منتديات جعلان - عرض مشاركة واحدة - بحث((( موسوعة سيرة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام )))
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 5  ]
قديم 04-26-2006, 07:50 PM
جعلاني ذهبي


المشاركات
4,762

+التقييم

تاريخ التسجيل
Oct 2004

الاقامة

نظام التشغيل
oman

رقم العضوية
12

اسير الصحراء is on a distinguished road
غير متواجد
 
افتراضي
فصل في حوادث سنة تسع :

ولما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، ودخلت سنة تسع ، بعث المصدقين يأخذون الصدقات من الأعراب .
وفيها : بعث علياً رضي الله عنه إلى صنم طي ليهدمه ، فشنوا الغارة على محلة آل حاتم مع الفجر ، فهدموه ، وملأوا أيديهم من السبي والنعم والشاء . وفي السبي سفانة أخت عدي بن حاتم ، وهرب عدي إلى الشام . ووجدوا في خزانته ثلاثة أسياف، وثلاثة أدرع . وقسم علي الغنائم في الطريق ، ولم يقسم السبي من آل حاتم حتى قدم بهم المدينة .
قال عدي : ما كان رجل من العرب أشد كراهة لرسول الله صلى الله عليه وسلم مني ، حين سمعت به ، وكنت رجلاً شريفاً نصرانياً، وكنت أسير في قومي بالمرباع ، وكنت في نفسي على دين ، فقلت لغلام لي راع لإبلي : اعدد لي من إبلي أجمالاً دللاً سماناً ، فإذا سمعت بجيش محمد قد وطىء هذه البلاد فآذني. فأتاني ذات غداة فقال : ما كنت صانعاً إذا غشيتك خيل محمد فاصنع الآن، فإني قد رأيت رايات ، فسألت عنها ؟ فقالوا : هذه جيوش محمد . قلت : قرب لي أجمالي . فاحتملت بأهلي وولدي ، ثم قلت : الحق بأهل ديني من النصارى بالشام . وخلفت بنتاً لحاتم في الحاضرة . فلما قدمت الشام أقمت بها ، وتخالفني خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتصيب ابنة حاتم ، فقدم بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبايا من طيء .
وقد بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم هربي إلى الشام ، فمر بها ، فقالت : يا رسول الله ! غاب الوفد ، وانقطع الوالد ، وأنا عجوز كبيرة ، ما بي من خدمة ، فمن علي ، من الله عليك . فقال :من وافدك ؟، قالت : عدي بن حاتم ، قال :الذي فر من الله ورسوله ؟ -وكررت عليه القول ثلاثة أيام- قالت : فمن علي ، وسألته الحملان ، فأمر لها به وكساها وحملها وأعطاها نفقة .
فأتتني ، فقالت : لقد فعل فعلة ما كان أبوك يفعلها . ائته راغباً أو راهباً، فقد أتاه فلان فأصاب منه ، وأتاه فلان وأصاب منه . قال : فأتيته ، وهو جالس في المسجد ، فقال القوم : هذا عدي بن حاتم -وجئت بغير أمان ولا كتاب- فأخذ بيدي -وكان قبل ذلك قال : إني لأرجو أن يجعل الله يده في يدي- فقام إلي ، فلقيته امرأة ومعها صبي ، فقالا : إن لنا إليك حاجة، فقام معهما حتى قضى حاجتهما . ثم أخذ بيدي حتى أتى داره ، فألقت له الوليدة وسادة. فجلس عليها ، وجلست بين يديه. فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : ما يفرك ؟ أيفرك أن تقول لا إله إلا الله ؟ فهل تعلم من إله سوى الله ؟ فقلت : لا ، فتكلم ساعة . ثم قال : أيفرك أن يقال : الله أكبر ؟ وهل تعلم شيئاً أكبر من الله ؟ قلت : لا ، قال : فإن اليهود مغضوب عليهم ، والنصارى ضالون، فقلت : فإني حنيف مسلم . فرأيت وجهه ينبسط فرحاً .
ثم أمر بي فأنزلت عند رجل من الأنصار ، وجعلت آتيه طرفي النهار . فبينا أنا عنده ، إذ جاءه قوم في ثياب من صوف من هذه النمار ، فصلى ثم قام . فحث بالصدقة عليهم ، وقال:"أيها الناس ، أرضخوا من الفضل ولو بصاع ، ولو بنصف صاع ، ولو بقبضة، ولو ببعض قبضة ، يقي أحدكم وجهه حر جهنم -أو النار- ولو بتمرة ، ولو بشق تمرة . فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة ، فإن أحدكم لاق الله ، فقائل له ما أقول لكم : ألم أجعل لك مالاً وولداً ؟ فيقول : بلى ، فيقول : أين ما قدمت لنفسك ؟ فينظر قدامه وخلفه ، وعن يمينه وعن شماله ، فلا يجد شيئاً يقي به وجهه حر جهنم ، ليق أحدكم وجهه النار ، ولو بشق تمرة ، فإن لم يجد فبكلمة طيبة. فإني لا أخاف عليكم الفاقة. فإن الله ناصركم ومعطيكم ، حتى تسير الظعينة ما بين يثرب والحيرة ، ما تخاف على مطيتها السرق" .
فجعلت أقول : فأين لصوص طيء