منتديات جعلان

منتديات جعلان (http://www.jalaan.com/index.php)
-   جعلان للتربية والتعليم (http://www.jalaan.com/forumdisplay.php?f=11)
-   -   ((( زاد المعاد ))) الأجزاء 1.2.3.4.5 (http://www.jalaan.com/showthread.php?t=10295)

اسير الصحراء 04-30-2006 02:21 PM

فصل في النهي عن التسمية ببعض الأسماء

فصل
وأما النهي عن تسمية الغلام بـ : يسار وأفلح ونجيح ورباح ، فهذا لمعنى آخر قد أشار إليه في الحديث ، وهو قوله : فإنك تقول: أثمت هو؟ فيقال : لا - والله أعلم - هل هذه الزيادة من تمام الحديث المرفوع ، أو مدرجة من قول الصحابي ، وبكل حال فإن هذه الأسماء لما كانت قد توجب تطيراً تكرهه النفوس ، ويصدها عما هي بصدده ، كما إذا قلت لرجل : أعندك يسار ، أو رباح ، أو أفلح ؟ قال : لا، تطيرت أنت وهو من ذلك ، وقد تقطع الطيرة لا سيما على المتطيرين ، فقل من تطير إلا ووقعت به طيرته ، وأصابه طائره ، كما قيل :
تعلم أنه لا طير إلا على متطير فهو الثبور
اقتضت حكمة الشارع ، الرؤوف بأمته ، الرحيم بها ، أن يمنعهم من أسباب توجب لهم سماع المكروه أو وقوعه ، وأن يعدل عنها إلى أسماء تحصل المقصود من غير مفسدة ، هذا أولى ، مع ما ينضاف إلى ذلك من تعليق ضد الإسم عليه ، بأن يسمى يساراً من هو من أعسر الناس ، ونجيحاً من لا نجاح عنده ، ورباحاً من هو من الخاسرين ، فيكون قد وقع في الكذب عليه وعلى الله ، وأمر آخر أيضاً وهو أن يطالب المسمى بمقتضى اسمه ، فلا يوجد عنده ، فيجعل ذلك سبباً لذمه وسبه ، كما قيل :
سموك من جهلهم سديداً والله ما فيك من سداد
أنت الذي كونه فساداً في عالم الكون والفساد
فتوصل الشاعر بهذا الاسم إلى ذم المسمى به . ولي من أبيات :
وسميته صالحاً فاغتدى بضد اسمه في الورى سائراً
وظـن بأن اسمه سـاتـر لأوصـــافه فغــدا شـــــاهراً
وهذا كما أن من المدح ما يكون ذماً وموجباً لسقوط مرتبة الممدوح عند الناس ، فإنه يمدح بما ليس فيه ، فتطالبه النفوس بما مدح به ، وتظنه عنده ، فلا تجده كذلك ، فتنقلب ذماً ، ولو ترك بغير مدح ، لم تحصل له هذه المفسدة ، ويشبه حاله حال من ولي ولاية سيئة ، ثم عزل عنها ، فإنه تنقص مرتبته عما كان عليه قبل الولاية ، وينقص في نفوس الناس عما كان عليه قبلها ، وفي هذا قال القائل :
إذا ما وصفت امرءاً لامرىء فلا تغل في وصفه واقصد
فإنك إن تغل تغل الـــظنـو ن فيه إلى الأمد الأبـــــعـد
فينقص من حيث عظمـته لفضل المغيب عن المشهـــد
وأمر آخر : وهو الظن المسمى واعتقاده في نفسه أنه كذلك ، فيقع في تزكية نفسه وتعظيمها وترفعها على غيره ، وهذا هو المعنى الذي نهى النبي صلى الله عليه وسلم لأجله أن تسمى برة وقال : "لا تزكوا أنفسكم الله أعلم بأهل البر منكم " . وعلى هذا فتكره التسمية بـ : التقي ، والمتقي ، والمطيع ، والطائع ، والراضي ، والمحسن ، والمخلص ، والمنيب ، والرشيد ، والسديد . وأما تسمية الكفار بذلك ، فلا يجوز التمكين منه ، ولا دعاؤهم بشيء من هذه الأسماء ، ولا الإخبار عنهم بها، والله عز وجل يغضب من تسميتهم بذلك .

