منتديات جعلان

منتديات جعلان (http://www.jalaan.com/index.php)
-   جعلان للتربية والتعليم (http://www.jalaan.com/forumdisplay.php?f=11)
-   -   ((( عيون الأثر الجزء الأول والثاني ))) (http://www.jalaan.com/showthread.php?t=11149)

اسير الصحراء 05-28-2006 06:44 AM

قال ابن إسحاق : و كانت إبل أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم يومئذ سبعين بعيراً ، فاعتقبوها ، فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم و علي بن أبي طالب و مرثد بن أبي مرثد يعتقبون بعيراً ، و كان حمزة و زيد بن حارثة و أبو كبشة و أنسة موليا رسول الله صلى الله عليه و سلم يعتقبون بعيراً ، و كان أبو بكر و عمر و عبد الرحمن بن عوف يعتقبون بعيراً .
و روينا عن ابن سعد : " أخبرنا يونس بن محمد المؤدب ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن عاصم ، عن زر ، عن ابن مسعود ، قال : كنا يوم بدر كل ثلاثة على بعير ، و كان أبو لبابة و علي زميلي رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فكان إذا كانت عقبة النبي صلى الله عليه و سلم قالا : اركب حتى نمشي معك ، فيقول : ما أنتما بأقوى مني على المشي ، و ما أغنى عن الأجر منكما " .
انتهى ما رويناه عن ابن سعد ، و المعروف أن أبا لبابة رجع من بئر أبي عنبة و لم يصحبهم إلى بدر ، ورده رسول الله صلى الله عليه و سلم والياً على المدينة ، و قد تقدم .
قال ابن إسحاق : " و جعل على الساقة قيس بن أبي صعصعة ، أحد بني مازن بن النجار ، فسلك طريقه من المدينة حتى إذا كان بعرق الظبية لقوا رجلاً من الأعراب ، فسألوه عن الناس فلم يجدوا عنده خبراً ، ثم ارتحل حتى أتى على واد يقال له ذفران ، و جزع فيه ثم نزل ، فأتاه الخبر عن قريش بمسيرهم ليمنعوا عيرهم ، فاستشار الناس ، و أخبرهم عن قريش ، فقام أبو بكر الصديق ، فقال و أحسن ، ثم قام عمر بن الخطاب فقال و أحسن ، ثم قام المقداد بن عمرو ، فقال : يا رسول الله ! امض لما أمرك الله ، فنحن معك ، و الله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى : اذهب أنت و ربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون ، و لكن اذهب أنت و ربك فقاتلا إنا معكم مقاتلون ، فو الذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه . فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم خيراً و دعا له بخير .
ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أشيروا علي أيها الناس " . فذكر ابن عقبة و ابن عائذ " أن عمر قال : يا رسول الله ! إنها قريش و عزها ، و الله ما ذلت منذ عزت ، و لا آمنت منذ كفرت ، و الله لتقاتلنك ، فأهب لذلك أهبته ، و أعدد لذلك عدته " .
رجع إلى خبر ابن إسحاق : " قال : و إنما يريد الأنصار ، و ذلك أنهم عدد الناس ، و أنهم حين بايعوه بالعقبة قالوا : يا رسول الله إنا برآء من ذمامك حتى تصل إلى ديارنا ، فإذا وصلنا إليها فأنت في ذمتنا ، نمنعك ما نمنع منه أبناءنا و نساءنا . فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يتخوف أن لا تكون الأنصار ترى عليه نصره إلا ممن دهمه بالمدينة من عدوه ، و أن ليس عليهم أن يسير بهم إلى عدو من بلادهم ، فلما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : له سعد ابن معاذ : لعلك تريدنا يا رسول الله ؟ فقال : أجل . قال : فقد آمنا بك وصدقناك ، و شهدنا أن ما جئت به هو الحق ، و أعطيناك على ذلك عهودنا و مواثيقنا على السمع و الطاعة ، فامض يا رسول الله لما أردت ، فنحن معك ، و الذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ، ما تخلف منا رجل واحد ، و ما نكره أن تلقى بنا عدونا غداً ، إنا لصبر في الحرب ، صدق في اللقاء ، لعل الله يريك منا ما تقر به عينك ، فسر بنا على بركة الله تعالى " .
و قد روينا من طريق مسلم أن الذي قال ذلك سعد بن عبادة سيد الخزرج ، و إنما يعرف ذلك عن سعد بن معاذ . كذلك رواه ابن إسحاق و ابن عقبة و ابن سعد و ابن عائذ و غيرهم .
و اختلف في شهود سعد بن عبادة بدراً ، لم يذكره ابن عقبة و لا ابن إسحاق في البدريين ، و ذكره الواقدي و المدائني و ابن الكلبي فيهم . و روينا عن ابن سعد " أنه كان يتهيأ للخروج إلى بدر ، و يأتي دور الأنصار يحضهم على الخروج ، فنهش قبل أن يخرج ، فأقام ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لئن كان سعد لم يشهدها لقد كان عليها حريصاً " . قال : وروى بعضهم أن رسول الله ص ضرب له بسهمه و أجره و ليس ذلك بمجمع عليه ، و لا ثبت ، و لم يذكره أحد ممن يروي المغازي في تسمية من شهد بدراً ، و لكنه قد شهد أحداً و الخندق و المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه و سلم .
رجع إلى الأول : " قال فسر النبي صلى الله عليه و سلم بقول سعد ، و نشطه ذلك ، ثم قال : سيروا و أبشروا فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين ، و الله لكأني الآن أنظر إلى مصارع القوم . ثم ارتحل رسول الله صلى الله عليه و سلم من ذفران ، ثم نزل قريباً من بدر ، فركب هو و رجل من أصحابه " ـ قال ابن هشام ، هو أبو بكر الصديق ـ قال ابن إسحاق : " كما حدثني محمد ابن يحيى بن حبان : حتى وقف على شيخ من العرب ، فسأله عن قريش ، و عن محمد و أصحابه ، و ما بلغه عنهم ، فقال الشيخ : لا أخبركما حتى تخبراني من أنتما . فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا أخبرتنا أخبرناك . فقال الشيخ ذاك بذاك ؟ قال : نعم . قال الشيخ : فإنه قد بلغني أن محمداً و أصحابه خرجوا يوم كذا و كذا ، فإن كان صدق الذي أخبرني فهم اليوم بمكان كذا و كذا ، للمكان الذي به رسول الله صلى الله عليه و سلم . و بلغني أن قريشاً خرجوا يوم كذا و كذا ، فإن كان الذي أخبرني صدق فهم اليوم بمكان كذا و كذا ، للمكان الذي به قريش . فلما فرغ من خبره ، قال : ممن أنتما ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : نحن من ماء . ثم انصرف عنه ، قال : يقول الشيخ : ماء ؟ من ماء ؟ أمن ماء بالعراق ؟ ثم رجع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى أصحابه ، فلما أمسى بعث علي بن أبي طالب ، و الزبير بن العوام ، و سعد بن أبي وقاص ، في نفر من أصحابه إلى ماء بدر يلتمسون الخبر له عليه ، فأصابوا راوية لقريش ، فيها أسلم غلام بني الحجاج ، و عريض أبو يسار غلام بني العاص بن سعيد ، فأتوا بهما فسألوهما ، و رسول الله صلى الله عليه و سلم قائم يصلي ، فقالا : نحن سقاة قريش ، بعثونا نسقيهم من الماء . فكره القوم خبرهما ، ورجوا أن يكونا لأبي سفيان ، فضربوهما ، فلما أذلقوهما ، قالا : نحن لأبي سفيان . فتركوهما ، و ركع رسول الله صلى الله عليه و سلم و سجد سجدتيه ثم سلم ، و قال : إذا صدقاكما ضربتموهما ، و إذا كذباكما تركتموهما ، صدقا ، و الله إنهما لقريش . أخبراني عن قريش ؟ قالا : هم وراء هذا الكثيب الذي ترى بالعدوة القصوى ، و الكثيب العقنقل . فقال لهما رسول الله صلى الله عليه و سلم : كم القوم ؟ قالا : كثير . قال : ما عدتهم ؟ قالا : ما ندري . قال : كم ينحرون كل يوم ؟ قالا : يوماً تسعاً و يوماً عشراً . قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : القوم ما بين التسعمائة و الألف . ثم قال لهما : فمن فيهم من أشراف قريش ؟ قالا : عقبة بن ربيعة ، و شيبة بن ربيعة ، و أبو البحتري بن هشام ، و حكيم بن حزام ، و نوفل بن خويلد و الحارث بن عامر بن نوفل ، و طعيمة بن عدي بن نوفل ، و النضر بن الحارث ، و زمعة بن الأسود ، و أبو جهل بن هشام ، و أمية بن خلف ، و نبيه و منبه ابنا الحجاج ، و سهيل بن عمرو ، و عمرو بن عبد ود . فأقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم على الناس فقال : هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها " .
قال ابن عقبة : و زعموا أن أول من نحرلهم حين خرجوا من مكة أبو جهل بن هشام عشر جزائر ، ثم نحر لهم صفوان بن أمية بعسفان تسع جزائر ، و نحر لهم سهيل بن عمرو بقديد عشر جزائر ، و مالوا من قديد إلى مناة نحو البحر ، فظلوا فيها ، فأقاموا فيها يوماً فنحر لهم شيبة بن ربيعة تسع جزائر ، ثم أصبحوا بالجحفة فنحر لهم عتبة بن ربيعة عشر جزائر ، ثم أصبحوا بالأبواء فنحر لهم مقيس بن عمرو الجمحي تسع جزائر ، و نحر لهم العباس بن عبد المطلب عشر جزائر ، و نحر لهم الحارث بن عامر بن نوفل تسعاً ، و نحر لهم أبو البختري على ماء بدر عشر جزائر ، و نحر لهم مقيس الجمحي على ماء بدر تسعاً ، ثم شغلتهم الحرب فأكلوا من أزوادهم .
و قال ابن عائذ : كان مسيرهم و إقامتهم حتى بلغوا الجحفة عشر ليال .
قال ابن إسحاق : و كان بسبس بن عمرو و عدي بن أبي الزغباء قد مضيا حتى نزلا بدراً ، فأناخا إلى تل قريب من الماء ، ثم أخذا شناً لهما يستسقيان فيه و مجدي بن عمرو الجهني على الماء ، فسمع عدي و بسبس جاريتين من جواري الحاضر ، و هما تلازمان على الماء ، و الملزومة تقول لصاحبتها : إنما تأتي العير غداً أو بعد غد ، فأعمل لهم ثم أقضيك الذي لك . فقال مجدي : صدقت ، ثم خلص بينهما ، و سمع ذلك عدي و بسبس ، فجلسا على بعيرهما ، ثم انطلقا ، حتى أتيا رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فأخبراه بما سمعا .
ثم أقبل أبو سفسان حتى تقدم العير حذراً حتى ورد الماء ، فقال لمجدي بن عمرو : هل أحسست أحداً ؟ قال : ما رأيت أحداً أنكره ، إلا أني قد رأيت راكبين ، قد أناخا إلى هذا التل ، ثم استقيا في شن لهما ، ثم انطلقا . فأتى أبو سفيان مناخهما ، فأخذ من أبعار بعيريهما ، ففته ثم شمه ، فإذا فيه النوى ، فقال : هذه و الله علائف يثرب ، فرجع إلى أصحابه سريعاً ، فضرب وجه عيره عن الطريق ، فساحل بها ، وترك بدراً بيسار ، و انطلق حتى أسرع . و أقبلت قريش ، فلما نزلوا الجحفة ، رأى جهيم بن أبي الصلت بن مخرمة عبد المطلب بن عبد مناف رؤيا ، فقال : إني فيما يرى النائم ، و إني لبين النائم و اليقظان ، إذ نظرت إلى رجل أقبل على فرس ، حتى وقف و معه بعير له ، ثم قال : قتل عتبة بن ربيعة ، و شيبة بن ربيعة ، و أبو الحكم بن هشام ، و أمية بن خلف ، و فلان و فلان ـ فعدد رجالاً ممن قتل يوم بدر من أشراف قريش ـ ثم رأيته ضرب في ليلة بعيره ، ثم أرسله في العسكر ، فما بقي خباء من أخبية العسكر إلا أصابه نضح من دمه . قال : فبلغت أبا جهل ، فقال : و هذا أيضاً نبي آخر من بني المطلب ، سيعلم غداً من المقتول إن نحن التقينا .
قال ابن إسحاق : و لما رأى أبو سفيان بن حرب أنه قد أحرز عيره ، أرسل إلى قريش إنكم خرجتم لتمنعوا عيركم و رجالكم و أموالكم ، وقد نجاها الله ، فارجعوا . فقال أبو جهل بن هشام : و الله لا نرجع حتى نرد بدراً ـ و كان بدر موسماً من مواسم العرب تجتمع لهم به سوق كل عام ـ فنقيم عليه ثلاثاً ، فننحر الجزر ، و نطعم الطعام ، و نسقي الخمر ، و تعزف علينا القيان ، و تسمع بنا العرب ، و بمسيرنا و جمعنا ، فلا يزالون يهابوننا أبداً بعدها . و قال الأخنس بن شريق ـ و كان حلفاً لبني زهرة ـ يا بني زهرة ! قد نجى الله أموالكم و خلص لكم صاحبكم : مخرمة بن نوفل ، و إنما نفرتم لتمنعوه و ماله ، فاجعلوا لي جبنها و ارجعوا ، فإنه لا حاجة لكم بان تخرجوا في غير ضيعة ، لا ما يقول هذا ، فرجعوا فلم يشهدها زهري و لا عدوي أيضاً . و مضى القوم ، و كان بين طالب ابن أبي طالب ـ و كان في القوم ـ و بين بعض قريش محاورة ، فقالوا : و الله لقد علمنا يا بني هاشم و إن خرجتم معنا إن هواكم لمع محمد . فرجع طالب إلى مكة مع من رجع ، و مضت قريش حتى نزلوا بالعدوة القصوى من الوادي خلف العقنقل و بطن الوادي ، و بعث الله السماء ، و كان الوادي دهساً ، فأصاب رسول الله صلى الله عليه و سلم و أصحابه منها ما لبدلهم الأرض و لم يمنعهم من المسير ، و أصاب قريشاً منها ما لم يقدروا على أن يرتحلوا معه ، فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم يبادرهم إلى الماء ، حتى جاء أدنى ماء من بدر فنزل به .
=======

اسير الصحراء 05-28-2006 06:44 AM

قال ابن إسحاق : " فحدثت عن رجال من بني سلمة أنهم ذكروا أن الحباب بن المنذر ابن الجموح قال : يا رسول الله ! أرأيت هذا المنزل ، أمنزل أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه و لا أن نتأخر عنه ، أم هو الرأي و الحرب و المكيدة ؟ قال : بل هو الرأي و الحرب و المكيدة . قال : يا رسول الله ! إن هذا ليس بمنزل ، فانهض بالناس حتى نأتي أدنى ماء من القوم فننزله ، ثم نغور ما وراءه من القلب ، ثم نبني عليه حوضاً فنملأه ماء ، فنشرب و لا يشربون . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لقد أشرت بالرأي ، فنهض رسول الله صلى الله عليه و سلم و من معه من الناس ، فسار حتى أتى أدنى ماء من القوم فنزل عليه ، ثم أمر بالقلب فغورت ، و بنى حوضاً على القليب الذي نزل عليه ، فملىء ماء ، ثم قذفوا فيه الأنية " .
و روينا عن ابن سعد " في هذا الخبر : فنزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه و سلم ، فقال : الرأي ماأشار به الحباب " .
قال ابن إسحاق : فحدثني عبد الله بن أبي بكر أنه حدث أن سعد بن معاذ ، قال : يانبي الله ! ألا نبني لك عريشاً تكون فيه ، و نعد عندك ركائبك ، ثم نلقى عدونا ، فإن أعزنا الله و أظهرنا على عدونا كان ذلك ما أحببنا ، و إن كانت الأخرى جلست على ركائبك فلحقت بمن وراءنا ، فقد تخلف عنك أقوام يا نبي الله ما نحن بأشد حباً منهم و لو ظنوا أنك تلقى حرباً ما تخلفوا عنك ، يمنعك الله بهم ، يناصحونك و يجاهدون معك ، فأثنى عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم خيراً و دعا بخير ، ثم بني لرسول الله صلى الله عليه و سلم عريش ، فكان فيه .
قال ابن إسحاق : " و قد ارتحلت قريش حين أصبحت ، فأقبلت ، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه و سلم تصوب من العقنقل ـ و هو الكثيب الذي جاؤوا منه ـ إلى الوادي ، قال : اللهم هذه قريش قد أقبلت بخيلائها و فخرها تحادك و تكذب رسولك ، اللهم فنصرك الذي و عدتني ، اللهم أحنهم الغداة .
و قد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ـ و رأى عتبة بن ربيعة في القوم على جمل له أحمر ـ إن يك في أحد من القوم خير فعند صاحب الجمل الأحمر ، إن يطيعوه يرشدوا . و قد كان خفاف بن إيماء بن رخضة ـ أو أبواه إيماء بن رخضة الغفاري ـ بعث إلى قريش حين مروا به ابناً له بجزائر أهداها لهم ، و قال : إن أحببتم أن نمدكم بسلاح و رجال فعلنا ، قال : فأرسلوا إليه مع ابنه : أن وصلتك رحم ، قد قضيت الذي عليك ، فلعمري لئن كنا إنما نقاتل الناس ما بنا من ضعف عنهم ، و لئن كنا إنما نقاتل الله كما يزعم محمد ما لأحد بلله من طاقة .
فلما نزل الناس أقبل نفر من قريش حتى وردوا حوض رسول الله صلى الله عليه و سلم منهم حكيم بن حزام ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : دعوهم . فما شرب منه رجل يومئذ إلا قتل إلا ما كان من حكيم بن حزام فإنه لم يقتل ، ثم أسلم بعد ذلك فحسن إسلامه ، فكان إذا اجتهد في يمينه ، قال : لا والذي نجاني من يوم بدر " .
قال : و حدثني أبي رحمه الله إسحاق بن يسار و غيره من أهل العلم ، عن أشياخ منت الأنصار ، قالوا : لما اطمأن القوم بعثوا عمير بن وهب الجمحي ، فقالوا : احزر لنا أصحاب محمد ، فاستجال بفرسه حول العسكر ، ثم رجع إليهم ، فقال : ثلاثمائة رجل يزيدون قليلاً أو ينقصون ، و لكن أمهلوني حتى أنظر أللقوم كمين أو مدد ؟ قال : فضرب في الوادي حتى أبعد فلم ير شيئاً فرجع إليهم فقال ما رأيت شيئاً ، و لكني قد رأيت يا معشر قريش البلايا تحمل المنايا ، نواضح يثرب تحمل الموت الناقع ، قوم ليس لهم منعة و لا ملجأ إلا سيوفهم ، و الله ما أرى أن يقتل رجل منهم حتى يقتل رجل منكم ، فإذا أصابوا منكم أعدادهم ، فما خير العيش بعد ذلك ، فرموا رأيكم . فلما سمع حكيم ابن حزام ذلك مشى في الناس ، فأتى عتبة بن ربيعة ، فقال : يا أبا الوليد إنك كبير قريش و سيدها و المطاع فيها ، هل لك إلى أن لا تزال تذكر منها بخير إلى آخر الدهر ؟ قال : و ما ذاك يا حكيم ؟ قال : ترجع بالناس ، و تحمل أمر حليفك عمرو بن الحضرمي . قال : قد فعلت ، أنت علي بذلك ، إنما هو حليفي فعلي عقله و ما أصيب من ماله ، فائت ابن الحنظلية ـ يعني أبا جهل بن هشام ـ ثم قام عتية خطيباً ، فقال : يا معشر قريش ! إنكم و الله ما تصنعون بان تلقوا محمداً صلى الله عليه و سلم و أصحابه شيئاً ، و الله لئن أصبتموه لا يزال رجل ينظر في وجه رجل يكره النظر إليه ، قتل ابن عمه و ابن خاله و رجلاً من عشيرته ، فارجعوا و خلوا بين محمد و بين سائر العرب ، فإن أصابوه فذاك الذي أردتم ، و إن كان غير ذلك ألفاكم و لم تعرضوا منه ما تريدون . قال حكيم : فانطلقت حتى جئت أبا جهل ، فوجدته قد نثل درعاً له من جرابها ، فقلت له : يا أبا الحكم ! إن عتبة أرسلني إليك بكذا و كذا ، للذي قال . فقال انتفخ و الله سحره حين رأى محمداً و أصحابه ، كلا و الله لا نرجع حتى يحكم الله بيننا وبين محمد ، و ما بعتبة ما قال ، و لكنه قد رأى أن محمداً و أصحابه أكله جزور ، وفيهم ابنه ، قد تخوف عليه ، ثم بعث إلى عامر الحضرمي ، فقال هذا حليفك يريد أن ترجع بالناس ، وقد رأيت ثأرك بعينيك ، فقم فانشد خفرتك و مقتل أخيك . فقام عامر بن الحضرمي فاكتشف ، ثم صرخ و اعمراه و اعمراه ، فحميت الحرب و حقب أمر الناس و استوسقوا على ما هم من الشر ، و أفسد على الناس الرأي الذي دعاهم إليه عتبة .
فلما بلغ عتبة قول أبي جهل : انتفخ : و الله سحره ، قال : سيعلم مصفر استه من انتفخ سحره ؟ أنا أم هو ؟ ثم التمس عتبة بيضة ليدخلها في رأسه ، فما وجد في الجيش بيضة تسعة من عظم هامته ، فلما رأى ذلك اعتجز على رأسه ببرد له .
و قال ابن عائذ : و قال رجال من المشركين لما رأوا قلة أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم غر هؤلاء دينهم ، منهم أبو البختري بن هشام ، و عتبة بن ربيعة ، و أبو جهل بن هشام و ذكر غيرهم ـ لما تقالوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم في أعينهم ، فأنزل الله تعالى : " إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم " [ الأنفال : 49 ] الآية . حتى نزلوا و تعبؤوا للقتال ، و الشيطان معهم لا يقارقهم .

