![]() |
((( مشاكل وحلول متجدد كل يوووم )))
سوف نطرح هنا مواضيع تخص الاسره بصفه عامه وهي عباره عن مشاكل ونحاول ان نجد لها الحلول وطبعا اكثر الخبراء الذين جاوبوا على هذه المشاكل واعطوا الحلول هم خبراء اكفاء من شبكه اسلام أون لاين
سنبدا بهذا الموضوع أسرار بيتـك أمانة .. الخلافات الزوجيـة تتعقد عند تدخُـل الآخرين!! مصر القاهرة : يؤكد علماء النفس والاجتماع أن ترويح أحد الزوجين عن نفسه بنشر أخبار الحياة الزوجية وبث همومها بين الآخرين - مهما كانت درجة قرابتهم - خطأ فادح حيث يولد في النفوس الغيظ والنفور ويزيد الفجوة بين الزوجين اتساعا عندما يعرف أحدهما بأن نصفه الآخر قد باح بأسراره أو انتقده في غيابه وأظهر سلبياته. ويوضح العلماء أن المشاكل الأسرية والخلافات الزوجية أمر طبيعي ووارد في أغلب البيوت وهي لا تعني أبدا أنهما يكرهان بعضهما أو يحقدان على بعض لأن اجتماع شخصين في مكان واحد وكثر الاحتكاك بينهما يكون الخلاف أمرا متوقعا ولكن من أكبر الأخطاء التي يرتكبها الأزواج تجاوز أسوار البيت بهذه المشكلات ، وعرضها في المجالس على مسامع الآخرين ، أو حملها إلى العمل وبثها بين الزملاء والزميلات ، للبوح والتنفيس عما يعتمل في النفس . ويشيرون إلى أن أية مشكلة في الحياة الزوجية سرعان ما تنتهي وتتلاشى مسبباتها بعد وقت يسير من الصمت أو المفاوضات ، وسرعان ما ينساها أصحابها ، ولكن في كثير من الأحيان يقوم الآخرون بنبش تلك المشكلات من باب حب الاستطلاع فيساهمون بشكل مباشر أوغير مباشر في إضرام نيرانها،وقد يكون النقل غير الصحيح لما قاله أحد الزوجين للطرف الآخر أحد أهم أسباب تطور المشكلة ، ولا ننسى مبالغة بعض الأشخاص في نقل الكلام . وينصحك خبراء الحياة الأسرية عزيزي الزوج بالاعتماد على الله ثم على عقله في إيجاد الحلول لمشاكلك الزوجية وذلك بالتفاهم مع زوجتك ومحاولة تقريب وجهات النظر فذلك سيكون أنفع له وأجدى من استشارتك لرفاق لم يعيشوا المشكلة وبالتالي لن يقدموا حلاً جذرياً كما تتوقع في بعض الأحيان وابتعد بفكرك عن الخيالات المثالية،ولا تتوقع وجود حياة زوجية مثالية تماماً وخالية من المنغصات، حتى لو رأيتها رأي العين متمثلة في حياة الآخرين، فليس كل من نراه يبوح بما يعانيه، وكثير من البيوت لا تخرج بمعاناتها اليومية خارج أسوارها ، وهذا لا يعني خلوها من المشكلات والمشاحنات. أما أنت سيدتي فينصحك الخبراء بمحاولة سد الشرخ ورأب الصدع في جدران حياتها الزوجية، فلا فائدة ترجى من البوح بتفاصيل الحياة الزوجية أمام الصديقات اللاتي قد ينصحنك بالعناد وصلافة الرأي لإثبات قوة الشخصية، وأخذ الحقوق عنوة حتى من بين يدي أقرب الناس وهو الزوج فحاولي الابتعاد بمشكلاتك عن الساحات النسائية، فقلما نشرت زوجة مشكلاتها أمام الأخريات ووجدت الحل، وافتحي قلبك لزوجك ، فقد يكون الحل الذي تبحثين عنه في جلسة ودية هادئة . واليك هذه النصائح المفيدة : *لا تتكلمي عند غضبه الشديد واصمتي حتى ينتهي من كلامه . * لا تحاولي تبرير فعلك الآن ، مع انه من حقك ذلك ، ولكن يمكنك تأخيره إلى وقت آخر لأن تبريرك لن ينفع طالما قد تملكه الغضب بل قد يزيد من شدة غضبه . * انتظري حتى يفرغ شحنته تماما فإذا هدأ قليلا حاولي إظهار حزنك على ما حدث وأنك حاولت أن يكون الأمر على ما يجب آلا أن الوقت خانك .. ثم تبدئين في التبرير ، إلا إذا علمت أنه عصبي و قد يعود إلى الغضب بنفس الدرجة هنا يجب تأخير النقاش إلى وقت آخر . * اعتذري عن خطئك وعديه انك لن تكرريه مرة أخرى خصوصا إن كنت مقصرة فعلا. * حاولي صرف الانتباه عن موضوع الخلاف كالحديث عن خبر هام حدث اليوم ، أو اتصال مهم له أو ملاعبة طفلك . * احذري قطع الاتصال أو الكلام بينكما ؛ فالحديث بين الزوجين كفيل بغسل كل ما قد يقلق النفس ، كما أن الاستمرار في الصمت من شأنه أن يزيد الخلاف تفاقما . |
مشكور اخوي على الفكره الرائعه
|
قيادة المرأة،، متى سيتجاوز الرجل هذه العقدة؟
لنتخيل الوضع التالي: سيارة يجلس في مقعدها الأمامي خلف المقود امرأة، ويجلس في مقعدها الخلفي سائق آسيوي..! ترى هل يقبل المعارضون لقيادة المرأة هذا الوضع الذي لم يختلف فيه سوى أماكن الأشخاص داخل السيارة؟ الإجابة بالتأكيد «لا» لأن ما وراء الأكمة في مسألة الرفض لديهم هو فعل القيادة.. هذا الشيء الجديد تماماً بالنسبة لهم والذي حرك «الذكر» في دواخلهم.. مسألة الوقوف أمام قيادة المرأة للسيارة هي قضية ممارسة الذكر لسلطته ضد المرأة ولأن هذا التسلط أصبح محسوباً على الرجل كعيب يقدح في ثقته بنفسه، اأصبح لزاماً ان يستره ببعض الحجج من مصاعب اجتماعية أو دينية لا أصل لها ولا مستند بطرح افتراضات لتعقيد الأمر من قبيل.. ماذا لو تعطلت السيارة ماذا لو اضطرت امرأة لتغيير الإطار؟ وقائمة طويلة من (ماذا لو).. وبالمناسبة فإن قائمة «ماذا لو» هي صنيعة المحبطين والمهزوزين دائماً ومن الممكن استخدامها حتى مع الرجل نفسه لمنعه من قيادة السيارة والمكوث في المنزل. وعندما يكون تعليل المنع بالحفاظ على اعراض النساء فيجب ان نطرح في هذا السياق تساؤلاء بسيطاً: هل نحن البلد الوحيد في العالم الذي يهمه أمر نسائه والمحافظة عليهم؟ وهل سماح جميع دول العالم باستثناء المملكة للمرأة بقيادة السيارة يعني تهاونهم بنصف المجتمع.؟ الإجابة بالتأكيد هي النفي واذا كانت الحال كذلك فالمجتمع السعودي مثل غيره قادر على استيعاب التغيير وتبقى المسألة قضية تهيؤ وتدرج وهو ما ينوي المسؤولون عمله بوضع ضوابط من قبيل السماح في البداية لنساء من عمر معين وبمعايير معينة من القيادة حتى يستطيع المجتمع التأقلم مع ذلك. لقد حان الوقت لنصلح المتناقضات التي يعاني منها مجتمعنا والتي ليس لها أي مستند شرعي من قبيل منع المرأة من قيادة السيارة ومنعها من البيع في الأسواق والخوف من تدريس اللغة الإنجليزية لطلاب الإبتدائي ولعلنا أيضاً نعيد النظر في قضية نزع الثقة في كل من حولنا والتوقف عن تقديم سوء الظن في الجميع. هذه المحاولات لثني المجتمع عن اتخاذ قرار هام كقيادة المرأة هي محاولة ايضاً لثنيه عن خطوات الإصلاح القادمة إذ أن كل مشروع قادم يحوي من المخاطر والافتراضات السلبية ما يجعلنا نتوقف تماماً بل ونعود الى الوراء اذا ما نظرنا إليه من هذه الزاوية المظلمة. ربما من الأجدى ان يقوم المعترضون على سن قانون يسمح للمرأة بالقيادة بتحويل طاقاتهم إلى شيء أجدى وهو محاولة تذليل الصعوبات التي ستخرج كجزء طبيعي لبداية أية مشروع جديد كمشكلة تأهيل النساء للقيادة وتهيئة المجتمع لقبول واحترام المرأة كشريك جديد على الطريق، لأنه من المضحك أننا مازلنا نجادل في قضية قيادة المرأة للسيارة فيما تناقش أمم غيرنا قضايا الاستنساخ وغزو الفضاء. >> هل ترغب في التعليق على الموضوع؟... |
[glint]موضوووووووووع في غاية الاهمية والفايدة
تسلللللللللللللللللللللم اخي اسير الصحراء[/glint] |
ماذا نفعل اذا عجز
ماذا نفعل لو عجزنا ولم نجد من يساعدنا اليكم الموضوع لوتحدثنا عن موضوع خطير ولاكن ليس جديد المهم ماذا تفعل الفتاة اذا وقعت في الخطيئة ولم تجد من يساعدها وعلما حلم البني معهما تم اختلاف في الشكل الا انه واحد يجمعهن وهو الزواج والاسقرار فكيف لو ان البنت وقعت في خطيئة وهي صغيرة ولا تعلم عن هذا المواضيع البكارى وغيرها ويمكن نحمل الام نصف الخطا فهل الام تساعدها بطريقة صحيحة واذ كانت امية الام ؟ بالله اجيبو ماذنب الاب الطيب الفقير ماذنب الاخوة الرجال الصغار الذين يحلمون متى يكبرون وووووو؟ ها هل انتم ذوي القلوب التي تقسى ولا تحن هل ترون البنت من زاوية واحدة وهي خروج دم من الفرج والا العار كم بالله هي شريفة وانا اعلم منهن الكثير وراحن ضحايا العصر منهن من غاصت في المصائب "الزنا وغيرها وهي تقول لمادا احرم نفسي لذة الحلاوى وانا اعلم اني لن اتزوج ومنهن من تزوجت ووووووووووووو؟ لذى اامل المحاورة من الجميع لنصل لحل سليم يساعد من هي مكسورة طبعا طرحت كثير من المواضيع ولكن اي عضو عنده حل يعمل اقتباس للموضوع ومن ثم يكتب الحل ليساعد |
المشكلة
الحب بالشات.. الحسم خير وسيلة المشكله وقعت لفتاه والمشكله هي كالاتي:- راسلت شابا عن طريق الإنترنت وأحببته وأشعر أنه يجبني. ومن خوفي أن تتطور العلاقة أكثر طلبت منه أن نقطع علاقتنا فوافق وقال إنني سأبقى بقلبه! علمت أمي بالموضوع ووعدتها بقطع العلاقة تماما ولكني متعلقة به ولا أعرف كم سأصبر؟ وماذا أفعل وكيف تعرف الفتاة إذا كان الشاب فعلا يحبها؟ الحل كم هو جميل ذلك العالم الواسع، العالم الذي يحمل بين صفحاته واقعا افتراضيا، براقا جميلا ومخيفا. جميل باتساعه وما فيه من جديد، براق لمن يدخله أول مرة ليجد العالم بين يديه يتجول فيه كيف يشاء، مخيف لما فيه من غموض ومخاطرة واقتحام لكل ما هو جديد وغريب، وهو على كل ذلك أيضا خطير جدا يغرق فيه كل من يدخله. لا أريد أن أطيل عليك بمقدمة طويلة، لكن أقول لك إن ما فعلت صواب، فقطع علاقتك بهذا الشاب هي الخير إن شاء الله. إن مشكلة الشات على الإنترنت هي أننا نتعامل مع أشخاص لا نعرفهم، ولا نعرف طبيعتهم، هم يعرفوننا بأنفسهم ويعطوننا بيانات عنهم، لكن لا يمكننا أن نثبت مدى صحتها، ولا نملك إلا التصديق إن شئنا. لم تكوني تعرفينه.. رسم لك شخصية ذات صفات ومبادئ وأفكار أحاط بها نفسه، لن نعرف إن كان صادقا أم لا، ولكنك في النهاية أحببت تلك الصورة الافتراضية، وتحركت مشاعرك نحوها، لن أتحدث عن حرمانية ما حدث أو مشروعيته، لكن أريد أن أحدثك عن معنى الحب.. فالحب الحقيقي عاطفة ومشاعر تبنى على علاقة "ملموسة" وحقيقية بين اثنين، الحب كالنبتة الصغيرة التي تنشأ وتكبر ويشتد عودها بالرعاية وحسن المعاملة والعشرة، فتكبر وتضرب بجذورها في القلوب لتقف قوية إذا اشتدت عليها العواصف.. لا أقول إن مشاعرك ليست حبا، لكنك أحببت صورة مرسومة، ولم تري الأصل. وتعلقك بهذا الشخص قد ينتهي خلال فترة بسيطة إن شغلت نفسك بأشياء بعيدة عن الإنترنت، إن شئت فعلا قطع العلاقة قومي بعمل بلوك وديليت له فورا، ولا تسمحي للعلاقة أن تنمو، فنموها خطر عليك وعلى من حولك، استعيني بالله واشغلي نفسك وابتعدي عن الشاشة الساحرة التي جذبتك، واحمدي الله على أن أفاقك قبل فوات الأوان، لا أقول هذا لتخويفك أو لتهويل الموضوع، لكن راجعي ما نشرناه على صفحتنا من أهوال نتجت عن مثل هذه العلاقات العابرة، وراجعي مشكلة إنقاذ ضحايا الشات التي تناول فيها د.أحمد الألاعيب النفسية التي يتقمصها ويعيشها مستخدمي الشات والشباك التي ينسجونها حول من يتعاملون معه. ولا أريد أن اظلم ذلك الشاب، لكن كلمته الأخيرة لك ليست إلا شَرَك يريد أن ينصبه لك وينسجه حولك، ليشعل بداخلك هذا الصراع الذي تعيشينه، فهو قال إنه لن ينساك ليجعلك تشعرين بالذنب تجاه تركه يعاني مرارة فراق تشعرين أنت وحدك به، أو ليدفعك لإكمال التجربة والعودة لفتح الحوار معه من جديد، فلا تستجيبي له، وأكملي الطريق الذي بدأته، فخير وسيلة للخلاص فعلا هو قطع العلاقة. حبيبتي.. أرجو أن لا أكون قد قسوت عليك أو أثقلت، لكن متابعتك لي ستسعدني، سواء كانت بمعرفة ما فعلته أو بمراجعتي فيما كتبت لك، فتابعيني بأخبارك. |
زوجي يدفعني لكراهية أهله!
المشكله السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أنا امرأة متزوجة منذ 6 أشهر، زوجي سافر بعد زواجنا بشهر للعمل، أسكن الآن عند أهلي. مشكلتي مع زوجي هي أهله، فقد كان يريدني أن أسكن مع أهله بدل أهلي، مع العلم أنهم يقيمون معنا في نفس المنطقة، طبعا رفضت تماما، كيف أعيش بين حماتي وحماي بدون وجود زوجي وما الداعي لوجودي في بيتهم، علما أنني لن أكون مرتاحة بينهم وستكون تحركاتي مقيدة ومراقبة لأنهم أناس غير بسيطين. حدثت بيننا مشادات كثيرة لهذا الأمر عن طريق الهاتف طبعا، كنت أعلم بسفره عندما خطبني واشترط عليه والدي أن أقيم عند أهلي وهو مسافر ووافق على هذا الشرط. المهم في النهاية ومع إصراري أقمت في بيت أهلي، علما أن بيت أهله صغير، ولا يوجد مكان لي للنوم سوى غرفة صغيرة، أما في بيت أهلي فلي غرفتي المستقلة التي اعتدت عليها. بالإضافةإلى مشكلة الإقامة هناك مشكلة الزيارات: زوجي يريدني أن أزورهم كل يوم أو كل يومين، كل يوم يسأل عن نفس الموضوع، هل زرتهم؟ هل رأيتهم؟ كم ساعة جلست عندهم؟ ماذا تحدثتم؟ ومن هذه الأسئلة المستفزة بالنسبة لي. أنا بطبيعتي ثقيلة لا أحب أن أزور الناس كثيرا حتى لو إخوتي أو أخواتي، لا أحب أن أتردد على الناس كل يوم، وماذا يضطرني لزيارة أهل زوجي كل يوم، وحتى لو كنت في بيت مستقل فلن أزور أهلي كل يوم.. هذا طبعي!. حاولت إقناعه بأن العبرة ليست بكثرة الزيارات، يعني ممكن أزورهم كل يوم ولا أفتح قلبي لهم، والنتيجة في النهاية واحدة، يريدني أن أذهب لأتغدى عندهم هكذا بدون حتى أن يتصلوا بي هاتفيا، يعني أنا أعزم حالي عالغدا، يقول لي: "هذا بيتك ومش محتاجة عزومة". والله مرت فترة 5 أشهر لم يتصلوا بي فيها شخصيا إلا مرة واحدة تقريبا حتى أتغدى عندهم، وبقية الأيام أنا من يذهب بدون أي اتصال بناء على رغبته، ثم يريدني أن أنام عندهم! يعني ألا تكفي زيارة ساعتين أو ثلاث؟ أيجب أن أقضي يومين متتاليين مثلا؟! وأنا لا أحب أن أنام في أي مكان، كما أني عندما أبيت عندهم أقلق طوال الليل، لا أقدر على تغيير مكاني هكذا كما يريد هو. إن نفسيتي أصلا متدهورة لأني عروس وهو بعيد عني، يعني بالعامية "مش ناقصة" هَم فوق همي،. وهو همه على أهله، والله بتصرفاته هذه كرهني فيهم، أصبحت أزورهم فقط بناء على رغبته، أو أنام عندهم مجبرة، يعني صار الأمر تأدية واجب ثقيل، مع العلم أن علاقتي معهم بالنسبة لي جيدة، أي إنني أزورهم، ولا أقصر معهم بالمجاملات، الهدايا مثلا أحضر كل فترة وفترة غداء أو عشاء ونتناوله معا، أي أجد نفسي بارة بهم ولا أفهم لماذا يطلب مني المزيد. كانت هذه مشكلتي وسألخصها في أسئلة: * هل قراري بالإقامة في بيت أهلي صحيح؟. * هل زيارتي لهم مرة أو مرتين بالأسبوع كافية أم يجب كل يوم على رأيه؟. * هل يجب أن أبيت عندهم مع العلم أنه ما عندهم مثلا بنت من عمري.. فقط حماي وحماتي، يعني أمل لو جلست أكثر من ساعتين.. تنتهي بيننا الأحاديث؟. * ولو باختصار كيف ممكن تكون علاقتي بأهل زوجي.. العلاقة المثالية؟ ملاحظة: سألحق بزوجي عندما تنتهي إجراءات السفر.. وزوجي فضلا عن ذلك إنسان رائع جدا، لكن لا أريد لحياتنا حتى في المستقبل أن تتعلق بحياة أهله، ولكم مني جزيل الشكر على سعة صدوركم، أرجو أن أسمع منكم الجواب الشافي. الحل نبدأ بتهنئتك على الزواج وندعو لك بكل الخير والتوفيق والسعادة فيه، ونرجو أن تضعي خلافك مع زوجك في إطاره الحقيقي بدون مبالغة وألا تتضايقي من ابتعادك المؤقت عنه، وأن تستعدي نفسيا للانتقال إلى زوجك وتستفيدي من ذلك الوقت بقدر استطاعتك في تحسين أمورك الدينية والدنيوية. هذا فضلا عن تنمية جمالك أيضا، وأن تعتادي الاهتمام بنفسك في كل الجوانب، وأن تزيدي من هذا الاهتمام يوما بعد يوم، ولا تتعاملي مع زوجك على أنه سيظل محبا دائما لك بدون بذل أي جهد كما تخطئ نسبة كبيرة من الزوجات في حق أنفسهن؛ فتفقد كل منهن اهتمام الزوج تدريجيا، بل احرصي على زيادة رصيدك داخل عقل وقلب زوجك دائما. لذا نتمنى أن تفهمي رغبة زوجك في الإكثار من زيارة أهله؛ فهو يريد الاطمئنان عليهم ولا يجد من يفضلك في القيام بهذه المهمة، كما أنه يعتبرك البديل الوحيد الذي يمكنه الاعتماد عليه في هذا الأمر، فتقبلي ذلك بنفس سمحة ورحبة، واعتبري أن ثقته بك ميزة رائعة وليست عبئا ثقيلا... ونوافقك الرأي على أن تظلي في بيت أهلك على أن تكثري من زيارة أهله في الفترة التي تنتظرين فيها السفر إلى زوجك، ونود أن تستمتعي بهذه الزيارات وأن تحرصي على أن تنالي الثواب الديني لها، ويمكنك ذلك إذا كان في نيتك طاعة زوجك والبر بأهله وإسعاد والديه وهم غالبا من كبار السن، فإذا ما فعلت ذلك أخذت المكاسب الدينية والدنيوية من هذه الزيارات، وسهلت عليك الأمر كثيرا، وعندئذ ستتعاملين بسماحة نفس مع أسئلته عن الزيارة وستتفهمين أنه يريد الاطمئنان على أنك تحبين أهله. ونؤكد لك أن هذا يؤكد أن زوجك إنسان بار بأهله وهذا ما يرشحه لأن يكون رائعا معك؛ فاعتبري ذلك مؤشرا جيدا على حسن رعايته لك ولأولاده فيما بعد فاسعدي بذلك بدلا من أن تتضايقي منه. ونود أن تسعدي بزيارتك لأهل زوجك وأن تقيمي معهم علاقة جيدة، وأن تطرحي عنك مخاوفك من أن تتعلق حياتك الزوجية بحياة أهله، وأن تستبدلي بها الاهتمام بتدعيم علاقتك بزوجك وبالاسترخاء النفسي وطرد القلق تماما من حياتك وحسن التعامل معك؛ فافعلي ذلك من أجلك أنت في المقام الأول. ويمكنك زيارتهم يوما بعد يوم والمبيت عندهم من آن لآخر، وتذكري أن هذه فترة مؤقتة للغاية وأنك في طريقك للسفر مع زوجك وستعودين بعد الإنجاب بمشيئة الخالق وستتغير الأمور، واستمتعي بزيارتك لهم واعتبريها من قبيل التغيير، وتعاملي بود مع زوجك عندما يسألك عن أخبار أهله وسيقدر لك ذلك. مع دعائنا لك بكل السعادة. |
عندما تكره خطيبتك شكلك ... ماذا تفعل؟
المشكله أنا شاب أبلغ من العمر 24 سنة متدين، ولي نشاطات دعوية والفضل في ذلك لله.. بعد تخرجي من الجامعة وحصولي على عمل مناسب تقدمت لخطبة فتاة في العشرين من عمرها محافظة ومن عائلة كريمة.. بعد الرؤية الشرعية حدث القبول من الطرفين وتمت الخطبة.. وقبل ثلاثة أشهر من الآن.. عقدت عليها.. فكنت أزورها مرة أو مرتين أسبوعيًّا.. والحق أن قلبي تعلق بها جدًّا.. بل إني ملكتها قلبي.. فهي زوجتي.. ولم تكن لي أية علاقات سابقة.. وكما قال الشاعر: أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى فصادف قلباً خالياً فتمكنا ولكني كنت ألاحظ عليها بعد الملاحظات فكانت أحياناً تبكي بدون سبب عندما أكون معها، وبعض الأحيان أحس بأنها غير سعيدة بوجودي معها.. هذا بالإضافة إلى الشح العاطفي الذي أجده من جهتها.. بعد شهر من العقد.. صارحتني قائلة: "أنت رجل لا تعوّض، وأكثر من امرأة تتمناك، ولكني لا أريد أن أكمل المشوار معك".. كانت لي صدمة كبيرة.. سألتها عن السبب فأخبرتني أنها لا ترتاح لي، وأنها لا تجد تجاهي أي مشاعر.. ولكنها طلبت مني فرصة لتتخذ قرارها الأخير.. حاولت أن أساعدها كثيراً.. أخذتها إلى أكثر من شيخ ليقرأ عليها على افتراض أنه أصابها شيء من عين أو سحر.. ثم نسقت لها لقاء مع طبيب نفسي لعلها تكون مشكلة نفسية.. وبالفعل كانت.. اكتشفت أن مشكلتها تكمن في أخيها الوحيد والمصاب بمرض التوحّد.. فبعد أن توفي أبوها قبل ثلاثة سنوات أصبحت تعيش مع أخواتها وأمها في جحيم مع هذا الأخ العنيد.. فهي لا تراه إلا كل يومين أو ثلاثة، وإن رأته فلن تسلم من سلوكه العدواني تجاهها، وإن سلمت فلن تجد منه خيراً قط.. ومشكلتها تكمن في أنني أشبه أخاها في بعض الصفات الجسدية "مثل الطول والنحف واللحية" وكذا بعض الصفات النفسية "الهدوء والبرود على حد تعبيرها"، وأنها كلما رأتني تذكرت أخاها فأسبب لها قشعريرة وضيقا وهي تتألم من هذا الشيء.. حاولت أن أقنعها أن الصفات النفسية التي لا تريدها فيَّ سأحاول جاهداً أن أغيرها، ولكني لن أستطيع أن أغير الصفات الجسدية.. وما أصعب أن تكون أنت الداء والدواء!! ومما زاد المشكلة أن والدتها امرأة بسيطة لا تتفهم مشكلتها، وهي تضغط عليها لتوافق مما سبب لها ضغطاً كبيراً. هي حائرة جدًّا لأنها من داخلها غير مقتنعة في أنها تستطيع أن تعيش معي، ولكنها تقول إن مصلحتها في أن تكمل هذا المشوار.. ولكن حيرتي أشد منها فكيف أستطيع أن أقترن بفتاة لا تحبني ولا تريدني؟ في بداية هذه المحنة كنت أفكر بقلبي فلم أكن أتخيل أني أستطيع أن أعيش لحظة من دونها وكأن لسان حالي يقول: قال التي كانت سمائي في الهوى صارت لقلبي في الغرام جهنما خانت عهودي بعدما ملكتها قلبي فكيف أطيق أن أتبسما أما الآن فأنا أفكر بعقلي وأزن الأمور وأريد أن أعمل الأنسب وأعلم أن الله سيختار لي الخير، ولكن حيرتي تكمن في أنني لا أريد أن أظلمها فأقابل الله بظلم يتيمة، وكذلك لا أريد أن أظلم نفسي فأعيش حياة غير سعيدة؛ لأنها بنيت على شفى جرف هارٍ.. حاولت أن أبتعد عنها لفترة لتستطيع أن تأخذ قرارها ولعلها أن تشتاق إلى رؤية زوجها، ولكن شيئاً من هذا لم يكن.. فهي تتهرب من رؤيتي وتختلق الأعذار حتى لا تراني.. وهذا أمر يؤلمني كثيراً.. هل يمكن لي أن أعيش معها بوضعها هذا إن تقبلته هي؟ وإن أردت أن أضحي من أجل إنسان فكيف أعرف أن الشخص الذي أمامي يستحق هذه التضحية؟ آسف على الإطالة وأرجو أن تكرموني بالإجابة والدعاء فدعاء الأخ لأخيه بظهر الغيب مستجاب.. الحل أخي الكريم.. يضحي الإنسان بقدر "استطاعته" للتضحية أولا، ثم يقدر "استحقاق" الشخص الذي أمامه لها ثانيا.. بمعنى، إن السؤال الأول من وجهة نظري هو: هل أنت "تستطيع" أن تقدم هذه التضحية؟ والسؤال الثاني هو: هل هي "تستحق" هذه التضحية؟ أتصور، من وجهة نظري أيضا أن الذي "يستطيع" هذه التضحية هو.. مثلا. رجل متزوج زيجة أولى ناجحة تلبي له احتياجاته، ثم هو يتزوج الآن زوجة ثانية مريضة ليقف بجانبها في أزمتها حتى تتعافى... أو أن الذي يستطيع التضحية هو "عاشق" قد جمعته بحبيبته قصة حب طويلة استمرت سنوات وسنوات حتى أصبحت جزءًا "حقيقيا" من حياته لا يمكن الاستغناء عنه.. وأعتقد أنك لست "متزوجا" من أخرى، ولست عاشقا لها، وأنك كما تعلق قلبك بها في ثلاث أشهر فإنه سيتعلق بأخرى فهذه هي طبيعة الإنسان، ولا تغتر بالتهاب مشاعرك نحوها، فهذه مشاعر الظمآن عندما يرى الماء بعد طول انتظار.. أما سؤالك الثاني وهو: هل تركك لها يعتبر ظلما لها وهي يتيمة؟ وأقول لك: بل إن زواجك منها وهي على هذه الحال هو الذي يعتبر ظلما لها ولك معا!! لأنك عندما تتزوج امرأة لا تحبك فإنها لن تستطيع أن تقدم لك شيئا من المشاعر، والنتيجة هي أنك كبشر وليس لك مصدر آخر للمشاعر ستضيق بها ذرعا في يوم من الأيام، وعندئذ فإنك ستطلقها أو ستهجرها وتتزوج بأخرى بعد أن تكون قد أنجبت منك طفلا أو اثنين.. أتصور يا أخي أنك مخير بين ثلاثة أمور: * إما أن تتزوجها إن كنت "تستطيع". * أو أن تتركها الآن. * أن تطيل فترة العقد وتراقب حالتها هل تتقدم نحو الأمام أم هي ثابتة أم ترجع للوراء؟.. المهم هو أنك لا تدخل بها من باب عش الزوجية إلى إذا شعرت بحبها لك واشتياقها لوجودك بجانبها.. الملحوظة الأولى: هي أنك لن تظل "ملاكا" بعد الزواج، بل إن لك عيوبا ستظهر وأخطاء سترتكب، فإن كان حب خطيبتك أو من عقدت عليها في فترة العقد على شفا جرف هار كما تقول، فكيف سيكون الحال عندما تظهر عيوبك وأخطاؤك؟ لذلك كن مستعدا لأي انتكاسة تحدث بعد الزواج مع أول خطأ أو عيب؛ لأن هذا النوع من "العقد" النفسية سهل الانتكاسة ويحتاج صبرا طويلا.. الملحوظة الثانية: حذارِ من أن توصل لخطيبتك الشعور بأنك "فرصة" فتضطر للموافقة عليك (خوفا) من الندم على تضيع هذه الفرصة، أو أن توصل لها أنك ستنكسر إذا انفصلتما حتى لا تضطر للموافقة (شفقة) عليك.. أنت طلبت منا -في نهاية رسالتك- أن ندعو لك بظهر الغيب، ولكني في الحقيقة سأدعو لك على الصفحة أن يريك الحق حقا ويرزقك اتباعه، وأن يقدر لك الخير، حيث شاء ثم يرضيك به. آمين |
عبر الشات ..دعوة و حب و مشروع زواج
