جلست ذات يوم اتفكر
 

جلست ذات يوم أتفكر :هل على القلوب أقفال ؟
وإذا كان لها أقفال هل لهذه الأقفال من مفاتيح ؟!
وبينما أنا أتلو كتاب الله وجدت قول الله تعالى : { أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها } فتيقنت أن للقلوب أقفال .. ولا بد لهذه الأقفال من مفاتيح .. نقّبت وفتشت عن هذه المفاتيح فوجدت أن هناك مفاتيح كثيرة ومتعددة .. ولكن هناك مفتاح سحرية .. أو ما يطلقون عليه الـ ((MASTER KEY)) يمكنك من فتح جميع القلوب .. إنه الحب الصادق .. تلك العاطفة المخلصة القوية التي تدفعك لتعمل لدين الله إنه الحب دون أي غرض دنيوي أو منفعة شخصية .. إنه الحب دون أن تنتظر جزاءا ولا شكورا إلا من الله العلى القدير .. إنه ذلك الحب الذي يتعجب منه أصدقاؤنا قبل أعدائنا ويتسائلون: كيف أننا نحب الناس دون مقابل أو دون أي غرض دنيوي أو مصلحة ؟!
ولكننا نلتمس لهم العذر لأنهم لم يفهموا تلك العاطفة التي غرسها الله في قلوبنا .. ولم يجربوها بعد .. ولله در الإمام البنا رحمه الله حين قال : " ونحب أن يعلم قومنا أنهم أحب إلينا من أنفسنا .. وأنه حبيب إلى هذه النفوس أن تذهب فداءً لعزتهم إن كان فيها الفداء .. وأن تزهق ثمنًا لمجدهم وكرامتهم ودينهم وآمالهم إن كان فيها الغناء .. وما أوقفنا هذا الموقف منهم إلا هذه العاطفة التي استبدت بقلوبنا .. وملكت علينا مشاعرنا .. فأقضت مضاجعنا .. وأسالت مدامعنا .. وإنه لعزيز علينا جد عزيز أن نرى ما يحيط بقومنا ثم نستسلم للذل أو نرضى بالهوان أو نستكين لليأس .. فنحن نعمل للناس في سبيل الله أكثر مما نعمل لأنفسنا .. فنحن لكم لا لغيركم أيها الأحباب، ولن نكون عليكم في يوم من الأيام. فـ ((يا صانع الحياة )) .. أحب من تدعوه إلى الله .. أحببه بصدق .. بإخلاص .. أحببه دون أن تنتظر منه مقابل لهذا الحب .. حينها وحينها فقط .. سيمنحك قلبه .. وسيمكنك من نفسه تغرس فيها من معاني الخير والهدى والإيمان وحب الخير ما تشاء ..
يا صانع الحياة : أحبب من تدعوه إلى الله يحببه الله فيك .. ويستجيب لك .. ويسمع منك .. وينتفع بك .. فإن المحب لمن يحب مطيع .. فإذا امتلكت ذلك المفتاح السحري .. فإني أهنئك وأشد على يديك .. فقد هدى الله على يديك إنسانا وأنقذه بك من النار .. تهانينا وحبنا .. وإلى لقاء على منابر من نور .. في ظل عرش الرحمن ..





[glow=FF3366]أختكم في الله القمر المضئ[/glow]

اشكرك اختي القمر المضئ على موضوعك الاكثر من رائع وجزيتي خيرا