اسير الصحراء 04-30-2006 02:21 PM

فصل في الكنى

فصل
وأما الكنية فهي نوع تكريم للمكني وتنويه به كما قال الشاعر:
أكنيه حين أناديه لأكرمه ولا ألقبه والسوءة اللقب
وكنى النبي صلى الله عليه وسلم صهيباً بأبي يحيى، وكنى علياً رضي الله عنه بأبي تراب إلى كنيته بأبي الحسن ، وكانت أحب كنيته إليه ، وكنى أخا أنس بن مالك وكان صغيراً دون البلوغ بأبي عمير . وكان هديه صلى الله عليه وسلم تكنية من له ولد، ومن لا ولد له، ولم يثبت عنه أنه نهى عن كنية إلا الكنية بأبي القاسم ، فصح عنه أنه قال :" تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي" فاختلف الناس في ذلك على أربعة أقول : أحدها : أنه لا يجوز التكني بكنيته مطلقاً، سواء أفردها عن اسمه ، أو قرنها به ، وسواء محياه وبعد مماته ، وعمدتهم عموم هذا الحديث الصحيح وإطلاقه ، وحكى البيهقي ذلك عن الشافعي ، قالوا : لأن النهي إنما كان لأن معنى هذه التكنية والتسمية مختصة به صلى الله عليه وسلم ، وقد أشار إلى ذلك بقوله : "والله لا أعطي أحداً، ولا أمنع أحداً، وإنما أنا قاسم ، أضع حيث أمرت " قالوا : ومعلوم أن هذه الصفة ليست على الكمال لغيره . واختلف هؤلاء في جواز تسمية المولود بقاسم ، فأجازه طائفة ، ومنعه آخرون ، والمجيزون نظروا إلى أن العلة عدم مشاركة النبي صلى الله عليه وسلم ، فيما اختص به من الكنية، وهذا غير موجود في الاسم ، والمانعون نظروا إلى أن المعنى الذي نهى عنه في الكنية موجود مثله هنا في الاسم سواء، أو هو أولى بالمنع ، قالوا : وفي قوله : "إنما أنا قاسم " إشعار بهذا الاختصاص. القول الثاني : أن النهي إنما هو عن الجمع بين اسمه وكنيته ، فإذا أفرد أحدهما عن الآخر، فلا بأس . قال أبو داود : باب من رأى أن لا يجمع بينهما ، ثم ذكر حديث أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من تسمى باسمي فلا يتكن بكنيتي ، ومن تكنى بكنيتي فلا يتسم باسمى " ورراه الترمذي وقال : حديث حسن غريب ، وقد رواه الترمذي أيضاً من حديث محمد بن عجلان عن أبي هريرة وقال : حسن صحيح ، ولفظه : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجمع أحد بين اسمه وكنيته ، ويسمى محمداً : أبو القاسم . قال أصحاب هذا القول : فهذا مقيد مفسر لما في الصحيحين ، من نهيه عن التكني بكنيته ، قالوا : ولأن في الجمع بينهما مشاركة في الاختصاص بالاسم والكنية ، فإذا أفرد أحدهما عن الآخر زال الاختصاص. القول الثالث ، جواز الجمع بينهما وهو المنقول عن مالك ، واحتج أصحاب هذا القول بما رواه أبو داود ، والترمذي من حديث محمد بن الحنيفية ، عن علي رضي الله عنه قال : قلت : يا رسول الله إن لي ولد من بعدك أسميه باسمك وأكنيه بكنيتك ؟ قال : "نعم " قال الترمذي: حديث حسن صحيح . وفي سنن أبي داود عن عائشة قالت : جاءت امرأة، إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالت : يا رسول الله إني ولدت غلاماً فسميته محمداً وكنيته أبا القاسم ، فذكر لي أنك تكره ذلك ؟ فقال : "ما الذي أحل اسمي وحرم كنيتي " أو " ما الذي حرم كنيتي وأحل اسمي" قال هؤلاء : وأحاديث المنع منسوخة بهذين الحديثين . القول الرابع : إن التكني بأبي القاسم كان ممنوعاً منه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو جائز بعد وفاته ، قالوا : وسبب النهي إنما كان مختصاً بحياته ، فإنه قد ثبت في الصحيح من حديث أنس قال : نادى رجل بالبقيع : يا أبا القاسم ، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله إني لم أعنك ، إنما دعوت فلاناً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي " قالوا: وحديث علي فيه إشارة إلى ذلك بقوله : إن ولد لي من بعدك ولد، ولم يسأله عمن يولد له في حياته ، ولكن قال علي رضي الله عنه في هذا الحديث : "وكانت رخصة لي " وقد شذ من لا يؤبه لقوله ، فمنع التسمية باسمه صلى الله عليه وسلم قياساً على النهي عن التكني بكنيته ، والصواب أن التسمي باسمه جائز ، والتكني بكنيته ممنوع منه ، والمنع في حياته أشد، والجمع بينهما ممنوع منه ، وحديث عائشة غريب لا يعارض بمثله الحديث الصحيح ، وحديث علي رضي الله عنه في صحته نظر، والترمذي فيه نوع تساهل في الصحيح ، وقد قال علي : إنها رخصة له ، وهذا يدل على بقاء المنع لمن سواه ، والله أعلم .

اسير الصحراء 04-30-2006 02:22 PM

فصل فيما كرهه السلف والخلف من الكنى

فصل
وقد كره قوم من السلف والخلف الكنية بأبي عيسى، وأجازها آخرون ، فروى أبو داود عن زيد بن أسلم أن عمر بن الخطاب ضرب ابنا له يكنى أبا عيسى، وأن المغيرة بن شعبة تكنى بأبي عيسى، فقال له عمر : أما يكفيك أن تكنى بأبي عبد الله ؟ فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كناني ، فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غفر له من ذنبه وما تأخر، وإنا لفي جلجتنا فلم يزل يكني بأبي عبد الله حتى هلك .
وقد كنى عائشة بأم عبد الله، وكان لنسائه أيضاً كنى كأم حبيبة ، وأم سلمة .

اسير الصحراء 04-30-2006 02:23 PM

فصل في النهي عن تسمية العنب كرماً

ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عن تسمية العنب كرماً وقال : "الكرم قلب المؤمن" ، وهذا لأن هذه اللفظة تدل على كثرة الخير والمنافع في المسمى بها، وقلب المؤمن هو المستحق لذلك دون شجرة العنب ، ولكن : هل المراد النهي عن تخصيص شجرة العنب بهذا الاسم ، وأن قلب المؤمن أولى به منه ، فلا يمنع من تسميته بالكرم كما قال في المسكين و الرقوب و المفلسأو المراد أن تسميته بهذا مع اتخاذ الخمر المحرم منه وصف بالكرم والخير والمنافع لأصل هذا الشراب الخبيث المحرم ، وذلك ذريعة إلى مدح ما حرم الله وتهييج النفوس إليه ؟ هذا محتمل ، والله أعلم بمراد رسوله صلى الله عليه وسلم ، والأولى أن لا يسمى شجر العنب كرماً.

اسير الصحراء 04-30-2006 02:23 PM

فصل في كراهة تسمية العشاء بالعتمة

قال صلى الله عليه وسلم : "لا تغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم ، ألا وإنها العشاء ، وإنهم يسمونها العتمة" وصح عنه أنه قال : "لو يعلمون ما في العتمة والصبح ، لأتوهما ولو حبواً" فقيل: هذا ناسخ للمنع ، وقيل بالعكس ، والصواب خلاف القولين ، فإن العلم بالتاريخ متعذر ، ولا تعارض بين الحديثين ، فإنه لم ينه عن إطلاق اسم العتمة بالكلية ، وإنما نهى عن أن يهجر اسم العشاء ، وهو الإسم الذي سماها الله به في كتابه ، ويغلب عليها اسم العتمة ، فإذا سميت العشاء وأطلق عليها أحياناً العتمة، فلا بأس ، والله أعلم ، وهذا محافظة منه صلى الله عليه وسلم على الأسماء التى سمى الله بها العبادات ، فلا تهجر ، ويؤثر عليها غيرها، كما فعله المتأخرون في هجران ألفاظ النصوص ، وإيثار المصطلحات الحادثة عليها ، ونشأ بسبب هذا من الجهل والفساد ما الله به عليم ، وهذا كما كان يحافظ على تقديم ما قدمه الله ، وتأخير ما أخره ، كما بدأ بالصفا، وقال : "أبدأ بما بدأ الله به " وبدأ في العيد بالصلاة ، ثم جعل النحر بعدها ، وأخبر أن "من ذبح قبلها ، فلا نسك له " تقديماً لما بدأ الله به في قوله : " فصل لربك وانحر " وبدأ في أعضاء الوضوء بالوجه ، ثم اليدين ، ثم الرأس ، ثم الرجلين ، تقديماً لما قدمه الله ، وتأخيراً لما أخره ، وتوسيطاً لما وسطه ، وقدم زكاة الفطر على صلاة العيد تقديماً لما قدمه في قوله : " قد أفلح من تزكى * وذكر اسم ربه فصلى " [الأعلى : 13] ونظائره كثيرة .