المشكلة أريد منكم النصح، أنا طالبة جامعية عمري 23 سنة، الحمد لله أعيش وسط عائلة متدينة، ومثقفة بغيتها رضا المولى، أبي يوفر لنا كل ما نحتاجه وخصوصًا في جانب الدراسة، حيث اشترى لنا أجهزة كمبيوتر وأدخل الإنترنت لكي يساعدنا في البحوث. وكنت في الصيف أستخدم الإنترنت فيما يفيدني، أدخل مواقع إسلامية علمية، أشارك في منتديات إسلامية وهكذا؛ فأدخلت الماسينجر بهدف أن أتحدث مع زميلاتي، وكنت أسمع أن الشباب يستعمل هذا الشات في أشياء تغضب رب العالمين، من حب وغرام في غير موقعه وزد على ذلك. فأخلصت نيتي وجددتها أن أستعمله في رضا الله، وقلت هناك شباب هداهم الله يستعملون الشات بطريقة سلبية، لماذا لا أفعل عملا مضادا، حيث أحاول أن أعرف الشباب بالحب الحقيقي، من حب لله ورسوله بالطاعة، وحب الوالدين برعايتهم والبر بهم، وحب الإخوة بمساعدتهم، وحب الأمة بخدمتها، وحقيقة بهذا يكون فيه تربيتي أيضا. وسجلت نفسي في منتدى إسلامي، كانت بعض الأخوات تطلبنني لكي أقبل أن أتكلم معهن بنية التعارف في الله، حيث كنت أستثمر معهن الوقت في الذكر مثلا وتحفيز بعضنا بعمل الخيرات وخدمة هذه الأمة، حقيقة كل أخت كانت تصارحني أنها ترتاح بكلامي، ذلك من فضل ربي. لكن هناك بعض الإخوان أرسلوا لي في الماسينجر لكي أدخلهم، قلت يمكن يحتاج هذا الشخص لمساعدتي، فكنت أتأكد أولا من بطاقة الشخصية التي تتواجد في المنتدى الإسلامي ثم أدخل، لكن كنت أفعل معهم حاجة، أتحاور كتابة فقط، ومثلا هذا أخ كنت أقول له هات زوجتك لكي أتكلم معها وبذلك أحرص على سلوكه لله وأجنبه الفتنة؛ فالنفس أمارة بالسوء، وبذلك أصبح صديقة العائلة، وهذا أيضا أخ أطلب منه أخته وهكذا، المهم أحرص على سلوكهم لله. لكنْ هناك أخ كان متواجدا في الغربة، يعني لم أجد له منفذا، لكن تركته لأنه أستاذ ومدير مدرسة إسلامية وخطيب جمعة، حاولت أن يكون تحاورنا كتابة وبشكل محترم، حقيقة كان هو أيضا محترم كنا نتحاور كثيرا في جهة الدين، وكنت أستشيره في أشياء فقهية. وفي مرة تحاورنا عن عمل المرأة، لكنه بعدها سألني إن كنت أقبل به كزوج، لكنني أعطيته نصيحة أخوية، بألا يتسرع في قراراته، هذا القرار أو غيره، وقلت له إن الشات للدعوة والخدمة، أما الزواج فله بابه. وعرفت منه أنه من نفس بلدي، وأنه يأتي كل عام ليزور أهله، وأنه سيأتي هذا العام، وعندما أتى طلب أن يتكلم مع إخواني لكي نتلاقى في لقاء شرعي، لكني لا أعرف، يجب عليه هو أن يسألهم، وقلت له إني سأفوض هذا الأمر لله فقط فهو القادر على كل شيء، فاحترم هذا الموقف، ورجع إلى بلد عمله في أول هذا العام. وحاولت أن أخفف حواراتي معه، حتى انقطعت فترة، لكني احتجت إليه في خدمة بعدها لكي يساعد أخي لأنه سيذهب لإتمام الدراسة في البلد الذي يقيم فيه هذا الأخ، جزاه الله خيرا خدمنا، جعل الله هذه الخدمة في ميزان حسناته. بعدها انقطعت الحوارات خوفا عليه، لكن كان يرسل لي عبر الإيميل مقالات دينية، وكنت بدوري أنشرها ليعم الخير، وكنت بدوري عندما أقرأ مقالا ويعجبني كنت أرسله له، حقيقة استخرت الله 3 مرات وكان الحلم نفسه أن أختي الكبرى هي التي تتزوج في الحلم، حكيت له مرة في رسالة هذه الاستخارات، فرد وقال لي يفعل الله خيرا. أنا في الحقيقة لا أعلم ما يدور في ذهنه، هل سيأتي في الصيف، هل هو محرج، هل لقيته صعوبات، لكن المشكل أن هناك صديقة ارتاحت لي كثيرا وطلبت مني أن أتزوج بخالها وتلح علي، فقلت له هذا الشيء في رسالة ولم يرد علي، إذن هل ما أفعله صحيحا؟ وماذا أفعل؟ هل أوافق وأجلس مع خالصديقتي وأراه؟ هل يصلح زوجا أم أرفض؟ أشيروا علي، ونوركم الله. الحل لقد قرأت رسالتك بتمعن كبير وأفرحني ما حباك الله سبحانه وتعالى به من نعم؛ فقد رزقك وسطا عائليا ربى فيك مراقبة الله في كل أمر، وزرع في قلبك التهمم بمصيرك في الآخرة عند الله وهذه معان قلبية عظيمة لا يؤتاها إلا ذو حظ عظيم، وزادك المولى -فضلا- انشغالك بحال أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ورغبتك في إسداء الخير لها والمساهمة في تغيير ما اعوج من سلوكيات أفرادها ليفوزوا عند الله بالرضا والقبول، وهيأ لك الكريم الظروف الملائمة للعلم والتعلم. ثم أجزل لك الحنان العطاء فجعلك ممن يقدر للزواج قدره؛ إذ تتريثين فيه وتستشيرين وتستخيرين، وحق لك ذلك فقد سماه الله ميثاقا غليظا وأسبغ عليه من قدسيته، فتحقق بذلك الغاية الأسمى التي شرع من أجلها الزواج: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً} (الروم: 21)، وجعله من أغلظ العهود وأعظم الأمانات. لذا ينبغي على المؤمنة أن تتحرى تحريا دقيقا في اختيار الشريك الأفضل كي توفر من جانبها كل الشروط التي تضمن لهذا العهد أن يحفظ. يتبين لنا أن الهدف إذن هو بناء أسرة مستقرة يتمتع أهلها بالتساكن في كنف المودة والرحمة فيسري تماسكها إلى المجتمع ليشع رحمة وطمأنينة، فإن أسيء الاختيار تحول التساكن إلى تنافر والمودة والرحمة بغضا وقسوة وانقلب البيت المسلم إلى سجن وعذاب لا استقرار فيه. جاءت فاطمة بنت قيس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تخبره أن معاوية بن أبي سفيان وأبا الجهم خطباها وتستشيره في أيهما أصلح لها، فقال لها الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه: أما أبو الجهم فلا يضع عصاه عن عاتقه (أي عنيف يضرب)، وأما معاوية فصعلوك لا مال له (أي فقير للغاية)، انكحي أسامة بن زيد، روى الحديث الإمام مسلم. اختار لها نبي الله -صلى الله عليه وسلم- بين خاطبين، راعى في ذلك جانب الطبع والكسب، آخذا بذلك الأسباب التي تعين على الانسجام وتساعد على التفاهم، والسنة زاخرة بالأمثلة؛ فقد اختار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة الزهراء عليا ومن بين خاطبيها سيدنا أبو بكر وعمر، وما أدراك ما الصديقية والعمرية عند الله، وما ذلك إلا تهييئا لعناصر التقارب والتآلف بين الزوجين وإعدادا لبناء صرح متين ولبنة قوية من لبنات المجتمع الإسلامي؛ فالاختيار إذن مسئولية وتكليف لا تكفي فيه النية الطيبة وحدها، بل يحتاج الأمر كذلك للحكمة وحسن تقدير الأمور. يقول الأستاذ عبد السلام ياسين "المرشد العام لجماعة العدل والإحسان بالمغرب": يلتقي في ساحة الدعوة شاب ملتح وشابة متحجبة، فتتصور فيه الزبير الفارس ويتصور فيها أسماء الصديقة؛ فيتزوجان على أحسن النيات، لكن في غفلة من العقل وعن جهل بحقائق المعاشرة بين أسر متفاوتة وأوساط اجتماعية متنافرة يقرأ هو في الحديث "اظفر بذات الدين" وتقرأ هي ذلك؛ فيحسبان أن الناس جميعا من طينة واحدة، وكأن الفوارق الاجتماعية والاقتصادية وكأن الذهنيات والعادات غبار ينفخ فيه فيتطاير. (من كتاب تنوير المؤمنات 2 ص15). استحضري أختي كل ذلك؛ فالنية الطيبة وحدها لا تكفي، بل اسعي جهدك لاستجماع كل ما يعين على معرفة من يتقدم لخطبتك ووسطه ممن يخالطهم ويعاشرهم عن قرب من ذوي الحكمة وأصحاب الرأي السديد، وراعي التوافق بينكما. وإياك أن تنسي استشارة الوالدين بل والعمل على إرضائهما قدر الإمكان في هذا الموضوع، فلهما من الخبرة في الزواج ومن الحب الفطري للأبناء ما يفيد في الاختيار الصحيح. واستمري مع هذا الجهد في الأخذ بالأسباب بطرق باب الله بالدعاء والاستخارةكي يختار لك العليم بالخبايا الزوج الصالح والخليل الناصح الذي تفرحين به غدا عند الله، يقول تعالى: "الأخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ * يَا عِبَادِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلاَ أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ.الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ . ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْوَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ". ولا يفوتني، أختي الكريمة، قبل أن أختم كلامي بأن ألفت انتباه الشباب المسلم إلى مخاطر "الشات"، وما يترتب عنه على جميع المستويات سواء على المستوى الأخلاقي أو العقدي، وتبقى المعضلة الكبرى هي تعطيل طاقات شباب الأمة وإلهاؤه بالتفاهات عن القضايا المصيرية لأمته في وقت الأمة أحوج ما تكون إلى أبنائها وبناتها. وفقك الله أختي لما فيه خير دنياك وآخرتك ورزقك الزوج الصالح الذي تسعدين معه في الدنيا، ويكون نعم الرفيق في رحلتك للدار الآخرة. آمين. |
تشكر اخي الفاضل اسير الصحراء على الموضوع المهم والمفيد ان شالله ان الكل يستفيد منه
مشكور خيتك عسوله |
الحياة محطات.. ودوام الحال من المحال
المشكلة مشكلتي أني كانت لدي صديقة مقربة جدا جدا.. وكنا دوما مع بعض، لا ننقطع أبدا عن بعض، سواء بالاتصالات أو الزيارات كانت صديقتي كالكتاب المفتوح لي أعرف كل شيء عنها وأساعدها في مشكلها يعلم الله أني كنت أحبها فيه وما زلت. لكن بعد زواجها لاحظت تغيرها وأصبحت قليلة الاتصال بي تشعرني دوما بأنها مشغولة، بدأت أفتقد خوفها وسؤالها عني كالسابق أيضا لم تعد كالسابق تشاركني في أفراحها وأحزانها هذا الموضوع أثر في جدا وأحيانا عندما أتذكر كيف كنا وأصبحنا أبكي بحرقة. سؤالي هل هذه الحالة التي أمر بها شيء طبيعي أم حالة مرضية؟ أحيانا قبل النوم أتذكرها وأبكي من الأعماق. أو عندما أكلمها وأجدها ترد علي ببرود، أرجوكم أخبروني ماذا أفعل؟ الحل أهلاً ومرحباً بك على صفحة مشاكل وحلول للشباب، أشعر بالألم الذي تمرين به هذه الأيام، وقد مررت بتجربة مشابهة وكانت خبرة جديدة ومؤلمة في آن واحد، ولكنها علمتني الكثير... فأصبحت هذه الخبرة الأولى بمثابة التطعيم الذي زاد من مناعتي فيما بعد.. أو كما يقول المثل "الضربة التي لا تكسرك تقويك"! دعينا نتحدث عن أسباب ابتعاد صديقتك، ثم أجيبك عن سؤالك الأخير. يقولون: "دوام الحال من المحال"... وابتعاد صديقتك يمكن أن يكون لأسباب كثيرة منها انشغالها الفعلي بأمر زوجها وأمور بيتها وعالمها الجديد، أعرف أنك تشعرين أن هذا ليس هو السبب الوحيد!! وأتفق معك في أن هناك أسبابا أخرى، فإلى أي مدى كانت صداقتكما حقيقية؟ هل الصديقة هي من تتخلى عن صديقتها؟ ربما كانت صديقتك –في وقت ما- في احتياج إلى من تشاركها أحزانها وأفراحها... ولم تجد غيرك أمامها ليقوم بهذه المهمة، وبمجرد أن وجدت شخصا آخر (ربما زوجها) ابتعدت عنك، وقد يكون هناك أسباب أخرى فكثير منا ينزعج حين يشعر أنه "كتاب مفتوح"، وهناك من يعرف كل أسراره وعيوبه، فكشف الذات ليس بالأمر الهين... وكل منا يحب ألا يرى الآخرين سوى إيجابياته!! وبناءً على هذا قد يكون ابتعاد صديقتك هو محاولة لنسيان تلك الأيام التي كشفت فيها عن نفسها! لم تعطيني آنستي ما يساعدني على فهم أسباب ما يحدث، وربما أنك لا تعرفين الأسباب بالفعل - لذا أجتهد في اكتشاف بعض الأسباب من خلال خبراتي، وقد أصيب أو أخطئ فلا تؤاخذيني.. ولكن تمعني هذه المعاني بهدوء. ما عليك أن تفعليه هو رؤية جديدة للأمور وإعادة التفكير في صداقتكما... أظن أنه من المناسب أن تتركي لها مساحة من الحرية... حتى تستشعر هي باحتياجها إليك، فإما أن تحسن الحديث معك وهنا افتحي معها الموضوع وتحدثي معها بصراحة ودعيها تعرف مدى الألم الذي سببته لك، فعلى أسوأ الأحوال لا تعيد الكرّة مع صديقة أخرى! وقد لا ترجع صداقتكما إلى ما كانت عليه في السابق، فلا تحزني بل ارضي بما كتبه الله وأشهديه على أنك أحببتها فيه! وتأكدي من أنه تعالى سيعوضك خيراً منها، وخلال الفترة القادمة سيدتي فكري في ملء الفراغ الذي تركته صديقتك... نعم لقد تعلمت ألا أعتمد في هذه الدنيا على شيء واحد بل أعتمد أولاً وأخيراً على الله سبحانه وتعالى، وأن أوقن بأنه الوحيد الذي لن يتخلى عنّي، ثم أنشغل بدراسة وعمل وعبادة وعمل تطوعي ونشاط ترفيهي و.. و...و... كل من هذه الجوانب يسير في خط متوازٍ مع الجانب الآخر فلا يكون الجانب العلمي هو ما أهتم به على حساب الجوانب الأخرى مثلاً، ومن ثم يكون التعثر في أي جانب ليس بالخسارة الكبيرة المزعجة، وابحثي عمن تحبك في الله ولا تريد منك مصلحة أو الأخذ دون العطاء... من جهة أخرى فإن الانشغال وحده لا يكفي والصبر وحده لا يكفي بل ينبغي أن يلازم الصبر إدراك أن تصرفات صديقتك ليست هي نهاية الحياة ومعرفة أن خبرات الحياة "المؤلمة" أحياناً هي ما يجب أن نتعلم منه.. وأن من ابتعدت عنك هكذا لا تستحق أن تبكي عليها بحرقة... أخيراً تابعينا بأخبارك واقرئي على موقع مجانين ردود بالعناوين الآتية: صديقتي مزعجة: ماذا أفعل؟ ومن الكتب المفيد أيضاً: - "كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس"؟. وهو كتاب مترجم من تأليف دانيل كارنيجي. - "جدد حياتك".. للشيخ محمد الغزالي. - "كيف تخطط لحياتك".. للدكتور صلاح الراشد. وتضيف أ. مانيفال أحمد: حبيبتي، حين قرأت سؤالك تذكرت قول رسول الله: أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما. حبيبتي.. إن حياتنا رحلة لا نعرف لها زمنا، رحلة قد تطول أو تقصر، ولكن أيا كانت مدتها أو وجهة كل منا فيها، فإننا نعبرها ولنا في محطاتها وقفات، ولكل محطة ظروف تختلف عن غيرها من المحطات، وفي هذه المحطات نمر بأناس ونختلط بأشخاص ونقابل فيها الكثيرين، منهم من نمر عليهم مرور الكرام، ومنهم من نتوقف عندهم قليلا ثم نرحل، ومنهم من تطول معهم وقفتنا وقد ننتقل معهم من محطة لأخرى ولكنا في النهاية نتركهم أو تضعف علاقتنا بهم لسبب أو لآخر وهذه سنة الحياة. ورحلتنا هذه كأي رحلة قد تعترضها أشياء كثيرة تؤخرها أو تعيقها أو توقفنا قليلا في إحدى محطاتها، قد تكون هذه العوائق أحوالا جوية تعصف بنا وتمطرنا بسيل أو قطرات من الألم والحزن، وقد تكون رياحا أو نسمات سعادة ومغامرة ومرح. وقد يكون ما يؤخرنا هو أشخاص آخرون نقابلهم فنضطر لأن نغير وجهتنا لنمضي معهم في رحلة جديدة حتى النهاية. وكلنا يمر بهذه الأحوال.. فأنت وصديقتك التقيتما في محطة واحدة، وسرتما معا في طريق واحد وجمعكما أخوة في الله، ولكن دوام الحال من المحال كما يقال، فصديقتك اعترض رحلتها شخص آخر جعلها تترك محطتك لتأخذ وجهة أخرى، لكن هذا التغيير لا يعني بالضرورة أنها نسيتك أو أن حبها لك قل وحاجتها لك ضعفت، ولكن كل ما هناك أن ظروفها اختلفت! كانت صديقتك تقف معك في محطة تخلو من المسئوليات الكبيرة، كانت كفراشة خفيفة تطير معك من زهرة لأخرى، ولكن بعد زواجها تغيرت أحوالها وزادت أعباؤها وثقلت مسئوليتها وواجباتها، فأصبحت مسئولة عن بيت وزوج وأسرة شغلتها، فلم يعد وقتها وتفرغها كما كان في السابق، ولكن هذا لا يعني أبدا أنها نسيتك. من قال لك إنها لا تشتاق إليك؟ من قال لك إنها لم تعد تفكر فيك وتتمنى لو أنها تجد الفرصة والوقت لتجلس معك جلسة طويلة تتحدثان فيها كما سبق؟ إن تغير الظروف من حولنا -شئنا أم أبينا- سيؤثر على علاقتنا بمن حولنا وما حولنا. إن علاقتك بصديقتك جميلة، توجها حب في الله، فلا تجعلي متغيرات الحياة تؤثر عليها، ابقي على اتصال بها، فجميل أن يكون لنا أصدقاء نرتبط بهم ونتآلف معهم ونرتاح لهم ونشاركهم أفراحنا وأحزاننا كما قلت، ولكن المهم ألا نغرق في شخصهم ونذوب فيهم حتى نختفي ويشتد تأثرنا بهم، تذكري قول رسول الله "هونا ما"، يمكنك إن شئت أن تسأليها عن تغيرها، فقد يكون عندها عذر أو ما يجعلها تشعرك بانشغالها أو استعجالها في الكلام.. لكن لا تتركي للشيطان أن يفتح بينكما مجال للشك.. ولا تنسي أنك أيضا -بمشيئة الله- سوف تمرين بمحطة تتغير فيها وجهتك وستمرين بنفس ظروفها فتتذكري موقفك منها وردة فعلها معك.. فلا تحزني، وانفتحي على من حولك وتأكدي أنك سوف تجدين من يستحق صداقتك ويسعد بها.. فتابعيني بأخبارك، وأهلا بك صديقة لنا.. |
غضب عاقل، وبرنامج مختلف
المشكلة أبعث إليكم الآن بحالة الحيرة الشديدة التي تنتابني جراء ردود أفعال المسلمين حيال "الإساءات" التي تعرضت للرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم؛ فقد تباينت ردود الفعل ما بين العنف والتأسي البالغ، وهو السمة الغالبة على معظم الشعوب الإسلامية، وما بين اعتبار البعض الآخر -وهم قلة- للأمر بأنه أمر عادي في أوربا التي حاربت سلطان الدين والكنيسة حتى انتهت إلى الشكل العلماني الذي يقلل من أهمية الدين في حياة البشر، ومن ثم كان يتعين على الشعوب العربية والإسلامية ألا تلتفت لهذه الصور المنشورة في الدانمارك، لا سيما أن الهبة الشعبية ضدها تمت بعد عملية النشر بقرابة 4 أشهر حيث كان النشر في سبتمبر. ولا تستغرب يا سيدي عندما أقول لك: إن الرسومات الكاريكاتيرية الاثني عشر نشرت في صحيفة الفجر المصرية بالنص ولم يلتفت إليها أحد، وهذا ما يسبب لي الحيرة. ولم أعد أعرف هل يصح الغضب على نشر هذه الرسومات أم أن الأمر أخذ أكبر من حجمه لأن الرسول الكريم أكبر من أن ينال منه النكرات في اليمين المتطرف الغربي؟. وأسألكم في النهاية لو أن الرسول الكريم موجود بيننا الآن هل تعتقدون أن أحوالنا كانت سترضيه؟. ومن هنا أقول لكم إننا أسأنا للنبي صلى الله عليه وسلم بتخاذلنا قبل الدانماركيين، والثورة والغضبة كان مفترضا أن تكون على الذات وليس الآخر الذي لو رآنا أقوياء لما تجرأ على إهانة نبينا الكريم. أرجو تعليقكم والإجابة على تساؤلاتي كما عودتمونا دائما. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحل الأخ الكريم، وصلتني رسالتك في قمة الأسى، وحصارالأحزان!! فمن ناحية تؤلمني مهزلة غرق أكثر من ألف مصري تحالفت عليهم أسباب الفساد والإهمال، وغياب الضمير والمحاسبة، فكانوا وليمة لأسماك القرش، وصعدت أرواحهم إلى جبار السموات والأرض، فاللهم اجعل دماءهم لعنة على قاتليهم، إنك تمهل ولا تهمل. واليوم ذكرى عاشوراء وفيها قتل "الحسين" بوحشية في أتون فتنة عمياء كسب فيها صوت الغضب والطغيان في سياق من غوغائية مبكرة في تاريخ الإسلام، فهل من مدكر؟!. ومن ناحية أخرى رأيت ما يجري في مسألة الرسوم الكاريكاتيرية، وكنت أحضر مؤتمرا في عاصمة الدانمرك عقب نشرها، وتابعت المسألة بقدر ما اتسع الوقت، وتوافرت المعلومات، ثم انفجرت ردود الأفعال بعد الحدث بشهور!!. ثم إنني أتابع مثلك ما يجرى حاليا فما يزيدني إلا غضبا، أستجيب لنصح شيخنا يوسف القرضاوي، فأحاوله غضبا عاقلا، وأستجيب لرسالتك بمقترحات وملاحظات لعلها تكون نواة لبرنامج عمل مختلف. ولو أنك تتابع صفحتنا هذه منذ بدايتها فقد تعرضنا مرارا لحوار الأديان والثقافات وللعلاقة بين المسلمين والغرب ثقافة وحضارة ومجتمعات، وطرحنا أفكارا ولاحظنا أمورا في حينها، ولكن يبدو أن كلامنا ذهب أدراج الرياح فلم يلفت نظر أحد، وأنا هنا أكرر وأزيد، لعل وعسى!! تعالمعي نحاول الفهم والتدبر بهدوء وتعمق نحتاجهما الآن ودائما: 1- نظرة واقعية لأوضاع الجاليات الإسلامية في الغرب ستكشف لأي فاحص منصف أنها كتل منعزلة كسولة وقليلة الفاعلية غالبا في تمثيل دين الإسلام، أو الدعاية الإيجابية له، ذلك أن الظروف الاجتماعية والتعليمية والعقلية التي جاءوا منها لم تساهم في تكوينهم على نحو ينفعهم أو ينفع بهم، وقد رأيت بنفسي، وما زلت أرى تخبطا وقلة وعي بالدنيا والدين تزيدها ضغوط الغربة، وبعض موجات التعصب والكراهية ضد الإسلام في أوربا والغرب عموما، وأوضاع المهاجرين من بلدان العرب والمسلمين سيئة في قطاع كبير منها، وما حدث من اضطرابات في شوارع فرنسا دليل قريب على ما أتحدث عنه، وجهود تحسين أوضاع الأقليات الإسلامية ما زالت دون المستوى، وكذلك جهود مواجهة المظالم والتمييز الذي يتعرض له بعضهم بسبب لونه أو دينه أو ملابسه أو سحنته أو حجاب امرأة... إلخ. وبين المسلمين في الغرب وأن يصبحوا مواطنين حقا مسار طويل يحتاج إلى جهد وجهاد لم يبدأه بعد إلا أقلية واعية أدعو الله أن يبارك جهودها، ولكنني ألفت النظر أيضا إلى أهمية دعم هذه الجهود غير التقليدية، بمعنى أن أغلبية الأموال التي تذهب للمسلمين في الغرب تنفق في شراء مقابر، وبناء مساجد، واستئجار مذابح، وأنشطة أخرى تتوجه لخدمات الحياة اليومية بأكثر مما تتوجه إلى تنوير المسلمين بالأوضاع الثقافية والاجتماعية والقانونية للبلدان التي يعيشون فيها، وبالتالي كيف يمكن أن يتفاعلوا بشكل أفضل فهما وعملا، وكلامي هذا وأكثر يعرفه كل من يعيش في الغرب، وصار الأمر يحتاج إلى وقفة مصارحة وبحث عن طرق أخرى للتفعيل والإصلاح والتطوير، فهل هناك أمل في هذا؟!. 2- خريطة وأهداف هجرة العرب والمسلمين أصلا تحتاج إلى مراجعة كما وكيفا، فما زال الإصرار والاندفاع تجاه الغرب الأوربي والأمريكي هو سيد الموقف رغم وجود مناطق أخرى من العالم هي أكثر ترحيبا وأقل عنصرية وقد رأيت بنفسي في مثال البرازيل، وفي آسيا، وأعتقد أن إفريقيا السوداء مثل ذلك من حيث تقبل المزاج الشرقي لكننا ما زلنا نصر على الهجرة إلى حيث الرفاهية الأوربية دون أن نفهم عيوب واختلافات هذه المجتمعات، فنبدو ساذجين ومضحكين حين نطالب بحقوق أقلية لا يعرف الكثيرون هناك عن ثقافتها ولا قيمها ولا مزاجها شيئا!!. ويجول بخاطري بعض ما درسته من محتوى مواد تتعلق بعلم نفس الهجرة والمهاجرين والمشكلات التي يواجهونها وحدهم في وجود تقصير رهيب في التبادل بينهم وبين بلدان مهجرهم للتعارف والمعلومات حول العادات والتقاليد والقوانين والأعراف فتصبح مسألة الإقامة، والمساواة في المواطنة، والتفاعل الثقافي والاجتماعي والإنساني نتائج وثمرات لجهود وعمليات وعمل مؤسسات تعليم وتثقيف وتدريب، وتلك أمور غائبة حالية لا تنهض بها بلدان المهجر غالبا، ولا بلدان المنشأ، ولا أغلب جهود الجاليات الإسلامية!!. ولقد رأيت الأموال الشحيحة التي تذهب كمساعدات للعمل والدعوة الإسلامية في البرازيل مثلا مقابل أضعاف أضعاف ذلك في بلدان الصقيع فماذا تسمي ذلك الخلل والتخبط!! خريطة الهجرة، وخدمات ما بعد الهجرة إذن –كما وكيفا- تحتاج إلى تقييم ونقد وإعادة نظر ومراجعة ثم تطوير جذري. 3- فضلا عن جهود قليلة تبدو واعدة فإن محاولات فهم عميق للثقافة والحياة الغربية المعاصرة من منظور إسلامي نقدي حديث هي شحيحة بل تكاد تكون منعدمة، رغم أهمية وخطورة غياب هذه المحاولات؛ إذ كيف يمكننا التعامل مع بشر دون أن نعرف نموذج إدراكهم لنا، وللعالم المعاصر: مشكلاته وإمكاناته؟!. كيف سنتفق أو نختلف معهم حول قيمة أو معيار أو حكم أو موقف إذا لم نتفق وهم معنا وقتا كافيا في التعرف على الخريطة الإدراكية والعملية الكامنة وراء السلوك والمشاعر والأفكار عندنا وفي الغرب؟! فما هي العلمانية الغربية: تجربتها التاريخية، وتجلياتها الواقعية؟! وما هي التحيزات تجاه الأديان؟! وما هي الأسس لبناء ذهنية ومشاعر الغربيين تجاه مسألة الدين إجمالا، وتجاه الإسلام تحديدا؟ وما هي أنظمة الفهم والسلوك ومصادر تشكيله؟. هذه الأسئلة مطروحة طبعا، ولكن في دوائر ضيقة جدا محدودة ومعزولة، وعموم المسلمين هنا وهناك قد يتفقون أو يصرخون أو يختلفون مع نتائج هذه الرؤى والمفاهيم والقيم والتطورات أو غيرها دون أي إلمام معقول بتفاصيل ما وراءها، والغربيون -في عمومهم- يفعلون نفس الشيء بجهل فاضح وفادح عن تاريخ الإسلام وحضارته، وواقع المسلمين بتركيبه وتعقيداته، وبدلا من التفكر والسير في الأرض لنتعلم ونتواصل مع خلق الله كما أراد فإننا غالبا غرقى في التسطح والتبسيط، والمواقف والمفاهيم البدائية الساذجة أحيانا، والمدمرة أحيانا أخرى، ولم يعد هذا يصلح للاستمرار!!. 4- ينقلني هذا تلقائيا إلى تساؤلات مزعجة، ولكن لا بد منها، وقد أمرنا أن نقول الحق ولو كان مرا: أين هي نتائج جهود المؤسسات التي تقول إن نشاطها يركز على الحوار بين الأديان والثقافات؟!. وأين هي نتائج عمل المؤسسات التي تجمع أموال المسلمين لتنفقها على ما تقول إنه نشاط للدعوة إلى الإسلام خارج أرضه؟! أين استخدامنا للسياحة وللإنترنت في التواصل بين البشر والتعارف الذي أمرنا الله سبحانه به؟!. وأين هي جهود الجامعات والمراكز البحثية والأكاديمية المختصة في العلاقات بيننا وبين الغرب؟!. أنا أقول لك: هذه وتلك الدوائر هي نخبوية معزولة عن التيار العام هنا وهناك، وذلك في أحسن الأحوال، بينما بعضها شكلي أو مجرد صور ولافتات وأموال تنتقل من بنك إلى بنك دون حصاد يذكر، فهل يحاسب هؤلاء وأولئك أحد؟!. وهل يجرؤ أحد على النظر في المرآة، وتوجيه اللوم إلى نفسه، وتلافي جوانب تقصيره؟!. هل يمكن أن نحاسب أنفسنا بصدق -ولو لمرة واحدة- وهل يمكن أن نحاسب المؤسسات المناظرة في الغرب لنقول لهم أين أنتم؟ وأين جهودكم؟ وهل يمكن أن نقول لأهلنا من المسلمين في الغرب: أفيقوا واخرجوا من عزلتكم، وكفوا عن لعب دور المضطهد، واحتراف صورة الضحية، ودافعوا عن حقوقكم كمواطنين بكل الطرق القانونية والسياسية والمدنية؟!. أخي الكريم، كم صرخت على سطور هذه الصفحة، وكتبت أكثر من مرة عن أساليب ووسائل، وخطط وبرامج، وملاحظات وتصويبات، ولكن قومي لا يسمعون أو بعضهم يسمع ولا يتحرك أو تضيع الأفكار والممارسات النافعة وسط فيض العشوائية والتقصير والكسل والزهد في تحقيق مواقع متقدمة للإسلام في عالم اليوم، رغم أنه أكثر الأديان انتشارا بفضل الله، وليس بجهود المسلمين!!. 5- أطلت عليك، ولكنني أرى ما حدث مجرد فرع بسيط لأشجار لها جذور وسيقان وأوراق كثيرة لا يتكلم عنها أحد إلا قليلا، وليس من منهجي أن أكتب عن النتائج دون ربطها بسياقها وأسبابها والنظم التي أفرزتها. تلك كانت بعض الخلفيات وراء الأحداث الجارية التي هي تفاعلات يتداخل فيها بيزنس كراهية الإسلام وجهود عداوته والعنصرية ضده مع الجهل المتبادل بين المسلمين والعوالم التي يعيشون فيها مع مزايدة الأنظمة الحاكمة عندنا لتحقيق دعاية سياسية لنفسها، مع بحث أغلبنا عن تسجيل بطولات سهلة أو زائفة في معارك آمنة، مع مشاعر بعضها صادق تجاه أفضل الخلق أجمعين، وبعضها ضل طريقه حين صادرته كلاب الحراسة على الأقوال والأفعال أن ينطلق معبرا عن أحوالنا المتردية على أغلب أرض الإسلام!! خليط من إخفاقات وأحاسيس بالرعب خوفا من الإسلام، أو خوفا عليه، والقليل من "العقل" الغائب لدينا يا فضيلة الشيخ فلا تعليم يربينا على التفكير، ولا إعلام يخاطبه، ولا تربية في بيوتنا، ولا حرية في أقطارنا، ولا رشد على منابرنا أو في مجالسنا إلا ما رحم الله، فمن أين سيأتي العقل؟! يهبط من السماء أم يخرج من الماء؟! وعلى عكس ذلك فإن لدى الغربيين، ولدينا ألف سبب وسبب للغضب والمسافهة والتهيج ولهما عشرات الأبواق هنا وهناك، وللغباء وللكيد حصونه ورجاله وأمواله، وليس للعقل سوى خالقه يدعوه: يا رب إني مغلوب فانتصر!!. جميل أن يبادر البعض للتعريف بالحبيب المصطفى وسيرته وفضله بأبي هو وأمي، وأرجو أن يتضمن هذا الجهد تعريفا للمسلمين برسول الإسلام لأن أغلبهم لا يعرف عن حقيقة شخصيته ورسالته سوى قشور!! وجميلأن نغضب ونعلن استعدادنا لبذل الروح في سبيل ما نعتقد أنه حق وعظمة وجلال حضرة مولانا الرسول الكريم، في عالم يبدو بلا روح ولا مقدسات!!! لكن هذه جهود تندرج تحت باب إبراء الذمة، وأصارحك أنني منشغل بأشياء أخرى لعلها تندرج بما يمكن أن يكون شهادة على العالمين، وإضافة إلى ما سلف أحدد هنا نقاطا للمراجعة العاجلة، والتحرك الدائم: أ- فكرة المقاطعة وجهودها ستظل شكلا طارئا، وموضة تنتشر ثم تنحسر ما لم تتحول إلى إستراتيجية بناء تنمية إسلامية تخوض غمار معركة الإنتاج بدلا من ترف الاستهلاك الذي نغرق فيها فقراء وأغنياء!!. ب- تعميم النظرة والموقف تجاه ما نسميه "الغرب" أو "الآخر" هو تشويه فادح وظلم بشع نمارسه كما يمارس علينا خلطا بين الإسلام والإرهاب... إلخ، فكيف نفهم الوضع بأكمله؟ وكيف نتعامل معه؟ عيب وجهالة واندفاع أحمق أن يخطئ جاهل أو كاره سفيه؛ فنحرق نحن بدورنا سفارات بلاده، وأعلامها، ونتناقل رسائل إلكترونية تقول: قرر الشعب الدانمركي الاجتماع لحرق المصحف!! ما هذاالخبل؟! أي شعب؟! وكيف قرر؟ وما هذه الروح الغوغائية؟ ونحن أرباب دين يحاسب ربه الناس على الكلمة، ومثاقيل الذر؟!. جـ- أغلب سفاراتنا بالخارج هي كارثة أخرى في غياب دورها وانعدام فاعليتها، ولا أعرف من يحاسب من؟! ووجودنا في الخارج كبير عددا، ولكنه مبعثر وحصيلته تقترب من الصفر قيمة وتأثيرا، وأقول هذا لمن يقارنون بين الجاليات الإسلامية، والأقليات اليهودية، وتلك قصة أخرى. هذه يا أخي أجندة مراجعة كاملة أضعها تحت بصر وتصرف من يريد أن يتجاوز اللحظة إلى واقع ستتكرر فيه هذه الحوادث وسنخسر فيه أكثر ولم ننتبه ونصحح، فهل نفعل؟! والحوار متصل. |