اسير الصحراء 05-28-2006 06:45 AM

القسم الثاني من غزوة بدر الكبرى
قال ابن إسحاق : و قد خرج الأسود بن عبد الأسد المخزومي ، و كان رجلاً شرساً سيء الخلق ، فقال : أعاهد الله لأشربن من حوضهم ، أو لآهدمنه ، أو لأموتن دونه ، فلما خرج ، إليه حمزة بن عبد المطلب ، فلما التقيا ضربه حمزة فأطن قدمه بنصف ساقه ، و هو دون الحوض ، فوقع على ظهره تشخب رجله دماً نحو أصحابه ، ثم حبا إلى الحوض حتى اقتحم فيه ، يريد أن تبرأ يمينه ، و اتبعه حمزة فضربه حتى قتله في الحوض . ثم خرج بعده عتبة بن ربيعة بين أخيه شيبة بن ربيعة و ابنه الوليد بن عتبة حتى إذا فصل من الصف دعا إلى المبارزة ، فخرج إليه فتية من الأنصار ، و هم : عوف و معوذ ابنا الحارث ـ و أمهما عفراء ـ و رجل آخر يقال هو عبد الله بن رواحة فقالوا من أنتم ؟ قالوا : رهط من الأنصار . قالوا : ما لنا بكم من حاجة .
و قال ابن عقبة و ابن عائذ " حين ذكروا خروج الأنصار ، قال : فاستحيا النبي صلى الله عليه و سلم من ذلك ، لأنه كان أول قتال التقى فيه المسلمون و المشركون ، و رسول الله صلى الله عليه و سلم شاهد معهم ، فأحب النبي صلى الله عليه و سلم أن تكون الشوكة لبني عمه ، فناداهم النبي صلى الله عليه و سلم أن ارجعوا إلى مصافكم و ليقم إليهم بنو عمهم " .
رجع إلى ابن إسحاق : " ثم نادى مناديهم : يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا . فقال النبي صلى الله عليه و سلم : قم يا عبيدة بن الحارث ، و قم يا حمزة ، و قم يا علي . فلما قاموا و دنوا منهم ، قالوا : من أنتم ؟ قال عبيدة : عبيدة . و قال حمزة : حمزة . و قال علي : علي . قالوا : نعم ، أكفاء كرام . فبارز عبيدة ـ و كان أسن القوم ـ عتبة بن ربيعة ، و بارز حمزة شيبة بن ربيعة ، و بارز علي الوليد بن عتبة . فأما حمزة فلم يمهل شيبة أن قتله ، و أما علي فلم يمهل الوليد أن قتله ، و اختلف عبيدة و عتبة بينهما ضربتين ، كلاهما أثبت صاحبه ، وكر حمزة و علي بأسيافهما على عتبة فذففا عليه ، و احتلا صاحبهما فحازاه إلى أصحابه " .
قال : و حدثني عاصم بن عمر بن قتادة أن عتبة بن ربيعة قال للفتية من الأنصار حين انتسبوا : أكفاء كرام ، إنما نريد قومنا . قال : ثم تزاحف الناس ، و دنا بعضهم من بعض ، و قد أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم أصحابه أن لا يحملوا حتى يأمركم ، و قال : إن اكتشفكم القوم فانضحوهم عنكم بالنبل ، و رسول الله صلى الله عليه و سلم في العريش معه أبو بكر الصديق .
قال : حدثني حبان بن واسع بن حبان ، " عن أشياخ من قومه ، أن رسول الله صلى الله عليه و سلم عدل صفوف أصحابه يوم بدر ، و في يده قدح يعدل به القوم ، فمر بسواد بن غزية حليف بني عدي بن النجار ، و هو مستنتل من الصف ، قال ابن هشام : فطعن في بطنه بالقدح ، و قال : استو يا سواد . فقال : يا رسول الله أوجعتني ، و قد بعثك الله بالحق و العدل ، فأقدني . قال : فكشف رسول الله صلى الله عليه و سلم عن بطنه ، و قال : استقد . فاعتنقه فقبل بطنه . فقال : ما حملك على هذا يا سواد ؟ قال : يا رسول الله ! حضر ما ترى ، فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك . فدعا له رسول الله صلى الله عليه و سلم بخير و قاله له " .
قال ابن إسحاق : " ثم عدل رسول الله صلى الله عليه و سلم الصفوف و رجع إلى العريش فدخله و معه أبو بكر ليس معه فيه غيره ، و رسول الله صلى الله عليه و سلم يناشد ربه ما وعده من النصر ، و يقول فيما يقول : اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم لا تعبد . و أبو بكر يقول : يا رسول الله ! بعض مناشدتك ربك ، فإن الله منجز لك ما وعدك . و قد خفق رسول الله صلى الله عليه و سلم خفقة و هو في العريش ، ثم انتبه ، فقال : أبشر يا أبا بكر ، أتاك نصر الله ، هذا جبريل آخذ بعنان فرسه يقوده ، على ثناياه النقع ـ يريد الغبار ـ " .
و قال ابن سعد في هذا الخبر : " و جاءت ريح لم يروا مثلها شدة ، ثم ذهبت فجاءت ريح أخرى ، ثم ذهبت فجاءت ريح أخرى ، فكانت الأولى جبريل في ألف من الملائكة مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و الثانية ميكائيل في ألف من الملائكة عن ميمنة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و الثالثة إسرافيل في ألف من الملائكة عن ميسرة رسول الله صلى الله عليه و سلم " .
و رويناه من طريق مسلم ، حدثنا هناد بن السري ، حدثنا ابن المبارك ، عن عكرمة ابن عمار ، قال : حدثنا سماك الحنفي ، قال : سمعت ابن عباس يقول : " حدثني عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى المشركين و هم ألف ، و أصحابه ثلاثمائة و سبعة عشر رجلاً ، فاستقبل نبي الله صلى الله عليه و سلم القبلة ، ثم مد يديه ، فجعل يهتف بربه : اللهم أنجز لي ما وعدتني و فيه : فأنزل الله عز و جل عند ذلك : " إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين " [ الأنفال : 9 ] فأمده الله بالملائكة " .
قال أبو زميل : " فحدثني ابن عباس قال : بينما رجل من المسلمين يومئذ يشتد في أثر رجل من المشركين أمامه ، إذ سمع ضربة بالسوط فوقه ، و صوت الفارس يقول أقدم حيزوم ، فنظر إلى المشرك أمامه خر مستلقياً ، فنظر إليه فإذا هو قد خطم أنفه وشق و جهه كضربة السوط ، فاخضر ذلك أجمع ، فجاء الأنصاري فحدث بذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فقال صدقت ، ذلك من مدد السماء الثالثة فقتلوا يومئذ سبعين و أسروا سبعين . . " الحديث .
و روينا من طريق البخاري : " حدثني إبراهيم بن موسى ، أخبرنا عبد الوهاب ، حدثنا خالد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، أن النبي صلى الله عليه و سلم قال يوم بدر : هذا جبريل آخذ برأس فرسه عليه أداة الحرب " .
و روينا ابن سعد : أخبرنا سليمان بن حرب ، حدثنا حماد بن زيد ، حدثنا أيوب و يزيد بن حازم ، أنهما سمعا عكرمة يقرأ : " فثبتوا الذين آمنوا " قال حماد : و زاد أيوب ، قال قال عكرمة : " فاضربوا فوق الأعناق " [ الأنفال : 12 ] قال : كان يومئذ يندر رأس الرجل لا يدرى من ضربه ، و تندر يد الرجل لا يدري من ضربه .
قال ابن إسحاق : " و قد رمي مهجع مولى عمر بن الخطاب بسهم فقتل ، فكان أول قتيل من المسلمين ، ثم رمي حارثة بن سراقة ـ أحد بني عدي بن النجار و هو يشرب من الحوض ـ بسهم ، فأصاب نحره فقتل . ثم خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى الناس فحرضهم ، و قال : و الذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبر إلا أدخله الله الجنة . فقال عمير بن الحمام ـ أخو بني سلمة ، و في يده تمرات يأكلهن ـ : بخ بخ أفما بيني و بين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء ؟ قال : ثم قذف التمرات من يده و أخذ سيفه فقاتل القوم حتى قتل " .
و قال ابن عقبة : أول قتيل من المسلمين يومئذ عمير بن حمام .
و قال ابن سعد : فكان أول من خرج من المسلمين مهجع مولى عمر بن الخطاب ، فقتله عامر بن الحضرمي . و كان أول قتيل قتل من الأنصار حارثة بن سراقة ، و يقال : قتله بن العرقة ، و يقال : عمير بن الحمام قتله خالد بن الأعلم العقيلي . قال ابن إسحاق : و حدثني عاصم بن عمر بن قتادة ، أن عوف بن الحارث ــ و هو ابن عفراء ــ قال : يا رسول الله ، ما يضحك الرب من عبده ؟ قال : غمسة يده في القوم حاسراً . فنزع درعاً كانت عليه ، فقذفها ، ثم أخذ سيفه فقاتل القوم حتى قتل حدثني محمد بن مسلم ، عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير العذري ــ حليف بني زهرة ــ أنه حدثه ، أنه لما التقى الناس ودنا بعضهم من بعض ، قال أبو جهل : اللهم أقطعنا للرحم ، و آتانا بما لا يعرف ، فأحنه الغداة . فكان هو المستفتح على نفسه . قال : ثم إن رسول الله صلى الله عليه و سلم أخذ حفنة من الحصباء فاستقبل بها قريشاً ، ثم قال : شاهت الوجوه . ثم نفخهم بها ، و أمر أصحابه ، فقال : شدوا . فكانت الهزيمة ، فقتل الله من قتل من صناديد قريش و أسر من أسر من أشرافهم . قال ابن عقبة و ابن عائذ : فكانت تلك الحصباء عظيماً شأنها ، لم تترك من المشركين رجلاً إلا ملأت عينيه ، و جعل المسلمون يقتلونهم و يأسرونهم ، و بادر النفر كل رجل منهم ــ منكباً على وجهه ــ لا يدري أين يتوجه ، يعالج التراب ينزعه من عينيه .
رجع إلى خبر ابن إسحاق : " فلما وضع القوم أيديهم ، يأسرون ، و رسول الله صلى الله عليه و سلم في العريش ، و سعد بن معاذ قائم على باب العريش الذي فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم متوشحاً السيف في نفر من الأنصار ، يحرسون رسول الله صلى الله عليه و سلم ، يخافون عليه كرة العدو ، و رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم ـ فيما ذكر لي ـ في وجه سعد بن معاذ الكراهية لما يصنع الناس ، فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : و الله لكأنك يا سعد تكره ما يصنع القوم ؟ قال : أجل و الله يا رسول الله : كانت أول وقعة أوقعها الله بأهل الشرك ، فكان الإثخان في القتل أحب إلي من استبقاء الرجال .
قال : و حدثني العباس بن عبد الله بن معبد ، عن بعض أهله ، عن ابن عباس رضي الله عنهما ، أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لأصحابه يومئذ : إني قد عرفت أن رجالا من بني هاشم و غيرهم قد أخرجوا كرهاً ، لا حاجة لهم بقتالنا ، فمن لقي منكم أحداً من بني هاشم فلا يقتله ، و من لقي أبا البختري بن هشام فلا يقتله ، و من لقي العباس بن عبد المطلب فلا يقتله ، فإنما خرج مستكرها " .
و ذكر ابن عقبة فيهم عقيلاً و نوفلاً .
قال : فقال أبو حذيفة : أنقتل آباءنا و إخواننا و عشيرتنا و نترك العباس ، و الله لئن لقيته لألجمنه السيف ، قال : فبلغت رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فقال لعمر بن الخطاب : يا أبا حفص ! ــ فقال عمر : و الله إنه لأول يوم كناني فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم بأبي حفص ــ أيضرب وجه عم رسول الله صلى الله عليه و سلم بالسيف ؟ فقال عمر : يا رسول الله ! دعني فلأضرب عنقه بالسيف ، فو الله لقد نافق . فكان أبو حذيفة يقول : ما أنا بآمن من تلك الكلمة التي قلتها يومئذ ، و لا أزال منها خائفاً إلا أن تكفرها عني الشهادة . فقتل يوم اليمامة شهيداً .
فلقي البختري المجذر بن زياد البلوي ، فقال له : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد نهانا عن قتلك . و مع أبي البختري زميل له خرج معه من مكة ، و هو جنادة بن مليحة . قال : زميلي ؟ قال : له المجذر : لا و الله ، ام نحن بتاركي زميلك ، ما أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا بك وحدك . قال : لا و الله إذن لأموتن أنا و هو جميعا ، لا تحدث عني نساء مكة أني تركت زميلي حرصاً على الحياة . فقتله المجذر ، ثم أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فقال : و الذي بعثك بالحق لقد جهدت عليه أن يستأسر فآتيك به ، فأبى إلا أن يقاتلني ، فقاتلني فقتلته .
قال ابن عقبة : و يزعم ناس أن أبا اليسر قتل أبا البختري بن هشام ، و يأبى عظم الناس إلا أن المجذر هو الذي قتله ، بل قتله من غير شك أبو داود المازني و سلبه سيفه ، فكان عند بنيه حتى باعه بعضهم من بعض ولد أبي البختري .
قال ابن إسحاق : حدثني يحيى بن عباد ، عن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه ، قال : و حدثنيه أيضاً عبد الله بن ابي بكر و غيرهما ، أن عبد الرحمن بن عوف لقيه أمية بن خلف ، و معه ابنه علي ، و مع عبد الرحمن أدراع استلبها ، قال : هل لك في ؟ فأنا خير لك من هذه الأدراع التي معك . قال : قلت نعم ، فطرحت الأدراع من يدي ، و أخذت بيده و يد ابنه ، و هو يقول : ما رأيت كاليوم قط ! أما لكم حاجة في اللبن ؟ ثم خرجت أمشي بهما .
=====

