![]() |
من اغتصاب أليم إلى اكتئاب جسيم
المشكلة لقد كنت دائما من متابعي موقعكم الرائع من بداية إنشائه حتى يومي هذا. وصفحة "مشاكل وحلول" تابعتها لفترات طويلة، كنت لا أترك مشكلة إلا وأطلع عليها وعلى حلكم لها، ولكن بعد فترة من الزمن بدأت أشعر أن هذه المشكلات تقلب عليّ المواجع وتثير في نفسي الشجون، فلقد فارق جفني النوم وأنا أفكر في المشاكل وحلولها وأصحابها، ثم فارقت هذه الصفحة، وقد مر وقت طويل جدا -ربما ثلاث سنوات- منذ آخر مرة دخلت فيها إلى صفحة "مشاكل وحلول". وقبل أيام، يشاء الله -سبحانه وتعالى- أن أدخل إلى صفحة "مشاكل وحلول" من جديد، ويشاء سبحانه أن تكون المشكلة التي بعنوان ( للاغتصاب حكم خاص! ) من أولى المشكلات في الصفحة، لا أدري لعل الله أراد بي خيرا فأرشدني إليكم. قرأت مشكلة أختي الحبيبة للاغتصاب حكم خاص! عدة مرات، ولكم حزنت لها، ولكم دعوت لها، ولكم أثارت في نفسي من الآلام والأحزان ما الله به عليم، فلا أحد يشعر بهذا الألم إلا من عاشه لحظة بلحظة، حينما تتكسر جميع الأحلام على صخرة الواقع المؤلم، وحينما يكون الحل الوحيد هو الصبر وانتظار الموت. شجعتني هذه المشكلة على أن أفتح قلبي لكم، ولكن يبقى في قلبي خوف وقلق من أن لا تصدقوا روايتي، أو أن تحملوني الخطأ كاملاً، أو ربما لأنني يائسة من وجود الحل. على كل حال فمشكلتي متشعبة نوعا ما، بمعنى آخر هي عدة مشاكل في شخص واحد. بداية: كانت طفولتي مستقرة وهادئة، فأنا البنت الكبرى ولدي إخوة أصغر مني. نشأت في منزل محافظ جدا، كان والدي موظفا في دولة خليجية، لم يكن لدينا أقارب في ذلك البلد، ولم يكن لدينا تلفاز ولا حتى معارف، كانت حياتنا منغلقة نوعا ما، وحتى المدارس التي كنا ندرس فيها كانت مدارس إسلامية بمنهجيتها ومناهجها، ثم انتقلنا للحياة في دولة أخرى، من مجتمع مغلق إلى مجتمع أكثر انغلاقا، ومع انتقالنا إلى هنا انتقل معنا شخص مجرم، هذا الشخص كان خالي (شقيق والدتي)، يكبرني بعدة سنوات، كنت آنذاك في الخامسة عشرة من عمري، كنت لا أزال طفلة في ذلك الوقت، بتفكيري ورؤيتي للعالم، حتى إنني لم أبلغ إلا بعدها بعام تقريبا. جاء هذا الشخص -واعذروني لأنني لا أريد أن أسميه خالي- إلى منزلنا ليعيش معنا من بلدنا الأصلي حيث الظروف صعبة جدا هناك كما تعلمون، جاء وهو يحمل في قلبه الكثير من الحقد والكره لوالدتي ولوالدي وهم أصحاب الفضل عليه، كان يقول لي عن والدتي: إنها كانت ترسل له صدقاتها وزكاة أموالها، وأنها كنت ترسل له ملابس إخوتي المستعملة كي يلبسها هو. وصدقا والدتي لم تقصر في حياتها أبدا معه ومع أهلها؛ بل كانت تحول كل ما يقع تحت يدها من أموال إليهم، وكان ترسل لهم كل ما تقدر عليه، لكن ربما كان يتخيل بنفسه المريضة أننا نعيش على بئر بترول في الخليج. وكان يكره والدي لأنه أفضل منه علميا واجتماعيا، وكذلك لأن والدي كان يتقبل وجوده في منزلنا على مضض، فهو شاب صايع -عذرا على هذه الكلمة- لم يكمل دراسته ولا يريد أن يعمل، ويدخن السجائر ويشرب الخمر وغيرها الكثير. صادف في بداية وجود هذا الشخص في بيتنا أننا كنا نبقى أنا وهو في المنزل بمفردنا خلال الفترة الصباحية، فوالدي ووالدتي في عملهما، وإخوتي في النشاط الصيفي، أتذكر تلك اللحظات وكأنها تحدث الآن، كنت نائمة وآمنة في غرفتي وعلى سريري، لم أشعر به إلا وهو يسحب الغطاء من فوقي، فوجئت به ولا أدري ماذا يريد، جردني من ثيابي وأنا لم أفعل أي شيء، كنت خائفة وأرتجف، لم أستطع حتى أن أتفوه بأي كلمة، لم أصرخ.. لم أفعل شيئا أبدا، لم أمنعه، لا أتذكر أنني بكيت حتى، سلبني حياتي وشرفي وعذريتي وأنا لم أفعل شيئا أبدا، لا أذكر حتى أنني تألمت، وكأنني كنت ميتة في تلك اللحظات.. لا أدري لماذا لم أفعل شيئا؟ لماذا لم أمنعه؟ لماذا لم أصرخ؟ لا أدري.. كل شيء تجمد، حتى الدموع لم تنزل، حتى إنني لا أدري إن كان قد نزل الدم مني أم لا!. تركني في هذه الحالة وخرج من غرفتي، ثم عاد إلي بعد فترة من الزمن وبدأ يضربني ويسكب علي الماء، لم أكن فاقدة للوعي كنت أسمعه وأراه، ولكن لم يكن باستطاعتي أن أتحرك ولا أن أفعل أي شيء، ولكن بعد أن ضربني وسكب علي الماء بدأت أبكي، ساعدني في لبس ثيابي وهددني بألا أخبر أحدا عما حدث، وتركني على فراشي في غرفتي، لم أخبر أحدا بما حدث، بقيت طريحة الفراش لفترة وأهلي كانوا يظنون أني مريضة، وقد أغمي عليّ في هذه الفترة عدة مرات، وكان والدي يحملني إلى المستشفى فيكشف علي الأطباء ويعملون لي التحاليل والفحوصات وفي النهاية يقولون: ليس فيها شيء، عندها حالة نفسية. وكان والدي الحبيب يجلس بجانبي ويسألني ما بي، وهل هناك ما يضايقني، وكنت أقول له: لا شيء. لم أخبر أحدا، وهو لم أره لفترة ربما أسبوعين أو ثلاثة، لا أدري أين كان، ثم عاد بعدها ليكرر فعلته، فقد كنت صيدا سهلا جدا، كان يقول لي: إنني لو أخبرت أحدا فسيتهمني هو علنا بأنني على علاقة بأي شاب آخر، وأنه على استعداد أن يزوِّر لي صورا مع هذا الشاب؛ بل إنه على استعداد أن يحضر أحد أصدقائه ليقول إنني على علاقة معه، وإني حتى لو اتهمته فلا دليل لدي، وإنني لن أستطيع أن أثبت عليه أي شيء، وإن أهلي سيقتلونني لأنني المتهمة. ولشدة سذاجتي وغبائي كنت أرتجف خوفا منه وأصدق تهديداته وأفعل كل ما يريد، كنت أتوسل إليه أن يتركني، كان يطلب مني أن أقبل قدميه كي يتركني، وكنت أفعل فيركلني ويضحك علي ثم يتركني ليعود بعد أيام. كان سعيدا بأنه ينتقم من أهلي الذين لم يفعلوا معه إلا كل خير، كان كلما طلبت منه والدتي التخفيف من السهر والنوم طول النهار، أو إذا ألحت عليه أن يبحث عن عمل أو إذا طلبت منه عدم التدخين داخل المنزل، كان ينتقم مني ويقول: أتمنى لو أرى وجه أمك وهي تراك بهذا الحال. بقيت على هذا الحال سنتين، سنتان كاملتان وأنا مستسلمة لأفعاله، أهلي كانوا يحسون بشيء غريب بيننا ولكن لم يعرفوا ما هو، انخفض مستواي الدراسي من الامتياز إلى الرسوب في بعض المواد، وأنهيت دراستي الثانوية بدرجات منخفضة على الحافة فلم تقبلني أي جامعة، إلا جامعة خاصة كانت مفتتحة حديثا. بعد دخولي للجامعة بدأت أنضج وبدأت أسأم من هذا الوضع السيئ، فبدأت أقاوم وأرفض بشدة، وبدأت أهدده وأقول له: "أعلى ما في خيلك اركبه"، هي موتة ولا أكثر. لكن في تلك الفترة رفع قضية على والدي؛ حيث إن والدي المسكين طيب القلب، وكان قد افتتح محلا تجاريا ووضع إقامة لهذا الوغد على المحل التجاري كموظف في المحل، وهو لم يكن يعمل في المحل ولكن لكي يكون وضعه القانوني صحيحا في البلد، فرفع قضية عند المحامي على والدي بأن لديه عقد عمل عند والدي منذ سنة ونصف وأنه لم يستلم أي راتب من والدي، ولكنه لم يقدم الأوراق للمحكمة بل احتفظ بها عنده لكي يهددني بها، فلو رفضت أن أفعل ما يريد أو لو أخبرت أحدا سيقدم الأوراق للمحكمة فيسجن والدي ويطلق والدتي ويسفرنا من البلد. عانيت الكثير في السنة الثالثة، وتحملت ألوان الضرب والعذاب حتى إنه أطفأ سيجارته في جسدي ذات مرة، كان من الصعب جدا إخفاء كل هذا عن أهلي، وفي ذات مرة رأتني والدتي وأنا أبكي وأرتجف خوفا منه وهو جالس يضحك أمامي، فانهارت لرؤيتي بهذا المنظر فبدأت تصرخ عليه، فخرج من بيتنا وهو يضحك ويقول لأمي: بنتك عندك ما فيها شيء اشبعي بها. أمسكت بي أمي بعدها وهي منهارة تهزني وتقول لي: الآن تخبريني ماذا فعل بك، فأخبرتها بكل شيء، وأنا على يقين بأنها كانت تعرف أو شاكة أو تحس بالأمر على الأقل، بعدها بيوم أصيبت والدتي بذبحة صدرية وهي لم تكن تعاني من أي مرض مسبقا، وحتى الآن هي تعاني من اضطراب في ضربات القلب، أما والدي فهو لم يعرف أي شيء عن الموضوع وإنما عرف أن والدتي تشاجرت مع أخيها وطردته من المنزل وأصيبت بالذبحة بسبب هذا. أما هو فقد رفع القضية على والدي، واضطر والدي بأن يدفع له مبلغا كبيرا من المال كي يتنازل عن القضية، ومن حينها ساءت العلاقة جدا بين والدي ووالدتي. هو لم ألتقِ به ولم يحاول حتى الاتصال بي أو بأهلي منذ ذلك الحين، فبعد خروجه من منزلنا بعدة أشهر تزوج بالمال الذي أخذه من والدي، وأنجب طفلة وهو ما زال يعيش في نفس البلدة من مرتب زوجته على حد قول بعض الأقارب. أنا.. أين أنا من كل هذا؟ طوال تلك الفترة كنت أعيش محطمة ومكسورة. لا أحاول أن أمثل عليكم دور الضحية، أعترف بأنني أخطأت، أخطأت عندما سكت في البداية، وأخطأت عندما استسلمت. كنت أعرف جيدا أنني على خطأ ولكن لم أكن أعرف الصواب، كنت أتخبط في الحياة، سلبية جدا، استسلم له فيفعل بي ما يريد، ثم ألجأ إلى الله فأصلي وأدعو الله أن ينقذني دون أن أحرك ساكنا، كنت ساذجة جدا وغبية وحمقاء، كنت كالريشة في يده يحركني كيفما يشاء، كنت أخاف منه وهو وغد البعوضة لا تخاف منه. بعد ذلك طلبت مني والدتي بألا أخبر أحدا عما حدث وخاصة والدي، لأنه سيموت لو علم بما حدث لي، ووعدتني بأنها ستحميني منه ومن غيره، وبأنني سأبقى معها إلى حيث تنتهي بنا الحياة. بدأت نفسيتي تستقر، وبدأت أهتم بنفسي وبدراستي فلم يعد لي أمل في الحياة سوى الدراسة، حصلت على رخصة قيادة وتخرجت بعد عدة سنوات في الجامعة بشهادة بكالوريوس بمعدل امتياز مع مرتبة الشرف. وعملت فور تخرجي، وفي السنة الأولى اشتريت سيارة، وأنا الآن أعمل في وظيفة مرموقة جدا براتب عال وحوافز كثيرة، أحب عملي جدا وأبذل قصارى جهدي فيه، وأهلي يعتمدون على مرتبي، فأنا أدفع أقساط جامعة أختي وأقساط سلفة لوالدي، وأقساط مدرسة أختي الصغيرة، وأرسل المصروف لأخي الذي يدرس بالخارج، وأشارك أيضا بمصروف البيت حتى لا يبقى في حسابي ولا درهم عند نهاية الشهر، وهذه هي مشكلتي الثانية، فأنا أتخيل أنني سأكون في يوم من الأيام في الخمسين أو الستين من عمري عجوز محطمة أرهقتها هموم الحياة حزينة بائسة وحيدة، فرغم أنني أعمل منذ أربع سنوات وراتبي مرتفع ولكني لم أوفر شيئا لنفسي، حتى إنني لا أستطيع تغيير سيارتي أو حتى هاتفي الجوال. قبل سنتين تعرفت على شاب عن طريق الإنترنت، أعجبت به جدا وأعجب بي هو أيضا، طلب مني الزواج ولكن كعادتي مع أي شخص يتقدم لخطبتي رفضت، أصر أن يعرف السبب، قلت في نفسي: ما الذي يمنعني من إخباره، فهو في بلد ثان ولا يعرفني إلا عن طريق الإنترنت، فأخبرته بقصتي كاملة كما أخبرتكم، لكنه أصر على الزواج مني، وأرسل أهله لخطبتي، فرحت به كثيرا كما لم أفرح في حياتي، رفضه والدي، لماذا؟ لأنه سبق له الزواج وعنده طفلان، وأيضا لأنه سيأخذني إلى البلد الذي يعيش فيه، ووالدي يستغرب لأنني أريد أن أترك وظيفتي من أجل الزواج بهذا الشاب. والدي يراني إنسانة متميزة، مثقفة ومتعلمة وبوظيفة مرموقة، هذا بالإضافة إلى أنني جميلة ورشيقة والكل يشهد بأناقتي بالإضافة إلى أنني متدينة، وأنهيت دراسة السبع مستويات من التجويد، وقد بدأت بحفظ القرآن برواية عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ومتحدثة جيدة بإمكاني أن أتحدث ارتجالا في جمع من الناس، اجتماعية والكل يعرفني، فمن هذا الذي يستحق أن أكون زوجته في نظر والدي، خاصة أنني رفضت قبله الذين تقدموا لي؟. والدي لا يدري بأنني من الداخل بقايا إنسانة محطمة، لا أثق بأحد وأخاف من كل الناس، والدي لا يدري بأنني لا أنام إلا وباب غرفتي مغلقا، لا يدري بأنني لا أسير إلا وأنا أحمل سكينا في حقيبتي، لا يدري بأنني أخاف أن أفتح شباك سيارتي أو أن أترك الأبواب دون أن أقفل قفل الأمان وأنا فيها. وهكذا رفض والدي هذا الشاب الذي كان أملي الوحيد، حاولت أن أتحدث مع الشاب مرة أخرى وأن أطلب منه أن يتقدم لخطبتي مرة ثانية، ولكن هو الذي رفض هذه المرة، قال لي: والدك يمن علي بك وهو لا يدري أنني أنا الذي أمن عليه بموافقتي على الزواج منك. وأقفل هذا الموضوع منذ أكثر من سنة، وكان هذا آخر شخص تقدم لخطبتي. والدتي ترى أنه ليس من حقي التفكير بالزواج، وعندما تراني متذمرة أو حزينة تقول لي: أنت تكفرين بنعمة الله، فإن كان الله قد حرمك من الزواج فقد أعطاك الكثير، ودائما تقول لي: وقليل من عبادي الشكور. مشكلتي الأخيرة صحية، وحدثت قبل سنة، فخلال فترة معرفتي بذلك الشاب والاتفاق معه على الزواج وتقدمه لي ورفضه، انقطعت عني الدورة الشهرية تماما لعدة أشهر، حسبت في البداية أن الموضوع له علاقة بالحالة النفسية، فلم أهتم، ولكن طال الوقت وبدأت تصيبني آلام مبرحة في أسفل الظهر حتى إنني وصلت إلى عدم القدرة على السير باستقامة، فذهبت إلى طبيبة نسائية، وبعد الكشف علي وعمل أشعة تلفزيونية ومجموعة من التحاليل، تأكدت الدكتورة من أنني أعاني مما يعرف بتكيس المبايض، وهي أكياس مائية موجودة على المبيض منذ الولادة ولكن يزيد تأثيرها مع مرور الزمن. وهنا كانت الطامة الكبرى، فأنا منذ سنة أعيش على الهرمونات التعويضية؛ حيث إن المبيض عندي لم يعد يفرز الهرمونات الأنثوية، وهو ما يؤدي إلى زيادة الهرمونات الذكرية، ويؤدي بدوره إلى انقطاع الدورة الشهرية وآلام الظهر ثم هشاشة العظام وغيرها، أما بالنسبة للإنجاب فهو الآن ممكن مع العلاج الذي يحتاج إلى ما لا يقل عن سنتين، ولكن كلما مر الزمن كلما كانت الفرصة في الإنجاب أقل. في هذه السنة الأخيرة تراجع كل شيء في حياتي، لم أعد أختلط مع الناس كما في السابق، بدأت أهمل في عملي وحياتي، حتى إنني لم أعد أهتم كثيرا بشكلي وجمالي وأناقتي، فقدت الأمل في كل شيء، حتى إن الشيب غزى شعري، أصبحت أشعر أن حياتي كارثة، فتاة في سني ربما تعاني من مشكلة واحدة من هذه المشاكل ولكن أنا كتلة من المشاكل، لن أكذب عليكم، فكرت بإنهاء هذه المهزلة التي اسمها حياتي بأن أنتحر، ولكن ماذا سأقول لربي، عذاب في الدنيا وعذاب في الآخرة!!. لا أدري ماذا ستقولون لي؟ هل يوجد حل لكل هذه المشاكل مجتمعة؟ الاغتصاب وما تركه على نفسيتي من آثار، احتقاري لذاتي وعدم ثقتي بالناس، اليأس من الزواج. لا تقل لي: اذهبي إلى الطبيبة برفقة والدتك واعملي ترقيعا، حاولت والدتي ولكني رفضت الفكرة من أصلها. عملي الذي أصبح مصدر ألم وإزعاج لي، الكل يحسدني عليه، فليأخذوا الشهادات والوظيفة والأموال والسيارة وكل شيء ويعطوني فقط زوجا وطفلا حتى لو في بيت من طين. أريد أن أتزوج، أنا بشر، لم أعد أطيق، لم يعد يجدي الصوم والانشغال بالعمل وممارسة الرياضة باستمرار، وغض البصر، والامتناع عن مشاهدة الأفلام والمسلسلات، ولا حتى العادة السرية، لا شيء ينسيني، أريد رجلا، أصبحت أخاف على نفسي من الانحراف. قمت بالتسجيل في موقعكم بصفحة "شريك الحياة"، وجاءتني عدة طلبات، ولكن بماذا أرد عليهم؟ ماذا أقول؟ ألغيت اشتراكي حتى لا أعيش في الوهم. أخاف من أن أحرم من الإنجاب، ماذا أفعل؟ أحتك في عملي يوميا بالأطفال وما يزيدني هذا إلا ألما وحسرة. أرجوكم ساعدوني وادعوا لي، واعذروني على الإطالة. وجزاكم الله خيرا. الحل الابنة العزيزة، أهلا وسهلا بك. أوجعتني سطورك كلها، كان الله حليفك ونصيرك، فخفف عنك وأحسن رزقك في كل شيء. تشير سطورك إلى ملحمة معاناة طويلة صاخبة، لكنك إلى حد كبير كنت أقوى واستطعت تجاوز المحنة أو المحن ولو جزئيا، فيما عدا ما وصلت إليه بك الحال في السنة الأخيرة، فقد بدا استسلامك مؤلما لنا بقدر ما كان كئيبا لك أنت عافاك الله. فلا شك بعد قولك (في هذه السنة الأخيرة تراجع كل شيء في حياتي، لم أعد أختلط مع الناس كما في السابق، بدأت أهمل في عملي وحياتي، حتى إنني لم أعد أهتم كثيرا بشكلي وجمالي وأناقتي، فقدت الأمل في كل شيء، حتى إن الشيب غزى شعري، أصبحت أشعر أن حياتي كارثة). لا شك أنك الآن مع الأسف تعيشين حالة اكتئابٍ شديد، هو بغض النظر عن أسبابه أمرٌ يلزمُ علاجه أو اتخاذ القرار بذلك على الأقل، وأما كيفية علاجه فراجعة إلى الطبيب النفسي الذي سيتولى العملية العلاجية بعيدا عن عالم الإنترنت الافتراضي الذي أحببت أنت من خلاله. ==>> يتبع |
وسواء كنت مخطئة فيما مضى أو لم تكوني، فقد لمتِ نفسك يا ابنتي بما يكفي، ولا تنسي أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وعليك أن تغفري كثيرا لغيرك ولنفسك.