علاقتي بأخواتي ..كراهية ..جفاء..أم حساسية
المشكلة أريد تحسين علاقتي بأخواتي، نحن 4 أخوات، أنا 19، والأصغر 18 ثم 16 و14، علاقة البنتين 16 و18 معا جيدة، أما معي فأشعر أنهن يكرهنني حتى أمي أحيانا تقول لي أنت جافة ولئيمة؛ لأني عندما أطلب من الأصغر مني شيئا لا أنتظر وأزعل إذا لم تجبني بسرعة، أعترف أني حساسة جدا.. فما الحل؟ الحل تقول الأستاذة أمان جرعود – ناشطة جمعوية بجمعية إنصاف للمرأة والطفل المغرب: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بعد اطلاعي على المشكلة التي بعثت بها الأخت بشرى مشكورة، أثارني وجود عدد من العبارات السلبية، من قبيل: علاقتي بأخواتي ضعيفة، يكرهونني، جافة، لئيمة، أغضب، لاأنتظر، حساسة جدا... وأقول: لماذا هذا التركيز على ما هو سلبي؟ ولماذا نرى الأشياء أصلا بهذا السوء؟ أما علمت حبيبتي أن التركيز على السيئ يبقيه وأن كل إنسان فيه من السلبيات كما فيه من الإيجابيات، وأن التحدي الأكبر هو كيف نرجح كفة الحسن على السيئ، وهذه مسيرة حياة وجهاد عمر لايتحقق بين عشية وضحاها. الأمر الثاني والذي أعتبره مؤشرا إيجابيا، هو ما لمسته وراء السطور من رغبة أكيدة في التغيير وتصويب السلوكيات التي ترينها غير سوية بسلوكيات مقبولة وإيجابية، لكن هذه الرغبة ستظل حبرًا على ورق إذا لم تترجم إلى مواقف وأفعال تقفز بك تدريجيا نحو الهدف، ورسالتك هاته أعتبرها بداية الفعل. إن الإحساس بعدم القدرة على التكيف مع المحيط ونوبات الغضب المتكررة والانفعال الفوري وغيرها من الحالات، تكاد تكون طبيعية لمن هن في مثل سنك، المهم أن توجه وتساس بالحكمة والمرونة اللازمتين دون أن نعتبرها عقبات لا يمكن تجاوزها، أو قدَرًا محتومًا لايمكن الفكاك منه. ومع مرور الوقت نكتشف أننا نصنع تجربتنا من خلال إحباطاتنا وخطئنا وفشلنا كما نصنعها من خلال نجاحاتنا وانتصاراتنا. أختي بشرى.. إن من نعم الله العظيمة التي لا تعد ولا تحصى، حضن العائلة ودفء العائلة، هذا الركن الذي نستشعر فيه الأمن والطمأنينة والاستقرار، ولكي نحافظ على هذا الصرح العظيم لا بد أن تطبع العلاقات فيه بطابع المحبة والاحترام والتسامح والعطاء اللا مشروط، وليس جرما أن تحدث بين الأشقاء مشادات أو خلافات أو مضايقات، لكن الجرم أن نسمح لمثل هذه المشوشات أن تخدش علاقات الإخاء والألفة والارتباط. جربي أن تكوني أكثر تسامحًا وأكثر مرونة، وتدربي على السكينة وضبط النفس في التعامل مع شقيقاتك ومع غيرهن، وستكتشفين أنك أكثر قدرة على نسج علاقات إيجابية سواء داخل الأسرة أو خارجها، وللأنشطة المشتركة عظيم أثر في هذا المضمار. تذكري عزيزتي أنهن يرين فيك الأخت الكبرى يرين فيك القدوة والمسئولية والعطاء، فكوني في مستوى تطلعاتهن، فبالمحبة والبذل تحترمين وتطاعين، وليس بالعلاقات السلطوية الآمرة الناهية التي لا تراعي حقوق الآخرين ولا تقبل بغير الطاعة الفورية بديلا. وأذكرك حبيبتي بباب عظيم لا يرد من قصده وهو باب الدعاء، فالقلوب بيد الله تعالى يقلبها كيف شاء، اسأليه سبحانه أن يكون لك مددًا وعونا لتحقيق ما تريدين، واسأليه سبحانه لأخواتك بظهر الغيب فذلك أدعى أن يُذهب ما بينكن من جفاء. وخير ما أختم به قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تبسمك في وجه أخيك صدقة"، فإذا كنا نؤجر على البسمة فكيف سيكون أجر البذل والعطاء والمحبة والخدمة والاهتمام والنصح... فسبحان من لا يضيع أجر من أحسن عملا. هذا الأمر عزيزتي لا يحتاج منك سوى همة وإرادة حقيقية للتغيير، لا أظن إلا أنك لها بإذن الله تعالى. ويضيف د.نبيل غزوان: الأخت الفاضلة بشرى من فلسطين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. ربما كونك تقلقين من عدم تلبية رغباتك راجع إلى كونك لا شعوريا تريدين أن تحتلي مكان الأم إزاء أخواتك. وهذا ربما قد لا يقبلنه بطريقة مباشرة. فأنت حقيقة تكبرينهن سنا وتجربة ونفسيًّا؛ ولذلك تريدين أن تكوني مثالا وقدوة لهن، هذا من جهة ومن جهة أخرى ربما أن هناك بعض الظروف الأسرية أو الاجتماعية قد تقف أمام الاستقلالية الذاتية التي تسعين إليها بحكم سنك، وهذا ما يجعلك حساسة. أنصح والديك أن يساعداك؛ وذلك بتغيير النظرة الطفولية إليك وجعلك في مستوى نضج ومسئولية، حتى يقتدي بذلك أخواتك. والسلام عليكم ورحمة الله. |
الحل الخاطئ.. انشغل الأهل فهربت للحبيب
المشكلة السلام عليكم، أنا طالبة بالثانوية عمري 18 سنة، أحب أن أطرح مشكلتي، وهي أني كنت بالسابق هادية جدا جدا ولا أعرف العصبية، تعرفت على شاب يكبرني بسنتين أحببته كثيرا وهو كذلك، حصلت بيننا بعض المشاكل التي أثرت بشخصيتي وغيرتها. أصبحتكثيرة العصبية من أي شي صغير وكثيرة المشاكل، لا أعلم ما الذي يحصل بي حتى الشخص الذي أحببته يقول لي أنت أصبحت بغاية العصبية وأهلي كذلك، وحتى بالثانوية أرد على المدرسات وحتى الوكيلة والناظرة، مع أني بغاية الطيبة والاحترام. إذا كان هناك شيء أنا مخطئة فيه فلا أرد، أما إذا وقع اللوم علي فلا أعرف أن أسكت، أتمنى أن أرجع كما كنت بالسابق، والتغير الذي حصل منذ بدأت أتحدث مع هذا الشاب الذي يحل كل مشاكلي؛ لأن والدتي ووالدي مشغولان كثيرا وهمهما الأكبر أخي الكبير وأخي الصغير فقط. تمرأيام كثيرة أبكي داخل غرفتي ولا أعلم لماذا أبكي، أتمنى أن تجدوا لي حلا، وشكرا لكم على مجهودكم الكبير الذي يساعدنا في مشاكلنا، مع السلامة. الحل المشكلة بدأت عندما وضعت حلا خاطئا لمشكلتك الأصلية، وهي ما أسميته في رسالتك انشغال أبويك عنك واهتمامهما بأخويك.. فبدلا من أن تتواصلي مع أهلك وتعرضي عليهم مشكلتك أو إحساسك بالمشكلة لأنه ربما يكون هذا الإحساس بالإهمال غير حقيقي، بدلا من ذلك ذهبت للبحث عن الاهتمام عند الآخرين وأقمت هذه العلاقة مع هذا الشاب متصورة أنك ستجدين عنده البديل الذي يهتم بك بدلا من أهلك. وبالطبع انعزلت عن أهلك ليزداد إحساسك بالمشكلة وهي البعد عن الأهل؛ لأنك أصبحت لا تحاولين التقرب منهم أو التواصل معهم بل عشت في عالم من صنعك، متخيلة أنك تحلين مشكلة وهي تزداد تفاقما؛ لأنه حتى هذا الشاب ضاق بك ذرعا ومن عصبيتك، والتي سببها أن إحساسك بالعزلة قد زاد وأصبح من لا يتفق مع رأيك معرضا للهجوم عليه... وبدلا من أن تواجهي نفسك بخطئك في عمل علاقة مع هذا الشاب لا يوجد لها أي عنوان ولا تقع تحت أي مسمى يرضى عنه أي حد بأي صورة... فإنك استمررت في هذه العلاقة والتي من داخلك هناك إحساس بالذنب تجاهها يجعلك أكثر عصبية... إذاأردت أن تعودي هادئة فلتعقدي اتفاق سلام مع نفسك ولتعودي إلى أهلك تتواصلين معهم وتتفاعلين وتكفين عن إلقاء اللوم عليهم واتهامهم بإهمالك... ابدئي بالتواصل... ابدئي بمد جسور التفاهم... اعرضي مشكلتك عليهم فستجدين منهم كل الإنصات... واقطعي علاقتك بهذا الشاب التي لا يوجد لها أي مبرر... ولن تغنيك عن التواصل مع أهلك... ولن تصل بك إلا إلى كل خطأ وهو ما ترفضينه من داخلك... واجهي نفسك بصراحة وتصالحي معها يعود لك الهدوء، ونحن معك. |
بعد 3 سنوات.. لا ينام الليل
المشكلة مشكلتي ليست بعيدة عن مشكلة كافة الشباب، في البداية أود أن أوضح لكم بعض الأمور الخاصة بي وهي أني تعلمت في مستوى عال؛ فأنا خريج الأكاديمية وعشت أيضا في مستوى راق والحمد لله، وطوال سنين عمري كنت كأي شاب يريد أن يتعرف على بعض الفتيات في الجامعة، ولكني يا سادة لم أتعرف على أي فتاة، وفضلت أن أنتبه لدراستي حتى لا أرسب، خاصة أن دراستي بمصاريف مرتفعة. بعد التخرج ذهبت إلى الجيش وفي أثنائه كنت أعمل مع والدي؛ فوالدي لديه أعمال خارجية، وفي أثناء فترات الإجازة تعرفت بالصدفة على فتاة، وأقسم لكم أنها صدفة في التليفون.. وبعد ذلك تقابلنا وأحببنا بعضنا جدا، فكان هذا أول حب، فأحببت بصدق، فعلا أحببت، ثم قرأنا الفاتحة. وبعد ذلك اكتشفت شيئا مهما جدا وهو أني غير متفق معها في بعض الأمور وربما كل الأمور، خاصة أنني كنت أذهب بصحبتها إلى مكان على البحر وكنت -آسف في اللفظ- أتحسس على جسمها وكانت تستمتع بذلك، وهذا يا سادة كان السبب الرئيسي لأن أسأل نفسي: هل هذه الفتاة ستكون أما لأولادي؟ هل ستكون ربة المنزل وتحافظ على اسمي؟. المهم أني بعد ذلك وفي أثناء ذهابي إلى الجيش تعرضت لحادث كاد أن يكون مميتا؛ فسيارتي الجديدة لم تعد جديدة، كما ذهب 5 أفراد إلى الإنعاش على إثر هذا الحادث، ولكني لم أصب بسوء والحمد لله، وبعد أسبوع من الحادث اتصلت بي لتقول: إنها تريد أن نخرج، فقلت لها إني لا أستطيع؛ أولا لأني متعب جدا من الحادث، ثانيا لأن سيارتي في التصليح، ثالثا لا يوجد معي نقود للتنزه. قد تقولون من الممكن أن نذهب لأي مكان، ولكنها لا تريد أن تذهب إلى أي مكان ولا مكان خمس نجوم، يعني أقل شيء يصرف 200 جنيه في الأسبوع أو في الخروجة.. فسمعت منها ما لا أستطيع أن أسمع، قالت إنها لا علاقة لها بظروفي، إنها ظروفي وأنا مسئول عنها، وإنها بنت مثل كل البنات تريد أن تخرج!. شعرت بعد كلامها أني أكاد أن أكون صحوت من الغفوة التي كنت فيها، فهل يمكن أن تكون هذه هي الزوجة التي يمكن أن تقدر وتحمل مسئولية في يوم من الأيام؟. وظل الوضع هكذا يا سادة إلى أن طلبت الانفصال بعد ألفاظ سمعتها منها طوال هذه المدة، وأقسم لكم بالله أني عمري ما أحد أهانني مثل تلك الفتاة، وفعلا تم الانفصال، وقالت إنها تريد كل صورها وهداياها التي عندي، فقلت لها اليوم ستكون عندك وأيضا أشيائي تكون جاهزة، وحين ذهبت لهم والله يا سادة أخذت الأشياء ولم تعط لي أي شيء ولكن أخذت علقة من أحد معارفها، وراحت الهدايا التي كانت تقدر بـ10 آلاف جنيه!. ولكنى الآن أتساءل: هل سيعاقبني ربى لما فعلت مع هذه الفتاة في الحدائق أم ماذا؟ هل أي تجربة أخرى سيحدث لي ذلك؟. أنا الآن أعمل في الخارج والحمد لله ربنا راض عني وأريد أن أخطب، ولكني أيضا أشعر بالخوف من الارتباط، وأخاف أن أقع مع مثل هذه الفتاه، أي أن ينتقم مني ربى لما فعلت. ياسادة هل ظلمت تلك الفتاة، مع العلم هي التي طلبت الانفصال؟ هل ظلمت أهلي لأنهم لم يكونوا موافقين على تلك الفتاة من البداية؟. أخاف أن يعاقبني ربي والله، أرجوكم أنا لا أستطع التفكير في مستقبلي، مع العلم أن هذا الموضوع مر عليه أكثر من 3 سنوات، أفيدوني فأنا لم أنم الليل والله من التفكير في هذا الموضوع. الحل قرأت رسالتك أكثر من مرة، وما زلت لا أعرف من أين أبدأ؟ هل أبدأ من الطريقة الهلامية التي تعارفتم بها "تعارف تليفوني وصدفة!"؟ أم أبدأ من النهاية المأسوية المنطقية التي وصلت لها العلاقة "علقة وخسارة مادية"؟ أم أبدأ من الصحوة التي شعرت بها بعد كلامها اللاذع ونقدها وإعلانها لرغبتها في الانفصال؟. الغريب أنك أتيت لتسأل بعد انتهاء الموضوع بأكثر من ثلاث سنوات.. فما الذي حدث ودفعك لاسترجاع الماضي؟ هل هو بداية علاقة أخرى؟ هل هو رغبة في ارتباط حقيقي بأخرى وبناء أسرة؟ لا أعرف.. فأنت من يملك الإجابة... لن أتحدث عما حدث من تجاوزات ما كان ينبغي أن تحدث، فما حدث قد انتهى ولا يجبره إلا التوبة والاستغفار والعزم على عدم العودة لمثله... انظر حولك يا أخي.. انظر في نفسك ولكل شيء حولك، ستجد أن الله عادة ما يرسل لنا رسائل كل فترة ليذكرنا به، أو ليوقظنا مما نحن فيه، محظوظون هم من ينتبهون لمثل هذه الرسائل فيراجعون أنفسهم ويتداركون أخطاءهم، وأعتقد أن حادث السيارة والصحوة التي أصابتك حين وقفت وسألت نفسك إن كانت تلك الفتاة أهلا للثقة بعد ما حدث من تجاوزات، وإن كانت تستحق أن تكون زوجة لك وأمًّا لأولادك ليست إلا نتيجة لرسالة أرسلها لك الله. أما عن خوفك من الوقوع في مثل هذه الفتاة، فعلاجه "حسن الاختيار"، فمن المهم أن نتعلم من تجاربنا السابقة وأن نتخطى أزماتنا وألا نقف نبكي على أطلالها طويلا... اجلس مع نفسك وتعرف عليها، وفكر بهدوء ووضوح فيما تريد من صفات فيمن ترتضيها زوجة لك، اكتب الصفات الأساسية والصفات التكميلية أو الثانوية التي قد تدعم موقف من أمامك، واجعل لك هدفا واضحا تسعى إليه، ولا تتسرع. ويمكنك الاطلاع على ملفنا "النصف الآخر" والذي تعرضنا فيه لمشاكل الاختيار. وتأكد أن الحب الحقيقي لا يأتي صدفة، فهو عاطفة أسمى من هذا؛ فالحب كالنبتة الصغيرة، لا تظهر ولا تنمو وتكبر إلا مع الوقت وحسن العشرة؛ حتى تقوى جذوره فلا تهزه أو تضعفه الحوادث والأزمات. ويبقى أمر أهلك وخوفك من انتقام الله منك.. كما قلت لك سابقا.. إن ما حدث من تجاوزات لا يجبرها إلا التوبة الصادقة والاستغفار والعزم على عدم العودة لمثلها لاحقا.. فالله أرحم وأعدل من أن يحاسب عباده عما فعلوه طالما أنهم تابوا إليه ، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما علم الله من عبد ندامة على ذنب إلا غفر له قبل أن يستغفر منه. أما والداك فمن حقهما عليك البر والطاعة والإحسان إليهما واستشارتهما، ليس لهما إجبارك على شيء في الزواج، ولكن عليهما النصح والإرشاد، فهم أكثر خبرة ودراية وحكمة، يمكنك مراجعة هذه الفتوى فسوف ترد على كل تساؤلاتك: مخالفة الوالدين في اختيار شريك الحياة. تابعنا بأخبارك.. وأهلا بك دائما. |
اشكرك اسير على الموضوع المهم
|
تسللللللللللم اخي اسير الصحراء على هذا الموضوع الرائع والمفيد
الصراحة حلووووووووووووووووووول راااااااااااائعة ومهمة الى الامااااااااااااااااااااااام اخي يعطيك الله الف عاااااااااااااااااااااااافية |
هل للعادة تأثير على المهارات الاجتماعية؟
المشكلة أنا في بداية العشرينيات، وقد مارست العادة منذ سن المراهقة، ولا أعرف هل هي السبب وراء اعتزالي الناس بعد علاقتي بهم الأمر، الذي وصل إلى أني لا أعرف كيف أكون علاقات معهم، أريد أن أتكلم وأعبر عن رأيي في عدة مواقف وأفشل هل تعرفون السبب؟ لأنيعندما أتكلم لا أعرف كيف أستخرج الكلمات من رأسي أتحدث وقتها بارتباك؛ لأني مشتت التركيز لا أعرف لماذا؟ أنا مهتم بشدة تجاه الأشياء التي أتعامل معها (أقصد بها عندما أريد شيئا وأهتم به لا أحصل عليه، وعندما لا أريده أو لا أركز عليه أو أهتم به أحصل عليه أو أبرع فيه) الأمر غريب فعلا. السؤال هو: هل يمكن للعادة السرية أن تؤثر على المهارات الاجتماعية سلبا؟! وما هي المؤثرات التي تسلب مهاراتنا الاجتماعية؟! وهل أيضا تؤثر على التركيز.. فأنا أعاني من صعوبة في التركيز، وكذلك أتحدث كثيرا إلى نفسي، وهل هناك مراجع أو كتب أو مواضيع تساعدني في ذلك؟! الحل لا علاقة للعادة السرية بالمهارات الاجتماعية أو بالتركيز... وما تصفه هو نوع من القلق قد يرقى إلى ما نسميه بالخوف أو الرهاب الاجتماعي... الأمر يحتاج لمزيد من التفاصيل، ولكن الدليل من رسالتك هو أنك عندما تكون مسترخيا وهادئا، ولا تفكر في الأمر فإنك تحصل عليه وتبرع فيه على حد وصفك أو الأمر الذي تريده وتهتم به فإنك تصاب بالقلق والتوتر من أجله مما يؤثر على أدائك وبالتالي لا تحصل عليه... القصة تكمن ببساطة في حالة التوتر والقلق التي تجعلك حتى تفكر في الكلمات التي ستقولها، وتتصور أنك تحتاج لاستخراجها من عقلك؛ وبالتالي فلا تستطيع إخراجها لأن الأمر في الحقيقة يحتاج تلقائية وعفوية تجعل الكلمات والأفكار تنساب بدون أن تشعر أنك تريد أن تقول ما لم يقله أحد أو تبدي رأيا خطيرًا في القضية... أو أن كلامك سيقابل بالاستخفاف من الآخرين إن لم يكن على هذه الدرجة من الخطورة التي تتوهمها أو تتصورها فيما يجب أن تقوله أو تبديه... وهذا من الأسباب المؤدية حقيقة للخوف الاجتماعي... البدايةتكون بفهم المشكلة، وأين تكمن، وقد يحتاج الأمر إلى مراجعة الطبيب النفسي لإعطائه مزيدًا من التفاصيل حتى يصل للتشخيص الحقيقي لحالتك، وهل هي حالة قلق عام أم خوف اجتماعي؟ ثم ليقوم بعمل برنامج سلوكي لك لمواجهة القلق أو الخوف الاجتماعي في خطوات متدرجة تعتمد على إكسابك المهارات الاجتماعية دون قلق أو توتر، وقد يحتاج الأمر إلى مساعدة دوائية في البداية حتى تتغلب على الخوف والقلق وبعدها ستسير الأمور على ما يرام بإذن الله. |
القلق والعلاج متعددا المستويات
المشكلة أنا شاب في الثانية والعشرين من العمر مقيم في الغربة منذ طفولتي، ومنذ طفولتي أعاني من الجبن فأخاف من الظلام وأخاف من البقاء بالمنزل وحيدا بالليل خصوصا وقت النوم، مع العلم أنني أحب السفر وأجرؤ عليه جدا حتى إن كنت وحيدا ولا أخشى المبيت في غرفة الفندق وحدي، لا أخاف الحروب أو الزلازل، كما لا أخشى القطط أو الكلاب أو الغربان أو المسير في أماكن نائية وحدي، بالنهار طبعا. ولقد تغلبت بنسبة 80% على الخوف من الظلام والبقاء وحيدا بالبيت ليلا، سيما أني تناولت كل من ريسبردال 1 مج وترانكوبوسكاص، ولكن الخوف الذي لم يفارقني قط منذ طفولتي وحتى الآن هو الخوف من الرجال، خصوصا نظرائي، أي من هم في مثل سني أو أصغر بقليل أو أكبر بقليل. ولقد حاولت كثيرا سحق هذا الخوف أو نسيانه ولكن عبثا كنت أحاول، مرت علي أيام المدرسة ثقيلة بسبب جرأة التلاميذ علي، وعلمهم أنني لن أرد عليهم بالضرب القوي الذي يجعلهم يحسبون لي حسابا. قبل 5 سنوات تقريبا كدت أصطدم وأتعارك مع شاب يقيم قريبا من بيتنا لسبب تافه هو افتعله والآن يكاد الموقف أن يتكرر؛ لأن هذا الشاب لم ينس ذلك الموقف الذي كان قبل 5 سنوات رغم أنه هو المخطئ والوقح وقاحة لا حدود لها. فبماذا تنصحونــي لأنني كلي ثقة في أنني سأصطدم معه يوما فلا أريد أن أهان وسط الشارع وأمام الناس بل أريد أن أقلب الموقف تماما وألقنه درسا لا ينساه أبدا، لا أريد أن أشعر عند المواجهة بأن أحدا يربت على يدي فلا أستطيع أن أضربه وأدافع عن نفسي خير دفاع؟. أنا أود إعلامكم أنني منذ طفولتـي وحتى بلوغي 14 سنة كنت أتبول على نفسي في أثناء النوم، خصوصا في الشتاء وعند الإكثار من السوائل، وأنا الآن ومنذ سن 14 سنة لم يتكرر معي هذا التبول قطعيا، ولله الحمد. كما أريد أن أخبركم أنني أعانـي منذ السابعة عشرة ونيف من عمري من المرض المشئوم المتسلط الوسواس القهري الذي قلب حياتـي جحيما لا تطاق ولم تنفع معه خيرة الأدوية، وأشهرها زيدبركس وأنافرانيل وفافيرين وباكسيل، وفوضت أمري إلى الله العزيز الحكيـم. فهل توجد أي علاقة بين الخوف والوسواس القهري؟ وهل توجد أي علاقة بين التبول في أثناء النوم أيام الطفولة والجبن وخشية الناس، علما أنني أعاني من الجبن قبل الوسواس القهري بكثير كما أخبرتكم؟ أريد أن أفهم ما هي أسباب الجبن وكيف السبيل إلى سحقه تماما؟ وإذا كانت هناك أدوية معينة فأرجو ذكر اسمها وكيفية أخذها؟. وبماذا تنصحوني بخصوص ذلك الوغد الذي أخبرتكم به سلفا؟ علما أنه في مثل سني وطولي ولكنه أسمن فهو لا يقل عن 80 كجم أي أكثر مني بحوالي 20 كجم، ورغم ذلك أنا مصر على مواجهته عندما يعترضني ويبدأ في الشتم أو محاولة الإخافة، وأنا بانتظار ردكم علي على أحر من الجمر لأنني في سباق مع الوقت وفي أي يوم يمكن أن أصطدم معه، وشكرا لكم مسبقا على ردكم علي. كانت هذه رسالة صديقي الذي أرهقته الحيرة والتفكير، وأنا سأوصل إليه ردكم فور ردكم على الاستشارة، وشكرا لكم على مجهودكم في مساعدة الشباب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحل أخي العزيز.. شاكر، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، صديقك الذي تتحدث عنه يعاني في الأساس من حالة قلق نفسي، وما حدث له من مخاوف مختلفة (سواء من الظلام أو الوجود في البيت ليلا وحيدا أو الخوف من الأقران) ومن تبول لا إرادي ومن وسواس قهري إنما هي تفريعات للقلق النفسي الكامن بداخله، ذلك القلق الذي يتشكل في صورة أعراض مختلفة كما رأينا في كل مرحلة من مراحل العمر. وللقلق أسباب كثيرة حسبما تراه كل مدرسة؛ فأصحاب النظرة الفسيولوجية يرون أنه اضطراب في الجهاز العصبي ممثلا في نشاط زائد في اللوزتين (الموجودتين في المخ) أو اضطراب في الجهاز الطرفي عموما يصاحبه زيادة في نشاط الجهاز السمبثاوي وزيادة في إفراز الأدرينالين، وهذا الاضطراب يجعل الشخص في حالة توتر وهشاشة خاصة في مواجهة بعض المواقف التي تستثير المزيد من القلق لديه. أما أصحاب المدرسة التحليلية فيرون أن القلق ناتج عن صراعات بين الهو (المليء بالرغبات المرفوضة) من ناحية والأنا والأنا الأعلى من ناحية أخرى؛ فهناك دفعات غريزية جنسية أو عدوانية تهدد بالخروج عن سيطرة الأنا والأنا الأعلى؛ وهو ما يجعل الشخص في حالة خوف مما سيحدث، وهذا الخوف يتشكل ظاهريا في أي موضوع للمخاوف، وهذه المخاوف تكون غير منطقية ولا يخاف منها عموم الناس. أما السلوكيون فيرون أن الخوف يتكون من خلال ارتباطات شرطية حدثت في مراحل نمونا المختلفة، حيث ارتبطت الأشياء التي نخاف منها بمشاعر سيئة في بعض الأوقات فأصبحت هذه الأشياء تثير تلك المشاعر كلما تعرضنا لها. والعلاج هنا سيكون موجها نحو القلق -الذي هو الأصل في كل المشكلات الناتجة- ويفضل أن يكون العلاج متعدد المستويات؛ فنعطي علاجا دوائيا في صورة إحدى مانعات استرداد السيروتونين النوعية مثل الفلوكستين أو الباروكستين أو السيرترالين مع بعض مضادات القلق مثل البوسبيرون أو البنزوديازيبين بجرعات مناسبة ولوقت كاف. وفي نفس الوقت يخضع المريض لعلاج سلوكي لتقليل حساسيته تجاه المخاوف المختلفة ويقلل أيضا من أعراض الوسواس القهري. ويستحب أن يواكب هذا علاج نفسي فردي أو جماعي يزيد من بصيرة المريض بمشكلاته النفسية ويساعده على التغير للأفضل والنمو على المستوى الفردي والاجتماعي، وهذه الأنواع من العلاجات النفسية والسلوكية يقوم بها أحد الأطباء النفسيين أو الأخصائيين النفسيين المدربين على هذه الأنواع من العلاجات، وهناك فرصة كبيرة للتحسن في حالة التزام المريض بالبرنامج العلاجي وفي حالة إتقان المعالج النفسي لتقنياته العلاجية. ويصاحب كل هذه الوسائل علاج ديني يتمثل في أداء العبادات بانتظام خاصة الصلاة حيث إنها تبعث في النفس راحة وطمأنينة وسكينة خاصة صلاة الليل، والدعاء يشعر الإنسان بمعية الله ودعمه ومساندته، والتوبة تخفف من مشاعر الذنب وتعطي إحساسا بالتطهر وفرصا للبدايات الجديدة، والصوم يمنح الإنسان صفاء وروحانية، والحج يعيد ترتيب النفس بالكامل ويعطي فرصة لبدء صفحة جديدة ناصعة، وفعل الخيرات يقوي النفس ويعطي الإحساس بالأمن والسعادة ويقرب الإنسان من الله ومن الناس. ونتذكر قول الله تعالى في سورة المعارج: {إِنَّ الإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا . إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا . وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا . إِلاَّ الْمُصَلِّينَ . الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ دَائِمُونَ . وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ. لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ . وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ . وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ . إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ . وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ . إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ . فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ . وَالَّذِينَ هُمْ لأمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ . وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِم قَائِمُونَ . وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ . أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ}. وكما هو واضح من الآيات أن الإنسان عموما معرض للهلع والجزع، ولا يحميه من هذا المصير إلا ما ذكر في الآيات البينات التي هي بمثابة عوامل وقائية وعلاجية في مواجهة القلق الذي يواجه الإنسان بأشكال مختلفة. |
أختي تائهة وأهلي لا يهتمون !!
