ، وبيد أبي عبيدة عامر بن الجراح -وهو جالس بيننا- فلم أكره شيئاً مما قال غيرها ، كان والله أن أقدم فتضرب عنقي لا يقربني ذلك إلى إثم ، أحب إلي من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر . قال : فقال قائل من الأنصار : أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب ، منا أمير ومنكم أمير ، يا معشر قريش . قال : فكثر اللغط ، وارتفعت الأصوات، حتى خشينا الاختلاف . فقلت : ابسط يدك يا أبا بكر . فبسطها ، فبايعته . ثم بايعه المهاجرون ، ثم بايعه الأنصار . ونزونا على سعد بن عبادة ، فقال قائل منهم : قتلتم سعد بن عبادة . قال : قتل الله سعد بن عبادة