منتديات جعلان

منتديات جعلان (http://www.jalaan.com/index.php)
-   جعلان للتربية والتعليم (http://www.jalaan.com/forumdisplay.php?f=11)
-   -   ((( زاد المعاد ))) الأجزاء 1.2.3.4.5 (http://www.jalaan.com/showthread.php?t=10295)

اسير الصحراء 04-30-2006 02:15 PM

فصل في عقه عن الحسن والحسين بكبش كبش

فصل
فإن قيل : عقه عن الحسن والحسين بكبش كبش ، يدل على أن هديه أن على الرأس رأساً ، وقد صحح عبد الحق الإشبيلي من حديث ابن عباس وأنس أن النبي صلى الله عليه وسلم عق عن الحسن بكبش ، وعن الحسين بكبش وكان مولد الحسن عام أحد والحسين في العام القابل منه .
وروى الترمذي من حديث علي رضي الله عنه قال: عق رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحسن شاة، وقال : "يا فاطمة احلقي رأسه، وتصدقي بزنة شعره فضة" ، فوزناه فكان وزنه درهماً أو بعض درهم وهذا وإن لم يكن إسناده متصلاً فحديث أنس وابن عباس يكفيان . قالوا : لأنه نسك ، فكان على الرأس مثله ، كالأضحية ودم المتمتع . فالجواب أن أحاديث الشاتين عن الذكر، والشاة عن الأنثى، أولى أن يؤخذ بها لوجوه .
أحدها: كثرتها، فإن رواتها: عائشة، وعبد الله بن عمرو، وأم كرز الكعبية ، وأسماء . فروى أبو داود عن أم كرز قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "عن الغلام شاتان مكافئتان ، وعن الجارية شاة" . قال أبو داود: وسمعت أحمد يقول : مكافئتان : مستويتان أو مقاربتان ، قلت : هو مكافأتان بفتح الفاء ، ومكافئتان بكسرها ، والمحدثون يختارون الفتح ، قال الزمخشري : لا فرق بين الروايتين ، لأن كل من كافأته ، فقد كافأك . وروي أيضاً عنها ترفعه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "أقروا الطير على مكناتها "
وسمعته يقول : "عن الغلام شاتان مكافئتان ، وعن الجاريتن شاة، لا يضركم أذكراناً كن أم إناثاً " وعنها أيضا ترفعه "عن الغلام شاتان مثلان ، وعن الجارية شاة" وقال الترمذي : حديث صحيح . وقد تقدم حديث عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده في ذلك ، وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم عن الغلام شاتان مكافئتان ، وعن الجارية شاة . قال الترمذي : حديث حسن صحيح . وروى إسماعيل بن عياش ، عن ثابت بن عجلان، عن مجاهد عن أسماء ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "يعق عن الغلام شاتان مكافئتان وعن الجارية شاة". قال مهنا : قلت لأحمد: من أسماء ؟ فقال : ينبغي أن تكون أسماء بنت أبي بكر. وفي كتاب الخلال : قال مهنا : قلت لأحمد : حدثنا خالد بن خداش، قال : حدثنا عبد الله بن وهب ، قال : حدثنا عمرو بن الحارث أن أيوب بن موسى حدثه ، أن يزيد بن عبد المزني حدثه ، عن أبيه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "يعق عن الغلام ، ولا يمس رأسه بدم " وقال : "في الإبل الفرع ، وفي الغم الفرع " فقال أحمد : ما أعرفه ، ولا أعرف عبد بن يزيد المزني ، ولا هذا الحديث . فقلت له : أتنكره ؟ فقال : لا أعرفه ، وقصة الحسن والحسين رضي الله عنهما حديث واحد . الثاني : أنها من فعل النبي صلى الله عليه وسلم ، وأحاديث الشاتين من قوله ، وقوله عام ، وفعله يحتمل الاختصاص . الثالث : أنها متضمنة لزيادة ، فكان الأخذ بها أولى. الرابع : أن الفعل يدل على الجواز ، والقول على الاستحباب ، والأخذ بهما ممكن ، فلا وجه لتعطيل أحدهما . الخامس : أن قصة الذبح عن الحسن والحسين كانت عام أحد والعام الذي بعده ، وأم كرز سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم ما روته عام الحديبية سنة ست بعد الذبح عن الحسن والحسين ، قاله النسائي في كتابه الكبير. السادس : أن قصة الحسن والحسين يحتمل أن يراد بها بيان جنس المذبوح ، وأنه من الكباش لا تخصيصه بالواحد، كما قالت عاثشة : ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نسائه بقرة، وكن تسعاً ، ومرادها : الجنس لا التخصيص بالواحدة . السابع : أن الله سبحانه فضل الذكر على الأنثى، كما قال : وليس الذكر كالأنثى [آل عمران : 137 ] ومقتضى هذا التفاضل ترجيحه عليها في الأحكام ، وقد جاءت الشريعة بهذا التفضيل في جعل الذكر كالأنثيين ، في الشهادة والميراث ، والدية ، فكذلك ألحقت العقيقة بهذه الأحكام . الثامن : أن العقيقة تشبه العتق عن المولود، فإنه رهين بعقيقته ، فالعقيقة تفكه وتعتقه ، وكان الأولى أن يعق عن الذكر بشاتين ، وعن الأنثى بشاة، كما أن عتق الأنثيين يقوم مقام عتق الذكر . كما في جامع الترمذي وغيره عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أيما امرىء مسلم أعتق امرءاً مسلماً، كان فكاكه من النار، يجزي كل عضو منه عضواً منه ، وأيما امرىء مسلم أعتق امرأتين مسلمتين كانتا فكاكه من النار، يجزي كل عضو منهما عضواً منه ، وأيما امرأة مسلمة أعتقت امرأة مسلمة كانت فكاكها من النار، يجزي كل عضو منها عضواً منها "وهذا حديث صحيح .