المشكلة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. إخوتي لدي مشكلة لا تتعلق بي، بل بأختي التوأم.. باختصار.. كانت أختي على علاقة بشاب في فترة الجامعة، وقد تقدم لخطبتها أكثر من مرة ولكن أهلي رفضوا لأسباب غير مقنعة،علما بأني أنا الوحيدة التي كنت على علم بالعلاقة بينهما وعندما وجدت أن أهلي يرفضونه أخبرتهم بالأمر، ولكن هذا لم يغير شيئا ولم يحاولوا حتى منعها من مقابلته أو الحديث معه. حتى أنهت أختي دراستها فظنوا أن الأمر قد انتهى، ولكن هذا غير صحيح. أخبرت أمي بأن المشكلة لم تنته ولكن جوابها لا يتجاوز (إن استطعت الحديث معها ومعه وإقناعهما بخطئهما فافعلي) حاولت سابقا ولكن... لم أنجح والسبب أختي، أما الشاب فاقتنع وأراد التوقف والتحول إلى الطرق الشرعية (الخطبة والزواج) ولم ينجح للمرة الثالثة في إقناع أهلي!! حاولت على كافة المستويات حتى أني كذبت على أحد إخوتي وأوهمته بأن الأمر أخطر مما يخطر في بالهم حتى يتحرك، ولكنه لم يفعل أكثر من أنه جلس مع الشاب واتفق معه على الخطبة، ولكنه لم يحول الأمر إلى البيت!! أنا الوحيدة التي تشعر بأختي لالتصاقي بها وأشعر أني إن لم أتحرك فستضيع أختي. ماذا أفعل؟ هل أتحدث مرة أخرى مع الشاب خاصة أنه يحترمني جدا ويعتقد أني الأرجح عقلا في البيت وقد يتقبل مني أم أكف عن ذلك وأكتفي بأختي التي قد تكذب علي بسهولة ولن أستطيع أن أحدد مدى النجاح معها وهي لا تقبل نصحي لأنني لا أفوقها عمرا، خاصة أني أعرف أخبارها بالتجسس عليها، وهي لا تعلم أني أعرف باستمرار العلاقة بينهما. أرجوكم ساعدوني، فأختي تائهة وأهلي لا يهتمون، فماذا أفعل؟ الحل نبدأ بشكرك على اهتمامك بأختك، ونتمنى أن تشعريها بذلك الاهتمام، ولكن بدون مبالغة منك حتى لا تفهمه على أنه نوع من السيطرة أو فرض الوصاية؛ وهو ما قد يدفعها إلى تحدي نصائحك والتصرف خلافها، وكنا نتمنى أن تكون العلاقة بينكما أكثر قربا بحيث لا (تضطر) للكذب عليك، ولا تلجئي للتجسس عليها لمعرفة أخبارها، ويمكنك تحسين هذه العلاقة بإخبارها بأنك تحبينها وتحترمينها وتثقين في عقلها الراجح وكل ما تودينه هو الاطمئنان عليها.. على ألا تثقلي عليها بالإلحاح حتى لا تحصدي نتائج عكسية، ونتمنى أن تنجحي في إقامة التوازن بين رعايتك لأختك وبين الاهتمام بشئونك الخاصة مع ملاحظة أنها مسئولة عن نفسها، وأن عدم وجود فارق في السن لصالحك ليس هو السبب الوحيد لعدم تقبلها للنصائح، فقد يعود السبب إلى شدة تعلقها بهذا الشاب، أو لأن العلاقة بينكما ليست قوية، أو لأنك لا تتبعين أسلوبا جيدا في نصحها. ونرجو منك أن تبتعدي عن الأسلوب المباشر وإلقاء المحاضرات الطويلة، وأن تكثفي رأيك في جمل معدودة وتقوليها لها على صورة اقتراح تودين أن تفكر هي فيه بتأنٍ ثم تتخذ القرار الذي يناسبها وتتركيها بعد انتهائك من الكلام مباشرة حتى لا تشعر بأنك تحاولين السيطرة عليها، واتخاذ القرارات نيابة عنها.. لذا يجب أن تتشاغلي عنها بعض الشيء، وأن تعطيها الفرصة للتفكير بعيدا عن الضغوط بعد أن توضحي لها بإيجاز الخسائر التي ستعود عليها من استمرارها في هذه العلاقة.. وكنا نود لو ذكرت لنا أسباب رفض أهلك لهذا الشاب، ونتمنى ألا تكتفي بالقول بأنها غير مقنعة وأن تحاولي تفهمها ودفع هذا الشاب إلى تغيير ما يرفضه أهلك أو السعي لاكتساب ما يطلبونه منه، وإن لم تنجح هذه المساعي فيمكنك إخباره بالإلحاح لاتخاذ خطوات عملية لإتمام الخطبة.. ونطمئنك إلى أن أختك لن تضيع بسبب فشل علاقة عاطفية، وإنها ستتجاوز ذلك وعليك التخلص من قلقك الزائد عليها فإن ذلك يؤذيها ولا يفيدها، كما أنه قد يضايقها ويشعرها بالحصار؛ وهو ما قد يدفعها للتهرب من الحديث معك في شئونها العاطفية.. ونود إذا ما فشلت كل المحاولات لإتمام الخطبة ولمست من أختك الإصرار على هذه العلاقة، أن تتحدثي مع هذا الشاب الذي يحترمك وتطالبيه بالابتعاد عن أختك لعدم الجدوى، وحتى لا يؤذيها عاطفيا، هذا إن كنت تثقين بأنه لن يخبرها بحديثك، حتى لا تحدث مشاكل بينك وبين أختك.. أما عدم اهتمام أسرتك بالموضوع فنرجو أن تواجهيه بهدوء، وألا تبالغي في تصوير الأمر على أنه كارثة؛ لأن هذا يقلل من اهتمامهم بالموضوع، واكتفي بأن تقولي لأمك إن استمرار أختك في هذه العلاقة رغم الثقة بعدم موافقة الأهل سيضر بسمعتها وقد يدفعها إلى الوقوع في مشاكل عاطفية شديدة، ولا تلحي على أمك وأخبريها بأنك لا تستطيعين التأثير على أختك، وأنها وحدها المسئولة عن ذلك، واحرصي على أن تتحدثي معها بكل الاحترام وبدون إشعارها أنك تنتقدين عدم اهتمامها أو أنك تحاولين توجهها إلى ما يجب فعله كأم حتى لا تتأثر علاقتها بك وكي لا تدفعيها أيضا إلى تجاهل كل ما قلتِه من باب الغضب أو العناد.. وأخيرا لا تجعلي هذا الموضوع يؤثر سلبيا على قيامك بكافة أنشطتك الحياتية ولا تكثري التفكير فيه كي لا يمثل ضغطًا نفسيًّا عليك؛ وهو ما يجعلك تسيئين التصرف مع أختك ومع جميع الأطراف فضلا عن تحملك عناء كبيرا بلا جدوى، وأحسني الظن بالله عز وجل وأكثري من الدعاء لأختك بما يفيدها في الدين والدنيا مع دعائنا لك بالتوفيق في كل أمورك، ووضع كل الأمور في حجمها الطبيعي دون زيادة أو نقصان.. |
كيف تحيا المطلقة؟
المشكلة مشكلتي باختصار أنه لقدر يعلمه الله –سبحانه وتعالى- حدث خلاف كبير بين أختي الكبرى وبين زوجها بعد زواج دام أكثر من 10 سنوات تخلله الكثير من المشاكل وفي النهاية لم يجد كل من تدخل في هذا الأمر سوى اللجوء إلى أبغض الحلال إلى الله، وأختي نفسها تميل إلى هذا الحل وهي لا تتخيل أن تعيش مع زوجها هذا مرة أخرى تحت سقف واحد ولو ساعة واحدة، وهما الآن منفصلان بدون طلاق منذ بضع سنوات. وأختي تقول إنها لا تريده ولا تطيقه وإنها لن تتزوج بعد طلاقها، وسوف تعطي كل اهتمامها لأولادها. وزوج أختي هو الآخر لم يبد من المرونة أو أي مظهر حقيقي للصلح، ولم يسع إلى إرسال أي وسيط للصلح سواء في المشاكل التي سبقت سنوات الانفصال الأربع أو بعدها، وإنما كل وسطاء الإصلاح إما عن طريقنا وإما متطوعين من تلقاء أنفسهم تقدموا للصلح عندما سمعوا عن المشكلة. أنا لا أريد أن أخوض معكم في تفاصيل الخلاف بين أختي وبين زوجها، فالأمر كاد يُحسم بالطلاق بنسبة 95% . سؤالي هو : كيف تستطيع أختي مواجهة (متطلباتها الشخصية) بعد الطلاق؟؟ . لا أسأل عن متطلباتها من ناحية الإنفاق أو تربية الأولاد فهذه تكاد تكون محلولة بسبب صلة القربة بين العائلتين كما أن منزل العائلتين متلاصق. كما أن العائلتين –والحمد لله- متماسكتان رغم هذه الخلافات فهم يرون أن هذا الأمر هو عدم قبول بين أختي و زوجها، والعائلتان حريصتان على المحافظة على أواصر القرابة ولا تؤثر مشاكل أختي وزوجها على هذه الأواصر –وذلك طبعا بعد محاولاتهم المضنية من العائلتين للصلح بينهما- ، فالأولاد بإذن الله سوف يتربون وسط العائلة ووسط أمهم وأبيهم أيضا حتى بعد الطلاق. وإنما سؤالي هو حول متطلباتها من الناحية الجسدية (أو الجنسية) ... هل تستطيع الصبر على هذا الحرمان وهي في هذه السن الصغيرة؟ وهي في أوج شبابها؟ ... فهي تقول (إنها لن تتزوج) فهل فعلا تستطيع ذلك؟ أنا مازلت خاطبا ولم أتزوج بعد ولا أعرف ما هو استطاعة المرأة على الصبر على هذا الحرمان .. خاصة امرأة كانت متزوجة وجَرّبت الناحية الجنسية في حياتها؟! أنا طبعا واثق تمام الثقة –والحمد لله- في تربية وأخلاق أختي.. وإنما أخاف أن يؤثر ذلك الحرمان على مزاجها ونفسيتها وأعصابها، وهل ممكن أن تصاب مثلا بالغيرة تجاه أخريات ناجحات في حياتهن الزوجية؟ هل من الممكن أن تكون عصبية المزاج؟ أو .... أسف على صراحتي .. ولكني لا أستطيع مناقشة أحد في هذا الموضوع نظرا لحساسيته . أرجو منكم الإفادة .. وسرعة الرد ما أمكن فأنا أعرف كثرة الاستشارات التي تنهال عليكم بمجرد فتح وقت استقبال الاستشارات.. أعانكم الله .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحل لقد سأل الخليفة الإنسان عمر بن الخطاب ابنته حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم نفس السؤال الذي تسأله كم تصبر المرأة على الحرمان في تلك الواقعة الشهيرة التي كان فيها الخليفة العادل يتفقد أحوال الرعية سمع تلك المرأة التي تشكو غياب زوجها في الجهاد في أحد ثغور المسلمين... فتوجه الخليفة عمر مباشرة إلى ابنته حفصة وسألها كم تصبر المرأة على غياب زوجها فقالت ثلاثة أشهر... وتحدث الفقهاء في حكمة كون العدة... عدة المطلقة ثلاثة أشهر... وأنه لو كانت الحكمة هي استبراء الرحم أي الاطمئنان لعدم حدوث حمل لكان شهرا واحدا أو حيضة واحدة تكفي ولكن الأمر متعلق في أحد جوانبه بالمدة التي تتحمل فيها المرأة أن تعيش من غير زوج... ولذا كانت المرأة تتزوج بمجرد انقضاء عدتها... وهذا الأمر ليس متعلقا بالنساء فقط ولكن متعلق أيضا بالرجال.. حيث كان الرجال لا يفضلون أن يعيشوا بغير زواج.... وبالطبع فإن الأمر به صدى واسع من الاختلافات الشخصية في مسألة القدرة على الصبر على الحرمان من العلاقة الجنسية، وهو الأمر الذي جعل أحكام الزواج تجري ما بين الواجب والمندوب والمباح والمكروه أو المحرم أي كل درجات الأحكام حسب اختلاف الناس في قدرتهم على التحمل والصبر... وبالتالي فإن تحديد الأمر بمدة معينة أيضا يصبح خاضعا لهذا الاختلاف ولكن في الظواهر الإنسانية نحن نتحدث عن النسبة الأعم من البشر... وسيكون السؤال المطروح هنا في بال الشباب والشابات غير المتزوجين يصبرون مددا أطول إنما هي لمراعاة هذا الاحتياج الإنساني وأيضا الدعوة إلى تيسير أسباب الزواج المادية حتى لا يشق الأمر على الشباب هو إشارة إلى الأهمية النفسية لهذا الأمر ودوره في الاستقرار على مختلف المستويات، ولكن يظل فعلا من تزوج ثم حرم من استمرار العلاقة لطلاق أو لموت الشريك أو لمرض ألم به... تظل مشكلته أكبر وأخطر وينظر لها بمنظار مختلف؛ لأنه قد تعود على وجود العلاقة الجنسية في حياته، وبالتالي أصبحت الآثار المترتبة على غيابها أشد وطأة عليه... ولذا فإن الاهتمام بتزويجه سواء كان ذكرا أو أنثى يصبح شاغلا للمجتمع وأحد أولوياته وذلك لثبوت الآثار النفسية المترتبة على هذا الحرمان أننا يمكن أن نصف الأمر أو نشبهه بحالة من الاحتقان التي تحدث في منطقة الحوض وفي الأعضاء التناسلية مع حالة الإثارة التي لا تجد مخرجا أو لا تنتهي بإفضاء هذه الشهوة فنقول إن هناك حالة من الاحتقان النفسي التي تصيب الشخص الذي يحرم من الحصول على ما يحتاجه من إشباع لرغبته الجنسية مما يؤثر على توازنه النفسي بصورة عامة ويظهر ذلك في صورة من التوتر وتعسر المزاج وردود الأفعال العصبية تجاه مؤثرات عادية... إن هناك شيئا مكبوتا يريد أن ينطلق من عقاله ولا يستطيع.... والحل في كل الأحوال أن يكون بالتسامي إلى أنشطة عقلية وعملية يصرف فيها الإنسان طاقته وانتباهه إلى أمور تشغله عن أن تحتويه هذه المشاعر والأحاسيس وتربية الأولاد والاهتمام بهم أو الانشغال بالعمل أو الإنجاز العلمي أو الأعمال الخيرية أو ممارسة الأنشطة الرياضية كلها نماذج لهذا التسامي والذي ينجح فيه الكثير في التغلب على كثير من مشاعر الحرمان ولكن تظل الأعراض مصاحبة تطل برأسها من حين لآخر وتجعل الإنسان يقف ويتساءل عن مدى حاجته ومدى قدرته على استمرار الصبر ومدى صحة قراره بعدم قراره بعدم الزواج... خاصة أن الأمر مركب متعدد الأبعاد ولا يمثل الجانب الجنسي إلا أحد أبعاده المجسمة... وربما كان تركيزنا عليه هو أن سؤال قد تعلق به وربما لأنه الجانب المسكوت عنه في قضية الطلاق والذي يحتاج فعلا إلى مواجهة صريحة وفتح لهذا الملف لتتحدث المطلقات فيه بصراحة وصدق مع النفس حتى يمكن التعامل والعلاج وتقليل الآثار السلبية؛ لأن الإنكار وحده لا يصلح للعلاج بل ربما يفاقم المشكلة.. إن فتح ملف المطلقات بصورة عامة ونظرة المجتمع لهن والتوازن بين احتياجاتهن وبين مسئولياتهن ناحية أولادهن سيفتح حوارا حول قضايا كثيرة قد تكون القضية التي أثرتها في رسالتك أحدها وهو ما نجتهد لعمله في صفحتنا الجديدة نادي المطلقات التي نرجو أن يكون هذا الرد هو بداية لفتح هذا الملف الشائك من خلال الصفحة. |
احمرار الوجه وخلل في الحضور الاجتماعي متابعة
المشكلة أنا صاحب مشكلة "احمرار الوجه وخلل في الحضور الاجتماعي " ، بداية أتقدم بالاعتذار إليكم لأني لم أعرف نفسي ولم أملأ البيانات المطلوبة، ولكن صدقوني أن السبب الرئيسي هو أني كنت خائفا أن "يسكّر" العداد وأنا لم أرسل الرسالة بعد، فاكتفيت بكتابة الرسالة فقط، وعلى كل حدسكم كان صحيحا فأنا شاب عمري 22 عاما أعزب. ثانياسأوضح لكم بعض النقاط التي يمكن أن تساعدكم بحل مشكلتي؛ فأنا لا أشعر بأن وجهي يحمر، ولكن كما أخبرتكم عندما أضحك أحيانا يحمر، وأيضا تذكرت أنه عندما أكون في موقف محرج ما أيضا يحمر. وصحيح كما شخصتم حالتي أني أعاني من عسر المزاج؛ فكثيرا ما يتقلب مزاجي فجأة وأشعر بالاكتئاب أو الغضب أو عدم الرغبة في الحديث مع أحد، وهذا يحدث نتيجة لموقف ما حصل معي، أو لانطباع نفسي لأمر ما، وعلى العكس كثيرا ما أكون مرحا وسعيدا وضحوكا، بل إني أعاني أحيانا من انفلات الضحك!. حتى إني لا أعرف كيف أكتم نفسي في الصلاة لكي لا أضحك، وقد استشرت مرة في قسم الفتوى بشأن هذا الأمر، أنا أحيانا أجد نفسي مكملا والكمال لله، ولكن أقصد أني أكون مستقرا نفسيا وسعيدا بدون أي مشاكل في حالة أني عرفت كيف أتعامل مع الناس، وأحيانا أحس أني أكره نفسي؛ لأني لا أجيد التعامل مع الناس ولا التواصل معهم. أتمنى أن أكون قد وفقت في إيصال المعلومة؛ لأن أيضا من المشاكل التي عندي أني لا أعرف التعبير عما في نفسي ولا أفهم ما يقصد به الآخرون أحيانا، وهذه مشكلة أخرى، جزاكم الله خيرا الحل أبدأ ردي عليك بقول الحقيقة لك مباشرة؛ فأنا لأول مرة منذ عملت مستشارا لصفحة مشاكل وحلول للشباب أتأخر في الرد على مشكلة لـ"إسلام أون لاين.نت"، أتدري لماذا؟ لأنني أصبحت أشك في جديتك كصاحب مشكلة حقيقية، وسبب هذا هو اكتشافنا أنك أرسلت لصفحتنا المشكلات التالية: "أحبيني.. يا من لا أعرفك " والتي أجابت عليها الأخت الدكتورة داليا محمد مؤمن، و"مفتون بحبيبته..مشغول بأخريات "، وأجابك عليها أخي الدكتور محمد المهدي. وفي نفس الوقت أرسلت مشكلتك لي وأجبتك ، معبرا عن دهشتي واستغرابي من أول سطر في الرد فقلت: "الأخ العزيز (وإن كنت لم تؤكد أو تنفي أنك ذكر أو أنثى)، أهلا وسهلا بك على صفحتنا مشاكل وحلول، وأولى المشاكل الآن هي أننا لا ندري لك سنا ولا جنسا ولا موطنا ولا... إلى آخر ما لم تملأ من بيانات؛ فهل كان ذلك نسيانا أو عدم اهتمام منك أو قلة معرفة بطبيعة الأداة أو العملية الاستشارية عبر الإنترنت؟! حيرتنا في أمرك كثيرا يا أخي! ولكن ما علينا سنتبع حدسنا إذن معك والله معنا". لذلك كان عليَّ أن أمهل نفسي بعض الوقت حتى أرد عليك ردا مناسبا، فقراءة مشكلاتك الثلاثة أمر مهم، لكنني استغربت مجددا من كون الرابط بين المشكلات التي أرسلتها أنت غير واضح للوهلة الأولى، بل هو لم يظهر إلا من خلال قراءة متابعتك لرد د.داليا عليك والتي لم تنشر على الصفحة بعد، حيث أشرت إلى حكاية قريبتك التي رفضتك زوجا لأنك قريبها، وما أستغربه هو لماذا جزأت المشكلة بهذا الشكل؟ هل هو نوع من الفضفضة مثلا كلما وجدت العداد مفتوحا وعندك سؤال سألته؟ هل أنت لا تربط بين تلك الأسئلة بينك وبين نفسك؟ وهل حكاية احمرار الوجه الذي اكتشفته بالصدفة -أي والله هكذا قلت- فقد رأيته في المرآة وأنت تتحدث في الهاتف وتضحك، ثم جئت تتابع معي اليوم ولا تشير من قريب ولا بعيد إلى موضوعيك المنشورين على الصفحة، فهل لك غرض من ذلك؟. الحقيقة أن ما ورد في متابعتك يعني أنك تحتاج كثيرا من القراءة المتأنية الواعية على الصفحة عندنا قبل أن تفكر في إرسال مشكلات أخرى، أو إن كنت محقا في قولك في آخر متابعتك هذي: "أتمنى أن أكون قد وفقت في إيصال المعلومة لأني أيضا من المشاكل التي عندي أني لا أعرف التعبير عما في نفسي ولا أفهم ما يقصد به الآخرون أحيانا، وهذه مشكلة أخرى". أنصحك أن تعرض نفسك على طبيب نفسي، ليعينك في التخلص من كل تلك الهشاشة النفسية والمعرفية. وأنصحك أن تتفهم أن المستشار النفسي على الإنترنت يرد بمقدار ما يصله في سطور المستشير الإلكترونية، والمفترض فيه هو أنه يمنح ثقته لمستشيره ويفترض فيه الأمانة في الإخبار!. فكيف يكون الحال إذا شعر المستشار بأن مستشيره يتسلى ويسأل في كل مرة سؤالا مفصولا عن السياق؟ أنا شخصيا لا أرى ما يستدعي الرد في مثل تلك الحالة، فلدي من هم أحق بالوقت والجهد، وسامحك الله!. |
التوقف قبل خط النهاية
المشكلة السلام عليكم، مشكلتي هي أنني في هذه الأيام أشعر بضيق وأشعر بأني أغرق وكأنني عالقة في شباك لا أستطيع الخلاص منها، وهناك أشياء كثيرة عليَّ القيام بها، ولكني لا أملك الهمة والإرادة للقيام بها حتى الدراسة. مع العلم أني أدرس في كلية الهندسة، وقد أوصلت نفسي إلى وضع صعب؛ فعلاماتي سيئة، وحاليا يجب أن أدرس ليل نهار حتى أخرج نفسي مما أنا فيه وإلا فسوف يتم طردي من الكلية (أنا في السنة الرابعة)، وأصبحت ثقتي بنفسي معدومة. هناك أمور كثيرة أود إخباركم بها، ولكن لا أريد أن أطيل أكثر من ذالك، وجزاكم الله كل خير. الحل الأخت الفاضلة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنت الآن في السنة الرابعة بكلية الهندسة -كما فهمت من رسالتك- والمفروض أنك على وشك التخرج، ولكنك تجدين نفسك عاجزة عن المذاكرة وتشعرين بضيق، ولا تملكين الهمة والإرادة لمواصلة الدراسة وتشعرين بأنك تغرقين وكأنك عالقة بشباك، وضعفت ثقتك بنفسك. هناك العديد من النقاط كنت أريدك أن توضحيها في رسالتك فمثلا: 1- هل هذه هي المرة الأولى التي تعانين فيها من هذه المشكلة أم أنها حدثت قبل ذلك في سنوات ماضية؟. 2- ما هو الوضع الأسرى الحالي؟ وهل هناك مشكلات تؤثر عليك؟. 3- ماذا يعني التخرج بالنسبة لك، هل هو فرصة للخروج للحياة العملية ترغبينها، أم أن تخرجك يضعك أمام خيارات أصعب في حياتك العملية والخاصة لا تقدرين عليها، وبالتالي تهربين منها؟. 4- هل هناك من يفرح بنجاحك إذا نجحت؟ أم أنك لا تجدين من يستحق هذا النجاح لتهديه إليه؟. 5- هل كانت هناك مشكلات عاطفية في الفترة الأخيرة؟. 6- هل لك هدف ترغبين في تحقيقه، وهل تخرجك يخدم هذا الهدف، أم أنه يعوقه؟. 7- هل تغير نومك أو تغيرت شهيتك بالزيادة أو بالنقصان، أو تغير وزنك في الفترة الأخيرة؟. 8- هل تشعرين بفقد الاهتمام تجاه كل شيء أم أن ذلك مقصور على الدراسة فقط؟. 9- هل تفكرين في الموت هذه الأيام؟ وإذا كان ذلك موجودا فكيف تفكرين فيه؟. أرجو أن تكون هناك فرصة للإجابة على هذه التساؤلات حتى نتمكن من مساعدتك بشكل أفضل؛ فهذه التفاصيل التي نتساءل عنها تفيد كثيرا في وضع أيدينا على أصل المشكلة. وبقدر ما علمنا من رسالتك، فهناك أعراض اكتئابية تؤثر على حالتك النفسية وعلى قدرتك على المذاكرة، وهذه الأعراض -بصرف النظر عن أسبابها- في حاجة إلى علاج دوائي وعلاج نفسي، خاصة وقد وصلت إلى حالة من فقد القدرة والهمة والإرادة -كما ذكرت- وهذا يستوجب تقديم مساعدة متخصصة للخروج من هذه الأزمة. والعلاج الدوائي غالبا سيكون عبارة عن عقار مضاد للاكتئاب، أما العلاج النفسي فهو عبارة عن عدد من الجلسات النفسية تتراوح بين 6 و12 جلسة يقوم بها طبيب نفسي أو أخصائية نفسية (هذا يرجع لاختيارك). وأرجو ألا تترددي كثيرا في العلاج؛ حيث إن الوقت بالنسبة لك حاليا أصبح مهما وحرجا في ذات الوقت، والأعراض الاكتئابية تؤثر على الوظائف النفسية كلها مثل التركيز والانتباه والذاكرة والتفكير والإرادة وغيرها، وهذا ما يعوقك دراسيا. وحين تتخففين من هذه الأعراض عليك أن تراجعي أهدافك من الدراسة ومن الحياة عموما، فأحيانا يكون فقد الهمة والإرادة عائدا إلى فقدان الهدف المحفز على المذاكرة والدراسة. والنقطة الأخيرة هي احتمال خوفك من التخرج؛ فالتخرج عند بعض الناس يعني مواجهة للحياة العملية بكل صعوباتها وتعقيداتها (في نظرهم)؛ لذلك نجدهم يتوقفون في المرحلة الأخيرة من الدراسة، أي قبل خط النهاية بقليل، وكأنهم يفضلون البقاء في الحالة الدراسية على اعتبار أنها أهون مما يتوقعونه في الحياة العملية. وبالنسبة للفتيات فقد يكون الخوف من احتمالات الزواج ومسئولياته ومشكلاته أحد العوامل للتوقف قبل خط النهاية، وقد يكون الخوف -على العكس- من احتمالات عدم الزواج وما ينطوي عليه من حرج أو تساؤلات أو إحساس بالفشل الشخصي (والذي يفوق غالبا الفشل الدراسي). في انتظار الإجابة على الاستفسارات السابقة ورؤية المشكلة على ضوء ما طرحناه من احتمالات، وعلى ضوء ما سيردنا منك من إيضاحات. وأخيرا نسأل الله لك التوفيق، ولا تكفى عن الدعاء قبل العلاج وفي أثناء العلاج وبعده، ولتمتلئ نفسك بالأمل في الشفاء والتخرج لكي تساهمي في عمارة الحياة بعلمك وعملك سعيا لوجه الله الكريم الرحيم. |
البر والطاعة.. تبادل الأخذ والعطاء