اسير الصحراء 05-28-2006 06:46 AM

قال : حدثني عبد الواحد بن أبي عون ، عن سعد بن إبراهيم عن أبيه ، عن عبد الرحمن ابن عوف ، أن أمية بن خلف قال له : من الرجل منكم المعلم بريشة نعامة في صدره ؟ قال : قلت ذاك حمزة بن عبد المطلب . قال : ذاك الذي فعل بنا الأفاعيل . قال عبد الرحمن : فو الله إني لأقودهما إذ رآه بلال معي ، و كان هو الذي يعذب بلالاً بمكة على ترك الإسلام ، فيخرجه إلى رمضاء مكة إذا حميت ، فيضجعه على ظهره ، ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع في صدره ، ثم يقول : لا تزال هكذا أو تفارق دين محمد . فيقول بلال : أحد أحد . قال : فلما رأس قال : رأس الكفر أمية بن خلف ؟ لا نجوت إن نجا . قال : قلت أي بلال أبا أسيري ؟ قال : لا نجوت إن نجا . قال : ثم صرخ بأعلى صوته يا أنصار الله ! رأس الكفر أمية بن خلف ، لا نجوت إلا نجا . قال : فأحاطوا بنا حتى جعلونا في مثل المسكة و أنا أذب عنه . قال : فأخلف رجل السيف فضرب رجل ابنه فوقع ، و صاح أمية بن خلف صيحة ما سمعت مثلها قط . قال : فقلت انج بنفسك و لا نجاء به ، فو الله ما أغني عنك شيئاً . قال : فهبروهما بأسيافهما حتى فرغوا منهما . قال : فكان عبد الرحمن يقول : يرحم الله بلالاً ، ذهبت أدراعي و فجعني بأسيري .
قال ابن إسحاق : و حدثني عبد الله بن أبي بكر ، أنه حدث عن ابن عباس ، قال : حدثني رجل من بني غفار ، قال : أقبلت أنا و ابن عم لي ، حتى أصعدنا في جبل يشرف بنا على بدر ، و نحن مشركان ننتظر الوقعة على من تكون الدبرة ، فننتهب مع من ينتهب . قال : فبينا نحن في الجبل إذ دنت منا سحابة ، فسمعنا فيها حمحمة الخيل ، فسمعت قائلاً يقول : أقدم حيزوم . فأما ابن عمي فانكشف قناع قلبه ، فمات مكانه . و أما أنا فكدت أهلك ثم تماسكت .
قال : و حدثني عبد الله بن أبي بكر ، عن بعض بني ساعدة ، عن أبي أسيد مالك ابن ربيعة ، و كان قد شهد بدراً ، قال بعد أن ذهب بصره : لو كنت اليوم ببدر و معي بصري لأريتكم الشعب الذي خرجت منه الملائكة ، لا أشك و لا أتمارى .
قال : و حدثني أبي إسحاق بن يسار ، عن رجال من بني مازن بن النجار ، عن أبي داود المازني ــ و كان شهد بدراً ــ قال : إني لأتبع رجلا من المشركين يوم بدر لأضربه ، إذ وقع رأسه قبل أن يصل إليه سيفي ، فعرفت أنه قد قتله غيري . و حدثني من لا أتهم عن مقسم مولى عبد الله بن الحارث ، عن عبد الله بن عباس ، قال : كانت سيما الملائكة يوم بدر عمائم بيضاً ، قد أرسلوها في ظهورهم ، و يوم حنين عمائم حمراً .
و روينا هذا الخبر من طريق مالك بن سليمان الهروي ، عن الهياج ، عن الحسن بن عمارة ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس بمعناه ، ولم تقاتل الملائكة في يوم سوى يوم بدر ، و كانوا يكونون فيما سواه من الأيام عدداً و مدداً لا يضربون .
و ذكر ابن هشام ، عن بعض أهل العلم أن جبريل عليه السلام كانت يوم بدر عمامة صفراء ، و كان شعراهم يوم بدر أحد أحد .
قال ابن إسحاق : فلقي فرغ رسول الله صلى الله عليه و سلم من عدوه أمر بأبي جهل أن يلتمس في القتلى ، و كان أول من لقي أبا جهل كما حدثني ثور زيد عن عكرمة عن ابن عباس و عبد الله بن أبي بكر أيضاً قد حدثني ذلك ، قالا : قالا : معاذ بن عمرو بن الجموح ــ أخر بني سلمة ــ : سمعت القوم و أبو جهل في مثل الحرجة ، و هم يقولون : أبو الحكم لا يخلص إليه . قال : فلما سمعتها جعلته من شأني ، فصمدت نحوه ، فلما أمكنني حملت عليه فضربته ضربة أطنت قدهم بنصف ساقه ، فو الله ما شبهتها حين طاحت إلا بالنواة تطيح من تحت مرضخة النوى حين يضرب بها ، قال : و ضربني ابنه عكرمة على عاتقي فطرح يدي ، فتعلقت بجلدة من جسمي ، و أجهضني القتال عنه ، فلقد قاتلت عامة يومي ، و إني لأسحبها ، فلما آذتني وضعت عليها قدمي ، ثم تمطيت بها عليها حتى طرحتها .
قال القاضي أبو الفضل عياض بن موسى : و زاد ابن وهب في روايته : فجاء يحمل يده فبصق عليها رسول الله صلى الله عليه و سلم فلصقت .
قال ابن إسحاق : ثم عاش بعد ذلك حتى كان زمن عثمان . ثم مر بأبي جهل ــ و هو عقير ــ معوذ بن عفراء ، فضربه حتى أتيته و به رمق . و قاتل معوذ حتى قتل . فمر عبد الله بن مسعود بأبي جهل حين أمرر صلى الله عليه و سلم أن يلتمس في القتلى ، و قد قال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فيما بلغني : انظروا إن خفي عليكم في القتلى إلى أثر جرح في ركبته ، فإني ازدحمت يوماً أنا و هو على مأدبة لعبد الله بن جدعان ، و نحن غلامان ، و كنت أشف منه يسير ، فدفعته فوقع على ركبته فجحش على أحدهما جحشاً لم يزل أثره به. قال عبد الله بن مسعود فوجدته بآخر رمق ، فعرفته ، فوضعته رجلي على عنقه ــ قال : و قد كان ضبث بي مرة بمكة فآذاني و لكزني ــ ثم قلت له : هل أخزاك الله ياعدو الله ؟ قال : و بماذا أخزاني ؟ أعمد من رجل قتلتموه ؟ أخبرني لمن الدبرة اليوم ؟ قال : قلت لله و رسوله . قال ابن هشام : و يقال أعار على رجل قتلتموه ؟ أخبرني لمن الدائرة اليوم ؟ . قال ابن إسحاق : و زعم رجال من بني مخزوم أن ابن مسعود كان يقول قال لي : لقد ارتقيت يا رويعي الغنم مرتقى صعباً . قال : ثم احتززت رأسه ، ثم جئت به رسول الله صلى الله عليه و سلم ، قفلت : يا رسول الله ! هذا رأس عدو الله أبي جهل . قال : فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : الله الذي لا إله غيره ــ قال : و كان يمين رسول الله صلى الله عليه و سلم ــ قال : قلت : نعم و الله الذي لا إله غيره . ثم ألقيت رأسه بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فحمد الله تعالى .
أخبرنا عبد الرحيم بن يوسف الموصلي بقراءة والدي عليه ، قال : أخبرنا أبو علي حنبل ابن عبد الله الرصافي ، أن أبا القاسم بن الحصين أخبره ، قال : أخبرنا أبو علي بن المذهب .
قال : " أخبرنا أبو بكر القطيعي ، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثنا أبي ، حدثنا يوسف ابن الماجشون ، عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ، عن أبيه ، عن عبد الرحمن ابن عوف ، أنه قال : إني لواقف يوم بدر في الصف ، نظرت عن يميني و عن شمالي ، فإذا أنا بين غلامين من الأنصار حدثية أسنانهما ، تمنيت لو كنت بين أضلع منهما ، فغمرني أحدهما ، فقال : يا عم ! هل تعرف أبا جهل بن هشام ؟ قال : قلت : نعم ، و ما حاجتك يا ابن أخي ؟ قال : بلغني أنه كان يسبب رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و الذي نفسي بيده لئن رأيته لم يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا . قال : فغمزني الآخر فقال مثلها . قال : فعجبت لذلك . قال : فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يزول في الناس ، فقلت لهما : ألا تريان ؟ هذا صاحكبما الذي تسألان عنه . فابتدراه بسيفهما ، فضرباه حتى قتلاه ، ثم انصرفا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبراه ، فقال : أيكما قتله . فقال كل واحد منهما : أنا قتلته . قال : هل مسحتما سيفيكما ؟ قالا : لا . فنظر في السيفين ، فقال : كلاكما قتله . و قضى بسلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح ، و هما : معاذ بن عمرو بن الجموح و معاذ بن عفراء " . رواه مسلم عن يحيى بن يحيى عن يوسف بن الماجشون فرقع لنا علياً .
و روينا عن ابن عقبة : " أن عبد الله بن مسعود وجده مقنعاً في الحديد ، و هو منكب لا يتحرك ، فظن أنه قد اثبت ، فتناول قائم سيفه فاستله و هو منكب لا يتحرك ، فرفع سابغة البيضاء عن قفاه فضربه ، فوقع رأسه بين يديه ، فلما نظر إليه ، إذ هو ليس به جراح ، و أبصر في عنقه جدراً ، و في يديه و كتفيه ، كهيئة آثار السياط ، فأتى النبي صلى الله عليه و سلم فأخبره ، فقال : ذاك ضرب الملائكة " .
و روينا عن ابن عائذ : " حدثنا الوليد ، قال : حدثني خليد ، عن قتادة ، أنه سمعه يحدث : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إن لكل أمة فرعوناً ، و إن فرعون هذه الأمة أبو جهل قتله الله شر قتلة ، قتله ابنا عفراء ، و قتلته الملائكة ، و تذافه ابن مسعود . يعني أجهز عليه " .
قال ابن إسحاق : و قاتل عكاشة بن محصن الأسدي يوم بدر بسيفه حتى انقطع في يده ، فأتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأعطاه جذلاً من حطب ، فقال : قاتل بهذا يا عكاشة فلام أخذه من رسول الله صلى الله عليه و سلم هزه فعاد سيفاً في يده طويل القامة ، شديد المتن ، أبيض الحديدة ، فقاتل به حتى فتح الله على المسلمين ، و كان ذلك السيف يسمى العون ، ثم لم يزل عنده يشهد به المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى قتل في الردة و هو عنده ؟
و قال الواقدي : و حدثني أسامة بن زيد الليثي ، عن داود بن الحصين ، عن رجال من بني عبد الأشهل ، قال : انكسر سيف سلمة بن أسلم بن الحريش يوم بدر ، فبقي أعزل لا سلاح معه ، فأعطاه رسول الله صلى الله عليه و سلم قضيباً كان في يده من عراجين ابن طاب ، فقال : اضرب به . فإذا هو سيف جيد ، فلم يزل عنده حتى قتل يوم جسر أبي عبيد .
قال ابن إسحاق : و حدثني يزيد بن رومان : عن عروة بن الزبير ، عن عائشة رضي الله عنها الله ، قالت : لما أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بالقتلى أن يطرحوا في القليب طرحوا فيه إلا ما كان من أمية بن خلف فإنه اتنفخ في درعه فملأها ، فذهبوا ليحروكوه فتزايل ، فأقروه ، و ألقوا عليه ما غيبه من التراب و الحجارة .
===========

اسير الصحراء 05-28-2006 06:46 AM

و روينا عن الطبراني : " حدثني موسى بن الحسن الكسائي ، حدثنا شيبان بن فروخ ، حدثنا سليمان بن المغيرة ، عن ثابت ، عن أنس بن مالك ، قال : أنشأ عمر بن الخطاب يحدثنا عن أهل بدر ، فقال : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يرينا مصارع أهل بدر بالأمس من بدر ، يقول : هذا مصرع فلان غدا إن شاء الله . قال عمر : فو الذي بعثه بالحق ما أخطؤوا الحدود التي حدها رسول الله صلى الله عليه و سلم ، حتى انتهى إليهم ، فقال : يا فلان بن فلان ، و يا فلان بن فلان ، هل وجدتم ما وعدكم الله و رسوله حقاً فإني وجدت ما وعدني الله حقاً ؟ فقال عمر : يا رسول الله ! كيف تكلم أجساداً لا أراوح فيها ؟ فقال : ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ، غير أنهم لا يستطيعون أن يردوا شيئاً " .
و روينا عن ابن عائذ : " أخبرني الوليد بن مسلم ، أخبرني سعيد بن بشير ، عن قتادة ، عن أنس ، عن أبي طلحة ، أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا ظهر على قوم ، أقام بالعرصة ثلاثاً فلما كان يوم بدر أقام ثلاثاً ، و ألقى بضعة و عشرين رجلاً من صناديد قريش في طوي من أطواء بدر ، ثم أمر براحلته فشد عليها رحلها ، فقلنا : إنه منطلق لحاجة ، فانطلق حتى وقف على شفى الركي ، فجعل يقول : يا فلان بن فلان ، و يا فلان بن فلان " الحديث .
و روينا من طريق مالك بن سليمان الهروي ، حدثنا معمر ، عن حميد الطويل عن أنس و في آخره ، قال : قتادة : أحياهم الله حتى سمعوا كلام رسول الله صلى الله عليه و سلم توبيخاً لهم . هذا حمل لهذا الخبر على ظاهره .
و قد روينا عن عائشة رضي الله عنها أنها تأولت ذلك ، و قالت : إنما أراد النبي صلى الله عليه و سلم أنهم الآن ليعملون أن الذي أقول لهم هو الحق ثم قرأت " إنك لا تسمع الموتى " [ النمل : 80 ] الآية .
رجع إلى الخبر عن ابن إسحاق : قال : و تغير وجه أبي حذيفة بن عتبة عند طرح أبيه في القليب ، ففطن له رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فقال له : لعلك : دخلك في شأن أبيك شيء ؟ فقال : لا و الله ، لكني كنت أعرف من أبي رأياً و حلماً و فضلاً ، فكنت أرجو أن يهديه الله للإسلام ، فرأيت ما مات عليه أحزنني ذلك ، فدعا له رسول الله صلى الله عليه و سلم بخير ، و قال له خيراً .
و مات يومئذ فتية من قريش على كفرهم ممن كان فتن على الإسلام ، افتتن بعد إسلامه ، منهم من بني الأسد : الحارث بن زمعة بن الأسود ، و من بني مخزوم أبو قيس ابن الفاكه ، و أبو قيس بن الوليد بن المغيرة . و من بني جمح : علي بن أمية بن خلف .
و من بني سهم : العاصي بن منبه بن الحجاج . فنزل فيهم " إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم " [ النساء : 97 ] .
ثم أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بما في العسكر مما جمع الناس ، فجمع ، فاختلف المسلمون فيه ، فقال من جمعه أبو بكر هو لنا ، و قال الذين كانوا يقاتلون العدو و يطلبونه : لولا نحن ما أصبتموه ، نحن شغلنا عنكم العدو فهو لنا ، و قال الذين كانوا يحرسون رسول الله صلى الله عليه و سلم : لقد رأينا أن نقتل العدو حين منحنا الله أكتافهم ، و لقد رأينا أن نأخذ المتاع حين لم يكن له من يمنعه ، و لكنا خفنا على رسول الله صلى الله عليه و سلم كرة العدو ، فما أنتم بأحق به منا . فنزعه الله من أيديهم فجعله إلى رسوله ، فقسمه في المسلمين عن بواء ، يقول : على السواء .
و روينا عن ابن عائذ : " أخبرني الوليد بن مسلم ، قال : و أخبرني سعيد بن بشير ، عن محمد بن السائب الكلبي ، عن أبي صالح ـ عن ابن عباس ، أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما كان يوم بدر ، قال : من قتل قتيلاً فله سلبه ، و من جاء بأسير فله سلبه . فجاء أبو اليسر بأسيرين ، فقال سعد : أي رسول الله صلى الله عليه و سلم ! أما و الله ما كان بنا جبن عن العدو و لاضن بالحياة أن نصنع ما صنع إخواننا ، و لكن رأيناك قد أفردت ، فكرهنا أن تكون بمضيعة . قال : فأمرهم رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يوزعوا تلك الغنائم بينهم " .
المشهور أن قول رسول الله صلى الله عليه و سلم " من قتل قتيلاً فله سلبه " إنما كان يوم حنين و أما قوله ذلك يوم بدر و أحد فأكثر ما يوجد من رواية من لا يحتج به .
و قد روي أرباب المغازي و السير أن سعد بن أبي الوقاص قتل يوم بدر سعيد بن العاص ، و أخذ سيفه ، فنفله رسول الله صلى الله عليه و سلم إياه ، حتى نزلت سورة الأنفال ، و أن الزبير بن العوام بارز يومئذ رجلاً فنفله رسول الله صلى الله عليه و سلم سلبه ، و أن ابن مسعود نفله رسول الله صلى الله عليه و سلم يومئذ سلب أبي جهل . و أما ابن الكلبي فمضعف عندهم ، و روايته عن أبي صالح عن ابن عباس مخصوصة بمزيد تضعيف .
رجع إلى خبر عن ابن إسحاق : ثم بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم عبد الله بن رواحة بشيراً إلى أهل العالية بما فتح الله على رسوله و على المسلمين ، و بعث زيد بن حارثة إلى أهل السافلة . قال أسامة بن زيد : فأتانا الخبر حين سوينا على رقية بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم ، ثم أقبل عليه الصلاة و السلام قافلاً إلى المدينة و معه الأسارى من المشركين ، و فيهم عقبة ابن أبي معيط ، و النضر بن الحارث ، و احتمل رسول الله صلى الله عليه و سلم معه النفل الذي أصيب من المشركين ، و جعل عليه عبد الله بن كعب من بني مازن بن النجار ، ثم أقبل عليه الصلاة و السلام حتى إذا خرج من مضيق الصفراء ، فقسم النفل بين المسلمين على السواء و بالصفراء أمر علياً فقتل النضر بن الحارث ، ثم بعرق الظبية قتل عقبة بن أبي معيط ، فقال حين قتله : من للصبية يا محمد ؟ قال : النار . و الذي قتله عاصم بن ثابت بن أبي الأفلح ، و قيل : علي . و الذي أسره عبد الله بن سلمة ، ثم مضى رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى قدم بالمدينة قبل الأسارى بيوم .
قال ابن إسحاق : و حدثني نبيه بن وهب ، أخو بني عبد الدار أن رسول الله صلى الله عليه و سلم حين أقبل بالأسارى فرقهم بين أصحابه ، و قال استوصوا بهم خيراً . قال : فكان أبو عزيز ابن عمير بن هاشم أخو مصعب لأبيه و أمه في الأسارى فقال : مر بي أخي مصعب و رجل من الأنصار يأسرني ، فقال له : شد يديك به فإن أمه ذات متاع ، لعلها تفديه منك . فكنت في رهط من الأنصار حين أقبلوا بي من بدر ، فكانوا إذ قدموا غداءهم و عشاءهم خصوني بالخبز و أكلوا التمر ، لوصية رسول الله صلى الله عليه و سلم إياهم بنا ، ثم فدي بأربعة آلاف درهم و هي أعلى الفداء .
و ذكر قاسم بن ثابت في دلائله أن قريشاً لما توجهت إلى بدر مر هاتف من الجن على مكة في اليوم الذي أوقع بهم المسلمون ، و هو ينشد بأبعد صوت و لا يرى شخصه :
أزار الحنيفيون بدراً وقيعة سينقض منها ركن كسرى وقيصرا
أبادت رجالاً من قريش و أبرزت خرائد يضربن الترائب حسرا
فيا ويح من أمسى عدو محمد لقد جار عن قصد الهوى و تحيرا
فقال قائلهم : من الحنيقيون ؟ فقالوا : هو محمد و أصحابه ، يزعمون أنهم على دين إبراهيم الحنيف ، ثم لم يلبث النفر أن جاءهم الخبر .
رجع إلى الأول : و كان أول من قدم بمصابهم الحيسمان بن عبد الله الخزاعي ، ــ و كان يسمى ابن عبد عمرو ، و أسلم بعد ذلك ــ فقال : قتل عتبة و شيبة و أبو الحكم و أمية و فلان و فلان . فقال صفوان بن أمية و هو جالس في الحجر : و الله إن يعقل هذا فسلوه عني ، فسألوه ، فقال هو ذاك جالساً في الحجر ، و قد رأيت أباه و أخاه حين قتلا .