وفيما يتعلق بمشكلة تكيس المبايض وزيادة الهرمونات الذكرية فهذه وحدها معاناة معتبرة تضاف إلى معاناتك يا ابنتي؛ لأن زيادة الهرمونات الذكرية في الجسد الأنثوي تتسبب في زيادة الرغبة الجنسية، وهو ما يضاعف عذابك يا ابنتي، فلابد من مناقشة هذا الأمر مع طبيبك/طبيبتك المختص بعلاجك من تلك المشكلة، حتى ولو احتاج الأمرُ عقارا إضافيا. لا يمكن أن تستسلمي هكذا؛ لأنك في جزء كبير مما حدث كنت ضحية ليس فقط لذلك الجاني سامحه الله، ولعله يوما يشعر بالذنب، ولكن كنت ضحية لخوفك وضعفك وجهلك بعواقب السكوت، ولك في كلٍّ مبررات تساعدك في الغفران لنفسك. وأما مسألة الزواج فأحسب أن المصارحة بما كان والبوح به -وهو ما اخترته أنت- هو أفضل الخيارات، ولا أحسب أن الله سيحرمك من فضله ورزقه الحلال. وأما قولك: (فتاة في سني ربما تعاني من مشكلة واحدة من هذه المشاكل ولكن أنا كتلة من المشاكل. لن أكذب عليكم، فكرت بإنهاء هذه المهزلة التي اسمها حياتي بالانتحار، ولكن ماذا سأقول لربي، عذاب في الدنيا وعذاب في الآخرة). فإنه يعني أن أمام طبيبك النفسي المعالج -إذا لم تكوني مبالغة فيما تقولين-احتمال اللجوء إلى العلاج الكهربي، كما يعني هذا أن علي تنبيهك إلى خطأ التهويل المعرفي الذي تقعين فيه، فمن بناتنا كثيرات كن ضحايا بل ومشتركات في أكثر مما كنت ضحية له وهداهن الله وأصلح حالهن، وأصبح لكل منهن بيتها الذي تصونه وزوجها وأطفالها، فلا تسرفي في رؤية صورة الماضي والحاضر قاتمة وصورة المستقبل موحشة؛ لأن الله لا يحجب أحدنا عن رحمته سبحانه، واذكري قوله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (الزمر: 53) وأما ما أراه لازما في علاج حالة كحالتك –إضافة لغيره مما يراه طبيبك المعالج- فهو العلاج النفسي المعرفي للاكتئاب، والعلاج المعرفي المتعلق بحالات ضحايا زنا المحارم (فما حدث كان كذلك لأنه خالك)، وفي جميع الأحوال لا بد يا ابنتي من علاج الاكتئاب قبل أي شيء، وتذكري أن المكافحة الشخصية للاكتئاب كثيرا ما تخدع، وتابعينا بأخبارك. وتقول أ.نجلاء محفوظ: الأخت العزيزة، بقدر ما آلمتني مشكلتك أرجو بل أدعو الخالق -عز وجل- بأن تنتشلي نفسك من دائرة الألم، وأن تقفزي خارجها فورا، وكفى ما نالك منها طيلة السنوات السابقة، فالاستغراق في الألم يأكل الحياة ويسرق العمر ويدخلنا في متاهات متنامية، وأتمنى أن تنتبهي لذلك وأن تطردي الألم نهائيا وتستبدليه باتخاذ خطوات عملية وإيجابية لإصلاح ما يمكن إصلاحه، وتحسين حياتك إلى أفضل ما يمكنك، وهو ما سنحاول بمشيئة الخالق عز وجل مساعدتك فيه، ويبقى عليك الدور الأهم وهو تحويل الخطوات التي نقترحها إلى حقائق يومية تنير حياتك وتدفعك إلى الأفضل بإذن الرحمن. ولنبدأ منذ البداية حيث قلت: إنك كنت تتابعين قراءة المشاكل ثم تركتيها؛ لأنها كانت تقلب عليك المواجع، وتجعل النوم يفارقك وأنت تفكرين في المشاكل وأصحابها، ونرى أنك قد ظلمت نفسك بذلك التفكير ظلما بيِّنا؛ حيث حرمت نفسك من فرصة بالغة الأهمية للنضج واكتساب الخبرات، وفهم أفضل للحياة والتوصل إلى السبل الواقعية للتعامل مع المشكلات لجني أقل المكاسب فضلا عن تقليل الخسائر بطبيعة الحال. ومن الطبيعي أن نشعر ببعض الألم لإخواننا أصحاب المشاكل فالمؤمنون إخوة، وعلينا التسامي على هذا الألم -قدر الإمكان بالطبع- وتحويله إلى طاقة إيجابية تدفعنا إلى الدعاء لهم بتفريج الكروب، كما أنه ينبهنا إلى ما لدينا من نعم فنسارع بشكر الله عليها بالفعل وليس بالقول فقط، كما يمكننا أداء صلاة الحاجة وندعو فيها الرحمن الرحيم بتفريج كرب كل مكروب، وندعو بالفرج لهم ونحن كلنا يقين في الإجابة بمشيئة الرحمن، ولا تقللي أبدا من أهمية الدعاء فهو سلاح المؤمن في السراء والضراء. لذا نطالبك بالعودة إلى قراءة المشاكل واكتساب الخبرات الحياتية، وعدم السماح للألم بأن يكسو أيامك، وكلما تذكرت صاحب أو صاحبة المشكلة أسرعي بالدعاء له ففي ذلك كل الخير لك ولهما أيضا. ومع عميق تقديرنا للألم الجسيم الناتج عن تعرضك للاغتصاب فاسمحي لنا أن نقول لك بعدم صحة ما ذكرتيه من أن الاغتصاب يكسر جميع الأحلام، وأن الحل الوحيد هو الصبر وانتظار الموت، فالثابت أن الإنسان لا ينكسر في الحياة طالما رفض هو ذلك بكل قواه، مهما تعرض لعواصف قاسية في حياته، وأن هناك من يصنعون من المحن الصعبة وسائل لبذل المجهود المتواصل -برفق وهدوء ومثابرة- لتحدي باقي الصعاب في الحياة ولصنع نجاحات أخرى ليقوموا بأنفسهم بتعويض ذواتهم عما فقدوه في المحنة الصعبة. والحقيقة أنه لا أحد يعوض إنسانا عما فقده، وأن الخالق عز وجل يمنحنا ذلك متى استنهضنا أنفسنا وحاولنا إسعادها بكل المباهج المشروعة بالطبع، ولم ننكفئ على أنفسنا لنجتر الألم والمرارة طوال العمر مما يعرضنا –لا قدر الله- إلى الأمراض النفسية والجسدية فضلا عن ضياع العمر في عذابات متواصلة نغذيها بأنفسنا وكأنه لا يكفينا ما صنعه الآخرون بنا. وأكاد أسمعك تقولين: هذا كلام نظري وإن كان جميلا إلا أنه صعب التحقيق، وأرد عليك مؤكدة معايشتي لفتيات تعرضن للاغتصاب واستطعن الانتصار على توابعه القاسية وتحدين الألم ونجحن في حياتهن. وأصدقك القول بأن الألم لن يختفي تماما، ولكنه سيظهر على فترات متباعدة مما يسهل احتماله، ويساعد صاحبته على طرده بصورة أكثر يسرا. ونطمئنك أننا نصدقك تماما فكل كلماتك تنبض بالصدق، ولن نحملك الخطأ كاملا كما تعتقدين، فلا شك أن أسرتك تتحمل بعض الخطأ في ترك رجل سيئ مع فتاة في مثل عمرك، وبالطبع فإنهم لم يكونوا يتصورون أن تبلغ به الحقارة لفعل ما فعله، كما أن هذا الرجل يتحمل قدرا هائلا من الخطأ والخاص باستغلاله لضعفك وقلة حيلتك، ربما لصغر سنك، أو لشدة مفاجأتك فضلا عن خشيتك من تهديده. والأفضل من البحث عن نسبة المشاركين في الخطأ هو التعلم منه، وترك السلبية تماما في مواجهة أي مشاكل مهما صغرت أو كبرت، وتعلم أننا عندما نضعف أمام الآخرين فإننا نحرضهم على الاستهانة بنا وعلى التمادي في إيذائنا أيضا وهذا لا يعني العدائية، فالمطلوب هو الحزم. ونود أن نقول لك إنك لست في حاجة إلى ذكر مساوئ خالك، ولا تدافعي عن حسن تعامل والديك معه، فلا يوجد أبدا ما يبرر جريمته الخسيسة فلا تنسي ذلك أبدا. ولن يفيد كثيرا عندما نقول إنك أخطأت لأنك لم تخبري أسرتك، ولا نريد إيلامك بالطبع، ولكن نتمنى أن تتعلمي من الدرس القاسي بألا تخضعي لأي تهديد، وأن تتعلمي أن مواجهة المخاطر أهون بكثير من الخضوع للابتزاز والتهديد، ففي ذلك مخاطر أكثر بشاعة وربما خضعت لذلك لقلة خبرتك في الحياة ولاستسلامك للخوف ولصغر سنك، ولأنك لم تكوني تعلمين بأن الخوف هو أسوأ مستشار للإنسان كما تثبت لنا حقائق الحياة كل يوم. ونحيي مقاومتك ورفضك للاستمرار معه واتخاذك موقف التهديد بدلا من الخضوع، ولم توفقي عندما استسلمت ثانية خوفا على والدك، فلا شيء في الكون يساوي أن تخضع الفتاة لمن يريد جسدها ووالدك يستطيع تدبر أموره، ولا مجال هنا للحديث عن أي تضحية، وربما نلتمس لك بعض العذر لقلة الخبرة والخوف من والدك. ومرة أخرى أؤكد أن الاستسلام للخوف يدمر أسباب التفكير السليم ويقود الإنسان إلى الخسائر المتتالية، فاطردي الخوف نهائيا من حياتك ولا تسمحي له بقيادتها ولو لبضع لحظات، فإن هذه اللحظات قد تكون كافية لتدمير أجزاء مهمة من الحياة. أرجو ألا تنسي ذلك أبدا مهما كانت الظروف التي تواجهك. ونحترم اعترافك بدورك فيما حدث لك، ونتمنى أن يساعدك ذلك على تقبل بعض نتائجه لا أن يكون سببا في إيذاء نفسك باللوم أو بسوء تقدير الذات. وحسنا فعلت عندما تفوقت في دراستك، وقد سعدت بعملك المرموق ولراتبك العالي وحبك لعملك وتفانيك فيه، ونرجو أن نتناقش بهدوء في كيفية تصرفك في راتبك، فليس من الإنصاف لنفسك أن تعتمد أسرتك تماما على راتبك، وإلا فكيف كانوا سيعيشون من دونه، وهذا لا يعني أننا نناهض مساعدتك لأهلك فهذا أمر نحترمه دينيا ودنيويا، ولكن مع ضرورة إعطاء نفسك حقها كما جاء في الحديث الشريف، لذا لا بد من اتخاذ وقفة حازمة بدون عدوانية مع أسرتك، وإعلانهم بلطف أنك ستخصصين قدرا معقولا من راتبك لنفسك، ليس لشراء ما يلزمك فقط بل للادخار أيضا، فهذا من حقك على نفسك وهو سيمدك بفوائد كثيرة؛ حيث ستشعرين بأنك تحصلين على جزء من عائد مجهودك في العمل، وستفرحين بالقدرة على شراء ما تحتاجين إليه من أغراض مختلفة، وتشعرين بقدر من الأمان المادي لتوافر بعض المدخرات لديك، كما سيختفي إحساسك بالحرمان المادي مما سيخفف من مشكلاتك بدرجة جيدة، وعليك الإصرار بأدب وحزم على أخذ حقوقك المادية من راتبك ويمكنك التدرج في زيادتها، ولاشك أن أخيك الذي يدرس بالخارج يستطيع القيام بأي أعمال ولو كانت بسيطة أو متواضعة، وهو ما سيمنحه الخبرة والمال وسيخفف عنك الأعباء، مع ضرورة إيصال رسالة واضحة وحازمة إلى أهلك بأنك لن تتراجعين عن ذلك، وأن البديل هو ترك العمل، وتحملي بعض الانتقادات التي قد توجه لك بصدر رحب، ولا تتضايقي فقد اعتادوا على عطائك المادي حتى شعروا بأنه حق لهم، وعليك تصحيح الوضع بلطف وهدوء ومرونة، وذكري أمك بما فعله أخوها معك وبأنك لن تفرطي في حقوقك، واجعليها تقنع والدك بذلك وتساندك في موقفك. أما الشاب الذي تعرفت عليه عبر الإنترنت، فقد حماك الله -عز وجل- من الزواج منه، فهو لم يكن بالرجل الشهم كما ذكرت، فقد أفصح عن سوء خلقه عند أول بادرة اختلاف عندما رفضه والدك وطلبت منه معاودة الخطبة، فإذا به يعايرك بما يعرفه وهذه ليست من أخلاق الكرام بأي حال من الأحوال، وهو ما يدل على أنه كان سيفعل ذلك عند أول اختلاف بينكما بعد الزواج، مما يرشحك لحياة غير سعيدة ولذا نطالبك بالاحتفال بالنجاة منه والاستمتاع بذكائك وأناقتك، وقبل ذلك حفظك للقرآن الكريم وعدم السماح لنفسك بالقول بأنك إنسانة محطمة، فمن تحقق كل هذه الانتصارات العملية هي إنسانة رائعة بكل المقاييس، وتستحق كل الاحترام والتقدير وعليها الفخر بذلك وتنفس الثقة بالنفس دائما. وهذا لا يتعارض مع خوفك وإغلاق باب غرفتك وحملك السكين وما شابه ذلك، فهو أمر طبيعي بعد ما تعرضت إليه، وسيزول بالتدريج بمشيئة الرحمن كلما استعدت توازنك في الحياة واعتززت بتقدمك فيها وداويت جروحك النفسية بصبر وهدوء، وأكثرت من اللجوء إلى الخالق عز وجل ليمنحك الطمأنينة، ونرجو كلما شعرت بهذه المخاوف أن تستعيذي بالله من الشيطان الرجيم، وأن تقولي لنفسك: لقد ولى زمن الخوف، ومن يحاول أن يقترب مني سأمزقه إربا، فلم أعد بالفتاة الساذجة، ولن أكون صيدا سهلا بعد ذلك، وبتكرار ترديد هذا القول ستحل الطمأنينة مكان الخوف، وستتغير حياتك إلى الأفضل كما حدث لمن تعرضن للاغتصاب ودربن على استبداله بالثقة بالنفس، فافعلي ذلك فورا بدون أي إبطاء ولا تنظري إلى الخلف أبدا. أما قول والدتك: إنك تكفرين بالنعم عندما تفكرين بالزواج، فلعلها تريد منك الالتفات إلى ما لديك بالفعل بدلا من التفكير فيما ينقصك. أما عن مشكلتك الصحية فلا بد من مواجهتها بهدوء لمحاصرة آثارها السلبية في أضيق نطاق ممكن، ونرجو هنا أن تبحثي عن البدائل الطبيعية للهرمونات التعويضية إن أمكن ذلك، وعدم التعامل مع مضاعفات حالتك وكأنها قدر لا يمكن الفكاك منه، والبحث بجدية عن وسائل طبيعية واللجوء إلى الطب البديل مثل طب الأعشاب والحجامة وما شابه ذلك؛ للحصول على سبل الوقاية من المضاعفات فضلا عن العلاج بالطبع، والتأكد من عدم وجود آثار جانبية ضارة لهذه الهرمونات التعويضية قبل التمادي في أخذها، أو الخضوع للتحليلات اللازمة كل فترة للتأكد من عدم وجود مضاعفات لها. ولا نتفق معك –إطلاقا- في إهمالك لعملك وأناقتك وعلاقاتك الاجتماعية؛ ففي ذلك أكبر إيذاء يمكن أن تفعله فتاة في مثل ظروفك لنفسها، فكأنك توجهين لنفسك الطعنات القاتلة، وكأنه لم يكفك ما تعانين منه من مشكلات، وقد تناسيت أن الذكاء يقودنا إلى أن نتعلم من لا يدرك كله لا يترك كله، فإذا كانت ظروفك لا تعدك حاليا بالزواج والإنجاب، فهذا لا يعني أن تتركي للغضب أو اليأس أن يقود حياتك إلى التعاسة المؤكدة، لذا نطالبك وبشدة إلى العودة إلى الاهتمام بجمالك وأناقتك ليس سعيا للزواج ولكن لدورها الكبير في ارتفاع معنوياتك وتدعيم خطواتك الساعية للنهوض بنفسك، ويمكنك مطالعة مقالي في موقع إسلام أون لاين بعنوان: اختاري الجمال واربحي هذه المكاسب، فستفيدك كثيرا بمشيئة الخالق. كما نود أن تعاودي تفانيك في العمل؛ وهو ما سيمنحك إشباعا رائعا بالتميز وبالسعادة بالنجاح، فلا تحرمي نفسك أبدا من هذا الإحساس. ونثق أنك لا تفكرين جديا في الانتحار فهو لا يتفق مع إنسانة نقية مثلك. وبالنسبة لعملية الترقيع فلا نستطيع أن نحرضك عليها؛ ففي ذلك الأمر يجب سؤال علماء الدين وحدهم ورأيهم فقط هو الذي يجب اتباعه. ويمكنك التخفيف من شعورك بالحرمان العاطفي ومن الرغبة في الإنجاب بتذكر أن هناك الملايين من الفتيات قد تخطين سن الزواج ولم يتزوجن ويعانين من ذلك، ومع ذلك يتشاغلن عن المعاناة ولا يسمحن لها بتدمير حياتهن، فضلا عن وجود ملايين أخريات من المطلقات الأرامل اللاتي لم ينجبن، فتذكري ذلك فربما خفف من معاناتك ولو بقدر ما. أما قولك بأنك تتعاملين يوميا في عملك مع الأطفال وأنك تتألمين وتتحسرين لذلك، فأقول لك: ربما كان ذلك من رحمة الخالق بك؛ حيث تستطيعين إشباع بعض وليس كل إحساسك بالأمومة من خلالهم، وكما قلنا: ما لا يدرك كله لا يترك كله. وأخيرا: نرجو إذا رفض علماء الدين عملية الترقيع ألا تلجئي إليها، ونثق أن من ترك الحرام خشية الخالق عز وجل فسيعوضه سبحانه بأفضل مما يريد. |
فارق الطول هل يؤثر في الزواج؟
المشكلة مشكلتي قد تكون بسيطة وتافهة في نظر البعض، ولكنها تأخذ معظم تفكيري في الفترة الحالية. بعد فترة بحث طويلة عن الفتاة المناسبة للزواج، تعرفت على فتاة فيها معظم الصفات التي أتمناها، وحدث بيننا تفاهم وارتياح نفسي. المشكلة الوحيدة هي فارق الطول بيننا؛ فأنا 190سم وهي 155سم، وهو فارق كبير ومؤثر من حيث الشكل عندما نسير سويا، كما أنه سيجلب لنا العديد من التعليقات والسخرية، وهي ما يتفنن فيها أفراد الأسرة، وبصراحة لا أدري كيف أتخذ القرار. فهل فارق الطول سبب كاف لعدم إتمام الموضوع، وهل هناك تأثير لهذا الفارق على الحياة الزوجية والجنسية؟ ولكم جزيل الشكر الحل ليس لفارق الطول أي تأثير على الحياة الزوجية والجنسية، هذه نقطة مبدئية ننطلق منها لمناقشة مشكلتك؛ وهي أن الفتاة التي وقع عليها اختيارك والتي ترى أن بها كل المواصفات التي تطلبها في شريكة حياتك، بالإضافة إلى الارتياح والتفاهم المتبادل، أطول منك بـ 35 سم تقريبا، وترى أن هذا الأمر سيجلب التعليق والسخرية من أفراد الأسرة. ونحن نرى أن الشاب الذي يجد فتاة يرتاح إليها ويتفاهم معها، والتي بها كل الصفات التي كان يطلبها لتكون المشكلة هي فارق الطول تحت دعوى التعليق والسخرية من الأسرة يجب أن يسأل نفسه: وما العيب أن يكون قصيرا؟ وما العيب أن تكون طويلة؟ وما ذنبهما في قصرهم أو طولهم؟ وهل يستحق هؤلاء المخالفون لتوجيه الله -عز وجل- بألا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم، ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن؟ هل يستحق هؤلاء أي التفاف أو اهتمام لسخريتهم بحيث نضعهم في الاعتبار ونحن نتخذ قرارنا؟ إن الوصول إلى الفتاة المناسبة في صفاتها والتي نرتاح لها ونتفاهم معها لهو أمر شاق، يصبح النظر معه لاختلاف الطول أمرا لا يستحق الوقوف أمامه. إن اختلاف الطباع والأخلاق هو الذي يقلقنا ويجعلنا نعيد التفكير، ويجب أن تكون مقتنعا بذلك وراضيا، وألا تضع هذا الأمر أمامك وتتخيل كل الناس ينظرون إليك ويسخرون، فهذا ينغص حياتك. أعد حساباتك، واتخذ قرارك بنفسك، ولكن تذكر أن هذا ليس سببا لعدم إتمام الزواج، ولكن القرار الأخير لك؛ بمعنى أنك لو شعرت بينك وبين نفسك أنك لن تستطيع تحمل ذلك فهذا أمر يخصك وحدك ولا يؤاخذك فيه أو يلومك عليه أحد؛ فهذه طاقة نفسية تختلف من فرد إلى فرد؛ فما تتحمله أنت قد لا يتحمله غيرك، وما يتحمله غيرك قد لا تتحمله أنت. إننا نوضح الموقف ونجليه لك، ولكن في النهاية يجب أن تعرف نفسك وتعرف ما يريحها حتى تستطيع الوصول إلى قرارك الذي لا يستطيع أحد أن يشاركك فيه؛ لأنه لا يعرف نفسك إلا أنت. |
مفتون بحبيبته ..مشغول بأخريات