المشكلة اسمحوا لي أن أتكلم بصفة عامة قبل سرد مشكلتي الخاصة فالشباب اليوم في أمس الحاجة إلى التوجيه القويم في ظل الظروف التي تتجدد بسرعة وبصورة تعجز العقول، هناك شباب من الذين ذاقوا حلاوة القرب من الله فأخذوا يصلحون أنفسهم ويتعلمون من دينهم. وفي هذا الوقت المبكر يصطدمون بواقع صعب يحاربهم في مجتمعهم، عملهم وحتى في أسرهم بدعوى أن واقع اليوم مختلف تماما عن عصر ولادة الإسلام وأنه يفرض بمعطياته الجديدة التأقلم معه ومسايرته، وكمثال أصبحت بعض الربا حلالا وبعضه حراما، وبعض التعامل بالرشوة يمكن أن يأخذ شكل هدية وبعض يعزى إلى ضعف الراتب. فشباب تشبث بطريق الله يسأله الإعانة وشباب استسلم لهذا المنطق وتعامل وسط هذا الخلط الكبير بما يراه مناسبا له. أما مشكلتي فأنا موظف بسيط أبلغ من العمر 29 سنة، بيني وبين عائلتي الطيبة اختلافات من النوع الذي ذكرت سابقا، ومن أهمها في الثلاث سنوات الأخيرة كان علي إلحاح بشراء شقة عن طريق أخذ القرض من البنك دام أكثر من سنة، فأبيت إلى أن جعل الله لي مخرجا فتيسر لي شراؤها دون الاحتياج إلى البنك. وهناك مشكلة أخرى تتعلق بمسألة الزواج فمنذ أكثر من سنتين فسخت أربع خطوبات رغم أنها لم تكن رسمية وأعني بذلك أنه كان لقاء بين العائلتين على أساس أن تكون خطوبة بعد وقت وجيز من التعارف، والسبب في فسخ هذه الخطوبات أن أولويات والداي في اختيار الزوجة الجمال والوظيفة وأولوياتي زوج أرضى جمالها، طيبة، متدينة تحب الله ورسوله وتأخذ بيدي إلى طريقيهما. وآخر خطوبة فسخت بدعوى عيب في فم الفتاة لا يكاد يظهر، ثم زادوا أنها غير موظفة. وقد كنت أعرف هذه العائلة؛ لأن صديقا حميما لي متزوج من هذه العائلة، وكنت مرتاحا نفسيا لهذا الزواج، وأصررت عليه كثيرا وحاولت إقناع والداي واستعنت بأفراد من العائلة غير أني استسلمت بعد مرض والدتي حيث حملني والدي مسئولية هذا الحدث. المشكلة مستمرة رغم أني شرحت لوالداي موقفي، وأني لا أعترض على ما يريدان على أن يأخذا بعين الاعتبار ما أريده، لكن عبثا أفعل، فقد اقترحا علي موظفة جميلة فحين رأيتها ووجدتها تستعمل ملون الشفاه، مغيرة لون عينيها وذات أظافر طويلة عليها لون أحمر قلت لهما ما هذا قالا إنها صغيرة (23 سنة)، وستتغير بعد الزواج الحمد لله وأنا أحاول معهما، رن الهاتف فإذا الفتاة ترفض الزواج. أخبركم أن لي علاقة طيبة وحميمة مع عائلتي ولست منغلقا على نفسي ولكنهما متعصبان لرأيهما. أرجو النصح فإني أخاف في لحظة ضعف أن أسيء الاختيار. الحل ما هي حدود البر؟! وهل التدخل في حياة الابن الراشد الذي بلغ من العمر تسعة وعشرين عاما وعدم إعطائه الفرصة لاختيار شريكة حياته.. هل يدخل في حدود البر أم أنه تدخل غير مقبول في حياة شخص له استقلاليته وإن كان للوالدين دور فهو النصيحة والإرشاد وليس الفرض والمنع؟! أسئلة هامة إجابتها تحوي الحل لمشكلتك... وهي تحوي أيضا الفهم الصحيح لطبيعة بر الوالدين وأنه علاقة مشتركة متبادلة بين طرفين.. ولذا قال الرسول الكريم: "أعينوا أولادكم على بركم"، وقال أيضا: "بروا آباءكم يبركم أبناءكم"، فالقضية أخذ وعطاء وليس أخذا فقط أو عطاء فقط. ولذا فإن المشكلة تكمن في عدم فهم كثير من الآباء والأمهات لطبيعة دورهم مع أبنائهم متصورين أن لهم الحق في التدخل في حياة أبنائهم حتى لو بلغوا سن الرشد وأصبحوا مستقلين في حياتهم فإنهم يرونهم أطفالا صغارا لا بد من التدخل في حياتهم وهو أمر أصبح حتى الأطفال الصغار يرفضونه إذا كان ما يبديه به الآباء ليس مقنعا لهم... وتكتمل حلقات المشكلة إذا تصور الابن أن البر معناه الطاعة المطلقة العمياء حتى لو أفسدت حياته وعطلته عن اتخاذ قراراته الهامة في حياته... إنها ليست دعوة للتمرد على الآباء والأمهات بل دعوة للتفاهم والحوار والسماع منهم، ولكن على اعتبار أنهم مستشارون مخلصون يضيف إليك خبرتهم وتطمئن إلى إخلاص مقاصدهم ولكنك في النهاية تضع حساباتك التي تختار بها لحياتك وهي دعوة للآباء لإدراك أن دورهم هو إبداء النصيحة وليس فرضها أو إعلان الحرب على الأبناء. فإنهم لم يلتزموا رأينا فقد أصبحت لهم حياتهم المستقلة، وهذه سنة الحياة التي لا بد أن تجري.. ليس من البر في شيء أن ترفض الإنسانة التي رأيت أنها تناسبك، وأن تقبل إنسانة لا ترى مواصفاتها مناسبة لك.. لأنها حياتك ولأنك من سوف تعيش مع هذه الزوجة فليرى الآباء والأمهات ما يرون من شروط خاصة إذا كانت شروطك أو أسباب رفضهم لا تدخل في إطار الأساسيات الغير مختلف عليها.. فكونهم يرون زوجتك لابد أن تكون موظفة أو لهم مقاييس خاصة للجمال غير مقاييسك فهذا أمر لا يلزمك؛ لأن شروطك ليس بها شروط غير منطقية أو شرعية فهي وجهات نظر في الإطار المباح عقليا وشرعيا؛ لذا فإن من حق صاحب الاختيار فقط أن يحدد شروطه وليس من حق أحد أن يتدخل في هذا الاختيار كائنا من كان... إن الله عز وجل لم يجبر عبدًا على عبادته بل قال: {لا إكراه في الدين...} وبالتالي فليس من حق أحد أن يجبر أحدًا على اختيار لا يريده، سواء كان هذا الإجبار معنويا أو ماديا.. خاصة أن الإجبار المعنوي بطريقة مرض الأم واتهام الأب لك بأنك سبب مرضها يكون أقوى في الضغط من أي نقاش حاد أو غيره... واعلم أنه لا أحد يتسبب في المرض لأحد... ولا أحد يمرض من أجل أحد... فلتضع شروطك فيمن ترضاها شريكة لحياتك، ولتخبر أهلك بها في منتهى الهدوء، ولتوضح لهم فهمك لحدود البر ولحدود تدخلهم في حياتك أيضا بمنتهى الأدب، وأعلمهم أن مسألة اختيارك لشريكة حياتك أنت مستعد لسماع نصيحتهم في حدد ما وصفته لك من شروط وليس في حدود شروط أخرى يفرضونها؛ لأن هذا هو المنطقي والطبيعي. |
زواج الثقافات مشكلة أم حل؟
المشكلة أنا مشتركة بعدد من المجموعات البريدية، أحاول أكثر الأحيان أن أبعث بمشاركات دينية، في إحدى المرات تكلم معي شخص من المجموعة وأعطاني بعض المعلومات عنه وبعدها تكلم معي مرتين أو ثلاثا، ثم قال لي إنه يريد أن يطلب يدي فقلت له أعطني وقتا للتفكير. والمشكلة هي أنه من قومية أخرى، أنا لست عنصرية، لكن أخاف مما قد يحدث بالمستقبل؛ لأن ببلدي تسوء الأوضاع يوما بعد آخر، وهو أيضا يكبرني بعشر سنوات، ولكن أنا أحب أن يكون الرجل أكبر مني، وأنا بصراحة أعجبني به الأدب وناضج ولم يطلب حتى صورة ولا أي شيء، وقال لي إنه يريدني لأجل ديني وأخلاقي. سألت أختي قالت لي إنه لا يصلح لأنه من قومية أخرى، وإنني ما زلت شابة وهو في منطقة أخرى -ليست بعيدة عنا- وقالت لي أيضا: فكري بأن أولادك لن يكونوا عربا ونحن لا نعرف عنهم ولا عن ثقافتهم ولا تقاليدهم شيئا، مع العلم أنه أخبرني بأنهم يتكلمون العربية في المنزل، وقال لي عن قوميته فقط لكي أعرف، وصليت استخارة وبعد كلامي مع أختي تأسفت له. وبصراحة شعرت بالأسف ليس لأجل الشخص لأني الحمد لله لم أتعلق به مثلا، لكن لأني شعرت أني رفضته لسبب طائفي وعنصري، ونحن المفروض بالإسلام لا فرق بين أعجمي وعربي إلا بالتقوى. المهم بعد أسبوعين كلمني مرة أخرى وأعطاني بعض المعلومات عن قوميته وعن وضعه المادي والاجتماعي؛ ففكرت أيضا وصليت استخارة وسألت، مع العلم أنني قلت له إنني إذا أعطيتك العنوان فأنت ستأتي لأبي وهو قد يقبل أو يرفض، أنا فقط دوري أعطيك العنوان وبصراحة ارتحت له وأعطيته العنوان. وقال إنه سيأتي لطلب يدي أنا أتمنى مشورتكم ظللت طوال هذه الفترة أتمنى مراسلتكم لكن لم استطع للأسف. الحل أنا واحد من الذين يعتقدون أن المصاهرة من أهم وسائل تذويب الفوارق والحواجز والصراعات بين القوميات والمذهبيات والثقافات، ورسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج بعد نزول الوحي ثم موت السيدة خديجة، وكان من مقاصد تعدد زوجاته جمع شمل الأقوام والقبائل في المنطقة التي عاشت فيها الرسالة وقتذاك. ومثله فعل الكثير من المصلحين والسلاطين أذكر منهم عبد العزيز آل سعود الذي تزوج ممن عاصر من بطون وتجمعات لتوحيد ما أصبح يعرف بعد ذلك بالمملكة العربية السعودية. ولا فارق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى، وهذه كلها مبادئ نظرية مستقرة، وممارسات معتمدة ومتكررة جرت لأغراض ونجحت غالبا. ولكن على المستوى الفردي البسيط يأتي سؤالك حول نجاح علاقة بين طرفين ينتمي كل منهما إلى قومية، والموضوع طبعا أوسع من مجرد مسألة القوميات، ثم كل علاقة تحتاج إلى مقومات اجتماعية ونفسية وذهنية لتنجح، فإذا استكملت العلاقة بقية مقومات النجاح ولم تبق غير مسألة اختلاف القوميات فإن المرونة الشخصية والتفتح والاستنارة العقلية كفيلة التخفيف من آثار هذا الاختلاف، بل وتحويله إلى عامل ثراء وإثراء، هذا إذا توافرت لأطراف العلاقة، وإلا تحولت الفوارق إلى عوائق ومنغصات وضغوط. كنت أفكر منذ أيام أن استعداد طرف من طرفي العلاقة الزوجية للاندراج في الثقافة وأنماط العيش الخاصة بالطرف الآخر تبدو هي الحل الأمثل، فإذا تزوجت عربية من كردي أو تركماني أو إيراني مثلا، وعاشت وسط هذه الثقافة أو تلك كواحدة من بناتها بالتدريج، فإنه لا تصبح هناك مشكلة. وأحسب هنا أن الاختيار أو الفيصل يكون في البيئة المختارة مكانا للاستقرار والعيش، أي بالمقابل فإن كرديا يتزوج من مصرية، ويعيش معها في مصر، يجدر به أن يتمصر ويتطبع بطابع البيئة التي اختار الاستقرار فيها، بما لا ينفي أو لا يتعارض مع الاعتزاز بالثقافة الأصلية كمكون من مكونات الهوية والشخصية. أعتقد أن إدارة الموضوع خطوة خطوة هي الأفضل، فإذا قابل هذا الشاب والدك وسألتم عليه، وسأل هو عنكم، وتحققت المعرفة والموافقة على النواحي الاجتماعية والمادية والأخلاقية... إلخ.. ولم تبق إلا مسألة القومية.. فساعتها ننظر أين ستقرران الإقامة، فإذا كانت في الجزء العربي فلا أحسب أن لديه مشكلة، وإذا كان في موطنه هو يلزمك زيارة هذه المناطق، وقضاء بعض الوقت بصحبة بعض أهلك لتنظري في البيئة التي سيكون مطلوبا منك التأقلم معها، ولعلك ترتاحين ثم نفتح معا: أنت وزوجك وأنا معكما مكتبا لزواج القوميات وتشجيعه لعله يحل مشكلة أو بعض مشاكل بلدك العزيز علينا، وأنا أراقب أوضاعه الحالية في حسرة المحب العاجز عن فعل شيء، والله يقدر الخير |
قرف + ضيق + حب= لخبطة
المشكلة تعرفت على فتاة منذ سنة ونصف في أحد المصائف، كنت حينها مع صديق لي يقف مع فتاة تعرف عليها وجاءت فتاة أخرى لتأخذها؛ لأنهم سوف يرجعون إلى البيت، وحدث كلام بيننا فأعجبني أسلوبها وطريقه تفكيرها، وشعرت أنها الفتاة التي انتظرها. عرفت عنها في هذه المقابلة أنها تسكن خارج القاهرة وأن والدتها منتقبة وأن لهم شقة في القاهرة وأن أخوالها يعيشون هناك. انجذبت إليها وأصررت أن أعرف أي طريقة للاتصال بها فأعطتني البريد الإلكتروني الخاص بها. وفي نفس اليوم قبل أن يرحلوا كان صديقي سيقابل الفتاة التي يعرفها فأصررت أن تأتي هذه الفتاة معها لأراها. وجدت نفسي أهرب منها ولا أريد أن أتكلم معها؛ لأني لا أريد أن أتعلق بها أو تتعلق بي، وكنت قليل الكلام وقتها وتركناهم في ذلك الوقت، وعرفت رقم جوالي وعرفت رقمها. بعد ذلك حدث بيننا مكالمات هاتفية وطلبت منها أن نكون أصدقاء فقط؛ لأني لا أفكر في الزواج الآن، ولكن هي رفضت ذلك تمامًا وقالت لي إنها لن تكلمني بعد ذلك؛ لأنها عمرها ما تعرفت عليّ شاب وكلمته ولا تربت عليّ ذلك. وأنا أيضًا عمري ما كلمت فتاة في الهاتف وعندي فكرة دائمًا أن ذلك خطأ وهي أيضًا. وجدت نفسي أوافق؛ لأني وجدت فيها الفتاة المحترمة المتدينة تحفظ أجزاء من القرآن، وهي أيضًا وجدت في الشاب الملتزم المحافظ في كلامه فتعلقت بي وتعلقت بها. في خلال هذه الفترة لم أرها إلا أقل من ستة مرات، ولكن في كل مرة كنت لا أشعر في الرغبة في المقابلة، ولكن كنت أذهب وكان في أماكن عامة. في بداية تعارفنا حاولت أن أتركها مرتين لشكي بها وخوفي من أن تكون بنت سيئة؛ لأني لا أعرف شيئًا عن بلدها ولا جامعتها ولا أهلها ولا ماضيها، وفي نفس الوقت أشعر أن شكلها ملفت وفي المرتين كانت تبكي وتقول إني أظلمها وعمر ما أحد جرحها هكذا كما أفعل، وأرجع مرة أخرى أثق بها، وكنت أسألها أسئلة غريبة عن تفاصيل بيتها لأستكشف مستواهم مثلاً عندكم سجاد في البيت شكل المطبخ الشقة، وهكذا... هي متعلقة بي بشدة ونفسها تسعدني وتحل لي مشاكلي وترضيني وترضي الله. في بداية علاقتنا كنت أشعر أحيانًا بأنها لا تجذبني، وأشعر بالرغبة في البعد عنها، ولكن في كل مرة هي تتمسك بي وتقول لي إن أنا سأضيعها من يدي بدون أسباب حقيقية. بعد استمرار علاقتنا فترة ذهب عني الشك بهذه الطريقة. في خلال علاقتنا كنت أشعر طول الوقت بحمل ثقيل وغير ذلك كنت دائم التفكير في أهلها ومكان عيشها والمجتمع المحيط ودائمًا كانت تسيطر عليّ الأفكار السلبية وفي نفس الوقت أنا أرى فيها الراحة من مشاكلي وحبها الشديد لي والحنان وأحس براحة عندما أتكلم معها أو أراها أشعر أنها تفيقني مما أنا فيه وأشعر أنها مثلي في أشياء كثيرة ودائمًا لا أرغب في أن أجرحها وأريد أن أسعدها. كنت عرفت منها من فترة أنهم لا يملكون شقة في القاهرة كما قالت لي، وعندما سألتها لماذا كذبت قالت لي إنها قالت هذا وقتها لاثنين لا تعرفهما ولم يكن قصدها أنها تكذب علي. بعد فترة شعرت أني سأنفجر من كثرة الحمل فقررت أن أنزل إلى البلد التي تعيش بها. نزلت هناك ووجدت ما كنت أخشى منه مستوى بلدهم أقل منا بكثير.. الشوارع الضيقة غير الممهدة الناس الغلابة. يمكن هما داخل المنزل يكون مستواهم أعلى من ذلك بس هو ده المكان الذي تربت به. صدمت طبعًا وشعرت أني في حلم وفقت منه ماذا سأفعل أتركها بعد كل هذه الوعود والأحلام؟ ولكن هي بنت كويسة وتحبني ولن أجد مثلها مرة أخرى وغير ذلك هي انتظرت سنة ونصف وترفض من يتقدم لها وممكن يكونوا أحسن مني ماذا سأفعل؟؟ رجعت إلى البيت والدنيا سوداء في عيني وظللت أبكي هل سأتركها؟؟ قررت أن أحكي لوالدتي لكي أخفف الحمل وأجد مشاركة لأني لم أحكِ لأحد عن هذا الموضوع. والدتي كانت تعرف فقط أني أكلم فتاة، ولكن لا تعرف التفاصيل وكانت دائمًا تسألني ماذا سأفعل، ولكن كنت خائف أحكي لها وغير مستقر وكنت خائف من أن أكون أخطأت الاختيار ومن رأي والدتي ومن أني يمكن أن أجد أفضل من ذلك. كان رأي والدتي أن المكان ليس مشكلة والأهم الفتاة وأهلها. هذا الكلام حدث قبل عيد الأضحى بثلاثة أيام فقط ولم أشعر بالعيد كئيب وحزين لا آكل لا أعرف ماذا أفعل؟ صارحت البنت بما حدث فقالت لي أفعل ما تشاء، لكن ما أعرفه هو أننا أسرة طيبة، وأنا أريد إسعادك وإن لم تكن تريد أن تكمل ما بدأناه فقل لي وسأبتعد عن طريقك وبكت. أنا الآن لا أعرف ماذا أفعل ودائم البكاء هل أنا أحبها فعلاً هل سأكون سعيد إذا ارتطبت بها أنا أكره المكان الذي تعيش به ماذا سأفعل هل حرام علي إذا تركتها الآن؟ هل هذه فعلاً ستكون زوجتي هل نصلح لبعض؟ أنا أشعر أني سأكون قليل وسط إخوتي وأقاربي وأصدقائي إذا رأوا المكان؟ طلبت منها أن نبتعد عن بعض فترة لأفكر في الأمر وبعدها شعرت بأنه لا يمكن أن نرتبط، كلمتني هي بعدها وأخبرتها بذلك وبررت لها بأني لا أعمل الآن وأمامي فترة، بكت وقالت لي أنتظرك! وأنهينا المكالمة ولم أكلمها فترة وبعدها كلمتني وعرفت أنها دخلت المستشفى أربعة أيام وأنها غير قادرة على العيش بدوني، طلبت هي أن أقابلها فوافقت وقابلتها أمس، والله تعبت من هذه المقابلة تحبني بدرجة كبيرة ونفسها تكمل معي في بداية المقابلة كنت ثابتًا على رأي بأن أتركها، ولكن شعرت بأني عديم الإحساس والمشاعر وشعرت بأن الله سينتقم مني في يوم من الأيام بصراحة صعبت عليّ وشعرت بأني يجب أن أكمل معها وهي مش وحشة وأنا اللي ظالمها وهي قالت سوف تحبني مع الوقت إذا لم تكن تحبني الآن. كل ما أفكر في الارتباط والزواج أشعر بقرف وضيق ورغبة في الابتعاد. دائمًا أشعر أن الحياة ستكون مملة وروتينية. هل أكمل معها أم أتركها؟ ما هو الحل؟ وكيف؟؟ أشعر بأني لن أجد حبًّا كهذا في حياتي وإني طماع، وفي نفس الوقت أنا كنت أسعى لأفضل من ذلك ماديًّا واجتماعيًّا، وأخاف ألا أجد ما أبحث عنه أو أن أفعل معها كما أفعل الآن، والله تعبان من داخلي وأبكي من أقل تفكير في الظلم أو أن هي ستعذب لو تركتها أتمنى أن أستيقظ في يوم وأجد أني أعيش في عالم ثان، وأني لم أعرفها أصلاً. الحل أخي الكريم.. رغم أن رسالتك طويلة ومليئة بالتفاصيل، بل والتناقضات أحيانًا فإن هناك بعض العبارات "الفسفورية" التي لا تستطيع العين تجاهلها لخطورتها وأهميتها في اتخاذك لقرارك. من هذه العبارات: (أنا كل ما أفكر في الارتباط والزواج أشعر بقرف وضيق)، وكذلك: (بصراحة صعبت علي) يستحيل أن ينجح أي زواج بهذه الروح!! تتزوج من فتاة مضطرًّا (لأنها صعبت عليك)، وتشعر وأنت تساق لهذا الأمر (بالقرف والضيق)!! ما الذي يضطرك لهذا؟! تعالى نحلل الأسباب: 1 - تقول (لن تجد مثلها مرة أخرى).. هذا خطأ!! فهذا الحب الملتهب الذي تشعر به، الفتاة تجاهك لن يستمر على نفس الدرجة من الاشتعال بعد الزواج، فالفتاة عندما تجد عريسًا مثلك تستميت في التمسك به، ولكن يختلف الأمر كثيرًا، بعد الزواج عندما يسقط العصفور في الأسر، ليس هذا لخبث في نفسها ولكن هذا هو طبع البشر.. وخاصة إذا وجدت نفسها تعيش مع زوج (قرفان) (مستعلي عليها وعلى أهلها). 2 - تقول (إن الله سينتقم مني).. لماذا ينتقم الله منك؟ إن كنت تتصور أنه سينتقم منك عن العلاقة غير الشرعية التي ربطتك بالفتاة هذه الفترة، فالحل ببساطة هو التوبة والندم. وإن كنت تتصور أنه سينتقم لأنك انفصلت عنها دون سبب، فهذا غير صحيح.. أنت انفصلت لسبب محترم جدًّا، وهو عدم التكافؤ الذي اكتشفته بمرور الوقت.. الله سبحانه وتعالى شرع فسخ الخطبة، بل وشرع الطلاق إن كان هناك سبب موضوعي، فالإنسان ليس مضطرًّا أن يعيش مع شريكة لحياته مضطرًّا لمجرد أنه وعدها، ثم اكتشف عدم التكافؤ بينهما، ثم إنك إن كنت تخشى انتقام الله بسبب فسخ وعدك، ألا تخشى انتقامه بعد زواجك منها عند تسيء معاملتها بسبب عدم رضاك عن الزواج منها. 3 - تقول (إنها مش قادرة تعيش من غيرك) وأنها دخلت المستشفى أربعة أيام بسببك.. وأقول لك يا أخي.. لا يوجد أحد في الكرة الأرضية لا يستطيع العيش بدون أحد، ولو كان هذا لمات كل الصحابة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وبما يمر الإنسان بفترة تعب وعذاب بعد الفراق، ولكنه يعيش.. وهذا التعب والعذاب -رغم قسوته- فإنه أهون كثيرًا من عذاب زواج فاشل.. لا يوجد مبرر يضطرك للزواج من فتاة غير مكافئة لك، ليس صحيحًا أنك لن تجد مثلها، وليس صحيحًا أن الله سينتقم منك، وليس صحيحًا أنها ستموت بدونك.. المبرر الوحيد الذي يدفعك للزواج بهذه الفتاة هو أن تشعر من داخلك، وبدون ضغط من أحد، أو إلحاح من دموعها.. أنك متمسك بها، وأن الفارق الاجتماعي بينكما لا يعني لك شيئًا، وأنك -من أعماقك- (لا تشعر أنك قليل وسط إخواتك وأقاربك إذا رأوا المكان).. عندما تشعر بهذا من داخلك تزوجها، وإن لم تشعر به فلا داعي أن تظلها أو تظلم نفسك.. وأخيرًا.. لا تنسَ الدعاء واستخارة الله عز وجل. |
الإيمان منبع الأمان
المشكلة كيف يتسنى لي أنا أكون معتدلة في حبي للآخرين، بمعنى أنني عندما أحب صديقة لي أتعلق بها كثيرا وأخاف عليها بصورة تزيد عن الطبيعي، وعندما تغيب عني أقلق عليها جدا وأبحث عنها في كل مكان حتى أجدها ثم ألومها لماذا اختفت دون أن تخبرني. ومثال على ذلك أني حدثت صديقة لي على تليفونها ولم ترد عليَّ وكررت الاتصال بها كثيرا؛ لأني قلقت عليها جدا، ثم خطر ببالي أن أتصل بها في مكان عملها وبالفعل وجدتها وعاتبتها على هذا الفعل، ولكنها بررت موقفها بأنها لا تعرف رقم تليفون منزلي حتى تخبرني أن التليفون لن يكون معها. أشعر أنني أحبها وأخاف عليها بطريقة تزيد عن الطبيعي؛ حتى إنها تعجبت لهذا القلق الزائد، وأنا أشعر أن خوفي على الآخر بهذه الطريقة يتعبني جدا؛ لأني عندما أقلق على أي صديقة أشعر بتوتر نفسي، ولا أطيق أن أحدث أحدا ممن حولي حتى أطمئن عليه، كما أني أشعر أن هذا الخوف والقلق الزائد على الأصدقاء قد يضايقهم ويشعرون أنهم محاصرون. بالإضافة أني أتأثر كثيرا بمشاكل صديقاتي، بمعنى أني عندما حكت لي صديقتي عن مشكلتها مع أهلها وأنها لا تحبهم وأنهم يضيقون عليها حياتها وهي لا تشعر بالسعادة معهم تأثرت بكلامها جدا، وعندما أكون بمفردي وأتذكر ما دار بيني وبينها أتضايق عليها جدا وأتمنى أن أحدثها في الهاتف حتى ولو كنت حدثتها في الصباح، ولكن كما قلت أخشى أن تتضايق من إلحاحي بالسؤال عليها بهذه الطريق. سيدي الطبيب، كيف عليَّ أن أعتدل في حبي ولا أفرط به بهذه الطريق؛ لأني أخشى أن يتقدم أحد لخطبتي وأتعلق به وأحبه ويكون هو غير مناسب لي ثم أصدم في مشاعري؛ فأنا عندما أحب صديقة وأخاف عليها بهذه الطريقة ولا أجد مقابل هذا الحب سوى الجفاء أصاب بخيبة أمل كبيرة. أما عن طفولتي فأنا أعترف أنني لم أتلق الحب والحنان الكافيين؛ لذا كلما قابلت أحدا أحببته وتعلقت به جدا؛ فأبي وأمي كانا في طفولتي يتقاتلان كثيرا فهما لم يكن عندهما وقت لإعطائي الحنان الكافي. الحل ابنتي الكريمة، يبدو أن لك إحساسا مرهفا بالمسئولية اتجاه الآخر؛ وهو ما يجعلك تعطين أهمية كبرى للحياة الانفعالية، وللمعاناة النفسية لأصدقائك. وحالتك ابنتي ليست حالة مرضية، بل إن هذا جميل جدا، إن دل على شيء فإنما يدل على نضج أخلاقي ونفسي عال لديك؛ فالإحساس بالمسئولية اتجاه الآخر في حد ذاته شيء إيجابي ومتميز؛ فهنيئا لك. ولكن الذي ننصحك أن تحاربيه هو نظرة الشك والقلق الزائد لما قد يحدث للآخر عند غيابه عنك، وأن تطمئني للحياة، وألا يكون قلقك على الآخرين دائما مرتبطا بالمساوئ. فحبك لصديقتك ليس عيبا ولا مرضا، ولكن يجب ألا يؤدي هذا الحب والخوف عليها والإشفاق لحالها إلى انزعاج أو خلل يبعثر راحتك اليومية والنفسية ويؤثر على علاقاتك مع الآخرين. كما نهمس في أذنيك أن تنتبهي إلى بعض الإسقاطات والتوهمات التي قد تسكن عاطفتك وعقلك نتيجة هذا الإحساس المفرط والمتفاقم بالمسئولية، بحيث يدفعك أن تضعي افتراضات سلبية حول علاقات لا وجود لها واقعيا... ولتفادي ذلك أنصحك ابنتي أن تعيري نفسك اهتماما وتفقدا؛ فالحياة أفراح ومسرات وأتراح وأحزان.. وأن تتخلصي من عقدة النقص التي قد تكون مترسبة في لاشعورك نتيجة طفولتك؛ فأنت إنسانة محظوظة ومتكاملة غير معيبة إن شاء الله، وغير محرومة عاطفيا؛ لأن الحرمان العاطفي في حد ذاته قد يكون شيئا إيجابيا في حياة الإنسان يجعله يؤسس مبادئه وأفكاره على الواقع. بمعنى آخر إذا كان الطفل مدللا ومتواجدا في بيئة تلبي له جميع رغباته دون أن يحس بأي حرمان أو نقص، فإنه عندما يكبر ويرشد يكون نفسانيا ضعيفا ولا يتحمل مبدأ الواقعية، وقد يؤدي به إلى السقوط في مرض "النرجيسية"، أي حب الذات والذهان... فالحرمانغالبا ما يبني شخصية الفرد ويعطيها قدرا كبيرا من التسامح والعطف على الآخر؛ فأرجو ألا تعتقدي أن لطفولتك تأثيرا سلبيا في تصرفاتك ومشاعرك الحالية. كماننصحك ألا تبقي منعزلة مع حالات صداقة نمطية، بل ابحثي عن أصدقاء بمشارب مختلفة ومتعددة من الجنسين، وتبادل التجارب والأفكار والهدايا والمناسبات.. وأن تنفتحي على الحياة بإقبال وتفاؤل؛ لأن الحياة ليست كلها مشاكل ومطبات.. فانظري للحياة نظرة إيجابية، ولا تنسي أن المشاكل هي التي تبني الرجولة -كمفهوم وليس كجنس- في الإنسان، وتكسبه الخبرة والكفاءة. وإلا فكيف يصير الرجل رجلا؟. كما أنصحك في الأخير ابنتي الكريمة أن تتأملي جيدا قوله تعالى: {قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا}؛ لأنه من أسس التوازن النفسي الإيمان ومن أسس الإيمان أن يؤمن الإنسان أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له؛ فهذا الإيمان يقي من عدة وساوس ومتاهات لا نهاية لها؛ فالثقة في الله وفي النفس والحياة والآخر... والله يوفقك لكل خير، ويسعدنا سماع أخبارك الطيبة عما قريب |
وسواس الطهارة منذ الالتزام؟