اسير الصحراء 04-30-2006 02:23 PM

فصل في هديه في حفظ المنطق واختيار الألفاظ

فصل
في هديه صلى الله عليه وسلم في حفظ المنطق واختيار الألفاظ
كان يتخير في خطابه ، ويختار لأمته أحسن الألفاظ ، وأجملها ، وألطفها ، وأبعدها من ألفاظ أهل الجفاء والغلظة والفحش ، فلم يكن فاحشاً ، ولا متفحشا ولا صخاباً ولا فظاً .
وكان يكره أن يستعمل اللفظ الشريف المصون في حق من ليس كذلك ، وأن يستعمل اللفظ المهين المكروه في حق من ليس من أهله .
فمن الأول منعه أن يقال للمنافق : يا سيدنا وقال : "فإنه إن يك سيداً فقد أسخطتم ربكم عز وجل " ومنعه أن تسمى شجرة العنب كرماً ، ومنعه تسمية أبي جهل بأبي الحكم ، وكذلك تغييره لاسم أبي الحكم من الصحابة : بأبي شريح ، وقال : " إن الله هو الحكم ، وإليه الحكم ".
ومن ذلك نهيه للمملوك أن يقول لسيده أو لسيدته : ربي وربتي ، وللسيد أن يقول ، لمملوكه : عبدي ، ولكن يقول المالك : فتاي وفتاتي ، ويقلول المملوك : سيدي وسيدتي ، وقال لمن ادعى أنه طبيب " أنت رجل رفيق ، وطبيبها لذي خلقها " والجاهلون يسمون الكافر الذي له علم بشيء من الطبيعة حكيماً ، وهو من أسفه الخلق .
ومن هذا قوله للخطيب الذي قال : من يطع الله ورسوله فقد رشد ، ومن يعصهما فقد غوى "بئس الخطيب أنت" .
ومن ذلك قوله : "لا تقولوا : ما شاء الله وشاء فلان ، ولكن قولوا: ما شاء الله ثم ما شاء فلان " وقال له رجل : "ما شاء الله وشئت ، قال : أجعلتني لله نداً ؟ قل : ما شاء الله وحده ".
وفي معنى هذا الشرك المنهي عنه قول من لا يتوقى الشرك : أنا بالله وبك ، وأنا في حسب الله وحسبك ، ومالي إلا الله وأنت ، وأنا متوكل على الله وعليك ، وهذا من الله ومنك ، والله لي في السماء وأنت لي في الأرض ، ووالله ، وحياتك ، وأمثال هذا من الألفاظ التي يجعل فيها قائلها المخلوق نداً للخالق ، وهي أشد منعاً وقبحاً من قوله : ما شاء الله وشئت . فأما إذا قال : أنا بالله ، ثم بك ، وما شاء الله ، ثم شئت ، فلا بأس بذلك ، كما في حديث الثلاثة "لا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك "وكما في الحديث المتقدم الإذن أن يقال : ما شاء الله ثم شاء فلان .

اسير الصحراء 04-30-2006 02:24 PM

فصل في النهي عن سب الدهر

فصل
وأما القسم الثاني وهو أن تطلق ألفاظ الذم على من ليس من أهلها ، فمثل نهيه صلى الله عليه وسلم عن سب الدهر، وقال : "إن الله هو الدهر" وفي حديث آخر : "يقول الله على عز وجل : يؤذيني ابن آدم فيسب الدهر، وأنا الدهر، بيدي الأمر اقلب الليل والنهار" وفي حديث آخر "لا يقولن أحدكم : يا خيبة الدهر".
في هذا ثلاث مفاسد عظيمة . إحداها: سبه من ليس بأهل أن يسب ، فإن الدهر خلق مسخر من خلق الله ، منقاد لأمره ، مذلل لتسخيره ، فسابه أولى بالذم والسب منه .
الثانية : أن سبه متضمن للشرك ، فإنه إنما سبه لظنه أنه يضر وينفع ، وأنه مع ذلك ظالم قد ضر من لا يستحق الضرر ، وأعطى من لا يستحق العطاء ، ورفع من لا يستحق العطاء ، ورفع من لا يستحق الرفعة ، وحرم من لا يستحق الحرمان ، وهو عند شاتميه من أظلم الظلمة ، وأشعار هؤلاء الظلمة الخونة في سبه كثيرة جداً . وكثير من الجهال يصرح بلعنه وتقبيحه .
الثالثة : أن السب منهم إنما يقع على من فعل هذه الأفعال التي لو أتبع الحق فيها أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ، وإذا وقعت أهواؤهم ، حمدوا الدهر وأثنوا عليه . وفي حقيقة الأمر، فرب الدهر تعالى هو المعطي المانع ، الخافض الرافع ، المعز المذل ، والدهر ليس له من الأمر شيء ، فمسبتهم للدهر مسبة لله عز وجل ، ولهذا كانت مؤذية للرب تعالى، كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "قال الله تعالى : يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر" فساب الدهر دائر بين أمرين لا بد له من أحدهما . إما سبه لله ، أو الشرك به ، فإنه إذا اعتقد أن الدهر فاعل مع الله فهو مشرك ، وإن اعتقد أن الله وحده فإنه إذا اعتقد أن الدهر فاعل مع الله فهو مشرك ، وإن اعتقد أن الله وحده هو الذي فعل ذلك وهو يسب من فعله ، فقد سب الله .
ومن هذا قوله صلى الله عليه وسلم "لا يقولن أحدكم : تعس الشيطان فإنه يتعاظم حتى يكون مثل البيت ، فيقول : بقوتي صرعتة ، ولكن ليقل : بسم الله ، فإنه يتصاغر حتى يكون مثل الذباب ".
وفي حديث آخر "إن العبد إذا لعن الشيطان يقول : إنك لتلعن ملعناً" .
ومثل هذا قول القائل : أخزى الله الشيطان ، وقبح الله الشيطان ، فإن ذلك كلة يفرحه ويقول : علم ابن ادم أني قد نلته بقوتي ، وذلك مما يعينه على إغوائه . ولا يفيده شيئاً ، فأرشد النبي صلى الله عليه وسلم من مسه شيء من الشيطان أن يذكر الله تعالى ، ويذكر اسمه ، ويستعيذ بالله منه ، فإن ذلك أنفع له ، وأغيظ للشيطان .

