منتديات جعلان - عرض مشاركة واحدة - بحث((( موسوعة سيرة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام )))
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 87  ]
قديم 04-26-2006, 02:15 PM
جعلاني ذهبي


المشاركات
4,762

+التقييم

تاريخ التسجيل
Oct 2004

الاقامة

نظام التشغيل
oman

رقم العضوية
12

اسير الصحراء is on a distinguished road
غير متواجد
 
افتراضي
تحويل القبلة :


وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة استقبل بيت المقدس ستة عشر شهراً ، قبلة اليهود. وكان يحب أن يصرفه الله إلى الكعبة ، وقال لجبريل ذلك ، فقال : إنما أنا عبد ، فادع ربك واسأله . فجعل يقلب وجهه في السماء ، يرجو ذلك، حتى أنزل الله عليه : " قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام " الآيات .
وكان في ذلك حكمة عظيمة ، ومحنة للناس ، مسلمهم وكافرهم . فأما المسلمون ، فقالوا : " يقولون آمنا به كل من عند ربنا " ، وهم الذين هدى الله ، ولم تكن بكبيرة عليهم .
وأما المشركون ، فقالوا : " ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها " .
وأما المنافقون ، فقالوا : إن كانت القبلة الأولى حقاً ، فقد تركها . وإن كانت الثانية هي الحق ، فقد كان على باطل .
ولما كان ذلك عظيماً وطأ الله سبحانه قبله أمر النسخ ، وقدرته عليه ، وأنه سبحانه يأتي بخير من المنسوخ أو مثله . ثم عقب ذلك بالمعاتبة لمن تعنت على رسوله ولم ينقد له ، ثم ذكر بعده : اختلاف اليهود والنصارى ، وشهادة بعضهم على بعض بأنهم ليسوا على شئ ، ثم ذكر شركهم بقولهم : اتخذ الله ولداً .
ثم أخبر : أن المشرق والمغرب لله ، فأينما يولي عباده وجوههم فثم وجهه .
وأخبر رسوله : أن أهل الكتاب لا يرضون عنه حتى يتبع قبلتهم .
ثم ذكر خليله إبراهيم وبناءه البيت بمعاونة ابنه إسماعيل عليهما السلام ، وأنه جعل إبراهيم إماماً للناس ، وأنه لا يرغب عن ملته إلا من سفه نفسه .
ثم أمر عباده أن يأتموا به ، وأن يؤمنوا بما أنزل إلى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، وما أنزل إليهم وإلى سائر النبيين . وأخبر : أن الله -الذي يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم- وهو الذي هداهم إلى هذه القبلة التي هي أوسط القبل ، وهم أوسط الأمم ، كما اختار لهم أفضل الرسل ، وأفضل الكتب .
وأخبر : أنه فعل ذلك لئلا يكون للناس عليهم حجة ، إلا الظالمين ، فإنهم يحتجون عليهم بتلك الحجج الباطلة الواهنة ، التي لا ينبغي أن تعارض الرسل بأمثالها ، وليتم نعمته عليهم ويهديهم .
ثم ذكر نعمته عليهم بإرسال الرسول الخاتم ، وإنزال الكتاب . وأمرهم بذكره وشكره ورغبهم في ذلك بأنه يذكر من ذكره ويشكر من شكره .
وأمرهم بما لا يتم ذلك إلا به ، وهو الاستعانة بالصبر والصلاة . وأخبرهم : أنه مع الصابرين