المشكلة أنا شاب في أواخر العشرينيات، أريد أن أحكي لكم قصتي "من طأطأ لسلام عليكم" وأرجو أن أجد منكم صدرا رحبا، فإني لا أجد من أحكي له إلا أنتم، وسأحكي "شوي بالعامية".. "تربيت بأسرة متدينة وكنت لا أعرف شيئا عن معنى الحب إلى أن انتهيت من دراستي الثانوية، هنا أحببت إحدى قريباتي وأعتقد أنه كان من طرف واحد وهذا المؤلم، فأنا كنت أحاول التحدث معها والتقرب لها وهي كانت تحكي معي وتلفت نظري، ولكن عندما سألت أختها قالت إنها تتعامل هكذا مع جميع شباب العائلة؛ لأنها جميلة وتحب لفت النظر، وأنا لا أعني لها إلا أني قريبها ومع ذلك أخبرت أمي وأخواتي بالموضوع أني أحبها وأريدها لي فكان جواب أمي أني ما زلت صغيرًا وأنها لا تحبذ زواج الأقارب. ولكني أصررت على الموضوع فحكت أمي مع والدة الفتاة وجاء الرفض منها لنفس السبب، وأنا كنت أحبها جدا ولم أصارحها، ولكن كانت تصرفاتي تدل على ذلك، وسافرت مع أهلي وبقيت أفكر بها طوال السنة، حيث إننا نعيش في الخليج ونسافر إلى بلدنا كل صيف، ودخلت الجامعة في تلك السنة وفي العام التالي سافرنا ولم يحدث شيء جديد إلا أني لا زلت أحبها وأفكر بها، وسافرنا مرة أخرى، ولكن أنا تعبت في العام الثاني من كثرة التفكير فأقنعت نفسي أني لازم أنساها وأنها لن تكون لي خاصة بعدما تكرر الرفض وأني لا أشعر أن هناك حب من طرفها. لم يمض إلا القليل على نسيانها، حتى تعرفت على بنت تعمل في إحدى الصيدليات وكان هناك شعور من ناحيتها تجاهي، فلم أصدق أن هناك من يمكن أن تحبني، فنظرتي للبنات كانت أنهن بلا مشاعر وأن الشاب فقط هو الذي يحب وأن البنت مستحيل تحب أحدا خاصة بعد الذي حصل معي، فتعرفنا على بعض وأصبحت أنا أحبها، ولكن لا أريد الزواج منها؛ لأنها طلعت أكبر مني وهي عندما عرفت أني أصغر منها تغيرت معي وأحبت شخصا ثانيا، ولكني بحكم مشاعري الحساسة تعلقت بها لمدة بضع شهور وانتهت العلاقة بصورة مؤلمة بالنسبة لي طبعا فمن ناحيتها لم تتأثر بل هي التي أنهت العلاقة التي كانت عبارة عن ذهابي لمكانها لمدة 5 دقائق لأراها ونتحدث قليلا فقط. "طبعا بعد هذه القصة أيضا أصبت بإحباط كبير وأنا أريد أن أجد الحب الضائع تبعي، فأصبحت أريد أن (افش خلقي) فدخلت للشات وتعرفت على كذا بنت ودايما لا تستمر العلاقة أكتر من كم يوم وطبعا لست أنا التي أنهيها وإنما هي التي تنهيها.. لا أدري لماذا هكذا حظي، وطبعا أصبحت بالسنة الثالثة بالجامعة وتعرفت على بنت عن طريق الشات وأصبحت أقول لها إني أحبها، فقط لكي أعلقها بي ولا أحدث مع بنت وأشبع الجانب العاطفي الذي عندي، وهي أيضا تقول إنها تحبني بل وتريد أن أتقدم للزواج منها وأنا كنت أضحك عليها وأقول إني موافق ولكني أهلي لن يوافقوا، المهم كانت علاقة قوية جدا ووصلنا للزنا إلا قليلا طبعا لأني كنت لا أريد أن أزني ولكنها كانت لا تمانع أبدا بل كانت تتمنى ذلك بحجة أنها تحبني.. المهم استمرت هذه العلاقة إلى أن تخرجت وسافرت لبلدي عندها أنا مليت منها وهي وجدت واحدا ثانيا غيري وأيضا اتفقنا على الفراق مع أنها كانت لا تزال تريدني، ولكن أنا تخلصت منها لعدة أسباب الأول أن ضميري كان يؤنبني على هذه العلاقة السافلة، وأنا الذي يحسبني الناس شيخ وصاحب دين، ولأني بتلك الصيفية أخذت شهادة بحفظ القرآن، وأصبحت أحس أنه من غير اللائق "أبدا أني أعمل تلك العمايل"، إضافة إلى أني أحسست أن الله يسيرني بطريق عكس الطريق المنحرف، كما أنه أكرمني كثيرا فبعد ما أنهيت تلك العلاقة عملت بوظيفة يتمناها كل الشباب فهي ممتازة جدا من جميع النواحي والحمد لله وكان يكرمني وأنا أعصيه من قبل أيضا وكرمني بعد ما انتهت العلاقة.. وكان عملي بعيدًا عن المدينة التي فيها أهلي فأخذت سكنا بهذه المدينة العجيبة، التي سكنت أيضا فيها ليس بها وحسب وإنما ببؤرة للفساد لقربها على عملي، وأنا عندي حاجة شديدة للحب والجنس، فماذا أفعل، ليس هناك حل إلا الزواج، ولكن أخي الذي يكبرني بتسع سنين والذي امتحنه الله وامتحن والداي به لم يعمل إلا من فترة قليلة وكل أموره معقدة على عكسي تماما، فمن غير اللائق أن أخطب قبله فظللنا ندعو ونبتهل أن يفرجها عليه وعلى والداي اللذين كبرا، فوالدي لا يعمل ومتقاعد وأمي التي كبرت وما زالت تعمل، وتعبت وكرهت حالتنا. وأخيرا عمل أخي وخطب فأصبحت هناك فسحة قليلة يمكن أن أتحرك فيها وأطلب أن أخطب بناء على كلام أمي التي كانت تقول لي إنه أول ما يخطب أخوك ويستقر شغله سأخطب لك، فطالبت بذلك ولكن الوضع صعب فمدخرات أبي سينفقونها على عرس أخي، ووضع أهلي لا يزال صعبا، وأنا وضعي أني لا أستطيع التحمل على حالتي فأريد فقط أن أخطب لأستقر عاطفيا وأستعف عن الحرام والعام القادم أكون جمعت مصاري وزاد معاشي وأكون قادرا على الزواج.. المهم كانت أمي تقول لي "استنى بس على بين ما نرتاح من هم أخي"، ولكن أنا رجعت أحكي مع إحدى البنات التي كنت على علاقة سطحية جدا معها على الهاتف فقط، ولكن أيضا لم أجد منها اهتماما كبيرا بي فأنهيت العلاقة وكلي خيبة أمل، متى سأجد البنت التي تحبني! وبعد ذلك تعرفت على بنت بالعمل عندي مناسبة من حيث العمر، حيث إنها أصغر مني ولكنها من غير بلدي وشكلها ماشي الحال، فقررت أن أقيم معها علاقة خاصة عندما وجدت تجاوبا من ناحيتها من حيث الكلام والمزح، فعندما أخبرتها أني أريد أن أحدثها بموضوع خاص، رفضت!! لماذا؟ قالت لأنها لا تهتم بي!! تحطمت.. ولكن لماذا حظي العاطفي هكذا؟ رجعت لأمي وقلت لها إني لم أستطع التحمل أكثر من هذا، خاصة أن أخي موعد عرسه اقترب، فقالت لي إني لا أرحمهم، وإن علي الانتظار قليلا وأن أرحمهم وأقدر وضعهم، ووعدتني بأنها سوف تخطبلي قريبا، وعلمت أختي أني كنت أريد أن أقيم علاقة مع بنت بالشغل فأخبرت والداي واعتبروها فضيحة وأني مجنون كالعادة وهمي بالبنات وبس، وإلخ.. ولكن الحمد لله كانت النتيجة أن أبي الذي كان يقول لي ألا أفكر بالزواج قبل سنة صار يقول لأمي كي تخطب لي لأني واحد مجنون، ففرحت كثيرا بردة الفعل هذه.. وحصل شيء لم يكن ببالي، مضى خمس سنوات على نسيانه، الشيء الذي كان السبب في كل هذا الضياع الذي أنا فيه، وهو أن أختي اقترحت على أمي أن ترجع تحكي مع قريبتنا لتخطب لي بنتها التي أحببتها والتي تدهورت بعد قصتها، عندما سمعت ذلك انفتحت جروحي التي اندملت ورجعت أفكر فيها، فأنا والله قلبي لا يحب غيرها ولم يعجبني جمال بنت أبدا إلا جمالها، مع أني رأيت الكثير الكثير.. ولكن أمي قالت لي إن أمها قد لا توافق لأني أعمل بالخليج وهي لا تريد لابنتها أن تسافر، ومع ذلك عندما سيسافرون للوطن ستخبرها بأني أصبحت أعمل وعمل جيد جدا، وإذا لم توافق فهناك بنات غيرها سيرونهم لي.. ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير". هذا الذي حصل، قريبتنا جئتها -أنا صاحب خلق ودين والكل يشهد بذلك- ورفضت، فحصل ما حصل.. طوال هذه السنين، المهم الآن أني رجعت أفكر بقريبتي وأنتظر الموعد بفارغ الصبر لتحكي أمي معها، فإذا وافقت يكون أحلى يوم بحياتي.. وإذا لم توافق، سأقبل بأي بنت.. علما أن لي شروطا في البنت التي أريد أن تخطيها أمي لي كان تكون طويلة وبيضاء وذات صدر كبير، والأخير هو أهم شرط، ولكني سأتجاوز وأقبل بأي بنت فقط لسد فراغي العاطفي والجنسي. وأعلم أني لن أرتاح بعد الزواج إذا رأيت بنتا بالشارع فيها إحدى تلك المواصفات وزوجتي لا تملك ذلك الشيء.. ولكن ماذا أفعل.. فأنا لا أستطيع الصبر. والآن أريد من حضراتكم: ماذا أفعل من هنا إلى أن يحين موعد خطبتي والذي لا أعلم متى سيكون، قد يكون بعد بضعة أشهر.. وقد يكون بعد سنة، لا أعلم، هذا يعتمد على وضع أهلي.. وعندما يحين موعد الخطبة هل أقبل بأي بنت "شكلها ماشي" حالوا إذا لم تقبل قريبتنا؟ أم أنتظر إلى أن أجد تلك المواصفات الرئيسية التي لا أستطيع الاستغناء عنها.. وهل سأنسى بنت خالتي إذا تزوجت غيرها؟ أم سأظل أذوب كلما أراها؟ وألا تستحق خالتي عقاب الله إذا عادت ورفضت من ترضى دينه وخلقه بسبب تافه؟ ولماذا حظي العاطفي (زفت)؟ لماذا كل الشباب تحبهم بنات إلا أنا، وصفحاتكم مليئة بتلك القصص..؟ والله لو أجد من تحبني كما أحبها لأفديها بروحي، آه بس، أعلم أني زودتها عليكم ولكن والله لا أجد من أحكي له كل هذا الكلام، فالوحدة قتالة، والغربة وحشة، والله أعلم أن الله غمرني بنعم كبيرة.. فأنا تخرجت منذ بضع سنوات وأصدقائي لم يتخرجوا، واشتريت سيارة ممتازة.. وأعمل عمل ممتاز، وأحفظ القرآن، ولكني لا أستطيع تحمل عاطفتي التي لا أتوقع أن يوجد بنت تحمل عاطفة كالتي أمتلكها فأنا مرهف جدًّا، ولا أستطيع تحمل شهوتي، فبالطبع أمارس العادة لكي أهون على نفسي قليلا دون تأنيب ضمير لكي أرتاح، وقد تبحرت في هذا الموضوع من موقعكم المفيد، وأنا لا أعتبرها مشكلة أبدا، ولكنها بالطبع لا تغني عن الزواج، وأسمع الأغاني التي أحبها لكي أحلق معها في جو من أحلامي التي لم يتحقق منها شيء سوى الخيبة العاطفية.. لا أدري ماذا أكمل لكم بعد، وآسف على الإطالة، وجزاكم الله كل خير.. ====>>>يتبع |
الحل
أخي العزيز... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. ما يحدث معك ليس حبا وإنما هي حالة نسميها افتتان وهي تعني أنك تحب حالة الحب نفسها أكثر مما تحب محبوبة بعينها وتنبهر بها في كل مرة ثم ما تلبث أن تنسى وتبحث عن غيرها، وحالة الافتتان هذه هي نوع من الحب النرجسي الذي ترضى به عدة احتياجات لديك: أولها الاحتياج العاطفي، وثانيها الاحتياج الجنسي، وثالثها الشعور بأنك جذاب ومرغوب من الجنس الآخر. وهذه الاحتياجات تبحث عن الإشباع بصرف النظر عن شخص المحبوبة. أما في الحب الحقيقي فإننا نحب إنسانة بشكل عميق، وبكل كياننا بصرف النظر عن الشروط والمواصفات الجسمية، ونجد أنفسنا مرتبطين بها لفترة طويلة ولا تتغير مشاعرنا بسهولة تجاه أخريات، ويكون لدينا الاستعداد للصبر والتضحية من أجلها، وننجح في حياتنا لنكون جديرين بها وبحبها، وهذا الحب الحقيقي يجعلنا ندرك أنفسنا بشكل أفضل، وندرك المحبوبة وندرك الحياة كلها بشكل أفضل، ونترفع عن الدنايا والخطايا؛ لأننا نريد للقلب الذي يحتفظ بالحبيبة أن يبقى نقيا طاهرًا؛ لأنه يحوي أجمل وأطهر امرأة في حياتنا، فالحب الحقيقي يطهر القلب ويهذب السلوك. وصاحب العلاقات المتعددة هو نموذج للدونجوان الذي يتعلق بفتيات كثيرات لكي يثبت لنفسه وللناس أنه رجل (بحق وحقيقي) وأنه جذاب وأنه مطلوب من كل الفتيات، وهذه الرغبة العارمة في العلاقات العاطفية المتعددة تكون مدفوعة بشك داخلي عميق بصفات الرجولة الحقيقية، وهنا تصبح العلاقات المتعددة شهادة من كل فتاة بأنه رجل فعلا وأنه محبوب وأنه جذاب وهذا نوع من العلاقات غير الناضجة. أرجو أن تكون حذرًا أيضا من قريبتك التي تعلقت بها وتريد الرجوع إليها بعد تلك السنوات فهي لديها نفس المشكلة -كما ذكرت لك أختها- حيث ترتبط بكل شباب العائلة وتوهمهم بالحب في حين أنها لا تحب أحدا منهم بل في الأغلب هي تحب نفسها فقط، وهدفها من تلك العلاقات المتعددة هو إثبات أنها جميلة وجذابة ومرغوبة من كل شباب العائلة. تذكر أن الزواج علاقة أبدية، هدفها الاستقرار وتكوين أسرة ورعاية أبناء لذلك يجب أن يقوم على دعامات قوية ومتعددة أهمها الدين؛ لأن صاحبة الدين تحترم كلمة الله التي يقوم عليها الزواج، وتحترم الكرامة الإنسانية لزوجها وأبنائها، وتمنحهما كل ما لديها بحب ووفاء وإخلاص، ثم تأتي بعد ذلك الصفات الشكلية التي تتمناها، لأن الصفات الشكلية كلها زائلة لا محالة فأنت تريد فتاة طويلة بيضاء ذات صدر كبير، وأرجو ألا تكون هذه الصفات الشكلية هي المحرك الأساسي لك للزواج بفتاة بعينها؛ لأن كل هذه الأشياء تتأثر بعوامل الزمن والحمل والرضاعة، وإذا كانت الزوجة لديك مجرد جسد فستزهد فيها بعد شهور من الزواج وتبحث عمن هي أجمل منها أو أكبر صدرا كما ذكرت. وفي الحب الحقيقي والزواج الموفق لا تأخذ هذه الأشياء تلك الأهمية، فرب فتاة غاية في الجمال ولكنها لا تستطيع أن تمنح زوجها أي مشاعر أو سعادة، ورب فتاة متوسطة أو حتى متواضعة الجمال ولكنها مليئة بالدفء والمشاعر والعطاء المتدفق الذي تسعد به زوجها أيما سعادة، وفى الحب الحقيقي ينسى المحبون تفاصيل الشكل واللون والجسد؛ لأن هناك شيئا أهم يشع من المحبين بكل كيانهم ويتجاوز كل التفصيلات، ولذلك ينسى المحب الحقيقي تفاصيل شكل حبيبته، ويتذكر فقط أنه يحبها بكل كيانه لا لشيء معين فيها ولكن لها كلها. هذا المستوى من الحب لا أرى أنك وصلت إليه بعد، فأنت لم تتجاوز حالات افتتان شبقية جسدية، ولو تزوجت مدفوعًا بهذه الحالات فستكون خياراتك مجانبة للصواب، لذلك أرجو أن لا تستعجل هذا الأمر واصبر عليه حتى تلقى الإنسانة المحبوبة (بحق وحقيقي) والمتصفة بكل صفات الطهر والنقاء والعفاف، والتي تتجاوب مع الجزء الخير فيك والمتمثل في حفظك للقرآن وفى تدينك بوجه عام، ويا حبذا لو استعنت بمشورة ومساعدة والدتك وأختك في الاختيار؛ لأن خياراتك المدفوعة والمفعمة باحتياجات نرجسية وجنسية شديدة ربما، بل من المؤكد، تدفعك لزيجة غير موفقة. انشغل بنجاحك في العمل وتطوير نفسك في كل مجالات الحياة، وانشغل أكثر وأعمق بالعبادة وعمل الخيرات حتى لا تنصرف كل طاقاتك في مجال الجنس والافتتان والعلاقات المتعددة المنهكة لقواك بلا فائدة، وحين تفعل ذلك وتتوجه بالدعاء إلى الله سيوفقك لاختيار زوجة تشبع كل احتياجاتك الثائرة وفي نفس الوقت تهيئ لك بيتا قائما على السكن والمودة والرحمة. |
تقرأ وجِدًّا تفهمُ ....لكنك: شيئا لا تفعلُ!
المشكلة فأنا أعاني من جميع الأمراض النفسية من اكتئاب ووسواس قهري وفصام، وهذا ما توصلت إليه من قراءاتي الكثيرة في موقعيكم المباركين هذا ومجانين أما عن الأعراض التي عندي فهي كالتالي: انفلات الضحك الإعجاب بعمرو دياب وعلى فكرة أنا صاحب المشكلة التي وجهتموني بها للفتاوى لأنكم لم تفهموا قصدي، وهو أني كيف أتخلص من هذا الإعجاب لأني أحس أنه مرضي وليس حالة طبيعية وهذه إحدى مشاكلي أيضا أني لا أستطيع أن أشرح شيئا بوضوح مرة واحدة وكثيرا ما يحصل أن الشخص يفهم شيئا آخر غير الذي أريد. المهم نعود للأعراض التي عندي: أيضا أحس أن بمخي دائما الأغاني تنعاد وتنعاد بشكل مزعج لا أستطيع أن أسيطر عليه، فأسمع القرآن فيصبح يعاد أيضا ولكن بطريقة أني أسمع الآيات التي لا أحفظها جيدا أو أحفظها ولكن أشك هل أحفظها جيدا أم لا وهكذا. كثيرا ما يحصل أني عندما أتكلم لا أدري ماذا تكلمت.. يعني أني أكون أتحدث وأظن نفسي أتكلم عن شخص ولكن أقول اسم غير الشخص الذي أريد بل أقول اسم واحد ثان لا علاقة له بالموضوع وهذا ما سبب لي مشاكل كثيرة. ولا أعلم أني فعلت ذلك إلا عندما يقول لي أحدهم إنك قلت كذا فأفاجأ بذلك أيضا أحيانا أشد شعري أي أني لا أنتفه وقد قرأت عن هذا الموضوع ولكني فقط أسحبه أو أشده أيضا أعاني من احمرار الوجه عند مواقف معينة وخاصة المحرجة وأحس بذلك كما أحس أحيانا بسعادة غامرة، وأني سيد عصري وزماني، وأحيانا أحس بأني أحقر مخلوق على الأرض كما أني متقلب المزاج فأنا طيب وحبوب وخلوق ومرح مع الناس، أرجع إلى البيت أتعصب بسرعة وأكون باردا ومكتئبا. أنسى ما أريد أن أفعله كأن أذهب إلى مكان لأفعل شيئا وعندما أصل أنسى ما أريد أن أفعل. أو أني أحفظ اسما معينا لاستخدمه بعد قليل فعندما يسألني أحدهم عن الاسم أو أريد أن استخدم الاسم أنساه ولا أتذكره إلا بعد فترة. على فكرة أنا حفظت القرآن الكريم كاملا بطريقة السيديهات أي بالسمع لأني أحس أني أحفظ بهذه الطريقة وأيضا هناك الأفكار الوسواسية التي اعتدت عليها وأنها وسواس قهري كالأفكار التشكيكية بالدين ولكني أصبحت لا أكترث بها لأنها قهرية وأعلم ذلك. كما أنسى كم ركعة صليت ولكني أيضا بطنش وبكمل صلاتي لأني بعرف أني واحد خرفان. وكنت موسوس بالطهارة وأيضا صرت أطنش. هناك الكثير ولكن أظن أن الذي قلته كاف ليبين مدى الخراب في مخي المسكين. أحس أني يجب أن أفعل شيئا ما ولكني لا أريد .. وهذا يتجلى في حالة مثل الآن أني أريد أخبركم بالمزيد، ولكني لا أريد. فهل أنا فعلا بي جميع الأمراض النفسية؟ وما هي الأمراض التي بي؟ كما أني أعاني من عدم معرفة التحدث والشرح بشكل جيد، وعدم السلام يعني أني عندما أرى المسؤول الكبير تبع شركتنا أقول له كيف الحال؟ وهذا ينم عن حمق.. يعني الناس بتقول كيفك أستاذ مو كيف الحال؟؟ أصلا أنا من وين جايب كيف الحال ما بعرف نحنا بنقول كيفك..فتخيلوا عندما يكون المدير الأكبر يسمعني أقول له كيفاك..هيك كأن ولد صغير كيف سيكون انطباعو عني؟ لأنه بعرف لهجتي وبيعرف أني ما بقول كيف الحال فحيسمع الكلمتين كلمة وحدة ويظن أني أقول كيفاااااااك. كما أني بعد مواقف محرجة كهذه أو حتى بعد مواقف عادية كأني مثلا سلمت عليه متل الخلق بس أتخيل أنه في المرة القدامة لن ينظر لي لأنه لن يحبني لأني لا أسلم عليه جيدا أو لا أعرف لماذا، ولكن الأهم هو أني دائما أقول عن أي شخص أنه كرهني بعدما تكلمت معه أو سلمت عليه.. بمجرد ما أتركه يخطر لي هكذا لأني مثلا لم أحترمه كما يجب مع أني أعمل ما بوسعي.. ما عدا رفاقي فلا تحدث معهم هذه الحالة؛ فهي تكون مع الشخص الرسمي أو الغريب فقط. شكرا جزيلا الحل الابن العزيز أهلا وسهلا بك، مخك فعلا مسكين، ولست أدري كيف أنت قاعد ما تزال؟ بعدما قرأت ما قرأت هنا وعلى مجانين كما قلت كيف ما تزال في مرحلة التساؤل؟ كيف وأنت بهذا القدر من الثقافة (كما نحسب) وهذه السن كيف ما زلت لم تعرض نفسك على الطبيب النفسي؟ والله إنني لأتساءل تساءل ابن عبد الله في على باب الله --- "كيفَ نُـقْـرَأ؟"، وفي حالتك يبدو أنك تقرأ وجدا تفهمُ لكنك شيئا لا تفعلُ!، وهذا عنوان ردي عليك. لم أستطع الاهتداء إلى المشكلة التي كنت أرسلتها إلى الموقع من قبل، واضطررت للرد في إجازة ابنتنا مانيفال الأسبوعية؛ لذلك كان عليّ أن أبحث بنفسي ولما كتبت "الإعجاب" في صفحة البحث طلعت لي مشكلات غير مشكلتك، ونفس النتيجة عندما بحثت مستخدما اسم "عمرو دياب"...، وجميل بالمناسبة أن تبدأ مشكلة بحجم مشكلاتك بأن تقول: (انفلات الضحك، الإعجاب بعمرو دياب) حيث تبدو مشفقا علينا فتختار الأهون لتبدأ به! من المهم يا بني أن تدرك أن فرقا كبيرا يوجد بين الأعراض النفسية والأمراض النفسية، فبينما الأعراض النفسية كلها وبلا استثناء يمكنُ أن تحدثَ لكل وأي بني آدم، ولا تعني أكثر من أنه إنسان طبيعي!، فإن الأمراض النفسية أمرها مختلف، هي تحدثُ لبعض الناس في فتراتٍ من حياتهم وربما يبرؤون فلا تعود لهم (بعلاجٍ نفسي أو بدون علاج، وإنما الشفاء من الله) وربما بعضها يبقى مزمنا متقطعا، ولكن بعضها مزمن دائم!، والمرض عرضٌ أو مجموعة أعراض بشروط معينة. فمثلا ذكرت لنا عددا من الأعراض أي واحدٍ منها يمكنُ أن يكونَ طبيعيا كما يمكنُ أن يكونَ مرضيا ولكن بشروط معينة وبتواكبٍ معين مع مجموعة أعراض أخرى، وباشتراط مستوى معين من الشدة والمدة الزمنية يمكن أن يكون نفس ذلك العرض علامة على مرض نفسي. المهم يا بني أن كثيرا من المعلومات يلزم قبل الفصل في حالتك؛ لأنني أستبعدُ أن تكونَ حياتك بهذا الشكل الذي قد يستنتج من خلال رسالتك، ولم تصل بعد إلى الطبيب النفسي، فإذا كنت تصفُ نفسك بأنك (واحد خرفان) ألا يدرك الآخرون ذلك؟ ألم ينصحك أحدهم بضرورة أن تنتبه لحالك؛ لأنك كما قلت تنسى أسماء الناس، وتخاطب رئيسك في العمل بلهجة أو بأسلوب غير مناسب أليس كذلك؟ كيف يمكنُ تجاهل ذلك؟ ثم ما حكاية الفكرة (لزورانية غالبا) أو (لتسلطية ربما) التي تشير إليها بقولك (مواقف محرجة كهذه أو حتى بعد مواقف عادية)، فأنت تشعر أن الآخرين لا بد لن يعجبوا بك أو لا بد أن يحملوا مشاعر سلبية تجاهك، ومن غير الواضح ما إذا كنت مقتنعا بصحة تلك الفكرة أم لا؟ لكن المهم هو السؤال: لماذا تبقي كل ذلك سرا بينك وبين نفسك؟ برغم معاناتك؟ هل أنت تستعذبُ تلك المعاناة؟ أستغفر الله إن كنت أظلمك بظني، ولكن على المسلم أن يطلب العلاج من مرضه. على أي حال أحسب أن التشخيص المحتمل لحالة كحالتك -بشرط أن تكونَ الأعراض التي وصفتها فعلا موجودة بالشكل الذي وصلني-، حالتك إنما تتأرجح بين الوسواس القهري والفصام، وأنت والله يا أخي عارف لأنك قلت عندي (أعاني من جميع الأمراض النفسية من اكتئاب ووسواس قهري وفصام)، ولكن ربما وسواس قهري مع شخصية من نوع الشخصية الفصامية النوع Schizotypal Personality Disorder، وربما وسواس قهري من النوع الذهاني، وهو ما قد يعني ضرورة العلاج الطويل الأمد، واقرأ : بين الوسواس القهري والفصام: نسخة مجانين! وإذا كنت تقول إن الأعراض سببت لك مشاكل فهل أنت مستعدٌ لمزيدٍ من المشاكل؟ وهل الآخرون من حولك والذين يهمهم أمرك أيضًا مستعدون لمزيد من المشاكل، وبغض النظر عنك وعن هؤلاء هل زملاؤك في العمل أيضًا مستعدون لتحمل كل هذا؟ لست أدري في الواقع هل كل هذه الأعراض المزعجة موجودة لديك، وأنت قاعدٌ على الإنترنت تقرأ وتسأل؟ فهل تحسبُ ذلك سيكون كافيا لا أظن!، فإن كنت بالفعل تود الوصول إلى السواء النفسي فعليك باللجوء إلى أقرب طبيب نفسي والمداومة على العلاج الذي يقرره لحالتك، وتابعنا بالتطورات. |
مر عام وما زلت أحبها !!