اسير الصحراء 04-30-2006 02:24 PM

فصل في النهي عن قول الرجل خبثت نفسي

فصل
من ذلك "نهيه صلى الله عليه وسلم أن يقول الرجل : خبثت نفسي ، ولكن ليقل : لقست نفسي " ومعناهما واحد، أي : غثث نفسي ، وساء خلقها، فكره لهم لفظ الخبث لما فيه من القبح والشناعة، وأرشدهم إلى استعمال الحسن ، وهجران القبيح ، وإبدال اللفظ المكروه بأحسن منه .
ومن ذلك نهيه صلى الله عليه وسلم عن قول القائل بعد فوات الأمر: "لو أني فعلت كذا وكذا"، وقال : "إن لو تفتح عمل الشيطان " وأرشده إلى ما هو أنفع له من هذه الكلمة، وهو أن يقول : "قدر الله وما شاء فعل "وذلك لأن قوله : لو كنت فعلت كذا وكذا، لم يفتني ما فاتني ، أو لم أقع فيما وقعت فيه ، كلام لا يجدي عليه فائدة البتة ، فإنه غير مستقبل لما استدبر من أمره ، وغير مستقيل عثرته بـ لو وفي ضمن لو ادعاء أن الأمر لو كان كما قدره في نفسه ، لكان غير ما قضاه الله وقدره وشاءه ، فإن ما وقع مما يتمنى خلافه إنما وقع بقضاء الله وقدره ومشيئته ، فإذا قال : لو أني فعلت كذا، لكان خلاف ما وقع فهو محال ، إذ خلاف المقدر المقضي محال ، فقد تضمن كلامه كذباً وجهلاً ومحالاً ، وإن سلم من التكذيب بالقدر ، لم يسلم من معارضته بقوله : لو أني فعلت كذا، لدفعت ما قدر الله علي .
فإن قيل . ليس في هذا رد للقدر ولا جحد له ، إذ تلك الأسباب التي تمناها أيضاً من القدر ، فهو يقول : لو وقفت لهذا القدر، لا ندفع به عني ذلك القدر ، فإن القدر يدفع بعضه ببعض ، كما يدفع قدر المرض بالدواء، وقدر الذنوب بالتوبة ، وقدر العدو بالجهاد ، فكلاهما من القدر .
قيل : هذا حق ، ولكن هذا ينفع قبل وقوع القدر المكروه ، وأما إذا وقع، فلا سبيل إلى دفعه ، وإن كان له سبيل إلى دفعه أو تخفيفه بقدر آخر، فهو أولى به من قوله : لو كنت فعلته ، بل وظيفته في هذه الحالة أن يستقبل فعله الذي يدفع به أو يخفف أثر ما وقع ، ولا يتمنى ما لا مطمع في وقوعه ، فإنه عجز محض. والله يلوم على العجز، ويحب الكيس ، ويأمر به ، والكيس : هو مباشرة الأسباب التي ربط الله بها مسبباتها النافعة للعبد في معاشه ومعاده ، فهذه تفتح عمل الخير . وأما العجز، فإنه يفتح عمل الشيطان ، فإنه إذا عجز عما ينفغه ، وصار إلى الأماني الباطلة بقوله : لو كان كذا وكذا، ولو فعلت كذا، يفتح عليه عمل الشيطان ، فإن بابه العجز والكسل ، ولهذا استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم منهما ، وهما مفتاح كل شر ، و يصدر عنهما الهم ، والحزن ، والجبن ، والبخل ، وضلع الدين ، وغلبة الرجال فمصدرها كلها عن العجز والكسل ، وعنوانها لو فلذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم فإن لو تفتح عمل الشيطان فالمتمني من أعجز الناس وأفلسهم ، فإن التمنى رأس أموال المفاليس ، والعجز مفتاح كل شر .
وأصل المعاصي كلها العجز ، فإن العبد يعجز عن أسباب أعمال الطاعات ، وعن الأسباب التي تبعده عن المعاصي ، وتحول بينه وبينها ، فيقع في المعاصي ، فجمع هذا الحديث الشريف في استعاذته صلى الله عليه وسلم أصول الشر وفروعه ، ومباديه وغاياته ، وموارده ومصادره ، وهو مشتمل على ثماني خصال ، كل خصلتين منها قرينتان فقال : " أعوذ بك من الهم والحزن "وهما قرينان ، فإن المكروه الوارد على القلب ينقسم باعتبار سببه إلى قسمين ، فإنه إما أن يكون سببه أمراً ماضياً، فهو يحدث الحزن ، وإما أن يكون توقع أمر مستقبل ، فهو يحدث الهم ، وكلاهما من العجز، فإن ما مضى لا يدفع بالحزن ، بل بالرضى، والحمد، والصبر، والإيمان بالقدر، وقول العبد : قدر الله وما شاء فعل . وما يستقبل لا يدفع أيضاً بالهم ، بل إما أن يكون له حيلة في دفعه ، فلا يعجز عنه ، وأما أن لا تكون له حيلة في دفعه ، فلا يجزع منه ، ويلبس له لباسه ، ويأخذ له عدته ، ويتأهب له أهبته اللائقة به ، ويستجن بجنة حصينة من التوحيد، والتوكل ، والإنطراح بين يدي الرب تعالى، والاستسلام له والرضى به رباً في كل شيء ، ولا يرضى به رباً فيما يحب دون ما يكره ، فإذا كان هكذا، لم يرض به رباً على الإطلاق ، فلا يرضاه الرب له عبداً على الإطلاق ، فالهم والحزن لا ينفعان العبد البتة، بل مضرتهما أكثر من منفعتهما ، فإنهما يضعفان العزم ، ويوهنان القلب ، ويحولان بين العبد وبين الإجتهاد فيما ينفعه ، ويقطعان عليه طريق السير، أو ينكسانه إلى وراء، أو يعوقانه ويقفانه ، أو يحجبانه عن العلم الذي كلما رآه ، شمر إليه ، وجد في سيره ، فهما حمل ثقيل على ظهر السائر، بل إن عاقه الهم والحزن عن شهواته وإرادته التي تضره في معاشه ومعاده ، انتفع به من هذا الوجه ، وهذا من حكمة العزيز الحكيم أن سلط هذين الجندين على القلوب المعرضة عنه ، الفارغة من محبته ، وخوفه ، ورجائه ، والإنابة إليه ، والتوكل عليه ، والأنس به ، والفرار إليه ، والانقطاع إليه ، ليردها بما يبتليها به من الهموم والغموم ، والأحزان والآلام القليبية عن كثير من معاصيها وشهواتها المردية، وهذه القلوب في سجن من الجحيم في هذه الدار، وإن أريد بها الخير، كان حظها من سجن الجحيم في معادها ، ولا تزال في هذا السجن حتى تتخلص إلى فضاء التوحيد، والإقبال على الله ، والأنس به ، وجعل محبته في محل دبيب خواطر القلب ووساوسه ، بحيث يكون ذكره تعالى وحبه وخوفه ورجاؤه والفرح به والابتهاج بذكره ، هو المستولي على القلب ، الغالب عليه ، الذي متى فقده ، فقد قوته الذي لا قوام له إلا به ، ولا بقاء له بدونه ، ولا سبيل إلى خلاص القلب من هذه الآلام التي هي أعظم أمراضه وأفسدها له إلا بذلك ، ولا بلاغ إلا بالله وحده ، فإنه لا يوصل إليه إلا هو ولا يأتي بالحسنات إلا هو، ولا يصرف السيئات إلا هو، ولا يدل عليه إلا هو ، وإذا أراد عبده لأمر ، هيأ له ، فمنه الإيجاد ، ومنه الإعداد ، ومنه الإمداد ، وإذا أقامه في مقام أي مقام كان ، فيحمد أقامه فيه وبحكمته أقامه فيه ، ولا يليق به غيره ولا يصلح له سواه ، ولا مانع لما أعطى الله ، ولا معطي لما منع ، ولا يمنع عبده حقاً هو للعبد، فيكون بمنعه ظالماً له ، بل إنما منعه ليتوسل إليه بمحابه ليعبده وليتضرع إليه ، ويتذلل بين يديه ، ويتملقه ، ويعطي فقره إليه حقه ، بحيث يشهد في كل ذرة من ذراته الباطنة والظاهرة فاقة تامة إليه على تعاقب الأنفاس، وهذا هو الواقع في نفس الأمر ، وإن لم يشهده العبد فلم يمنع الرب عبده ما العبد محتاج إليه بخلاً منه ولا نقصاً من خزائنة، ولا استئثاراً عليه بما هو حق للعبد ، بل منعه ليرده إليه ، وليعزه بالتذلل له ، وليغنيه بالافتقار إليه ، وليجبرة بالانكسار