اسير الصحراء 05-28-2006 06:47 AM

ذكر الخبر عن مهلك أبي لهب
قال ابن إسحاق : و حدثني حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس ، عن عكرمة مولى ابن عباس ، قال : قال أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم : كنت غلاماً للعباس بن عبد المطلب و كان الإسلام قد دخلنا أهل البيت ، فأسلم العباس ، و أسلمت أم الفضل ، و أسلمت أنا ، و كان العباس يهاب قومه و يكره خلافهم ، فكان يكتم إسلامه ، وكان ذا مال ، فلما جاء الخبر عن مصاب قريش ببدر ، و كنت رجلاً ضعيفاً أعمل الأقداح ، أنحتها في حجرة زمزم ، فو الله إني لجالس فيها أنحت أقداحي ، و عندي أم الفضل جالسة ، وقد سرنا ما جاءنا من الخبر ، إذأقبل أبو لهب يجر رجليه بشر ، حتى جلس على طنب الحجرة فكان ظهره إلى ظهري ، فبينما هو جالس إذ قدم أبو سفيان بن الحارث ، فقال أبو لهب : هلم إلي فعندك الخبر . فقال : و الله ما هو إلا ان لقينا القوم فمنحناهم أكتافنا ، يقتلونا كيف شاؤوا ، و يأسروننا كيف شاؤوا ، و ايم الله مع ذلك ما لمت الناس ، لقينا رجال بيض على خيل بلق بين السماء والأرض ، و الله ما تليق شيئاً و لا يقوم لها شيء ، قال أبو رافع : فرفعت طنب الحجرة بيدي ، ثم قلت : تلك و الله الملائكة . قال فرفع أبو لهب يده فضرب و جهي ضربة شديدة . قال : و ثاورته ، فاحتملني فضرب بي الأرض ، ثم برك علي يضربني ، فقامت أم الفضل إلى عمود فضربته به ضربة فلغت في رأسه شجة منكرة ، و قالت : استضعفته أن غاب عنه سيده . فقام مولياً ذليلاً ، فو الله ما عاش إلا سبع ليال ، حتى رماه الله بالعدسة فقتلته .
قال ابن إسحاق في رواية يونس بن بكير عنه : أنهم لم يحفروا له ، و لكن أسندوه إلى حائط ، و قذفوا عليه الحجارة من خلف الحائط ، حتى واروه .
و ذكر محمد بن جرير الطبري في تاريخه : أن العدسة قرحة كانت العرب تتشاءم بها ، و يرون أنها تعدي أشد العدوى ، فلما أصابت أبا لهب تباعد عنه بنوه ، و بقي بعد موته ثلاثاً لا تقرب جنازته ، و لا يحاول دفنه ، فلما خافوا السبة في تركه ، حفروا له ثم دفعوه بعود في حفرته ، و قذفوه بالحجارة من بعيد حتى واروه . و يروى أن عائشة رضي الله عنها كانت إذا مرت بموضعه ذلك غطت وجهها .
قال ابن إسحاق : و حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه عباد ، و قال : ناحت قريش على قتلاهم ، ثم قالوا : لا تفعلوا فيبلغ محمداً و أصحابه فيشمتوا بكم ، و لا تبعثوا في أسراكم حتى تستأنوا بهم لا يأرب عليكم محمد و أصحابه في الفداء .
قال ابن عقبة : أقام النوح شهراً .
قال ابن إسحاق : و كان الأسود بن المطلب قد أصيب له ثلاثة من ولده : زمعة بن الأسود ، و عقيل بن الأسود ، و الحارث بن زمعة ، و كان يحب أن يبكي على بنيه ، قال : فبينما هو كذلك ، إذا سمع صوت نائحة من الليل ، فقال لغلام له و قد ذهب بصره : انظر هل أحل النحت ؟ هل بكت قريش على قتلاها ؟ لعلي أبكي على أبي حكيمة ـ يعني زمعة ـ فإن جوفي قد احترق . قال : فلما رجع إليه الغلام ، قال : إنما هي امرأة تبكي على بعير لها أضلته ، قال : فذلك حين يقول الأسود :
أتبكي أن يضل لها بعير و يمنعها من النوم السهود
فلا تبكي على بكر و لكن على بدر تقاصرت الجدود
و كان في الأسارى أبو وداعة بن ضبيرة السهمي ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن له بمكة ابنا كيساً تاجراً ذا مال ـ يعني المطلب ـ و كأنكم به قد جاء في طلب فداء أبيه ". فلما قالت قريش : لا تعجلوا بفداء أسراكم ، لا يأرب عليكم محمد وأصحابه . قال المطلب : صدقتم لا تعجلوا ، و انسل من الليل ، فقدم المدينة ، فاخذ أباه بأربعة آلاف درهم و انطلق ، فبعثت في فداء الأسارى ، فقدم مكرز بن حفص بن الأحنف في فداء سهيل بن عمرو ، و كان الذي أسره مالك بن الدخشم ، و كان سهيل أعلم من شفته السفلى .
قال ابن إسحاق : " و حدثني محمد بن عمرو بن عطاء أخو بني عامر بن لؤي ، أن عمر بن الخطاب قال لرسول الله صلى الله عليه و سلم : يا رسول الله ! دعني أنزع ثنيتي سهيل ابن عمرو يدلع لسانه ، فلا يقوم عليك خطيباً في موطن أبداً . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا أمثل به فيمثل الله بي و إن كنت نبياً ".
قال ابن إسحاق : " و قد بلغني أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لعمر في هذا الحديث : عسى أن يقوم مقاما لا تذمه " .
فلما قاولهم مكرز و انتهى إلى رضاهم ، قالوا : هات الذي لنا . قال : اجعلوا رجلي مكان و خلوا سبيله حتى يبعث إليكم بفدائه ، ففعلوا . و كان عمرو بن أبي سفيلن أسيراً في يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فقيل لأبي سفيان : افد عمراً ابنك . فقال : أيجمع علي دمي و مالي ، قتلوا حنظلة و أفدي عمراً ، دعوه في أيديهم يمسكونه ما بدا لهم . قال : فبينا هو كذلك إذ خرج سعد بن النعمان بن أكال أخو بني عمرو بن عوف معتمراً ، فعدا عليه أبو سفيان فحبسه بابنه عمرو ، ثم قال أبو سفيان :
أرهط ابن أكال أجيبوا دعاءه تعاقدتم لا تسلموا السيد الكهلا
فإن بني عمرو بن عوف أذلة لئن يفكوا عن أسيرهم الكبلا
و في رواية : بني عمرو لئام أذلة . ففدي به .
و كان فيهم أبو العاص بن الربيع ختن رسول الله صلى الله عليه و سلم على ابنته زينب ، بعثت فيه بقلادة لها كانت خديجة أدخلتها بها عليه حين بنى عليها . قال : " فلما رآها رسول الله صلى الله عليه و سلم رق لها رقة شديدة ، و قال : إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها و تردوت عليها قلادتها فافعلوا . قالوا : نعم يا رسول الله ! فأطلقوه و ردوا عليها الذي لها " .
و روينا عن طريق أبي داود : " حدثنا عبد الله بن محمد النفلي ، حدثنا محمد بن سلمة ، عن محمد بن إسحاق ، عن يحيى بن عباد ، عن أبيه عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن عائشة رضي الله عنها بنحوه ، و في آخره : فكان النبي صلى الله عليه و سلم أخذ عليه ، أو وعده ، أن يخلي سبيل زينب إليه ، و بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم زيد بن حارثة و رجلاً من الأنصار ، فقال : كونا ببطن يأجج حتى تمر بكما زينب ، فتصحباها حتى تأتيا بها . و ممن من عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم بغير فداء أيضاً : المطلب بن حنطب ، و صيفي بن أبي رفاعة ، و أبو عزة الجمحي و أخذ عليه أن لا يظاهر عليه أحداً " .
قال ابن إسحاق : و حدثني محمد بن جعفر بن الزبير ، عن عروة بن الزبير ، قال : جلس عمير بن وهب الجمحي مع صفوان بن أمية بعد مصاب أهل بدر من قريش بيسير في الحجر ، و كان عمير بن وهب شيطاناً من شياطين قريش ، و كان ممن يؤذي رسول الله صلى الله عليه و سلم و أصحابه ، و يلقون منه عناء و هو بمكة ، و كان ابنه و هب بن عمير في أسارى بدر ، فذكر أصحاب القليب و مصابهم ، فقال صفوان : إن في العيش و الله خير بعدهم . قال له عمير : صدقت أما و الله لولا دين علي ليس له عندي قضاء ، و عيال أخشى عليهم الضيعة بعدي ، لركبت إلى محمد حتى أقتله ، فإن لي فيهم علة ، ابني أسير أيديهم . قال : فاغتنمها صفوان ، فقال : علي دينك أنا أقضيه عنك ، و عيالك مع عيالي أوا سيهم ما بقوا ، لا يسعني شيء و يعجز عنهم . قال عمير : فاكتم عني شأني و شأنك . قال : أفعل . قال : ثم أمر عمير بسيفه فشحذ له و سم . ثم انطلق حتى قدم المدينة ، فبينا عمر بن الخطاب في نفر من المسلمين يتحدثون عن يوم بدر ، و يذكرون ما أكرمهم الله به ، و ما أراهم من عدو هم ، إذ نظر عمر إلى عمير بن وهب حين أناخ على باب المسجد متوشحاً السيف .
فقال : هذا الكلب عدو الله عمير بن وهب ما جاء إلا لشر ، و هذا الذي حرش بيننا و حزرنا للقوم يوم بدر ، ثم دخل عمر على رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فقال : يا نبي الله ! هذا عدوا الله عمير بن وهب قد جاء متوشحاً سيفه . قال : فأدخله علي . قال : فأقبل عمر حتى أخذ بحمالة سيفه في عنقه ، فلبيه بها ، و قال لرجال ممن كانوا معه من الأنصار : ادخلوا على رسول الله صلى الله عليه و سلم فاجلسوا عنده و احذروا عليه هذا الخبيث فإنه مأمون . ثم دخل به على رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه و سلم و عمر آخذ بحمالة سيفه في عنقه . قال : أرسله يا عمر . ادن يا عمير ، فدنا ، ثم قال : أنعموا صباحاً ـ و كانت تحية أهل الجاهلية بينهم ـ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك يا عمير ، بالسلام تحية أهل الجنة . قال : أما و الله إن كنت بها يا محمد لحديث عهد . قال : فما جاء بك ياعمير ؟
قال : جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم ، فأحسنوا فيه . قال : فما بال السيف في عنقك ؟
قال : قبحها الله من سيوف ، و هل أغنت عنا شيئاً ! قال : اصدقني ما الذي جئت له ؟ قال : ما جئت إلا لذلك . قال . بلى ، قعدت أنت و صفوان بن أمية في الحجر ، فذكرتما أصحاب القليب من قريش ، ثم قلت : لولا دين علي و عيال لي لخرجت حتى أقتل محمداً ، فتحمل لك صفوان بدينك و عيالك عاى أن تقتلي له ، و الله حائل بينك و بين ذلك . قال عمير : أشهد أنك رسول الله ، قد كنا يا رسول الله نكذبك بما تأتي به من خبر السماء و ما ينزل عليك من الوحي ، و هذا أمر لم يحضره إلا أنا و صفوان ، فو الله إني لأعلم ما أتاك به إلا الله ، فالحمد لله الذي هداني للإسلام و ساقني هذا المساق . ثم تشهد شهادة الحق . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : فقهوا أخاكم في دينه ، و أقرئوه القرآن ، و أطلقوا له أسيره ، ففعلوا ذلك . ثم قال : يا رسول الله ! إني كنت جاهداً على إطفاء نور الله ، شديد الأذى لمن كلن دين الله ، فأنا أحب أن تأذن لي ، فأقدم مكة فأدعوهم إلى الله و إلى الإسلام ، لعل الله يهديهم و إلا آذيتهم في دينهم كما كنت أؤذي أصحابك في دينهم . قال : فأذن له رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فلحق بمكة ، قال : و كان صفوان حين خرج عمير يقول : أبشروا بوقعة تأتيكم الآن في أيام تنسيكم و قعة بدر . و كان صفوان يسأل عنه الركبان ، حتى قدم راكب فأخبره عن إسلامه ، فحلف أن لا يكلمه أبداً و أن لا ينفعه بنفع أبداً .

اسير الصحراء 05-28-2006 06:47 AM

ذكر فوائد تتعلق بهذه الأخبار
بدر بن قريش بن يخلد بن النضر حفر هذه البئر فنسبت إليه .
و التحسس ـ بالحاء ـ أن تتسمع الأخبار بنفسك ـ و بالجيم ـ أن تفحص عنها بغيرك
و اللطيمة : العير تحمل الطيب و البز .
و ضيعة الرجل : حرفته و صناعته .
و المقنب زهاء ثلاثمائة من الخيل .
و قوله : لاط له بأربعة آلاف درهم ، أي أربى له الحديث " و ما كان من دين لا رهن فيه فهو لياط " و أصل هذه اللفظة من اللصوق .
و تعور ما وراءه من القلب : قيد بالعين من المهملة و بالغين المعجمة و تشديد الواو ، و السهيلي يقول بضم العين المهملة و سكون الواو ، قال : و جاء على لغة من يقول : قول القول و بوع المتاع .
و حقبت الحرب : اشتدت .
و مستنتل : متقدم أمام الصف .
و العريش : ما يستظل به .
و أطن قدمه : أسرع قطعها فطنت ، أي طارت .
و المسكة : السوار من الذيل ، و هو جلد السحلفاة .
و أخلف الرجل سيفه : مده لحاجته .
أقدم حيزوم : بضم الدال ، أي أقدم الخيل ، و حيزوم اسم فرس جبريل ، و قيل في تقيدها غير ذلك .
و مرضخة النوى : بالحاء المهملة و بالمعجمة ، و قيل : الرضح بالمهملة : كسر اليابس ، و بالمعجمة : كسر الرطب .
و ضبث الشيء : قبض عليه بيده ، و ضبثه : ضربه .
و جهيم بن الصلت : أسلم خبير ، و وقع في الرواية : ابن أبي الصلت .
و معوذ بن عفراء ، بكسر الواو ، و كان الوقشي يأبى إلا الفتح .
و المجذر عبد الله بن زياد ، قال أبو عمر : و يقال ذياد ، و الكسر أكثر .
و أبو سيد مالك بن ربيعة : قال عياض : قال فيه عبد الرزاق و وكيع : بضم الهمزة . و قال ابن المهدي : بفتحها ، قال أحمد بن حنبل : و الصواب الأول .
و أبو داود المازني : اسمه ، و قيل عمير بن عامر ، و كان الجياني يقول : أبو دؤاد .
و ذكر عياض أن ابن مسعود إنما وضع رجله على عنق أبي جهل لتصدق رؤياه ، قال ابن قتيبة : ذكر أن أبا جهل قال لابن مسعود : لأقتلنك . فقال : و الله ، لقد رأيت في النوم أني أخذت حدجة حنظل فوضعتها بين كتفيك ، و رأيتني أضرب كتفيك بنعلي ، و لئن صدقت رؤياي لأطأن رؤياي على رقبتك و لأذبحنك ذبح الشاة . الحدجة : الحنظلة الشديدة .
فلما انقضى أمر بدر أنزل الله فيه سورة الأنفال بأسرها .

اسير الصحراء 05-28-2006 06:48 AM

ذكر تسمية من شهد بدراً من المسلمين ـ أولاً : من شهدها من المهاجرين ـ
من بني هاشم بن عبد مناف : محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و حمزة بن عبد المطلب ، و علي بن أبي طالب .
و من مواليهم : زيد بن حارثة ، و أنسة ، و أبو كبشة .
و من حلفائهم : أبو مرثد حليف حمزة ، و ابنه مرثد = ثمانية .
و من بني المطلب بن عبد مناف : عبيدة بن الحارث بن المطلب ، و أخواه : الطفيل و الحصين ، و مسطح بن أثاثة = أربعة .
و من بني عبد شمس بن عبد مناف : عثمان بن عفان ـ خلفه عليه الصلاة و السلام على ابنته رقية ، و ضرب له بسهمه و أجره ، فهو معدود فيهم ـ و أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة ، و سالم مولاه ، و صبيح مولى أبي العاص بن أمية ، و قيل : رجع لمرض أصابه ، ثم شهد ما بعد بدر .
و من حلفائهم : عبد الله بن جحش ، و عكاشة بن محصن ، و أخوه أبو سنان و ابنه سنان بن أبي سنان ، و شجاع و عقبة ابنا وهب ، و يزيد بن رقيش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة ، و محرز بن نضلة ، و ربيعة ابن أكثم .
و من حلفاء بني كبير بن غنم بن دودان : ثقف بن عمرو ، و أخواه مالك و مدلج ، و يقال : مدلاج ، و أبو مخشي سويد بن مخشي الطائي حليف لهم = سبعة عشر .
و من بني نوفل بن عبد مناف : عتبة بن غزوان ، و خباب مولاه = رجلان .
و من بني أسد بن عبد العزى بن قصي : الزبير بن العوام ، و حاطب بن أبي بلتعة : عمرو بن راشد بن معاذ اللخمي مولى الزبير ، و سعد مولى حاطب = ثلاثة .
و من بني عبد الدار بن قصي : مصعب بن عمير ، و سويبط = رجلان .
و من بني زهرة : عبد الرحمن بن عوف ، و سعد بن أبي وقاص ، و أخوه عمير .
و من حلفائهم : المقداد بن عمرو ، و عبد الله بن مسعود ، و مسعود بن ربيعة ، و ذو الشمالين عمير بن عبد عمرو بن نضلة بن غبشان بن سليم بن ملكان بن أفصى بن حارثة ابن عمرو بن عامر بن خزاعة ، و خباب بن الأرت بن جندلة بن سعد بن خزيمة بن كعب ابن سعد بن زيد مناة من تميم ـ لحقه سباء في الجاهلية ـ فاشترته امرأة من خزاعة و أعتقته ، و كانت من حلفاء بني زهرة = ثمانية .
و من بني تميم بن مرة : أبو بكر الصديق ، و مولياه : بلال و عامر بن فهيرة ، و صهيب بن سنان ، و طلحة بن عبيد الله [س ] ـ و كان بالشام ، فضرب له رسول الله صلى الله عليه و سلم بسهمه و أجره = خمسة .
و من بني مخزوم : أبو سلمة بن عبد الأسد [ س ] و شماس بن عثمان [ س ] و الأرقم بن أبي الأرقم [ س ] و عمار بن ياسر ـ مولاهم ـ [ س ] و معتب بن عوف السلولي ـ حليف لهم ـ [ س ] = خمسة .
و من بني عدي بن كعب : عمر بن الخطاب [ س ] ، و أخوه زيد ، و مهجع مولاه ، وعمرو بن سراقة [ هب ] ، و واقد بن عبد الله [ هب ] ، و خولي و مالك ابنا أبي خولي [ هب ] و عامر بن ربيعة [ س ] . و عامر [ س ] ، و خالد [ س ] ، و إياس ، و عاقل : بنو البكير ، و سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل [ س ] ، قدم من الشام بعدما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم من بدر ، فكلمه فضرب له بسهمه و أجره = أربعة عشر .
و من بني جمح بن عمرو : عثمان بن مظعون [ س ] ، و أخواه : قدامة و عبد الله ، و ابنه السائب بن عثمان ، و معمر بن الحارث [ س ] = خمسة .
و من بني سهم : خنيس بن حذافة [ س ] = رجل واحد .
و من بني عامر بن لؤي : أبو سبرة بن أبي رهم [ ها ] ، و عبد الله بن مخرمة [ ها ] ، عبد الله بن سهيل بن عمرو [ ها ] ، و عمير بن عوف مولى سهيل بن عمرو ، و سعد بن خوبة حليف لهم [ ها ] = خمسة .
و من بني الحارث بن فهر : أبو عبيدة بن الجراح [ س ] ، و عمرو بن الحارث [ ها ] ، و سهيل بن وهب [ ها ] ، و أخوه صفوان ابنا بيضاء ، و عمرو بن أبي سرح [ ها ] = خمسة .
و ذكر أبو عمر فيهم و هب بن أبي سرح ، أخا عمرو المذكور ، و حكاه عن موسى ابن عقبة ، و لم نره في مغازيه ، و يشبه أن يكون وهماً . و قد ذكر ابن هشام عن غير ابن إسحاق في بني عامر بن لؤي ، وهب بن سعد بن أبي سرح ، و هو ابن الحارث عن حبيب ـ و يقال حبيب بتشديد الياء ـ بن خزيمة بن مالك بن حسل بن عامر فيمن شهد بدراً و هو عند ابن عقبة .
و ذكر ابن عقبة فيهم : عياض بن زهير أبي شداد بن ربيعة بن هلال بن أهيب ابن ضبة بن الحارث بن فهر [ ها ] ، و بعضهم يقول : هلال بن مالك بن ضبة ، و ذكره فيهم أيضاً خليفة بن خياط ، و الواقدي ، و حكاه أبو عمر عن ابن إسحاق من رواية إبراهيم بن سعد عنه .
و حاطب بن عمرو العامري [ س ] ذكره ابن هشام ، و حكاه أبو عمر عن موسى بن عقبة ، و لم نجده في مغازيه .
و ممن ذكره أبو عمر فيهم : خريم بن فاتك الأسدي ، و هو خريم بن الأخرم بن شداد ابن عمرو بن الفاتك بن القليب بن عمرو بن أسد بن خزيمة ، و أخوه سبرة . قال أبو عمر : و قد قيل إن خزيماً هذا و انبه أيمن بن خريم أسلما جميعاً يوم فتح مكة ، و الأول أصح . و قد صحح البخاري و غيره أن خريماً و أخاه سبرة شهدا بدراً ، و هو الصحيح إن شاء الله .
و طليب بن عمير [ ها ] ، قاله الزبير و الواقدي ، و روي عن ابن إسحاق من غير طريق البكائي .
و ممن ذكر فيهم : كثير بن عمرو السلمي حليف بني أسد ، ذكره ابن السراج في روايته عن عمر بن محمد بن الحسن الأسدي عن أبيه ، عن زياد عن ابن إسحاق ، و ذكر أخويه مالك بن عمرو و ثقف بن عمرو ، و قد تقدم ذكرهما . قال أبو عمر لم أر كثيراً في غير هذه الرواية ، و لعله أن يكون ثقف له لقباً و اسمه كثير .
و يزيد بن الأخنس السلمي [ س ] ، و ابنه معن بن يزيد ، و أبوه الأخنس ، و لا يعرف فيمن شهد بدراً ثلاثة أب و جد و ابن إلا هؤلاء ، و أكثر أهل العلم بالسير لا يصحح شهودهم بدراً .
فهؤلاء أربعة و تسعون .
و قد روينا عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن الزبير ، قال : ضرب يوم بدر للمهاجرين بمائة سهم .