المشكلة قد يكون ما سأقوله من باب الفضفضة ليس إلا، ولكن بحاجة إلى ذلك فأرجو أن تسامحوني إن أطلت عليكم: القصة وما فيها أني قد أحببت فتاة ملتزمة ومتدينة، حيث كنا في محيط عمل واحد ولم أبح لها عن هذا، بل وظللت شهرين أحاول أن أقنع نفسي أنه انبهار أو مجرد إعجاب وسوف يمر ولكن لا فائدة، وقد حاولت وأده في بداياته، ولكن لا جدوى حيث كلما تحدثنا في موضوع من المواضيع (كل من بالغرفة وليس على انفراد أو من وراء حجب حيث إن نفسي تأبى ذلك ولي أخت فيجب أن أراعي بنات الناس حتى يحفظ الله لي أختي) وجدتها تأخذ جانب الدين ولو كان مرا، وهذا أشد ما جذبني إليها، وكانت بالفعل الآراء متوافقة والأفكار واحدة (تقريبا) وكثيرا ما كنا نتحدث عن الصفات الشخصية بحكم الوجود في مكان واحد والطموحات في المستقبل، المهم بعد 5 أشهر تركت هذا العمل، ولكن لم أنقطع عن زيارتهم، وبعد أن تأكدت من مشاعري ومشاعرها -عن طريق وسيط زميلة لها في العمل- ومناسبة كل منا للآخر قررت التقدم لها، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فقد رفض الأهل وبشدة وخصوصا الوالد -لا لشيء إلا أنهم ليسوا من بلدتنا ولا نعرفهم وليسوا من عائلة تناسب عائلتنا- وحاولت بالوساطة وباللين وبكل شيء حتى وافق، ولكن على مضض وكذلك والدها فقد كان أيضا يوافق على مضض ربما لتأخر مجيء أهلي أو لأنه يريد أبي هو الذي يتفق معه -لا أعلم- وحددنا ميعاد الخطبة، ولكن قبلها بأسبوعين تقريبا اعتذر والدها لأن أمي أرسلت له من يخبره أن أبي موافق، ولكن على مضض فألغى الموضوع برمته ولا ذنب لي أو لها فيما حدث إلا أن الأهلين مختلفان في وجهات النظر. وبعد ذلك بشهر تقريبا اختارت لي أختي وأمي بنتا ثقة قابلتها ووافقت عليها -عقليا ودون أي عاطفة مجرد قبول لعل الأيام تداوي الجراح وتثبت أني مخطئ- وكانت شروط الأهل قاسية جدا ولكن والدي وافق عليها؛ لأنهم من عائلة ولم يوافق من قبل لأننا ليس عندنا مال يوفي مطالب الزواج -وهذه حقيقة- ولكن وبسبب هذه الشروط وإلحاح أهل العروس على السرعة في تلبيتها بغض النظر عن المدة المتفق عليها قد فسخت الخطبة وبطبيعة الحال كان لابد من المقارنة في كل شيء بين البنتين والأهلين -وبشكل موضوعي تماما بالورقة والقلم-. فالأولى كانت أكثر تدينا وأقوى شخصية وأكثر تحملا للضغوط التي لاقتها.. أما الثانية فهي في بعض الأحيان سلبية وباعترافها، وأما الأهل فالأولون لم تكن لهم شروط البتة اللهم بيت تسكن فيه ابنتهم -إيجار- وسرير وبعض المطالب الضرورية.. الآخرون: شقة تمليك، وشبكة، وستائر، و... و... و... إلخ. أعزائي قد مر على علاقتي السابقة سنة -ولم أرها أبدا ولم أدر عنها شيئا حتى- ولكني لم أنس تلك الفتاة وما زال حبي لها موجودا، وهي شاخصة دائما أمامي، وأدعو الله تعالى إن كان خيرا لبعضنا فليجمعنا على الخير وفي الخير وإن كان غير ذلك فليوفق كل منا إلى ما هو أحسن وليسعده اللهم آمين. فلا أدري إن كان هذا فراغا عاطفيا أم حنينا أم ماذا لا أدري؟ وفي النهاية أقول لها آسف إن كنت أخطأت في حقها -إن قرأت هذا- وعذرا لكم للإطالة. الحل حسنا فعلت بإرسال رسالتك، فليس جيدا الاحتفاظ بهذه (الشحنة) العاطفية بداخلك دون طرحها للنقاش لتواجه نفسك بها وتتخلص من كل ما يؤلمك وهذا ما نود أن تفعله دائما وأولا بأول حتى لا يتراكم الألم ويتسبب في منعك من التواصل الإيجابي مع كل مستجدات حياتك لانتزاع المكاسب فضلا عن تقليل الخسائر بالطبع. حماك الله. وكنا نتمنى لو لم تسارع بقبول خطبة الفتاة الثانية، وأن تبذل مجهودا أكبر لاسترداد فتاتك الأولى وتوسيط الأهل والأصدقاء لدى كل من أسرتك وأهلها، ولكن لعل الله أراد بك خيرا حيث خضت التجربة بنفسك ونتمنى أن تخرج منها بدروس مستفادة، ولعل أهمها ألا تخدع نفسك أبدا فتقبل على خطبة أو زواج دون اقتناع تام وقبول حقيقي للفتاة فضلا عن ضرورة توافر قدر جيد من الارتياح العاطفي نحوها وهو يختلف كثيرا عن الانجذاب العاطفي الذي قد يكون مبنيا على مظهر الفتاة أو أسلوب حديثها أو دلالها وما أشبه بذلك. أما الارتياح العاطفي فهو إحساسك بها داخليا وبجمالها الروحي وتجاوبها معك واقترابها إلى صورة جيدة من صورة فتاة أحلامك، وفي هذه الحالة نتمنى ألا تتسرع بالخطبة وأن تكتفي بقراءة الفاتحة والجلوس مع الفتاة في بيت أسرتها عدة مرات للتأكد من صدق مشاعر كل منكما ومن توافر قدر كاف من التفاهم والتعرف على جوانب شخصيتها المختلفة ورؤية عيوبها قبل مميزاتها، ليس من قبيل توهم تغييرها، فلا أحد يغير إنسانا سوى نفسه، ولكن للقيام بدراسة جدوى تضم مزاياها وعيوبها ودراسة كيفية التعامل الإيجابي مع هذه العيوب لتقليلها إلى أقل درجة ممكنة و(تحريضها) بذكاء على التخلص منها وتشجيعها وترغيبها في ذلك أيضا بأسلوب غير مباشر.. كما نود أن تخرج من التجربة بعدم الرضوخ لشروط أهل الفتاة القاسية، وأن تعطي نفسك حقها فكما تريد الزواج فإنهم يريدون تزويج ابنتهم، أي أن المصلحة مشتركة، وكما قال الإمام علي رضي الله عنهم: إذا وضعت أحدا فوق قدره فتوقع أن يضعك دون قدرك.. ونتمنى أن تتقص أخبار فتاتك الأولى فإذا لم تكن قد ارتبطت بخطبة أو بزواج فلتقم بالاتصال بها إما مباشرة أو عبر وسيط (أمين) لمعرفة مدى قبولها لفكرة ارتباطك بها مجددا ما دمت تحبها وألا تكتفي بالدعاء فلابد من الأخذ بالأسباب وفي ذلك فوائد كثيرة من أهمها، حسم الأمر والكف عن الدوران في دائرة مفرغة من التفكير فيها، فستتأكد من كل ما تريد، وإن وافقت على العودة فكن لطيفا معها ولا تبالغ في الإحساس بالذنب تجاهها لعدم نجاحك في إثناء أسرتك وأهلها سابقا فالمسؤولية مشتركة بينكما. وحاول أن تقنع أسرتك بأفضليتها وبأن سعادتك معها وافعل ذلك بهدوء ولطف ودون إلحاح، ولا تلق عليهم المحاضرات الطويلة ولا تكن منفعلا أثناء الحديث، بل قم بتحضير كلماتك مسبقا على أن تكون مكثفة وحازمة تركز فيها مزايا الفتاة مقارنة بالأخرى وبأنك تثق أن والديك يحبان لك كل خير، وتعدهما بأنك لن تنسى لهما هذا الموقف وتؤكد لهما أنهما لن يندما عليه أبدا بل سيرحبان به أكثر بعد الزواج، وأن تترك لهما فرصة للتفكير مع السعي لإقناع أصحاب التأثير عليهما على أن تختارهم جيدا حتى لا تأتي النتائج عكسية، وتؤكد لوالديك أنك تنازلت في السابق عن سعادتك من أجلهما، وقد جاء الدور عليهما للتراجع عن موقفهما من أجلك.. أما إذا كانت الفتاة قد ارتبطت فلا مفر من التسليم (الجميل)، واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، فهذا من شرط الإيمان كما أخبرنا بذلك الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، واطرد أي تفكير بالندم وتذكر بأن (لو) تفتح عمل الشيطان كما جاء في الحديث الشريف، وأدع لها بالخير والسعادة واطلب من الرحمن الرحيم أن يعوضكما خيرا عن بعضكما البعض. وتذكر أن الخالق عز وجل يعطينا أفضل ما يمكن في أحسن توقيت، وأحسن الظن به، وانشغل عن التفكير فيها بعملك وهواياتك وصداقاتك وابحث بهدوء وترو عن فتاة أخرى لترتبط بها مع ضرورة أن تتأكد من أن كلا من عقلك وقلبك يؤيدان الاختيار، ولا تقارن بين خطيبتك الجديدة وفتاتك الأولى حتى لا تعيش في سجن الذكريات، وكلما زارك طيفها ابتسم للذكرى وادع لها ولنفسك بالخير، واستأنف حياتك ولا توقفها فالحياة أهم وأجمل من أن نخسر يوما فيها في التفكير في حب ضائع والتألم بسببه وفي أيدينا ملؤها بحب جديد وحياة رائعة فاعمل على تحقيقها من الآن.. وفقك الله.. |
ملتزمة ولكن.. كلاكيت ثاني مرة
المشكلة أنا شخص معقد من البنات! أمي الآن تخطب لي، ولكني أخاف أن تكون خطيبتي بلا مشاعر كأن ترفض أن تسمع الأغاني بحجة الدين أو ترفض الشيشة بحجة أنها مضرة ولو مرة بالشهر، حيث إني أحب أن أنظر إلى البنت التي تدخن وأريد أن أفعل بالحلال كل ما يروق لي، أو أنها تكبت مشاعرها في فترة الخطبة بحجة أننا لم نكتب الكتاب وسبب التعقيد الذي أنا فيه أن أهلي متدينون وأختي أيضا وهي كما وصفت لكم وقرأت استشارة " يريدها ملتزمة ولكن...!" ولكني ما زلت خائفا فماذا أفعل؟ قناعتي أن البنت ذات المشاعر تظهر عليها مشاعرها لو كانت متدينة أم لا، وتظهر مع كل الناس، أما البنت التي بدون مشاعر والتي تخبئها باسم الدين فهي كذلك مع خطيبها. قد أكون على خطأ.. لا أعلم، أريد رأيكم. هذا الرأي تبينته من الواقع في الشركة التي أعمل بها، حيث كل البنات مرحات ويتحدثن معي باستثناء البعض التي يوضح عليهن أنهن لسن رومانسيات، وأيضا أريد أن أعرف ما هي الفترة اللازمة للتعبير عن المشاعر في الخطبة؟ فهل إذا شعرت أني أحبها من أول يومين أصارحها؟ أم أن هذا استعجال؟ وهل أطلب منها أن تسمعني كلام الحب؟ أم أنها ستتكلم وحدها؟ وماذا لو كانت كما أخاف؟ كما قرأت مشكلة في موقع مجانين عن السحاق، وقد قال المستشار د. وائل أبو هندي فيها: إن الأنثى قابلة للاستثارة بأنثى؛ وهو ما أثار تساؤلاتي: هل تثار الأنثى بالنظر كالرجل؟ وهل تثار برؤية الرجل أم الأنثى؟ أم الاثنين؟ وهل تحب الجنس كالرجل أم أنها لا تحب الجنس إلا بعدما تحب رجلا معينا؟ وهل تحب أن يدخل بها الرجل أم تحب أن تضم وتقبل وتلمس فقط؟ أي هل أحد أحلامها بالزواج هو لكي تجامع كما يحلم الرجل؟ فأول ما يفكر به الرجل هو هذا الجانب؟ وإذا كانت البنات لا تحب هذا الشيء فلماذا نسبة كبيرة تمارس العادة السرية قبل الزواج؟ الحل هل نعود ونكرر كل ما قلناه في إجابتنا المعنونة "ملتزمة ولكن...!" والتي قررت أنك قرأتها ومع ذلك خائف... الخوف في الحقيقة ليس من المتدينة، ولكن الخوف نابع من تصور أنك ستحصل على كاملة الأوصاف التي بها كل ما ترغب من صفات، فأنت تريدها تدخن الشيشة ولو مرة في الشهر لأن منظر الفتاة وهي تدخن يروقك، وتريدها تسمع الأغاني وتريدها كما تتصورها تماما... وهنا لن تكون المشكلة مع المتدينة أو غير المتدينة... لأنها سواء كانت متدينة أو غير متدينة فمن الممكن إلا تستجيب لرغبتك في رؤيتها تدخن الشيشة مثلا، وربما تكون أيضا مما لا يروق لها الأغاني التي تفضلها... وهكذا من الاختلافات الواردة من البشر، وهكذا أيضا كما ذكرنا في إجابتنا السابقة فإن مسألة الرومانسية وإبداء المشاعر أو التحفظ عليها لا علاقة لها بالتدين، ولكن بأمور كثيرة... ربما يكون التدين أحد العوامل فيها... ولكن بالتأكيد أن الفهم الصحيح للدين لن يؤدي إلى جفاف أو جفاء المشاعر... الخلاصة أنك تحتاج إلى مراجعة تصوراتك حول طريقة اختيار شريكة الحياة هي أفضل من يقوم بهذا الدور؛ لأنها تبني لديك تصورا متكاملا وشاملا حول اختيارك لشريكة حياتك بدون مخاوف أو قلق بالنسبة للتعبير عن المشاعر بعد الخطة فيجب ألا تعبر عنها إلا عند ما تشعر ها فعلا سواء كان ذلك بعيد يومين أو أكثر، ولكن لا يترتب على ذلك أن تلزم خطيبتك بأن تعبر لك هي عن مشاعرها بنفس السرعة، فهذا أمر يختلف من شخص إلى آخر، والأفضل أن تتركها حتى تنمو مشاعرها وتعبر عنها بنفسها دون طلب منك؛ لأن هذا هو الطبيعي هو أن تكون الخطبة فرصة لنمو المشاعر، ولكن بهدوء وبدون تعجل من طرف ناحية الآخر، ونرجو أن تراجع ملفينا حول الخطبة والاختيار. وبالنسبة لمسألة السحاق واستثارة الأنثى بالأنثى فنحن نتحدث هنا عن وضع شاذ ومشاعر شاذة، وليس عن حكم عام حول استثارة المرأة بالمرأة... فما قاله الدكتور وائل أبوهندي لا يعمم، ولكن يخص الشاذات فقط، وبالنسبة لما أسميته الأسئلة السخيفة فهي جميعها لها إجابة واحدة وهي أن المرأة مثل الرجل لها مشاعر وأحاسيس مثله تماما فترغب فيما يرغب فيه ويثيرها ما يثيره ويخضع الأمر للاختلافات الشخصية بين البشر مثل الاختلاف بين أفراد عالم الرجال فهناك أيضا تباينات واختلاف بين عالم النساء ولا تعمم فيه قاعدة واحدة فهن يختلفن في إقبالهن على الممارسة الجنسية... وبالتالي فما تعلمه أنت من حكم أن الرجال يقبلن على الزواج من أجل الجماع هو حكم غير صحيح بإطلاقه بالنسبة للرجال فقط... الخلاصة أن الرجل والمرأة فيما سألت فيه متشابهان بصورة عامة؛ لأنهما ينتميان للجنس الإنساني والذي تمثل فيه هذه المشاعر والأحاسيس أحد الأمور الهامة في خطط النوع وأعمار الأرض ونرجو أن تراجع مقالاتنا: الحب والجنس.. الهمس واللمس! والإخلاص في الأداء لكسر الملل الجنسي |
أكره الغربة وأخاف العودة
المشكلة أنا شاب عمري 27 عاما، نشأت في أسرة ذات مستوى اجتماعي ومادي جيد، والحمد لله وبعد تخرجي في كلية الهندسة المدنية عملت في إحدى شركات القطاع العام الكبرى في وطني. وبعد فترة عقدت قراني على فتاة طيبة، وللحصول على تكاليف إتمام الزواج اضطررت لتقديم استقالتي من عملي والسفر لإحدى دول الخليج للعمل بها، وبعد تعب ومشقة وبعد عام ونصف من الغربة عدت وأتممت الزواج والحمد لله، وبعد شهرين من الزواج عدت وحدي إلى الغربة ولم أتمكن من استقدام زوجتي معي؛ نظرا لارتفاع تكاليف المعيشة جدا داخل الدولة التي أعمل بها. لقد أصبحت مشتت الفؤاد والتفكير، ومترددا في اتخاذ القرار.. هل أستقر في هذا البلد أم أعود إلى وطني؟ يوجد أمامي اختياران: الاختيار الأول: أن أستقر في البلد الذي أعمل به، وأستقدم زوجتي حالما تسمح الظروف (وإذا لم أنجح في ذلك خلال عام فسأعود نهائيا إلى بلدي)، ولكن استقراري في بلد الغربة قرار لا أرتاح له للأسباب الآتية: 1- هذا يعني أني سأقضي بقية عمري به؛ لأن من يستمر في الغربة لفترة لا يستطيع أن يرجع ويستقر في وطنه بعد ذلك؛ حيث إنه لا يستطيع أن يرجع ليبدأ من جديد وهو في منتصف حياته العملية؛ حيث تكون فرص العمل المناسبة له منعدمة فيشعر بالغربة في وطنه، ويجد صعوبة في التعامل مع من حوله (وقد رأيت تجارب لأناس حدث معهم هذا الأمر). 2- الغربة لها أثر سيئ عليَّ من الناحية الدينية؛ حيث إني أفتقد الرفقة الصالحة والجو الإيماني، وأفتقد العلم الشرعي (خطب الجمعة والدروس...)، ولم أعد أرتبط بأحوال الأمة وهمومها كما سبق، كما أن غض البصر هنا أصعب، والحرام أسهل. 3- يقل الارتباط بالأسرة (الأب والأم والإخوة...)، ولا يستطيع الإنسان أن يرد ولو بعض الجميل لأبويه وهو بعيد عنهما. 4- يفتقد الإنسان في غربته روح الحياة الموجودة بوطنه، ويصبح ماديا أكثر وأكثر (لقد لاحظت هذا على نفسي، فضلا عن أغلب من قابلتهم هنا؛ حيث كل شيء يحسب بالمادة). 5- ينشأ الأطفال بعيدا عن وطنهم وأهلهم، وبعد أن يبلغوا المرحلة الجامعية يعودون وحدهم أو مع الأم، ويتركون الأب في الغربة، وأنتم تعلمون بقية القصة. 6- من الناحية المادية لا أجد الموضوع مجديا؛ حيث ارتفاع تكاليف الحياة هنا بصورة كبيرة جدا، وقد نشرتم موضوعا منذ فترة حول "وهم الثراء في الخليج". الاختيار الثاني: أن أعود وأستقر في وطني.. لكنكم تعلمون قلة فرص العمل وسوء الأحوال الاقتصادية هذه الأيام، وصعوبة أحوال المعيشة؛ حيث الأمور تسير من سيئ إلى أسوأ. حقيقة لا أعرف ماذا أفعل، ولكن ما خاب من استشار، فأشيروا عليَّ، وجزاكم الله خيرا، وعذرا على الإطالة. الحل من حقك علينا الإشادة بذكائك وتحديدك الدقيق لأضرار الغربة من كافة الجوانب، والتي بالغت -مع الأسف- في الإحساس بها وتعميقها بداخلك حتى تناسيت مزاياها العديدة، لعل منها التعرف على شعوب أخرى؛ ففي السفر فوائد كثيرة، مثل توافر بعض أوقات الفراغ التي يمكن شغلها فيما يفيد؛ كاستكمال الدراسات العليا ولو عن طريق المراسلة، وحفظ القرآن الكريم أو تنمية الثقافة سواء الدينية أو العامة عن طريق القراءة في الكتب أو عبر الإنترنت. فضلا عن اكتساب المزيد من النضج في الشخصية؛ لزيادة الاعتماد على النفس، ولتعلم فن إجادة التعامل مع الآخرين ممن يختلفون عنا في العادات والتقاليد بروح سمحة محبة لا تقارن بيننا وبينهم، ولا تجعل الأفضلية لجنسية على أخرى؛ بل تسعى بذكاء إلى اكتساب أفضل ما لديهم وضمه إلى أحسن ما لدينا لتحسين فرصنا في الفوز بحياة أجمل، وهذا ما يفعله أصحاب الأفق الواسع، ونتمنى أن نكون وإياك منهم. واسمح لنا أن نقول لك: إن شدة معاناتك من الغربة ترجع إلى استغراقك الزائد في التفكير في مضارها، بالإضافة إلى نشأتك المادية الجيدة والتي لا تجعلك (ترضى) بمزايا الغربة المادية، وتراها أقل مما ينبغي؛ فالحقيقة أن دخلك في الغربة، مهما كان متواضعا، ومهما كانت نفقات المعيشة غالية، فسيكون أفضل مما سيكون عليه الحال في بلدك ولو حاليا، وإلا لما قبلت بالغربة. ونقول لك ذلك لتهون على نفسك كراهيتك للغربة، ولتربت على نفسك قائلا: حسنا.. إن في الغربة بعض المكاسب التي تجعلني أهنأ بها، وليساعدني ذلك على تحمل باقي الأضرار. ونود أن تشاركنا التفكير في مضار العربة كما ذكرتها.. فليس صحيحا أنك ستقضي بقية عمرك فيها، وأن من يستمر في الغربة لفترة لن يستطيع العودة والاستقرار في وطنه؛ فهناك العديد من رجال الأعمال الذين عملوا في الخارج لبعض الوقت وصنعوا ثروة متوسطة عن طريق تخفيض نفقاتهم قدر المستطاع (ونحن هنا لا ندعو إلى التقتير على النفس بالطبع)، ثم تعلموا بعض الخبرات العملية في أثناء الغربة واستطاعوا الحصول على فرص جيدة مع شركات كبرى أو مع أصحاب الأعمال للمشاركة أو ما شابه ذلك، أو أن يكونوا وكلاء لهم في بلادهم، وهناك من عاد إلى وطنه وقام بعمل مشروع خاص به بعد دراسة جدوى متقنة، وتوكل على الخالق وصنع نجاحا متميزا، وقصص النجاح كثيرة في هذا المجال. ولا تنس أبدا أن الإنسان يستطيع دائما أن يبدأ نجاحا في الحياة في أي عمر، بشرط أن يحافظ على تجديد قواه النفسية والعقلية دائما، وألا يسمح لهما بالتراجع أبدا. وتذكر أن هناك العديد من رجال الأعمال ومن الناجحين في شتى المجالات ممن بدءوا حياتهم العملية في منتصف العمر؛ مثل من أحيلوا إلى المعاش المبكر في مجال الجيش أو الشرطة أو أي مجال آخر، ولم يتعاملوا مع الأمر على أنه نهاية الحياة، ولم يكتفوا بالحصول على المعاش أو مكافأة نهاية الخدمة؛ بل جعلوا من هذه المكافأة بداية لحياة عملية ناجحة، واستفادوا من خبراتهم العملية والحياتية السابقة، وأمدهم هذا بطاقات هائلة تحفزهم على النجاح بأسرع وأفضل مما يحققه الشباب في بداية الحياة. ومن الجميل أن تنتبه إلى أن بعض المغتربين يجدون صعوبة في التعامل مع وطنهم؛ وذلك لأنهم اغتربوا (نفسيا) عن الوطن ولم يتواصلوا مع أخباره، وقطعوا صلتهم بالأهل والأصدقاء، وقصروها على فترة الإجازة السنوية، وبعضهم لا يذهب إلى الوطن إلا كل عدة سنوات. وعليك أن تحذر ذلك بأن تتابع أخبار الوطن؛ وذلك عبر الفضائيات، وأن تتواصل دائما مع الأهل والأصحاب عبر الإنترنت (لقلة التكاليف)، ويمكنك إجراء المحادثات من خلاله بالصوت والصورة أيضا، وأن "تستوعب" التغييرات التي تحدث في الوطن أولا فأولا، وتنتبه لها حتى لا تفاجأ بتراكم التغيرات؛ وهو ما يصعب التعامل بعد العودة. كما أن بعض المغتربين يجدون صعوبة في التعامل مع بني وطنهم؛ لشعورهم بأن الجميع يطمعون في ثرواتهم ويحسدونهم، وقد يكون هذا به بعض الصحة، ولكن الأذكياء هم من يعلمون بأن التعميم يضر من يفكر فيه، وأن ضعاف النفوس سيطمعون في كل الأثرياء سواء أكانوا مغتربين أم لا، ولا يتضايقون منهم بل يحذرونهم ويتجاهلونهم، ولا يحققون لهم مطامعهم، وأيضا لا يشعرونهم بأنهم قد فهموا شيئا، ويسارعون بنسيانهم وطردهم من ذاكرتهم أولا فأولا. أما أثر الغربة عليك من الناحية الدينية فنرى أنك تستطيع احتواءه بسهولة؛ بالبحث عن كل ما تريده في هذه الناحية، ولا شك أنك ستجده؛ فالرفقة الصالحة موجودة في كل زمان ومكان، ويبدو أنك لم توفق في البحث عنها حتى الآن، ويمكنك زيادة حصيلتك الدينية عبر الأشرطة والإنترنت على أن تكون من المصادر الموثوق بها، والمعروف عنها الوسطية والاعتدال. أما صعوبة غض البصر وسهولة الوقوع في الحرام، فإن ذلك لا يعود إلى الغربة، فمن كان الوازع الديني بداخله قويا فسيلتزم بأداء الدين في كل مكان، فإننا لا نتجنب فعل الحرام خوفا من أن يفتضح أمرنا بين من يعرفوننا في أوطاننا، ولكن خوفا من الخالق عز وجل وحبا في طاعته سبحانه وتعالى، ولا بد من تذكر ذلك. ويبدو أنك تشعر بداخلك بضغط نفسي لابتعادك عن زوجتك عاطفيا وجسديا بعد شهرين فقط من الزواج، وعليك مكالمتها يوميا عبر الإنترنت أو من خلال الشات، والسعي لإقلال نفقاتك لأقصى ما يمكنك دون الشعور بالمعانة لاستقدامها في أقرب فرصة، مع البحث عن فرصة عمل إضافية إن أمكن ذلك، ولها إن استطعت. وعليك أن توازن -بدقة وجدية- بين مدى احتياجك إلى استقدام زوجتك ومدى قدرتك على تحمل الابتعاد، ونرى أنك إن أحضرتها ونعمت بالراحة النفسية والعاطفية معها، وزادت بذلك سنوات الغربة بعض الشيء فلا ضرر في ذلك، خاصة أنك ترسل لزوجتك مصاريفها في الوطن، فمن الأفضل أن تستقدمها معك وألا تطيل فترة ابتعادك عنها؛ حتى لا يعتاد كل منكما الحياة بعيدا عن الآخر، وكي لا تتحول بمضي الوقت إلى مجرد ممول وليس زوجا وصديقا وحبيبا. ويمكنك التواصل أسريا مع أسرتك بصورة منتظمة، وثق أن والديك لا يريدان منك رد الجميل بقدر ما يسعدهما نجاحك في عملك وتميزك فيه، واطمئنانهما على استقرارك المادي، وفي العمر متسع -بإذن الله- لبرهما نفسيا وماديا، وما دامت لديك هذه النية فسيمنحك الخالق عز وجل الفرص المتعددة لتحقيقها، فلا تتوقف عند هذه النقطة طويلا حتى لا تؤذي نفسك. ونرى أنه يمكنك البقاء في الغربة والتواصل مع الأهل والأسرة حتى تتمكن من تحقيق طموحاتك المادية -دون تهويل أو مبالغة- وأن تعود مع أسرتك وأولادك للوطن ولا تتركهم أبدا، وأن ترشِّد نفقاتك قدر المستطاع، وأن تسعد بأي شيء تدخره وأن تدعو الخالق بأن يبارك لك فيه؛ فهذا أفضل من العودة إلى وطنك الذي يعاني من أوضاع سيئة كما ذكرت. فلتتحمل الغربة بنفس راضية وشاكرة للفرصة التي يتمناها الكثيرون ولا يجدونها، وتذكر القول بأن "من كان في نعمة ولم يشكر خرج منها ولم يشعر"، وبأن الشيطان يمني الإنسان بالمفقود لينسيه شكر الموجود، واهنأ بحياتك واستقدم زوجتك، وتصالح مع الغربة تفز بمزاياها و(تسحق) مضارها.. وفقك الله. |