بين يديه ، وليذيقه بمرارة المنع حلاوة الخضوع له ، ولذة الفقر إليه ، وليلبسه خلعة العبودية ، ويوليه بعزله أشرف الولايات ، وليشهده حكمته في قدرته ، ورحمته في عزته ، وبره ولطفه في قهره . وأن منعه عطاء ، وعزله تولية . وعقوبته تأديب ، وامتحانه محبة وعطية ، وتسليط أعدائه عليه سائق يسوقه به إليه . وبالجملة فلا يليق بالعبد غير ما أقيم فيه ، وحكمته وحمده أقاماه في مقامه الذي لا يليق به سواه ، ولا يحسن أن يتخطاه ، والله أعلم حيث يجعل مواقع عطائه وفضله ، والله أعلم حيث يجعل رسالته " وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين " [الأنعام : 53] فهو سبحانه أعلم بمواقع الفضل ، ومحال التخصيص ، ومحال الحرمان ، فبحمده وحكمته أعطى، وبحمده وحكمته حرم ، فمن رده المنع إلى الافتقار إليه ، والتذلل له ، وتملقه ، انقلب المنع في حقه عطاء، ومن شغله عطاؤه ، وقطعه عنه ، انقلب العطاء في حقه منعاً ، فكل ما شغل العبد عن الله ، فهو مشؤوم عليه ، وكل ما رده إليه فهو رحمة به ، والرب تعالى يريد من عبده أن يفعل ، ولا يقع الفعل حتى يريد سبحانه من نفسه أن يعينه ، فهو سبحانه أراد منا الاستقامة دائماً ، واتخاذ السبيل إليه ، وأخبرنا أن هذا المراد لا يقع حتى يريد من نفسه إعانتها عليها ومشيئته لنا ، فهما إرادتان : إرادة من عبده أن يفعل ، وإرادة من نفسه أن يعينه ، ولا سبيل له إلى الفعل إلا بهذه الإرادة ، ولا يملك منها شيئاً ، كما قال تعالى : " وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين " [التكوير : 29 ] فإن كان مع العبد روح أخرى ، نسبتها إلى روحه ، كنسبة روحه إلى بدنه يستدعي بها إرادة الله لمن نفسه أن يفعل به ما يكون به العبد فاعلاً ، وإلا فمحله غير قابل للعطاء، وليس معه إناء يوضع فيه العطاء، فمن جاء بغير إناء، رجع بالحرمان ، ولا يلومن إلا نفسه . والمقصود أن النبي صلى الله عليه وسلم استعاذ من الهم والحزن ، وهما قرينان ، ومن العجز والكسل ، وهما قرينان ، فإن تخلف كمال العبد وصلاحه عنه إما أن يكون لعدم قدرته عليه ، فهو عجز، أو يكون قادراً عليه ، لكن لا يريد فهو كسل ، وينشأ عن هاتين الصفتين ، فوات كل خير، وحصول كل شر، ومن ذلك الشر تعطيله عن النفع ببدنه ، وهو الجبن ، وعن النفع بماله ، وهو البخل ، ثم ينشأ له بذلك غلبتان . غلبة بحق ، وهي غلبة الدين ، وغلبة بباطل ، وهي غلبة الرجال ، وكل هذه المفاسد ثمرة العجز والكسل ، ومن هذا قوله في الحديث الصحيح للرجل الذي قضى عليه ، فقال : حسبي الله ونعم الوكيل ، فقال : "إن الله يلوم على العجز ، ولكن عليك بالكيس ، فإذا غلبك أمر فقل : حسبي الله ونعم الوكيل" فهذا قال : حسبي الله ونعم الوكل ، بعد عجزه عن الكيس الذي لو قام به ، لقضى له على خصمه ، فلو فعل الأسباب التي يكون بها كيساً، ثم غلب فقال : حسبى الله ونعم الوكيل ، لكانت الكلمة قد وقعت موقعها، كما أن ابراهيم الخليل ، لما فعل الأسباب المأمور بها، ولم يعجز بتركها، ولا بترك شيء منها ، ثم غلبه عدوه وألقوه في النار، قال في تلك الحال : حسبي الله ونعم الوكيل فوقعت الكلمة موقعها ، واستقرت في مظانها ، فأثرت أثرها ، وترتب عليها مقتضاها .
وكذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يوم أحد لما قيل لهم بعد انصرافهم من أحد: إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم ، فتجهزوا وخرجوا للقاء عدوهم ، وأعطوهم الكيس من نفوسهم ، ثم قالوا : حسبنا الله ونعم الوكيل .
فأثرت الكلمة أثرها ، واقتضت موجبها ، ولهذا قال تعالى : " ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه " [الطلاق : 12 ] فجعل التوكل بعد التقوى الذي هو قيام الأسباب المأمور بها ، فحينئذ إن توكل على الله فهو حسبه ، وكما قال في موضع آخر : " واتقوا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون " [ المائدة : 11] فالتوكل والحسب بدون قيام الأسباب المأمور بها عجز محض ، فإن كان مشوباً بنوع من التوكل ، فهو توكل عجز، فلا ينبغي للعبد أن يجعل توكله عجزاً، ولا يجعل عجزه توكلاً، بل يجعل توكله من جملة الأسباب المأمور بها التي لا يتم المقصود إلا بها كلها . ومن هاهنا غلط طائفتان من الناس ، إحداهما : زعمت أن التوكل وحده سبب مستقل كاف في حصول المراد، فعطلت له الأسباب التي اقتضتها حكمة الله الموصلة إلى مسبباتها، فوقعوا في نوع تفريط وعجز بحسب ما عطلوا من الأسباب ، وضعف توكلهم من حيث ظنوا قوته بانفراده عن الأسباب ، فجمعوا الهم كله وصيروه هماً واحداً ، وهذا وإن كان فيه قوة من هذا الوجه ، ففيه ضعف من جهة أخرى، فكلما قوي جانب التوكل بإفراده ، أضعفه التفريط في السبب الذي هو محل التوكل ، فإن التوكل محل الأسباب ، وكماله بالتوكل على الله فيها ، وهذا كتوكل الحراث الذي شق الأرض، وألقى فيها البذر، فتوكل على الله في زرعه وإنباته ، فهذا قد أعطى التوكل حقه ، ولم يضعف توكله بتعطيل الأرض وتخليتها بوراً ، وكذلك توكل المسافر في قطع المسافة مع جده في السير ، وتوكل الأكياس من النجاة من عذاب الله والفوز بثوابه مع اجتهادهم في طاعته ، فهذا هو التوكل الذي يترتب عليه أثره ، ويكون الله حسب من قام به . وأما توكل العجز والتفريط ، فلا يترتب عليه أثره ، ويكون الله حسب صاحبه ، فإن الله إنما يكون حسب المتوكل عليه إذا اتقاه ، وتقواه فعل الأسباب المأمور بها ، لا إضاعتها . والطائفة الثانية : التي قامت بالأسباب ، ورأت ارتباط المسببات بها شرعاً وقدراً ، وأعرضت عن جانب التوكل ، وهذه الطائفة وإن نالت بما فعلته من الأسباب ما نالته ، فليس لها قوة أصحاب التوكل ، ولا عون الله لهم وكفايته إياهم ودفاعه عنهم ، بل هي مخذولة عاجزة بحسب ما فاتها من التوكل .
فالقوة كل القوة في التوكل على الله كما قال بعض السلف: من سره أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله ، فالقوة مضمونة للمتوكل ، والكفاية والحسب والدفع عنه ، وإنما ينقص عليه من ذلك بقدر ما ينقص من التقوى والتوكل ، وإلا فمع تحققه بهما لا بد أن يجعك الله له مخرجاً من كل ما ضاق على الناس ، ويكون الله حسبه وكافيه . والمقصود أن النبي صلى الله عليه وسلم أرشد العبد إلى ما فيه غاية كماله ، ونيل مطلوبه ، أن يحرص على ما ينفعه ، ويبذل فيه جهده ، وحينئذ ينفعه التحسب وقول : حسبي الله ونعم الوكيل بخلاف من عجز وفرط حتى فاتته مصلحته ،ثم قال : حسبي الله ونعم الوكيل فإن الله يلومه ، ولا يكون في هذا الحال حسبه فإنما هو حسب من اتقاه ، وتوكل عليه .