اسير الصحراء 05-28-2006 06:49 AM

ثانيا : من شهدها من الأنصار
و شهدها من الأنصار ، ثم من الأوس ، ثم :
من بني عبد الأشهل : سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل ، و أخوه عمرو ، و الحارث بن أوس بن معاذ ، و الحارث بن أنس بن رافع بن امرئ القيس ، و أخوه شريك ، و ابنه عبد الله ، و يزيد بن السكن بن رافع بن امرئ القيس ، و ابنه عامر ، و أخوه زياد بن السكن ـ عند ابن الكلبي وحده ـ و ابنه عمارة بن زياد ، و سعد بن زيد [ عج ] ، و سلمة بن سلامة بن وقش ، و عباد بن بشر بن وقش [ عج ] ، و سلمة ابن ثابت بن وقش ، و رافع بن يزيد بن كرز بن سكن بن زعورا ، و إياس بن أوس بن عتيك بن عمرو بن عبد الأعلم بن عامر بن زعورا بن جشم أخي عبد الأشهل من ساكني راتج ، و أخوه الحارث بن أوس عند ابن عقبة ـ و من الناس من يقول في عتيك عبيد ـ و أبو الهيثم بن التيهان [ عب ] ، و أخوه عبيد ـ و يقال عتيك ـ و الحارث بن خرمة بن عدي بن أبي بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج ، حليف لهم ، و محمد بن مسلمة بن خلف بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث [ حليف لهم ] . و من بني حارثة ، و سلمة بن أسلم بن حريش بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث [ حليف لهم ] ، و عبد الله بن سهل بن زيد بن كعب بن عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث [ حليف لهم ] = ثلاثة و عشرون .
و من بني ظفر : و هو كعب بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس : قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد بن كعب ، و عبيد بن أوس بن مالك بن سواد ، و نضرابن الحارث بن عبيد بن رزاح بن كعب ، و معتب بن عبيد عمه . و من حلفائهم عبد الله بن طارق البلوي = خمسة .
و من بني حارثة بن الحارث بن الخزرج : مسعود بن عبد سعد بن عامر بن عدي ابن جشم بن مجدعة بن حارثة ، و أبو عبس عبد الرحمن بن جبر بن عمرو بن زيد بن جشم . و من حلفائهم من بلي : أبو بردة هانئ بن نيار بن عمرو بن عبيد بن كلاب بن دهمان بن غنم بن ذبيان بن هميم بن كاهل بن ذهل بن هني أخي قران ابني بلي أخي بهراء ابني عمرو بن الحاف بن قضاعة = ثلاثة .
و من بني عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس ، ثم من بني ضبيعة بن زيد بن مالك ابن عوف بن عمرو بن عوف : عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح قيس بن عصمة بن مالك ابن أمية بن ضبيعة ، و معتب بن قشير بن مليل بن زيد بن العطاف بن ضبيعة ، و أبو مليل ابن الأزعر بن زيد بن العطاف بن ضبيعة ، و عمير بن معبد بن الأزعر بن زيد بن العطاف ابن ضبيعة = أربعة .
و من بني أمية بن زيد بن مالك : مبشر بن عبد المنذر بن زنبر بن زيد بن أمية ، و رفاعة بن عبد المنذر بن زنبر ، و سعد بن عبيد بن النعمان بن قيس بن عمرو بن زيد ابن أمية ، و عويم بن ساعدة [ عب ] ، و رافع بن عنجدة ـ و هي أمه ، و أبوه عبد الحارث ـ حليف لهم من بلي ، و عبيد بن أبي عبيد ، و ثعلبة بن حاطب ، و زعموا أن أبا لبابة بن عبد المنذر و الحارث بن حاطب بن عمر بن عبيد بن أمية بن زيد خرجا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فرجعهما رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و أمر أبا لبابة على المدينة ، فضرب لهما بسهمين مع أصحاب بدر = تسعة نفر .
و من بني عبيد بن زيد بن مالك : أنيس ، و خداش : ابنا قتادة بن ربيعة بن مطروف بن الحارث بن زيد بن عبيد ، و اسم مطروف خالد . و من حلفائهم من بلي ، معن بن عدي بن الجد بن العجلان بن ضبيعة ، و أخوه عاصم ، ضرب له بسهمه في بدر ، و ثابت بن أقرم ـ و يقال أقرن ـ بن ثعلبة بن عدي بن الجد بن العجلان ، و عبد الله بن سلمة بن مالك بن الحارث بن عدي بن الجد بن العجلان ، و زيد بن أسلم بن ثعلبة بن عدي المذكور . و ربعي بن رافع بن الحارث بن زيد بن حارثة بن الجد بن العجلان = ثمانية نفر .
و من بني معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف : جبر بن عتيك بن قيس ابن هيشة بن الحارث بن أمية بن معاوية ، و عمه الحارث بن قيس . و من حلفائهم : مالك ابن نميلة بن مزينة ـ و نميلة أمه ـ و هو مالك بن ثابت ، و النعمان بن عصر بن عبيد ابن واثلة بن حارثة بن ضبيعة بن حرام بن جعيل بن عمرو بن جشيم بن وذم بن ذبيان ابن هميم بن كاهل بن ذهل بن هني بن بلي ، و عصر بفتحتين ، عند ابن الكلبي ، و مكسور العين ساكن الصاد عند ابن إسحاق و الواقدي و أبي معشر و ابن عقبة ، قاله الدمياطي ـ = أربعة .
و من بني حنش بن عوف بن عمرو بن عوف : سهل بن حنيف بن واهب بن العكيم بن ثعلبة بن الحارث بن مجدعة بن عمرو بن حنش = رجل .
و من بني كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف : المنذر بن محمد بن عقبة بن أحيحة ابن الجلاح ابن الحريش بن جحجبا بن كلفة . و من حلفائهم : أبو عقيل عبد الرحمن ابن عبد الله بن ثعلبة بن بيحان بن عامر بن الحارث بن مالك بن عامر بن أنيف بن جشم ابن عائذ بن عبد الله بن تميم بن عوف بن مناة بن ناج بن بن تيم بن أراش بن عامر بن عبيلة بن قسميل ابن فران بن بلى = رجلان .
و من بني ثعلبة بن عمرو بن عوف : عبد الله بن جبير بن النعمان بن أمية بن البرك ، و هو امرئ القيس بن ثعلبة ، و أخوه خوات بن جبير ، قيل : خرج إلى بدر فكسر بالروحاء ، فرده رسول الله صلى الله عليه و سلم و ضرب بسهمه و أجره و عمهما الحارث بن النعمان ، و أبو ضياح النعمان بن ثابت بن النعمان بن أمية ، و النعمان و الحارث ابنا أبي خزمة بن النعمان بن أمية بن البرك ، و أبو حبة ـ بالباء ـ بن ثابت أخو أبي ضياح ـ عند ابن القداح ـ و أبو حنة ـ بالنون ـ بن مالك بن عمرو بن ثابت بن كلفة بن ثعلبة ، و سالم ابن عمير بن ثابت بن كلفة بن ثعلبة ، و عاصم بن قيس بن ثابت بن كلفة بن ثعلبة = عشرة .
و من بني غنم بن السلم بن امرئ القيس بن مالك بن الأوس : سعد بن خيثمة ، و المنذر ، و مالك : ابنا قدامة بن الحارث بن مالك بن كعب بن النخاط ، و الحارث بن عرفجة بن الحارث بن مالك ، ذكره ابن عقبة و الواقدي و غيرها ، و تميم مولى بني غنم ابن السلم = خمسة .
فجملة من ذكرنا من الأوس أربعة و سبعون .
و شهدها من الأنصار ، ثم من الخزرج ، ثم :
من بني مغالة : و هم بنو عدي بن عمرو بن مالك بن النجار : أبو شيخ أبي بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي ، و أخوه أوس ، و أبو طلحة زيد ابن سهل بن الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي المذكور = ثلاثة .
و من بني حديلة ـ و هي بنت مالك بن زيد مناة بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج ، و هي أم معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار ـ : أنس بن معاذ بن أنس بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك ابن النجار ، و أبي بن كعب [ عج ] ، و أبو حبيب بن زيد بن الحباب بن أنس بن زيد بن عبيد بن زيد بن معاوية ـ قاله ابن الكلبي ـ = ثلاثة .
و من بني غنم بن مالك بن النجار : أبو أيوب خالد بن زيد [ عج ] ، و عمارة ابن حزم [ عج ] ، و ثابت بن خالد بن النعمان بن خنساء بن عشيرة ـ و قال ابن هشام : عسيرة بن عبد بن عوف بن غنم ـ ، و سراقة بن كعب بن عمرو بن عبد العزى ابن غزية بن عمرو بن عبد بن عوف بن غنم : و منهم من أسقط بعد كعب عمراً = أربعة .
و من بني ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار : سليم بن قيس بن فهد ـ و اسمه خالد ابن قيس بن ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة بن غنم ، و حارثة بن النعمان بن نقع بن زيد بن عبيد ابن ثعلبة بن غنم ، و سهيل و أخوه سهل ابنا رافع بن أبي عمرو بن عائذ بن ثعلبة بن غنم ، و مسعود بن أوس بن زيد بن أصرم بن زيد بن ثعلبة بن غنم ، و أخوه أبو خزيمة بن أوس و رافع بن الحارث بن سواد بن زيد بن ثعلبة بن غنم ـ كذا عند الواقدي سواد ، و عند ابن عمارة : الأسود ـ = سبعة .
و من بني سواد بن غنم بن مالك بن النجار ـ كذا عند ابن الكلبي ، و ابن سعد يقول : سواد بن مالك بن غنم بن مالك ـ : معاذ [ عب ] و معوذ و عوف [ ها ] بنو الحارث بن رفاعة ، و أمهم عفراء بنت عبيد ـ و هم ثلاثة عند أبي معشر و الواقدي و ابن القداح ، و كان ابن إسحاق يزيد فيهم رابعاً يسميه : رفاعة ، شهد عنده بدراً ، و أنكره الواقدي . و النعيمان بن عمرو [ عج ] ، و عامر بن مخلد بن الحارث بن سواد ، و عبد الله ابن قيس بن خلدة بن الحارث بن سواد ، و عمرو بن قيس بن زيد بن سواد ـ مذكور في البدريين عند أبي معشر و ابن القداح و الواقدي ـ و قيس ابنه عندهم أيضاً ـ و لم يذكرهما في البدريين ابن عقبة و لا ابن إسحاق ـ و ثابت بن عمرو بن زيد بن عدي بن سواد = عشرة .
و من بني مبذول ـ و هو عامر بن مالك بن النجار ـ : ثعلبة بن عمرو بن محصن ابن عمرو بن عتيك بن عمرو بن عامر ، و الحارث بن الصمة بن عمرو بن عتيك ـ خرج إلى بدر فكسر بالروحاء ، فرده رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و ضرب له بسهمه و أجره ، و سهل بن عتيك [ عج ] و عامر بن سعد بن عمرو بن ثقيف ـ و اسمه كعب بن مالك ابن مبذول ، ذكره ابن عمارة ، قال ابن سعد : و لم يذكره غيره .
و من حلفائهم : عدي بن أبي الزغباء سنان بن سبيع بن ثعلبة بن ربيعة بن زهرة بن بديل بن سعد بن عدي بن نصر بن كاهل بن مالك بن غطفان بن قيس بن جهينة حليف بني عائذ بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار ، و وديعة بن عمرو بن جراد بن يربوع ابن طحيل بن عمرو بن غنم بن الربعة بن رشدان بن قيس بن جهينة حليف بني سواد ابن غنم بن مالك بن النجار ، و أبو معشر ـ يسميه رفاعة بن عمرو ـ و عصيمة حليف لهم من أشجع و لم يذكره ابن عقبة و ذكره غيره ـ كذا قاله ابن سعد ـ و الذي في السيرة : أن عصيمة من بني أسد بن خزيمة ، و أنه حليف بني مازن بن النجار ، و كذا ذكره ابن سعد في بني مازن ـ = سبعة .
و من بني عدي بن النجار ، ثم من بني عدي بن مالك بن عدي بن النجار : حارثة بن سراقة بن الحارث بن عدي ، و هو أول قتيل بعد مهجع ، و عمرو بن ثعلبة بن وهب بن عدي ، و محرز بن مالك بن عامر بن عدي ، و سليط بن قيس بن عمرو بن عبيد بن مالك بن عدي ، و أبو سليط أسيرة ابن أبي خارجة عمرو بن قيس بن مالك بن عدي ، و ذكر ابن الكلبي أن أباه خارجة شهد بدراً ، و فيه نظر . و عامر بن أمية بن زيد بن الحسحاس بن مالك بن عدي ، و أبو صرمة قيس بن أبي قيس صرمة بن أبي أنس قيس ابن صرمة بن مالك بن عدي ، و قال أبو عمر : لم يختلف في شهوده بدراً ، و لم يذكره فيهم ابن عقبة ، و لا ابن إسحاق ، و لا ابن سعد ، و هذا عجيب من أبي عمر رحمه الله = ثمانية .
و من بني حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار : أبو الأعور الحارث بن ظالم بن عبس بن حرام ، و حرام و سليم ابنا ملحان بن خالد بن زيد بن حرام ، أمهما مليكة بنت مالك بن عدي بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار .
و من حلفاء بني عدي بن النجار : سواد بن غزية بن وهب من بلي ، و هو الذي قال له النبي صلى الله عليه و سلم : " استقد مني " . و هو الذي أسر خالداً و العاصي بن الحارث إخوة أبي جهل ابن هشام = أربعة .
و من بني عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن : عبد الله بن كعب بن عمرو = واحد .
و من بني خنساء بن مبذول المذكور : و أبو داود عمير بن عامر بن مالك بن خنساء ، و سراقة بن عمرو بن عطية بن خنساء = اثنان .
و من بني ثعلبة بن مازن بن النجار : قيس بن مخلد بن ثعلبة بن صخر بن حبيب ابن الحارث بن ثعلبة ، و أبو حسن المازني تميم بن عبد عمرو بن قيس بن محرث بن الحارث ابن ثعلبة ـ قال أبو عمر : شهد بدراً . و قال شيخنا الحافظ أبو محمد الدمياطي : و هذا غير ثابت . و كذا هو عند ابن سعد ، معدودة في الطبقة الثالثة ممن شهد الخندق و ما بعدها ـ = اثنان .
و من بني دينار بن النجار : سليم بن الحارث بن ثعلبة بن كعب بن عبد الأشهل ابن حارثة بن دينار ، و النعمان و الضحاك ابنا عبد عمرو ، و كعب بن زيد بن قيس بن مالك بن كعب بن عبد الأشهل ، و سعيد بن سهل بن مالك بن كعب بن عبد الأشهل ـ و ابن إسحاق و أبو معشر يقولان في سهل : سهيل ـ و بجير بن أبي بجير ـ حليف لهم من بلي أو جهينة ـ = ستة .
و من بني الحارث بن الخزرج ، ثم من بني مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج : عبد الله بن رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس الأصغر بن عمرو بن امرئ القيس الأكبر بن مالك الأغر ـ قال ابن سعد : ليس له عقب ، و ليس كذلك ـ و سعد بن الربيع [ ق ] ، و خارجة بن زيد [ عج ] ، و خلاد بن سويد [ عج ] ، و بشير بن سعد [ عج ] ، و سماك بن سعد أخوه = ستة .
و من بني حارثة بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج : يزيد بن الحارث بن قيس بن مالك بن أحمر بن حارثة ، و احد .
و من بني عدي بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج : خبيب بن يساف ، و يقال : إساف بن عنبة بن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم . و عن خبيب بن عبد الرحمن أن جده خبيباً هذا ضرب يوم بدر فمال شقه ، فتفل عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم و لأمه و رده فانطلق . = واحد .
و من بني زيد مناة ـ و بعضهم يسقط مناة ـ بن الحارث بن الخزرج : عبد الله ابن زيد بن عبد ربه صاحب الأذان [ عج ] ، و أخوه حريث ، و سفيان بن نسر ـ و يقال : بشر ـ بن عمرو بن الحارث بن كعب بن زيد مناة = ثلاثة .
و من بني عوف بن الحارث بن الخزرج ، ثم من بني جدارة بن عوف : تميم يعار بن قيس بن عدي بن أمية بن جدارة ، و ابن عمه زيد بن المزين بن قيس بن عدي ، و عبد الله بن عمير بن حارثة بن ثعلبة بن خلاس بن أمية بن جدارة ـ و لم يذكره ابن عمارة في البدريين و ذكره غيره ـ و عبد الله بن عرفطة بن عدي بن أمية بن جدارة ـ و كذا نسبه ابن إسحاق ، و ابن سعد يقول : عبد الله بن عرفطة ـ حليف لهم ، و عقبة بن عمرو أبو مسعود البدري [ عج ] ـ عده البخاري في البدريين ، و المشهور أنه لم يشهد بدراً و إنما هو منسوب إلى الماء ـ = خمسة .
و من بني الأبجر خدرة بن عوف : عبد الله بن الربيع [ عج ] = واحد .
=====