المشكلة بسم الله الرحمن الرحيم السبب الرئيسي في كتابتي هذه الرسالة هو حاجتي إلى سماع صوت العقل من شخص أوسع خبرة و أحكم تقديرا؛ لأنني فشلت في سماع صوت عقلي لأجد حلا لمشكلتي بعد طغيان العاطفة علي وسيطرتها على كامل تركيزي. وقبل أن أطرح مشكلتي أود أن أخبرك ببعض التفاصيل التي تتعلق بحياتي ليكون لديك تصور كامل للمشكلة: أنا فتاة في العشرينيات من عمري وغير متزوجة وكنت في فترة من حياتي السابقة غير ملتزمة وحياتي فيها الكثير من المعاصي منها ممارستي للعادة السرية بدافع الانسياق وراء الشهوة ولم أفكر في العواقب, والنتيجة إصابتي بالتهابات في المهبل سببت لي إفرازات كثيرة, ألم يقولوا إن الجزاء من جنس العمل, ومنذ 3 سنوات توقفت عن تلك العادة وتحجبت وواظبت على الصلاة والقران قدر المستطاع . ونظرا لآن الصلاة تتطلب الطهارة وأنا أعاني من ذلك المرض أضطر لدخول الحمام في كل صلاة والاستنجاء والتطهر لكل صلاة, في بدء الأمر لم يكن الأمر يستغرق مني أكتر من ربع ساعة، ولكن المشكلة بدأت بالظهور منذ السنة الفائتة، فقد زادت الإفرازات بشكل كبير، وهذا أدى إلى استهلاكي المزيد من الوقت في الحمام حيث إنني أقوم بتنظيف النصف الأسفل من جسمي بالكامل في حوض الاستحمام عند كل صلاة ثم أغسل حوض الاستحمام من النجاسات التي سقطت عليه وكذلك الأرضية فأصبحت أستغرق قرابة الساعة والساعة والنصف في كل مرة أدخل فيها الحمام وفي حالة السرعة القصوى أستغرق نصف ساعة تقريبا مما أثار مشاعر الاستياء والغضب عند أمي وإخوتي رغم علمهم بمرضي وإخباري لهم بذلك, خاصة أني معروفة ببطء الحركة. ونظرا لأنني لا أحب اليأس سعيت للأخذ بالأسباب وذلك بزيارتي لـ 2 من طبيبات النساء وكلتاهما اتفقتا على أنني أعاني من نوع طبيعي من الإفرازات تعاني منه الكثير من النساء واتفقوا على أنه زائد عندي كما أنه متغير اللون نتيجة التهابات في المهبل ووصفت لي الطبيبة مضادات حيوية وأخبرتني أن العلاج الناجح لا يكون إلا بدواء معين لا يتم وصفه ألا للمتزوجات وهكذا علمت مسبقا أنه بمجرد إكمال دورة المضادات الحيوية سيعود المرض وليس هناك حل سوى بذلك الدواء كما أن الطبيبة نصحتني بالصبر وعدم تكرار أخذ المضادات الحيوية إذ لا فائدة من ذلك . وسعيا للتخفيف أرسلت عدة رسائل لعدة مشايخ أسأل عن حكم الشرع والدين في مثل من هم في حالتي وهل هذه الإفرازات نجسة وهل تنقض الوضوء فكانت الردود كلها متناقضة إحداها تقول بالنجاسة وأخر لا وغيرها تقول إنها تنقض وأخر لا.. وهكذا لم أصل إلى فتوى يطمئن بها قلبي . وأصبح الأمر غاية في المشقة بالنسبة لي إلا أن الله ألهمني على يد بعض المشايخ بمقولة تقول إن المشقة تجلب التيسير وإنه يجوز جمع الصلوات في حال حدوث المشقة البالغة فبدأت أجمع الصلوات، ولكن ما حدث بعد ذلك هو أنه نتيجة لجمعي للصلوات ونتيجة لآن دخولي للحمام كان دائما مقرونا بالتطهر للصلوات بدأت أقلل من دخول الحمام أحيانا مرتين فقط وقت صلاة الظهر والفجر وبقية اليوم أبقى محتبسة بالبول و لا أكثرت تكاسلا مني وعدم رغبة في دخول الحمام أو خوفا من استقبالي بوابل من السخرية والتهكم والاستهجان والغضب من إخوتي أو لوجود ضيوف في البيت فأستحي أن أدخل الحمام أمامهم وأبقى ساعة أو أكثر مما أدى إلي التهاب شديد في المسالك البولية مصحوب بدم أحيانا، ولم أعد أستطيع إمساك البول وأصبت بما يعرف بسلس البول الاضطراري وذلك أنه بمجرد امتلاء المثانة لا بد أن يخرج مني كميات قليلة أو كثيرة من البول. المهم أني بعد أن ثابرت على الدخول بانتظام تحسنت ولم يعد يوجد الدم ولم أعد أعاني كالسابق إلا أنه ظهرت لدي مشكلة جديدة وهي أنني أحيانا عندما أدخل إلى الحمام أجد نفسي طاهرة من الأسفل فلا حاجة لغسل نصفي السفلي ويكفيني فقط الاستنجاء كباقي البشر, إلا أنني اكتشفت أن طول المدة التي أمضيتها في تنظيف نصفي السفلي في حوض الاستحمام وتعودي على ذلك جعلتني أنسى مهارة الاستنجاء , فأصبحت كالطفل الذي بدأ يتعلم كيفية الاستنجاء، فمرة يلوث ثيابه ومرة جزءا من بدنه، مما اضطرني لمعاودة الغسيل في حوض الاستحمام. أعلم أن الأمر غريب ولكن فشلت كل محاولاتي في تعلم مهارة الاستنجاء كباقي البشر , وأحيانا أوشك أن أكمل استنجائي وأسعد بأنني نجحت ولا حاجة لغسل نصفي كله فأصدم بالوسخ يتطاير علي من الأسفل بفعل الماء ويتطاير في مناطق بعيدة .. مثلا نهاية الظهر من أسفل وهكذا بحيث لا يمكنني تلافي الأمر ولا بد من التنظيف في حوض الاستحمام , أحيانا أشعر أنه غضب من الله فأنا لم أكن كذلك أبدا وأقسم بالله العلي العظيم أنني لا أوسوس ولا أتخايل وهذا ما يحدث فعلا. أشعر أن وضعي هذا قيد حياتي, فلا أبيت في أي من بيوت أقاربنا تجنبا لدخول الحمام أمامهم وافتضاح أمري كما أنني أتجنب المناسبات التي تتعارض مع أوقات الصلاة ولا يتوفر لي فيها حمام لأنني ملزمة بالتطهر لكل وقت صلاة كما أن الحمامات غالبا في المناسبات تكون وسخة ومزدحمة . كما حرمت من النزهات والسفرات؛ حيت إن اخوتي يسبغون الوضوء من الصباح ويتمكنون من البقاء على طهارة ولا يلزمهم دخول الحمام مثلي وبنفس طريقتي وكذلك في البيت إن زارنا ضيوف فإني لا آكل أو أشرب إلا بعد أن أضمن صلاتي؛ لأنه بمجرد تناولي الطعام وشرب الماء تنزل علي الإفرازات, وأنا أريد البقاء على طهارة طوال تواجدهم في البيت كي لا ادخل أمامهم ويفتضح أمري كما أنني أخشى أن يطلب أحدهم الحمام. وهكذا أصبحت حياتي جحيما لا يطاق، وأصبحت أستيقظ في الرابعة والنصف ليلا لكي أدخل الحمام براحتي متجنبة تهكمات إخوتي وسخريتهم وغضب أمي، ولكي أترك لهم المجال في الصباح حتى لا أؤخرهم عن أعمالهم. ثم أجفف ثيابي وأحيانا أصلي الشفع والوتر وغالبا أستلقي منتظرة أذان الفجر وفي الثالثة ظهرا أدخل الحمام مرة أخرى وأغادره لأصلي الظهر في آخر وقته والعصر في أول وقته -لا أتناول طعام الغداء لأتجنب الإفرازات- وأظل بدون طعام ولا شراب من الصباح إلي المغرب حيت أتوضا وأصلي المغرب والعشاء جمع تقديم، وهنا أتناول طعامي وأشرب شرابي وهكذا فأنا لا أشارك عائلتي أبدا طعام الغداء، أعلم أن قصتي غريبة ولكني بحاجة لشخص أتحدث إليه فأمي لا ترغب في سماعي، وعندما أتحدث إليها تتضايق وتستاء وتطلب ألا أحدثها في هذا الموضوع. أشعر أنني كبرت عشرة أعوام فجسدي ما زال شبابا ولكن قلبي شاب ودمعي فاض وحزني تجاوز الأبعاد, دعوت الله مرارا أن يمن علي بالفرج العاجل ولكن لم يستجب الله دعائي، وما يؤرقني هو كيف سأتزوج وأنا بهذه الحالة, الزوج والزواج يتطلب التزامات لا يمكنني أن أنفذها, فهناك زيارات مطولة ومبيت واستقبال ضيوف وعشاء وغداء في أوقات معينة، كما أن هناك التزامات أخرى يتطلبها الزوج. الفتيات عندما يتقدم لديهن الخاطبون يفرحون وأنا يتجاذبني إحساس الفتاة الفرحة وحزن غامر عندما أفكر في وضعي . صحيح أن أهلي يتضايقون مني ولكنهم في النهاية أهلي ومجبرون على تحملي، وأعلم أنهم لا يفرطون بي ولكن الزوج وأهله ليسوا ملزمين بتحمل وضع كهذا. في كل مرة ينتهي موضوع الخطبة أبكي بجوامع العاطفة ولكن بعد فترة من الزمن أفرح بجوامع العقل لأنني أعلم من هم في مثل وضعي صعب عليهم فتح حياة زوجية وهم على هذا الحال . مشكلتي الآن هي أنني بعد أن تعودت على حياتي وتأقلمت معها بعد فشل كل الحلول ووطنت نفسي أنني سأكون فتاة عانسا ولا داعي للتفكير في الزواج وإرهاق العباد وفضح الأهل، ولكن تقدم لخطبتي شاب جميل الأخلاق حسن ووسيم, فشعرت كأنما استفاق المارد العملاق من قمقمه وهذا المارد هو عاطفتي التي لم أستطع التحكم بها فبداخلي رغبة عاطفية جامحة على الموافقة وخصوصا أن الجميع وافقوا عليه ولكن عقلي يرفض ذلك نظرا لظروفي الخاصة، حرام أن أجعل شابا بمثل هذه المواصفات يعاني مع فتاة بمثل وضعي, أشعر أنه ظلم ولكن العاطفة سيطرت علي ولا تريد قبول نقاش العقل وأجد نفسي لا إراديا أقول نعم في كل مرة أريد أن أتشجع وأقول لا .... هل أورط نفسي وأورطه معي على أمل قد يتحقق أو لا يتحقق!! هو يملك والدة رائعة طيبة ولطيفة وهي تحبه جدا أكثر من باقي إخوانه ولقد وعدها أنه عندما سيبني بيتا سيجلبها لتعيش معه نظرا لأن والده متوفى. كنت أتمنى أن يرزقني الله بزوج محب لأمه بار لها وكنت أخطط لكيف سأحبها وأحملها على كفوف الراحة, فمن المؤلم أن تربي الأم ابنها وتفرح به ليعاملها بقسوة وجفاء بعد زواجه ومن أجل من؟؟ امرأة جديدة دخلت حياته! ولكن هذا الأمر يزيد من قلقي فمن في مثل وضعي لا يمكن أن يقوم بهذه المهمة, وخاصة أن كبير السن يحتاج للمراعاة والمسايرة أحيانا في الآكل والشرب والزيارات وأنا لا يمكنني ذلك, كما أنه يؤلمني آن أوافق عليه فهذه الأم تتمنى الأفضل لأبنها وهذا من حقها وأنا لست الأفضل, ولا يمكنني إخباره وأخاف أن أكون عبئا إن وافقت عليه. استخرت ودعوت الله أن يلهمني الصواب. عاطفتي تقول لا تغلقي باب الأمل و وافقي عليه واستمري عسى الله أن يجعل لنا مخرجا ومع هذه العاطفة بدأت بخطوة للقضاء على التهاب المسالك البولية الذي أعاني منه, كما أنني في كل مرة أحاول أن أستنجى بطريقة صحيحة أفشل ولكن أقول المرة القادمة سأنجح وهكذا بداخلي إصرار على النجاح وأما الإفرازات فعلاجها بعد الزواج وهذا ما أنتظره بفارغ الصبر . ولكن صوت العقل يقول توقفي عن هذه الأحلام ولا تورطي الناس معك, فها أنت في كل مرة تحاولين تعلم مهارة الاستنجاء تفشلين... كفي عن هذا الهراء وتقبلي حياة العانس واتركي الناس سعداء ...يكفي أهلك تحملوك . ولا تفكري في الأمر إلا بعد أن تكوني مثل باقي الناس.. أخبريني أي صوت أجيب صوت العقل أم صوت العاطفة؟ العقل يسخر مني ويقول إني إن تزوجت وأنجبت طفلا قد يختنق ويموت بينما أنا في الحمام إن استمررت على نفس الوضع.. أستحلفكم بالله أخبروني أي الأصوات أجيب وهل سيفرج علي ربي؟ وإن وافقت هل أقبل بوجود أمه معنا , أنا لا أرفضها ولكني أخاف من افتضاح أمري لديها في المرحلة المبدئية من حياتي ... فأمي الحقيقة لم تستطع تحمل ذلك فكيف ستتحمله هي ...؟ هل أرفض وجودها معنا بطريقة لبقة وبحجة محكمة أم أقبل ما سيعرضني لمسئولية كبيرة وضغط نفسي كبير حيث إن بيتي سيكون محور الأسرة لتواجد الجدة فيه وأنتم تعلمون تبعات ذلك. كل هذه الأفكار تدور في رأسي فأتشوش وأضيع في متاهاتها ولا أصل إلى قرار ولا أصل إلى حل . قض مضجعي الأرق واضطرب نومي وقل طعامي وزادت آلامي منذ فتح هذا الموضوع . لا تهملوا رسالتي وأخبروني بصوت الخبرة أين الصواب وما هو الحل؟؟ إن رفضته فأي حجة أقدم له ولأهلي!! الحل الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك على صفحتنا مشاكل وحلول والتي لا بد تكونين ضيفة حديثةً عليها، فالحقيقة أننا من كثرة ما تكلمنا عن الوسواس على هذه الصفحة المباركة وفرقنا بين أنواعه وما هو من الشيطان وما هو غالبا من غيره وكذلك بيَّنا طرق علاجه وحكمه الشرعي ، من كثرة ما فعلنا ذلك أنا وزملائي من مستشاري مشاكل وحلول لم يعد من المتوقع أن تصلنا رسالة طويلة تصف معاناة لا حد لها مثلما تعيشين دون أن يجيء ذكر لطلب العلاج النفسي! أكثر من مرةٍ في إفادتك تلك جاء ذكر الطبيبة... الحمد لله إذن عندكم أطباء في بلادكم يا ابنتي، فهل فكرت يوما في أن هذا الأمر الذي ألم بك فنغص عليك حياتك وقتر عليك الشعور بحلاوة التزامك، هذا الأمر مرض، وعلاجه عند طبيب النفس ومعالجها؟ سبحان الله أليس من حق نفسك عليك أن تطلبي العلاج لما يعتريها من أمراض؟ أليس طلب العلاج واجبا عليك كمسلمة؟ ألم يقل سيد الخلق عليه الصلاة والسلام كما روى الترمذي : "يا عباد الله تداووا، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء"، وفي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم "ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء"، وفي الحديث الذي رواه أحمد "إن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء، علمه من علمه، وجهله من جهله" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاء في بعض روايات أحمد استثناء "الهرم" فإنه ليس له شفاء، فهل هكذا يكونُ تصرف المسلمة وسوسة واكتئاب.... وصبرا طويلا على العذاب كما أسمينا ردا سابقا على هذه الصفحة؟ أنت تدورين بين رحى ما أسميناه وسواس الطهارة عند المسلمين ، وقدمت أنا وأخي الأستاذ مسعود صبري ما أسميناه فتوى موقع مجانين في وسواس الطهارة، وبالتالي فإن كل ما وصفته لنا من أعراض ومعاناة هي كلها أفكارٌ تسلطية وأفعالٌ قهرية تندرج تحت مرض نفسي قابل للعلاج واسمه الوسواس القهري، وفي حالتك لابد من العلاج العقاري بمجموعة الماسا ومن العلاج المعرفي السلوكي الخاص بالوضوء والطهارة. أما بالنسبة لراغب الزواج منك بارك الله لك فيه وله فيك وجمع بينكما في كل خير فإن من حقه أن يعرف بغير جدال أنك مصابة بمرضٍ اسمه الوسواس القهري، ولديك كذلك بعض أعراض الاكتئاب غالبا من طول الاستسلام للأفكار التسلطية والأفعال القهرية، وأن ذلك المرض قابلٌ للعلاج لدى الطبيب النفسي، وأحسب أن إخفاء ذلك عنه يفسد العقد والله أعلم! وأما فيما يتعلق بمن تخبرين فليس المطلوب أن تخبري أحدا غير المتقدم نفسه وليس أهله، وأما متى تفعلين ذلك فاقرئي: متى أخبره: الوضع الصحي قبل الزواج ، كذلك فإن من المهم ألا تنقصي نفسك قدرها، لأن ما تعانين منه برغم ما تعيشين فيه من إعاقة وكربٍ مستمرٍ وأفعال قهرية تجنبية متزايدة التقييد لك حتى كادت حياتك تصبح سجنا..... كل هذا بفضل الله قابلٌ للعلاج، ومعنى ذلك أنك قادرةٌ بإذن الله على أن تكوني زوجة صالحة عفية غنية لهذا الرجل أو لمن يشاء لك الله عز وجل، وشرط ذلك بعد توفيق الله أن تحصلي على علاجك النفسي العقَّاري والسلوكي المعرفي، وأن تكوني مستعدة لقدرٍ معقول من المعاناة أثناء العلاج، ولاحظي أن معاناة ساعة في سبيل الشفاء، خير من معاناة سنين ثلاثة في سبيل البقاء، أتمنى أن تفاتحي أهلك بضرورة طلب العلاج النفسي واقرئي وبلغيهم بما تجدين في رسالة لأهل مريض الوسواس القهري . |
أحن إلى طليقي ..فهل أنا مريضة؟
المشكلة متزوجة منذ 21 سنة عن قصة حب رومانسية تشبه قصص السينما. لي ولدان (18 سنة و15 سنة).. أنا بصدد إجراءات الطلاق بسبب تفاقم مشاكل معقدة بيني وبين زوجي لا سبيل لذكرها الآن. ما يعذبني الآن هو: كيف أتخلص من حنيني إليه ومعاودة الذكريات عليَّ، وبكائي على فراقه وهو يعيش بعيدا عني وعن أولاده.. أتعذب ولا أتصور حياتي بدونه مع أن عقلي وكرامتي يرفضانه لإساءاته البليغة لي ولأهلي، ومنها الخيانة. كيف أقاوم هذا الضعف؟ مع العلم أني حازمة وقوية الشخصية في عملي وتربيتي لأبنائي.. كيف أتغلب على اشتياقي له، بل وغيرتي الشديدة عليه وهو بعيد، هل هذا مرض؟ كيف السبيل لمعالجته؟ شكرا جزيلا الحل في رسالتك تناقض غير مفهوم، خاصة أنك لم تذكري أسباب تفاقم المشاكل لتصل إلى هذا الطريق المسدود بين زوجين متحابين بالإضافة لقصة الحب الرومانسية وعشرة زوجية مدتها 21 عاما، ثم ولدين قد بلغا سن الصبا والشباب، فعامل واحد فقط من هذه العوامل الثلاثة السابقة كان كافيا لكي لا تصل أي علاقة زوجية للطريق المسدود. ليس في الأمر مرض، ولكن يبدو أنه غياب للرؤية الصحيحة؛ لأن ما يحدث –على ما يبدو- هو محض ردود فعل غير مدروسة. لذا نرجو أن تبعثي لنا بتفاصيل أسباب الخلاف، وكيف وصلت إلى قرار الطلاق، وهل قمت بدراسته بصورة صحيحة، فدرستِ كل الإيجابيات والسلبيات سواء عليك أو على أبنائك؟ وما رأي أبنائك في هذا القرار، وما رد فعل زوجك؟ وما هي جهود الإصلاح التي بذلت، وهل طبقت كل الخطوات الشرعية من وجود حَكَم من أهلك وحكم من أهله؟ وما الصيغ الأخرى المطروحة للحل؟. نرجو إرسال كل التفاصيل حتى نساعدك؛ لأن مشاعرك التي ذكرتها من حب وغيرة تدل على وجود خطأ ما في القضية لم نستطع تبينه، فنرجو أن تساعدينا من أجل أن نساعدك. |
المشهيات الجنسية بين الجمال والقبح
المشكلة أنا متزوج، وهناك بعض الأشياء التي أريد السؤال عنها.. أولا: الكلام أثناء الجماع يثير كلا من الزوجين، ولكنْ هناك كلمات لا أعرف هل التلفظ بها صواب أو خطأ، وهي الألفاظ الدارجة للأعضاء الجنسية والشتائم، ومن الممكن أن تكون سبًّا بالأب والأم، أو كلاما عن أشياء محرمة نقولها ولا ننوي فعلها، ولكن نقولها للإثارة. أنا أعرف أنه سؤال محرج، ولكن ثقتي بكم وإعجابي بالموقع دفعتني لذلك. الحل الأخ العزيز (ع)، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يحتاج أحد الزوجين أو كلاهما لمشهيات تحرك الرغبة لديه (أو لديهما)، وهذه المشهيات قد تكون ألفاظا معينة لها جذور أو دلالات خاصة ارتبطت بنشأة الشخص والبيئة التي عاش فيها والرموز الجنسية المنتشرة في هذه البيئة، أو قد تكون تخيلات معينة تدور في ذهنه فتحرك مشاعره الجنسية، أو تكون حركات أو أوضاعا معينة تجعله يرى الطرف الآخر بشكل أكثر إثارة، فبعض الرجال يفضلون رؤية الزوجة من الأمام وبعضهم لا يثيره إلا المنظر الخلفي أو الجانبي، وبعضهم (أو بعضهن) لا يستثار -كما ذكرتَ- إلا بسماع كلمات قبيحة تقال في الشارع أو شتائم، أو ذِكْر الأعضاء الجنسية بأسمائها الدارجة، أو وصف بعض الأشخاص بواسطة الزوجة أو بواسطة الزوج. وأحيانا تكون لدى الزوج أو الزوجة شذوذات أو انحرافات جنسية تتطلب وصف أشخاص معينين أو أوضاعا معينة للوصول لحالة الإثارة، كأن تصف المرأة لزوجها رجالا معينين، أو يصف هو لها نساء بعينهن، أو يتخيل أحدهما رفيقا آخر أثناء هذه العلاقة. ومن المعروف أن الاعتياد على كلمات أو طقوس معينة أثناء الجماع يجعلها ترتبط بما يحدث من مشاعر سارة ولذيذة أثناء هذه العلاقة، وبالتالي يحدث تمسك بها وتصبح العلاقة بدونها باردة أو غير ممتعة، وبمعنى آخر يحدث تثبيت لهذه الأشياء مع الوقت بحيث يصبح الاستغناء عنها صعبا، ولهذا نحرص على أن تكون الارتباطات الشرطية أثناء هذه العلاقة الحميمة ارتباطات نظيفة وراقية تسمو بمشاعر الزوجين وتحافظ على احترام كل منهما لنفسه وللطرف الآخر، فعلى الرغم من أن الألفاظ القبيحة والشتائم البذيئة قد تثير أحد الطرفين (أو كليهما)، فإنها تلوث وعي الطرف الآخر أو تلوث وعي الطرفين، وتلوث طهارة هذه العلاقة وتحط من كرامتها، وتدنو بها إلى مستويات علاقات الشوارع أو بيوت الدعارة، وقد تهتز صورة الزوج أمام زوجته أو العكس، فعلى الرغم من احتمال قبول هذه الممارسات أثناء الاندماج في العلاقة، فإنه بعد انتهائها تصبح ذكرى غير سارة أو ذكرى مخجلة وجارحة للمروءة، وربما يكره أحد الطرفين العلاقة ويعتبرها شيئا مدنسا أو قذرا أو لا أخلاقيا أو منحطا. والمشهيات الجنسية مثل مشهيات الطعام؛ فنحن نحتاج أن يسبق الطعام بعض السلاطات والمتبلات، ونحتاج أن يكون مكان تناول الطعام نظيفا ومريحا، وأن تكون الأضواء والأشكال والروائح مناسبة، ولا يتصور أن تكون هناك نفس سوية تطلب أن يسبق الطعام أو يواكبه وجود بعض القاذورات على المائدة أو مختلطة بالطعام. فضلا عن أن استخدام الألفاظ القبيحة والشتائم النابية تنافي -من الناحية الدينية- آداب الجماع المذكورة في كتب الفقه؛ فالعلاقة بين الزوجين علاقة لها قداستها واحترامها؛ لأنها تتم بكلمة من الله فهي علاقة ترعاها السماء، وهى علاقة توضع فيها بذرة الحب بين الزوجين، كما توضع فيها بذرة الإنسان أكرم مخلوق في الوجود، ولا يتصور أن توضع بذرة الحب وبذرة الإنسان في سياق مليء بالبذاءات والشتائم والكلمات القبيحة؛ بل من المطلوب الدعاء عند ممارسة هذه العلاقة: "اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا"، ولا يتصور بعد هذا الدعاء التلفظ بأي كلمات قبيحة، فضلا عن أن هذه العلاقة الزوجية الخاصة يؤجر عليها الإنسان فهي قربة إلى الله، ولا يتصور أن يكون ذلك مصحوبا بكلمات بذيئة أو محرمة. إذن أنصحكما ببدء علاقتكما بالدعاء المأثور، ثم تتبادلا كلمات الحب الرقيقة، ولا مانع من أن يصف كل منكما علامات الجاذبية والإثارة في الطرف الآخر من خلال استخدام لغة راقية ونظيفة تحفظ لهذه العلاقة قدسيتها ونظافتها، وفي الوقت نفسه تساعد على الإثارة المشروعة، ولا مانع من تغيير الأوضاع الجنسية؛ ففي ذلك مزيد من الإثارة، خاصة أن القرآن أباح ذلك في قول الله تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ}، ويمكن أيضا زيادة الإثارة باستخدام روائح عطرية مختلفة حسب ذوق الزوجين، وإضاءة معينة، وأماكن معينة في البيت، وطرق متجددة في المداعبات، كل هذا مشروع ويغني عن استخدام الألفاظ القبيحة أو الشتائم البذيئة أو الأشياء المحرمة، خاصة أن العلاقة الجنسية بين الزوجين ليست فقط علاقة جسد بجسد، وإنما هي علاقة تتمدد في الكيان الإنساني كله بدءا من جسده ومرورا بمشاعره وعقله وانتهاء بروحه، فلا يتصور أن تتلوث كل هذه المستويات بالقبيح من القول أو الفعل، ودائما في الحلال مندوحة عن الحرام. |
حيرة مغترب.. بين التأقلم والعفاف
المشكلة أنا رجل عمري 26 سنة ومتغرب في بريطانيا، عانيت كثيرًا في البداية (Culture Shock) وما زلت أعاني ولكن بشكل أقل والحمد لله، لم أنسجم ولم أشعر أبدًا أنني سأنسجم مع هذا البلد الأجنبي الذي تختلف عاداته وتقاليده عن بلدي، أنا أدرس الدكتوراة في تخصص الرياضيات، وأرجو من الله أن يعينني على الانتهاء من الدراسة بأسرع فترة ممكنة، ما زلت في السنة الأولى. مشكلتي كالآتي: أحسب أحيانا أن الزواج سيعينني على الانسجام في الحياة هنا ومواصلة المشوار نحو التخرج، لكنني بنفس الوقت أشعر أنه بامكاني مواصلة المشوار دون الزواج لكن مع تحمل معاناة الوحدة، فعندي هنا سؤالين، الأول ما نصيحتكم أنتم في الزواج أو الانتظار أربع سنين على الأقل حتى انتهاء الدراسة، الثاني هل يجب علي شرعا الزواج في هذه الحالة؟ ولمساعدتكم في الاجابة أحيطكم علما بما يأتي: 1- أنا قادر ماليا على إعالة الزوجة. ولكن قد يتطلب مني ذلك العمل إلى جانب الدراسة. 2- من الأمور التي تجعلني أتردد في الزواج هو أنني لا زلت لا أملك الخبرة الكافية في الحياة، أي بصراحة لست مثلا كأقراني الذين يعرفون الكثير من الأمور في بلاد الغربة، قد تقولون أنت لا زلت في بداية حياة الغربة ومن الطبيعي أن لا تعرف الكثير ولكن المشكلة في طبيعتي الشخصية فأنا لا أميل إلى معرفة الكثير من الأمور، زيادة على أنني أؤمن أنه ليس للانسان حاجة في معرفة الكثير من الأمور وإنما يستطيع إقامة حاله بما يكفي من المعلومات الضرورية فقط فلا يجب على الانسان أن يتكالب على هذه الدنيا وإنما هو عابر سبيل فيها كما قال حبيبنا عليه الصلاة والسلام. ولكن هذه المشكلة تجعل أصدقائي يتكلمون في العديد من الأمور التي أجهلها فأبقى أنا صامتا، كما أنني بسبب اعتمادي عليهم في كثير من الأمور – وذلك بسبب فارق الخبرة والمعلومات وعدم امتلاكي لوسيلة مواصلات بعد- فإني أشعر بأنني أقل منهم مرتبة وهذا ليس شعوري فقط وإنما أرى ذلك في عيونهم أيضا، فسبحان الله قد يحاول الانسان إخفاء ما يجول في خاطره ولكن عينيه تفضحه وتفصح عما بداخله، لذلك أنا لا أريد لزوجتي في المستقبل أن تعلم أن زوجها أقل شأنا من غيره بين أقرانه فأنا أريد أن أكون بعينيها من الأفضل وليس كما نقول بالعامية (يا دوب مدبر حاله). لكم جزيل الشكر مرة أخرى وجزاكم الله خيرا عن شباب المسلمين ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحل الابن الفاضل أحمد.. يشدني جدًّا الفكر المنظم والترتيب المتمنطق للمشكلة وحين أخبرتني أنك تدرس الرياضيات وعلى المستوى الدكتوراة فهمت السبب. تدرس الدكتوراة في إنجلترا، أي أنك مررت بالمدرسة والجامعة كطالب ثم كباحث... فأي خبرة هي التي تتحدث عنها؟ وما علاقة الزواج في نظرك بامرأة تساعدك على التأقلم؟ أنت تتحدث عن شأنين مختلفين.. ولست أدري لماذا تربطهما بعضهما البعض... أنت غير متأقلم في الغربة وحسب أقوالك والتزامك الديني الذي ظهر بين السطور كانت الصدمة من طبيعة الحياة المنفتحة ومن شكل المعاملات اليومية التي لا حياء فيها أو احتشام أم كانت الصدمة لسبب آخر؟؟ لا أعتقد.. فهل تريد أن تتأقلم أم تعف نفسك؟... بمعنى: لو فرضنا جدلاً أنك ستتزوج، هل ستبحث عن زوجة عربية مسلمة من إنجلترا تعرف المجتمع وتعيش فيها فتساعدك على الدخول إليه والتعايش مع أهله؟ أم أنك تريد زوجة تصنع معك مجتمعًا صغيرًا يساعدك على الدخول إلى المجتمع الكبير، حيث إنك وهي ستكونان خلية حية وليس مجرد فرد؟ وما هي الخبرة التي تنقصك في الحياة والتي يستطيع أقرانك أن يتحدثوا عنها جهارًا نهارًا في المجتمعات؟ بداية تصورت أنك تقصد الخبرة بالنساء وبالعلاقات الحميمة.. ثم رأيتك تقول إن أصدقاءك يتكلمون... وهذا النوع من الأمور لا يطرح على الموائد بجرأة وتبجح، ثم أضفت: "كما أنني بسبب اعتمادي عليهم في كثير من الأمور -وذلك بسبب فارق الخبرة والمعلومات وعدم امتلاكي لوسيلة مواصلات بعد- فإني أشعر بأنني أقل منهم مرتبة وهذا ليس شعوري فقط وإنما أرى ذلك في عيونهم أيضًا، فسبحان الله قد يحاول الإنسان إخفاء ما يجول في خاطره، ولكن عينيه تفضحه وتفصح عما بداخله". إذن ما تتصور أنك لا تملك الخبرة فيه هو الحياة الاجتماعية العامة.. وأنا لا أتصور هذا عائقًا للزواج.. بل أتصور أنك يجب أن تتزوج فكلما مرت بك السنون وازداد عمرك سيصبح المتوقع منك تقديمه أكبر من قدراتك بكثير... فالناس قد تغفر لشاب في أول العشرين بعض الهنات الضعيفة في التعامل وقلة الخبرة، ولكن بالتأكيد لا تغفرها بسهولة لدكتور وأستاذ جامعي متخصص في الثلاثين أو على عتبتها. أتصور أنه من الأفضل أن تختار زوجة من بلدك؛ لأنها زوجة العمر وليست زوجة الدكتوراة... وأجد الجرأة لأنصحك أن تحاول البحث عن فتاة اجتماعية قوية لبقة... حتى تكملوا بعضكما البعض... إن الزواج سيعينك ويساعدك على الاستقرار والهدوء... فمن الواضح أنك شخص أكاديمي بلا أي اهتمامات خارج دائرة الرياضيات.. ولكنك تملك ما يؤهلك لأن تكون رب أسرة رائعًا، فأنت غالبًا ستكون محبًّا حنونًا عطوفًا ودودًا... أضف إلى ذلك عقلية مرتبة وقدرة مالية. وقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: "من استطاع منكم الباءة فليتزوج..."، وحسب أقولك فأنت مستطيع. تتبقى نقطة واحدة للأمانة في النصح.. هل عملك لتوفير نفقات المعيشة سيؤثر على تقديراتك الدراسية؟ وهل هو متاح؟ هذه أسئلة وجب عليك إيجاد إجابات لها؛ لأنها أحد أسس زواجك وأنت في الغربة، وعلى ضوء إجاباتك يكون قرارك.. وافني بأخبارك دائمًا |
مستعجل على الزواج .. وخائف منه!