اسير الصحراء 04-30-2006 02:25 PM

فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في الذكر

فصل
في هديه صلى الله عليه وسلم في الذكر
كان النبي صلى الله عليه وسلم أكمل الخلق في ذكراً لله عز وجل ، بل كان كلامه كله في ذكر الله وما والاه ، وكان أمره ونهيه وتشريعه للأمة ذكراً منه لله ، وإخباره عن أسماء الرب وصفاته ، وأحكامه وأفعاله ، ووعده ووعيده ، ذكراً منه له ، وثناؤه عليه بآلائه وتمجيده وحمده ، وتسبيحه ذكراً منه له ، وسؤاله ودعاؤه إياه ، ورغبته ورهبته ذكراً منه له ، وسكوته وصمته ذكراً منه له بقلبه ، فكان ذاكراً لله في كل أحيانه، وعلى جميع أحواله ، وكان ذكره لله يجري مع أنفاسه ، قائماً وقاعداً وعلى جنبه وفي مشيه وركوبه ومسيره ، ونزوله وظعنه وإقامته .
وكان إذا استيقظ قال : "الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور" .
وقالت عائشة : كان إذا هب من الليل ، كبر الله عشراً، وحمد الله عشراً ، وقال : سبحان الله وبحمده عشراً، سبحان الملك القدوس عشراً، واستغفر الله عشراً ، وهلل عشراً، لم قال : "اللهم إني أعوذ بك من ضيق الدنيا، وضيق يوم القيامة" عشراً، ثم يستفتح الصلاة . وقالت : أيضاً: كان إذا استيقظ من الليل قال : "لا إله إلا أنت سبحانك اللهم أستغفرك لذنبي ، وأسألك رحمتك ، اللهم زدني علماً ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني ، وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب " ذكرهما أبو داود.
وأخبر أن من استيقظ من الليل فقال : "لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد، وهو على كل شي قدير، الحمد لله ، وسبحان الله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله [العلي العظيم ] - ثم قال : اللهم اغفر لي - أو دعا - بدعاء آخر ، -استجيب له ، فإن توضأ وصلى، قبلت صلاته" ذكره البخاري.
وقال ابن عباس عنه صلى الله عليه وسلم ليلة مبيته عنده: إنه لما استيقظ ، رفع رأسه إلى السماء وقرأ العشر الآيات الخواتيم من سورة (آل عمران ) " إن في خلق السماوات والأرض " إلى آخرها.
ثم قال : "اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد أنت الحق ، ووعدك الحق ، وقولك الحق ، ولقاؤك حق ، والجنة حق، والنار حق ، والنبيون حق ، ومحمد حق ، والساعة حق ، اللهم لك أسلمت ، وبك آمنت ، وعليك توكلت ، وإليك أنبت ، وبك خاصمت ، وإليك حاكمت ، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت ، وما أسررت وما أعلنت ، أنت إلهي ، لا إله إلا أنت ، ولا حول ولا قوة إلا العلي العظيم" .
وقد قالت عائشة رضي الله عنها: كان إذا قام من الليل قال : "اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض ، عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، إهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك ، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ".
وربما قالت : كان يفتتح صلاته بذلك . وكان إذا أوتر ، ختم وتره بعد فراغه بقوله : "سبحان الملك القدوس " ثلاثاً ، ويمد بالثالثة صوته .
وكان إذا خرج من بيته يقول : "بسم الله ، توكلت على الله ، اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل ، أو أزل أو أزل ، أو أظلم أو أظلم ، أو أجهل أو يجهل علي " حديث صحيح.
وقال صلى الله عليه وسلم : "من قال إذا خرج من بيته : بسم الله ، توكلت على الله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، يقال له : هديت ، وكفيت ، ووقيت ، وتنحى عنه الشيطان " حديث حسن .
وقال ابن عباس عنه ليلة مبيته عنده : إنه خرج إلى صلاة الفجر وهو يقول : "اللهم اجعل في قلبي نوراً، واجعل في لساني نوراً، واجعل في سمعي نوراً ، واجعل في بصري نوراً ، واجعل من خلفي نوراً ، ومن أمامي نوراً ، واجعل من فوقي نوراً ، واجعل من تحتي نوراً ، اللهم أعظم لي نوراً".
وقال فضيل بن مرزوق ، عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما خرج رجل من بيته إلى الصلاة فقال : اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك ، وبحق ممشاي هذا إليك ، فإني لم أخرج بطراً ولا أشراً ، ولا رياء، ولا سمعة، وإنما خرجت اتقاء سخطك ، وابتغاء مرضاتك ، أسألك أن تنقذني من النار ، وأن تغفر لي ذنوبي ، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، إلا وكل الله به سبعين ألف ملك يستغفرون له ، وأقبل الله عليه بوجهه حتى يقضي صلاته".
وذكر أبو داود عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا دخل المسجد قال : "أعوذ بالله العظيم ، وبوجهه الكريم ، وسلطانه القديم ، من الشيطان الرجيم ، فإذا قال ذلك قال الشيطان : حفظ مني سائر اليوم ".
وقال صلى الله عليه وسلم: "إذا دخل أحدكم المسجد ، فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ، وليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك ، فإذا خرج فليقل : اللهم إني أسألك من فضلك ".
وذكر عنه "أنه كان إذا دخل المسجد صلى على محمد وآله وسلم ، ثم يقول : اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك ، فإذا خرج صلى على محمد وآله وسلم ، ثم يقولون : اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك ".
وكان إذا صلى الصبح ، جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس يذكر الله عز وجل .
وكان يقول إذا أصبح : "اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت ، وإليك النشور" حديث صحيح .
وكان يقول : "أصبحنا وأصبح الملك لله . ولا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، رب أسألك خير ما في هذا اليوم ، وخير ما بعده ، وأعوذ بك من شر هذا اليوم ، وشر ما بعده ، رب أعوذ بك من الكسل ، وسوء الكبر ، رب أعوذ بك من عذاب في النار ، وعذاب في القبر، وإذا أمسى قال : أمسينا وأمسى الملك لله ......" إلى آخره . ذكره مسلم . وقال له أبو بكر الصديق رضي اللة عنه : مرني بكلمات أقولهن إذا أصبحت وإذا أمسيت ، قال : قل : "اللهم فاطر السماوات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، رب كل شيء ومليكه ومالكه ، أشهد أن لا إله إلآ أنت ، أعوذ بك من شر نفسي ، ومن شر الشيطان وشركه ، وأن أقترف على نفسي سوءاً أو أجره إلى مسلم " قال : قلها إذا أصبحت وإذا أمسيت ، وإذا أخذت مضجعك حديث صحيح . وقال صلى الله عليه وسلم : "ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة : بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ، ثلاث مرات ، إلا لم يضره شيء " حديث صحيح . وقال : "من قال حين يصبح وحين يمسي : رضيت بالله رباً ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ، كان حقاً على الله أن يرضيه " صححه الترمذي والحاكم .
وقال : "من قال حين يصبح وحين يمسي : اللهم إني أصبحت أشهدك ، وأشهد حملة عرشك وملائكتك ، وجميع خلقك ، أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت ، وأن محمداً عبدك ورسولك ، أعتق الله ربعة من النار ، وإن قالها مرتين ، أعتق الله نصفة من النار، وإن قالها ثلاثاً ، أعتق الله ثلاثة ربعه من النار ، وإن قالها أربعاً، أعتقه الله من النار" حديث حسن.