اسير الصحراء 05-28-2006 06:49 AM

و من بني طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج : سعد بن عبادة [ ق ] ، ـ وقع في صحيح مسلم و لم يصح شهوده بدراً ـ و عبد ربه بن حق بن أوس ابن عامر بن ثعلبة بن وقش بن ثعلبة بن طريف = اثنان .
و من بني ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة : المنذر بن عمرو [ ق ] ، و أبو دجانة سماك ابن خرشة بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة ـ و ابن الكلبي ـ يقول : سماك ابن أوس بن خرشة = اثنان .
و من بني عمرو بن الخزرج بن ساعدة : أبو أسيد مالك بن ربيعة بن البدن ـ و بعضهم يقول البدي ـ بن عامر ـ و قيل : عمرو بن عوف بن حارثة بن عمرو ، و قيل : البدن هو عامر ، أو عامر بن عوف ـ و ابن عمه مالك بن مسعود بن البدن ، و سعد بن سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو ، تجهز لبدر فمات فضرب له رسول الله صلى الله عليه و سلم بسهمه و أجره .
و من حلفائهم : بسبس بن عمرو بن ثعلبة بن خرشة بن عمرو بن سعد بن ذبيان ابن رشدان بن قيس بن جهينة ، و أخواه : زياد و ضمرة ، و بعضهم يقول في ضمرة : ابن أخي زياد ، و عند ابن سعد : زياد بن كعب بن عمرو بن عدي بن عامر بن رفاعة ابن كليب بن مودعة بن عدي بن غثم بن الربعة بن رشدان بن قيس بن جهينة ، و عبد الله بن عامر البلوي ، و كعب بن جماز ، ـ و بعضهم يقول جمان ، و عند الزمخشري حماز ـ بن مالك بن ثعلبة بن خرشة ، و بعضهم يسقط من نسبه مالكاً = ثمانية .
و من بني الحبلي : أوس بن خولي بن عبد الله بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم الحبلي ، و زيد بن وديعة بن عمرو بن قيس بن جزء بن عدي بن مالك بن سالم ، و رفاعة بن عمرو [ عج ] ، و ابنه مالك [ عج ] ، ـ ذكره الأموي فيمن شهد العقبة و بدراً ـ معبد بن عباد بن قشعر ـ و يقال قشير ـ ابن الفدم بن سالم بن مالك بن سالم .
و من حلفائهم : عقبة بن وهب [ عج ] ، و عامر بن سلمة بن عامر ، و عاصم بن العكير من مزينة = ثمانية .
و من بني غنم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج ـ و هو قوقل ـ : عبادة ابن الصامت [ عب ] ، و النعمان الأعرج بن مالك بن ثعلبة بن أصرم بن فهر بن ثعلبة ابن غنم ، و النعمان بن مالك بن ثعلبة بن دعد بن فهر بن ثعلبة بن غنم ، و مالك بن الدخشم [ عج ] ، و الحارث بن خزمة بن عدي بن أبي بن غنم ـ حليف لبني عبد الأشهل من الأوس ـ و نوفل بن عبد الله بن نضلة بن مالك بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم ، و عتبان ابن مالك بن عمرو بن العجلان ، و مليل بن وبرة بن خالد بن العجلان ، و ابن أخيه : عصمة بن الحصين بن وبرة عند ابن القداح و الواقدي ـ و هبيل أخوه ـ ذكره إبراهيم ابن المنذر ، قال : حدثني عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، فيمن شهد بدراً ، حكاه أبو عمر ، و فيه نظر ـ و ثابت بن هزال بن عمرو بن قريوش بن غنم بن أمية بن لوذان بن سالم ، و الربيع و ودفة ابنا إياس بن عمرو بن غنم ابن أمية .
و من حلفائهم المجذر بن ذياد بن عمرو بن زمزمة بن عمرو بن عمارة بن مالك بن غصينة بن عمرو بن بثيرة بن مشنوء بن القشر بن تيم بن عوذ مناة بن ناج بن تيم بن إراشة ابن عامر بن عميلة بن قسميل بن فران بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة ـ و عند ابن إسحاق : مشنوء بن قسر بن تيم بن إراش بن عامر ، بإسقاط ما زاد على ذلك ـ البلوي ، و عبدة بن الحساس ـ عند الواقدي مهملة الحاء و السين ، و معجمتهما عند ابن إسحاق ـ و قيل : عبادة ، و بحاث بن ثعلبة بن خزمة بن أصرم بن عمرو بن عمارة ـ بالباء الموحدة و آخرها ثاء مثلثة عند ابن الكلبي ، و عند ابن إسحاق بالنون و آخرها باء موحدة ـ و أخوه عبد الله بن ثعلبة ، و عتبة بن ربيعة بن خالد بن معاوية من بني بهراء أخي بلي ابني عمرو بن الحاف بن قضاعة ـ و ابن هشام و ابن القداح يقولان : من بني بهز ، لا بهراء ، قال أبو عمر : و قد اختلف في شهوده بدراً ـ و عمرو ابن إياس بن زيد بن جشم من أهل اليمن من غسان = تسعة عشر .
و من بني سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم ، ثم من بني حرام بن كعب بن غنم بن سلمة : عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن عمرو ابن حرام ، أبو جابر ، و قد ذكر فيهم ابنه جابر ـ قال الواقدي : غلط من عده في البدريين من أهل العراق ، لم يذكره ابن عقبة و لا ابن إسحاق و لا أبو معشر ـ و عمرة ابن الجموح [ عج ] ، و أولاده معوذ و خلاد و معاذ . خراش بن الصمة بن عمرو ابن الجموح بن زيد بن حرام ، و أخوه معاذ بن الصمة ـ و قال محمد بن عمر : ليس بمثبت و لا مجمع عليه ـ و عمير بن حرام بن عمرو بن الجموح ـ شهد بدراً عند الواقدي و ابن عمارة ، و لم يذكره ابن عقبة و لا ابن إسحاق و لا أبو معشر ـ عمير بن الحمام ابن الجموح ، و الحباب بن المنذر بن الجموح ، و عقبة بن عامر بن نابي [ عا ] ، و عمير ابن عامر أخوه ـ شهد بدراً و غيرها عند ابن الكلبي ، و قال الدمياطي : و لم أر من تابع ابن الكلبي على ذكره في الصحابة ـ و ثابت بن ثعلبة ـ و هو ابن الجذع ـ و عمرو [ عج ] ـ و قيل عمير ـ بن الحارث
و من مواليهم : تميم مولى خراش بن الصمة ، و حبيب بن الأسود = سبعة عشر .
و من بني سنان بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة : عمرو بن طلق بن زيد ابن أمية بن سنان ـ و لم يذكره ابن عقبة = واحد .
و من بني عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة : البراء بن معرور [ ق ] ، و ابنه بشر ، و عبد الله بن الجد بن قيس بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد ، و عتبة ابن عبد الله بن صخر بن خنساء بن سنان ، و سنان بن صيفي [ عج ] ، و الطفيل بن مالك [ عج ] ، و الطفيل بن النعمان بن خنساء ـ قال ابن سعد : و لا أحسبه إلا وهلاً ـ و جبار بن صخر [ عج ] ، و يزيد بن حرام ، و مسعود بن زيد = عشرة .
و من بني خناس بن سنان بن عبيد : يزيد بن المنذر [ عج ] ، و أخوه معقل [ عج ] ، و عبد الله بن النعمان بن بلذمة بن خناس ، و أبو قتادة بن ربعي بن بلذمة بن خناس ـ مختلف في شهوده بدراً ـ = أربعة .
و من بني النعمان بن سنان بن عبيد : عبد الله بن عبد مناف بن النعمان ، و خليد و خلاد و لبدة بنو قيس بن النعمان ، و جابر بن عبد الله بن رئاب بن النعمان = خمسة .
و من بني ثعلبة بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة : الضحاك بن حارثة [ عج ] ، و سواد بن رزن بن زيد بن ثعلبة = اثنان .
و من بني ربيعة بن عبيد : معبد بن قيس بن صيفي بن صخر بن حرام بن ربيعة ، و أخوه عبد الله ، و حمزة بن الحمير من حلفائهم ـ و ابن إسحاق يسميه خارجة ـ و أخوه عبد الله ، و النعمان بن سنان مولى لهم = خمسة .
و من بني سواد بن غنم بن كعب بن سلمة : قطبة بن عامر بن حديدة [ عا ] ، و ابن عمه سليم بن عمرو بن حديدة ، و أبو اليسر كعب بن عمرو [ عج ] ، و صيفي بن سواد [ عج ] ، و ثعلبة بن غنمة [ عج ] ، و عبس بن عامر بن سنان [ عج ] ، و سهل ابن قيس ابن أبي بن كعب بن عمرو بن القين بن كعب بن سواد .
و من حلفائهم : معاذ بن جبل [ عج ] = ثمانية .
و من بني زريق : ذكوان بن عبد قيس [ عب ] ، و سعد بن عثمان بن خلدة و أخوه عقبة ، و ابن عمهما قيس بن محصن بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق ، و الحارث بن قيس [ عج ] ، و جبير بن إياس بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق ، و مسعود بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق ، و عباد بن قيس [ عج ] ، و رافع بن مالك [ عج ] ، و ابناه : رفاعة و خلاد ، و عبيد بن زيد بن عامر بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق ، و العجلان بن النعمان بن عامر بن العجلان ، و أسعد بن يزيد بن الفاكه بن زيد بن خلدة ابن عامر بن زريق ، و الفاكه بن بشر بن الفاكه بن زيد بن خلدة ، و معاذ و عائذ ابنا ماعص بن قيس بن خلدة بن عامر ، و مسعود بن سعد بن قيس بن خلدة بن عامر .
و من حلفائهم من بني مالك أخي الحارث : رافع بن المعلى بن لوذان بن حارثة ابن زيد بن ثعلبة بن عدي بن مالك ، و أخوه هلال بن المعلى ـ و لم يذكره ابن إسحاق ـ قال ابن الكلبي : و شهد رافع و راشد و هلال و أبو قيس بنو المعلى بدراً ، و لم يذكر ابن إسحاق منهم سوى رافع = اثنان و عشرون .
و من بني بياضة بن عامر بن زريق : زياد بن لبيد [ عج ] ، و خليفة بن عدي بن عمرو بن مالك بن عامر بن بياضة ، و فروة بن عمرو [ عج ] ، و غنام بن أوس بن عمرو ابن مالك بن عامر بن بياضة ـ ذكره ابن الكلبي ـ و خالد بن قيس [ عج ] ، و رحيلة ابن ثعلبة بن خالد بن ثعلبة بن عامر بن بياضة ، و عطية بن نوير بن عامر بن عطية بن عامر بن بياضة ـ قاله ابن الكلبي ـ = سبعة .
فجملة من ذكرنا :
من الخزرج : مائة و خمسة و تسعون .
و من الأوس : أربعة و سبعون .
و من المهاجرين : أربعة و تسعون .
فذلك ثلاثمائة و ثلاثة و ستون .
و هذا العدد أكثر من عدد أهل بدر ، و إنما جاء ذلك من جهة الخلاف في بعض ما ذكرنا ، و قد تقدم نظير ذلك في أهل العقبة ، و الله أعلم .
و كان معهم من الخيل : فرس مرثد بن أبي مرثد الغنوي : السبل . و فرس المقداد : بعزجة ، و يقال : سبحة . و قيل : و فرس الزبير : اليعسوب . و قال ابن عقبة : و يقال : كان مع النبي صلى الله عليه و سلم فرسان : على أحدهما مصعب بن عمير ، و على الأخرى سعد بن خيثمة ، و مرة الزبير بن العوام ، و مرة المقداد بن الأسود .

اسير الصحراء 05-28-2006 06:49 AM

من استشهد من المسلمين يوم بدر
و استشهد مع رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم بدر من المسلمين : عبيدة بن الحارث و عمير بن أبي وقاص ـ و كانت سنة ستة عشر أو سبعة عشر عاماً ـ و عمير بن الحمام من بني سلمة من الأنصار ، و سعد بن خيثمة من بني عمرو بن عوف من الأوس ، و ذو الشمالين ابن عبد عمرو بن نضلة الخزاعي حليف بني زهرة ، و مبشر بن عبد المنذر من بني عمرو ابن عوف ، و عاقل بن البكير الليثي ، و مهجع مولى عمر حليف بني عدي ، و صفوان ابن بيضاء الفهري ، و يزيد بن الحارث من بني الحارث بن الخزرج ، و رافع ابن المعلى ـ و قد تقدم الخلاف في أخيه هلال ، و حارثة بن سراقة من بني النجار ، و عوف و معوذ ابنا عفراء = أربعة عشر : ستة من المهاجرين ، و ثمانية من الأنصار ، ستة من الخزرج ، و اثنان من الأوس .

اسير الصحراء 05-28-2006 06:50 AM

من قتل و أسر ببدر من المشركين
و قتل من المشركين سبعون و أسر سبعون . و روينا عن طريق البخاري : حدثني عمرو بن خالد ، حدثنا زهير ، حدثنا أبو إسحاق ، قال : سمعت البراء ، قال : جعل النبي صلى الله عليه و سلم على الرماة يوم أحد عبد الله بن جبير ، فأصابوا منا سبعين ، و كان النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه يوم بدر أصاب من المشركين أربعين و مائة : سبعين أسيراً ، و سبعين قتيلاً .
فمن مشاهير القتلى : من بني عبد شمس : حنظلة بن أبي سفيان ، قتله زيد بن حارثة ، و عبيدة بن سعيد بن العاص ، قتله الزبير ، و أخوه العاصي بن سعيد ، قتله علي و قيل غيره . و عتبة و شيبة ابنا ربيعة ، و الوليد بن عتبة ، قتلهم حمزة و عبيدة و علي كما تقدم . و عقبة بن أبي معيط ، قتله عاصم بن ثابت صبراً ـ و قيل : بل علي بأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم له بذلك ـ و الحارث بن عامر بن نوفل ، قتله علي . و طعيمة بن عدي ، قتله حمزة ، و قيل بل قتل صبراً ، و الأول أشهر . و زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد ، و ابنه الحارث ابن زمعة ، و أخوه العقيل بن الأسود ، و أبو البختري بن العاصي بن هشام ـ و قد تقدم الخلاف في قاتله من هو ـ و نوفل بن خويلد بن أسد ، قتله علي ، و قيل الزبير . و النضر بن الحارث ، قتل صبراً بالصفراء . و عمير بن عثمان ، عم طلحة بن عبيد الله بن عثمان . و أبو جهل بن هشام . و أخوه العاصي بن هشام ، قتله عمر . و مسعود بن أبي أمية المخزومي أخو أم سلمة . و أبو قيس بن الوليد ، أخو خالد بن الوليد . و قيس بن الفاكه بن المغيرة . و السائب بن أبي السائب المخزومي ، و قد قيل لم يقتل يومئذ ، و أسلم بعد ذلك . و منبه و نبيه ابنا الحجاج بن عامر السهمي . و العاصي و الحارث ابنا منبه بن الحجاج . و أمية بن خلف الجمحي ، و ابنه علي .
و أسر يومئذ : مالك بن عبيد الله ، أخو طلحة ، فمات أسيراً . و حذيفة بن أبي حذيفة ابن المغيرة ، ثم قتل ، و قتل أخوه هشام بن أبي حذيفة . و أسر من بني مخزوم ، و من حلفائهم يومئذ أربعة و عشرون رجلاً . و من بني عبد شمس و حلفائهم اثنا عش رجلاً ، منهم عمرو بن أبي سفيان ، و الحارث بن أبي وحرة بن أبي عمرو بن أمية . و أبو العاصي بن الربيع صهر رسول الله صلى الله عليه و سلم على ابنته زينب . و أسر من بني هاشم : العباس بن عبد المطلب ، و عقيل بن أبي طالب ، و نوفل بن الحارث بن عبد المطلب . و من بني المطلب بن عبد مناف : السائب بن عبيد ، و النعمان بن عمرو . و من بني نوفل : عدي بن الخيار . و من بني عبد الدار : أبو عزيز بن عمير . و من سائر قريش : السائب بن أبي حبيش ، و الحارث بن عامر ابن عثمان بن أسد ، و خالد بن هشام أخو أبي جهل ، و صيفي بن أبي رفاعة ، و أخوه أبو المنذر بن أبي رفاعة ، و المطلب بن حنطب ، و خالد بن الأعلم ، و هو القائل :
و لسنا على الأعقاب تدمى كلومنا و لكن على أقدامنا تقطر الدما
و هو أول من فر يوم بدر ، فأدرك و أسر . و عثمان بن عبد شمس بن جابر المازني حليف لهم ، و هو ابن عمة عتبة بن غزوان ، و أمية بن أبي حذيفة بن المغيرة ، و أبو قيس بن الوليد أخو خالد بن الوليد ، و عثمان بن عبد الله بن المغيرة ، و أبو عطاء عبد الله بن أبي السائب ابن عائد المخزومي ، و أبو وداعة بن صبيرة السهمي ـ و هو أول أسير فدي منهم ـ و عبد الله بن أبي بن خلف الجمحي ، و أخوه عمرو ، و أبو عزة الجمحي ، و سهيل بن عمرو العامري ، و عبد بن زمعة بن قيس العامري ، و عبيد الله بن حميد بن زهير الأسدي .
هؤلاء المشاهير من الأسرى و القتلى ، نقلت ذلك عن أبي عمر ، و لو لا خشية الإطالة لأتيت عليهم .
و كان الفداء من أربعة آلاف ، إلى ثلاثة آلاف ، إلى ألفين إلى ألف درهم .
و روينا عن ابن سعد ، " أخبرنا الفضل بن دكين ، حدثنا إسرائيل ، عن جابر ، عن عامر ، قال : أسر رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم بدر سبعين أسيراً ، و كان يفادي بهم على قدر أموالهم ، و كان أهل مكة يكتبون ، و أهل المدينة لا يكتبون ، فمن لم يكن عنده فداء دفع إليه عشرة غلمان من غلمان المدينة يعلمهم ، فإذا حذقوا فهو فداؤه " .
و روينا عنه قال : " أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري ، حدثنا هشام بن حسان ، حدثنا محمد بن سيرين ، عن عبيدة ، ان جبريل نزل على النبي صلى الله عليه و سلم في أسارى بدر ، فقال : إن شئتم قتلتموهم ، و إن شئتم أخذتم منهم الفداء ، و يستشهد قابل منكم سبعون . قال : فنادى النبي صلى الله عليه و سلم في أصحابه ، فجاؤوا ـ أو من جاء منهم ـ فقال : إن هذا جبريل يخيركم بين أن تقدموهم فتقتلوهم ، و بين أن تفادوهم و يستشهد قابل منكم بعدتهم ، فقالوا : بل نفاديهم فنتقوى به عليهم ، و يدخل قابل منا الجنة سبعون ، ففادوهم " .

اسير الصحراء 05-28-2006 06:50 AM

ذكر من أسلم من أسرى بدر بعد ذلك
العباس بن عبد المطلب ، عقيل بن أبي طالب ، نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ، أبو العاص بن الربيع ، أبو عزيز بن عمير العبدري ، السائب بن أبي حبيش ، خالد بن هشام المخزومي ، عبد الله بن أبي السائب ، المطلب بن حنطب ، أبو وداعة السهمي ، عبد الله بن أبي بن خلف الجمحي ، وهب بن عمير الجمحي ، سهيل بن عمرو العامري ، عبد الله بن زمعة ـ أخو سودة ـ قيس بن سائب المخزومي ، نسطاس مولى أمية بن خلف .
و يذكر أن العباس ـ و كان جسيماً ـ أسره أبو اليسر كعب بن عمرو ـ و كان دميماً ـ فقيل للعباس : لو أخذته بكفك لوسعته كفك . فقال : ما هو إلا أن لقيته فظهر في عيني كالخندمة ـ و الخندمة : جبل من جبال مكة ـ .

اسير الصحراء 05-28-2006 06:51 AM

فضل من شهد بدراً
روينا من طريق البخاري : " حدثني إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا جرير ، عن يحيى بن سعيد ، عن معاذ بن رفاعة بن رافع الزرقي ، عن أبيه ـ و كان أبوه من أهل بدر ـ قال : جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : ما تعدون أهل بدر فيكم ؟ قال : من أفضل المسلمين ـ أو كلمة نحوها ـ قال : كذلك من شهد بدراً من الملائكة " .