المشكلة أحكي لكم مشكلتي المستعجلة.. أنا شاب عمري 23 عاما، متخرج منذ 8 أشهر وأعمل منذ 5 شهور.. يعني موفق والحمد لله. راتبي جيد كبداية، ولكنه "يادوب عم اطلع راس براس معو ليش"؛ لأني استدنت لأشتري سيارة وأدفع كل شهر نصف راتبي لأوفي الدين الذي انتهيت من نصفه، ولا يزال النصف الآخر. المهم هو أني لا أستطيع الصبر الآن، فأريد أن أخطب لكي أستر على نفسي، ولكن أهلي يقولون لي: اجمع مالا مناسبا وسدد دَيْنك ثم اخطب، فمن أين ستدفع المهر؟ وأجاوبهم بأني لا يجب أن أدفع المهر رأسا، فهناك شيء يسمى "غير مقبوضة"، فيسألوني: وأين ستسكن بنت العالم؟ فأجاوبهم: إني لا أريد الزواج قبل سنة، فسيكون وضعي قد تحسن، وديوني سددت. أما أنا فأريد أن أخطب وفقط، فيقولون لي: ولماذا أنت متعجل؟ إنك لا زلت صغيرا، الرجال في هذه الأيام يتزوجون في سن الثلاثين.. فأجاوبهم: إني لا أريد الانحراف، "والياع إلي فيني مكفيني"، فما رأيكم أنتم؟ أنا فكرت بالموضوع جيدا، فقلت: ديني أوفيه على مهل، "يعني بدل ما أدفع نصف راتبي بدفع ربعه مثلا والباقي لخطيبتي وحبيبتي وحياتي المنتظرة"، ولكني أجد أنني لن أوفر شيئا؛ فخطيبتي تحتاج هدايا ومطاعم ومكالمات بالساعات.. وهذه كلها مصاريف، فأرجع وأفكر بكلام أهلي.. ولكن عاطفتي وشهوتي الجامحتين يوقفان عقلي ويقولان لي: عليك أن تخطب.. فأرد قائلا: وهل شاب مثلي بهذه العواطف الثائرة يستطيع أن يصبر عاما على الزواج؟ هل سأظل قادرا على أن أخطب لمدة عام، أم سوف أنوي الزواج أيضا وأنا لم أوفر مالا؟ فيرد قلبي ويقول: الله الذي أطعمك سيطعم زوجتك أيضا.. فأظل محتارا، ماذا أفعل؟ أرجوكم قدروا معاناتي وأجيبوني بسرعة، فأريد أن أتخذ القرار بسرعة. وعلى فكرة.. أنا أخاف على نفسي؛ لأني دائما أدخل مواقع الشات وأريد أن أكلم بنات لأعوض نقصي العاطفي، فأخاف الانحراف أكثر من ذلك، لذلك أريد أن أخطب. الله يجزيكم كل خير الحل شكرا على حسن دعائك يا أنس، وأسأل الله أن يوفقك أنت أيضا.. هذا في البداية، ثم أقول: رجاءً لا تهددنا بنفسك الجامحة وشهوتك الطاغية وخوفك على نفسك من الانزلاق في مهاوي الإنترنت بما أنك ما زلت على الشاطئ مكتفيا بالشات لتلوي عنق الإجابة!! فمن أعطاك هذه الشهوة عالم بقدرتك على ضبطها، فهو لم يكلفنا بما لا نطيق، فموقفي لن يضع الظروف التخفيفية في عين الاعتبار. حاجتك مفهومة، ومعذور أنت في مواجهة كل ما يتعرض له الإنسان من إثارة من مصادر مختلفة، ولكن الواضح في كلماتك وسطورك ما يكرره أهلك عن استعجالك ليس فقط في قضية الزواج ولكن في حياتك عموما -كما استعجالك لنا في الإجابة- ولنأخذ مثالا على ذلك: فأنت رغم معرفتك بشهوتك الشديدة -والتي بالطبع لم تبرز فجأة إلى وعيك- اخترت بمجرد استلامك عملك أن تشتري سيارة تلتهم أقساطها نصف راتبك، فكانت رغبتك في السيارة أعلى من رغبتك في الزواج، فعدم قدرتك على ضبط رغباتك أو عدم وضوح أولوياتك في الحياة هي المشكلة الحقيقة التي قد لا تكون مدركا لها في شخصيتك، ولكنها قد تترك آثارها على مختلف قراراتك في الحياة، فهل لي أن أطلب منك وقفة مع نفسك بخصوص هذه السمات في شخصيتك؟ مثلا: لو كان سؤالك لي: هل أتزوج أم أشتري سيارة؟ سيكون جوابي في منتهى الوضوح تزوج طبعا، وأنت ما زلت تستطيع التنقل بمختلف وسائل المواصلات، وعندما تشيخ عظامك ستحتاج إلى سيارة، ولا بد أنك ستكون قد أصبحت أكثر قدرة على تدبير ثمنها أو أقساطها. واستجابة للواقعية وما تتميز به شخصيتك من تسرع أرى أنك بالفعل قد لا تصبر على خطبة عام، ولكن حتى لو أخذنا بخيار الزواج فهل أنت مدرك بأن البحث عن الفتاة المناسبة سيأخذ بعض الوقت؟ وبعض شبابنا -كان الله في عونهم- يبحثون سنين عمن تناسبهم ويرضونها وترضى بهم، فالأمر لن يكون كن فيكون على هواك دائما، وفي أثناء البحث عن بنت الحلال كيف ستتصرف مع شهوتك وعاطفتك؟ الحل ليس في الزواج فقط؛ بل أيضا في تعلم ضبط نفسك وتأجيل إشباع حاجاتك وغض طرفك عن الحرام وتجنب كل أبوابه بما فيها الشات؛ أي ابتعد بدل أن ترتع في ديار الخطر وتخشى على نفسك مزيدا من التورط، فالحديث مع الفتيات على الشات لن يقدم لك أي إشباع بل سيذكرك بما ينقصك ويتركك أكثر وحدة. قد يعتبر ما سبق ليس سريعا كما تريد، فأقول: اجلس مع نفسك، ورتب أولوياتك حسب أهميتها، وإن كنت ترى الزواج في قمة أولوياتك فتخلص من سيارتك بالكامل إن استطعت، وتوكل على الله وابحث عمن تريد أن تعف نفسها مثلك، ويكفيها الكثير من مشاعرك لتعوض حالة التقشف في بداية الحياة، وحديث الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: "تزوجوا النساء، فإنهن يأتين بالمال". وقوله عليه الصلاة والسلام: ثلاثة حق على الله عونهم: ... منهم طالب العفاف. لا تهتم بقضية أن الرجال تتزوج الآن في الثلاثين، فتلك وجيعة وخلل في مجتمعاتنا، فما جعل الزواج إلا للشباب، ونعم للتأجيل المنطقي والمفهوم لمن ما زال على مقاعد الدراسة أو لمن لا يستطيع تحمل المسئولية، ولكن التأجيل في حالتك محكوم بأولوياتك، وتذكر بأن لا خيار صحيحا بالكامل لجميع الناس بعيدا عن الثوابت الدينية، فما تطيقه أنت قد لا يطيقه غيرك والعكس صحيح، وما تحتاجه أنت وغيرك هو جعل ميزات وعيوب كل خيار موضع البحث والتحليل. أسعدني استشعارك لنعم الله عليك حين تصف نفسك بالموفق، ودعائي بأن يجعلك الله كذلك دائما. |
أفتقد الحنان.. مشاعر مراهق
المشكلة لدي مشكلة تخجلني.. أفتقد الحنان، وكلما تقع لي مشكلة أو أسمع كلاما يؤذيني أحس بالضعف، وأتمنى أن تعانقني فتاة تحبني.. أكره ضعفي وأحس أنني امرأة، بالإضافة إلى أنني أملك شفاها كبيرة وأحس أنني غير مرغوب، ولن أجد المرأة الي تحبني وسأعيش وحيدا. الحل ما الذي يخجل في أن يفتقد الإنسان الحنان ويشعر بالاحتياج إلى الحب؟ إن المشكلة تكمن في أننا في مجتمعاتنا الشرقية نربي الذكور على أن العاطفة ضعف.. ومنذ الصغر إذا بكى الطفل الذكر نهرناه صارخين في وجهه: كيف تبكي ألست رجلا؟! فينشأ الأولاد الذكور وفي عقلهم أن من يعبر عن عاطفته بأي صورة ليس رجلا. وتتفاقم المشكلة حين يكبر هؤلاء الأولاد ليصبحوا أزواجا وآباء لا يستطيعون التواصل مع زوجاتهم أو أولادهم؛ لأنه إذا عبر عن عاطفته ناحية زوجة أو احتياجه لها وإلى أن تأخذه في أحضانها لحظة ألمه أو حزنه اعتبر ذلك ضعفا وهذه أمور غير صحيحة. احتياج الإنسان للعاطفة وللحب احتياج إنساني بغض النظر عن جنس الإنسان كونه ذكرا أو أنثى والعكس هو الصحيح.. الولد الذي يحصل على الحب والحنان الكافي يكون رجلا صحيحا متوازنا لأنه بالإضافة إلى طبيعته الذكورية التي فطره الله عليها حصل على العاطفة التي تجعله متوازنا وإنسانا حقيقيا يشعر بالآخرين فيشعر الآخرون به ويتواصلون معه.. لا تخجل من افتقادك للحنان. |
في صراع.. بين الدراسة والزواج
المشكلة أنا من أسرة جادة تحب العلم وتشجعه وكنت أتمنى أن أكون أستاذة في كلية الطب. وفي الثانوية العامة لم يؤهلني مجموعي لدخول طب مع أنه كبير ودخلت كلية تربية مما قلب حياتي رأسا على عقب، وكان الناس يلومونني لدخولها لأنني من أسرة علمية. كان كلامهم يضايقني كثيرا ودرست فيها بكراهية واحتقار للفارق الكبير بين الدراسة والمجال الواقعي لهذه الكلية، ولم أستمتع بحياة الجامعة ولم أدرك أنني كبرت. وبعد التخرج مباشرة وبدون ترو واصلت دراساتي العليا لأعوض عدم دخولي الطب ولكن الدراسات العليا في هذه الكلية ليست في مجال التخصص، أي ليست (عربي أو علوم أو لغة فرنسية) ولكنها إما علوم تربوية (أصول تربية أو تربية مقارنة) أو علوم نفسية (صحة نفسية أو علم نفس) وهي دراسة ليس لها علاقة بالتخصص الأصلي فاخترت دراسة العلوم التربوية وأصررت على إكمالها حتى الدكتوراة. وبعد دراسة طويلة اكتشفت أنه ليس هناك مجال للعمل بهذه الدراسة التربوية فكل فائدتها أن أعمل مدرسة وترقيني أو أسافر بها للخارج وأنا أكره التدريس فكيف أسلك طريقي في العمل بعيدا عن التدريس بعد هذه الدراسة الطويلة التي لا عائد منها؟ حاولت العمل في الصحافة ولكن دون جدوى... والآن أتساءل: هل لا أتزوج حتى أحدد طريقي في عملي وأكون مقتنعة به؟ فقد تعرضت لضغوط هائلة لكي أتزوج ولكن تركيزي في دراستي العليا التي لا أرى غيرها جعلني أكره الزواج، وعندما يتقدم شخص أحس بخوف شديد وقلق وعدم قدرة على اتخاذ قرار ولا أريد الزواج. وأنا بشخصيتي جادة ودائمة التفكير في عملي فقط . وقد تقدم لي طبيب فهل لو وافقت عليه سيحدث صراع نفسي داخلي؟ وكنت أحب أن أرتبط بمعيد فهل أرفضه؟.. أرجو منكم الرد بسرعة.. وشكرا جزيلا. الحل تقول أ.إستقلال الباكر من فريق الحلول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، عزيزتي الكريمة السائلة، أتمنى أن تكوني بخير وسعادة في حال وصول ردي لك. كما فهمت من رسالتك فهي تتكون من شقين، إجابتي على الشق الأول: إن التكامل في التخصصات لا يكون إلا بشقيه الأدبي والعلمي فمحال الفصل بينهما أو تفضيل أحدهما على الآخر، فالتربية من القيم التي نبحثها ونريدها أن تكون في كل إنسان ولكننا لا نطالب أي إنسان بأن يكون طبيبا أو كيميائيا، فأعتقد أن الحاجة لتربويين ذات أهمية تفوق التخصصات العلمية أحيانا، فلو قدر لك ربنا الزواج فأول ما تطعمينه طفلك وتعلمينه إياه هو المبادئ والقيم التربوية وتؤصلين معانيها في نفسه إلى أن يكبر. في مراحل دراستنا منذ الطفولة المبكرة كانت القيم التربوية هي أول ما نتعلمه في الروضة ثم تأتي العلوم، فالتربية وبالأخص النفسية ذات القيمة العالية هي التي بحثت عنها الآن في طلب استشارتك (وهذا ما كنت أحب أن يكون لك فيه نصيب من العلم) فالاستشارة لا تكون من جراح أو من بيولوجي أو كيميائي، بل تكون من ذوي الاختصاص التربوي النفسي، وهو إما استقاها من علم ودراسة أو تعلمها من مراحل العمر وتجاربها، فاسمحي لي أن أقول لك: من همّش الجانب الأدبي وجعل العلمي هو التفوق فهو لم يعدل في الحكم. وأما طلب الاستشارة في الشق الآخر من استفسارك عزيزتي الكريمة: الزواج هبة من الله تعالى إذا توافق فيهما الدين والخلق، ودائما ما أكرر: إن جنة الدنيا الزواج، بغض النظر عن عمل الزوج (طبيب أو جراح أو عامل أو مدرس...) السعادة الزوجية لا تتحقق إلا برجل يفهم الدين فهما صحيحا ويعامل الزوجة بأخلاق الدين. والزوج الذي تقدم لك وهو طبيب لا يمكن الحكم عليه بالإعدام.. ربما يكون التوافق معه أكثر لأنك تحبين الطب فستكونين ممن يقدر انشغال الزوج في العمل لأنك تعين وتعرفين الانشغال الطبي، وبذلك يكون هناك تكامل أسري أكثر فأنت ذات خبرة تربوية تغطي الأسرة ومتطلباتها، وهناك زوج تحبين عمله فتقدرينه. قبل أن تقرري أيتها العزيزة، عليك بصلاة استخارة ولجوء إلى الله لييسر لك الزوج الصالح المصلح، فهذا أهم من المعيد أو الطبيب، وأسأل الله أن يوفقك وييسر لك السعادة، ولا تنسي أن تطمئنينني عليك . |
المؤهل المتوسط سبب رفض الأهل
المشكله أنا شاب ملتزم والحمد لله، كنت أدرس في معهد كمبيوتر مدته سنتان وكنت أشتغل وأدرس في نفس الوقت، وكنت والحمد لله (مبسوط) وفي آخر فصل من السنة الأخيرة للدبلوم ذهبت مع إحدى أخواتي لكي أسجلها في الجامعة، وعند ذهابنا رأيت (بنت لفتة) انتباهي، وهي فعلاً جميلة وفجأة أتت وكانت تسلم على أختي. وبعدها أنا رأيتها في نفس الأسبوع ثلاث مرات تقريبا لذهابي مع أختي للجامعة وفي يوم من الأيام بعد مرور شهر كنت أفكر في هذه البنت فحاولت أن (أوصل لها) بأي حال من الأحوال لأنها أعجبتني وعندما عرفت اسمها أخذت رقمها من جوال أختي وهي لا تعرف وحاولت الاتصال بها ولكنها لا ترد على أرقام لا تعرفها وعندما أرسلت لها رسالة باسم أختي وقلت لها إني أريدها ضروري فأجابت على الهاتف وعندما سمعت صوتي قلت لها أنا أريد أن أسألك (سؤال) فقط وأريد (جواب صريح) فقلت لها أنا أعجبت (بيكي)، وأحب أن أعرف هل أنت مرتبطة أو لا، فقالت إنها ستقول لأختي (أني) كلمتها ولماذا هي أعطتني الرقم. وفي نفس اليوم أنا كلمت أختي وقلت لها إني أخذت رقم صديقتك وكلمتها وكنت أريد أن أسألها هل هي مرتبطة أو لا وعندها أختي فهمت الموضوع والتقت بصديقتها بالجامعة وقالت لها هذا الكلام وفهمت أن البنت تبادلني بالإعجاب وأخذت أكلمها. وبعد ذلك قالت لي إن والدها لن يقبل بأي أحد يخطبها أو يتزوج بها إلا إذا كان معه شهادة جامعية (بكالوريوس). هي تصغرني بأربع سنوات وهي من بلدي فقلت لها أنت (تريديني وأنا أريدك، ليست معجزة الشهادة) فالتحقت بالجامعة في نفس الجامعة التي تدرس هي بها لكن هذه الجامعة منفصلة الشباب عن البنات لأننا نعيش في مجتمع مكتوم قليلاً وكنت في هذه الفترة الماضية أعمل وأدرس في نفس الوقت فعندما التحقت بالجامعة كان وقت عملي يتعارض مع وقت الجامعة فتركت العمل الذي كنت أعمل به وبحثت عن عمل آخر يناسب وقتي ولكن للأسف براتب أقل بكثير. وبعد مرور أيام أهل البنت عرفوا أنها على علاقة بشاب وبعدها كلمت والدتي بأن تتقدم لخطبة هذه البنت. كانت والدة البنت إيجابية معي وكانت شبه موافقة ولكن الأب عندما عرف بالموضوع سبب مشكلة وقال إنه لن يقبل بي بأي حال من الأحوال. وبقينا نحاول أن نبقى مع بعضنا (وندخل بمشاكل من والدها) وكنت قد طلبتها -طبعاً بموافقة البنت حوالي خمس مرات- وكانت هي التي تقول لي حاول أن تطلبني وعندما عرف والد البنت أني (لا زلت) على علاقة معها حاول أن يمنعها من الدراسة في الجامعة وكانت البنت أمنيتها أن تدرس وتعمل وكانت تقول لي أنا ضائعة بينك وبين أبي لا أدري ماذا أفعل وهي من النوع الضعيف جداً لا تقدر على المشاكل. وأنا يا جماعة إلى يومكم هذا لا أقدر أن أنام ولا أقدر أن أعيش بصراحة وعندما أنام أحياناً أقوم من نومي لا أقدر أن أتنفس بسبب القهر. وفي الفترة الأخيرة لقد أخذ البنت لكي تدرس في الخارج (بعد المحاولة الأخيرة وكان قبل أن تسافر قالت لي أن أحاول وأطلبها ولكن رفض) يقول لي البنت يريدها ابن عمها وهي (تقول لا أحد يريدني) وحاولت أن أنسى البنت ولكن لم أقدر رغم أني لا أعرف عنها (شيء) منذ ستة شهور سوى أني راسلتها عبر الإنترنت وكانت (جداً يائسة) وفاقدة الأمل فقلت لها سأحاول مرة أخرى ورفضت ذلك لأنها خائفة جداً (لأول مرة واستغربت هذا الشيء). يا جماعة أنا كل همي الوصول إلى هدفي وهو أن آخذ هذه البنت وأكمل دراستي..أرجوكم أريد حلاً وجزاكم الله ألف خير. الحل ولدي العزيز ،ليتني كنت ولي أمرها أو حاكم مدينتهم مثلا، إذن لأجبرت والدها على أن يزوجك بها.. فكما يقول المصريون: "على عيني". يا ولدي، دخلت برجلك منطقة ممنوعة بقرار من الليث الحاكم الذي هو الأب وهذا حقه ولا يستطيع أحد أن يجادله في حقه.. وكثرة التفاصيل بكيفية تعرفك عليها عن طريق الجوال أو بعد ذلك لا يغير من الأمر شيئا. وقد أخبرتك البنت بشرط والدها حتى قبل أن تتقدم: هو لن يزوجها شابا بمؤهل متوسط، وقد التحقت بالجامعة لتدرس وتوفي شرط أبيها ولكن هذا جعل من راتبك أقل، مما يعني أنه أثر على مستواك المادي. لا أريد أن أدخل معك في تفاصيل كثيرة.. فالخلاصة يا ولدي أن أباها يراك غير جدير بها. وهى صغيرة: أنت نفسك بين العشرين والخامسة والعشرين فهي أكيد على أكثر تقدير 20 عاما وبالتأكيد أقل. هي صغيرة ولا تملك من أمرها شيئا.. وحتى لو حاولت إدخال عم أو خال في مشكلتها فكل ما يملكونه لك هو الحديث الودي مع أبيها، لكن أبدا ليس إجباره. إن كل أب أو أم يتمنى أن يرى أبناءه في أحسن حال وأفضل ظروف. وواضح أن هذا الوالد يعتبر أن المستوى الثقافي التعليمي هو ما سيرفع ابنته ويعلي من شأنها ولا يجعلها تتدحرج دائما في سلالم المجتمع السفلى أو الدنيا. وأنت بدراستك الجامعية المتأخرة لا تحقق له ما يريد.. فهي ليست شهادة يا ولدي كما تصورت أنت بل هي مستوى حياة وفكر. فمن لم يستطع أو قرر أن يكتفي بالشهادة المتوسطة وبدأ فعلا يعمل بها هو شخص مختلف نفسيا واجتماعيا وفكريا عن آخر كان لا بد له أن ينهي دراسته الجامعية لأن غيرها غير مقبول بالنسبة له. كل ما أستطيع أن أقوله لك: واصل دراستك الجامعية فهي بالتأكيد ستفيدك شخصيا. وواصل محاولاتك للتقدم لها وحاول أن تثبت للرجل أنك ستسعدها وتحافظ عليها، ولا تضغط عليه بأغاني الحب، فمثل هذه الشخصيات يعنيها مصلحة الأبناء أكثر من أغاني محمد عبده ووديع الصافي. |
قرف + ضيق + حب= لخبطة
المشكلة تعرفت على فتاة منذ سنة ونصف في أحد المصائف، كنت حينها مع صديق لي يقف مع فتاة تعرف عليها وجاءت فتاة أخرى لتأخذها؛ لأنهم سوف يرجعون إلى البيت، وحدث كلام بيننا فأعجبني أسلوبها وطريقه تفكيرها، وشعرت أنها الفتاة التي انتظرها. عرفت عنها في هذه المقابلة أنها تسكن خارج القاهرة وأن والدتها منتقبة وأن لهم شقة في القاهرة وأن أخوالها يعيشون هناك. انجذبت إليها وأصررت أن أعرف أي طريقة للاتصال بها فأعطتني البريد الإلكتروني الخاص بها. وفي نفس اليوم قبل أن يرحلوا كان صديقي سيقابل الفتاة التي يعرفها فأصررت أن تأتي هذه الفتاة معها لأراها. وجدت نفسي أهرب منها ولا أريد أن أتكلم معها؛ لأني لا أريد أن أتعلق بها أو تتعلق بي، وكنت قليل الكلام وقتها وتركناهم في ذلك الوقت، وعرفت رقم جوالي وعرفت رقمها. بعد ذلك حدث بيننا مكالمات هاتفية وطلبت منها أن نكون أصدقاء فقط؛ لأني لا أفكر في الزواج الآن، ولكن هي رفضت ذلك تمامًا وقالت لي إنها لن تكلمني بعد ذلك؛ لأنها عمرها ما تعرفت عليّ شاب وكلمته ولا تربت عليّ ذلك. وأنا أيضًا عمري ما كلمت فتاة في الهاتف وعندي فكرة دائمًا أن ذلك خطأ وهي أيضًا. وجدت نفسي أوافق؛ لأني وجدت فيها الفتاة المحترمة المتدينة تحفظ أجزاء من القرآن، وهي أيضًا وجدت في الشاب الملتزم المحافظ في كلامه فتعلقت بي وتعلقت بها. في خلال هذه الفترة لم أرها إلا أقل من ستة مرات، ولكن في كل مرة كنت لا أشعر في الرغبة في المقابلة، ولكن كنت أذهب وكان في أماكن عامة. في بداية تعارفنا حاولت أن أتركها مرتين لشكي بها وخوفي من أن تكون بنت سيئة؛ لأني لا أعرف شيئًا عن بلدها ولا جامعتها ولا أهلها ولا ماضيها، وفي نفس الوقت أشعر أن شكلها ملفت وفي المرتين كانت تبكي وتقول إني أظلمها وعمر ما أحد جرحها هكذا كما أفعل، وأرجع مرة أخرى أثق بها، وكنت أسألها أسئلة غريبة عن تفاصيل بيتها لأستكشف مستواهم مثلاً عندكم سجاد في البيت شكل المطبخ الشقة، وهكذا... هي متعلقة بي بشدة ونفسها تسعدني وتحل لي مشاكلي وترضيني وترضي الله. في بداية علاقتنا كنت أشعر أحيانًا بأنها لا تجذبني، وأشعر بالرغبة في البعد عنها، ولكن في كل مرة هي تتمسك بي وتقول لي إن أنا سأضيعها من يدي بدون أسباب حقيقية. بعد استمرار علاقتنا فترة ذهب عني الشك بهذه الطريقة. في خلال علاقتنا كنت أشعر طول الوقت بحمل ثقيل وغير ذلك كنت دائم التفكير في أهلها ومكان عيشها والمجتمع المحيط ودائمًا كانت تسيطر عليّ الأفكار السلبية وفي نفس الوقت أنا أرى فيها الراحة من مشاكلي وحبها الشديد لي والحنان وأحس براحة عندما أتكلم معها أو أراها أشعر أنها تفيقني مما أنا فيه وأشعر أنها مثلي في أشياء كثيرة ودائمًا لا أرغب في أن أجرحها وأريد أن أسعدها. كنت عرفت منها من فترة أنهم لا يملكون شقة في القاهرة كما قالت لي، وعندما سألتها لماذا كذبت قالت لي إنها قالت هذا وقتها لاثنين لا تعرفهما ولم يكن قصدها أنها تكذب علي. بعد فترة شعرت أني سأنفجر من كثرة الحمل فقررت أن أنزل إلى البلد التي تعيش بها. نزلت هناك ووجدت ما كنت أخشى منه مستوى بلدهم أقل منا بكثير.. الشوارع الضيقة غير الممهدة الناس الغلابة. يمكن هما داخل المنزل يكون مستواهم أعلى من ذلك بس هو ده المكان الذي تربت به. صدمت طبعًا وشعرت أني في حلم وفقت منه ماذا سأفعل أتركها بعد كل هذه الوعود والأحلام؟ ولكن هي بنت كويسة وتحبني ولن أجد مثلها مرة أخرى وغير ذلك هي انتظرت سنة ونصف وترفض من يتقدم لها وممكن يكونوا أحسن مني ماذا سأفعل؟؟ رجعت إلى البيت والدنيا سوداء في عيني وظللت أبكي هل سأتركها؟؟ قررت أن أحكي لوالدتي لكي أخفف الحمل وأجد مشاركة لأني لم أحكِ لأحد عن هذا الموضوع. والدتي كانت تعرف فقط أني أكلم فتاة، ولكن لا تعرف التفاصيل وكانت دائمًا تسألني ماذا سأفعل، ولكن كنت خائف أحكي لها وغير مستقر وكنت خائف من أن أكون أخطأت الاختيار ومن رأي والدتي ومن أني يمكن أن أجد أفضل من ذلك. كان رأي والدتي أن المكان ليس مشكلة والأهم الفتاة وأهلها. هذا الكلام حدث قبل عيد الأضحى بثلاثة أيام فقط ولم أشعر بالعيد كئيب وحزين لا آكل لا أعرف ماذا أفعل؟ صارحت البنت بما حدث فقالت لي أفعل ما تشاء، لكن ما أعرفه هو أننا أسرة طيبة، وأنا أريد إسعادك وإن لم تكن تريد أن تكمل ما بدأناه فقل لي وسأبتعد عن طريقك وبكت. أنا الآن لا أعرف ماذا أفعل ودائم البكاء هل أنا أحبها فعلاً هل سأكون سعيد إذا ارتطبت بها أنا أكره المكان الذي تعيش به ماذا سأفعل هل حرام علي إذا تركتها الآن؟ هل هذه فعلاً ستكون زوجتي هل نصلح لبعض؟ أنا أشعر أني سأكون قليل وسط إخوتي وأقاربي وأصدقائي إذا رأوا المكان؟ طلبت منها أن نبتعد عن بعض فترة لأفكر في الأمر وبعدها شعرت بأنه لا يمكن أن نرتبط، كلمتني هي بعدها وأخبرتها بذلك وبررت لها بأني لا أعمل الآن وأمامي فترة، بكت وقالت لي أنتظرك! وأنهينا المكالمة ولم أكلمها فترة وبعدها كلمتني وعرفت أنها دخلت المستشفى أربعة أيام وأنها غير قادرة على العيش بدوني، طلبت هي أن أقابلها فوافقت وقابلتها أمس، والله تعبت من هذه المقابلة تحبني بدرجة كبيرة ونفسها تكمل معي في بداية المقابلة كنت ثابتًا على رأي بأن أتركها، ولكن شعرت بأني عديم الإحساس والمشاعر وشعرت بأن الله سينتقم مني في يوم من الأيام بصراحة صعبت عليّ وشعرت بأني يجب أن أكمل معها وهي مش وحشة وأنا اللي ظالمها وهي قالت سوف تحبني مع الوقت إذا لم تكن تحبني الآن. كل ما أفكر في الارتباط والزواج أشعر بقرف وضيق ورغبة في الابتعاد. دائمًا أشعر أن الحياة ستكون مملة وروتينية. هل أكمل معها أم أتركها؟ ما هو الحل؟ وكيف؟؟ أشعر بأني لن أجد حبًّا كهذا في حياتي وإني طماع، وفي نفس الوقت أنا كنت أسعى لأفضل من ذلك ماديًّا واجتماعيًّا، وأخاف ألا أجد ما أبحث عنه أو أن أفعل معها كما أفعل الآن، والله تعبان من داخلي وأبكي من أقل تفكير في الظلم أو أن هي ستعذب لو تركتها أتمنى أن أستيقظ في يوم وأجد أني أعيش في عالم ثان، وأني لم أعرفها أصلاً. الحل أخي الكريم.. رغم أن رسالتك طويلة ومليئة بالتفاصيل، بل والتناقضات أحيانًا فإن هناك بعض العبارات "الفسفورية" التي لا تستطيع العين تجاهلها لخطورتها وأهميتها في اتخاذك لقرارك. من هذه العبارات: (أنا كل ما أفكر في الارتباط والزواج أشعر بقرف وضيق)، وكذلك: (بصراحة صعبت علي) يستحيل أن ينجح أي زواج بهذه الروح!! تتزوج من فتاة مضطرًّا (لأنها صعبت عليك)، وتشعر وأنت تساق لهذا الأمر (بالقرف والضيق)!! ما الذي يضطرك لهذا؟! تعالى نحلل الأسباب: 1 - تقول (لن تجد مثلها مرة أخرى).. هذا خطأ!! فهذا الحب الملتهب الذي تشعر به، الفتاة تجاهك لن يستمر على نفس الدرجة من الاشتعال بعد الزواج، فالفتاة عندما تجد عريسًا مثلك تستميت في التمسك به، ولكن يختلف الأمر كثيرًا، بعد الزواج عندما يسقط العصفور في الأسر، ليس هذا لخبث في نفسها ولكن هذا هو طبع البشر.. وخاصة إذا وجدت نفسها تعيش مع زوج (قرفان) (مستعلي عليها وعلى أهلها). 2 - تقول (إن الله سينتقم مني).. لماذا ينتقم الله منك؟ إن كنت تتصور أنه سينتقم منك عن العلاقة غير الشرعية التي ربطتك بالفتاة هذه الفترة، فالحل ببساطة هو التوبة والندم. وإن كنت تتصور أنه سينتقم لأنك انفصلت عنها دون سبب، فهذا غير صحيح.. أنت انفصلت لسبب محترم جدًّا، وهو عدم التكافؤ الذي اكتشفته بمرور الوقت.. الله سبحانه وتعالى شرع فسخ الخطبة، بل وشرع الطلاق إن كان هناك سبب موضوعي، فالإنسان ليس مضطرًّا أن يعيش مع شريكة لحياته مضطرًّا لمجرد أنه وعدها، ثم اكتشف عدم التكافؤ بينهما، ثم إنك إن كنت تخشى انتقام الله بسبب فسخ وعدك، ألا تخشى انتقامه بعد زواجك منها عند تسيء معاملتها بسبب عدم رضاك عن الزواج منها. 3 - تقول (إنها مش قادرة تعيش من غيرك) وأنها دخلت المستشفى أربعة أيام بسببك.. وأقول لك يا أخي.. لا يوجد أحد في الكرة الأرضية لا يستطيع العيش بدون أحد، ولو كان هذا لمات كل الصحابة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وبما يمر الإنسان بفترة تعب وعذاب بعد الفراق، ولكنه يعيش.. وهذا التعب والعذاب -رغم قسوته- فإنه أهون كثيرًا من عذاب زواج فاشل.. لا يوجد مبرر يضطرك للزواج من فتاة غير مكافئة لك، ليس صحيحًا أنك لن تجد مثلها، وليس صحيحًا أن الله سينتقم منك، وليس صحيحًا أنها ستموت بدونك.. المبرر الوحيد الذي يدفعك للزواج بهذه الفتاة هو أن تشعر من داخلك، وبدون ضغط من أحد، أو إلحاح من دموعها.. أنك متمسك بها، وأن الفارق الاجتماعي بينكما لا يعني لك شيئًا، وأنك -من أعماقك- (لا تشعر أنك قليل وسط إخواتك وأقاربك إذا رأوا المكان).. عندما تشعر بهذا من داخلك تزوجها، وإن لم تشعر به فلا داعي أن تظلها أو تظلم نفسك.. وأخيرًا.. لا تنسَ الدعاء واستخارة الله عز وجل. |
من لا يحِبُّ ولا يُحَبُّ: ليس منا!
المشكلة مشكلتي وأعتبرها مشكلة محرجة جدا لفتاة متدينة أو لأي فتاة على وجه العموم ليست مشكلة فجائية، وإنما لازمتني طوال سنين حياتي، ولكنى الآن لم أعد أستطيع التحمل أنا فتاة في الـ18 أستطيع أن أقول إني أعرف الله وأحبه ولا أتمنى إلا رضاه تدينت كمعظم فتيات جيلي في المدرسة الثانوية، وارتديت الحجاب وأحببت الله وبدأت أعرف مشاعر جميلة لم أعرفها من قبل ألا وهي حب والله وحلاوة الإيمان. مشكلتي أني خجولة جدا وليس لدي أي ثقة بنفسي وأشعر دائما أن منظري غريب (رغم أني فتاة عادية)، وأن كل الناس تنظر إلي، أشعر بالضيق الشديد لذلك، وكنت أبكي لأبسط الأسباب عند أقل شعور بالحرج، وكذلك أشعر أني بلهاء تماما إذا ما مدحني أحد كمعظم الخجولين كنت متفوقة في دراستي، ورغم أني كليتي لا تعتبر من كليات القمة لكنها كلية علمية أحبها وأحترمها.. مشكلتي أني أريد أن أحب، خجولة أن أقول لكم هذا صراحة، ولكني أريد أن أحب وأحب - يحبني أحد- منذ الصف الثالث الإعدادي وأنا أتمنى هذا كنت في مدرسة مختلطة، وكان هناك أحد الطلبة الذي يهتم بي، وأستطيع أن أقول "زيادة شوية" ولأننا نحن الفتيات بالحاسة السادسة شعرت باهتمامه بي لكني خفت وأخبرت أخي فقال لي أن أبتعد عنه -رغم أننا كنا أطفالا وكان كل ما يفعله زميلي هذا هو إلقاء النكت علي لأضحك أنا دون غيري- وبالفعل جلست في مكان آخر وبدأت أعامله بفتور ثم انتهت الفترة الإعدادية وانتهت المشكلة. عائلتي كلها أولاد، اثنان فقط أكبر مني والآخرون أصغر في السن جربت على كل واحد منهم مشاعر الحب في نفسي طبعا يعني أتصور أني أحبه وأتخيله زوجي، وكيف كنا سنخطط لحياتنا، وهكذا، ثم أتصور الثاني كلعبة ليس أكثر وكبرنا ولأننا قريبان "أوى" من بعض "زي الأخوات بنحكي" لبعض كل حاجة فكان أحدهم يحكي لي كيف أنه يحب فتاة معه في الجامعة ويتمنى لو يتزوجها وهكذا، ولاحظت أني من خلال هذه الحكايات لا أشعر بأي غيرة بل إني قد أنصحه ماذا يتصرف مثلا أو أنها موافقة تخبر أمها أو إذا لم تكن جيدة يبتعد عنها. أحد أولاد خالي الاثنين الآن قد خطب وقد سعدت جدا -وكانت زميلته في الجامعة- أما الآخر والذي أشعر أني أحبه فلم يخطب بعد فما زال يدرس أتمنى لو أنه يلتفت لي، أشعر أنه يحبني لكن كأخته ليس أكثر، لكني عندما أكون معه أتمنى أن ينظر إلي "ويعبرنى" وبالطبع لا يفعل فأشعر بالضيق فيسألني ماذا بي؟ فأشعر بالضيق أكثر -أكون معه لا تعني خلوة ولكن أعني أن أكون في زيارة لبيت خالي مثلا-. ولو كانت هذه مشكلتي لقلت إنها مشكلة عادية وستنتهي.. المشكلة أني لا أعرف حقا كيف هو الحب فقد أخبرني -ذلك الذي أحبه- ذات مرة أنه يحب فتاة أيضا ولم أشعر بأي مشاعر غيرة أو ضيق، بل العكس ثم بدأ الأمر يأخذ طابعا جنونيا فأي زميل في الجامعة ينظر لي -ولا أقول يحدق- أعتبره يحبني بل أتمنى ذلك. المشكلة المضحكة أنى عندما أواجه نفسي أشعر كأني في هذه الفترة مثلا أحب 5 في نفس الوقت ولا يوجد أي تعارض -أي جنون هذا-؟. ولو كانت لدينا أي مناسبة وأعرف أن هناك شخصا سيحضر لا يعرفني أرتدي أفضل ثيابي وأتمنى أن أكون أجمل، أعرف أن هذا كل ليس حبا، ولكن متى يأتي الحب وكيف أعرف أنه هو؟ وكيف أستطيع التوقف عن هذه العادة القبيحة، وهي أن أي فتى ينظر لي أشعر أنه يحبني أريد أن أتصرف بشكل طبيعي أشعر أني أحب الحب نفسه لا الشخص ولكن ماذا أفعل؟ وبالنسبة لموضوع الخجل فقد مرت علي فترة تمنيت لو ارتديت النقاب لإرضاء الله، وكنا في رمضان الماضي عندما اشتريت واحدا وبدأت فعلا في ارتدائه وتجربته داخل المنزل وأعجبني كثيرا وشعرت أني سأكون به مختلفة ليس فقط إرضاء لله وإنما تغلبا على مسألة الخجل لكن أمي رفضت رفضا تاما، وأنا الآن أسأل نفسي هل كنت أريده فعلا إرضاء لله وإنما لأختبئ خلفه من نظرات الناس؟ ما زلت أتمنى أن أرتديه ولا يسبب لي أي مشكلة في الدراسة وخاصة أن لدينا أكثر من معيدة منتقية.. الحل الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك.. أحييك على تدينك والتزامك، وأستغرب في نفس الوقت فكرتك عن التدين والالتزام فأنت تقولين في التقديم لمشكلتك إنك تعتبرينها "مشكلة محرجة جدا لفتاة متدينة أو لأي فتاة" -محترمة طبعا-، وكأن المفهوم القابع في خلفية ذهنك الصغير هو أن الفتاة المتدينة أو المحترمة هي الفتاة التي لا تحب! أو أن هناك تعارضا بين أن تكونَ الفتاة متدينة وأن تحب!، وهذا ليس صحيحا يا ابنتي بل المتدينة هي التي إذا أحبت صلحَ سلوكها المبني على ذلك الحب، فعندما يصلح الحب يصلح السلوك!، وذلك لأنها أحست بمسئولية التكليف، واقرئي أيضًا عن الحب والالتزام والمفاهيم المغلوطة . والتكليف يا ابنتي يرتبط بالسلوك وليس بالمشاعر، ولعلني أفسر لك الفكرة بكلمات أبسط، فمشاعرك كفتاة طبيعية هي أن ترغبي في أن تكوني جميلة ومحبوبة، ويمكن أن يميل قلبك ليوجه مشاعرك باتجاه شخصٍ معين أو ربما أكثر من شخص (وليس هذا جنونا ما دامت كلها مشاعر)، ويمكن أن تتخيلي نفسك، وقد ارتبطت بهذا أو بذاك، وأن يمتلئ جزءٌ من أحلام اليقظة لديك بأيّ محتوى من التخيلات المناسبة لذلك، وطبيعي أن ترغبي في أن تظهري جميلة بعين من تنشغلين به، وأن تستعدي لذلك، كل هذا طبيعي يا ابنتي، وأنت تنتقلين من براءة الطفولة إلى حيوية الشباب، كل هذا يا ابنتي ما دام واقعا في نطاق المشاعر والنشاط الذهني ولا يتعداه إلى سلوك البنت الظاهر كله طبيعي، وليس حراما؛ لأنه لا ينتمي إلى ما يختص به التكليف. فالتكليف يا ابنتي أمرٌ يتعلق بالسلوك أي كيف تتصرفين، وفي حالتك كيف تتصرفين بناء على مشاعر غريزية طبيعية لا يد لك فيها، ولا أجد في سطورك تصرفات تزيد عن العادي والمتوقع، وإنما أجد ما يذكرني بصويحبات استشارات من بناتنا منهن صاحبة مشكلة أحبيه لا عيب، ولكن.. وأيضًا صاحبة مشكلة القلب الطاهر ينبضُ: حبا وطهرا. يبقى لنا الحديث معك يا ابنتي عن ما هو الحب أو عن سيكولوجية الحب، ومتى يأتي وكيف أتصرف وردي عليك هو أن أحيلك إلى رد الزميلة المستشارة فيروز عمر بعنوان في مواجهة عملاق الحب.. كيف أتصرف؟ وأما مفهومك عن الخجل والحجاب والنقاب فيدفعنا إلى التساؤل عن موضوع ذلك الخجل، من أي شيء تخجلين أصلا؟ هل هو خجل من أفكارك ومشاعرك؟ أو هو خجل من سلوكٍ معين تسلكينه؟ أو هو خجل من جسدك كأنثى؟ فإذا كانت الأولى فليس ذلك من الخجل الذي يقيك منه الحجاب أو النقاب، وإنما هو خجل بينك وبين نفسك، وأما إن كانت الثانية فإن ما وصفت لنا من سلوكيات ليس فيه ما يستدعي الخجل، وتبقى لنا الثالثة وهي أنك تخجلين من جسدك وهنا أقول لك إن خجل البنت من ظهور جسدها أو مفاتنه هو خجل طبيعي، وعندما تخفين مفاتن جسدك عند الظهور على غير محارمك محتمية بما يقدمه لك الحجاب أو النقاب فأنت بنت ملتزمة طبيعية الفطرة، وليس في الأمر ما يستدعي أن توسوسي بالتساؤل عن رغبتك في ارتداء النقاب (هل كنت أريده فعلا إرضاء لله وإنما لأختبئ خلفه من نظرات الناس؟). أحسب يا صغيرتي أنك تعطين الأمور أكثر من حقها في التفكير والتحليل والتساؤلات، وببساطة ليس الحب كشعور عيبا ولا حراما ومن لا يحبُّ ولا يُحبُّ ليس هو الإنسان السوي، ولكنني في نفس الوقت أخشى أن يكونَ انشغالك بهذا الأمر أو غيره متعديا حدوده الطبيعية، والفيصل هنا هو تأثير ذلك على أدائك الدراسي وعلاقاتك بالناس ومنهم أسرتك وعائلتك وجيرانك وصديقاتك، فإن كنت طيبة الأداء فيما يجب عليك أداؤه فلا تقلقي، وإن كان غير ذلك فتابعينا وأهلا وسهلا بك دائما |
أعشقه ولكن ..نسيته!!