وقال : "من قال حين يصبح : اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك ، فمنك وحدك لا شريك لك ، لك الحمد، ولك الشكر، فقد أدى شكر يومه ، ومن قال مثل ذلك حين يمسي ، فقد أدى شكر ليلته "حديث حسن .
وكان يدعو حين يصبح وحين يمسي بهذه الدعوات "اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة ، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي ، اللهم استر عوراتي ، وآمن روعاتي ، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي ، وعن يميني وعن شمالي ، ومن فوقي ، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي " صححه الحاكم .
وقال : "إذا أصبح أحدكم ، فليقل : أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين، اللهم إني أسألك خير هذا اليوم فتحة ونصرة ونوره وبركته وهدايته ، وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده، ثم إذا أمسى، فليقل مثل ذلك " حديث حسن .
وذكر أبو داود عنه أنه قال لبعض بناته : "قولي حين تصبحين: سبحان الله وبحمده ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن ، أعلم أن الله على كل شيء قدير، وأن الله قد أحاط بكل شي علماً . فإنه من قالهن حين يصبح ، حفظ حتى يمسي ، ومن قالهن حين يمسي حفظ حتى يصبح ". وقال لرجل من الأنصار : "ألا أعلمك كلاماً إذا قلته أذهب الله همك ، وقضى عنك دينك ؟ قلت : بلى يا رسول الله ، قال: قل إذا أصبحت وإذا أمسيت : اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ، وأعوذ بك من العجز والكسل ، وأعوذ بك من الجبن والبخل ، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال قال : فقلتهن ، فأذهب الله همي ، وقضى عني ديني". وكان إذا أصبح قال : "أصبحنا على فطرة الإسلام ، وكلمة الإخلاص ، ودين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وملة أبينا إبراهيم حنيفاً مسلماً ، وما كان من المشركين ". هكذا في الحديث "ودين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم " وقد استشكله بعضهم وله حكم نظائره كقوله في الخطب والتشهد في الصلاة "أشهد أن محمداً رسول الله " فإنه صلى الله عليه وسلم مكلف بالإيمان بأنه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خلقه ، ووجوب ذلك عليه أعظم من وجوبه على المرسل إليهم ، فهو نبي إلى نفسه وإلى الأمه التي هو منهم ، وهو رسول الله إلى نفسه وإلى أمته .
ويذكر عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لفاطمة ابنته : "ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به : أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت : يا حي ، يا قيوم بك أستغيث ، فأصلح لي شأني ، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ". ويذكر عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لرجل شكا إليه إصابة الآفات "قل : إذا أصبحت : بسم الله على نفسي ، وأهلي ومالي ، فإنة لا يذهب عليك شيء" .
ويذكر عنه أنه كان إذا أصبح قال: "اللهم إني أسألك علماً نافعاً، ورزقاً طيباً، وعملاً متقبلاً " .
ويذكر عنه صلى الله عليه وسلم : إن العبد إذا قال حين يصبح ثلاث مرات "اللهم إني أصبحت منك في نعمة وعافية وستر، فأتمم علي نعمتك وعافيتك وسترك في الدنيا والآخرة ، وإذا أمسى ، قال ذلك ، كان حقاً على الله أن يتم عليه ".
ويذكر عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : "من قال في كل يوم حين يصبح وحين يمسي: حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم سبع مرات ، كفاه الله ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة". ويذكر عنه صلى الله عليه وسلم أنه من قال هذه الكلمات في أول نهاره ، لم تصبة مصيبة حتى يمسي ، ومن قالها آخر نهاره لم تصبه مصيبة حتى يصبح : "اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ، عليك توكلت ، وأنت رب العرش العظيم ، ما شاء الله كان ، ومالم يشأ لم يكن ، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، أعلم أن الله على كل شيء قدير، وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً ، اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ، وشر كل دابة أنت آخذ بناصيتها، إن ربي على صرط مستقيم" وقد قيل لأبي الدرداء: قد احترق بيتك فقال : ما احترق ، ولم يكن الله عز وجل ليفعل ، لكلمات سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرها . وقال : "سيد الاستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي ، لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك ، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك علي ، وأبوء بذنبي ، فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، من قالها حين يصبح موقناً بها فمات من يومه ، دخل الجنة، ومن قالها حين يمسي موقناً بها، فمات من ليلته ، دخل الجنة". "ومن قال حين يصبح وحين يمسي : سبحان الله وبحمده مائة مرة ، لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال ، أو زاد عليه ". وقال : " من قال حين يصبح عشر مرات لا إله الا الله وحده لاشريك له الملك ، وله الحمد، وهو على كل شي قدير، كتب الله بها عشر حسنات ، ومحا عنه بها عشر سيئات ، وكانت تعدل عشر رقاب ، وأجارة الله يومه من الشيطان الرجيم ، وإذا أمسى فمثل ذلك حتى يصبح". وقال : "من قال حين يصبح : لا إله إلا الله وحدة لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، في اليوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب ، وكتب له مائة حسنة ، ومحيت عنه مائة سيئة ، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه". وفي المسند وغيره أنه صلى الله عليه وسلم علم زيد بن ثابت ، وأمره أن يتعاهد به أهله في كل صباح "لبيك اللهم لبيك ، لبيك وسعديك ، والخير في يديك ، ومنك وبك وإليك ، اللهم ما قلت من قول ، أو حلفت من حلف ، أو نذرت من نذر ، فمشيئتك بين يدي ذلك كله ، ما شئت كان ، وما لم تشأ لم يكن ، ولا حول ولا قوة إلا بك ، إنك على كل شيء قدير، اللهم ما صليت من صلاة فعلى من صليت ، وما لعنت من لعنة، فعلى من لعنت ، أنت وليي في الدنيا والآخرة، توفني مسلماً وألحقني بالصالحين ، اللهم فاطر السماوات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، ذا الجلال والإكرام ، فإني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا ، وأشهدك -وكفى بك شهيداً -بأني أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ، لك الملك ، ولك الحمد، وأنت على كل شيء قدير ، وأشهد أن محمداً عبدك ورسولك ، وأشهد أن وعدك حق ، ولقاءك حق ، والساعة حق آتية لا ريب فيها، وأنك تبعث من في القبور ، وأشهد أنك إن تكلني إلى نفسي تكلني إلى ضعف وعورة وذنب وخطيئة ، وإني لا أثق إلا برحمتك ، فاغفر لي ذنوبي كلها إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، وتب علي إنك أنت التواب الرحيم ".