اسير الصحراء 04-30-2006 02:15 PM

فصل في عقه عن الحسن والحسين بكبش كبش

فصل
ذكر أبو داود في المراسيل عن جعفر بن محمد، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في العقيقة التي عقتها فاطمة عن الحسن والحسين رضي الله عنهما ، أن ابعثوا إلى بيت القابلة برجل وكلوا وأطعموا ولا تكسروا منها عظماً .

اسير الصحراء 04-30-2006 02:16 PM

فصل هل عق النبي عن نفسه

فصل
وذكر ابن أيمن من حديث أنس رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم عق عن نفسه بعد أن جاءته النبوة، وهذا الحديث قال أبو داود في مسائله : سمعت أحمد حدثهم بحديث الهيثم بن جميل ، عن عبد الله بن المثنى عن ثمامة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم عق عن نفسه ، فقال أحمد: عبد الله بن محرر عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم ، عق عن نفسه ، قال مهنا: قال أحمد. هذا منكر، وضعف عبد الله بن المحرر.

اسير الصحراء 04-30-2006 02:17 PM

فصل في الأذان بأذن المولود

فصل
ذكر أبو داود عن أبي رافع قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن بن علي حين ولدته أمه فاطمة رضي اللة عنها بالصلاة .

اسير الصحراء 04-30-2006 02:17 PM

فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في تسمية المولود وختانه

فصل
في هديه صلى الله عليه وسلم في تسمية المولود وختانه
قد تقدم قوله في حديث قتادة عن الحسن ، عن سمرة في العقيقة : "تذبح يوم سابعه ويسمى" قال الميموني : تذاكرنا لكم يسمى الصبي ؟ قال لنا أبو عبد الله : يروى عن أنس أنه يسمى لثلاثة، وأما سمرة، فقال : يسمى في اليوم السابع . فأما الختان ، فقال ابن عباس : كانوا لا يختنون الغلام حتى يدرك . قال الميموني : سمعت أحمد يقول : كان الحسن يكره أن يختن الصبي يوم سابعه ، وقال حنبل : إن أبا عبد الله قال : وإن ختن يوم السابع ، فلا بأس ، وإنما كره الحسن ذلك لئلا يتشبه باليهود، وليس في هذا شيء . قال مكحول : ختن إبراهيم ابنه إسحاق لسبعة أيام ، وختن إسماعيل لثلاث عشرة سنة، ذكره الخلال . قال شيخ الإسلام ابن تيمية : فصار ختان إسحاق سنة في ولده ، وختان إسماعيل سنة في ولده ، وقد تقدم الخلاف في ختان النبي صلى الله عليه وسلم متى كان ذلك .