المشكلة أنا فتاة في العشرينيات، أمر بأزمة عاطفية هي أشبه بالعاصفة، قلبي يهوى شخصا فوق الهوى وفوق الولوع، لكني لا أعرف إذا ما كان يبادلني نفس الإحساس أم لا. أنا لم أخبره بحبي له، لكنه يعرف أني أموت في حبه. فجأة قلبي نسيه، والسبب مجهول!! فما الحل؟ الحل هل تتوقعين مني إجابة؟ ما تقولينه أشبه بالأحجية!! كيف تحبينه بولع شديد دون أن يبادلك هو الحب؟ وكيف تظنين أنه يعرف أنك تحبينه كل هذا الحب دون أن تخبريه؟ ونأتي إلى النهاية وهو نسيان قلبك المفاجئ له!! إذن ما المشكلة التي تريدين لها حلا؟! هل تعتبرين توقفك عن حبه مشكلة؟ وكيف يكون انتهاء حبه من قلبك أزمة عاطفية بالنسبة لك؟! هداك الله وإيانا، ما كان ضرك لو زودتني ببعض التفاصيل كي أستنير. سأجيبك على ما أفترضه أنا أنه سؤالك، وإن جانبني الصواب فتابعيني.. لنتحدث بمسلمات الحب ونقول: لا حب دون تفاعل وتبادل, بمعنى: أن الحب من طرف واحد ليس حبا؛ بل هو هوى من أهواء النفس، وأحيانا هوى بفكرة الحب نفسها, فالآهات والمعاناة العاطفية لها جاذبيتها، فهي تسمح للفرد بالتعبير عن حزنه المخزون من الخبرات المختلفة التي لا يسهل عليه التعبير عنها بالإضافة إلى ما تشغله من وقت. كي تصفي مشاعرك بحب يجب أن تعتمد هذه المشاعر على تفاعل مباشر مع الطرف الآخر بأفكاره وسلوكه وإيجابياته وعيوبه لا بمظهره الخارجي، أو ما نظن أننا نعرفه عنه أو ما هو مسلَّم به. لا يوجد حب دون تبادل هذا التفاعل والمعرفة والاهتمام. لن أكون مثالية فأقول بنفس الدرجة، ولكن واقعية وأصر على أن يكون من نفس النوع, فالاهتمام أنواع كما تعلمين. المسلمة الثانية تقتضي المصارحة والوضوح في التعبير عن الاهتمام والمشاعر، فلا تفترضي جدلا أنه يعرف أنك تحبينه، فمن أين سيأتي بمثل هذه المعرفة ولو فرضنا أنك تظهرين له الاهتمام؟ ولا أعرف ما نوع العلاقة بينكما، هل هو أستاذك؟ زميلك في العمل أو الدراسة؟ قريبك؟ جارك؟ كلها رتب اجتماعية تسمح لك بالاهتمام بالشخص دون أن يعني ذلك علاقة عاطفية بل مجرد علاقة اجتماعية فيها مجاملات مهذبة، ولكن ليست بالضرورة حبا. توقفك المفاجئ عن حبه أكبر دليل على أنه لم يكن حبا حقيقيا؛ بل مجرد افتتان أو إعجاب من طرفك, وتوقفه بالتأكيد لم يحصل فجأة كما تظنين إلا إن كنت قد عرفت عنه ما يشين، أو تعبت من محاولة لفت انتباهه وهو سادر في انشغاله. ابحثي قليلا بتركيز وستجدين سبب تغير مشاعرك في داخلك. ما تشعرين به هو الفراغ الذي تركته فكرة انشغالك به, والطاقة التي كنت تصرفينها بانشغالك بفكرة الحب التي تحتارين في كيفية تصريفها، وهكذا أرى أن سبب معاناتك هو شعورك بالفراغ، وهو شعور مؤلم بالفعل يشبه شعورك بانعدام التوازن بعد الانتهاء من الامتحانات، فأنت مرتاحة من جهة وتشعرين بالفراغ بعد طول انشغال من جهة ثانية. ابحثي عزيزتي لنفسك عن هدف حقيقي يستثمر وقتك وفكرك, ومن الطرائف حول الحب ما تجدينه في الرابط في نهاية الاستشارة حول دراسة في إيطاليا عن الحب، وأنت تعرفين الصورة النمطية الشهيرة بأن الإيطاليين شعب عاطفي. |
وسواس قهري في الصلاة علاج سلوكي
المشكلة بدأت المشكلة عندما كنت أصلي في الحرم وفجأة انتابني شعور غريب... لقد شعرت بأني أريد الضحك على صوت الإمام وقراءته .. يا ألله إنه أمر غريب ومخيف كيف يحدث هذا وأنا أصلي، المهم حاولت جهدي بأن لا أضحك وأكملت الصلاة، ولكني أعدتها فيما بعد.. بعد ذلك أصبحت هذه الحالة (الشعور بالضحك) تأتيني بكثرة كلما أردت الصلاة، فبمجرد أن أكبر تتسلط علي المواقف والحوادث المضحكة التي مرت بي وأحياناً لا يكون هناك ما يستدعي الضحك.. المهم في كل مرة يأتيني هذا الشعور أحاول جهدي في تجاهل ما يدور بذهني وأحبس نفسي كي لا يظهر أي صوت وعندما أعود للتنفس أشعر بأني قد ضحكت.. أحيانا أقطع الصلاة وأبدأ من جديد وأحيانا أكمل وكأن شيئاً لم يحدث. ولد هذا الشعور (الشعور بالضحك) إحساساً بالخوف والقلق كلما أردت أن أصلي. سؤالي: كيف السبيل إلى العلاج؟ وهل صلاتي صحيحة ومقبولة؟ فهي أول ما سيحاسبني عليه ربي سبحانه جل في علاه. أعاني من وسواس قي النية كلما أردت أن أصلي فإنني لا أستطيع أن أصلي الفرض إلا إذا صليت نافلة قبله لذا أصبحت أصلي سنة الوضوء بالإضافة للسنن الرواتب ثم أصلي الفرض وأحياناً يأتيني الوسواس بعد الانتهاء من الصلاة وفي كل الأحوال أحاول تجاهل كل ما يمر بي، ولكن أحيانا أحس شيئاً ما بي بداخلي يستجيب لهذا الوسواس (مثلا: أقول سأجعله نافلة). كيف السبيل إلى العلاج؟ وهل صلاتي صحيحة؟ جزاكم الله خيرا وأعتذر عن الإطالة الحل الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك على صفحتنا مشاكل وحلول وشكرا على ثقتك.. اعلمي أن الله تعالى يحاسبنا عما نفعل فقط وليس ما نفكر فيه ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت، وانظري إلى لطف الله وإحسانه تعالى بأنه لا يعذب إلا بما يملك الشخص دفعه، ومريض الوسواس القهري لا يملك دفع تلك الأفكار؛ لأنه مجبور عليها مقهور بها، وأنه لا يكلف الله أحدا فوق طاقته، وذلك عندما قال سبحانه: {لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (284) سورة البقرة هنا يخبر الله تعالى أن له ملك السماوات والأرض وما فيهن وما بينهن وأنه مطلع على ما فيهن. لا تخفى عليه الظواهر ولا السرائر ولا الضمائر، وإن دقت وخفيت وإن حاسب وسأل ولكن لا يعذب إلا بما يملك الشخص دفعه، وقد روى الإمام أحمد عن أبي هريرة أنه لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتد ذلك على أصحاب الرسول (صلى الله عليه وسلم) وجثوا على الركب وقالوا يا رسول الله كلفنا من الأعمال ما نطيق الصلاة والصيام والجهاد والصدقة. وقد أنزلت عليك هذه الآية ولا نطيقها. فأمرهم النبي عليه الصلاة والسلام أن يقولوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير . فلما أقر بها القوم ونطقت بها ألسنتهم نسخ الله الآية الأولى وأنزل قوله تعالى: «لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت» [البقرة:286]. وفى الصحيحين: "إذا هم عبدي بسيئة فلا تكتبوها عليه، فإن عملها فاكتبوها سيئة، وإذا هم بحسنة فلم يفعلها فاكتبوها حسنة، فإن فعلها فاكتبوها عشرا"، كما روى مسلم في صحيحه عن عبد الله قال: سئل رسول الله صلى الله عليه عن الوسوسة قال: "تلك صريح الإيمان" أي إن كراهية الوسوسة هي دليل الإيمان بالله تعالى، وتأكدي أن الله لا يعذب إلا بما يملك الشخص دفعه وأنت لا تملكين دفع تلك الأفكار، وقد روى الإمام أحمد بسنده إلى ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني لأحدث نفسي بالشيء لأن آخر من السماء أحب إلي من أن أتكلم به قال: "الله أكبر الله أكبر الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقياسا على ذلك أقول لك نعم صلاتك إن شاء الله صحيحة؛ لأنك لا تملكين دفع فكرة أو شعور أنك تضحكين أو ستضحكين أو أنك ربما ضحكت، لكن عليك أن تسمي الأشياء بمسمياتها الحقيقية، فما تعانين منه الآن اسمه مرض الوسواس القهري ولا بد أن تدركي وتفهمي أن هذا الشعور ما هو إلا شعور كاذب لا علاقة له بالواقع. ولكن عليك لكي يكونَ كلامنا شرعيا أن تتعاملي مع الداء الذي أصابك بطلب العلاج منه واقرئي في ذلك مسلم يعاني من الوسواس القهري: ماذا عن العلاج؟، والعلاج يكونُ بأن تعرضي نفسك على طبيب نفسي يستطيع تقديم العلاج السلوكي المعرفي اللازم إضافة إلى العلاج العقاري، وتذكري دائما أن الهدف من العلاج هو السيطرة على ردود أفعالك وليس السيطرة على الأفكار والاندفاعات القهرية نفسها. وبدايةً مرني نفسك علي أن تقولي :- - أنا لا أعتقد أنني أنا التي تضحك أو ستضحك في الصلاة إنه الوسواس القهري - أنا لا أعتقد أنني أنا التي تخطئ في النية إنه الوسواس القهري - أنا لا أعتقد أنني أنا التي تقول سأجعله نافلة أبدًا إنه الوسواس القهري - أنا لدي دافع قوي قهري لكي أفعل كل ذلك. وكرري ذلك مرات ومرات واكتبي ذلك عشرين (20) مرة يوميا. وتذكري أيضًا نصائحي السلوكية التالية: - لا تفعلي ما يطلبه منك مرض الوسواس القهري حتى لو هُدَّت الدنيا. - لا تكرري الصلاة... استغرقي في نشاط آخر، وأوقفي التكرار والإعادة ... سوف تشعرين بأن القلق يتصاعد ويزيد، اصبري ... مرة بعد أخرى سوف تتعودين على القلق... سوف يقل القلق ثم يبتعد عنك تدريجياً حتى يختفي إن شاء الله. - تأكدي أن الوقت الذي يمضي بين بداية الدافع للتكرار والتفكير في طاعته سوف يجعل هذا الدافع أضعف. ويمكن أن يزول أو يتغير. - عندما تأتيك فكرة أنك ضحكت أو ستضحكين في الصلاة أو أنك لم تخشعي الخشوع السليم .. قولي لنفسك هذه الأفكار ما هي إلا وسواس وهذا الدافع ما هو إلا دافع قهري .. - أمر آخر أود أن أطلعك عليه وهو أنك لا تشكين في النية إلا بعد أن تكون قد نويت النية الصحيحة فعلاً ولأن مخك بسبب مرض الوسواس القهري لم يشعر بأنك قد نويت فإنه يشك، إذن خذيها علامة على ذلك بمعنى ... عند الشك هل نويت نية صحيحة أم لا أو ... أو ... تأكدي أنك قد نويت فعلاً . - حتى لو غلبك الوسواس واستجبت له مرة أو مرتين لا تشنقي نفسك واعلمي أنه كلما قمت بالخطوات السابقة وسلوكك تغير فإن مشاعر الخوف والشك وفعل الخطأ وعدم الثقة بالنفس ستتغير أيضا. - احتفظي بسجل يومي عن العلاج السلوكي .. ارجعي إليه لمعرفة أي سلوك كان ناجحا وساعدك أكثر على النجاح – سجلي النجاح فقط. إذن باختصار عليك مقاومة تلك الدوافع المرضية حتى تبدأ في التراجع والاختفاء وذلك من خلال قراءة النصوص الشرعية الصحيحة التي ذكرنا لك هنا بعضها، وأما بقيتها وكذلك كثير من خطوات العلاج السلوكي سنحيلك إليها على موقع مجانين: وسواس الوضوء والصلاة والصيام هل هو قهري؟ وساوس دينية شديدة جدا -عند الالتزام بالعلاج العقاري، والانتظام على مواعيده سوف يكون من السهل عليك جداً تنفيذ كل التعليمات السابقة مع التأكيد المتكرر أن علاج الوسواس الدوائي لا يسبب إدمان أو تعود أو أي أضرار للمخ كما يقول العامة، ولك منا كل الأمنيات بالشفاء والخشوع في الصلاة إن شاء الله |
نفسي وأهلي.. من أرضي حين أختار؟
المشكلة السادة الفضلاء لكم في رقبتي حق وشكر واجب ودائم.. فكم من مشكلة أبكت عيني وآلمتني وحيدا وأقرأ شبهها عندكم فيطمئن قلبي وأعود إلى الحياة فأراها بشكل مختلف تماما. مشكلتي الآن قرأت مثيلاتها عندكم بالفعل ولكني أريد منكم الرأي والمشورة.. أنا شاب ملتزم واقعيا وفكريا، نشأت في أسرة ملتزمة أيضا بنفس الفكر، بالنسبة لموضوع الزواج كانت رؤيتي له كالتالي وهو أن ترى أمي وأخواتي من تحلو لهن ثم يبلغنني، ولم يكن لدي أي شروط في موضوع الشكل وخلافه بل شروطي كانت تنحصر في الالتزام، وبعد أن يصبح لديهن خيارات تكون بعدها رؤيتي أنا.. واستمر الحال هكذا ولم أوفق. بعض الأسباب تكررت بشكل مضحك ألا وأني كلما رأيت واحدة وحينما أصلي استخارة وأستريح نفاجأ بأنها قد ارتبطت بخطبة في نفس اليوم أو اليوم السابق، المهم أني رأيت بنتا في العمل عندي ومع أني كنت معترضا على أن تكون زوجتي تعمل أو خاضت مجال العمل، إلا أنني رأيت في هذه الفتاة ما يميزها حقا ولكني لم أتخيلها كزوجة حتى إننا في العمل لعام كامل لم أكن أفكر فيها تماما ولن أطيل. فاتحتهم في المنزل عليها ونقلت لهم الصورة بكل صدق وشفافية: أولا : هي لا تحمل نفس الفكر ثانيا : هي تعمل ثالثا: هي أكبر بما يقارب العامين ولكني أوافق عليها بشدة وصليت استخارة ورأيت ما يؤكد موقفي ويريح قلبي لها أكثر وأكثر، وجاءت أختي لتراها وقالت إنها ما شاء الله جميلة ولكن أسلوب ملابسها يختلف عنا.. وعلى هذا فقد قلت لهم إن هذا موضوع قابل للتغيير وإنه من السهل استكشاف مثل هذه الأمور في فترة الخطبة، ولكني قوبلت برفض قاطع وأصبح الموضوع حربا. وسؤالهم لي عن البر وعن الطاعة مع أني أرى أن هذه حياتي وأنا الوحيد المتحكم فيها، وكما أن هناك تجربة سابقة تمسكوا هم فيها بموقف الرفض القاطع وكانت المشكلة لديهم في الشكل وكنت أنا متمسكا، ولكني تركت الموضوع من أجلهم. وفي هذه المرة أحس أن الموضوع ليس مسألة تحد أكثر منه مسألة امتهان لشخصيتي ولكرامتي واستخفاف بعقليتي وبمشاعري لأبعد حد، حتى إنهم أحضروا لي ما يشبه مجلس صلح ولكنه من أصدقاء أبي وكان مجلسا هزليا أشبه بمسرحية كل من يشاهدها يعلم نتائجها مسبقا، والآن وبعد هذا المجلس الصوري انتزعوا مني أن أقول لا. أشعر أني لم أعد طبيعيا بأي حال من الأحوال فأنا ما زلت أرى الصواب في موقفي وما زلت متمسكا أيضاَ به، وإخوتي يلومونني أني لم أعد مع أبي وأمي كما كنت من ذي قبل، مع أني أحاول والله وأحضرت لأمي هدية وأشتري لأبي ما يحبه، ولكني أصبحت نسخة ممسوخة مني في الماضي فلا أستطيع أن أهرج وأمزح كما كنت وأصبحت صامتا أغلب الوقت وخارج البيت معظم الوقت. الآن أنا في شك من كل ما يحيط بي، أنا أرى ومتأكد من أن موقفي صواب خصوصا أنهم في مرة من المرات قالوا إنهم نادمون على عدم احترام موقفي في المرة الأولى وإن قرارهم كان خاطئا، ثم إنني لا أريد أن أكون ضحية لعدم قدرتي على المواجهة والتحدي ثم أظل بقية حياتي ناقما على أهلي ونادما على أنني فقدت من رأيت فيها شريكة الحياة. سؤالي هو: هل أنا على صواب فيما أحاول أن أصل إليه؟ إن لم أكن على صواب فكيف أزيل هذه المشاعر المسيطرة علي؟ إن كنت على صواب وأظن أنكم توافقونني على هذا خصوصا بعد القراءات فيما يشابه حالاتي فماذا أفعل؟ أريد خطوات عملية. وأيضا هل لو أدى الموضوع إلى تحد فما رأيكم ؟ وإن كان هناك ترك للبيت مثلا ؟ وماذا وماذا ألف سؤال يحلق في سمائي ولكني أعود فأشكركم على سعة صدركم لمن في حالي ورغبتي في رسالة موجهة للآباء حتى يكفوا عن التدخل الذي لا يجيزه الشرع في حياة أبنائهم وعدم التمسك بنصوص وترك نصوص أخرى تؤكد أن للأبناء الحرية في اتخاذ قراراتهم. وجزاكم الله خيرا. الحل تقول أ.سلمى عبده من فريق الحلول: أهلا بك يا مرة أخرى فقد سعدت بك عبر خدمة فضفضة، وها أنا ذا ألقاك ثانية لنكمل ما بدأناه. كلنا يدرك يا أخي أن عالم الملتزمين ممتلئ بمن هم في مثل حالتك وأصبحت قصتك قصة مكررة بشكل يدعو للأسى. ذلك لأن أغلب الملتزمين انحسر دورهم في التوجيه والتلقين ودرء المفاسد بالمنع ظنا أنهم بذلك اختصروا طريق النجاح والصلاح لأولادهم!! ونسوا أن الكفاءة.. والشخصية الناضجة.. والقدرة المستقبلية..تأتي بممارسة المهارات وتكتسب بالتجربة والخطأ وإمكانية الاختيار. فأصبحت الثقة بالنفس واهنة.. وقوة الابتكار والإبداع عاجزة مشلولة.. وأملي أن يعلم الآباء والأمهات حقيقة دورهم وأن تتسع صدورهم بعد أن سلحوا أولادهم بالعلم والفهم والتقوى لسماع أبنائهم ولمنحهم الفرصة للالتحام بالحياة دون مصادرة لآرائهم أو تقرير لمصائرهم. أما أنت فأنت كبير بما يكفي لتبدأ في تنمية ذاتك وبناء شخصيتك وثقتك بنفسك ـ مستخدما ما زرعه فيك أبواك ـ حتى تصبح قادرا على المواجهة والتحدي. تعرف على حدودك وإمكاناتك فإذا عرفت من أنت.. فستعرف ماذا تريد ، وستكون لديك الحجة لتقنع من حولك به. ارسم صورة ذهنية إيجابية جديدة لنفسك وتأكد أنك تملك مفاتيح النجاح والثقة وتحتاج فقط لوضعها موضع التجربة. أنت الآن تقاوم أشياء كثيرة في حياتك لأنك لم تتعلم الاعتماد على نفسك والثقة بها لقد تصورت الآن أنه من الضروري الكفاح من أجل الحصول على حقوقك وما يرغب فيه بالقوة وأثمر هذا صراعا بداخلك بين مشاعر البر الحميدة تجاه أبويك ورغبتك الصادقة في استمرار كونك الابن المطيع البار لهما وبين المشاعر السلبية التي تتسلل إليك في كونهما يقفان ضد رغبتك فأدى ذلك إلى صمتك وفتورك بل هروبك.. ونصيحتي لك ألا تكتم المشاعر السلبية تجاه من تحبهم في صدرك فإنها ستنعكس على سلوكك من حيث لا تدري ولكن الحوار الهادئ والمصارحة وطريق التفاهم المتكرر ستؤدي بالتأكيد إلى تغيير أفكارهم وأفكارك تجاههم. وحسبك أن والدك لا يحركهما سوى دوافع الحب والحرص على مصلحتك ودوافع الاعتزاز بك وطلب الأفضل لك ـ في تصورهما على الأقل ـ وكلها دوافع نبيلة حتى إن كانت في غير موضعها. وعليك الآن تحديد ما تريده تماما عن ثقة وحسن تقدير ثم العمل على إقناع والديك باختيارك مؤكدا لهما أنك لن تتنازل أبدا عن موافقتهما وأن طاعتهما أحد أولوياتك الهامة وأن عدم اقتناعهما لا يعني سوى تأجيل سعادتك حتى يتفهما اختيارك ولو بعد حين وتأكد أنهما سيكبران فيك ثقتك بنفسك وحرصك عليهما. المهم ألا يشغلك إثبات ذاتك وقرارك بالمواجهة عن الاستبصار بجميع نواحي ما أنت مقدم عليه. فالحياة الزوجية شبكة متداخلة من العلاقات الاجتماعية والإنسانية ويندر أن يصمد حب أو إعجاب على المدى الطويل لمشاكل اختلاف العادات الاجتماعية والقيم السائدة بين بيئتين متفاوتتين وذلك لأنه امتحان يومي للتوافق والاختلاف حول أمور الحياة اليومية - فكل إنسان هو ابن بيئته مهما حاول أن يتملص من تأثيراتها عليه- واختلاف الهدف في الحياة أيضا من عناصر عدم التوافق فهدفك أنت في الحياة يحتاج منها إلى مزيد من التنازل والتضحية والبذل فكيف ستنتظر منها ذلك إن لم تكن متفهمة له. فأنت تحتاج إلى التعرف إليها بشكل أوضح فإذا توصلت بعد تفكير هادئ واستخارة لله أن الوضع شديد التناقض فمن واجبك أن تعترف بذلك وأن تأخذ قرارك على أساسه وإذا توصلت أنه ليس متفاوتا بهذه الحدة وأن عندها من الخلق الطيب والإيجابيات مما يدعوك للتمسك بها فاستجمع شجاعتك وواجه أهلك بأدب ودون تحد واثبت على رأيك فإن استقر في يقينهم نظرتك العاقلة المستبصرة للأمر فسيسلمون برغبتك في النهاية فهم لم يستهدفوا أصلا سوى سعادتك وهم يعلمون في قرارة أنفسهم أنهم لا يملكون لابنهم الراشد سوى النصيحة والدعاء. أسأل الله أن يوفقك لما فيه الخير وتابعنا بأخبارك. وتقول أ.أميرة بدران من فريق الحلول: سيظل الإنسان مكلفا بتعبئة قواه جميعها لمغالبة مشاكله حتى تزاح من طريقه!! فالرجل لا يلتفت وراءه إلا بمقدار ما يستفيد به في حاضره ليحيا غده بشكل أفضل. أما وقوفك أمام هزائم الأمس واستعادتك لأحزانك وتعثرك بين تفاصيلها فلن يجديك شيئا!! ولعلك اكتشفت من تجربتك مع أهلك اكتشافين أحدهما" غائب عنك" والآخر" واضح لك" . أما الغائب فهو أنت ... نعم أنت فما زالت مساحة شريكة الحياة لديك غير واضحة فلا تحاول الاختباء وراء" وهم "رضا الأهل وبرهم فحتى زميلتك في العمل لا تتوافق معك فكريا وبالتالي ثقافيا وهي تعمل وهذا ما لا ترغبه في زوجتك حتى شكلها الخارجي لا يتناسب معك ضع كل ذلك في إطار اسمه أنك لم تشعر بها عاما كاملا قبل أن تنطلق فكرة ارتباطك بها في رأسك . فإذا تزوجت من أجل أنك لا بد أن تتزوج أو تزوجت من أجل تحدي أهلك أو أي سبب آخر غير أنك وجدت بحق من ترغب في مشاركتها لك حياتك لما تعلمه من حلو الخصال بها وتعي بوضوح عيوبها فلا تتزوج !! لأن حدوث ذلك سيجعلك تقف على رأس طابور من المظالم والأشخاص الذين لن يغفروا لك، أولهم زوجتك وأبناؤك ولقد خاضت كتيبة المستشارين في الصفحة معارك كثيرة من أجل الوصول إلى أهم الوسائل وأهم العوامل التي تساعد الشاب والفتاة من أجل تحقيق اختيار موفق لشريك الحياة فاقرأها مرات ومرات أخي الكريم. أما الثاني: فهم الأهل.. فرغم أننا نعتقد أنهم هم أقرب البشر إلينا فإنه عند الزواج نكتشف أن لديهم ما لم نكن نتوقعه، قد يكون السبب السيطرة ..قد يكون.. اعتقادهم أنهم يرون المصلحة أكثر والأسباب كثيرة إلا أنني أقول يجب أن يكون رأيي الأهل في" ميزان" يجعلك لا تلقي بكل ما يقولون ولا تتوقف عند رأيهم دون حراك دون إرادة وأهمس إليك أخي الكريم وأقول لك لو كانوا يعلمون انك حقا تعلم ما تريد من شريكة الحياة وأنك تريد أن تختار ما فعلوا ما فعلوه، ولا تفهم أو تتصور أنني أشحذك ضدهم ولكن أنت جاوزت السادسة والعشرين من عمرك وتحتل مكانة علمية ومسئول عن تقديم علم ومسئول عن طالبي علم فلا أقل من أن تكون مسئولا عن نفسك مسئولا عن اختيارك. وسأقترح عليك عدة نقاط: .أن تفهم نفسك أولا وتضع يدك علي ما تحب وما تكره حتى تستطيع أن تحدد ما تحب وما لا تحب أن تجده في شريكة الحياة. .أنت الآن في مرحلة الاختيار وأنت فيها تكون حرا تماما أما إذا اخترت فستصبح مسئولا عن اختيارك . . لا تضيق عليك واسعا وحتما ستجد من تكون جديرة بمرافقتك طيلة العمر من بين الأهل والجيران وزميلات العمل والمعارف وفي العمل العام وما شابه ذلك فلا تقلق . .لا تتخيل أن الاختيار أمر شاق أو صعب ولكنه يحتاج لمجهود فهل قرار الارتباط بإنسانة لمدة خمسة عشر عاما على الأقل لا يحتاج منك أن تبذل مجهودا؟! بعد تحديد مواصفات شريكة حياتك عليك أن تتحدث أولا مع الأهل ليس فقط لإعطائهم رأيك ولكن ليعلموا أنك تريد الزواج بشكل جاد وأنك كذلك لديك تصور واضح لما تريد أن تكون عليه شريكتك فإن أرادوا البحث معك فبها ونعمت، وإن لم يستطيعوا فستقوم أنت بتلك المهمة وكل ذلك تحت مظلة الأدب والبر فالله عز وجل شدد علينا أن نبر بأهلنا والبر غير الطاعة فالأمر بالبر وليس الطاعة أي أستطيع أن أقول لا ولكن الأهم كيف أقولها! لا تحزن يا أخي أو يملؤك الغضب من أهلك فقد لا أستطيع أن أدافع عن تصرفاتهم ولكني أستطيع أن أدافع عن حبهم لك وغدا عندما يملأ بيتك الأطفال ستجدك تفعل مثلهم لأنك من وجهة نظرك تريد مصلحتهم وتحبهم.. فهل تفهمني؟ وأخيرا كن قويا ولا تترك الحظ يختار لك أو الأقدار تدبر لك ما قصرت أنت في تدبيره لنفسك!! وأهلا بك دائما |
الساعة الآن 10:31 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
][ ملاحظة: جميع المشاركات تعبر عن رأي الكاتب فقط ولا تمثل راي ادارة المنتدى بالضرورة، نأمل من الجميع الالتزام بقوانين الحوار المحترم ][