اسير الصحراء 04-30-2006 02:26 PM

فصل في هديه في الذكر عند لبس الثوب ونحوه

فصل
في هديه صلى الله عليه وسلم في الذكر عند لبس الثوب ونحوه
كان صلى الله عليه وسلم إذا أتي ثوباً سماه باسمه ، عمامة، أو قميصاً، أو رداء، ثم يقول : "اللهم لك الحمد ، أنت كسوتنيه ، أسألك خيره ، وخير ما صنع له، وأعوذ بك من شره ، وشر ما صنع له" حديث صحيح.
ويذكر عنه أنه قال : "من لبس ثوباً فقال : الحمد لله الذي كساني هذا ، ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة، غفر الله له ما تقدم من ذنبه ". وفي جامع الترمذي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : "من لبس ثوباً جديداً فقال : الحمد لله الذي كساني بما أواري به عورتي ، وأتجمل به في حياتي ، ثم عمد إلى الثوب الذي أخلق فتصدق به ، كان في حفظ الله ، وفي كنف الله ، وفي سبيل الله ، حياً وميتاً" . وصح عنه أنه قال لأم خالد لما ألبسها الثوب الجديد : "أبلي وأخلقي ، ثم أبلي وأخلقي مرتين ". وفي سنن ابن ماجه أنه صلى الله عليه وسلم رأى على عمر ثوباً فقال : "أجديد هذا ، أم غسيل ؟ فقال : بل غسيل ، فقال : البس جديداً، وعش حميداً ، ومت شهيدا".


الساعة الآن 11:22 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
][ ملاحظة: جميع المشاركات تعبر عن رأي الكاتب فقط ولا تمثل راي ادارة المنتدى بالضرورة، نأمل من الجميع الالتزام بقوانين الحوار المحترم ][