العلاقة بالأب.. ليست مجرد طاعة
المشكلة أنا فتاة والحمد لله متدينة، لكني أكره أبي.. أكرهه لعدة صفات فيه تبعده عن كونه الأب في نظري لا أريد أن أدخل في تفاصيل صفاته إلا أنني أريد أن أعرف هل أكون بذلك عاقة؟ هو عندما يطلب مني طلبا أقوم به لكن ليس بحب أو تودد.. أكرهه ولا أحبه، ولا أستطيع أن أتودد إليه كما الفتيات اللاتي يتوددن لآبائهن، علاقتي به لا تتجاوز المصروف والمادة. هل من الشرط لبر الوالدين أن نحبهم؟ أنا أحب امي بشغف وأخدمها بحب لكن أبي لا أستطيع أن أحبه.. هل أنا عاقة والله لن يقبل مني بري بأمي ما دمت لا أحب أبي ولا أتودد إليه؟ مع العلم أنه أيضا لا يتودد لنا بالمرة وهو في الخارج ومع أقاربه مختلف تماما عما هو معنا، ففي الخارج يضحك ويظهر أنه المتفهم والأب المثالي وهو في الحقيقة ليس كذلك!! الحل أختي العزيزة.. إن من نعم الله علينا -والتي لا نشعر بها إلا بعد فقدها- حياة أبوينا ووجودهما بيننا. سؤالك يمكن الرد عليه بكلمتين: ليس هناك علاقة بين برك لوالدك وطاعتك له، وبين حبك له، فنحن مأمورون بالطاعة لا بالحب. وليس هناك علاقة أيضا بين عدم حبك له وبين تقبل طاعتك لأمك. ولكني شعرت أن المشكلة أكبر من مجرد سؤال حول العقوق أو البر، فرسالتك لم تحتوِ على أي محاولة أو إشارة إلى رغبتك في إنشاء علاقة مع أبيك! ليس الأمر مقصورا على الطاعة وحسن المعاملة، فنحن مأمورون بالمصاحبة بالمعروف للأب الذي يدعونا للكفر، على ألا نطيعه في ذلك فقط! لقد قرن الله عبادته ببر الوالدين حين قال: وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا"، إعلاء لشأنهما، ولم يقرن عبادته بطاعتهما.. فنجده يأمرنا بــ"لا تقل لهما أف"، "ولا تنهرهما"، "وقل لهما قولا كريما"، "واخفض لهما جناح الذل من الرحمة"، "وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا" حبيبتي.. إن أبوينا مدفوعان لحبنا بالفطرة، ونحن كالنحلة نمتص رحيق وعافية وجهد واهتمام أبوينا في صغرنا لنرحل عنهم ونتركهم حين نكبر قليلا لنلتفت إلى زهور أخرى أكثر نضجا وبريقا (زوج أو أصدقاء أو عمل أو...) ونجدهما مع ذلك سعيدين! ولهذا أوصينا نحن بهما أكثر مما أوصوا هم بنا.. ولهذا ندعو لهما بالرحمة فالله يظل أرحم بهما منا في كبرهما وأقدر على جزائهما منا على ما بذلاه لنا. وانظري لقوله تعالى: "ربكم أعلم بما في نفوسكم" "إن تكونوا صالحين" أي بارين بأبويكم "فإنه كان للأوابين غفورا" أي لمن يخطئ في حق أبويه ويسيء لهما ثم يرجع إلى الله تائبا، فسيجده تعالى غفورا رحيما. إن حب الآباء لأبنائهم فطرة لا خلاف عليها، فما من أب لا يحب أولاده لكن كل ما هناك أن منهم من يجيد التعبير ومنهم من لا يملك هذا الفن. لم ترغبي في الخوض في تفاصيل صفات والدك، ولا أنا أيضا.. فلا أريد أن أخوض فيما ذكرت من أشياء تصدر عنه، فليس هنا المجال لمحاسبته على تقصيره –إن كان قد قصر- في حقكم، فلا نعلم كم بقي في أعمارنا ولا في أعمار آبائنا حتى نتحاسب ونلوم.. وكل ما يمكن أن أقوله لك أن تعيدي أنت النظر وتبدئي بالمبادرة، لن أفرض حب والدك ولكن انظري ما أسباب قسوته معك وحاولي تلافيها، وارفقي به، ورحبي به، وبشي في وجهه، وتبسمي له، وأعينيه، إن مناولته كوب ماء مع ابتسامة ترضيه عنك –وإن لم يقل ذلك- بالدنيا وما فيها.. لكن بادري واحتسبي واصبري، وراجعي ما نشر على صفحتنا من استشارات حول علاقة الأبناء بائهم.. فقد تجدي فيها ما يفيد.. وأهلا بك دوما. |
كل شيء في أوانه أحلى
المشكلة خطبت فتاة ملتزمة ومؤدبة والحمد لله (وكتبنا الكتاب على أن يتم الزفاف بعد 16 شهرا إن شاء الله)، ومنذ أول أسبوع من خطبتنا ازدادت علاقتنا دفئا، فرحت أقبلها وأداعبها، فكانت تتفاعل وكانت عضلاتها ترتخي جدا في أثناء ذلك؛ حتى إنني لا أستطيع الكلام معها ولا تستطيع رفع يديها؟ فما هذه الحالة هل هي طبيعية أم لا؟ وكيف الخروج من هذه الحالة؟. ثم سافرت بعد مرور أسبوع ولي عودة بعد 6 أشهر، هل الوضعية التي تركتها عليها عادية؟ بصراحة أنا خائف عليها أحيانا تقول لي عبر الهاتف "أنا محتاجة لك كثيرا"، أعتقد أنها لا تمارس العادة السرية، فهل أجعلها تمارس العادة السرية لتفرغ تلك الطاقة؟. علما بأني قد سافرت بعد أسبوع من خطبتنا.. هل ما قمت به كان خطأ؟ هل تؤيدون فكرة مداعبة الجسد في أثناء فترة الخطوبة وفترة مكوثي عندها؟ مع العلم أن عملي خارج البلد الذي تقيم به خطيبتي، كما أنها طالبة جامعية. شاكرا لكم جهودكم. الحل أخي الكريم: بارك الله لك في زوجتك وجمعك وإياها على الخير. في البداية أجد أنه من المهم أن أؤكد لك على أن كل امرأة كيان متفرد وله خصوصيته.. وأن التغيرات المصاحبة للإثارة الجنسية تختلف من امرأة لأخرى والدراسات والأبحاث المتوافرة في هذا الأمر قليلة... ومعظمها تركز على استجابة الجهاز التناسلي، وتقيس التغيرات عند المرأة على ما يحدث عند الرجل، وندرة الأبحاث والدراسات التي تتناول هذا الأمر سببت قصورا في فهم الطبيعة الجنسية للمرأة، ولقد فصلت من قبل في هذا الأمر في استشارتين سابقتين، وهما: "سؤال لكل الرجال: الجنس عند المرأة" و"مشكلات المرأة الجنسية رؤية جديدة"، ومن الواضح أن التغيرات التي تحدث لزوجتك هي تغيرات طبيعية مصاحبة للإثارة... وعلى هذا فلا تقلق من هذه التغيرات. والشق الثاني من سؤالك يتطرق لجزئية حدود المداعبة في فترة عقد القران... وقبل أن أرد على سؤالك أرجو منك أن ترد أنت على سؤالي بكل صدق مع نفسك.. ما هي حدود المداعبة التي ستسمح بها لأختك بعد عقد قرانها؟ هل ستقبل أن يدخل بها زوجها بدون علمكم؟!! لا أعتقد أن هناك من يقبل بهذا الأمر.. ولا أعتقد أنك أنت نفسك ستقبل بهذا الأمر لأختك أو لابنتك... وبالتالي فدخولك بزوجتك بدون علم ومباركة أهلها يعتبر أمرا غير مقبول لك وللأهل وللمحيطين وهو صورة من خيانة الأمانة وعدم الوفاء بالعهد الذي تعهدت به لأهل زوجتك وأنت تعقد عليها وتوافق ضمنيا على الاستمرار في العقد مع تأجيل الدخول بالزوجة... ومن يريد إتمام الزواج ولا يقدر على الانتظار فعليه أن يمتلك الشجاعة الكافية ليعلنها بكل صراحة: "نحن نريد إتمام الزواج ولا نطيق الانتظار".. ومعنى هذا أن أي تصعيد في المداعبة بينكما لن ينتهي حاليا بالعلاقة الكاملة.. وأي أنك تصعد من حدة استثارتكما بدون أن يحدث إشباع كامل لشهوتكما المثارة؛ ويذكرني هذا الحال بحال الظمآن الذي يحاول أن يرتوي من ماء البحر فلا يزيده ماء البحر بملوحته إلا عطشا... وذلك لأن الاستثارة المتصاعدة بدون إشباع وتفريغ لها مشاكلها عليكما معا. ولا أحسب أنك تريد أن تتسبب في مشاكل لك ولزوجتك، وهذه المشاكل لن تختفي بتفريغ شحنة الإثارة عن طريق ممارسة العادة السرية؛ وذلك لأن ممارسة العادة السرية تصنع نوعا من البرمجة عند ممارسها؛ وهو ما قد يعيق الاستمتاع بالعلاقة الزوجية، وعند الزواج يحتاج الإنسان لنوع من إعادة البرمجة ليعتاد على الممارسة الطبيعية بين الزوجين وهذا قد يستغرق بعض الوقت والجهد. أخي الكريم: ما أردت أن أقوله لك.. هو أن أفضل الحلول على الإطلاق هو الدخول بزوجتك طالما أنكما لا تستطيعان صبرا.. فإذا كانت الظروف غير مواتية لإتمام هذا الزواج.. فالأفضل لكما معا أن تستثمرا فترة العقد هذه في دعم الترابط بينكما والاستمتاع بالمشاعر والتعبيرات الرومانسية وفي التخطيط لحياتكما الزوجية، مع الاكتفاء بالمداعبات الخفيفة، وعلى أن تؤجل المداعبات من النوع الثقيل لما بعد الزفاف. ومن المهم أن تدرك أن سفرك الطويل وعودتك لفترات قصيرة يحتاج منكما أن تستغلا هذه الفترات الاستغلال الأمثل لتتمكنا من التعارف العميق والخوض في رحلة معرفة الآخر بعمق وذلك حتى يحدث بينكما التواؤم والتناغم والتكامل الضروري لإقامة علاقة زوجية ناجحة ومستقرة. أخي الكريم: دعواتي أن يتم الله عليك زواجك بالخير وأن يبارك لك في زوجك. |
أحبه ويحبني .. والمشكلة أمه
المشكلة أنا فتاة في أوائل العشرينيات من عمري، مؤهل متوسط، وأعمل في شركة قطاع خاص. من خلال عملي تعرفت على مهندس (زميلي في العمل)، والموضوع تطور بنا ووصل إلى تبادل للمشاعر. وهو يريد أن يرتبط بي بشكل رسمي، ولكن والدته غير موافقة، وأسبابها هي: 1- أني دبلوم وهو مهندس، مع أنها تعرف أني سأكمل دراستي من السنة القادمة إن شاء الله. 2- أنها تريد بنتا مستواها المالي والاجتماعي عال جدا، مع أنهم يعيشون في المستوى الطبيعي الذي يعيش فيه أي إنسان. 3- أن شكلي لا يعجبها. أنا رأيتها وتكلمت معها ورأت أني لا أنفع ابنها للأسباب السابقة، وهو يريدني ومقتنع بي جدا، وأنا أيضا أريده ومقتنعة به، لكننا نريد رضا أمه وموافقتها، وهي مصممة على الرفض، فماذا نفعل؟. وفي الوقت نفسه أتاني عريس في البيت وأهلي يغصبونني عليه، ولا أعرف ماذا أفعل. أتمنى الاهتمام وسرعة الرد لخطورة الموضوع، فعلا نحن نريد بعضنا لكن أمه ترفض، ولا نستطيع أن نبتعد عن بعض، وفي الوقت نفسه لا نريد عمل شيء غصبا عنها، لكنها مصممة. وعندما يتكلم معها تقول هذا رأيي، وأنا أريد راحتك، وعندما يقول لها: أنا أريد رضاك تقول أنا لن أعيش لك العمر كله؛ فما الحل يا ترى؟ يغصب عليها ويحضرها فعلا ويتكلم بشكل رسمي في البيت ثم نراضيها بعد ذلك، أم يسمع كلامها ونبتعد عن بعض؟. أرجوكم ساعدوني، أنا تعبت، وفعلا لا أعرف ماذا أفعل، حياتنا مرتبطة ببعض جدا ولا نقدر على البعد.. قولوا لي ما الحل؟. الحل الأخت الكريمة، سوف أبدأ معك الحكاية من نهايتها... وأقول لك: لو تأكد كل واحد منكما أن الآخر هو الاختيار الأنسب له كزوج المستقبل.. لو حدث هذا بالفعل... فليتمسك كل منكما بالآخر، وعلى هذا الشاب أن يخوض معركته حتى النهاية لإقناع والدته بما يريد، ولا أحسبها ستستمر في رفضها لو وجدت منه إصرارا على رأيه وتمسكا باختياره ولو بذل جهدا في إقناعها بمبررات عقلانية أنكِ الاختيار الأنسب له. والمهم في قصتكما هو أن يتأكد كل واحد منكما أن الآخر هو الاختيار الأنسب له بالفعل، خصوصا أن الحب يعمي العيون عن عيوب المحبوب، وأن رفض الأهل يجعل كل واحد منكما يركز على هذا الرفض وكيفية تجاوزه وكيفية التعامل معه، ولا يسمح لكما هذا الانشغال بالتعرف على الآخر وميزاته وعيوبه. وهناك سؤالان محوريان لا بد من الإجابة عليهما قبل أن نناقش معا مشكلة رفض أمه لزواجكما، والسؤال الأول هو: كيف يمكن أن يتأكد كل واحد منكما أن الآخر هو الاختيار الأنسب له؟ أما السؤال الثاني فيبحث في مقدار توافر النضج اللازم لإدارة علاقة زوجية مستقرة عندكما؟. والإجابة على هذين السؤالين لا تعتبر إجابة سهلة وميسرة، ولكنها تحتاج للكثير من التدقيق والتمحيص؛ وذلك لأن الفروق الفردية بين البشر كثيرة ومتنوعة حسب الطباع والصفات الشخصية وحسب البيئات التي أثرت في كل منا، وحسب توقعات كل واحد منا ورؤيته للزواج. ومن المؤكد أن ما يناسبك قد لا يناسب غيرك، وما يمكن لغيرك تحمله قد لا تستطيعين أنت تحمله، والبداية تكون برحلة صادقة للتعرف على النفس والتبصر بمزاياها وعيوبها، والتعرف على ما يلائمها ويتوافق معها ويكملها من صفات في شريك الحياة، ثم تأتي المرحلة الثانية بالتعرف على الآخر والبحث عن عيوبه ومزاياه، مع التأكد من إمكانية حدوث التكامل والتوافق بين طرفي العلاقة. والسؤال الثالث الذي يحتاج لإجابات صادقة منكما هو: هل أنتما بالفعل مؤهلان لإدارة حياة زوجية وأسرية؟ هل تدركان قيمة ومعنى الحياة الزوجية؟ ما هو مفهوم الزواج في نظر كل واحد منكما؟ وهل هناك توقعات مسبقة ترسم صورة متخيلة للحياة الزوجية لا يمكن تحقيقها على أرض الواقع؟ وهل تمتلكان بالفعل المهارات المؤهلة لإدارة حياة زوجية مستقرة، ومن هذه المهارات مهارات التواصل بين الزوجين.. ومهارات التفاوض وحل المشكلات والتعامل مع الأزمات وإدارة الخلافات والاختلافات، وهل يمكنكما بالفعل إدارة الأسرة بمسئولياتها وباقتصادياتها؟ وهل عندكما من المهارات ما يؤهلكما للقيام بأعباء الوالدية على أفضل صورة ممكنة؟ أسئلة كثيرة.. تبحث عن إجابات وتبحث عن جهد وحركة لاكتساب هذه المهارات. فإذا تأكدتما من توافر النضج ومن قدرتكما على التعايش والتوافق معا، وإذا تأكدتما من هذه الأمور، فعليه أن يخوض معركته مع والدته ليؤكد لها أنه لا يحب غيرك وأنه لن يسعد إلا معك، وأنه هو الذي يتزوج ولهذا فالقرار قراره، وأنه لا يريد إلا رضاها من أجل أن يحقق سعادته. ويمكنه أن يستعين بمن له تأثير عليها من الأهل أو الأصدقاء، وأحسب أنها لن تصمد طويلا أمام إصراره. وتقصيره وتقاعسه عن إقناعها قد يعني أنه أصبح غير راغب فيك، وهنا يمكنك أن تقبلي بغيره إذا توافرت فيه الشروط السابقة، مع دعواتنا أن يبارك الله لك وأن يقدر لك الخير حيث كان |
ههههههههههههههه
حلوه منك اسير صحراء |
كيف يعيش الفصام بيننا وكأنه عادي!
المشكلة بعد قراءة الكثير من المشاكل التي على صفحاتكم والتي أتمنى أن يوفقكم الله لما يحبه ويرضاه، ويجعل ذلك العمل لكم ولا يجعله عليكم يوم القيامة. المشكلة ليست مشكلتي، ولكنها مشكلة أختي الكبرى؛ فهي تختلف اختلافا كبيرا عن المشاكل التي أراها غالبا على صفحاتكم. كانت أختي في طفولتها تعيش دائما منفردة، تشعر أنها أقل من غيرها، وأن أولاد أخوالها أفضل منها. كنا نعيش في مستوى جيد، ثم مرضت أمي فانتقلنا من القاهرة إلى بلدتنا الأصل وهي قرية بيتنا فيها متواضع، فتولد عندها إحساس دائم بالنقص وعدم التكيف مع عيشة القرية؛ حيث إنها كانت تحب الكوافير والماكياج وتحب اللبس القصير، وكانت تسعد بهذه الحياة التي تعودت عليها وأحبت أن تعيشها. وفي القرية لم يكن لها أي أصحاب، فهي لا تعتقد بأنهم في مستواها وكانت تمتعض إذا أحست بأن هناك من هو أفضل منها، كما أنها كانت تغار من أختي الصغرى بشدة، فكانت إذا رأت أمي تفعل لأختي الصغرى شيئا لا بد وأن يكون لها مثل هذا الشيء. كانت أمي -رحمها الله- تعامل أختي الكبرى وأخي الأكبر بقسوة بالغة، فقد كانت كثيرة الضرب لهما، كانت تعتقد أنها تحسن التربية. كما كانت أمي قريبة جدا من أخوالي؛ وهو ما جعلنا جميعا مرتبطين بهم، ونتمنى دائما أن نكون مثلهم، ونحيا حياتهم حتى إننا صرنا نشمئز من الحياة التي نعيشها. أبي كان مسافرا كل هذا الوقت، ولكنه في الحقيقة كان بجوار أمي في مرضها ولم يتركها حتى توفاها الله، وكانت أختي حينها في الصف الثالث الإعدادي. توفيت أمي في غياب أبي الذي عاد بعد وفاتها بشهر ليستقر معنا، وفي هذه الفترة اعتبرت أختي الكبرى نفسها أمنا، كانت تنظف البيت وتطبخ بالتناوب مع أبي، وفي الوقت نفسه تذهب للمدرسة، ولكنها لم تحصل على مجموع جيد يؤهلها لدخول الثانوية العامة، فدخلت دبلوم التجارة وسط الناس الذين تعتبرهم فلاحين وتشمئز من غالبيتهم. وبعد سنة تزوج أبي، وخلال هذه السنة حدثت مشاكل كثيرة بينه وبين أخوالي، مرة لأن أبي كان يريد أن يتزوج بخالتي، فكانت النتيجة طرده من البيت، ومرات بسبب ميراث أمي، وكان أبي يحذرنا دائما من الذهاب إلى بيت جدي. ثم تزوج أبي بأخرى لم تطقها أختي نهائيا، لا أعرف لماذا مع أنها امرأة خدومة وكانت والحق يقال تخدمنا كثيرا وتتعب على خدمتنا، وكنا نادرا ما نساعدها في شيء في المنزل، وهي التي تقوم بكل شيء حتى غسيلنا -نسأل الله أن يكرمها ويثيبها على ذلك- أختي كانت تعتبرها فلاحة، وترى أن أبي أخطأ بزواجه بأخرى، وكأنه ليس له الحق فيه، واعتقدت أنه استغنى عنا... إلخ. أضف إلى ذلك أن المصاريف التي كانت تأخذها أختي بالكاد تكفي مواصلات المدرسة، فلا يوجد مصروف، والمرتب بالكاد يكفينا. نشأنا في بيئة بعيدة عن التدين، لا نعرف شيئا عن الإسلام إلا الصلاة نادرا وفقط، والتليفزيون هو المصدر الوحيد الذي نستمد منه كل ثقافتنا، ثم بدأ أبي يختلط بأناس من جماعة التبليغ وبدأ يخرج معهم ويترك البيت وليس به ولا مليم؛ ليهرب من هموم الدنيا. وقد اختلطت في صغري وترعرعت في هذه الجماعة، وبدأت أحب الدين وأسمع كلام الرسول، وبدأت ثقافتي الدينية تزداد وهمومي تجاه ديني تزداد أكثر، وكنت أرى بعض السلبيات داخل المنزل؛ فأبي كان لا يعلم أختي شيئا من الدين، ولا يتناقش معها، ولا يحاول أن يقنعها بأن ما كنا فيه خطأ، فأصبحت تعتقد بداخلها أن أبي لجأ إلى الدروشة لضيق ذات اليد، وأنه لو فتح عليه باب من الدنيا لترك ما هو فيه وانشغل به. ثم انضم أخي الأكبر للجماعة وكان سلوكه منفرا بكل المقاييس، ولولا أني أعاشر الناس لكرهت الدين. كان أخي قبل أن ينضم للجماعة يردد ألفاظا بذيئة جدا في المنزل، ثم تحول ليكون أقوى منفر من الدين؛ يضع رائحة كريهة يقول إنها تذهب الشياطين، ثم بدا ينشط في صلة الرحم وهو ليس له باع في الدين، فيوقع نفسه في الشبهات ولا يستطيع أن يثبت أنه على حق. وأختي لا تطيق منظره ولا أسلوبه، تشعر أنه يذهب ليسيء لنا عند أخوالنا، وهذا على ما أعتقد كان له أثر كبير. وبدأت الحياة تسير على هذا المنوال؛ أخ لا يعرف كيف يدعو للإسلام في البيت، وأخت منزوية، وأب لا يستطيع أن يلبي احتياجاتها ولا يعلمها أمور دينها. أبي لا يحب المشاكل ولا يتدخل لحلها، ومشاكل أختي كثيرة.. أنا مع صغر سني كنت أهينها إهانة لاذعة؛ لأني لم أتأدب ولا يوجد مراقب علينا. لا نهتم بنظافة البيت أبدا، كل شيء في البيت عادي! لا مبادئ ولا أساسيات.. حياتنا في البيت فوضى، لا رقيب ولا حسيب، ولكم أن تتخيلوا معاناة زوجة أبي منا، فهي غير متعلمة وكنا نهينها كثيرا، كانت تعمل وتجد في خدمتنا لكنها كانت تفتقد فن التذوق التي كانت تمتلكه أمي في تنظيف البيت وإعداد الطعام على الرغم من مرضها، ولكنها تشكر على ما قدمته لنا من خدمات. تسير الحياة وأختي تتكلم وتتعايش معنا، بيت حواره عبارة عن إهانات وشتائم.. فحمار وجاموسة كلمات استبدلنا بها اسمها واسم أخي الكبير، يعني بالعربي نعيش في "حظيرة" من جميع النواحي. ويظل أبي سلبيا للغاية، ومع أنه جامعي إلا أني كنت أحس في عقله بقصور أو ملل، يريد أن يستريح منا فرمى الجمل بما حمل، لكن أحسن ما فيه أنه رفع يده عنا جميعا، عرف أن التربية ليست بالضرب.. فاستبدله بالسلبية! وعلى الرغم من ذلك فهو في نظر الناس رجل متدين وبيته بيت جيد، هو معروف بهذه السمعة الطيبة ومشهور في وسط البلد بحكم مهنته (يعمل مدرس علوم). أخي الأكبر مشكلة وحده، أريد أن أبعث لكم رسالة خاصة به، هي قريبة من مشكلة أختي، وأختي الصغرى أيضا بعد زواجها في مشاكل دائمة. تقدم لخطبة أختي شاب ولكنها رفضت بحجة أنها تريد أن تربينا، ثم تقدم لخطبتها آخر من قرية بجوارنا فحضر خالي الاتفاق وكان صاحب طموحات عالية، فطلب من الشاب أشياء كثيرة فخرج بلا رجعة، ثم مكثنا فترة من الزمن وتقدم شاب آخر يكبرها بـ13 سنة، كانت أختي تتمنى لو تزوجت أحد أبناء أخوالي، وكانت تحب أحدهم بالذات، ولكنها وافقت على الزواج بعد أن فقدت الأمل في أن تنال ما تريد. في البداية أعجبني تفكير هذا الرجل، ولكني بدأت أشعر بالضيق منه، فكان بعد كتب الكتاب يطلب من أختي قفل الباب، ولكني كنت أفتحه ويحاول إخراجي من الغرفة وأنا لا أخرج؛ لأني كنت أخاف على أختي ولا أثق بها؛ فأنا أعرف أنها هوائية، وكنت أكثر من مرة أراهم في وضع سيء، ولما كانت تحادثه في التليفون كنت أقطع الخط لأني ضقت ذرعا من هذا الرجل. المهم تم الزواج وجهز أبي أختي بجهاز جيد جدا بالنسبة لبنات سنها، في السنة الأولي أختي عاشت بدون مشاكل مع زوجها، كانت تعيش في بيت العائلة -لها شقتها الخاصة ولكنها تأكل وتشرب مع أهل زوجها ويتقاسمون العمل- هذه السنة رأيت أختي بحالة جيدة فلبست النقاب، وصارت تسمع القرآن وتصلي وكان زوجها يحثها على ذلك، ولكنها مع تغير البيت كانت عندما توجه لها أي إهانة تكتم في نفسها ولا ترد ولا تستطيع الدفاع عن نفسها. رزقت أختي بطفل، وسافر زوجها وتركها تعيش مع عائلته بمفردها يتقاسمون بين "السلايف" العمل في الطبخ والغسيل وغيره، ولكنها كانت تكره انتقادهم لها وسخريتهم منها. هي تحس بوخز الضمير أو بتأنيب، بدأت تسرح كثيرا، تكره الأكل مع العائلة، لم تعد تنزل لهم، لم تعد تهتم بالولد، تشاهد التلفاز بكثرة، كنت كلما ذهبتُ إلى زوجها يبدأ ببث ما يعانيه معها من مشاكل ولا يتوانى عن تجريحها أمامنا، سافر زوجها مرة أخرى فجاءت لتعيش معنا فترة لتستجم مع طفلها لعل نفسيتها ترتاح؛ لأنها كانت تجلس وحدها كثيرا، فأخذت غرفة وجلست بها ولكنها لم تكن تهتم بنظافتها نهائيا لحد لا يطاق على الرغم من أن بيتنا ليس بدرجة النظافة، فإن رائحة الغرفة كنت لا تطاق فهي تقضي كل وقتها نائمة، لا تغير للطفل مكان فضلاته حتى ضقنا ذرعا بها وطلبنا منها المغادرة. ورجعت إلى بيتها بعد شهر مكثته عندنا، فما كنا نطيق أن نذهب إلى شقتها بسبب القذارة التي كانت تعيش فيها، لا تريد أن تفعل شيئا مع عائلة زوجها، انفصلت عنهم، كانت تبخل على نفسها بالطعام وكأنها لا تريد أن تأكل، مكثت على هذه الحالة تقريبا تسعة شهور، وحيدة.. تنام وتأكل القليل، ابنها يربى في بيت العائلة، انفصل عنها تماما، لم يعد يحبها، تعيش وحيدة لا أعرف في ماذا تفكر.. ولا ماذا تريد؟ في آخر مرة ضاق زوجها ذرعا من السرحان وعدم الاهتمام به، حتى انتهى الأمر بأن طلقها وخطب غيرها، ولكنها رفضت الطلاق والخروج من شقتها مع أن أهل الزوج يريدون إخراجها.. تخيلوا مدى الإهانة! وهي لا تريد الخروج!. ثم عادت معنا إلى البيت، وهناك أصبح أبي يهينها، وأخي أيضا، وأنا لا أتكلم لأن كثرة شكاوي زوجها لي جعلني أعتقد أنها جانية، كما أنها رفضت حضانتها لولدها، وبعد سنتين من الإهانات والتجريحات، ذهبنا بها لطبيب نفساني لكنه لم يكن يتكلم معها ولا يترك لها مجالا للكلام؛ لأنها كانت ترفض في الأصل الذهاب للطبيب، وكل ما كان يفعله هو كتابة العلاج! لم نر تحسنا فتوقفنا عن الذهاب، ومنذ فترة وأنا أحاول أكسر الحواجز بيني وبين جميع من في البيت، والحمد لله نجحت وبدأت أتعامل مع أختي وأحاول إخراجها من الحالة التي تحياها. وبفضل الله تمكنت من التقرب منها وأصبحت تقبل مني الكلام، وتسأل عني مع أنها لا تعير أحدا أي اهتمام، ثم بدأت تتحسن بعد فترة اهتمام بها، وأحسست أنها ستنتبه لنفسها، ولكنها رجعت مرة أخرى لما كانت عليه. المشكلة التي تواجهني في الحوار معها: 1- إحساس بالنقص. 2- هي عنيدة بطريقة لا توصف، لو قلت لها: افعلي ذلك وهي ذاهبة لتفعله لن تفعله. 3- أفقها ضيق جدا، وتمل بسرعة رهيبة. 4- لا تتكلم نهائيا وتكتفي فقط بسماعي. كنت أضيع ساعات أحل فيها مشاكل بنات الناس، وإن شاء الله أضيع الساعات لأخرج أختي مما هي فيه. لكن المشكلة الآن أنها أصبحت تصاب بانهيار عصبي "صراخ متواصل"، وتذكر مواقف لها وحوارات، وتريد أن ترجع لبيت زوجها. لا أعرف هل تفعل ذلك للفت انتباهنا لها أم أن هذا نابع من داخلها؟ ولكننا منعناها مما تريد، وذهبنا بها لطبيب آخر وقال لنا: إن عندها انهيارا عصبيا، وأعطاها علاجا هدأها قليلا، لكنها لا تنام، وطوال اليوم تسير على قدميها وهي تفكر. لا أعرف ماذا أفعل؟ لست مستعجلا على الرد، لكن يهمني استيعابكم للمشكلة والرد عليها. الحل الابن الكريم أهلا وسهلا بك على صفحتنا وشكرا على رسالتك التي تعدت 2500 كلمة وقد اختصرناها قدر الإمكان، أعطيتنا فيها كثيرا من المعلومات وفرغت من شعورك بالذنب تجاه ما مضى من إهمال أو عدم فهم منك لأختك أو حالتها وظروفها، وتعلو نبرة لوم الذات في ثنايا إفادتك، وأحسب أنك والحمد لله عائد من حالة الخواء والضياع المعرفي النفسي التي يعيشها شباب كثيرون اليوم، عائد مصر على التوبة والصلاح والشعور بأهمية مساعدة الآخرين وذي القربى أولى بالطبع، فأهلا بك، وبحالة أختك. أنت يا بني مشكورا فصلت أكثر من اللازم لما نقدمه نحن عبر الإنترنت، بل لعل الجزء الأخير من إفادتك عن حالتها من حيث اعتبرت أنت أنه تدهور، هذا الجزء يكفي بعد معاينة الحالة نفسها طبعا للوصول إلى تشخيص غالب وكتابة عقاقير لازمة، وإلى جانب المعاملة الطيبة فقط تتناول أختك العقاقير حتى تستعيد القدرة على التواصل ثم بعد ذلك قد تحتاج العملية العلاجية أن تحكي هي تفاصيل طفولتها ومراهقتها وشبابها وزواجها وما تلاه. أما الآن فألزم ما يلزم هو العلاج المادي!. وأختك كما تشكل الانطباع عن حالتها لدي تعاني من أعراض اكتئابية وذهانية مختلطة قد تمثل نوبات اكتئاب ذهاني Psychotic Depression وهو اكتئاب شديد إضافة إلى أعراض ذهانية كالأفكار الوهامية وربما الهلاوس السمعية أو البصرية، أو تمثل اضطراب فصامٍ وجداني Schizoaffective Disorder من النوع الاكتئابي، وقد تمثل عملية ذهانية فصامية Schizophrenic Disorder تصحبها أعراض فصامية سالبة .. الله أعلم. لكن المشكلة الصارخة في حالتها هي غياب الدعم الاجتماعي السليم التوجه! فأنا يبدو لي أنك الوحيد الذي يهتم بها.. أليس كذلك؟ ووالله إني لأشفق عليك من حملٍ كهذا خاصة وأنت نزَّاع للوم نفسك يا بني. كيف تمضي معاناتها بينكم وفي بيت زوجها وبين أهل زوجها وابنها كيف تمضي معاناتها سنوات هكذا وتهجرها حماتها ويسافر زوجها ويهجرها ابنها.. وكل ذلك ولا أحد ينبس ببنت شفة أن هذا مرض نفسي! لست أصدق والله، هل مجتمعنا يقبل اضطرابات السلوك إلى هذا الحد، حد السلوك الذهاني المزمن، أختك يا أخي واضحة الكره لحياتها أمامكم، وفاقدة الرغبة في كل شيء وأهم شيء وهو أمومتها. وها هي تبتلى بطلاق زوجها لها وتصرخ أرفض الطلاق، وأنتم مشكورون مهتمون فقط بمسألة الإهانة والكرامة، فأين السواء والسلامة النفسيان والعقليان للأخت موضوع القضية؟ ثم ها هي تتخلى عن حضانتها لطفلها، وتهمل نفسها وما حولها وتبقى ذاهلة لا تتواصل مع أحدٍ بطيب، أليس في كل ذلك علامات واضحة على اضطراب أفكارها يا أخي؟ أختك كما أخمن تحبُّ وليدها لكنها لا تثق بنفسها كأم صالحة لتربيته ورعايته، أختك تحتاج إلى برنامج دعمٍ علاجي عقاري نفسي اجتماعي، أنت مسئول عن جزءٍ كبير منه وربما بعض من أهلك أو كلهم إن هداهم الله، لكنكم جميعا لا تصلحون للقيام به بمفردكم دون مساعدةٍ من متخصص في الطب النفسي، فإذا كنتم قد هديتم إلى طبيب نفسي فلماذا لم تواصلوا العلاج معه؟ إن الصورة التي تصفها يا بني بقولك: (المشكلة التي تواجهني في الحوار معها، 1-إحساس بالنقص "وأضيف لك عدم الشعور بقيمة لشيء" 2-هي "عندية" بطريقة لا توصف لو قلت لها افعلي ذلك وهي ذاهبة لتفعله فلن تفعله، هذا قد يكونُ أحد الأعراض الجامودية Catatonic Symptoms للاكتئاب الشديد أو الذهان، 3-خلقها ضيق جدااااا تمل بسرعة رهيبة "لأنها غالبا تشعر بثقل في حركة الأفكار في عقلها وتفتقرُ إلى التركيز، وتحاول ربما فتفشل فيزيدها ذلك استثارة وغضبا" 4-لا تتكلم نهائيا تكتفي فقط بسماعي، وطبعا أنت الوحيد الذي تتواصل هي معه أي أنها تقريبا لا تتكلم، وقد تصل الحالة إلى الخرس الجامودي Catatonic Mutism"! وناوي حضرتك تعالجها بنفسك؟؟، وهي ترفض العلاج لدى الطبيب النفسي لأنه لا وقت لديه لسماع الكثير؟ أحسب أن وقت السماع أصلا ليس الآن المهم الآن هو التدخل العلاجي العاجل!. إن العقاقير العلاجية المضادة للذهان والمضادة للاكتئاب لازمة في حالة كهذه، ويجب أن نصبر عليها أياما أو أسابيع حتى يظهر أثرها العلاجي الصحيح، وبعض أعراض الاكتئاب الذهانية يتأخر زوالها ربما حتى عن أعراض الاكتئاب، وربما احتاج الأمر حتى إلى علاج كهربي إذا استشعر طبيبها المعالج خطرا على حياتها كأن تكونَ لديها أفكار أو تخيلات انتحارية أو أن تكونَ حالتها الجسدية بائسة بشكل أو بآخر، بل إن أختك – والله المستشار العدل- تحتاج لا إلى مجرد علاجٍ لدى طبيب نفسي بل قد يرى ذلك الطبيب النفسي علاجها داخل مستشفى نفسي لتضمن بإذن الله سرعة تحسنها. أتمنى أن تصلك رسالتي هذه، فأنت تقول إنك غير مستعجل على الرد وأقول أنا إنني مستعجل جدا أن يصلك ردي وأن يهديك الله ويهدي من يهديك إليه من الأطباء النفسيين إلى خير سبيل لتخليصها من الحالة الحرجة التي تعيشها، وتابعني سريعا بالتطورات يا بني. |
خلطة قلق واكتئاب ووسوسة ؟!.. ربما
المشكلة أنا طالب جامعي في السنة الثالثة، تجول دائما في بالي أفكار خواطر كثيرة لا أدري إن كنت صائبا فيما أفكر به أو لا، ويسود المزاج العام عندي تشاؤم وخوف من المستقبل وسأبدأ بتفصيل ذلك. أشعر دائما بخوف من المستقبل وعدم الاطمئنان لما هو قادم، فمثلا حينما أنوي القيام بعمل ما في المستقبل، وأشعر بأنني سأكون سعيدا حينما أنجز هذا العمل، في هذه اللحظات أشعر بقدر من السرور، ولكن سرعان ما تزول هذه الفرحة ويحل مكانها التشاؤم والنكد، وقد تسألون كيف يحدث ذلك، يخطر ببالي إن الأمور لن تبقى على حالها، فمثلا أتخيل بأن في الفترة القادمة سأكون مصابا بمرض معين ينغص هذه الفرحة والسعادة أثناء القيام بهذا العمل أو شيء يمكن أن يحقق لي السعادة. مثل هذه التخيلات وغيرها تجعلني أن أحس بأنني لست إنسانا سعيدا في هذه الدنيا، بل جعلتني لأن أستطرد بأن سنة الحياة هي الشقاء والتعاسة، وأن هذه الدنيا ليس فيها إلا المصائب والهموم والمشاكل، وأن ليس هناك سعادة حقيقية في الدنيا، بل السعادة في الدنيا هي خرافة أو أسطورة تتمثل أمام الناس بأنها واقع وحقيقة، وأن السعادة هي سراب يلحق به الناس ولا يمكن بلوغه، فبعضهم يحاول الوصول إلى السعادة عن طريق جمع الأموال أول التحصيل العلمي وغيرها، وكلها كما أعتقد أوهام، فلا يمكن تحقيق سعادة بجمع مال، أو بزواج، أو بتحصيل علمي. وذلك كما أعتقد أو حسب فهمي الشخصي لهذه الدنيا أنه حينما تصل إلى هدفك المنشود الذي تعتقد بأن سعادتك في هذه الدنيا تتخفى وراءه لا بد من ظهور شيء ما ينفص الفرح والسرور والاطمئنان الذي كنت تلهث وراءه لدى الوصول إلى هدفك. مثل هذه الأفكار لا تجعلني أعيش الدنيا كما تجري على حالها في الوقت الذي أعيش فيه، بل أعيش الحاضر ممزوجا بالمستقبل القادم المخيف والمليء بالمشاكل والأحزان والهموم. وهذه الأفكار بدورها قتلت روح الطموح والأمل في نفسي بعدما كانت تعج بالأمل والطموح، وأشعر بأنني كما يقال قلبي أصفر أو ذبل، إنني لست أتمتع بروح الشباب الذي يفتح قلبه لدنيا. وفيما يلي بعض الأفكار والهواجس التي تؤرقني وتسلب سعادتي إن كان هناك ما يسمى سعادة:- لدي رهاب شديد من الإصابة بالمرض مستقبلا، وأكثر الأمراض التي أرهبها هي الأمراض الجلدية أجلكم الله منها، فأنا على سبيل المثال لا أخاف من الموت أو أي مرض قاتل مثل السرطان أو الإيدز عافاكم الله بقدر خوفي من الأمراض الجلدية، فمثلا حينما أسمع أو أرى أن فلان مصاب بمرض جلدي، أشعر بخوف ونكد شديدين، بل أبدأ بالتفكير بأني سوف أكون مستقبلا مصابا بهذا المرض، وهذا أكثر الأشياء التي تعزز النضرة التشاؤمية للمستقبل، فمثلا حينما أفكر في اليوم الذي أتخرج به من الجامعة، كم ستكون سعادتي في ذلك اليوم، ولكن سرعان ما تزول هذه الفرحة لدى حضور الهواجس التي تخبرني بأني سوف أكون مصابا بهذا المرض أو ذاك. ونتيجة لخوفي الشديد من مثل هذه الأمراض، أشعر بأنني أعيش المرض وأنني مصاب به، علما بأني لست مصابًا به فعليًّا. لأشعر أن هناك إنسانا سعيدًا في الدنيا، فمثلا حينما أرى إنسانًا ميسور الحال ماديا، ويعمل، ولا شيء ينقصه، تخطر في بالي الكثير من الأسئلة حول هذا الوضع؛ هل هذا إنسان سعيد؟ إن كان سعيدًا فهل تستمر فرحته؟ ربما يمرض مرضًا خطيرًا فتزول السعادة التي يشعر بها، أو بفقد أحد أقربائه أو كذا أو كذا وغيرها من الأسئلة التشاؤمية. إن ما يعزز مثل هذه الأفكار في مخيلتي هو أن ليس هناك كمال في الدنيا، فإذا كنت سعيدا ببعض الأمور في الدنيا، تكون هناك أمور أخرى تسلب منك هذه الفرحة والسعادة. أسمع كثيرا بشيء اسمه الراحة النفسية، هل هناك شيء اسمه الراحة النفسية أو الطمأنينة بالرغم من الظروف التي يمر بها الإنسان في حياته، هل هذا يتعارض مع الآية الكريمة التي تقول إن الإنسان خلق في كبد. إن كان هناك راحة نفسية فكيف هي طريقة الوصول إليها، كيف هي الطريقة التي تجعلك ألا تفكر كثيرا بالمستقبل وعدم الخوف منه. وأخيرا هذه مجمل الأفكار التي تجول في خاطري، وهناك سؤالا أخيرا؛ هل عن طريق تعزيز الإيمان بالله وقراءة القرآن يمكن للمسلم أن يتخلص من الكثير من المشاكل التي يواجهها في حياته؟ هل مثل هذه الأفكار تدل على ضعف إيمان صاحبها بالله تعالى، أنا أصلي وأقرأ القرآن وملتزم والحمد لله، ولكن كيف هي الطريقة المثلى لأن أتوكل على الله في كل أموري، وألا تشعر بأن ليس هناك هم طالما أن الله يقف بجانبك، صدقوني أنا أحس بأني أفتقر لمثل هذا الشيء. وختاما.. أرجو من حضرات المستشارين الكرام أن يقفوا على كل كلمة وعبارة وردت في الرسالة وإبداء الرأي فيها للمساعدة في حل المشكلة التي أمر بها. وأنا أحيانا أفكر في زيارة طبيب الأمراض النفسية، ولكن حالتي المادية سيئة للغاية، وأنا طالب جامعي لدي الكثير من الالتزامات المادية، سيما كما هو معروف أن التداوي بالعيادات النفسية مكلف جدًّا، والأدوية التي توصف من قبل الأطباء مكلفة أيضا. وبارك الله فيكم وجزاكم ألف خير.. ابنكم المعذب.. الحل الابن العزيز أهلا وسهلا بك.. وألف سلامة لقلبك الشاب الذي تتهمه بالاصفرار والذبول، لا قدر الله، ليست الأمور طبعا بهذا الشكل والإنسان الذي خلقه الله عز وجل في كَبَدٍ حيث قال جل وعلا: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ} (سورة البلد: 4)، لم يكن ذلك دافعا للهمود وتهذيب الطموح والشك في إمكانية وجود السعادة بل دعينا إلى العمل فقد قال أيضا سبحانه: {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إلى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} (سورة التوبة: 105)، وكذلك دُعينا إلى السير في الأرض والتدبر والتأمل فقال تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أو آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} (سورة الحـج: 46)، وأحسب قراءة القرآن متأنية واستلهام معانيه قدر إمكانك واقترابك من الله وتدينك يجعلك أقدر على مواجهة كثير من كروب الحياة واقرأ عن دور الإيمان في الوقاية من الأمراض النفسية الخفيفة . وأما الطريقة التي تفكر فيها وتجتر أفكارا من أفكارٍ بشأنها فتذكرني ببيت شاعرنا المكتئب أبي العلاء المعري حين قال: "تعبٌ كلها الحياة فما أعجب *** إلا من راغب في ازدياد" فهذا تفكير اكتئابي لا بد أن تعالج نفسك منه، أضف لذلك أنك تفكر بطريقة الاجترار الوسواسي بينما سماتٌ من شخصيتك ربما تميل إلى مزيج من القلق والاكتئاب وهذا بوجه عام قد يكونُ سمات شخصية فعلا، وقد يكونُ تغيرا طرأ عليك ونستطيع اعتباره شكلا من أشكال خلطة القلق والاكتئاب أو ربما شكلا من أشكال عسر المزاج، وقد تكون الأفكار السلبية عن العادة والطموح والحياة والوصول إلى الأهداف، والتي تمثل منغصات محتوى مشاعرك وأفكارك من نوع الأفكار السلبية والقهرية. ويبدو أن الفكرة تتسلط عليك غالبا لتخرجك من تخيلاتك أو أفكارك أو أحلام يقظتك الطيبة، وكذلك حين تنظر لغيرك فتراه سعيدًا أو ناجحًا، فأنت بدلا من أن تغبطه تتشاءم له! هذا إن كان ملحًا ومتكررًا ومزعجًا لك لا تستطيع التخلص منه فإنه وسواس قهري. كذلك فإن جزءًا من الميل للتشاؤم يبدو في طريقة تفكيرك وهو ما قد يرتبط بالاكتئاب أو بالوسوسة أو بسمات الشخصية القسرية . يعني بصراحة شديدة أنت وفي ضوء الانشغال الوسواسي بالمرض الجلدي، وهو شكل من أشكال وسواس المرض، وفي حالتك قد يكونُ مرتبطا بالميل إلى التشاؤم، أيضا وكلها سماتٌ من سمات الموسوسين قد تكونُ عارضة في حياتك وما دامت معيقة لك فلابد من طلب العلاج منها لدى طبيب نفسي، ويمكنك أن تبحث عن طبيب يستطيع تقديم العلاج المعرفي والسلوكي اللازمين لعلاجك، ويختار أيضا عقَّارًا علاجيًّا رخيصًا من مجموعة الماسا إذا اقتضى الأمر. ولكن تذكر أننا نهينا عن الطيرة والتشاؤم، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الطيرة شرك، وما منا إلا ولكن الله يذهبه بالتوكل)) أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي وغيرهم. وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من ردته الطيرة من حاجة فقد أشرك))، قالوا: يا رسول الله، ما كفارة ذلك؟ قال: ((أن يقول أحدهم: اللهم لا خير إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك، ولا إله غيرك))أخرجه أحمد والطبراني وصححه الألباني. الانطباع الأقوى لدي يا بني هو أن لديك نزوعا للوسوسة، ومزيجا من القلق والاكتئاب، وأخشى أن يؤثر ذلك على دراستك كما أتوقع أنك قرأت، وعرفت كيف يحدث ذلك من خلال ما أحلتك إليه من روابط أتمنى أن تقرأ أيضا ما بداخلها من روابط، ولكن المهم هو أن العلاج من ذلك ممكن بفضل الله والشفاء نعمة منه يمنحها لمن يشاء، فاكبح جماح مخاوفك واطلب العلاج وعلى الله الشفاء، وتابعني بأخبارك . |
التكافؤ ومقومات الاختيار.. أين هما؟
المشكلة السلام عليكم.. عرفتها من صغري حين كان عمرها 6 أعوام، كنا نلعب ونجري وكل شيء، كانت جارتي. جرت الأيام وكبرت فأحسست أنها الحضن الذي أقطن بداخله، أحببتها وكبرنا معا تحدثت مع أمها في كل شيء على العلاقة التي بيننا فرحبت كثيرا كثيرا، ولكنني أرى بعض العوائق: 1-الفارق المادي فهى من أسرة ثرية جدا، وأنا فقير ومن أسرة فقيرة. 2-الفارق العلمي فهى في الفرقة الأولى من إحدى كليات القمة، وأنا خريج لإحدى المدارس الفنية منذ عام 2000. 3-فارق العادات والتقاليد فأرى أن عاداتنا وتقاليدنا تختلف كثيرا عنهم وبالذات معها هي. هي عصيبة وعندية جدا، مع العلم أنها تحبني بقوة، وضحت كثيرا من أجلي، ووقفت معي في كل مشاكلي، أحببتها وصارت تجري في عروقي ودمي. رفض أهلي الارتباط بها، وأمي كانت تقترح علي أن أتزوج بأخرى ترى أمي فيها كل جميل فاقترحت أمي علي أن أتركها وأن أتزوج البنت الفقيرة المتدينة الطيبة الجميلة، وما لبست أن توفيت أمي بعدما طلبت مني هذا الطلب بعدها بيوم، ولكن يا إخوتي افتقدت أمي وكل شيء في حياتي فأعطتني الفتاة هذى كل الحنان والحب الذي افتقدته. وأنا أحبها فهي فيها كل الصفات الحسنة ولكنها ثرية جدا. ماذا أفعل إخوتي أرجوكم ساعدوني في حل مشكلتي؟ ندمتكثيرا على عدم وعي أهلي لي أن أكمل دراستي رغم أن والدتي ووالدتي من خريجي كليات القمة ويمتلكون ثقافات متعددة. انغمست في العمل من صغري كان حينها عمري 10 سنوات، قضيت عمري كله في العمل وانهمكت فيه، والآن أنا أعمل لكنني فقير أو بالمعنى الأصح أنا متميز بالنسبة للمستوى الفقير جدا. والدها سيرفضني قطعا؛ لأنه يرى أن تتزوج بغني ومتعلم وأن يكون "بزنس مان" مثله - هذا استشففته من كلامها خلال عامين كاملين، فأنا أريد أن أتزوجها لا أن أتزوج غيرها، وهي وافقت أن تتزوجني على إمكاناتي هي وأمها فهما الاثنتان رحبا كثيرا بفكرة الارتباط. فقولوا لي ماذا أفعل لكي أتزوج بها؟ مع العلم أنني مصاب بنوع من أنواع الاكتئاب المزمن!!!! لأني أرى كل الناس متطورة ومنتجة وأنا مهما تطورت أو مهما أنتجت فأنا أيضا غير مرتاح وأريد أن ألبس رداء الحنان الذي افتقدته طول حياتي من كل الناس. هذاملخص بسيط جدًّا لقصة عمرها أكثر من 12 عامًا مع تلك الفتاة الملتزمة. أشكركم على مجهوداتكم المبذولة وأرجو الرد سريعا أرجوكم؛ لأن حالتي النفسية تزداد سوء يوما بعد يوم أريد أن أبني ولا أعرف فأدلونى إخوتي الأفاضل الحل الأخ الفاضل.. أهلا بك على صفحتنا "مشاكل وحلول الشباب للشباب" تأخرنا عليك كثيرا فاعذرنا.. ولكن نشكر لك صبرك علينا.. أثارت المعلومات التي ذكرتها في رسالتك تساؤلات كثيرة في نفسي.. فاسمح لي أن أراجعها معك، ولكن دعنا بداية نراجع معا ما ذكرناه على صفحتنا مرارًا حول مقومات الزواج الناجح والاختيار السليم والتي منها وأهمها التكافؤ، والقبول، والاختيار على أساس العقل مع عدم تجنيب العاطفة، بل الموازنة بينهما عند الاختيار. يا أخي.. التكافؤ أساسي في كل شيء، في المستوى الديني والمادي والاجتماعي والفكري والثقافي والعلمي والعمري أيضا، وما ذكرت من معلومات خاصة بهذا الجانب لم ألمس فيها أي توافق، بالإضافة إلى أنها جميعها لصالح الفتاة وهو الأمر غير المضمون العواقب، قد لا تشعر بمشكلة هذه الفروق الآن، ولكنك قد لا تحتمل نتائجها بعد أشهر من الزواج، ليس الحب –رغم أهميته- هو ما يبنى عليه الزواج، فهي أعلى منك ماديا واجتماعيا وعلميا. غير أن بينكما اختلافاتٍ في العادات والتقاليد... هل تذكر قصة السيدة زينب بنت جحش –رضي الله عنها- صاحبة النسب والمكانة وهي تتزوج زيد بن حارثة مولى النبي -صلى الله عليه وسلم- طاعة لاختيار النبي له... ولكن السنن الطبيعية تفرض أحكامها، إلا أن زيدًا لا يرتاح في زواجه ويسرّ للنبي صلى الله عليه وسلم (إنها تتكبر عليه) والحقيقة أنها لا تتكبر، ولكنها تتعامل بطبيعتها ومكانتها ولشعور خفي في نفسه وصلت له الرسالة أنها تتكبر عليه... وربما لم يكن هذا ليحدث لو كانت العلاقة بنيت على أساس من التكافؤ بينهما.. هذا بالنسبة للعوائق التي ذكرتها في رسالتك وبدأت بها.. ولكن في سياق رسالتك أجدك تذكر أشياء أخرى تختمها بسؤال.. فها أنت تقول: "هي عصيبة وعندية جدا!"، "رفض أهلي الارتباط بها"، كما تقول "افتقدت أمي وكل شيء في حياتي فأعطتني الفتاة هذه كل الحنان والحب الذي افتقدته"، وأنك "وأريد أن ألبس رداء الحنان الذي افتقدته طول حياتي من كل الناس".. وتتحدث عن قصة حب دامت ما يقرب من 12 سنة، اسمح لي أن أعلق عليها.. ففتاة في سنتها الأولى في الجامعة كانت طفلة منذ 12 سنة، لا يمكن الحكم على مشاعرها ووصفها بالحب! وإن افترضنا أنها كانت أكبر سنا، فهي أيضا مشاعر مراهقة لا يمكن الحكم عليها، خاصة أنها الآن في الجامعة، وقد تتغير مشاعرها أو نظرتها للزواج أو الاختيار بعد أن تتعرف على آخرين أو تحتك بالمجتمع وتتعرض لخبرات أكثر. يبدو أن مواصفات الفتاة التي تريد الزواج بها غير واضحة في ذهنك، والحب وحده غير كاف لإقامة زواج وبناء أسرة، وليس سببا ترجح به أي من كفتي ميزان الاختيار، أخشى أنك تستعيض بفتاتك عن والدتك التي افتقدتها.. فاحذر من أن تفعل ذلك، فبهذا ستفقد نفسك وفتاتك! ثم تكمل كلامك قائلا: "كل الناس متطورة ومنتجة وأنا مهما تطورت أو مهما أنتجت فأنا أبضا غير مرتاح".. هل يعقل هذا وبياناتك تقول إنك أنهيت دراستك منذ ست سنوات، وإنك تقول إنك تعمل منذ أن كنت في العاشرة من عمرك، أي أنك تعمل منذ 16 سنة! لم تذكر لنا ماذا تعمل، ولماذا لم تتطور، وإلى ماذا تطمح في عملك؟ وهل ستتابع دراستك أم لا؟ كل هذه أسئلة من المهم أن تجيب عليها وتكون إجاباتها واضحة أمامك. كما أنه من الطبيعي أن تشعر بعدم الراحة والاكتئاب، فمن الصعب أن ترى كل من حولك في تطور مستمر وأنت كما أنت، ولكن أحسب أنك إن رتبت أفكارك وجعلت لك هدفا له مدى زمني محدد، وربطته بإرادة ورغبة حقيقية في التغيير فستفعل الكثير. ويبقى سؤال أخير.. تقول إنك تعاني من اكتئاب.. فهل أنت من شخص هذا، أم أنك ذهبت بالفعل لطبيب وشخص لك هذا؟ وإن كنت ذهبت، فهل كتب لك أدوية؟ وبعد مراجعة المعلومات التي ذكرتها عنك، والتي أعدت عرضها ومناقشتها، هل تمكنت من معرفة سبب رفض والدها لك؟ وسبب الحالة النفسية التي تحياها؟ أقدر تعبك وضيقك وحاجتك للراحة والاستقرار، ولكن أعد قراءة وتقييم ما قلناه وصارح نفسك، وأعد التفكير حتى لا تظلم نفسك ولا من تحب، واستعن بالله. وقبل الختام أقول لك: إذا كنت ما زلت ترى أنك مصر على الزواج منها، فهي ما زالت في السنة الأولى من الجامعة، فإن شئت أن تطور نفسك وتعمل بجد أكثر، وكفاك تواكلا اعمل وادرس، واثبت لوالدها أنك قادر وأهل لأن تستحق الزواج بابنته، وأن بإمكانك الحفاظ عليها، ولا تنس مع كل هذا أنك تعمل لنفسك قبل كل شيء، وأنه لن يصيبك إلا ما كتب الله لك.. وتابعنا بأخبارك. |