اسير الصحراء 05-28-2006 06:51 AM

ما قيل من الشعر في بدر
قال حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه :
ألم تر أمراً كان من أعجب الدهر و للحين أسباب مبينة الأمر
و ما ذاك إلا أن قوما أفادهم فحانوا تواص بالعقوق و بالكفر
عشية راحوا نحو بدر جميعهم و كانوا رهوناً للركية من بدر
و كنا طلبنا العير لم نبغ غيرها فساروا إلينا فالتقينا على قدر
فلما التقينا لم تكن مثنوية لنا غير طعن بالمثقفة السمر
و ضرب ببيض يختلي الهام حدها مشهرة الألوان بينة الأثر
و نحن يركنا عتبة الغي ثاوياً و شيبة في قتلى تجرجم قي الجفر
و عمرو ثوى فيمن ثوى من حما بهم فشقت جيوب النائحات على عمرو
جيوب نساء من لؤي بن غالب كرام تفر عن الذوائب من فهر
أولئك قوم قتلوا في ضلالهم و خلوا لواء غير محتضر النصر
لواء ضلال قاد إبليس أهله فخاس بهم إن الخبيث إلى غدر
و قال لهم إذ عاين الأمر واضحا برئت إليكم ما بي اليوم من صبر
فإني أرى مالا ترون و إنني أخاف عقاب الله و الله ذو قسر
فقدمهم للحين حتى تورطوا و كان بما لم يخبر القوم ذا خبر
فكانوا غداة البئر ألفاً و جمعنا ثلاث مئين كالمسدمة الزهر
و فينا جنود الله حين يمدنا بهم في مقام ثم مستوضح الذكر
فشد بهم جبريل تحت لوائنا لدا مأزق فيه مناياهم تجري
فاد الرجل : فيداً و فوداً : مات ، و أفاده الله .
و الجفر : البئر غير المطوية .
و المسدمة : من قولهم ، فحل سدم إذا كان هائجاً
و المأزق : موضع الحرب
و من الناس من ينكرها لحمزة .
فأجابه الحارث بن هشام المخزومي
ألا ياقوم للصبابة و الهجر و للحزن مني و الحزازة في الصدر
و للدمع من عيني جود كأنه فريد هوى من سلك ناظمه يجري
على البطل الحلو الشمائل إذ ثوى رهين مقام للركية من بدر
فلا تبعدن يا عمرو من ذي قرابة و من ذي ندام كان ذا خلق غمر
فإن يك قوم صادفوا منك دولة و لابد للأيام من دول الدهر
فقد كنت في صرف الزمان الذي مضى تريهم هواناً منك ذا سبل وعر
في أبيات .
و مما يعزى لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه من الأبيات :
ألم تر أن الله أبلى رسوله بلاء عزيز ذي اقتدار و ذي فضل
بما أنزل الكفار دار مذلة فلاقوا هواناً من أسار و من قتل
فأجابه الحارث بن هشام :
عجبت لأقوام تغنى سفيههم بأمر سفاه ذي اعتراض و ذي بطل
تغنى بقتلى يوم بدر تتابعوا كرام المساعي ، من غلام و من كهل
مصاليت بيض ، من ذؤابة غالب مطاعين في الهيجا ، مطاعيم في المحل
أصيبوا كراماًفلم يبيعوا عشيرة بقوم سواهم نازحي الدار و الأهل
كما أصبحت فيكم بطانة لكم بدلاً منا فيا لك من فعل
عقوقاً و إثماً بيناً و قطيعة يرى جوركم فيها ذوو الرأي و العقل
فإن يك قوم قد مضوا لسبيلهم و خير المنايا ما يكون من القتل
فلا تفرحوا أن تقتلوهم فقتلهم لكم كائن خبلاً مقيماً على خبل
في أبيات ذكرها .
و قال ضرار بن الخطاب الفهري :
عجبت لفخر الأوس و الحين دائر عليهم غداً و الدهر فيه بصائر
و فخر بني النجار إن كان معشر أصيبوا ببدر كلهم ثم صائر
فإك يك قتلى غودرت من رجالنا فإنا رجالا بعدهم سنغادر
و تردي بنا الجرد العناجيج وسطكم بني الأوس حتى يشفي النفس ثائر
و وسط بني النجار سوف تكرها لنا بالقنا و الدارعين زوافر
فنترك صرعى تعصب الطير حولهم و ليس لهم إلا الأماني ناصر
و تبكيهم من أرض يثرب نسوة لهن بها ليل عن النوم ساهر
و ذلك أنا لا تزال سيوفنا بهن دم ممن يحاربن مائر
فإن تظفروا في يوم بدر فإنما بأحمد أمسى جدكم و هو ظاهر
و بالنفر الأخيار هم أولياؤه يحامون في اللأواء و الموت حاضر
يعد أبو بكر و حمزة فيهم و يدعي علي وسط من أنت ذاكر
أولئك لا من نتجت من ديارها بنو الأوس و النجار حين تفاخر
و لكن أبوهم من لؤي بن غالب إذا عدت الأنساب كعب و عامر
هم الطاعنون الخيل في كل معرك غداة الهياج الأطيبون الأكابر
العناجيج : جياد الخيل ، واحدها عنجوج . و مائر : متردد.
و مما قاله حسان بن ثابت الأنصاري :
تبلت فؤادك في المنام خريدة تشفي الضجيع ببارد بسام
كالمسك تخلطه بماء سحابة أو عاتق كدم الذبيح مدام
أما النهار فلا أفتر ذكرها و الليل توزعني بها أحلامي
أقسمت أنساها و أترك ذكرها حتى تغيب في الضريح عظامي
بل من لعاذلة تلوم سفاهة و لقد عصيت على الهوى لوامي
إن كنت كاذبة الذي حدثتني فنجوت منجي الحارث بن هشام
ترك الأحبة أن يقاتل دونهم و نجا برأس طمرة و لجام
في أبيات : يعير الحارث بن هشام بالفرار ، و كان الحارث يقول :
الله يعلم ما تركت قتالهم حتى رموا فرسي بأشقر مزبد
و علمت أني إن أقاتل واحداً أقتل و لا ينكي عدوي مشهدي
فصددت عنهم و الأحبة فيهم طمعاً لهم بعقاب يوم مفسد
و كان الأصمعي يقول : هذا أحسن ما قيل في الاعتذار عن الفرار ، و كان خلف الأحمر يقول : أحسن ما قيل في ذلك أبيات هبيرة بن أبي وهب المخزومي :
لعمرك ما وليت ظهري محمداً و أصحابه جنباً ، و لا خيفة القتل
و لكنني قلبت أمري ، فلم أجد لسيفي مساغاً إن ضربت ، و لا نبلي
و قفت ، فلما خفت ضيعة موقفي رجعت لعود كالهزبر أبي الشبل
و إن تقاربا لفظاً و معنى ، فليس ببعيد من لأن يكون الثاني أجود من الأول ، لأنه أكثر انتفاء من الجبن ، من خوف القتل ، و إنما علل فراره بعدم إفادة و قوفه فقط ، و ذلك في الأول جزء علة ، و الجزء الآخر قوله : أقتل . قوله : رموا فرسي بأشقر مزيد ، يعني الدم ، و يحتمل أن يكون ذلك مقيداً بكون مشهده لا يضر عدوه ، و مع ذلك فالثاني أسلم من ذلك معنى و أصرح لفظاً .
و مما قاله حسان رضي الله عنه :
لقد علمت قريش يوم بدر غداة الأسر و القتل الشديد
بأنا حين تشتجر العوالي حماة الحرب يوم أبي الوليد
قتلنا ابني ربيعة يوم سارا إلينا في مضاعفة الحديد
و فر بها حكيم يوم جالت بنو النجار تخطر كالأسود
و ذلت عند ذاك جموع فهر و أسلمها الحويرث من بعيد
و قالت قتيلة بنت الحارث أخت النضر بن الحارث :
يا راكباً إن الأثيل مظنة من صبح خامسة و أنت موفق
أبلغ بها ميتاً بأن تحية ما إن تزال بها النجائب تخفق
مني إليك و عبرة مسفوحة جادت بواكفها و أخرى تخنق
هل يسمعن النضر إن ناديته أم كيف يسمع ميت لا ينطق
أمحمد يا خير ضنو كريمة في قومها و الفحل فحل معرق
ما كان ضرك لو مننت و ربما من الفتى و هو المغيظ المحنق
أو كنت قابل فدية فلننفقن بأعز ما يغلوا به ما ينفق
فالنضر أقرب من أست قرابة و أحقهم إن كان عتق يعتق
ظلت سيوف بني أبيه تنوشه لله أرحام هناك تشقق
صبراً يقاد إلى المنية متعباً رسف المقيد و هو عان موثق
فيقال : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " لو بلغني هذا الشعر قبل قتله لمننت عليه " .
و كان فراغ رسول الله صلى الله عليه و سلم من بدر في عقب رمضان أوائل شوال .

اسير الصحراء 05-28-2006 06:52 AM

فصل
قال الحافظ أبو عمر بن عبد البر رحمه الله : فلما أوقع الله بالمشركين يوم بدر ، و استأصل وجوههم ، قالوا : إن ثأرنا بأرض الحبشة ، فلنرسل إلى مليكها يدفع إلينا من عنده من أتباع محمد ، فلنقتلهم بمن قتل ببدر . قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن بكر ، حدثنا أبو داود ، حدثنا ابن السرح ، حدثنا ابن وهب ، قال : أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، قال : بلغني أن مخرج عمرو بن العاص و ابن أبي ربيعة إلى أرض الحبشة فيمن كان بأرضهم من المسلمين ، كان بعد وقعة بدر ، فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه و سلم مخرجهما ، بعث عمرو بن أمية من المدينة إلى النجاشي بكتاب .
قلت : و قد تقدم القول عند ذكر الهجرة إلى أرض الحبشة أن توجه عمرو بكتابي رسول الله صلى الله عليه و سلم في المحرم سنة سبع يدعوه في أحدهما إلى الإسلام و الثاني في تزويجه عليه الصلاة و السلام أم حبيبة ، و قيل : في شهر ربيع الأول منها ، و قيل في سنة ست . حكاه أبو عمر عن الواقدي . و أما عمرو بن أمية فشهد بدراً و أحداً مع المشركين و أسلم بعد ذلك ، و كان أول مشهد شهده بئر معونة ، فأسرته بنو عامر يومئذ ، فقال له عامر بن الطفيل : إنه كان على أمي نسمة ، فاذهب فأنت حر عنها ، و جز ناصيته ، و بعثه أيضاً رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى أبي سفيان بن حرب بهدية إلى مكة ، و سيأتي ذكر كتاب النبي صلى الله عليه و سلم إلى النجاشي مع عمرو عند ذكر كتب النبي صلى الله عليه و سلم إلى الملوك في موضعه من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى .
و هذا الفصل ذكره أبو عمر في هذا الموضع من كتابه في المغازي و فيه نظر .

اسير الصحراء 05-28-2006 06:52 AM

سرية عمير بن عدي
روينا عن ابن سعد قال : ثم سرية عمير بن عدي بن خرشة الخطمي إلى عصماء بنت مروان من بني أمية بن زيد ، لخمس ليال بقين من شهر رمضان ، على رأس تسعة عشر شهراً من مهاجر رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و كانت عصماء عند يزيد بن زيد بن حصن الخطمي ، و كانت تعيب الإسلام و تؤذي النبي صلى الله عليه و سلم و تحرض عليه ، و تقول الشعر ، فجاءها عمير ابن عدي في جوف الليل ، حتى دخل عليها بيتها ، و حولها نفر من ولدها ، نيام ، منهم من ترضعه في صدرها ، فحبسها بيده ، و كان ضرير البصر ، و نحى الصبي عنها ، و وضع سيفه على صدرها حتى أنفده من ظهرها ، ثم صلى الصبح مع النبي بالمدينة ، فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أقتلت ابنة مروان ؟ " قال : نعم ، فهل علي في ذلك من شيء ، فقال " لا ينتطح فيها عنزان فكانت هذه الكلمة أول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم و سمى رسول الله صلى الله عليه و سلم عميراً البصير " .
قيل : و كان أول من أسلم من خطمة عمير بن عدي ، و كان يدعى القارىء ، كان إمام قومه و قارئهم .

اسير الصحراء 05-28-2006 06:52 AM

سرية سالم بن عمير
روينا عن ابن سعد ، قال : ثم سرية سالم بن عمير إلى عفك اليهودي في شوال على رأس عشرين شهراً من مهاجر رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و كان أبو عفك من بني عمرو بن عوف شيخاً كبيراً قد بلغ عشرين و مائة سنة ، و كان يهودياً ، و كان يحرض على رسول الله صلى الله عليه و سلم و يقول الشعر ، فقال سالم بن عمير ـ و هو أحد البكائين و ممن شهد بدراً ـ علي نذر أن أقتل أبا عفك أو أموت دونه ، فأمهل يطلب له غرة ، حتى كانت صائفة ، فنام أبو عفك بالفناء ، و سمع به سالم بن عمير فوضع السيف على كبده ، ثم اعتمد عليه حتى خش في الفراش ، و صاح عدو الله ، فثاب إليه ناس ممن هم على قوله ، فأدخلوه منزله و قبروه .
فقالت أمامة الزيدية في ذلك :
تكذب دين الله و المرء أحمداً لعمر الذي أمناك أن بئس ما يمني
حباك حنيف آخر الليل طعنة أبا عفك خذها على كبرة السن
البيتان عن غير ابن سعد .
و كان أبو عفك ممن نجم نفاقه حين قتل رسول الله صلى الله عليه و سلم الحارث بن سويد بن الصامت .
و شهد سالم بدراً و الخندق و المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و توفي في خلافة معاوية بن أبي سفيان ، و قال فيه موسى بن عقبة : سالم بن عبد الله .

اسير الصحراء 05-28-2006 06:53 AM

غزوة بني سليم
قال ابن إسحاق : فلم قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة ـ يعني من بدر ـ لم يقم إلا سبع ليال ، حتى غزا بنفسه يريد بني سليم . قال ابن هشام : و استعمل على المدينة سباع ابن عرفطة الغفاري ، أو ابن أم مكتوم . و قال ابن إسحاق : فبلغ ماء من مياههم يقال له الدر ، فأقام عليه ثلاث ليال ، ثم رجع إلى المدينة و لم يلق كيداً .

اسير الصحراء 05-28-2006 06:53 AM

غزوة بني قينقاع
قال ابن سعد : و كانت يوم السبت للنصف من شوال على رأس عشرين شهراً من مهاجره .
قال ابن إسحاق : و كان من أمر بني قينقاع أن رسول الله صلى الله عليه و سلم جمعهم بسوق بني قينقاع ، ثم قال : " يا معشر يهود ! احذروا من الله مثل ما نول بقريش من النقمة ، و أسلموا ، فإنكم قد عرفتم أني نبي مرسل ، تجدون ذلك في كتابكم و عهد الله إليكم " . قالوا : يا محمد ! إنك ترى أنا قومك ! و لا يغرنك أنك لقيت قوماً لا علم لهم بالحرب ، فأصبت لهم فرصة ، إنا و الله لو حاربناك لتعلمن أنا نحن الناس . فحدثني مولى لآل زيد بن ثابت ، عن سعيد بن جبير ـ أو عن عكرمة ـ عن ابن عباس ، قال : ما نزل هؤلاء الآيات إلا فيهم : " قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد * قد كان لكم آية في فئتين التقتا " ـ أي أصحاب بدر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم و قريش ـ " فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين والله يؤيد بنصره من يشاء إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار " [ آل عمران : 12 ـ13 ] قال : و حدثني عاصم بن عمر بن قتادة ، أنهم كانوا أول يهود نقضوا ما بينهم و بين رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و حاربوا فيما بين بدر و أحد ، فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى نزلوا على حكمه . قال ابن هشام :
و ذكر عبد الله بن جعفر بن المسور بن مخرمة ، عن أبي عون ، قال : كان من أمر بني قينقاع أن امراة من العرب قدمت بجلب لها فباعته بسوق بني قينقاع ، و جلست إلى صائغ ، فجعلوا يريدونها على كشف و جهها ، فأبت ، فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها ، فلما قامت انكشفت سوءتها ، فضحكوا منها ، فصاحت ، فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله ، و كان يهودياً ، و شدت اليهود على المسلم فقتلوه ، فاستصرخ أهل المسلم على اليهود ، فغضب المسلمون ، فوقع الشر بينهم و بين بني قينقاع ، و تبرأ عبادة بن الصامت من حلفهم إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و تشبت به عبد الله بن أبي فيما روينا عن ابن إسحاق ، عن أبيه ، عن عباد بن الوليد بن عبادة بن الصامت .
قال : و فيه و في عبد الله نزلت : " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض " إلى قوله : " فإن حزب الله هم الغالبون " [ المائدة : 51 ـ 56 ] .
و روينا عن ابن سعد ، قال : و كانوا قوماً من يهود حلفاء لعبد الله بن أبي بن سلول ، و كانوا أشجع يهود ، و كانوا صاغة ، فوادعوا النبي صلى الله عليه و سلم ، فلما كانت وقعة بدر أظهروا البغي و الحسد ، و نبذوا العهد و المدة ، فأنزل الله تعالى : " وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين " [ الأنفال : 58 ] فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أنا أخاف من بني قينقاع . فسار إليهم و لواؤه بيد حمزة بن عبد المطلب ـ و كان أبيض و لم تكن الرايات يومئذ ـ و استخلف على المدينة أبا لبابة بن عبد المنذر ، و حاصرهم خمس عشرة ليلة إلى هلال ذي القعدة ، و كانوا أول من غدر من اليهود ، و حاربوا و تحصنوا في حصنهم ، فحاصرهم أشد الحصار ، حتى قذف الله في قلوبهم الرعب ، فنزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه و سلم ، على أن لرسول الله صلى الله عليه و سلم أموالهم ، و أن لهم النساء و الذرية ، فأنزلهم ، فكتفوا ، و استعمل على كتافهم المنذر بن قدامة السلمي ، فكلم ابن أبي فيهم رسول الله صلى الله عليه و سلم و ألح عليه ، فقال : " حلوهم لعنهم الله و لعنه معهم ، و تركهم من القتل ، و أمر بهم أن يجلوا من المدينة " ، و تولى ذلك عبادة بن الصامت ، فلحقوا بأذرعات ، فما كان أقل بقاءهم بها .
و ذكر ما تنفل رسول الله صلى الله عليه و سلم من سلاحهم ، و سيأتي ذكرنا له ، و خمست أموالهم ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم صفية الخمس ، و فض أربعة أخماس على أصحابه ، فكان أول ما خمس بعد بدر . و كان الذي ولي قبض أموالهم محمد بن مسلمة . انتهى ما وجدته عن ابن سعد .
كذا و قع صفية الخمس ، و المعروف أن الصفي غير الخمس ، و روينا عن الشعبي ، من طريق أبو داود ، قال : كان لرسول الله صلى الله عليه و سلم سهم يدعى الصفي يختاره قبل الخمس . و عن عائشة رضي الله عنها كانت صفية رضي الله عنها من الصفي . فلا أدري أسقطت الواو أو كان هذا قبل حكم الصفي ، و الله أعلم . و كانوا أربعمائة حاسر ، و ثلاثمائة دراع ، و كانوا حلفاء الخزرج .

اسير الصحراء 05-28-2006 06:54 AM

غزوة السويق
روينا عن محمد بن إسحاق ، قال : ثم غزا أبو سفيان بن حرب في ذي الحجة غزوة السويق .
و ذكر ابن سعد خروج النبي صلى الله عليه و سلم من المدينة لخمس خلون من ذي الحجة يوم الأحد على رأس اثنين و عشرين شهراً من مهاجره .
رجع إلى ابن إسحاق ، قال : و كان أبو سفيان ـ كما حدثني محمد بن جعفر بن الزبير ، و يزيد بن رومان ، و من لا أتهم ، عن عبد الله بن كعب بن مالك ، و كان من أعلم الأنصار ـ حين رجع إلى مكة ، و رجع فل قريش من بدر ، نذر أن لا يمس رأسه ماء من جنابة حتى يغزو محمداً صلى الله عليه و سلم ، فخرج في مائتي راكب من قريش ليبر يمينه ، فسلك النجدية ، حتى نزل بصدر قناة ، إلى جبل يقال له يتيب من المدينة على بريد أو نحوه ، ثم خرج من الليل حتى أتى بني النضر تحت الليل ، فأتى حيي بن أخطب ، فضرب عليه بابه ، فأبى أن يفتح له بابه و خافه ، فانصرف عنه إلى سلام بن مشكم ، و كان سيد بني النضير في زمانه و صاحب كنزهم ، فاستأذن عليه فأذن له ، فقراه و سقاه و بطن له من خبر الناس ، ثم خرج في عقب ليلته حتى أتى أصحابه ، فبعث رجالاً من قريش فأتوا ناحية منها يقال لها العريض ، فحرقوا في أصوار من نخل بها ، و وجدوا رجلاً من الأنصار و حليفاً لهم في حرثهما فقتلوهما ، ثم انصرفوا راجعين ، و نذر بهم الناس ، فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم في طلبهم في مائتين من المهاجرين و الأنصار ـ و هذا العدد عن ابن سعد ـ و استعمل على المدينة بشر بن عبد المنذر فيما قال ابن هشام ، حتى بلغ قرقرة الكدر . قال ابن سعد : و جعل أبو سفيان و أصحابه يتخففون للهرب ، و كان أصحابه مائتين كما قدمنا ، و قيل كانوا أربعين فيلقون جرب السويق ، و هي عامة أزوادهم ، فيأخذها المسلمون ، فسميت غزوة السويق ، و لم يلحقوهم ، و انصرف رسول الله صلى الله عليه و سلم راجعاً إلى المدينة ، و كان غاب خمسة أيام .
و قال ابن إسحاق : و قال المسلمون حين رجع بهم رسول الله صلى الله عليه و سلم : يا رسول الله ! أتطمع أن تكون لنا غزوة ؟ قال : " نعم " .

اسير الصحراء 05-28-2006 06:55 AM

غزوة قرقرة الكدر
قال ابن سعد : و يقال قرقرة الكدر ، للنصف من المحرم ، على رأس ثلاثة و عشرين شهراً من مهاجره ، و هي بناحية معدن بني سليم ، قريب من الأرحضية ، وراء سد معونة ، و بين المعدن و بين المدينة ثمانية برد . و كان الذي حمل لواء رسول الله صلى الله عليه و سلم علي بن أبي طالب ، و استخلف على المدينة ابن أم مكتوم ، و كان بلغه أن بهذا الموضع جمعاً من بني سليم و غطفان ، فسار إليهم ، فلم يجد في المحال أحداً ، و أرسل نفراً من أصحابه في أعلى الوادي ، و اسقبلهم رسول الله صلى الله عليه و سلم في بطن الوادي ، فوجد رعاء ، منهم غلام يقال له يسار ، فسأله عن الناس ، فقال : لا علم لي بها ، إنما أورد لخمس و هذا يوم ربعي ، و الناس قد ارتفعوا في المياه و نحن عزاب في النعم ، فانصرف رسول الله صلى الله عليه و سلم و قد ظفر بالنعم ، فانحدر به إلى المدينة ، و اقتسموا غنائمهم بصرار على ثلاثة أميال من المدينة ، و كانت النعم خمسمائة بعير ، فأخرج خمسه ، و قسم أربعة أخماسه على المسلمين ، فأصاب كل رجل منهم بعيران ، و كانوا مائتي رجل ، و صار يسار في سهم النبي صلى الله عليه و سلم فأعتقه ، و ذلك أنه رآه يصلي . و غاب رسول الله صلى الله عليه و سلم خمس عشرة ليلة .
و القرقرة : أرض ملساء ، و الكدر : طير في ألوانه كدرة ، عرف بها ذلك الموضع .
و قد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يذكر مسيره مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في تلك الغزوة .