اسير الصحراء 04-30-2006 02:18 PM

فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في الأسماء والكنى

فصل
في هديه صلى الله عليه وسلم في الأسماء والكنى
ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :" إن أخنع اسم عند الله رجل تسمى ملك الأملاك ، لا ملك إلا الله " . وثبت عنه أنه قال : "أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن ، وأصدقها حارث وهمام ، وأقبحها حرب ومرة " . وثبت عنه أنه قال : "لا تسمين غلامك يساراً ولا رباحاً ولا نجيحاً ولا أفلح ، فإنك تقول : أثمة هو ؟ فلا يكون ، فيقال : لا " .
وثبت عنه أنه غير اسم عاصية، وقال : "أنت جميلة". وكان اسم جويرية برة ، فغيره رسول الله صلى الله عليه وسلم، باسم جويرية . وقالت زينب بنت أم سلمة : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسمى بهذا الاسم . فقال : "لا تزكوا أنفسكم الله أعلم بأهل البر منكم" . وغير اسم أصرم بزرعة ، وغير اسم أبي الحكم بأبي شريح . وغير اسم حزن جد سعيد بن المسيب وجعله سهلاً فأبى، وقال : "السهل يوطأ ويمتهن" . قال أبو داود : وغير النبي صلى الله عليه وسلم اسم العاص وعزير وعتلة وشيطان والحكم وغراب وحباب وشهاب ، فسماه هشاماً ، وسمى حرباً سلماً ، وسمى المضطجع المنبعث ، وأرضاً عفرة سماها خضرة ، وشعب الضلالة سماه شعب الهدى . وبنو الزنية سماهم بني الرشدة ، وسمى بني مغوية بني رشدة.