التكافؤ ومقومات الاختيار.. أين هما؟
المشكلة السلام عليكم.. عرفتها من صغري حين كان عمرها 6 أعوام، كنا نلعب ونجري وكل شيء، كانت جارتي. جرت الأيام وكبرت فأحسست أنها الحضن الذي أقطن بداخله، أحببتها وكبرنا معا تحدثت مع أمها في كل شيء على العلاقة التي بيننا فرحبت كثيرا كثيرا، ولكنني أرى بعض العوائق: 1-الفارق المادي فهى من أسرة ثرية جدا، وأنا فقير ومن أسرة فقيرة. 2-الفارق العلمي فهى في الفرقة الأولى من إحدى كليات القمة، وأنا خريج لإحدى المدارس الفنية منذ عام 2000. 3-فارق العادات والتقاليد فأرى أن عاداتنا وتقاليدنا تختلف كثيرا عنهم وبالذات معها هي. هي عصيبة وعندية جدا، مع العلم أنها تحبني بقوة، وضحت كثيرا من أجلي، ووقفت معي في كل مشاكلي، أحببتها وصارت تجري في عروقي ودمي. رفض أهلي الارتباط بها، وأمي كانت تقترح علي أن أتزوج بأخرى ترى أمي فيها كل جميل فاقترحت أمي علي أن أتركها وأن أتزوج البنت الفقيرة المتدينة الطيبة الجميلة، وما لبست أن توفيت أمي بعدما طلبت مني هذا الطلب بعدها بيوم، ولكن يا إخوتي افتقدت أمي وكل شيء في حياتي فأعطتني الفتاة هذى كل الحنان والحب الذي افتقدته. وأنا أحبها فهي فيها كل الصفات الحسنة ولكنها ثرية جدا. ماذا أفعل إخوتي أرجوكم ساعدوني في حل مشكلتي؟ ندمتكثيرا على عدم وعي أهلي لي أن أكمل دراستي رغم أن والدتي ووالدتي من خريجي كليات القمة ويمتلكون ثقافات متعددة. انغمست في العمل من صغري كان حينها عمري 10 سنوات، قضيت عمري كله في العمل وانهمكت فيه، والآن أنا أعمل لكنني فقير أو بالمعنى الأصح أنا متميز بالنسبة للمستوى الفقير جدا. والدها سيرفضني قطعا؛ لأنه يرى أن تتزوج بغني ومتعلم وأن يكون "بزنس مان" مثله - هذا استشففته من كلامها خلال عامين كاملين، فأنا أريد أن أتزوجها لا أن أتزوج غيرها، وهي وافقت أن تتزوجني على إمكاناتي هي وأمها فهما الاثنتان رحبا كثيرا بفكرة الارتباط. فقولوا لي ماذا أفعل لكي أتزوج بها؟ مع العلم أنني مصاب بنوع من أنواع الاكتئاب المزمن!!!! لأني أرى كل الناس متطورة ومنتجة وأنا مهما تطورت أو مهما أنتجت فأنا أيضا غير مرتاح وأريد أن ألبس رداء الحنان الذي افتقدته طول حياتي من كل الناس. هذاملخص بسيط جدًّا لقصة عمرها أكثر من 12 عامًا مع تلك الفتاة الملتزمة. أشكركم على مجهوداتكم المبذولة وأرجو الرد سريعا أرجوكم؛ لأن حالتي النفسية تزداد سوء يوما بعد يوم أريد أن أبني ولا أعرف فأدلونى إخوتي الأفاضل الحل الأخ الفاضل.. أهلا بك على صفحتنا "مشاكل وحلول الشباب للشباب" تأخرنا عليك كثيرا فاعذرنا.. ولكن نشكر لك صبرك علينا.. أثارت المعلومات التي ذكرتها في رسالتك تساؤلات كثيرة في نفسي.. فاسمح لي أن أراجعها معك، ولكن دعنا بداية نراجع معا ما ذكرناه على صفحتنا مرارًا حول مقومات الزواج الناجح والاختيار السليم والتي منها وأهمها التكافؤ، والقبول، والاختيار على أساس العقل مع عدم تجنيب العاطفة، بل الموازنة بينهما عند الاختيار. يا أخي.. التكافؤ أساسي في كل شيء، في المستوى الديني والمادي والاجتماعي والفكري والثقافي والعلمي والعمري أيضا، وما ذكرت من معلومات خاصة بهذا الجانب لم ألمس فيها أي توافق، بالإضافة إلى أنها جميعها لصالح الفتاة وهو الأمر غير المضمون العواقب، قد لا تشعر بمشكلة هذه الفروق الآن، ولكنك قد لا تحتمل نتائجها بعد أشهر من الزواج، ليس الحب –رغم أهميته- هو ما يبنى عليه الزواج، فهي أعلى منك ماديا واجتماعيا وعلميا. غير أن بينكما اختلافاتٍ في العادات والتقاليد... هل تذكر قصة السيدة زينب بنت جحش –رضي الله عنها- صاحبة النسب والمكانة وهي تتزوج زيد بن حارثة مولى النبي -صلى الله عليه وسلم- طاعة لاختيار النبي له... ولكن السنن الطبيعية تفرض أحكامها، إلا أن زيدًا لا يرتاح في زواجه ويسرّ للنبي صلى الله عليه وسلم (إنها تتكبر عليه) والحقيقة أنها لا تتكبر، ولكنها تتعامل بطبيعتها ومكانتها ولشعور خفي في نفسه وصلت له الرسالة أنها تتكبر عليه... وربما لم يكن هذا ليحدث لو كانت العلاقة بنيت على أساس من التكافؤ بينهما.. هذا بالنسبة للعوائق التي ذكرتها في رسالتك وبدأت بها.. ولكن في سياق رسالتك أجدك تذكر أشياء أخرى تختمها بسؤال.. فها أنت تقول: "هي عصيبة وعندية جدا!"، "رفض أهلي الارتباط بها"، كما تقول "افتقدت أمي وكل شيء في حياتي فأعطتني الفتاة هذه كل الحنان والحب الذي افتقدته"، وأنك "وأريد أن ألبس رداء الحنان الذي افتقدته طول حياتي من كل الناس".. وتتحدث عن قصة حب دامت ما يقرب من 12 سنة، اسمح لي أن أعلق عليها.. ففتاة في سنتها الأولى في الجامعة كانت طفلة منذ 12 سنة، لا يمكن الحكم على مشاعرها ووصفها بالحب! وإن افترضنا أنها كانت أكبر سنا، فهي أيضا مشاعر مراهقة لا يمكن الحكم عليها، خاصة أنها الآن في الجامعة، وقد تتغير مشاعرها أو نظرتها للزواج أو الاختيار بعد أن تتعرف على آخرين أو تحتك بالمجتمع وتتعرض لخبرات أكثر. يبدو أن مواصفات الفتاة التي تريد الزواج بها غير واضحة في ذهنك، والحب وحده غير كاف لإقامة زواج وبناء أسرة، وليس سببا ترجح به أي من كفتي ميزان الاختيار، أخشى أنك تستعيض بفتاتك عن والدتك التي افتقدتها.. فاحذر من أن تفعل ذلك، فبهذا ستفقد نفسك وفتاتك! ثم تكمل كلامك قائلا: "كل الناس متطورة ومنتجة وأنا مهما تطورت أو مهما أنتجت فأنا أبضا غير مرتاح".. هل يعقل هذا وبياناتك تقول إنك أنهيت دراستك منذ ست سنوات، وإنك تقول إنك تعمل منذ أن كنت في العاشرة من عمرك، أي أنك تعمل منذ 16 سنة! لم تذكر لنا ماذا تعمل، ولماذا لم تتطور، وإلى ماذا تطمح في عملك؟ وهل ستتابع دراستك أم لا؟ كل هذه أسئلة من المهم أن تجيب عليها وتكون إجاباتها واضحة أمامك. كما أنه من الطبيعي أن تشعر بعدم الراحة والاكتئاب، فمن الصعب أن ترى كل من حولك في تطور مستمر وأنت كما أنت، ولكن أحسب أنك إن رتبت أفكارك وجعلت لك هدفا له مدى زمني محدد، وربطته بإرادة ورغبة حقيقية في التغيير فستفعل الكثير. ويبقى سؤال أخير.. تقول إنك تعاني من اكتئاب.. فهل أنت من شخص هذا، أم أنك ذهبت بالفعل لطبيب وشخص لك هذا؟ وإن كنت ذهبت، فهل كتب لك أدوية؟ وبعد مراجعة المعلومات التي ذكرتها عنك، والتي أعدت عرضها ومناقشتها، هل تمكنت من معرفة سبب رفض والدها لك؟ وسبب الحالة النفسية التي تحياها؟ أقدر تعبك وضيقك وحاجتك للراحة والاستقرار، ولكن أعد قراءة وتقييم ما قلناه وصارح نفسك، وأعد التفكير حتى لا تظلم نفسك ولا من تحب، واستعن بالله. وقبل الختام أقول لك: إذا كنت ما زلت ترى أنك مصر على الزواج منها، فهي ما زالت في السنة الأولى من الجامعة، فإن شئت أن تطور نفسك وتعمل بجد أكثر، وكفاك تواكلا اعمل وادرس، واثبت لوالدها أنك قادر وأهل لأن تستحق الزواج بابنته، وأن بإمكانك الحفاظ عليها، ولا تنس مع كل هذا أنك تعمل لنفسك قبل كل شيء، وأنه لن يصيبك إلا ما كتب الله لك.. وتابعنا بأخبارك. |
التكافؤ ومقومات الاختيار.. أين هما؟
المشكلة السلام عليكم.. عرفتها من صغري حين كان عمرها 6 أعوام، كنا نلعب ونجري وكل شيء، كانت جارتي. جرت الأيام وكبرت فأحسست أنها الحضن الذي أقطن بداخله، أحببتها وكبرنا معا تحدثت مع أمها في كل شيء على العلاقة التي بيننا فرحبت كثيرا كثيرا، ولكنني أرى بعض العوائق: 1-الفارق المادي فهى من أسرة ثرية جدا، وأنا فقير ومن أسرة فقيرة. 2-الفارق العلمي فهى في الفرقة الأولى من إحدى كليات القمة، وأنا خريج لإحدى المدارس الفنية منذ عام 2000. 3-فارق العادات والتقاليد فأرى أن عاداتنا وتقاليدنا تختلف كثيرا عنهم وبالذات معها هي. هي عصيبة وعندية جدا، مع العلم أنها تحبني بقوة، وضحت كثيرا من أجلي، ووقفت معي في كل مشاكلي، أحببتها وصارت تجري في عروقي ودمي. رفض أهلي الارتباط بها، وأمي كانت تقترح علي أن أتزوج بأخرى ترى أمي فيها كل جميل فاقترحت أمي علي أن أتركها وأن أتزوج البنت الفقيرة المتدينة الطيبة الجميلة، وما لبست أن توفيت أمي بعدما طلبت مني هذا الطلب بعدها بيوم، ولكن يا إخوتي افتقدت أمي وكل شيء في حياتي فأعطتني الفتاة هذى كل الحنان والحب الذي افتقدته. وأنا أحبها فهي فيها كل الصفات الحسنة ولكنها ثرية جدا. ماذا أفعل إخوتي أرجوكم ساعدوني في حل مشكلتي؟ ندمتكثيرا على عدم وعي أهلي لي أن أكمل دراستي رغم أن والدتي ووالدتي من خريجي كليات القمة ويمتلكون ثقافات متعددة. انغمست في العمل من صغري كان حينها عمري 10 سنوات، قضيت عمري كله في العمل وانهمكت فيه، والآن أنا أعمل لكنني فقير أو بالمعنى الأصح أنا متميز بالنسبة للمستوى الفقير جدا. والدها سيرفضني قطعا؛ لأنه يرى أن تتزوج بغني ومتعلم وأن يكون "بزنس مان" مثله - هذا استشففته من كلامها خلال عامين كاملين، فأنا أريد أن أتزوجها لا أن أتزوج غيرها، وهي وافقت أن تتزوجني على إمكاناتي هي وأمها فهما الاثنتان رحبا كثيرا بفكرة الارتباط. فقولوا لي ماذا أفعل لكي أتزوج بها؟ مع العلم أنني مصاب بنوع من أنواع الاكتئاب المزمن!!!! لأني أرى كل الناس متطورة ومنتجة وأنا مهما تطورت أو مهما أنتجت فأنا أيضا غير مرتاح وأريد أن ألبس رداء الحنان الذي افتقدته طول حياتي من كل الناس. هذاملخص بسيط جدًّا لقصة عمرها أكثر من 12 عامًا مع تلك الفتاة الملتزمة. أشكركم على مجهوداتكم المبذولة وأرجو الرد سريعا أرجوكم؛ لأن حالتي النفسية تزداد سوء يوما بعد يوم أريد أن أبني ولا أعرف فأدلونى إخوتي الأفاضل. الحل الأخ الفاضل.. أهلا بك على صفحتنا "مشاكل وحلول الشباب للشباب" تأخرنا عليك كثيرا فاعذرنا.. ولكن نشكر لك صبرك علينا.. أثارت المعلومات التي ذكرتها في رسالتك تساؤلات كثيرة في نفسي.. فاسمح لي أن أراجعها معك، ولكن دعنا بداية نراجع معا ما ذكرناه على صفحتنا مرارًا حول مقومات الزواج الناجح والاختيار السليم والتي منها وأهمها التكافؤ، والقبول، والاختيار على أساس العقل مع عدم تجنيب العاطفة، بل الموازنة بينهما عند الاختيار. يا أخي.. التكافؤ أساسي في كل شيء، في المستوى الديني والمادي والاجتماعي والفكري والثقافي والعلمي والعمري أيضا، وما ذكرت من معلومات خاصة بهذا الجانب لم ألمس فيها أي توافق، بالإضافة إلى أنها جميعها لصالح الفتاة وهو الأمر غير المضمون العواقب، قد لا تشعر بمشكلة هذه الفروق الآن، ولكنك قد لا تحتمل نتائجها بعد أشهر من الزواج، ليس الحب –رغم أهميته- هو ما يبنى عليه الزواج، فهي أعلى منك ماديا واجتماعيا وعلميا. غير أن بينكما اختلافاتٍ في العادات والتقاليد... هل تذكر قصة السيدة زينب بنت جحش –رضي الله عنها- صاحبة النسب والمكانة وهي تتزوج زيد بن حارثة مولى النبي -صلى الله عليه وسلم- طاعة لاختيار النبي له... ولكن السنن الطبيعية تفرض أحكامها، إلا أن زيدًا لا يرتاح في زواجه ويسرّ للنبي صلى الله عليه وسلم (إنها تتكبر عليه) والحقيقة أنها لا تتكبر، ولكنها تتعامل بطبيعتها ومكانتها ولشعور خفي في نفسه وصلت له الرسالة أنها تتكبر عليه... وربما لم يكن هذا ليحدث لو كانت العلاقة بنيت على أساس من التكافؤ بينهما.. هذا بالنسبة للعوائق التي ذكرتها في رسالتك وبدأت بها.. ولكن في سياق رسالتك أجدك تذكر أشياء أخرى تختمها بسؤال.. فها أنت تقول: "هي عصيبة وعندية جدا!"، "رفض أهلي الارتباط بها"، كما تقول "افتقدت أمي وكل شيء في حياتي فأعطتني الفتاة هذه كل الحنان والحب الذي افتقدته"، وأنك "وأريد أن ألبس رداء الحنان الذي افتقدته طول حياتي من كل الناس".. وتتحدث عن قصة حب دامت ما يقرب من 12 سنة، اسمح لي أن أعلق عليها.. ففتاة في سنتها الأولى في الجامعة كانت طفلة منذ 12 سنة، لا يمكن الحكم على مشاعرها ووصفها بالحب! وإن افترضنا أنها كانت أكبر سنا، فهي أيضا مشاعر مراهقة لا يمكن الحكم عليها، خاصة أنها الآن في الجامعة، وقد تتغير مشاعرها أو نظرتها للزواج أو الاختيار بعد أن تتعرف على آخرين أو تحتك بالمجتمع وتتعرض لخبرات أكثر. يبدو أن مواصفات الفتاة التي تريد الزواج بها غير واضحة في ذهنك، والحب وحده غير كاف لإقامة زواج وبناء أسرة، وليس سببا ترجح به أي من كفتي ميزان الاختيار، أخشى أنك تستعيض بفتاتك عن والدتك التي افتقدتها.. فاحذر من أن تفعل ذلك، فبهذا ستفقد نفسك وفتاتك! ثم تكمل كلامك قائلا: "كل الناس متطورة ومنتجة وأنا مهما تطورت أو مهما أنتجت فأنا أبضا غير مرتاح".. هل يعقل هذا وبياناتك تقول إنك أنهيت دراستك منذ ست سنوات، وإنك تقول إنك تعمل منذ أن كنت في العاشرة من عمرك، أي أنك تعمل منذ 16 سنة! لم تذكر لنا ماذا تعمل، ولماذا لم تتطور، وإلى ماذا تطمح في عملك؟ وهل ستتابع دراستك أم لا؟ كل هذه أسئلة من المهم أن تجيب عليها وتكون إجاباتها واضحة أمامك. كما أنه من الطبيعي أن تشعر بعدم الراحة والاكتئاب، فمن الصعب أن ترى كل من حولك في تطور مستمر وأنت كما أنت، ولكن أحسب أنك إن رتبت أفكارك وجعلت لك هدفا له مدى زمني محدد، وربطته بإرادة ورغبة حقيقية في التغيير فستفعل الكثير. ويبقى سؤال أخير.. تقول إنك تعاني من اكتئاب.. فهل أنت من شخص هذا، أم أنك ذهبت بالفعل لطبيب وشخص لك هذا؟ وإن كنت ذهبت، فهل كتب لك أدوية؟ وبعد مراجعة المعلومات التي ذكرتها عنك، والتي أعدت عرضها ومناقشتها، هل تمكنت من معرفة سبب رفض والدها لك؟ وسبب الحالة النفسية التي تحياها؟ أقدر تعبك وضيقك وحاجتك للراحة والاستقرار، ولكن أعد قراءة وتقييم ما قلناه وصارح نفسك، وأعد التفكير حتى لا تظلم نفسك ولا من تحب، واستعن بالله. وقبل الختام أقول لك: إذا كنت ما زلت ترى أنك مصر على الزواج منها، فهي ما زالت في السنة الأولى من الجامعة، فإن شئت أن تطور نفسك وتعمل بجد أكثر، وكفاك تواكلا اعمل وادرس، واثبت لوالدها أنك قادر وأهل لأن تستحق الزواج بابنته، وأن بإمكانك الحفاظ عليها، ولا تنس مع كل هذا أنك تعمل لنفسك قبل كل شيء، وأنه لن يصيبك إلا ما كتب الله لك.. وتابعنا بأخبارك. |
فتنة في الأرض
المشكله أنا فتاة في الخامسة والعشرين من عمري، تقدم لي رجل في السادسة والثلاثين لم أكن أعرفه من قبل، ولكن كانت تبدو عليه علامات التدين والتقوى، وكان من يعرفه يمدح فيه. ولم يمض وقت طويل حتى عقدنا القران، وبعد العقد اتضح لي أنه كثير القلق والتوتر، سيء الظن، يعمل من كل شيء بسيط مشكلة كبرى، وكنت أتحمله لعل الله يجعل فيه الخير، ولكنه أراد الانفصال بعد مضي شهر واحد من العقد. أنا وعائلتي نحاول الصلح؛ لما في ذلك من ضرر أن أصبح مطلقة بعد شهر واحد، ولكن دون جدوى، وإذ بصديق عمره الذي زكاه لنا قبل العقد يقول لنا: إنه يعاني من اللبس، وأن "قرينته" تعكر عليه حياته إذا فكر في الارتباط، وهي من تسببت في فسخ خطوبتين له من قبل، وأنه ظن أنها سوف تتركه في حالة عقد القران، ولكن اشتدت عليه، ولذلك هو يريد الطلاق. وبغض النظر عما قاله صديقه فقد وافقنا على طلبه، وظللنا شهرا آخر في خلافات حول حقوقي المادية التي يساومني عليها؛ إما التنازل وإما عدم التطليق، حتى تركت له كل شيء وطلقني بعد مضي شهرين فقط من العقد، وبعدها تحدث إلينا شخص آخر، وأكد أنه فعلا ملبوس ومصاب بالصرع أيضا. فهل هذا يمكن فعلا أن يحدث أم أنهم يكذبون علينا، وإن كان هذا حقا فلِمَ لم يصارحني في بداية الأمر، أليس هذا غشا منه ومن صديقه الذي يعرف حقيقته وأخفى علينا عندما سألناه عنه قبل العقد؟. الآن أنا في حالة نفسية سيئة؛ حيث إنه كان يبدو عليه التدين ولكن ما يفعله ينافي هذا، ومن عجائب الزمن أن صديقه الذي ضللنا يخطب الجمعة في المساجد، فإذا كانت هذه الفئة من أهل الدين الذي تخدع وتغش، فكيف بالأشخاص العاديين!!. أنا لا أصدق ما يحدث، فمثل هؤلاء فتنة في الأرض.. أرجو النصح في مشكلتي. الحل ليس في الأمر لبس ولكنْ متاجرة ونصب باسم الدين أو ما أسميه بظاهرة "الدين العشوائي" الذي يهتم أصحابه بالمظاهر والأشكال ثم تأتي التعاملات لتفضحهم، وهم إلى جانب المظاهر يدخلون في الدين أعاجيب وغرائب مثل قضية اللبس؛ هروبا من مواجهة أنفسهم بعجزهم على أن يواجهوا الحياة بالتزام وأخلاق حقيقية. وكما أقول لعملائي الذين يأتون وهم يعلقون أزماتهم ومشكلاتهم النفسية على الجن والمس واللبس: إن مِنَ الجن مِنْ كثرة الافتراء عليه من قبل الإنس، ومن كثرة ما حمله الإنسان من خطاياه رحل عن أرضنا هاربا مما يُفعل به. إن هذا الرجل الذي يماطلك في حقوقك حتى يضطرك إلى إبرائه من حقوقك ويطلقك بعد شهرين هو رجل ظالم ولا علاقة للجني بظلمه. إن الجني لم يطلب منه أن يماطلك في حقوقك، فلو كان صحيحا أنه ملبوس كما يدعي صديقه لأحس بالذنب؛ لأنه يطلقك رغما عنه حسب ادعائه، ولأعطاك حقوقك كاملة، وربما أيضا تعويضا عما اقترفه في حقك، ولكن الحقيقة هو أنه عاجز عن التكيف مع الزواج؛ لأنه مريض بسوء الظن والشك كما تصفينه في رسالتك. ولكننا بدلا من أن نقول: هذا مريض بالشك، نقول: هذا ملبوس. والشك المرضي يؤدي بصاحبه إلى عدم القدرة على الثقة بأحد، وهو عندما يطلقك فليس لأن قرينته تمنعه من الزواج، ولكن لأن مرضه يمنعه من ذلك، وبدلا من طلب العلاج نهرب إلى عالم عشوائي من الجن الذي يتحكم في تصرفاتنا ويمنع عنا حياتنا الطبيعية، وهذا أمر لا يقبله عقل ولا شرع، ولكنه الخلط والتهريج في التعامل مع المشكلات. لا تحزني أيتها الابنة العزيزة، فلقد تخلصت من مريض كان سيحول حياتك إلى جحيم بشكه المرضي؛ وخاصة أنه لا ولن يعترف بمرضه، والذين من حوله يزيدون من غيه ورفضه للعلاج بوصفه بالملبوس، وما فعله صاحبه يدخل فعلا في باب الغش والخداع، ولن يغني عنه أنه خطيب للجمعة، ولكن لا تقعي في التعميم باعتبار كل المتدينين غشاشين؛ فالمتدين الحقيقي لا يغش ولا يخدع، وعليك أن تكوني حذرة في المرة القادمة، واتخذي الأسباب الصحيحة في السؤال عن شخص من يتقدم إليك مهما بدا مِنْ مظهر مَنْ يزكيه لك؛ لأن كثيرا من الناس لا يدركون أن أمر تزكيتهم لشخص للزواج يدخل في باب الشهادة، وأن من يكذب في هذا الأمر أو يكتم أمرا يعلمه إنما يدخل في إطار الشهادة الزور؛ فالشهادة الزور ليست أمام المحكمة فقط ولكن في كل ما يطلب من الإنسان أن يبدي رأيه فيه، ويكون لديه ما يقوله بصدق وشفافية فلا يقوله أو ينقصه أو يدلس فيه . وأيضا مع شهادة من يزكيه يجب أن تسألي أنت بمعرفتك كل معارفه في عمله وفي مكان سكنه وزملاء دراسته، والسؤال يكون أيضا عن أهله، ولا تخدعك المظاهر. واسألي عن المعاملات، فكما قال عمر بن الخطاب: هل سافرت معه؟ هل تعاملت معه بالدرهم والدينار؟ لعلك رأيته في المسجد يصلي ويهز رأسه هكذا؟ وهو يسأل الرجل عن معرفته برجل، فلما كانت إجاباته أنه لم يتعامل معه قال له: اذهب فإنك لم تعرفه. السؤال يكون لمن سافر معه، وتعامل معه، ورآه في أحواله المختلفة. إن جمع المعلومات الصحيحة هو الطريق السليم إلى قرار صحيح، وإن الأخذ بالمظاهر والأشكال لا يغني عن الجوهر والمضمون شيئا. إنك ظُلمت في هذا الموقف، وسيعوضك الله خيرا، ولا تتصوري أن هذا الشخص الذي خدعك سيظل في خداع الناس كثيرا، فسيكشفه الله مهما أظهر غير ما يبطن. لا تفقدي ثقتك في أصحاب الفهم الصحيح للدين وأنه المعاملة؛ فهم ما زالوا موجودين؛ فالخير في أمة الإسلام إلى يوم القيامة. ولا تحزنك كثرة العشوائيين من أصحاب تدين المظاهر والعبادات من غير معاملة حقيقية؛ فهم إلى زوال {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ}. |