اسير الصحراء 05-28-2006 06:55 AM

سرية كعب بن الأشرف
روينا عن ابن سعد : أنها كانت لأربع عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول ، على رأس خمسة و عشرين شهراً من مهاجره عليه الصلاة و السلام .
قال ابن إسحاق : و كان من حديث كعب بن الأشرف أنه لما أصيب القليب يوم بدر ، و قدم زيد بن حارثة إلى أهل السافلة ، و عبد الله بن رواحة إلى أهل العالية ، بشيرين بالفتح ، قال كعب ـ و كان رجلاً من طيء ، ثم أحد بني نبهان ، و كانت أمه من بني النضير ـ : أحق هذا ؟ أترون أن محمداً قتل هؤلاء الذين يسمي هذان الرجلان ، فهؤلاء أشراف العرب و ملوك الناس ، و الله إن كان محمد أصاب هؤلاء القوم ، لبطن الأرض خير من ظهرها . فلما أيقن عدو الله الخبر خرج حتى قدم مكة ، فنزل على المطلب بن أبي وداعة السهمي ، و جعل يحرض على رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و ينشد الأشعار و يبكي على أصحاب القليب ، ثم رجع إلى المدينة فشبب بنساء المسلمين حتى آذاهم .
و روينا من طريق ابن عائذ : " عن الوليد بن مسلم ، عن عبد الله بن ليعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة ، قال : ثم انبعث عدو الله يهجو رسول الله صلى الله عليه و سلم و المؤمنين ، و يمتدح عدوهم ، و يحرضهم عليهم ، فلم يرض بذلك ، حتى ركب إلى قريش فاستغواهم على رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فقال له أبو سفيان و المشركون : أديننا أحب إليك أم دين محمد و أصحابه ؟ و أي دينينا أهدى في رأيك و أقرب إلى الحق ؟ فقال : أنتم أهدى منهم سبيلاً و أفضل وفية . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من لنا من ابن الأشرف ؟ فقد استعلن بعداوتنا و هجائنا ، و قد خرج إلى قريش فأجمعهم على قتالنا ، و قد أخبرني الله عز و جل بذلك ثم قدم أخبث ما كان ، ينتظر قريشاً تقدم عليه فيقاتلنا ، ثم قرأ على المسلمين ما أنزل الله تعالى عليه فيه : " ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب " الآية [ آل عمران : 23 ] و خمس آيات فيه و في قريش " .
رجع إلى خبر ابن إسحاق : " فقال كما حدثني عبد الله بن المغيث بن أبي بردة : من لي من ابن الأشرف ؟ فقال له محمد بن مسلمة ـ أخو بني عبد الأشهل ـ : أنا لك به يا رسول الله ، أنا أقتله . قال : فافعل إن قدرت على ذلك . فرجع محمد بن مسلمة ، فمكث ثلاثاً لا يأكل و لا يشرب إلا ما تعلق به نفسه ، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم فدعاه فقال له ، لم تركت الطعام و اشراب ؟ قال : يا رسول الله ! قلت لك قولاً لا أدري هل أفين به أم لا . قال : إنما عليك الجهد . قال : يا رسول الله ! إنه لا بد لنا من أن نقول . قال : قولوا ما بدا لكم ، فأنتم في حل من ذلك . فاجتمع في قتله محمد بن مسلمة ، و سلكان بن سلامة بن وقش ، و كان أخاً لكعب من الرضاعة ، و عباد بن بشر ابن وقش أحد بني عبد الأشهل ، و الحارث بن أوس بن معاذ ، و أبو عبس بن جبر .
قلت : و هؤلاء الخمسة من الأوس " .
ثم قدموا إلى عدو الله كعب بن الأشرف قبل أن يأتوه سلكان بن سلامة ، فجاءه فتحدث معه ساعة ، و تناشدا شعراً ، و كان أبو نائلة سلكان يقول الشعر ، ثم قال : ويحك يا ابن الأشرف ! إني قد جئتك لحاجة أريد ذكرها لك ، فاكتم عني . قال : أفعل . قال : كان قدوم هذا الرجل علينا بلاءً من البلاء ، عادتنا العرب ، و رمتنا عن قوس واحدة ، و قطعت عنا السبل ، حتى جاع العيال ، و جهدت الأنفس ، و أصبحنا قد جهدنا و جهد عيالنا . فقال كعب : أنا ابن الأشرف ، أما و الله لقد كنت أخبرك يا ابن سلامة أن الأمر سيصير إلى ما أقول . فقال له سلكان : إني قد أردت أن تبيعنا طعاماً و نرهنك و نوثق لك ، و نحسن في ذلك . قال : أترهنوني أبناءكم ؟ قال : لقد أردت أن تفضحنا ؟ إن معي أصحاباً على مثل رأيي ، و قد أردت أن آتيك بهم فتبيعهم و تحسن في ذلك ، و نرهنك من الحلقة ما فيه وفاء ـ و أراد سلكان أن لا ينكر السلاح إذا جاؤوا بها ـ قال : إن في الحلقة لوفاءً . قال : فرجع سلكان إلى أصحابه فأخبرهم خبره ، و أمرهم أن يأخذوا السلاح ، ثم ينطلقوا فيجتمعوا إليه ، فاجتمعوا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم .
قال ابن هشام : و يقال : قال : أترهنوني نساءكم ؟ قالوا : كيف نرهنك نساءنا و أنت أشب أهل يثرب و أعطرهم ! قال : أترهنوني أبناءكم ؟ .
قال ابن إسحاق : " فحدثني ثور بن زيد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : مشى معهم رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى بقيع الغرقد ، ثم و جههم و قال : انطلقوا على اسم الله ، اللهم أعنهم . ثم رجع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى بيته و هو في ليلة مقمرة ، و أقبلوا حتى انتهوا إلى حصنه ، فهتف به أبو نائلة ، و كان حديث عهد بعرس ، فوثب في ملحفته ، فأخذت امرأته بناحيتها و قالت : إنك امرؤ محارب ، و إن أصحاب الحرب لا ينزلون في مثل هذه الساعة . قال إنه أبو نائلة ، لو و جدني نائماً ما أيقظني . فقالت : و الله إني لأعرف في صوته الشر .
قال : يقول لها كعب : لو يدعى الفتى لطعنة لأجاب . فنزل فتحدث معهم ساعة و تحدثوا معه ، و قالوا : هل لك يا ابن الأشرف أن تمشي معنا إلى شعب العجوز فنتحدث به بقية ليلتنا ، فقال : إن شئتم . فخرجوا يتماشون ، فمشوا ساعة ، ثم إن أبا نائلة شام يده في فود رأسه ، ثم شم يده ، فقال : ما رأيت كالليلة طيباً أعطر ، ثم مشى ساعة ، ثم عاد لمثلها ، حتى اطمأن ، ثم مشى ساعة ، ثم عاد لمثلها ، فأخذ بفود رأسه ، ثم قال : اضربوا عدو الله . فضربوه ، فاختلفت عليه أسيافهم فلم تغن شيئاً قال محمد بن مسلمة : فذكرت مغولاً في سيفي حين رأيت أسيافنا لا تغني شيئاً . قال محمد بن مسلمة : فذكرت مغولاً في سيفي حين رأيت أسيافنا لا تغني شيئاً ، فأخذته و قد صاح عدو الله صيحة لم يبق حولنا حصت إلا أوقدت عليه نار . قال فوضعته في ثنته ، ثم تحاملت عليه حتى بلغ عانته ، فوقع عدو الله . و قد أصيب الحارث بن أوس بن معاذ ، فخرج في رأسه أو في رجله ، أصابه بعض أسيافنا . قال : فخرجنا حتى سلكنا على بني أمية بن زيد ، ثم على بني قريظة ، ثم على بعاث ، حتى أسندنا في حرة العريض ، و قد أبطأ علينا صاحبنا الحارث بن أوس ، و نزفه الدم ، فوقفنا له ساعة ، ثم أتانا يتبع آثارنا ، قال : فاحتملناه ، فجئنا به رسول الله صلى الله عليه و سلم آخر الليل و هو قائم يصلي ، فسلمنا عليه ، فخرج إلينا ، فأخبرناه بمقتل عدو الله ، و تفل على جرح صاحبنا ، و رجعنا إلى أهلنا ، فأصبحنا و قد خافت يهود لوقعتنا بعدو الله ، فليس بها يهودي إلا و هو يخاف على نفسه " . انتهى خبر ابن إسحاق .
و قال عباد بن بشر في ذلك شعراً :
صرخت به فلم يعرض لصوتي و أوفى طالعاً من رأس خدر
فعدت له فقال من المنادي فقلت : أخوك عباد بن بشر
و هذي درعنا رهنا فخذها لشهر إن وفى أو نصف شهر
فقال : معاشر سغبوا و جاعوا و ما عدموا الغنى من غير فقر
فأقبل نحونا يهوي سريعاً و قال لنا : لقد جئتم لأمر
و في أيماننا بيض حداد مجربة بها الكفار نفري
فعانقه ابن مسلمة المردي به الكفار كالليث الهزبر
و شد بسيفه صلتا عليه فقطره أبو عبس بن جبر
و كان الله سادسنا ، فأبنا بأنعم نعمة و أعز نصر
و جاء برأسه نفر كرام هم ناهيك من صدق و بر
و استشهد عباد بن بشر يوم اليمامة . و ذكر موسى بن عقبة عن ابن شهاب ، قال : و ممن شهد بدراً مع رسول الله صلى الله عليه و سلم عباد بن بشر و قتل يوم اليمامة شهيداً ، و كان له يومئذ بلاء و غناء ، فاستشهد و هو ابن خمس و أربعين سنة .

اسير الصحراء 05-28-2006 06:55 AM

خبر محيصة بن مسعود مع ابن سنينة
قال ابن إسحاق : و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من ظفرتم به رجال يهود فاقتلوه ، فوثب محيصة بن مسعود على ابن سنينة ـ و يقال : ابن سنينة عن ابن هشام ، رجل من تجار يهود ، و كان يلابسهم و يبايعهم ــ فقتله جعل ، و كان حويصة بن مسعود إذ ذاك لم يسلم ، و كان أسن من محيصة ، فلما قتله جعل حويصة يضربه و يقول أي عدو الله ! أقتلته ؟ أما و الله لرب شحم في بطنك من ماله . قال محيصة : فقلت : و الله لقد أمرني بقتله من لو أمرني بقتلك لضربت عنقك . قال : فو الله إن كان لأول إسلام حويصة .
قال : أي و الله لو أمرك محمد بقتلي لقتلتني ؟ قال : قلت : نعم و الله ، لو أمرني بضرب عنقك لضربتها . قال : و الله إن ديناً يبلغ بك هذا لعجب ، فأسلم حويصة .
قال ابن إسحاق : حدثني هذا الحديث مولى لبني حارثة ، عن ابنة حويصة ، عن أبيها ، فقال محيصة في ذلك :
يلوم ابن أمي لو أمرت بقتله لطبقت ذفراه بأبيض قاضب
حسام كلون الملح أخلص صقله متى ما أصوبه فليس بكاذب
و ما سرني أني قتلتك طائعا و أن لنا ما بين بصري و مارب
قيل : إن الذي قتله محيصة ، و قال له أخوه حويصة في حقه ما قال ، و راجعه بما ذكرنا : كعب بن يهوذا .
و روينا عن ابن سعد ، قال : أخبرنا محمد بن حميد العبدي ، عن معمر بن راشد ، عن الزهري في قوله تعالى : " ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا " [ آل عمران : 186 ] قال : هو كعب بن الأشرف .

اسير الصحراء 05-28-2006 06:56 AM

ذكر فوائد تتلعق بهذا الخبر
مما نقتله من الحواشي التي ذكرتها بخط جدي رحمه الله على قوله : ما تتعلق به نفسه . قال : هو مأخوذ من العلقة ، و العلقة و العلاق : لبغة من الطعام إلى وقت الغداء ، و معناه : ما يمسك رمقه من الغداء ، و منه : ليس المتعلق كالمتأنق .
و على قوله : إنه لا بد لنا من أن نقول . قال المبرد في الكامل : حقه أن يقول ، نتقول ، يريد افتعل قولاً احتال به ، قال : و في العين : قولته ما لم يقل ، و قولته : ادعيته عليه .
و على قوله : نرهنك من الحلقة . قال : هذا هو المعروف ، يعني سكون اللام ، و حكى سيبويه عن أبي عمر أنهم قالوا : حلقة ، بفتح اللام .
و على قوله بقيع الغرقد . قال الأصمعي : قطعت غرقدات فدفن فيها عثمان بن مظعون ، فسمي المكان [ بقيع الغرقد ] لهذا السبب .
و على قوله : شام يده في فوده . أي : أدخل يده ، و الفود : الشعر مما يلي الأذن ، و شمت السيف : إذا أغمدته ، و هو من الأضداد .
قال : و المغول : سيف قصير يشتمل عليه الرجل .
و الثنة : بين السرة و المعانة .
و على قول ابن هشام : ابن سبينة : و قال الأستاذ أبو علي ـ يعني شيخه عمرو ابن محمد الأزدي : و لم يذكره أصحاب الحديث ـ يعني سبينة ـ .
و على قوله : لطبقت ذفراه . طبق : أصاب المفصل ، و الذفرى : في الفقا .
و أبو عبس بن جبر : اسمه عبد الرحمن . و سلكان : اسمه سعد .

اسير الصحراء 05-28-2006 06:56 AM

ذكر غزوة غطفان بناحية نجد
قال ابن إسحاق : و هي غزوة ذي أمر ، و استعمل على المدينة عثمان بن عفان فيما قال ابن هشام . قال ابن إسحاق : فأقام بنجد صفراً كله و قريباً من ذلك ، ثم رجع إلى المدينة و لم يلق كيداً .
و قال ابن سعد : " ذو أمر بناحية النخيل ، و كانت في شهر ربيع الأول على رأس خمسة و عشرين شهراً من مهاجره ، و ذلك أنه بلغ رسول الله صلى الله عليه و سلم أن جمعاً من ثعلبة و محارب بذي أمر ، قد تجمعوا يريدون أن يصيبوا من أطراف رسول الله صلى الله عليه و سلم ، جمعهم رجل منهم يقال له : دعثور بن الحارث من بني محارب ، فندب رسول الله صلى الله عليه و سلم المسملين ، و خرج لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول في أربعمائة و خمسين رجلاً ، و معهم أفراس ، و استخلف على المدينة عثمان ، فأصابوا رجلاً منهم بذي القصة ، يقال له جبار من بني ثعلبة ، فأدخل على رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبره من خبرهم ، و قال : لن يلاقوك ، لو سمعوا بمسيرك لهربوا في رؤوس الجبال ، و أنا سائر معك ، فدعاه رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى الإسلام فأسلم ، و ضمه رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى بلال ، و لم يلاق رسول الله صلى الله عليه و سلم أحداً ، إلا أنه ينظر إليهم في رؤوس الجبال ، و أصاب رسول الله صلى الله عليه و سلم و أصحابه مطر ، فنزع رسول الله صلى الله عليه و سلم ثوبيه و نشرهما ليجفا ، و ألقاهما على شجرة ، و اضطجع ، فجاء رجل من العدو يقال له دعثور بن الحارث ، و معه سيفه ، حتى قام على رأس رسول الله صلى الله عليه و سلم ، ثم قال : من يمنعك مني اليوم ؟ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : الله . و دفع جبريل في صدره ، فوقع السيف من يده ، فأخذه رسول الله صلى الله عليه و سلم و قال له : من يمنعك مني ؟ قال : لا أحد ، أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمداً رسول الله . ثم أتى قومه ، فجعل يدعوهم إلى الإسلام ، و نزلت هذه الآية : " يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم " الآية [ المائدة : 11 ] ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم و لم يلق كيداً ، وكانت غيبته إحدى عشرة ليلة " .

اسير الصحراء 05-28-2006 06:57 AM

غزوة بحران
قال ابن إسحاق : ثم غزا يريد قريشاً ، و استعمل على المدينة ابن أم مكتوم فيما قال ابن هشام ، حتى بلغ بحران ، معدناً بالحجاز من ناحية الفرع ، فأقام به شهر ربيع الآخر و جمادى الأولى ، ثم رجع إلى المدينة و لم ليق كيداً .
و قال ابن سعد : إنه خرج لست خلون من جمادى الأولى على رأس سبعة و عشرين شهراً من مهاجره ، و ذلك أنه بلغه أن بها جمعاً من بني سليم كثيراً ، فخرج في ثلاثمائة رجل من أصحابه ، قال : فأغذ السير حتى ورد بحران ، فوجدهم قد تفرقوا في مياههم ، فرجع و لم يلق كيداً ، و كانت غيبته عشر ليال .
و الفرع بفتح الفاء و الراء ، قيده السهيلي .

اسير الصحراء 05-28-2006 06:57 AM

سرية زيد بن حارثة إلى القردة [ اسم ماء ]

قال ابن إسحاق : و كان من حديثها أن قريشاً خافوا من طريقهم التي يسلكون إلى الشام حين كان من وقعة بدر ما كان ، فسلكوا طريق العراق ، فخرج منم تجار فيهم أبو سفيان بن حرب ، و معهم فضة كثيرة ، و هي عظم تجارتهم ، و استأجروا رجلاً يقال له : فرات بن حيان ، يدلهم في ذلك الطريق ، و بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم زيد بن حارثة ، فلقيهم على ذلك الماء ، فأصاب تلك العير و ما فيها ، و أعجزه الرجال ، فقدم بها على رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فقال حسان بن ثابت بعد أحد في غزوة بدر الآخرة يؤنب قريشاً في أخذها تلك الطريق :
دعوا فلجات الشام قد حال دونها جلاد كأفواه المخاض الأوارك
بأيدي رجال هاجروا نحو ربهم و أنصاره حقاً و أيدي الملائك
إذا سلكت للغور من بطن عالج فقولا لها ليس الطريق هنالك
و قال ابن سعد : كانت لهلال جمادى الآخرة ، على رأس ثمانية و عشرين شهراً من مهاجره ، و هي أول سرية خرج فيها زيد أميراً . و القردة من أرض نجد بين الربذة و الغمرة ناحية ذات عرق . بعثه رسول الله صلى الله عليه و سلم يعترض العير لقريش ، فيها صفوان بن أمية و حويطب بن عبد العزى و عبد الله بن أبي ربيعة ، و معه مال كثير و آنية فضة وزن ثلاثين ألف درهم ، و كان دليلهم فرات بن حيان ، فخرج بهم على ذات عرق ، طريق العراق ، و بلغ رسول الله صلى الله عليه و سلم أمرهم ، فوجه زيد بن حارثة في مائة راكب ، فاعترض لها ، فأصابوا العير ، و أفلت أعيان القوم ، و قدموا بالعير على رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فخمسها ، فبلغ الخمس قيمة عشرين ألف درهم ، و قسم ما بقي على أهل السرية . و أسر فرات بن حيان ، فأتي به النبي صلى الله عليه و سلم فقيل له : " إن تسلم تترك " . فأسلم ، فتركه رسول الله صلى الله عليه و سلم من القتل .
و حسن إسلام فرات بعد ذلك ، وفيه قال عليه الصلاة و السلام : " إن منكم رجالاً نكلهم إلى إسلامهم منهم فرات " .
و الفردة : بالفاء المفتوحة و سكون الراء ، و ضبطها بعضهم بفتح القاف و الراء ، و الله أعلم بالصواب .

اسير الصحراء 05-28-2006 06:58 AM

((( ترقبوا قريباً الجزء الثاني من عيون الأثر )))

جنيبي والعالم 05-29-2006 12:23 AM

تسلم حبيبي ما عليك قصور ..

سهم الموت 05-29-2006 07:58 AM

تسلم خيوووووووو ما عليك قصور

محبة الرحمن 07-11-2006 11:45 AM

بارك الله فيك وجعه في ميزان حسناتك


الساعة الآن 03:31 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
][ ملاحظة: جميع المشاركات تعبر عن رأي الكاتب فقط ولا تمثل راي ادارة المنتدى بالضرورة، نأمل من الجميع الالتزام بقوانين الحوار المحترم ][