اسير الصحراء 04-30-2006 02:19 PM

فصل في فقه الأسماء والكنى

فصل
في فقه هذا الباب
لما كانت الأسماء قوالب للمعاني ، ودالة عليها ، اقتضت الحكمة أن يكون بينها وبينها ارتباط وتناسب ، وأن لا يكون المعنى معها بمنزلة الأجنبي المحض الذي لا تعلق له بها، فإن حكمة الحكيم تأبى ذلك ، والواقع يشهد بخلافه ، بل للأسماء تأثير في المسميات ، وللمسميات تأثر عن أسمائها في الحسن والقبح ، والخفة والثقل ، واللطافة والكثافة ، كما قيل :
وقلما أبصرت عيناك ذا لقب إلا ومعناه إن فكرت في لقبه
وكان صلى الله عليه وسلم يستحب الاسم الحسن ، وأمر إذا أبردوا إليه بريداً أن يكون حسن الإسم حسن الوجه . وكان يأخذ المعاني من أسمائها في المنام واليقظة، كما رأى أنه وأصحابه في دار عقبة بن رافع ، فأتو برطب من رطب ابن طاب ، فأوله بأن لهم الرفعة في الدنيا ، والعاقبة في الآخرة، وإن الدين الذي قد اختاره الله لهم قد أرطب وطاب ، وتأول سهولة أمرهم يوم الحديبية من مجىء سهيل بن عمرو إليه .
وندب جماعة إلى حلب شاة، "فقام رجل يحلبها، فقال : ما اسمك ؟ قال : مرة، فقال : اجلس ، فقام آخر فقال : ما اسمك ؟ قال : أظنه حرب ، فقال : اجلس، فقام آخر فقال : ما اسمك ؟ فقال : يعيش ، فقال : احلبها ". وكان يكره الأمكنة المنكرة الأسماء ويكره العبور فيها ، كما مر في بعض غزواته بين جبلين ، فسأل عن اسميهما فقالوا : فاضح ومخز، فعدل عنهما ، ولم يجز بينهما. ولما كان بين الأسماء والمسميات من الارتباط والتناسب والقرابة ، ما بين قوالب الأشياء وحقائقها، وما بين الأروح والأجسام ، عبر العقل من كل منهما إلى الآخر ، كما كان إياس بن معاوية وغيره يرى الشخص ، فيقول: ينبغي أن يكون اسمه كيت وكيت ، فلا يكاد يخطىء ، وضد هذا العبور من الإسم إلى مسماه ، كما سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلاً عن اسمه ، فقال : جمرة ، فقال : واسم أبيك ؟ قال : شهاب ، قال ممن ؟ قال : من الحرقة، قال: فمنزلك ؟ قال : بحرة النار، قال : فأين مسكنك؟ قال : بذات لظى : قال : اذهب فقد احترق مسكنك ، فذهب فوجد الأمر كذلك فعبر عمر من الألفاظ إلى أرواحها ومعانيها ، كما عبر النبي صلى الله عليه وسلم من اسم سهيل إلى سهوله أمرهم يوم الحديبة ، فكان الأمر كذلك ، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتحسين أسمائهم ، وأخبر أنهم يدعون يوم القيامة ، بها ، وفي هذا - والله أعلم - تنبيه على تحسين الأفعال المناسبة لتحسين الأسماء ، لتكون الدعوة على رؤوس الأشهاد بالاسم الحسن ، والوصف الناسب له . وتأمل كيف اشتق للنبي صلى الله عليه وسلم من وصفه اسمان متطابقان لمعناه ، وهما أحمد ومحمد ، فهو لكثرة ما فيه من الصفات المحمودة محمد ، ولشرفها وفضلها على صفات غيره أحمد، فارتبط الإسم بالمسمى ارتباط الروح بالجسد ، وكذلك تكنيته صلى الله عليه وسلم لأبي الحكم بن هشام بأبي جهل كنية مطابقة لوصفه ومعناه ، وهو أحق الخلق بهذه الكنية ، وكذلك تكنية الله عز وجل لعبد العزى بأبي لهب ، لما كان مصيره إلى نار ذات لهب ، كانت هذه الكنية أليق به وأوفق ، وهو بها أحق وأخلق . ولما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، واسمها يثرب لا تعرف بغير هذا الإسم ، غيره بطيبة لما زال عنها ما في لفظ يثرب من التثريب بما في معنى طيبة من الطيب ، استحقت هذا الإسم ، وزادت به طيباً آخر ، فأثر طيبها في استحقاق الاسم ، وزادها طيباً إلى طيبها . ولما كان الاسم الحسن يقتضي مسماه ، ويستدعيه من قرب ، قال النبي صلى الله عليه وسلم لبعض قبائل العرب وهو يدعوهم إلى الله وتوحيده :" يا بني عبد الله ، إن الله قد حسن اسمكم واسم أبيكم " فانظر كيف دعاهم إلى عبودية الله بحسن اسم أبيهم ، وبما فيه من المعنى المقتضي للدعوة، وتأمل أسماء الستة المتبارزين يوم بدر كيف اقتض القدر مطابقة أسمائهم لأحوالهم يومئذ، فكان الكفار : شيبة ، وعتبة ، والوليد، ثلاثة أسماء من الضعف ، فالوليد له بداية الضعف ، وشيبة له نهاية الضعف ، كما قال تعالى: " الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة " [الروم : 54] وعتبة من العتب ، فدلت أسماؤهم على عتب يحل بهم ، وضعف ينالهم ، وكان أقرانهم من المسلمين : علي ، وعبيدة، والحارث ، رضي الله عنهم ، ثلاثة أسماء تناسب أوصافهم ، وهي العلو، والعبودية ، والسعي الذي هو الحرث فعلوا عليهم بعبوديتهم وسعيهم في حرث الآخرة . ولما كان الاسم مقتضياً لمسماه ، ومؤثراً فيه ، كان أحب الأسماء إلى الله ما اقتضى أحب الأوصاف إليه ، كعبد الله ، وعبدالرحمن ، وكان إضافة العبودية إلى اسم الله ، واسم الرحمن ، أحب إليه من إضافتها إلى غيرها كالقاهر، والقادر، فعبد الرحمن أحب إليه من عبد القادر، وعبد الله أحب إليه من عبد ربه ، وهذا لأن التعلق الذي بين العبد وبين الله إنما هو العبودية المحضة والتعلق الذي بين الله وبين العبد بالرحمة المحضة، فبرحمته كان وجوده وكمال وجوده ، والغاية التي أوجده لأجلها أن يتأله له وحده محبة وخوفاً، ورجاء وإجلالاً وتعظيماً ، فيكون عبداً لله وقد عبده لما في اسم الله من معنى الإلهية التي يستحيل أن تكون لغيره ، ولما غلبت رحمته غضبه وكانت الرحمة أحب إليه من الغضب ، كان عبد الرحمن أحب إليه من عبد القاهر .