اختيار الــ "تيك أواي"
المشكله ضريبة الاغتراب: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لست وحدي من يعاني مما سوف أسرده عليكم من أمري، وإنما الكثير ممن هم غرباء هنا حولي يعانون أيضا مثلي، أنا شاب مصري عمري 32 عاماً مغترب منذ ثلاث سنوات، لم أكن مرتبطاً ولم تكن في ذهني أي فتاة لأرتبط بها، ولم أكن أتخيل في يوم من الأيام أن مسألة اختيار فتاة مناسبة ستكون مشكلة بالنسبة لي، حيث إنني مستقر ماديًّا، وكنت أعمل بشركة محترمة بمصر، وأحمل مؤهلاً عالياً ومثقف وأحاول أن أكون متديناً. سافرت للعمل بإحدى دول الخليج (السعودية) ومكثت عامين وثلاثة أشهر خلال هذه الفترة كنت أسمع من زملائي بأن أحدهم ذهب إلى مصر في إجازته السنوية ورجع ولم يتمكن من الخطبة، أو أن أحدهم ذهب وخطب وبعد فترة لم تكتمل الخطوبة، وهكذا، وتحدثت مع أهلي ليبحثوا لي عن فتاة مناسبة، حتى لا تضيع مني الإجازة في البحث، حيث كنت أنوي أن أتزوج في الإجازة وليس مجرد الخطوبة، وفعلاً أخبرني الأهل بأنه توجد فتاة مناسبة وحدث موعد الإجازة وكانت لمدة شهرين، ونزلت وتم تحديد لقاء غير رسمي لرؤية الفتاة، ولكن لم يحدث قبول من ناحيتي، لأسباب بعد مرور عام تقريباً عليها اقتنعت بأنها كانت أسباب يمكن التغاضي عنها وقبول البنت ككل (بأهلها وتدينها وتعليمها... والتغاضي قليلاً عن الجمال)، ولكن قلت في نفسي حينها بأنني يمكن أن أجد من هي أفضل منها، ولم تكن هناك خيارات أخرى. وهكذا بدأت رحلة مضنية للبحث عن فتاة، رحلة خلالها دخلت أكثر من بيت، وتألمت كثيراً وبكيت كثيراً، وحدثت مواقف مؤلمة بالنسبة لي لدرجة أني لم أعد أرغب في الذهاب إلى بيت فتاة لكي أراها، ومرت الإجازة شهرين كاملين ولم أوفق في اختيار، وفي نهاية الإجازة كنت قد وصلت لحالة نفسية سيئة فقدت خلالها القدرة على اتخاذ قرار سليم، لدرجة أنني رأيت فتاة ووافقت عليها وأقسم لكم بأنني لو رأيتها وأنا في حالتي العادية لم أكن أبداً لأخطبها (لم أكمل معها لأسباب مرضية أخبرني بها أهلها فتوقفت)، ولكني قلت إلى متى ستظل ترى هذه وهذه ولا تنهي الأمر، وأقنعني من حولي واقتنعت بأن المشكلة فيّ، ولكني اكتشفت أخيراً بأن المشكلة ليست في، إنما المشكلة في ضيق الوقت. انتهى الشهران ولا شيء، حالتي النفسية سيئة جدًّا وأنا الذي كنت أنوي الزواج في هذين الشهرين، طلبت مد الإجازة لأسبوعين، ومضى أسبوع آخر ولا شيء أيضا لم يبق سوى أسبوع!!!!! وسأسافر مرة ثانية وإن لم أخطب فسأظل عاماً بأقل تقدير حتى أتمكن مرة ثانية من النزول لمدة شهر وسأعاود الكرة، إحدى خالاتي لديها حفيدة في السنة الثانية من الكلية كنت رأيتها وهي طفلة وأعجبتني وقتها، وللأسف فإن أهلي لم يروها منذ فترة طويلة، قلت لوالدتي عليها وذهبنا لرؤيتها ولكني عندما رأيتها ذهلت لقد تغيرت كثيراً ولم تعجبني إطلاقاً وخرجت وأنا كلي ألم فأخيراً سأتسبب في مشكلة مع خالتي، (لقد كان الأمر من بدايته تخبطاً مني حيث إن الفتاة ما زالت في السنة الثانية) المهم في نفس الأثناء وفي الأسبوع الأخير من الإجازة طلب مني أحد المعارف أن نذهب لرؤية فتاة وفعلاً ذهبنا ورأيت الفتاة وتحدثت معها في بيت إحدى زميلاتها وأخبرته بقبولي للفتاة رغم أنها لم تكن كما أريدها من ناحية الجمال ولكنها مثقفة وأنهت تعليمها، وفعلاً في اليوم التالي وبدون أن أسأل عن أهلها ولا عنها (لا وقت لدي) ذهبت مع الرجل لبيت أهلها ومعي والدتي وتكلمنا في أمر الخطبة واتفقنا على ميعاد الشبكة بعد يومين وميعاد الزفاف الذي تراجع عنه والد العروس نظراً لضيق الوقت وأنه لن يستطيع التجهيز فأخذ الأهل عندي موقفاً وقالوا بأن هذا الرجل لا يلتزم بكلامه، عارض الأهل وتمسك الابن (أنا) وبعد أخذ ورد وشد وجذب تمت الخطوبة في آخر يوم من الإجازة وسافرت في اليوم التالي وفسخت الخطبة قبل موعد الزفاف المقدر بحوالي عشرين يوماً!!! لن أطيل عليكم في التفاصيل ولكن السبب الرئيسي الذي استخلصته هو عدم وجود فترة كافية للسؤال الجيد عن أهل الفتاة. مرت على أيام صعبة وأليمة وأنا هنا في الغربة ولكن الحياة لا تقف والأيام تمر، وقررت أن أنزل في موعدي الذي كان مقرراً من قبل للزفاف لأخطب مرة ثانية. وبالكاد استطعت أن أحصل على إجازة لمدة عرشين يوماً، كان الأهل قد حددوا فتاتين لي حتى أراهما، ونزلت ولم يقدر أن أرى أيًّا منهما، واحدة بالسؤال عنها بعض أصدقائي نصحني بألا أخطبها، والثانية رفض أبوها أمر خطبتها. المهم دخلت مرة ثانية في نفس المشكلة التي مررت بها أولاً، ورأيت أكثر من فتاة، ومر الوقت ولا يعد سوى أربعة أيام، حينها كانت هناك فتاة من جيراننا لم أكن رأيتها من قبل إلا وهي طفلة، في السنة النهائية، ألح علينا بعض جيراننا في خطبتها وشكروا فيها بدلاً من الذهاب هنا وهناك، ولكني لم أكن أريد نظراً لأن أختي رأتها العام الماضي ولم تعجبها حيث أنها كانت ممتلئة بعض الشيء، وثانياً لأنها من جيراننا ولا أريد أن أتسبب في مشكلة معهم لو رفضتها وإني شخصيًّا لم أكن أتمنى أن أخطب من هذا البيت لاختلاف الثقافة ومنهج الحياة، المهم رأيت الفتاة، وكانت مناسبة وقررت التقدم إليها وسعى جيراننا في الأمر وبصعوبة بالغة تمت الموافقة وخرجت مع البنت لنشتري بعض الأشياء، وكلمتها عن حفلة الخطوبة وأني أريد حفلة إسلامية ولم توافق الفتاة فهي لم تحضر ولا فرحا إسلاميا، ونقلت الأمر لوالدها الذي سألها هل لو طلب منك أن ترتدي النقاب ستفعلين؟ فقالت نعم سأفعل، فقال لها لا لن تلبسي النقاب وذهبت أنا وأخي وزوج أختي وجارانا لننهي بعض الأمور والمواعيد وفوجئت بأمر النقاب والفرح الإسلامي وبأني متشدد و ... و.... و.... إلخ. وحاولت جاهداً أن أنفي ذلك وأني إنسان معتدل وأني لن أجبر الزوجة على لبس النقاب وإنما إذا أرادت هي ذلك فلتفعله ولن أمنعها، فأصر أبوها على أن يكتب في عقد الزوجية بألا ترتدي الزوجة النقاب، ورفضت وتدخل الحاضرون، وقالوا كنا نظن أن يكون الخلاف ماديًّا ولكن أن تختلفوا على هذا الأمر فهي ليست نقطة خلاف!!!!، وضُغط علي من أخي وزوج أختي ووافقت بأن ينص في العقد بألا أفرض على الزوجة ارتداء النقاب. وتمت الخطبة بحفلة عادية (أغان] ورقص من الحاضرين والحاضرات) وأصبت بحالة من فقدان الاتزان الداخلي بعد الحفلة التي لم أكن أريدها كذلك، وبعد سفري يظل هذا الشرط يؤلمني وأحس بأنه ينتقص من حقوقي كزوج وأحس بأنني لن أكون سعيداً في حياتي بهذا الشرط وأنني قد تسرعت في الأمر، وأسأل نفسي لماذا فعلت هذا؟ لا أريد أن أثير الأمر الآن حيث إن البنت في آخر سنة في الكلية، ولا أريد أن أثير مشكلة قد تؤثر عليها. أنا داخليا لن أستطيع أن أوفي بهذا الشرط، فماذا أفعل؟ هل أنتظر وأثير الأمر بعد الانتهاء من امتحانات خطيبتي وحينها لن يكون إلا وقت قليل على الزفاف؟ أم ماذا أفعل؟ الحل رسالتك فعلا نموذج لأزمة يعيشها الشباب المغترب في البحث عن الزوجة وشريكة الحياة وربما تبدو الأزمة ملامحها مصرية لكثرة الشباب المصري المغترب، ولكن أظن أن لها صدى في كل الأقطار العربية والإسلامية التي يعود شبابها المغترب إلى موطنة الأصلي من أجل أن يختار شريكة حياته... خاصة أن أحد أهم أهداف الاغتراب لهؤلاء الشباب هو استكمال نصف الدين والارتباط وتكوين أسرة حيث تمنعهم ظروفهم الاقتصادية الأصلية في أوطانهم من ذلك؛ ولذا فإن حدث الارتباط أو اختيار شريكة الحياة يصبح حدثا هاما، في حياة هؤلاء الشباب والذي أيضا يضطر؛ لأن تتم هذه الخطوة بعد سفره واستقرار أحواله حيث لا يفضل معظمهم اتخاذ أي خطوة في هذا الاتجاه قبل السفر... إذن فهي حالة ضرورية أن تحدث بعد السفر، وبالتالي فهي تحدث في الإجازات والتي قد تقصر عند بعضهم لتكون أسبوعين وقد تطول في حدها الأقصى لتصل على شهرين... ينزل فيهم الشباب وقد امتلأت رأسه بالأماني والأحلام بدءا من مواصفات العروس التي سوف يرتبط بها فهو يريدها كاملة الأوصاف وكيف لا وهو قد أصبح عريس مستكمل المواصفات المادية، وقد بذل في سبيل الارتباك أوقاتها وجهود غالية فلا أقل من أن يفوز بعروس تعوضه عما فاته وانتهاء تصور بتصور أنه يمكن أن يتم إجراءات الزواج كلها في مدة إجازته، ولا مانع من أن يحملها معه في الطائرة بعد انتهاء الإجازة أو أن تلحق به بعد عدة شهور حيث يكون قد أنهى الإجراءات للاستقدام... المهم أنه في معظم الأحوال يصطدم الشاب بالواقع وتتسرب أيام الإجازة وهو يدخل البيوت الواحد تلو الآخر بالقائمة التي أعدها له أهله من أجل أن يختار منها وفي معظم الأحيان يفشل في الحصول على من ترضيه.... وفي القليل من الأحيان التي يتصور فيها أ، قد وجد ضالته فإن ضيق الوقت للتعارف الحقيق إما أن يؤدي على فشل هذا الارتباط سريعا بمجرد أن يعود إلى غربته ويجلس مع نفسه وتجلس هي مع نفسها لتجد أنها ارتبطت عبر التليفون أو حتى الشات وليكتشفا أنها لم يعرفا بعضها فيكون انتهاء الأمر هو النتيجة الحتمية أو أن يتجاهل البعض هذه الحالة من عدم التعارف ويستمرا قدما في إجراءات الزواج لينتهي بلقاء الغرباء بين زوجين سيبدأ التعارف بعد أن يجمعوا لها بيت واحد لتبدأ الخلاقات لتنتهي بطلاق حقيقي أو طلاق عاطفي على أحسن الفروض ولتستمر الأزمة وتداعياتها ليدخل المجتمع في أزمة كبري هي وجه أخر لأزمة اغتراب الزواج والأسر.. لذا فقد أن الأوان أن نقف لنتساءل هل يمكن أن يستمر ما يحدث وهل من سبيل لإيقاف هذا الخطر الاجتماعي الذي يضرب نشأة الأسرة من الخطة تكوينها. إننا يجب أن نقول بصراحة أن طريقة الاختيار التقليدية عبر الصالونات... كما يطلق عليها تحتاج إلى إعادة نظر بصورة عامة وإلى إعادة الترشيح ليلتقي الطرفان في الصالون لأول مرة في لقاء يكون مطلوبا فيه من الطرفين أ، يتخذا بعده أخطر قرار في حياتها وهو الارتباط في شراكة الحياة بالزواج.... أصبحت طريقة لا تصلح في ظل التطور الذي تشهده مجتمعاتنا والذي يلتقي الرجل فيه بالمرأة في مكان عمله ومكان علمه وفي الشارع وفي كل مكان... ليتعرف الرجل على زميلاته في العمل أو العلم بصورة أكبر مما يتعرف به على شريكة حياته أليس هذا نوع من التناقض الذي يؤدي إلى المشاكل والاضطراب ولذا وإذا كان ولابد من أن يستمر زواج الصالونات فلابد وأن يطور في سبيل حدوث تعارف حقيقي بين الطرفين بمعنى أن الجميع يدل من أول الأمر ن الاختيار والقرار لن يتخذ عن جلسة واحدة ولا من جلستين بل من جلسات ممتدة ومتعددة ويكون جزء منها في البيت والأخر في الأماكن العامة من نادي أو غيره في حضور الأهل مع أعطاء الفرصة لمن ستشارك الآن يتحدثا ويتفاهما...أ،ه التعارف في ظلال الأسرة وتكون أيضا فرصة للأسرتين أن يتعارفا.... وهذا المدى الزمني وهذه اللقاءات تسمح لأن يكتشف كل طرف على الأقل أن هناك قدرا أدنى من التفاهم يسمح باتخاذ الخطوة الأولي في الارتباط وهي إعلان الخطبة... دون ذلك وبغير ذلك فإن ما يحدث يصبح نوعا من التهريج الذي يشترك فيه الجميع... لأن مسوغات القبول هنا ستعتمد على أمور لا تقيم علاقة زوجية يمكن أن تعتمد أمام عاديات الزمني وتقلباته هذه هي الحقيقة فالشباب سيكون الشكل هو أهم الصفات التي يبني عليها اختياره وربما تكون لباقة الشاب أو إمكاناته المادي هي أهم ما تبني عليه الفتاة اختيارها وليذهب التفاهم والتواصل إلى الجحيم وليقف الجميع متسائلين بعد إتمام الزواج وحدوث الخلافات عما حدث... وكأن الأمور كانت طبيعية وكانت ستؤدي إلى علاقة حقيقية ولكنها فشلت... التعارف هو أصل الاختيار ولا تعارف من غير مدي زمني... وهذا المدى الزمني من أجل مزيد من اللقاءات المتفاعلة... كل ذلك من أجل أن نخطو الخطورة الأولى نحو الخطبة... بعدها تبدأ الخطبة أيضا الحقيقية والتي تلا تصلح أن تكون عبر التليفون الو الشات أو تكون لمدة أسبوع واحد أو ربما في بعض الأحيان يوم واحد يسافر بعده الخطيب وقد نسي شكل من خطبها... وتحاول الخطيبة أن تستجمع ملامح وجهه فلا تستطيع... إننا تحدثنا في حوار مفتوح عن الخطة عن الخطبة الديناميكية التي يتعارف فيها الخطيبان عبر المواقف والأحداث... وجمعنا ذلك في مقال الخطبة... الحب العذري تحت ظلال الشرعية ثم لتكون النتيجة المنطقية لهذه الخطبة الناجحة هي فترة عقد أكثر نجاحا أيضا تحدثنا عنها في حوار مفتوح عن عقد الزواج وجمعناه أيضا في مقال بعنوان عقد الزواج واحة الرومانسية خلاصة ما نود قوله أنه لا يصلح الاختيار السريع أو الخطبة السريعة أو العقد السريع... فالزواج هو أخطر قرار في حياة الإنسان ولذا فيجب أن تأخذ لا يصلح اختصار المراحل أو الزمان... فاختيار صحيح قائم تعارف حقيقي يسلم لخطبة تؤدي إلي حب وعاطفة بين الطرفين تهيئ لعقد زواج تتآلف فيه النفوس لتصبح ليلة الزفاف هي ليلة العيد وليكون الزواج حقا سكنا وجودة ورحمة أما اختيار التيك أواي فيؤدي إلى مثلما نراه كثير من مشكل سخيفة والتي تمثل مشكلتك الأخيرة مع والد زوجتك نموذجا صارخا لها وكأنه لا مشاكل في هذه الزيجة إلا هل تلبس الزوجة النقاب بعد الزواج أم لا... ولكن تعارفكما وتألفكما الحقيقي لم يفكر فيه أحد... إن ما أطرحه بوضوح هو أن الشاب الذي ينوي الزواج إما أن يعطي لكل خطوة حقها بحيث لا يتصور أنه لابد أن يأخذ خطوة كبري بمعني العقد أو حتى الخطبة في أجازته فلتكن لكل خطورة أجازة... فالتعارف الحقيقي كما شرحناه يكون على مدار شهرين في خطوات متلاحقة متقاربة ثم في الزيارة القادمة تكن الخطبة في أول الإجازة وأيضا لتسير في خطوات ديناميكية متفاعلة خلال هذين الشهرين ثم ليكن العقد في الخطوة الثالثة وأيضا هذا ترتيب لا ننتقل فيه من خطوة إلى خطوة إلا إذا تمت أهداف المرحلة التي تسبقها فليست خطوات إجبارية وبعض الناس ينزل في أجازة مفتوحة قد تمتد لأكثر من سنة لينتهي قضية الزواج ثم ليعود على السفر مع زوجته إذا كان مازال في احتياج له وهذا اختيار أيضا يجب أن يطرحه البعض على تفكيره وقد لا يكون قاما للجميع... إن مشكلتك الحقيقية التي يجب أن تبحث لها عن وسيلة وحل هي كيف تتعرف على زوجتك تعرفا حقيقيا قبل أن يجمعكما بيت واحد بدلا من الانشغال بمشكلة النقاب السخيفة إن ما يهدد زواجكما ليس هو أنك ستحرم من حقك في أن تلبس النقاب ولكن في أنك ستتزوج أمراه لا تعرفها حقيقية ولم تتفاعل وتتواصل معها بشكل يؤدي إلى حياة زوجية ناجحة أبحث عن طريقة وستجدها ولكن لا تقبل أبداً بأن يكون زواجك في أي مرحلة من مراحل تيك أواي فهذا إن كان خطيرا في الطعام فهو أشد خطرا في الزواج. |
تسلم اخوي ومشكـــــــــــــــــور وما قصرت ان شاءالله نستفيد من هذي المشاكل
|
اختيار شريك الحياة.. عود على بدء
المشكلة أبدأ كتابتي إليكم بالشكر الجزيل لكم على هذا الموقع الرائع الذي أعتبره نجاحا كبيرا للمسلمين، علّنا نكون قد بدأنا به مشوار التغيير تحقيقا لقوله تعالى: {لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}. سبق لي أن راسلتكم ونشرتم مشكلتي تحت عنوان "البر والطاعة تبادل الأخذ والعطاء"، واستفدت كثيرا من الحل، وجزاكم الله عني كل خير. كما استفدت من المشكلات والحلول التي اقترحتموها علي، فوجدت المشكلة المنشورة على صفحتكم بعنوان "رفض الأهل وزلزلة قرار الاختيار" أقرب إلى مشكلتي، بل حلها وكأنه موجه إلي، واكتشفت أن والدي ليسا السبب الوحيد في فشل الخِطبات التي قمت بها، وإن كانا السبب الرئيسي في فشلها؛ فرفضهما حقا يزلزل قراري، وعلتهما تظل تطرق أذني. ولذا قررت أن أستعيد ثقتي بنفسي، وأن تكون لي ركائز ثابتة أخطو عليها في مسألة اختيار شريك الحياة، خصوصا بعد قراءتي على موقعكم لموضوع "اختيار شريك الحياة السهل الممتنع"، وهذا ما أخرني عن المشاركة على زاوية "شريك الحياة" على موقعكم؛ لأنه يتوجب عليَّ قبل ذلك أن أعد نفسي وأجيب عن الأسئلة التي طرحتموها، وأرجو توضيحا ولو بأمثلة للجملة "أما الاختيار بالعقل يعني تحقق التكافؤ بين الطرفين من الناحية النفسية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية والشكلية والدينية". بعيدا عن مشكلة الزواج فثمة أمور أخرى تتعلق بي، حيث أشعر أن بداخلي طاقات غير أنها ملجمة بلجام مشاكل الحياة والنفس والعمل، وأشياء أخرى أجهلها، كما أني أجهل الزر الذي أضغط عليه لانطلاقها، والطريق التي يجب أن أسلكها، وكيفية تنظيم الوقت لإبرازها وتطويرها، كما الحال في حبي للرياضة وللعلم والتعلم. أصدقائي يحبونني ويرون أني أهل للتشاور معهم في مشاكلهم، وأنني أكثرهم مبادرة وتقديرا للأمور، وفي الحقيقة أنا أحتاج لأن أفهم نفسي والعالم من حولي، أرجو منكم -جزاكم الله عني كل خير- معاونتي لإيجاد تحليل دقيق لنفسي، أنطلق بعده إلى عالم النجاح، حتى أكون يوما شمعة في مجال من المجالات، كما أنتم الآن إرضاء لربي، وخدمة لديني. وأرجو أن أكون قد أوصلت إليكم مضمون المشكلة، ومغزى الموضوع، وإن كنت أمر بمرحلة من الارتباك والتشتت الذهني تعجزني عن التعبير الصحيح لحقيقة ما يدور بداخلي، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحل نشكر لك تواصلك المستمر معنا، وبالنسبة لأمثلة التكافؤ على المستويات المختلفة فالمقصود مثلا بالتكافؤ العلمي: هو أن يكون الزوجان على نفس المستوى العلمي بالنسبة للشهادات الحاصلين عليها، فإذا كانت الفتاة حاصلة على شهادة جامعية مثلا، فيفضل أن يكون الشاب المتقدم لها جامعيا أيضا وهكذا.. وبالنسبة للتكافؤ الشكلي فيكون هناك تحديد لما يطلبه الشخص شكلا من حيث الطول ولون البشرة والامتلاء، بحيث لا يأتي أحدهما بعد ذلك ويقول إن زوجته نحيفة ويريدها ممتلئة، أو خمرية ويريدها بيضاء... إلخ، وهكذا في باقي الأمور. فالمقصود من التكافؤ هو تحديد مستوى، وما يكافئه من مستوى في الطرف الآخر؛ لأن التباين الشديد يكون سببا لحدوث الخلافات، وبخاصة في ظل حالة التشتت والارتباك التي تمر بها، والتي سببها أنك تفكر في كل الأمور دفعة واحدة، وهذا سبب إحساسك بأن هناك طاقات داخلك لا تستطيع إخراجها. وتكمن مشكلة الإنسان في تزاحم الأفكار، وتصوره أنه يستطيع فعل كل شيء في أي وقت، أو أن يرسم صورة أسطورية خيالية للشخصية الفذة الناجحة، ويحلم بالوصول لها؛ فيحبط لأن الصورة أصلا ليست حقيقية، ولا يمكن الوصول إليها؛ فلا يوجد زر يضغط عليه الإنسان فتنطلق طاقاته وقدراته الكامنة، ولكن توجد طريقة منظمة للتفكير، تبدأ بطرح سؤال بسيط على النفس مؤداه: ما الشيء الوحيد الذي أستطيع أن أبدأ به الآن؟ بمعنى أنه مهما تصور الإنسان أن لديه أفكارا أو طاقات فلا بد في النهاية أن يبدأ بشيء واحد لا أكثر. والبداية دائما تكون بسيطة وصغيرة؛ لذا بعد إتمامها تقودنا لاستكمال خطوات أخرى في نفس الاتجاه بنفس الدأب والإصرار، دون تركها والذهاب إلى خطوة جديدة في اتجاه آخر، ونستمر على هذا التحرك للأمام في طريقنا الذي ننشده، عندها نرى ثمرة اختيارنا الذي يكون أهم مؤشرات نجاحه هو أنه يسلمنا من مرحلة إلى مرحلة جديدة، سواء في نفس الاتجاه، أو اتجاه آخر مكمل له، وهكذا تتابع الخطوات بهدوء وبصبر وبتدرج، حتى أكتشف ما أستطيع أن أقدمه لنفسي وللآخرين؛ ليصبح هذا هو اتجاه حياتي الذي أوجه له كل طاقاتي. وأخيرا، الأمر يحتاج منك إلى تحليل لنفسك، لا يستطيعه إلا أنت؛ لأنك الأدرى بقدراتك، وبعدها عليك باختيار خطوة أولى تبدأ بها، وبعدها الصبر والدأب سيصل بك للنجاح بإذن الله. |
هل تفضل المتحررة ام المتحجبه
هناك اسئله لا استطيع ان اقر ر فيها ما الفلرق بين الاثنتين
التحجبه بدون شك تخاف الله وتلبس الملابس المحتشمه وتصلى وتصوم وباقى العبادات ,, والمتحرره ايضا تصلى وتصوم ولكن ملابسها مختلفه بعض الشىء ولا تظن ان كل من يكلمها من الرجال لا بد ان يكون له علاقه بالجنس ,, انا جربت المتحجبات ,, اول ما تبدى الكلام تقوم بحركات وكانك لا سمح الله رايح ترتكب فاحشه,, مع احترامى لكل اخواتى المتحجبات,, لا اقصد التجريح ,, انا لما تكلمنى المتحجبه اخاف واحاسب على كل كلامى واحاول اختصر الموضوع,,,, بعكس المتحرره يمكن التقاش معها سماع افكارها من دون خوف شفت وحده متحجبه وسئلتها ليش متحجبه ,, قالت انه عوره ,, فكرت على طول وقلت مسكينه اصغيره وعوره,, ما رحتى مستشفى للعلاج... استغربت وقالت ليش,,قلت للعلاج ,قالت ما فينى شيء قلت انتى عوره,, فالت عوره طوايفك ومشت عنى ,, والسموحه من الجميع |
الساعة الآن 02:38 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
][ ملاحظة: جميع المشاركات تعبر عن رأي الكاتب فقط ولا تمثل راي ادارة المنتدى بالضرورة، نأمل من الجميع الالتزام بقوانين الحوار المحترم ][