منتديات جعلان - عرض مشاركة واحدة - بحث((( موسوعة سيرة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام )))
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 6  ]
قديم 04-26-2006, 01:11 PM
جعلاني ذهبي


المشاركات
4,762

+التقييم

تاريخ التسجيل
Oct 2004

الاقامة

نظام التشغيل
oman

رقم العضوية
12

اسير الصحراء is on a distinguished road
غير متواجد
 
افتراضي
قصة عمرو بن لحي وتغييره دين إبراهيم عليه السلام


وأما قصة عمرو بن لحي ، وتغييره دين إبراهيم : فإنه نشأ على أمر عظيم من المعروف والصدقة ، والحرص على أمور الدين ، فأحبه الناس حباً عظيماً ، ودانوا له لأجل ذلك ، حتى ملكوه عليهم ، وصار ملك مكة وولاية البيت بيده ، وظنوا أنه من أكابر العلماء ، وأفاضل الأولياء . ثم إنه سافر إلى الشام ، فرأهم يعبدون الأوثان ، فاستحسن ذلك وظنه حقاً ، لأن الشام محل الرسل والكتب ، فلهم الفضيلة بذلك على أهل الحجاز وغيرهم ، فرجع إلى مكة ، وقدم معه بهبل ، وجعله في جوف الكعبة ، ودعا أهل مكة إلى الشرك بالله ، فأجابوه . وأهل الحجاز في دينهم تبع لأهل مكة ، لأنهم ولاة البيت وأهل الحرم . فتبعهم أهل الحجازعلى ذلك ، ظناً أنه الحق . فلم يزالوا على ذلك حتى بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم بدين إبراهيم عليه السلام ، وإبطال ما أحدثه عمرو بن لحي .
وكانت الجاهلية على ذلك ، وفيهم بقايا من دين إبراهيم لم يتركوه كله ، وأيضاً يظنون أن ما هم عليه ، وأن ما أحدثه عمرو بدعة حسنة ، لا تغير دين إبراهيم . وكانت تلبية نزار : لبيك ، لا شريك لك ، إلا شريكاً هو لك ، تملكه وما ملك ، فأنزل الله تعالى : " ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم كذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون " .
ومن أقدم أصنامهم مناة وكان منصوباً على ساحل البحر بقديد ، تعظمه العرب كلها ، لكن الأوس والخزرج كانوا أشد تعظيماً له من غيرهم . وبسبب ذلك أنزل الله تعالى : " إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما " .
ثم اتخذوا اللات في الطائف ، وقيل : إن أصله رجل صالح كان يلت السويق للحاج ، فمات فعكفوا على قبره . ثم اتخذو العزى بوادي نخلة ، بين مكة والطانف ، فهذه الثلاثة أكبر أوثانهم .
ثم كثر الشرك ، وكثرت الأوثان في بقعة من الحجاز ، وكان لهم أيضاً بيوت يعظمونها كتعظيم الكعبة ، وكانوا كما قال تعالى : " لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين " .
ولما دعاهم رسول الله إلى الله اشتد إنكار الناس له ، علماؤهم وعبادهم ، وملوكهم وعامتهم ، حتى إنه لما دعا رجلاً إلى الإسلام قال له : من معك على هذا ؟ قال : حر وعبد، ومعه يومئذ أبو بكر وبلال رضي الله عنهما .