اسير الصحراء 04-30-2006 02:19 PM

فصل في فقه بعض الأسماء والكنى

فصل
ولما كان كل عبد متحركاً بالإرادة ، والهم مبدأ الإرادة ، ويترتب على إرادته حركته وكسبه ، كان أصدق الأسماء اسم همام واسم حارث ، إذ لا ينفك مسماهما عن حقيقة معناهما، ولما كان الملك الحق لله وحده ، ولا ملك على الحقيقة سواه ، كان أخنع اسم وأوضعه عند الله ، وأغضبه له اسم " شاهان شاه " أي : ملك الملوك ، وسلطان السلاطين ، فإن ذلك ليس لأحد غير الله ، فتسمية غيره بهذا من أبطل الباطل ، والله لا يحب الباطل . وقد ألحق بعض أهل العلم بهذا قاضي القضاة وقال : ليس قاضي القضاة إلا من يقضي الحق وهو خير الفاصلين ، الذي إذا قضى أمراً فإنما يقول له : كن فيكون . ويلي هذا الاسم في الكراهة والقبح والكذب : سيد الناس ، وسيد الكل ، وليس ذلك إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة ، كما قال :" أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر " فلا يجوز لأحد أن يقول عن غيره . إنه سيد الناس وسيد الكل ، كما لا يجوز أن يقول : إنه سيد ولد آدم .

اسير الصحراء 04-30-2006 02:20 PM

فصل في كره بعض الأسماء والكنى

فصل
ولما كان مسمى الحرب والمرة أكره شيء للنفوس وأقبحها عندها، كان أقبح الأسماء حرباً ومرة، وعلى قياس هذا حنظلة وحزن ، وما أشبههما، وما أجدر هذه الأسماء بتأثيرها في مسمياتها، كما أثر اسم حزن الحزونة في سعيد بن المسيب وأهل بيته .

اسير الصحراء 04-30-2006 02:20 PM

فصل في ندبه للتسمية بأسماء الأنبياء

فصل
ولما كان الأنبياء سادات بني آدم ، وأخلاقهم أشرف الأخلاق ، وأعمالهم أصح الأعمال ، كانت أسماؤهم أشرف الأسماء ، فندب النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى التسمي بأسمائهم ، كما في سنن أبي داود والنسائي عنه "تسموا بأسماء الأنبياء "ولو لم يكن في ذلك من المصالح إلا أن الاسم يذكر بمسماه ، ويقتضي التعلق بمعناه، لكفى به مصلحة مع ما في ذلك من حفظ أسماء الأنبياء وذكرها ، وأن لا تنسى ، وأن تذكر أسماؤهم بأوصافهم وأحوالهم .


الساعة الآن 11:10 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
][ ملاحظة: جميع المشاركات تعبر عن رأي الكاتب فقط ولا تمثل راي ادارة المنتدى بالضرورة، نأمل من الجميع الالتزام بقوانين الحوار المحترم ][